الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 4 | المشاهدات | 1072 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
11 / 02 / 2012, 40 : 08 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب عـاشـراً: موقف فضيلة الشيخ من السياسة في صدر الدولة الإسلامية كان الخليفة يجمع السلطات، وذلك لبساطة المجتمع وقلّة المؤسسات، فكان يجمع السلطة الدينَّية والدنيوية، ولذلك نجد العلماء يذكرون في الأحكام السطانية شروط الحاكم بما يوافق تلك الحالة. أما وقد توسعتُ رُقعَةُ الدولة وتعددت مؤسساتها وترامَتْ أطرافها ودَخَلَ فيها أساليبُ حضاريةٌ لم تكن معهودةً فقد تَعَذَّرَ على الحاكم الإمساك بكل السلطات، فاتخذ أعواناً ومستشارين لكافة الميادين، ومنها الناحية الدينية، ومن هنا كان التكامل بين الحاكم والعالم، فكلاهما يُكْمِلُ الآخر، ولا غنى لأحدهما عن الآخر، وهذه نظرة فضيلة الشيخ للحاكم، فهو على منهج سماحة شيخه، وقد أَكَّدَ في إجابته وما ذكره في كتابه القيّم (وصايا الهدى) أو (وصيتي): أن الحاكم إما أباً أو أخاً أو ابناً، فيجب توقيره كالأب واحترامه كالأخ ورحمته إن كان كالابن، وإن مصلحة الأمة تتكامل برحمةِ وتعاوُنِ الحاكم والعالم، الحاكم بعدله ورحمته، والعالم بعلمه وحكمته، ويمثل لعلاقة الحاكم بالعالم الحديث الشريف: ((مثل المؤمنَين إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى)) . والإسلام يدعو بنصوصه المتضافرة إلى طاعة الحاكم، بل وقرنها بطاعة الله ورسوله. وللحاكم ثلاث حالات: الأولى: أن يكون طائعاً لله مُنَفِّذَاً لشرعه، فتجب طاعته. الثانية: أن يكون مقتصراً في بعضالأمور، فهذا تجب طاعتُه في غير معصيةٍ، والنصح له بالحسنى. الثالث: أن يعلن بكفره صراحةً، فعندها لا طاعة له، ويعزل بما يحقق مصلحة الأمة. وفي زماننا لا يدّعَينَّ أحدٌ أنه من النوع الأول، ولا وصل أحدٌ إلى النوع الثالث، وإنما الغالب النوع الثاني. وهذا له مبرراته؛ لأننا لا زلنا نعاني مخلفات الاستعمار المتعاقب الذي كاد ولفترات طويلة أن يطمس المعالم فضلاً عن الحضارة، فساد الظلم والجهل والفقر، والنظريات من شرق وغرب، إضافة إلى طعامها وشرابها ولباسها، حتى وصل الأمر إلى ما نحن فيه. ولكن والحمد لله بدأت مع بداية القرن الخامس عشر الهجري صحوةٌ إسلاميةٌ، وبدأ الناس يدركون أشياء كثيرةً، غيَّبَها الاستعمار سواءٌ في الحكم أو الدين، ولكن للأسف رافق هذه الصحوة فهمٌ قاصرٌ للدين قائمٌ على الحماس غير المؤسَّس، والذي لم يدرك حقيقة الدين ولا أسرار الشريعة ومقاصدها، فأرادوا استعجال الأمر قبل أوانه، وركب الموجَ أصحابُ الأهواء فأفسدوا الصالح من أهل الحماس، فتحولوا إلى معولِ هَدْمٍ وإفسادٍ، ولذلك رأينا وكما يذكر فضيلة الشيخ حركاتٍ قامت على هذا الأساس أفسدت أكثر من إصلاحها، وأصبحت مضرب المثل في التَّنَدُّرِ في فشل تطبيق الشريعة الإسلامية. ونقول للذين ينادون بتطبيق الحدود الشرعية: ليس بالحدود