![]() | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 2 | المشاهدات | 831 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ {البقرة104}. هذا النداء الرباني الأول لأهل الإيمان،في ترتيب المصحف الشريف،يوجه فيه الحق عز وجل عباده بالالتزام بكامل الأدب،مع ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم في مخاطبته.فمكانته السامية،وقدره العظيم،يوجب على المؤمن المبالغة في حبّه واتّباعه،والأدب في حضرته،فهو نبيُّ الله وخاتم رسله،ورسالته خاتمة الشرائع،لم يترك شيئاً فيه صلاحٌ للمسلمين ،في دينهم ودنياهم إلا بيَّنه،نصح للأمة بالحكمة البالغة،والرحمة الوافرة. كان يجاوره في المدينة اليهود،وكانوا يجتهدون في النيل من قدره صلى الله عليه وسلم حسداً أن آتاه الحق النبوة من دونهم،وقد حاولوا إلحاق الأذى بجسده الشريف،بمحاولات اغتياله،إلا أن الله تعالى عصمه من مكائدهم،وسحروه لكن الله تعالى أبطل كيدهم. وكان المسلمون يطلبون المهلة من الرسول صلى الله عليه وسلم لسماع حديثه،بقولهم(راعنا)،وكانت هذه الكلمة سبٌّ في لغة يهود،فكانوا يقولونها وهم يقصدون السبَّ،ويتضاحكون فيما بينهم.فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ![]() فنهي المؤمنون عمّا يمكن أن يكون ذريعة للنيل من مقام ****** المصطفى r ،وأمروا بترك التشبه باليهود في أقوالهم وأفعالهم،لأن قلوبهم الخبيثة قد انطوت على كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين،فقد كتموا نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم رغم سطوع الحقيقة،وتحدي القرآن الكريم أن يظهروا كتبهم؛والتي تأمرهم بالإيمان به واتباعه ،وفيها بيَّن اسمه وصفته ومولده ومهاجره . وكان اليهود يستغلون مكانتهم في نفوس الناس لأنهم أهل كتاب.قال السدّي ![]() ويحتمل أنهم كانوا يقصدون بذلك الرعونة،وهذا من باب التعريض،فأمر الحق سبحانه المؤمنين بالابتعاد عن الألفاظ الملبسة،والتي تؤدي إلى التنقيص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم . وقد جمع الفخر الرازي وجوه الحكمة من النهي عن استعمال هذه اللفظة فقال ![]() أحدها:كان المسلمون يقولون لرسول الله r إذا تلا عليهم شيئا من العلم :راعنا يا رسول الله،واليهود كانت لهم لغة عبرانية يتسابّون بما يشبه هذه الكلمة،وهي كلمة(راعينا) ومعناها:اسمع لا سمعت،فلما سمعوا المؤمنين يقولون راعنا،افترضوه وخاطبوا به النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعنون تلك المسبّة،فنهي المؤمنون عنها وأمروا بلفظة أخرى وهي قول(انظرنا).ويدلّ على صحة هذا التأويل قوله سبحانه:]وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ[{النساء46}وروي أن سعد بن معاذ رضي الله عنه سمعها منهم فقال:يا أعداء الله،عليكم لعنة الله،والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنَّ عنقه،فقالوا:أولستم تقولونها؟فنزلت هذه الآية. ثانيها:قال قطرب:هذه الكلمة وإن كانت صحيحة المعنى؛إلا أن أهل الحجاز ما كانوا يقولونها إلا عند الهزؤ والسخرية،فلا جرم نهي عنها. ثالثها:أن اليهود كانوا يقولون(راعينا)أي أنت راعي غنمنا،فنهاهم الله عنها. رابعها:أن قوله (راعنا) مفاعلة من الرعي بين اثنين،فكان هذا اللفظ موهما للمساواة بين المخاطبين،كأنهم قالوا:أرعنا سمعك لنرعيك أسماعنا،فنهاهم الله تعالى عنه ،وبيّن أنه لا بدَّ من تعظيم الرسول r في المخاطبة على ما قال:]لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [{النور63}. خامسها:أن قوله(راعنا)خطاب مع الاستعلاء ،كأنه يقول:راعي كلامي،ولا تغفل عنه،ولا تشتغل بغيره،وليس في (انظرنا) إلا سؤال الانتظار،كأنهم قالوا:توقف في كلامك وبيانك مقدار ما نصل إلى فهمه. سادسها:أن قوله(راعنا) على وزن عاطنا من المعاطاة.ثمّ إنهم قلبوا هذه النون إلى نون أصلية،وجعلوها مشتقة من الرعونة.