الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 1 | المشاهدات | 546 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01 / 11 / 2011, 41 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب النداء الوحيـد : ] مراتب النفس [ ] يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ[{الفجر 27}. الروح أهم عنصري الإنسان،فهي المخلوقة أولاً منذ عالم الذَّر،ثمَّ قدر الحق سبحانه أن تلتقي بالجسد عندما يكون جنينا،وتفارقه عند الموت،فتعيش في البرزخ ما شاء الله تعالى،ثم تعود إليه يوم القيامة للجزاء. الإنسان بطبعه يسعى لتأمين أسباب الرفاهية للجسد،ويعتقد أن السعادة في تحقيق رغباته،من لباس وطعام وشراب وسكن وتناسل،وربما ارتكب المخالفات لتأمين ذلك.ويسعى إلى التداوي إذا ما أصابه مرض.وفي المقابل ينسى حقوق الشق الآخر من نفسه،فتظل الروح حبيسة الجهل بالله تعالى،وأسيرة الغفلة،ولا يتفطن إلى أمراضها،فتبقى بلا تهذيب ولا رعاية،ولله در القائل: عليك بالروح فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسد إنسان والمرتبة الثانية،وهي النفس اللَّوامة،وهي التي اكتسبت إحساسا بما تقترف من آثام،فتلوم نسها على تقصيرها،وهذه مرتبة عظيمة استحقت أن يحلف الحق سبحانه بها(وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(القيامة:2).فهي عظيمة بهذا الجهاد للنفس. وإذا ما تغلَّب جانب الخير في هذا الصراع،ارتقت النفس إلى مرتبة أعلى وأسمى،وهي مرتبة النفس المطمئنة،وهذا مقام الصدِّيقين والمقرَّبين،والعلماء الربانيين،وهي التي يتوجه الحق إليها في هذا النداء. ولا يصل الإنسان إلى هذه المرتبة إلا بجهاد النفس،وتصفيتها من تعلقاتها،وتصبح حياته كلها بالله ولله. وقد اجتهد العلماء الربانيون في وضع ضوابط لتزكية النفس ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)(الشمس:9_10) وأخذ هذا المجال من الاجتهاد اسم التصوُّف،لتصفية النفس من تعلقاتها.وكانت نشأة الصوفية صافية نقيَّة،مرتبطة بالضوابط الشرعية،تسعى بالمسلم ليرتقي إلى مرتبة الإحسان.ولكن دخل فيها ما دخل في بقيَّة مجالات الدين،فأفسد صفاءها،وكثر فيها المدَّعون ،حتى أصبح اسم التصوُّف يثير الحساسية لدى قطاعات كثيرة من المسلمين. والمسلمون متفقون على جوهر التصوُّف،وإن اختلفت اصطلاحاتهم،فمنهم من يسميه تزكية،ومنهم من يطلق عليه تربية،ومنهم من يقول إنه تهذيب،فلا مشاحَّة في الاصطلاح.والجميع يسعى إلى استكمال الروح فضائلها،والوصول بها إلى مرتبة أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وقد بحث العلماء الربانيون في النفس مالها وما عليها،قديما وحديثا،ليرشدوا السالكين إلى الله تعالى،كيلا تقطعهم عوائق النفس والهوى والشيطان،وعلماء الأمة المربون نذروا أنفسهم لخدمة دين الله،وهداية الخلق إلى الحق ،ليصلوا إلى دار السلام بسلام،ومم نبحث في النفس وأحوالها ،الحارث المحاسبي والغزالي وابن قيم الجوزية وغيرهم،والأمر اجتهاد كالاجتهاد في الفقه،يتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان. أما سبب نزول الآية: عن ابن عباس رضي الله عنهما :أن النبي r قال: من يشتري بئر رومة نستعذب بها غفر الله له؟ فاشتراها عثمان t ، فقال النبي r : هل لك أن تجعلها سقاية للناس؟ قال: نعم. فأنزل الله في عثمان(يا أيتها النفس المطمئنة) الآية[1]. وقيل: نزلت في خُبيب بن عدي t الذي صلبه أهل مكة، وجعلوا وجهه إلى المدينة؛ فحول اللّه وجهه نحو القبلة [2]. ونزولها لا يمنع نزولها في بعض الصحابة أن تكون عامة في جميع المؤمنين. واختلفت عبارة السلف في المراد بالنفس المطمئنة على أقوال: قال مجاهد وغيره : الساكنة الموقنة؛ أيقنت أن اللّه ربها، فأخبتت لذلك. وقال ابن عباس: أي المطمئنة بثواب اللّه. وعنه المؤمنة. وقال الحسن: المؤمنة الموقنة. وعن مجاهد أيضا: الراضية بقضاء اللّه، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها. وقال مقاتل: الآمنة من عذاب اللّه. وفي حرف أُبي بن كعب "يأيتها النفس الآمنة المطمئنة". وقيل: التي عملت على يقين بما وعد