وحدها يقوم المجتمع الإسلامي، فالحدود سياجٌ وليست أصلاً مقصوداً لذاته، وإنما تقام الحدود على المخالفين بعد تكامل نظام الإسلام، وتحقيق الكفاية والعلم والأمن. وإن فضيلة الشيخ ليدعو في ختام مجلسهوأحياناً أثناءه للحكام المسلمين أن يوفقهم الله لما فيه الخير، ويجنبهم الزلل، وأن يوفقهم للعمل بالكتاب وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتعجب كُلَّ العجب عندما يدعو الخطباء للحكام بالخير والهداية كيف تخبو وتيرة تأمين المسلمين، وتَلْمَسُ ذلك كذلك في صلاة التراويح في المسجد الحرام، وتجد العامة الجهلة يحملون في نفوسهم على الخطيب الذي يدعو للحاكم ، أيُّ فَهْمٍ هذا؟! ومن قِصَرِ أفهامِ بعض الإسلاميين أنهم يتخذون المنبر وسلةً للتشهير بالحاكم وانتقاد الحكم، ظناً منهم أنهم يقولون الحق عند سلطانٍ جائرٍ. ونَرُدُّ عليهم بما يلي: أولاً: هذا منير رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يُصَانَ عن مثل هذه الأمور، ثم من حكمته صلى الله عليه وسلم أنه كان يكنِّي في خطبته عن المخالفين، فيقول: ((ما بال أقوامٍ يفعلون كذا وكذا؟)). مع إمكانية فضحهم وهم لا يقدرون على مخالفته ومواجهته. ثانياً: إن النصيحة على رؤوس الأشهاد فضيحةٌ، والحاكم بَشَرٌ يثيره ما يثير بقية الناس، وربما أكثر لحساسة موقعه، فالنفس بطبيعتها لا تقبل النصيحة من الآخرين، لما رُكِّبَتْ عليه من الغرور والكبرياء والإباء. وإن قبلتْها باطناً قد لا تقبلها ظاهراً، ولذا كان الأسلوب الحكيم في عرض النصيحة أن يكون طبيباً يَسْتَلُّ المرض دون المَسَاسِ بالمريض وكرامته. والمدعو لا يقبل من أحدٍ نصيحة حتى يثق أن الداعي أو الناصح يعمل لصالحه دون تعالٍ أو تَكَبُّرٍ يمس شخصيته، ولقد قدم فضيلةُ الشيخ النصيحة للحكام والأمراء والرؤساء بأسلوبٍ حكيمٍ ناضجٍ مُفْعَمٍ بالحب مليء بالحكمة والموعظة الحسنة التي تلامس شغاف القلب، وكان يضرب لهم المثل بِمَنْ مضى من الحكام والأباطرة وما سيأتي من أمور الحساب في كتابه القيّم (وصايا الهدى)، فهو جديرٌ بأن يُقْرَأَ، وأن يُقْرَأَ بِتَدَبُّرٍ وتَمَعُّنٍ لما فيه من خلاصة التجارب الحكيمة والنظر الثاقبة والعلم الواسع. والآن إلى الحوار: س1 كيف تنظرون إلى معالجة الأمور السياسية، وخاصة أن هناك من يقول: لا سياسة في الدين، ولا دين في السياسة، وهناك من يقول: الدين هو السياسة، وهناك من يلعن السياسة مثل الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله ــــ؟ السياسة هي: العقل الناضج الحكيم، والقلب الواسع الحليم، الموجودان في رجلٍ ذي شخصيةٍ مُتَّزِنَةٍ وخُلُقٍ كبيرٍ، يحمل مسؤولية أُمَّةٍ بكاملها، يسوس أمرها ويست*** لها الخير أينما كان، ويصرف عنها السوء حيث كان، وهو الرجل الذي اختاره الله لنشر العدل والأمن والأمان في المجتمعات، والسيطرة بقوةٍ على أيدي العابثين في كرامة الناس، لذلك وجب في الشرع توقير الحاكم وتعظيمُ أمره، والطاعة له التي جعلها الإسلام من