20 / 09 / 2011, 35 : 03 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 13 / 06 / 2011 | العضوية: | 46420 | المشاركات: | 303 [+] | بمعدل : | 0.06 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 194 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب النداء السابع والسبعون :] أدب المجالس[ ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [{المجادلة 11}. يعالج هذا النداء الربانيّ أدب من آداب المجلس،بما يحقق المحبة بين الجلساء،وأن لا يستأثر من جلس بسعة المجلس،ويترك الآخرين في ضيق منه.وينبغي كذلك أن ينزل الناس منازلهم،ويعرف لأهل الفضل مكانتهم،فلقد كان الرسول r والخلفاء الراشدون من بعده يكرمون أهل بدر،ولقد كان من بعض الصحابة التزاحم لقرب الرسول r لحبهم لسماع حديثه،وبركة القرب منه،وربما أدى ذلك الحب أن لا يفسحوا لأكابر الصحابة،وأهل الفضل. عن قتادةكانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنوا بمجلسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يفسح بعضهم لبعض)[1]. وأما سبب النزول قال مقاتل بن حيان أنزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان رسول الله r يومئذ في الصفة وفي المكان ضيق وكان يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار، فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا إلى المجالس ،فقاموا حيال رسول الله r فقالوا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ،فرد النبي r عليهم، ثم سلموا إلى القوم بعد ذلك،فردوا عليهم فقاموا على أرجلهم ينتظرون، أن يوسَّع لهم، فعرف النبي r ما يحملهم على القيام. فلم يفسح لهم، فشق ذلك على النبي r فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر: قم يا فلان وأنت يا فلان، فلم يزل يقيمهم بعدة النفر الذين هم قيام بين يديه من المهاجرين والأنصار من أهل بدر ،فشق ذلك على من أقيم من مجلسه وعرف النبي r الكراهة في وجوههم .فقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم هذا يعدل بين الناس ؟ والله ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء، إن قوما أخذوا مجالسهم وأحبوا القرب من نبيهم فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه، فبلغنا أن رسول الله r قال :رحم الله رجلا يفسح لأخيه. فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعا فيفسح القوم لإخوانهم ونزلت هذه الآية يوم الجمعة)[2 وهذا لا يتعارض مع الحديث الذي رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما:] عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ وَيَجْلِسَ فِيهِ آخَرُ،وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسَ مَكَانَهُ[[3].لأنه لا ينبغي للجالس أن يتعسف في استعمال حقه في المجلس.فالإيثار خلق إسلامي رفيع،وقيمة عليا يتحلَّى بها المسلم،ينبغي مراعاته في المجلس،فيقام للشيخ الجليل،وصاحب الفضل،والعالم الرباني،وكبير السنِّ. وللعالم أن يقيم أهل الفضل قريبا منه،كما كان يقدِّم الفقهاء والحفاظ خلفه في الصلاة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ :]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثَلَاثًا وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ[4][.قال النووي في شرح الحديث الذي قبله: (في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام لأنه أولى بالإكرام , ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى , ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره , وليضبطوا صفة الصلاة , ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليقتدي بأفعالهم من ورائهم ولا يختص هذا التقديم بالصلاة , بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة , ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها , ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب , والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك). قوله تعالى:] فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ [الجزاء من جنس العمل،وهذا في الشرع كثير.واختلف في وعد الله،فقيل :يفسح لكم في الجنة مقاعدكم،وقيل:تفسح لكم قبوركم،وقيل:في قلوبكم،وقيل:يوسع عليكم في الدنيا والآخرة،والقول الأخير يجمع كل أبواب التوسعة . قوله تعالى:]وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا [ النشوز:الارتفاع،ومنه نشوز المرأة،وهو ترفعها على زوجها،والمراد القيام والنهوض إلى العمل الصالح،ويشمل ذلك الصلاة،والجهاد والمكث في المجلس،إذا كان فيه إيذاء ،وكل هذه المعاني وارد عن السلف. قوله تعالى:] يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [يرفع الله مقام ودرجات الذين يستجيبون لأمر الله ورسوله r ،بإفساحهم المجالس،والقيام إلى فعل الخير،وكذلك أهل العلم الذين يعملون بعلمهم،ويعلمون الناس الخير.قال ابن كثير: ( لا تعتقدوا أنه إذا أفسح أحد منكم لأخيه، إذا أقبل أو إذا أمر بالخروج فخرج أن يكون ذلك نقصا في حقه، بل رفعة ورتبة عند الله، والله تعالى لا يضيع ذلك له، بل يجزيه بها في الدنيا والآخرة فإن من تواضع لأمر الله، رفع الله قدره ونشر ذكره)[5]. والعلم عزٌّ لصاحبه في الدنيا ،وشرف له في الآخرة،وقد حثَّ الإسلام على العلم،وجعل طلبه تاليا للفرائض،وهل تؤدى الفرائض إلا بالعلم؟! ومما ورد في فضل العلم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ t قَالَ :]ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ r رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ ،حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا ،وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ[[6].والعلماء ورثة الأنبياء،فأي تكريم أن يجعل العالم في مصافِّ الأنبياء،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ t قَالَ: ] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْعُلَمَاءُ ثُمَّ الشُّهَدَاءُ[[7]. وجعل الإسلام العلم سببا للسيادة والريادة، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ: ]لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنْ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ :مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ :فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ U ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. قَالَ عُمَرُ :أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ r قَدْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ[[8]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما خير سليمان u بين العلم والمال والملك، فاختار العلم فأعطي المال والملك معه)[9].وقيل:بنات الملوك لا تزوج،إلا للأمراء وطلاب العلم. قوله تعالى:]وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[ بأعمالكم ،فيجازي المطيع،ويرفع المستحقين من المطيعين والعلماء منزلة عالية،ويبوأهم أعلى الدرجات في جنات النعيم. 1) جامع البيان 12/18 والدر المنثور 6/271 2) تفسير القرآن العظيم 4/416 وانظر الجامع لأحكام القرآن 17/296 والدر المنثور 6/271 وزاد المسير 8/191 3) صحيح البخاري،كتاب الاستئذان،باب إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس 5/2313 رقم 5915 4) صحيح مسلم،كتاب الصلاة،باب تسوية الصفوف 4/376 رقم 973 5) تفسير القرآن العظيم 4/418 6) سنن الترمذي،كتاب العلم،باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة 10/157 رقم 2690 7) سنن ابن ماجه،كتاب الزهد،باب ذكر الشفاعة 4/526 رقم 4313 8) صحيح مسلم،كتاب صلاة المسافرين،باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه 6/339 رقم 1894 9) الجامع لأحكام القرآن 17/300
hgk]hx hgshfu ,hgsfu,k :( H]f hgl[hgs )
|
| |