الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 3 | المشاهدات | 719 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
21 / 07 / 2011, 54 : 05 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [{البقرة 183}. هذا النداء الرباني يمثل التواصل بين الشرائع،والتأكيد على التكامل في دعوة الأنبياء،وأن مصدر الشرائع واحدٌ وهو ربُّ العزَّة والجلال،فالحق سبحانه يؤكد أن الصيام عبادة قديمة،لم تختص بشريعة دون أخرى. الصيام فريضة تهذِّب النفس وتنقيها من أدرانها،وتصفِّي القلب،ليكون أهلاً لتلقي أنوار الله Y ويقبل على التكاليف الشرعية من باب الحب لله تعالى،ولذا اختص الحق سبحانه الصوم من دون بقية العبادات ونسبه إليه،كما ثبت عن ****** المصطفى r قال:] قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ[[1][1].ولعل الحق سبحانه اختصَّ الصيام بذلك لأمرين:أحدهما: أنه يمنع النفس ملاذَّها وشهواتها ما لا يمنعه سائر العبادات.الثاني: أنَّ الصوم سرٌّ بين العبد وربه،لا يطَّلع عليه أحد من الناس. الصيام لغة: الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشياً [2][2]. والصيام شرعاً: الإمساك عن المفطرات من شهوتي البطن والفرج ،من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيَّة. وأما سبب النزول:روى ابن جرير t قالإن رسول الله r قدم المدينة،فصام يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر،ثم إن الله U فرض شهر رمضان،فأنزل الله تعالى ذكرهيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) إلى قوله تعالى( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكيناً،ثمَّ إنَّ الله U أوجب الصيام على الصحيح المقيم،وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصوم،فأنزل الله U فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )[3][3]. وروى الإمام أحمد:] عَنْ مُعَاذٍ أَنَّ الصَّلَاةَ أُحِيلَتْ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ فَذَكَرَ أَحْوَالَهَا . وَأَمَّا أَحْوَالُ الصِّيَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَقَالَ يَزِيدُ: فَصَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَصَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ،ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ U فَرَضَ عَلَيْهِ الصِّيَامَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ U يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ. قَالَ: فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا، فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ. قَالَ :ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ U أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ إِلَى قَوْلِهِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ. قَالَ :فَأَثْبَتَ اللَّهُ صِيَامَهُ عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ وَثَبَّتَ الْإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ ،فَهَذَانِ حَوْلَانِ .قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ صِرْمَةُ ظَلَّ يَعْمَلُ صَائِمًا حَتَّى أَمْسَى ،فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَامَ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى أَصْبَحَ ،فَأَصْبَحَ صَائِمًا قَالَ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ r وَقَدْ جَهَدَ جَهْدًا شَدِيدًا. قَالَ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهَدْتَ جَهْدًا شَدِيدًا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَمِلْتُ أَمْسِ فَجِئْتُ حِينَ جِئْتُ فَأَلْقَيْتُ نَفْسِي فَنِمْتُ، وَأَصْبَحْتُ حِينَ أَصْبَحْتُ صَائِمًا. قَالَ وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنْ النِّسَاءِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ مِنْ حُرَّةٍ بَعْدَ مَا نَامَ، وَأَتَى النَّبِيَّ r فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ U أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ إِلَى قَوْلِهِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَقَالَ يَزِيدُ فَصَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ إِلَى رَمَضَانَ [[4][4]. قوله تعالى:] كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [ هذا يعني أن الصيام عبادة قديمة،وفي ذلك تسلية للمؤمنين ،يخفف عنهم مشاقّ الصيام،وهذا منهج القرآن الكريم في التخفيف من الأعباء عن النبي r ،فقد ذكر في مواطن كثيرة موقف الأمم السابقة من أقوامهم،ليهوِّن على النبي r ما يكابده من عنت قومه. فإذا كانت هذه العبادة قد تحملها من سبقكم،فهو حريٌّ بكم أن تحملوها،لما لهذه الأمة من مزيَّة وأفضلية،وفي ذلك إغراء للمسلمين أن يقبلوا على هذه الفريضة،التي تصلح النفس والبدن. وقد اختلف المفسرون في وجه الشَّبَه على تأويلات: أحدها:التشبيه يرجع إلى وقت الصوم وقدره،أي فرض على اليهود والنصارى صيام شهر رمضان،إلا أنهم غيَّروا وبدَّلوا،فصامت اليهود يوما واحدا في السنة زعموا أن فرعون أُغرق فيه وهو يوم عاشوراء،وقد أوجب النبي r صيامه أول الأمر ،ثم ندب صيامه بعد فرض رمضان.