النداء الخامس :( الأمان لأولياء الرحمن )

[زياد محمد حميدان]

النداء الخامس :] الأمان لأولياء الرحمن [
] يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [ {الزخرف 68}.
يتوجه الحق سبحانه بهذا النداء يوم القيامة،يوم على الكافرين حسرة وندامة،وللمؤمنين بشرى بطيب الإقامة.فبعد أن بيَّن الحق سبحانه مآل الأخوَّة في الدنيا،بأن تنقلب مودة الكفار عداوة،لأنها بنيت على غير أساس الإيمان.وأما أهل الإيمان فتزداد عرى محبتهم لأنها كانت لله،فما كان لله فهو المتصل.
وعندما يشاهد الناس أهوال يوم القيامة،وما أعدَّ للكفار والفسقة من العذاب الأليم والمهين. ينادي الحق أولياءه بألا تخافوا من العذاب،فإني منجيكم منه،ولا تحزنوا على فراق الدنيا ولا ما فيها،فإني اليوم أبدلكم متاعها الزائل،بنعيم مقيم،فيها ما تشتهي الأنفس ،وتلذّ الأعين.
عن المعتمر بن سليمان عن أبيه قال سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع، فينادي مناد: يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، فيرجوها الناس كلهم، قال: فيتبعها {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} قال: فييأس الناس منها غير المسلمين)[1].
وذكر المحاسبي في الرعاية: وقد روي في هذا الحديث أن المنادي ينادي يوم القيامة يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) فيرفع الخلائق رؤوسهم، يقولون: نحن عباد الله. ثم ينادي الثانيةالذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين) فينكس الكفار رؤوسهم ويبقى الموحدون رافعي رؤوسهم. ثم ينادي الثالث: (الذين آمنوا وكانوا يتقون) [يونس: 63] فينكس أهل الكبائر رؤوسهم، ويبقى أهل التقوى رافعي رؤوسهم، قد أزال عنهم الخوف والحزن كما وعدهم؛ لأنه أكرم الأكرمين، لا يخذل وليَّه ولا يسلمه عند الهلكة)[2].
ويؤخذ من هذه الآية ما يجب على المؤمن أن يدخره ليوم المعاد، من الإيمان الصادق والطاعة المخلصة،وتقوى الله U وهي زاد الدنيا والآخرة،فمن اتبع هدي الرحمن كان حقا عليه أن يعزّه في الدنيا والآخرة،وما تاجر أحد مع الله وخسر،وإن أعظم الربح في يوم لا استدراك فيه،إلى جنّة فيهنأ وإما إلى نار فيخسأ،والدنيا مزرعة الآخرة.

1) جامع البيان 11/209 وانظر تفسير القرآن العظيم 4/171 والجامع لأحكام القرآن 16/110

2) الجامع لأحكام القرآن 16/110

---

hgk]hx hgohls :( hgHlhk gH,gdhx hgvplk )

[محمد نصر]

[شريف حمدان]

[زياد محمد حميدان]

وإياكم ولكم بمثله