طاعة الله، والحاكم لا يخلو أن يكون أباً أو أخاً أو ابناً، فالواجب على الأمة توقيره إن كان أباً، وتحترمه إن كان أخاً، وترحمه إن كان كالابن. والسياسة هي علوم القرآن والسنة وتنفيذ أحكامها فيالأمة والعمل على تطبيق النظام الذي يضمن للأمة السعادة الكاملة الدائمة. فالسياسة إذن من الدين، بل من صُلْبِ الإسلام الذي أنزله الله من فوق سبع سمواتٍ لعبادٍ خلقهم بيده، وأنزل عليهم تشريعه قانوناً يسعدهم في اجتماعهم واقتصادهم وحربهم وسلمهم. والذي يحارب السياسة والحكام هو إنسان نظر للسياسة نظرةً جانبيةً، من جانب مصلحته التي لم يحققها، ومن العسير على الإنسان أن يتحقق له كلُّ ما يريد، ويؤَمَّن له كل ما يشاء، فالحاكم عليه من الضغوط الدولية والمعاهدات العامة ما تمنعه من تحقيق كل شيءٍ. والواقع أن الشاهد يرى مالا يرى الغائب، وإرضاء الخلق غاية لا تدرك، والمعلوم أن الأمور لا تجري كما يشاء الإنسان، فكما أسلفنا هناك أمورٌ تتعلق بالمجتمعات الدولية لا يمكن لكثيرٍ من الناس معرفتها. والكلام الفصل أنه يجب علينا طاعة الإمام وتنفيذُ أوامره والسمع والطاعة له، وأن لا ننازعه الأمر مهما كان ظالماً إلا في حالةٍ واحدةٍ أجمع عليها أهل العلم: وهو إذا أغلق المساجد ونهى عن الصلاة وأباح المحرمات؛ فيجب على العلماء عند ذلك لقاؤه والنصح له وتذكيره بالله بالحكمة والموعظة الحسنة. وإني لأنصح علماء الدين أن يكونوا مع حكامهم إخوةً متحابين، يتقربون إلى الحاكم بالنصح والتحبب، ولا يكلفونه ما لا يطيق. فإن أدركوا منه عُشْرَ طلبهم فقد حققوا النجاح، وإن أدركوا جزءاً من مائة جزءٍ فهو نجاح، وإن لم يتحقق من مرادهم وطلبهم شيء غير أن الصلة بقيت بينهم فذلك نجاح، وأحذّر العلماء من محاربة الحاكم ومعاداته، فهو الذي يملك السلطة والقوة ويملك المنع للعلماء وللدعاة أن يقوموا بواجبهم، وعندئذٍ نكون قد خسرنا صِلَتَهُ، وتوقف النصح له، وكذلك حكمنا على الدعوة بالفشل بل بالموت، ولقد سبقَ القولُ القديم: حاكمٌ ظلومٌ خَيْرٌ من فتنةٍ تدوم. س2 هناك من يدعو لإقامة دولة الخلافة وهناك من يدعو لقلب نظام الحكم بالقوة؛ لأن الحوار لا يُجدي، وبعدها إقامة دولة إسلامية، فما رأيكم في هذه الدعوات؟ أقول مع كل أسف: إنّ بعض الذين يقومون بالدعوة الإسلامية ينقصهم فهمُ الإسلام بصورةٍ عامّةٍ ،فهم يجهلون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة، وليس لهم إطلاع واسعٌ في التفسير والأحكام الشرعية. لذلك منذ خمسين عاماً وأنا أطالع وأتتبع الدعوات الإسلامية من الشرق إلى الغرب، فما رأيتُ دعوةً تمّ نجاحُها، ولا دعوةً حققتْ مرادَها ولا دعوةً نشرت حكمتها، بل وُجِدَتْ دعواتٌ قامت وعند بدء انتشارها استعجل أصحابها الوصول وأرادوا القفز لتحقيق دولة إسلامية، ناسين أو متناسين أنهم يعيشون في ظِلّ دولةٍ قائمةٍ، كان الواجب عليهم التكاتف معها والمساندة لها وأقلها يجب الاختلاط برجال الحكم بالحب والمودّة ليساندوهم ويكونوا عوناً لهم