فلما قصدوا هذه الوجوه الفاسدة لا جرم نهى الله تعالى عن هذه الكلمة)[3]. قوله تعالى ] وَقُولُوا انْظُرْنَا [مرادف لكلمة راعنا في المعنى ،لكن نهوا عن اللفظة الأولى لما فيها من المفسدة. قوله تعالى] وَاسْمَعُوا [ المراد سمع الطاعة والامتثال ،لأمر الله تعالى ونهيه،ولا تكونوا كاليهود الذين قالوا ] قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا[{ النساء 46}،وما كان في القرآن الكريم من طلب السمع والنظر،ليس المطلوب منه فعل الحواس،وإنما سمع الطاعة و التدبر والتأمل. قوله تعالى] وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الكافرون هنا اليهود،إذ كفروا بتنقيصهم لقدر النبي صلى الله عليه وسلم والاستهزاء به،ويدخل في هذا الوعيد كل من انتقص من قدره صلى الله عليه وسلم أو استهزأ به،وفي هذا ذكر القاضي عياض أن من قال أن ثوبه صلى الله عليه وسلم كان وسخا فإنه يكفر بذلك[4].فإذا كفِّر من أساء إلى ملبسه،فكيف بمن يسيء إلى ذاته الشريفة؟. ولذا وجب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره بما يليق بمقام النبوة والرسالة،وما كان من حقَّ التوقير والتعظيم فهو لورثته من العلماء الربانيين،الذين يقومون بوظيفته من الدعوة والتبليغ عن الله تعالى شرعه المطهر،من كتابه العزيز وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ،قولا بالتعليم،وعملا بالتوجيه والإرشاد والسلوك. وفي الآية تعليم للمسلم أدب الحديث مع العالم المربي،كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم ،والبعد عن الألفاظ المحتملة ،والتي يمكن أن تثير النفوس وتوغرها،وإن من أسباب تردي أحوال المسلمين تضييعهم للحقِّ المادي والمعنوي للعالم الربانيّ. وفي الآية نهي عن التشبه بغير المسلمين في أقوالهم وأفعالهم،وهناك ولع عند بعض المسلمين بتسميات يظن أنه يمدح ****** المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وهو يسيء ولا يدري،كوصفه بالقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة،أو ألقاب الرئاسة والسلطنة،وفي ذلك مخالفة للأدب الرباني]لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً[{النور63} فمقام النبوة لا يدانيه أي مقام مهما علا،ولا تقاربه أية مرتبة مهما شرفت. والآية أصل في سدِّ الذرائع وقد عرَّفها القرطبي ![]() وقد دلَّ الكتاب والسنَّة على سدِّ الذرائع. فمن الكتاب قوله تعالى:]وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [{الأنعام108}. ومن السنَّة ما أخرجه البخاري:] عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[[6] أي أن التصوير واتخاذ التماثيل ذريعة لعبادة غير الله عز وجل إذ يدخل الشيطان من مدخل التعظيم ،ثمَّ تتخذ بعد ذلك صنماً أو وثناً يعبد من دون الله تعالى. ومما ورد في السنَّة:] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مِنْ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ. قَالُوا :يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ [7][فسبُّ الرجل لأبوي غيره ذريعة لسبِّ والديه.وقد أورد ابن قيِّم الجوزية رحمه الله تسعةً وتسعين وجها لسدِّ الذرائع[8]. وسيأتي الحديث عن الأدب في محادثته صلى الله عليه وسلم في سورة الحجرات(النداء الحادي والسبعين). [1] ) انظر الدر المنثور1/195 والجامع لأحكام القرآن2/58 2) تفسير القرآن العظيم 1/207 3) التفسير الكبير للرازي 3/634 وانظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 211 4) انظر الشفا 217 5) الجامع لأحكام القرآن 2/58 .والذريعة لغة:(الوسيلة،والذريعة مثل الدريئة،وهي جمل يختل به الصيد ،يمشي الصيَّاد إلى جنبه فيستتر به ويرميالصيد إذا أمكنه،وذلك الجمل يسيَّب أولا مع الوحوش حتى تألفه)انظر لسان العرب 5/37 والقاموس المحيط927.وتقاربت عبارات الأصوليين في تعريفها،فقيل في تعريفها ![]() ![]() ![]() 6) صحيح البخاري،كتاب الصلاة،باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية 1/165 رقم 417 7) صحيح مسلم،كتاب الإيمان،باب بيان الكبائر وأكبرها 2/274 رقم 259 8) انظر أعلام الموقعين عن رب العالمين 3/173 وسدّ الذرائع للأستاذ محمد هشام البرهاني 343 hgk]hx hgH,g :( ,[,f hgH]f td k]hx hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب وتقبل الله منك ما تقوم به وجعله فى موازين حسناتك واسال الله ان يجملك بالصحة والعافية ويهديك الرشد والحكمة والعلم النافع كل شكرى وتقديرى لك اخى الكريم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى ونسأله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا ولكم تحياتي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018