وأما النصارى فزادوا فيه عشرا،ثم مرض بعض أحبارهم فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام،ففعل فصار صوم النصارى خمسين يوما،فصعب عليهم فنقلوه إلى الربيع ، وفيه حديث أسنده دغفل بن حنظلة عن النبي r قال:] كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم،فقالوا:لئن شفاه الله لنزيدنَّ عشرة أيام،ثم كان آخر فأكل لحما فأوجع فاه، فقالوا:لئن شفاه الله لنزيدنَّ سبعة،ثمَّ كان ملك آخر فقال:لنتمنَّ هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع قال:فصار خمسين[[5][5]. الثاني:أن التشبيه راجع إلى أصل وجوبه على من تقدم،لا في الوقت والكيفية. الثالث:التشبيه واقع على صفة الصوم الذي كان عليهم،من منعهم الأكل والشرب والنكاح،فإذا حان وقت الإفطار فلا يفعل هذه الأشياء من نام،وهذا موافق لما كان عليه الأمر أول فرض الصوم،ثم نسخه الله تعالى بقوله:] أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [{البقرة 187}. الرابع:التشبيه واقع على الصوم ،لا على الصفة ولا على العدَّة،وإن اختلف الصيامان بالزيادة أو النقص. نلاحظ أن الأقرب هو القول الثالث،ويشهد للرابع الصيام لغة،وما ما كان من نذر مريم عليها السلام أن لا تتكلم.وليس هناك مرجِّح منصوص فيما نعلم. قوله تعالى:] لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [ في التقوى هنا أقوال: الأول:لعلكم تضعفون،فإنه كلما قلَّ الأكل ضعفت الشهوة،وإذا ضعفت الشهوة قلت المعاصي. الثاني:لتتقوا المعاصي،لأن الصوم يسكن الشهوة،ويضيِّق مسالك الشيطان.وهذا في معنى الأول. الثالث:لتتقوا محظورات الصيام. الرابع:لتتقوا إهمال الصيام،أو التهاون به لعظم درجاته ومثوبته وفوائده،التي تعود على أبدانكم. الخامس:أن تكونوا من المتقين لأن الصوم شعارهم [6][6]. ويمكننا أن نضيف لما سبق،أنَّ الصيام وقاية من الأمراض،وقد بدأت مشافٍٍٍٍِ متخصصة بالصيام ،لعلاج كثير من الأمراض التي لم ينجح معها العلاج الكيماوي ،وحديث رسول الله r :] وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ[[7][7] يشمل كلَّ معاني التقوى التي تتجلى في منافع الصيام النفسية والطبية والاجتماعية والدينية. وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصيام منها: عن أبي هريرة t قال:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ،وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا ،إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ،وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ[[8][8]. وعنه t :]قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ U إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ، فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ،وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ[9][9][. وعن معاذ بن جبل t قال:] كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ r فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ قَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ ثُمَّ تَلَا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ حَتَّى بَلَغَ يَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ [[10][10]. وعن أبي سعيد الخدري t :]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًاِ[[11][11]. وعن أبي هريرة t:] عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، ومَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ [[12][12]. وعن أبي هريرة tقال:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ، خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا ،وَيُزَيِّنُ اللَّهُ U كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ:يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمْ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ،فَلَا يَخْلُصُوا إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: لَا،وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ [[13][13]. الصيام مدرسة الفضائل،يدخلها الصائم ليتلقى فيها دروس الكمال والإيمان،ويتصف فيها بصفات الصدق والوفاء،حيث أن الصيام ينمِّي عند الصائم ملكات الإرادة والعزيمة،ويشحذ همته فيجعلها في ارتقاء دائم. فعن أبي هريرة t قال:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ[[14][14]. فالنبي r يعلمنا أن الصيام طهرة للسان من رذائله وفلتاته،التي تحط من كرامته،وتجعل صيامه جوعا من غير أجر،وتعبا من غير ثواب.