لتحقيق الإسلام، لكننا نرى العداوة والمحاربة للحاكم ودولته، مما يسبب نفوراً من الحاكم، فينظر إليهم أنهم فِئَةٌ خارجةٌ عن الطاعة، فيبطش بهم لتحقيق الأمن للبلد، وبذلك تنتهي الدعوة والدعاة فيها. وندائي إلى دعاةِ العالم: أنها أيها الدعاة؛ إن عليكم من واجب الإسلام نشر الهداية وتبليغ الشريعة، وتعليم السنة وتربية المجتمع وإنقاذه من براثن الهوى والشهوات، وتوجيهه إلى محبة الله ورسوله، وطاعة أولي الأمر بالتعاون معهم عملاً بالحديث الشريف: ((مثل المؤمنينَ إذا التقيا مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى)) ، وتذكير المجتمع أن الرئيس والعالم صِنْوَانِ أخوان يتعاونان في صرف السوء والضرر عن الأمة، فإذا مَدَّ العالم يده بعلمه وحكمته والحاكم بعدله ورحمته صارت الأمة كتلةً واحدةً ونسيجاً واحداً، وصرحاً شامخاً أمام المِحَنِ الاجتماعية والمصائب العامة. وأما الذين يدْعون لإقامة الدولة على أساس الخلافة أو تحقيق دولة الخلافة فهم فئةٌ رفضوا الدين وجهلوا شرعه، وهؤلاء يجب تحذير الخلق منهم. أما من أراد بِحَظّ نفسِه قلبَ الحكم أو تغييرَه بالقوة من فئةٍ أو جماعةٍ فهؤلاء يُعْتَبَرُون خارجين عن حكمة الإسلام، وهم من البغاة الذين تجب مقاتلتهم للحديث الشريف الصحيح: ((إذا بُويِعَ لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) ، وهؤلاء سماهم الفقهاء: المحاربين الذين خرجوا على الحكم باسم الدين، وهمتهم تقويض الدين وفساد الأمة ونشر الخوف والذعر فيها، فالواجب على الجميع بذل المستطاع لقطع أثرهم. س3 ما رأيكم في الحركات الإسلامية القائمة إلى أساس حزبي سياسي؟ أيُّ حركةٍ إسلاميةٍ تقوم على نظامٍ حِزْبيٍّ هي حركةٌ فاشلةٌ ومآلها إلى الفشل، وتَحمِلُ الآثام التي يرتكبها أتباعُها، والنتيجة سوداء؛ يحصدونها في نهايتهم، ولو كانوا يريدون الله والإسلام لقام كل واحد منهم بنشر الأخلاق، وبَثّ الإيمان، وتبليغ الشريعة، وتوجيه الخلق للسنة المطهرة عن طريق التعليم والتوجيه، كما قام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أداء الواجب الديني، فأوصلوا الإسلام إلى أصقاع الدنيا، معتمدين على الله متوكلين عليه، لا يطلبون أجراً ولا ثناءً، فنشروا دين الله، وبلّغوا شرعه، ودلّوا عباده، مما جعل الإسلام يَعُمّ العالم، فجزاهم الله خيراً، ومن نهج نهجهم وسار على طريقهم حقق ما حققوا وسجل تاريخاً ناصعاً كما سجلوا. س4 بعض الدعاة يصرفون أوقاتهم في متابعة الأخبار والتحليلات السياسية والتعليقات على مجريات الأحداث، فما الميزان الذي تضعونه لمعرفة ما يجري في العالم؟ إن على الدعاة دراسة الواقع والحياة العملية، ومعرفة المجتمعات،و التنقيب عن الانحرافات الاجتماعية ليضع الداعي لكل واحدةٍ حلاً شرعياً من طريق التعليم والتوجيه، لذلك تجد الداعي يغوص في علوم الشريعة، ليُنْقِذَ الأمّة من غُمومها، وليدلها على رفاهيتها وسعادتها، ويسعى لائتلافها ومحبتها ويعالج نقائصها وانحرافاتها بحكمته الواسعة، وحِلْمِهِ العظيم، فيقلب بعلمه الشقاوة سعادةً، والفساد صلاحاً، والضلال هدايةً، والانحراف استقامةً، أما الذين اتبعوا طريق سماع الأخبار، وتتبعوا التعليق على ما حصل هنا وهناك فهؤلاء قوم أضاعوا أوقاتهم وأفنوا زمنهم من غير فائدةٍ يحصلونها، ولا سعادةٍ يدركونها، ولا نجاحٍ يحققونه، فهم رَعَاعُ النّاس بذلوا أغلى ما يكون من الزمن ولم يدركوا جزءاً صغيراً من النتائج. ولا أقصد أن يقبع الإنسان في منـزله تاركاً المجتمع وهمومه،بل ولابد من الاهتمام بالمسلمين للحديث: ((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)) . والمسلم يهتم على قدر طاقته التي يغير بها حاله وحال الناس إلى الأفضل والأكمل. ويدرك المسلم ذلك باجتماعه مع أهل العلم والحكمة والعقل الناضج الذين بذلوا حياتهم لمجتمعهم ووطنهم، ونذروا أنفسهم لإسعاد خلق الله من كل لونٍ ولسانٍ، وأخذوا العهد على أنفسهم أن يحولوا التاريخ المظلم إلى تاريخٍ نورانيٍّ ناجِحٍ، ويُحوّلوا الأمّة المستعمرةَ للهوى والشهوة إلى أمةٍ متحررةٍ من رِبْقَةِ الهوى إلى أمَّة ترتقي في معارج العز والمجد، محققةً النُّصرة على مِحَنِ الحياة: }قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً{ [الإسراء: 84]. والميزان في ذلك دراسة القرآن بوعيٍ وإدراكٍ عميق، ليؤخذ منه دراسةُ التاريخ لمعرفة الأمم وحضارتها التي سادت ثم بادت، وما سبب سيادتها وارتقائها، وما سبب هلاكها وفنائها، ثم لينتقل إلى العالم الآن فيرى أن الأمّة التي قامت على الاستقامة والأخلاق هي أمّةٌ تقدم فيها الزمن، وهي في أوْجِ عزَّتِها، وكمالِ رفعتِها، والأمم التي أهْمَلتْ كمالها وانهالت على أهوائها هي فاشلةٌ في حياتها مُهَدَّدَةٌ بالأمراض والأسقام والفناء. والتاريخ ناطقٌ على كل زمن بما حوى. س5 ما ضوابط العلاقة بين العالم والحاكم؟ 1 أكدت مراراً، أن علاقة العالم بالحاكم ضرورية تكاملية، ينتج عنها تحقيق مصلحة الأمة، يساهم العالم بعلمه وحكمته، والحاكم بعدله ورحمته، وهذه العلاقة لابدّ أن تفضي إلى خير. 2 لابدّ للعالم أن يكون ذا حكمة وحصانة وتقوى، فلا يسأل الحاكم مالا يستطيع وما ليس بالإمكان تحقيقه، فإن الأمل النظري شيء، وما يفرضه الواقع شيء آخر، فالحاكم له ارتباطاته الداخلية والخارجية، تختلف كثيراً عما يظنه كثيراً من الناس. ومن الحكمة أن يخاطبه بأسلوب يقرّ له فيه بالسيادة والقيادة، فإن النفس البشرية تحب المدح والإطراء، ولكن لابدّ للعالم أن لا يغرق بعبارات المديح التي تخرج عن حدّ اللباقة، ولا يخاطبه بالأسلوب الجافي معتبراً خطاب الحاكم كما لو كان في عصر الصحابة أو التابعين، فإن لكل زمان دولة ورجال، ولابدّ للمقال أن يناسب الحال، وإن أسلوب الجفاء قد يفهم منه عدم الولاء، أو أنه مبطنَّ بنيّة المكر والخيانة. 