اللّه في كتابه. وقال ابن كيسان: المطمئنة هنا: المخلصة. وقال ابن عطاء: العارفة التي لا تصبر عنه طرفة عين. وقيل: المطمئنة بذكر اللّه تعالى؛ بيانه (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) [الرعد: 38]. وقيل: المطمئنة بالإيمان، المصدقة بالبعث والثواب. وقال ابن زيد: المطمئنة لأنها بشرت بالجنة عند الموت، وعند البعث، ويوم الجمع. وروى عبداللّه بن بريدة عن أبيه قال: يعني نفس حمزة. والصحيح أنها عامة في كل نفس مؤمن مخلص طائع [3]. وأصل الاطمئنان:السكون،فالنفس المطمئنة سكنت لبرد اليقين،والثقة بما عند الله تعالى،بخلاف النفس التي اشتغلت بالدنيا،فإنها قلقة مضطربة،متشعبة الأهواء،لأنها خاوية من ذكر الله تعالى.ومصداق ذلك ما رواه ابن مسعود t قَالَ:] سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ r يَقُولُ: مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا؛ هَمَّ الْمَعَادِ ،كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ. وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ[[4]. وإنك لتلمس أثر النفس المطمئنة في سلوك الناس،فترى المؤمن،مطمئن النفس،هادئ البال،لا يجزع ولا يقلق.تطفح أساريره بالرضا والبشر،يحمد الله تعالى في السراء والضراء،بينما غيره يجزع ويهلع،مفرَّق الرأي،مشتت الفكر،مضطرب القلب. واختلف في هذا الخطاب ،متى يقال للمؤمن على قولين: الأول:يقال لها ذلك عند الموت. قال عمرو بن العاص t : إذا توفي المؤمن أرسل اللّه إليه ملكين، وأرسل معهما تحفة من الجنة، فيقولان لها: اخرجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية، ومرضيا عنك، اخرجي إلى روح وريحان، ورب راض غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك وجَد أحد من أنفه على ظهر الأرض. وذكر الحديث. وقال سعيد بن زيد t : قرأ رجل عند النبي r (يا أيتها النفس المطمئنة)، فقال أبو بكر t : ما أحسن هذا يا رسول اللّه! فقال النبي r :إن الملك يقولها لك يا أبا بكر[5]. قال الحسن البصري إن اللّه تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن، اطمأنت النفس إلى اللّه تعالى، واطمأن اللّه إليها)[6]. الثاني: يكون ذلك يوم القيامة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ترد الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد. وعن الضحاك :يأمر الله الأرواح يوم القيامة أن ترجع إلى الأجساد، فيأتون الله كما خلقهم أول مرة[7]. وقد رجَّح الطبري القول الثاني فقال:وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن عباس والضحاك، أن ذلك إنما يقال لهم عند رد الأرواح في الأجساد يوم البعث لدلالة قولهفادخلي في عبادي).ولكنه نقل قول أبي صالح الذي يجمع القولين، عن أبي صالح (ارجعي إلى ربك راضية مرضية) قال: هذا عند الموت (فادخلي في عبادي) قال: هذا يوم القيامة[8].ولعل ذلك التفصيل أرجح والله أعلم. عن أبي أمامة t :] أن رسول الله r قال لرجل: قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك[[9].هذا الدعاء يجمع سعادة الدنيا،براحة البال،وهدوء النفس، والسكينة والرضا عن الله تعالى،وهذه إذا تحققت للإنسان،تضاءل أمامه أجلّ الخطوب،وأعتى الصعاب،وما مصائب هذا الزمان،إلا من اضطراب النفوس،وسعيها سعي الوحوش على حطام الدنيا،كل ذلك لقلة اليقين بالله تعالى ووعده ،وضعف الإيمان بالقضاء والقدر. 1) الدر المنثور 6/589 2) الجامع لأحكام القرآن 20/58 1) انظر جامع البيان 12/580 والدر المنثور 6/589والجامع لأحكام القرآن 20/58 2) سنن ابن ماجه،كتاب الزهد،باب الهم بالدنيا 4/425 رقم 4106 3) انظر جامع البيان 12/580 وتفسير القرآن العظيم 4/ 659والجامع لأحكام القرآن 20/58 4) الجامع لأحكام القرآن 20/58 1) جامع البيان 12/582 2) المرجع السابق 3) الدر المنثور 6/590 وتفسير القرآن العظيم 4/659 sh]sh hgk]hx Ygn hgkts : hgk]hx hg,pd] : lvhjf hgkts | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 11 / 2011, 38 : 07 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018