ويؤكد ذلك ما رواه أبو هريرة t قال:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ[[15][15].فالصائم لا يجهل ولا يغضب ولا يلغوا ولا يتلفظ بالنقائص،ولا يتفوه بالشتائم،بل يرى أن صيامه حجاب له عن كل الرذائل،ليحقق حديث الرسول r :]وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ [.وهكذا يلجم الصيام المؤمن عن الهوى والشهوات،والتغلب على النفس الأمارة،وارتكاب الفواحش. ويمكننا أن نجمل فوائد الصيام بصفاء الذهن،ونور القلب،واتقاد البصيرة،وصحة البدن،الذي يتخلّص من تراكم السموم والشحوم،والتي تنهك الجسم وتسبب الأمراض العديدة،ولو أننا صمنا على المنهج النبوي في الطعام والشراب، لما عانينا من الأمراض والأسقام التي نعاني منها،فكان من هدي النبي r في الإفطار في رمضان ما رواه أنس t قال:]كَانَ النَّبِيُّ r يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ . قَالَ أَبُو عِيسَى وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r كَانَ يُفْطِرُ فِي الشِّتَاءِ عَلَى تَمَرَاتٍ وَفِي الصَّيْفِ عَلَى الْمَاءِ[[16][16].وكثير من الناس يخالف هذا الهدي في الفطور والسحور،فيقذفون في بطونهم ما ينتقمون به لجوعهم سويعات النهار.وقد وضع النبي r منهاجا للأكل الذي يقيم الأود،ويلبي حاجات البدن،فقال:]مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ[17][17][. ويجدر بنا أن نختم الحديث على هذا النداء فيما يتعلق برمضان في إشارتين: الأولى:أن رمضان كان مدرسة البطولات،وليس حجة للكسل والعطالة عن العمل،فالمعارك الفاصلة في تاريخ المسلمين،وقعت في شهر رمضان،مثل بدر الكبرى وفتح مكة والقادسية والزلاقة وعين جالوت وفتح الأندلس. الثانية: ما يؤسف له إضاعة المسلمين لأوقاتهم في رمضان،في اللهو واللعب بحجة إضاعة الوقت،والوقت هو الحياة،فينبغي استغلال مواسم الخير والفضيلة،و****** المصطفى r يحثنا على استغلال مواسم الخيرات،والأوقات المباركة،فعن محمد بن مسلمة الأنصاري t قال:]قال رسول الله r: إنَّ لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها،لعلَّ أحدكم أن يصيبه نفحة منها، فلا تشقون بعدها أبدا[[18][18]. 1) صحيح البخاري،كتاب الصوم،باب هل يقول إني صائم إذا شتم 2/673 رقم 1805 2) المفردات 291 3) جامع البيان 2/238 4) مسند أحمد 5/246 5) الجامع لأحكام القرآن 2/275 6) انظر التفسير الكبير 5/240 7) صحيح البخاري،كتاب التوحيد،باب قول الله تعالى يريدون أن يبدلوا كلام الله) 6/2723 رقم 7054 8) صحيح البخاري،كتاب الصوم،باب هل يقول إني صائم إذا شتم 2/673 رقم 1805 9) صحيح مسلم،كتاب الصيام،باب فضل الصيام 8/273 رقم 2701 10) سنن الترمذي،كتاب الإيمان،باب حرمة الصلاة 10/87 رقم 2621 11) صحيح مسلم،كتاب الصيام،باب فضل الصيام 8/274 رقم 2704 12) صحيح البخاري،كتاب الصوم،باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا 2/672 رقم 1802 13) مسند أحمد 2/292 14) صحيح البخاري،كتاب الصوم،باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم2/673 رقم 1804 15) مسند أحمد 2/373 16) سن الترمذي،كتاب الصوم،باب ما جاء ما يستحب الإفطار عليه 3/216 رقم 695 17) سنن ابن ماجه،كتاب الأطعمة،باب الاقتصاد في الأكل وكراهة الشبع 4/48 رقم 3349 18) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/233 hgk]hx hgohls :( tvqdm hgwdhl ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 07 / 2011, 43 : 08 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 07 / 2011, 10 : 10 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ننتظر المزيد من المشاركات الطييبه جزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
21 / 07 / 2011, 46 : 10 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب مستمر معكم بمشيئة الله تعالى مع الرحلة الايمانية نداءات الحق إلى الخلق وتقبل الله منا ومنكم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018