3 لابدّ للعالم أن يضع نصب عينيه مرضاة الله سبحانه عند مخاطبة الحاكم أو الكتابة إليه أو عنه. وأن لا يلتفت إلى هيشات العامة، ومن لا عقل له ولا حكمة، فأغلب العامة انفعاليون، يحكمون على العلماء والحكام بالجهل والهوى فمن اتبع هواهم ضلَّ وهلك. لأنهم عند السَّبر والاختبار فقاعات هواء. وفي المقابل لا يفرط في علاقته بالحاكم، فتضيع هيبته ونقل ثقة الحاكم به. فإذا تكلم العالم بالله ولله كان أوعى للقبول والاستجابة. 4 لابدّ للحاكم لأن يستمع إلى كل الآراء، متخذاً شعار "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها" ولا يتحقق ذلك إلا باتخاذ البطانة الصالحة الجريئة التي تكون له مرآة تعكس هموم الناس وآمالهم وآلامهم. والمشكلة أن الحكام يسمعون عبارات المديح والثناء، وهالات الولاء والطاعة، وتحول بطانة السوء دون سماع الرأي الآخر. 5 هناك بعض الأفراد والجماعات التي حادت عن الجادّة، بحسن نيّة، وجهل بالدين والواقع، فهؤلاء من الواجب احتواؤهم، وإرشادهم، وليس استئصالهم، فلابدّ من سماع رأي المخالف ومحاورته، بالأسلوب الحكيم وليست القسوة والقوة الحل الوحيد. ولقد كان من شأن بعض دعاة السياسة، أنه يقضي على معارضيه بتقريبهم وتوليتهم أرفع المناصب، فبعد أن كانوا يريدون الانقلاب عليه، وتفويض أركان حكمه، فإذا هم من الحريصين على تثبيت دعائم ملكه، ويدينون له بالولاء. 6 أتمنى أن تزول الفجوة المفتعلة بين العالم والحاكم، وأن لا يتخوّف أحدهما من الآخر،و أن يكون الهدف رضا الله تعالى، وتحقيق مصلحة الشعب ورفاهيته. ولابدّ أن أنوّه إلى أن سماحة شيخنا من أوائل من دعا إلى ضرورة التعاون بين العلماء والحكام، وقد تحققت الكثير من المصالح للوطن وخاصة لطلاب العلم فأنت ترى هذا المعلم الإسلامي البارز مجمّع الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله ثمرة هذا اللقاء مع رئيس الجمهورية الراحل ورئيس الجماهرية الليبية، فكم خرّجت طلاباً للعلم في الكليات والمعاهد ونال هؤلاء الطلاب أعلى الدرجات العلمية، ووفرت كثيراً من الأموال على خزينة الدولة وعلى هؤلاء الطلاب لو سافروا للخارج للدراسة، وكيف احتضن طلاباً للعم وفدوا من شتى بقاع الأرض، وتخرَّج علماء ومفتين في بلادهم. hgughlm hgvfhkd hgado v[f ]df ( hgpgrm hgehkdm uavm l,rti lk hgsdhsm ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 02 / 2012, 04 : 04 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب اخي ****** زياد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 02 / 2012, 14 : 04 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب أحبك الله الذي احببتني من أجله جمعنا الله واياكم في جنات النعيم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
15 / 04 / 2012, 24 : 08 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24 / 04 / 2012, 22 : 03 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
من, موقفه, الثانية, الحلقة, الرباني, السياسة, الشيخ, العلامة, يجب, رجب, عشرة |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018