02 / 10 / 2017, 01 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح من الفضل والرِّزق أن يمنحك الله تعالى نظرًا جديدًا لآياته في السَّماوات والأرض أو في كتابِه الكريم، سواء كان ذلك المنظور جديدًا عليك كلِّيًّا، أو قادَتك إليه عبارَة متأملة سبقَتكَ بالفَضل، ومن الكرم أيضًا -في القرآن الكريم- أن تقرأ الحركةَ التي تكون في الآيات والعلاقات التي تَربطها أو الفائدة المنهجيَّة التي تستنبطها. قرأتُ ذلك في قوله تعالى: {لَا تَقْنَطُوا} [سورة الزمر، الآية: 53] في سورة الزمر، في معرض الحديث عن الذي اختطفَتهم سبلُ الضَّلال وأغواهم الهوى، وزيَّن لهم الشيطان سوءَ أعمالهم وصدَّهم عن السبيل. وبعيدًا عن التفسير الحرفيِّ أو المعنوي للآيات، كنت أتساءل عن سرِّ البدء بعدم القنوط، وهو توجيهٌ نفسيٌّ قَبل الشروع في التوبة في قوله: {وَأَنِيبُوا} [سورة الزمر، الآية: 54]، كما كنتُ أراقب مشهدَ اليائس والقانِط، وكيف يمكن لي أن أفرِّق بينهما؟ لقد كان في البدء بهذا التَّوجيه النَّفسي عظيمُ الأثَر في منهج إصلاح سلوك الفردِ والمجتمع؛ إذ لا يمكن أن تبعث الحياة في رجلٍ أو امرأة قد فقدا كلَّ مؤهلات الثِّقة والكرامة، الذي يَنظر إلى الحياة بنظرة سوداويَّة ولا يرى نورًا في آخر النَّفق، لا يمكن أن يتحرَّك أو أن يقدِّم شيئًا أو يؤخِّره، ومِن هذا يمكن استشفاف لَمحة نفسيَّة؛ وهي أنَّ كثرة الأخطاء تقود بصاحبها إلى الشُّعور بالدونيَّة وعدم إمكانيَّة إصلاح ما أفسده، فإعطاء الرُّؤية المتفائلة، وبثُّ النَّفَس الإيجابي قَبل إصلاح الأخطاء أمرٌ بالِغ في الأهمية. كما أنَّ لاختيار كلِمة القنوط بدل اليأس دلالاتٍ أَعمقَ وفضاءات أَوسَع، من ذلك: - أنَّ اليأس: هو قَطع الرَّجاء في الحصول على المطلوب بشكلٍ عامٍّ، وقد يكون مطلوبًا دنيويًّا. - أمَّا القنوط: فهو اليأس من الرَّحمة، اليأس من الخير، اليأس من عَفو الله، ولشدَّة تأثير القنوط على النَّفس وأثره السَّلبي؛ جاء مقرونًا مع الضَّلال؛ كما في قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [سورة الحجر، الآية: 56]، وهو فعلًا ضلال لأنَّه انحرافٌ عن الطَّبيعة، فكيف تفكِّر النَّفس في الهلاك والعذاب والطَّرد من ربٍّ سبقَت رحمتُه غضبَه، وفضلُه مَنْعَه، ونفعُه ضرَّه؟! إنَّ الشعور بالقدرة على المضيِّ رغم الأخطاء والكبوات هو وقودُ تخطِّي مراحل معترَك الحياة، وهو زادها وضوءها ومَكمن قوَّتها، لهذا أجد ربطًا لطيفًا بين ذلك، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله»، وربَّما ذلك في قوَّته النفسيَّة، ومغالبته إخفاقاته وأخطائه وتعاليه على الألَم قدر استطاعته. محمد فايع عسيري المصدر: موقع الألوكة
gh jrk',h
|
| |