14 / 02 / 2012, 26 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 13 / 06 / 2011 | العضوية: | 46420 | المشاركات: | 303 [+] | بمعدل : | 0.06 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 194 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب (الحلقة , من , موقفه , المرأة , الخامسة , الرباني , الشيخ , العلامة , يجب , رجب , عشرة ثـالث عشـر: موقـف فضيلـة الشيـخ مـن الفـن غزا الفن جُلَّ البيوت، فقلما يوجد بيتٌ لا يوجد فيه جهاز التلفاز أو المذياع، وزاد الانفتاح على العالم مع نهاية القرن بانتشار الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية وما يذاع فيها من أفلام ومسلسلات على اختلاف أهدافها ومشاربها، والتي تحوي الغَثَّ والسمين، منها ما يُمثِّلُ الواقِعَ أصدقَ تمثيل ويضع الحلول الحكيمة الموافِقة للعادات والتقاليد المستمدة من الدين الحنيف، ومنها ما اصطبغ بثقافة المستغربين والثقافة الأجنبية، فحمل في طيّاتِه مَعَاوِلَ الهدم وإفساد الذوق والطبع العام. والفن قد يُمثّل بعداً كبيراً عن معايير الشرف والأخلاق التي يعيشها المجتمع العربي الأصيل، وقد تلحظ فيه روح التمرد على القيم السامية والأخلاق الفاضلة. فتجد الطبع السليم يتأثر بالمعاني العالية وما يمثلها في مجال التمثيل الذي هو عبارةٌ عن قصَّةٍ مصوَّرَة، بقدر صدقها وواقعيتها تجذب المشاهد إليها، وربما كانت أبلغ في المعالجة من كثيرٍ من الخطب والمحاضرات النظرية، ومن هنا تكمن أهمية الفن وخطورته، لمدى نفوذه في مشاعر الناس وتأثيره فيهم. وفضيلة الشيخ مع التمثيل الهادف الذي يعالج قضايا المجتمع وانحرافاته ووضع الحلول الناجعة المستمدة من روح الدين الحنيف. وأما الفن الذي يلامس أعماق الوجدان ويثير الأحاسيس النبيلة والبعيد عن المحرمات ويراعي كرام العادات ولا ينافي الذوق العام فشيءٌ مُحَبَّبٌ للنفس، ويمقت فضيلة الغناء الماجن والكلمة الصاخبة الفارغة المضمون التي يَتَقَزَّزُ الذوق السليم منها. ويُمثّل فضيلته للغناء الأصيل بالذي كان يغنَّي في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإن في الأناشيد الإسلامية والمدائح النبوية لبديلاً عن الأغاني سالفة الوصف، وقد سألنا فضيلته عن الفن فكان هذا الرد: س ما موقفكم من الفن وخاصّة التمثيل والغناء؟ أخذ الفن في زماننا مكانةً كبرى، حيث إنه استطاع أن يجَسِّدَ كثيراً من القضايا الاجتماعية بقالب التمثيل لينبه المجتمع على الصحو الحياتي، واليقظة والوعي، لما يحكيه بعض أصحاب النفوس الرديئة من غدرٍ ومكرٍ وإساءةٍ، والفن جميل ما دام مقيداً بالتقاليد الاجتماعية من المروءة والنخوة والشهامة وحفظ الأمانة والكرامة وإيصال الحقوق إلى أهلها ونتائج كلِّ عَمَلٍ من خيرٍ أو شرٍّ، وهذا الواجب على كل كاتبٍ يكتب مسرحية أو مسلسلاً أن يختم كتابته بإيصال الحق لأهله، ونصرةِ المظلوم وإدانة الظالم ونجاح المُجِدِّ وخيبة المهمل المضيع، وكل ذلك في قالبٍ لا يخالف أمور الدين وعادات وتقاليد المجتمع. وما أجل الفن في المسلسلات التي تناقش الأمور الواقعية في المجتمع، فتضع أصبعها إلى مواضع النقص وتعالجه، وتكشف في بيانها عن المؤمن وكرامته، وتُظهر المنافق وإهانته، هذا هو الفن الذي أفهمه، ولقد برع الممثلون في تجسيد بعض المسلسلات الدينية التي تَشُدّ المشاهد إلى مشاهِدَ حقيقيةٍ يعيشها المشاهد كأنها في زمانها حقيقيةً. وأما الغناء فهو طربٌ روحيٌّ تسمو به الروح، وتعرجُ محلقةً في أوج الفضائل واللذائذ الروحية التي تفيض أُنساً وهدوءاً وراحةَ ضمير في كلماتٍ تَمَسّ شغافَ القلب، من عبارات تحمل شفافية الحبّ ورقّة صفائه، ويزدان ذلك في صوتٍ مَنَّ الله عليه بالرِّقّة والحنان المختلطين بروحٍ نبتت على الود والحب والعطف المقيد بشرع الله، بعيدةً عما يخالطها من محرماتٍ ومنكراتٍ، وهذا كثيرٌ في أشعار أهل حُبِّ الكمال، كالإمام البوصيري وعبد الغني النابلسي، ورابعة العدوية، وغيرهم كثير. ولقد بلغ سيدنا عمر بن الخطابرضي الله عنه أن إماماً يصلي بالناس فإذا انتهى من صلاة العصر غنَّى، قال عمر: نذهب إليه فنسمع، فإن كان غناؤه صالحاً أقررناه عليه، وإلا نهيناه، وذهب عمر إليه، فلما انتهي إليه قال: بلغنا أنك تغني، فأسمعنا غناءك، فجلس وقـال: وفؤادي كلما عاتبته عاد في اللّذات يبغي نصبي لا أراهُ الدهرَ إلا لاهياً فَنِيَ العمرُ كذا باللَّعِبِ وشبابٍ بانَ مِنِّي ومضى قبل أن أقضيَ منه أربي ما أُرجِّي بعدهُ إلا الفَنا طبَّقَ الشَّيْبُ عَلَيَّ مَطْلَبي ويحَ نفسي لا أراها أبدا في جميلٍ لا ولا في أدبِ نفسُ لا كنتِ ولاَ كان الهوى اتقي الله وخافي وارهبي فبكى عمر: ثم قال: هكذا فليغن كُلُّ مَنْ غَنَّى، قال عمر: وأنا أقول: نفسُ لا كنتِ ولا كان الهوى رَابِضِي الموتَ وخَافي وارهبي أما ما نسمعه في زماننا من عبارات مُنْحَطَّةِ المعنى تُثير الضجر، بعيدةٍ عن المعنى؛ قرينةٍ لصخب الأصوات، فهذا ما تَقَزَّرُ منه النفس، وتَنْفُرُ منه الروح. فعودةً إلى الفضائل والكمالات والتقيد بـأحكام الشرع الحنيف السمح، ففي ذلك طرب الروح وصفاؤها.
hgughlm hgvfhkd hgado v[f ]df (hgpgrm hgohlsm uavm l,rti lk hgtk )
|
| |