الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 1 | المشاهدات | 812 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
02 / 10 / 2011, 35 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ {الزمر 53}. هذا النداء الربانيّ من أرجى الآيات في كتاب الله تعالى،بل قد عدَّه جماعة من الصحابة y أوسع وأرجى آية في الكتاب العزيز.قال علي t أي آية في القرآن أوسع ؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} [النساء: 110]. ونحوها، فقال علي: ما في القرآن آية أوسع من: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} إلى آخر الآية)[1].وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهذه أرجى آية في القرآن)[2]. عن ابن مسعود t يقول أعظم آية في كتاب الله ]الله لا إله إلا هو الحي القيوم[ وإن أجمع آية في القرآن بخير وشر] إن الله يأمر بالعدل والإحسان[ وإن أكثر آية في القرآن فرحا في سورة الغرف ]قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله[ وإن أشد آية في كتاب الله تفويضا ]ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب[[3]. وقد اختلف في سبب النزول على قولين: الأول:أنها نزلت في المسلمين،وخاصة من فتن من مستضعفي مكة،وقد كان الناس يظنون أنه لا يقبل منهم.عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال- يعني عمر كنا نقول: ما لمن افتتن من توبة؛ وكانوا يقولون: ما الله بقابل منا شيئا، تركنا الإسلام ببلاء أصابنا بعد معرفته، فلما قدم رسول الله r المدينة أنزل الله فيهم: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله} الآية، قال عمر: فكتبتها بيدي، ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص ، قال هشام: فلما جاءتني جعلت أقرؤها ولا أفهمها، فوقع في نفسي أنها أنزلت فينا لما كنا نقول، فجلست على بعيري، ثم لحقت بالمدينة)[4]. الثاني:أنها نزلت في نفر من المشركين ،ارتكبوا الكبائر،وأرادوا أن يسلموا فسألوا رسول الله r عن توبتهم. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما:] أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا، وَزَنَوْا فَأَكْثَرُوا، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا r فَقَالُوا: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو لَحَسَنٌ، وَلَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ ]وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا[ وَنَزَلَ ]يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ[[5]. وأخرج الطبري عنه قال ذلك أن أهل مكة قالوا: يزعم محمد أنه من عبد الأوثان، ودعا مع الله إلها آخر، وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم، وقد عبدنا الآلهة، وقتلنا النفس التي حرم الله ونحن أهل الشرك؟ فأنزل الله: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}[6]. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بعث رسول الله r إلى وحشي بن حرب قاتل حمزة t يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل، أو أشرك، أو زنى، (يلق أثاما) (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) (الفرقان 69) وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئآتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) (الفرقان 70) فقال وحشي: هذا شرط شديد (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) (الفرقان 70) فلعلي لا أقدر على هذا. فأنزل الله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (النساء 48) فقال وحشي: هذا أرى بعد مشيئة فلا يدري يغفر لي أم لا فهل غير هذا؟ فأنزل الله {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...} الآية قال وحشي: هذا فهم. فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله: إنا أصبنا ما أصاب وحشي قال: بلى للمسلمين عامة)[7]. ويمكن حمل الآية على القولين جميعا،وهما يعالجان قضية واحدة،كما ذهب إليه الطبري:وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى تعالى ذكره بذلك جميع من أسرف على نفسه من أهل الإيمان والشرك، لأن الله عم بقوله {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} جميع المسرفين، فلم يخصص به مسرفا دون مسرف. وقال ابن كثير هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم، إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت ،وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر)[8]. قوله تعالى:] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ[ النداء بيا عبادي ،غاية في الرحمة الإلهية،والإسراف:تجاوز الحدِّ في كل فعل يفعله الإنسان،وإن كان في الإنفاق أشهر[9].والإسراف هنا تجاوز الحدِّ في ارتكاب المعاصي إلى الكبائر،يدل عليه ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما في سبب النزول. والقنوط من الكبائر يقول U]قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ[ {الحجر 56}.وقالY]ِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [ {يوسف87}.وقد ذمَّ الحق سبحانه هذه الصفة في الإنسان،فقال U]وَلَئِنْ أَذَقْنَا الأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ [{هود9}.وقال U ] لا يَسْأَمُ الأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ [{فصلت49}. وفي هذا النداء الربانيّ يدعو الحق سبحانه عباده المؤمنين،الذين ضعفوا في معركتهم مع النفس والشيطان،فساروا في طريق الغواية قريبا أو بعيدا،أن يؤوبوا إليه،فيغفر لهم ما كان منهم،وإن كان مثل زبد البحر،عن أَنَس بْن مَالِكٍ t قَالَ:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً[[10].ِ والحق لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية،وفي الحديث القدسي:] يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا[[11]. وقد ورد في فضل التوبة :عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَوْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلَأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ،ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللَّهَ U لَغَفَرَ لَكُمْ ،وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ أَوْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ،لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ U بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ[12][. ومما ورد النهي تقنيط الناس: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لحد الوعاظ ألم أحدث أنك تعظ الناس؟ قال: بلى. قالت: فإياك وإهلاك الناس وتقنيطهم)[13].وعن زيد بن أسلم t أن رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة، ويشدد على نفسه، ويقنط الناس من رحمة الله تعالى، ثم مات فقال: أي رب ما لي عندك؟ قال: النار قال: فأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له كنت تقنط الناس من رحمتي، وأنا أقنطك اليوم من رحمتي)[14]. وهناك من الناس من يعتمد أسلوب الشدَّة والعنف في تبليغ أمر الدين،مما يحمل الناس على اليأس والقنوط،وهؤلاء يظهرون صفات الله تعالى،المنتقم الجبار شديد العقاب،ويخفون رحمة الله تعالى ووده ومغفرته وغناه عن الناس،وحلمه وعفوه.وينبغي للداعية أن يوازن بين الترغيب والترهيب،وألا يعمد للترهيب إلى في حالات نادرة،كزجر المجاهر بالمعصية.وأن يعتمد أسلوب التبشير في الدعوة،والتيسير في الفتيا،وان لا يضيِّق على الناس ،ولا يقنطهم من رحمة الله تعالى. قال الفخر الرازي :اعلم أن هذه الآية تدل على الرحمة من وجوه: الأول: سمَّى المذنب بالعبد.والعبودية مشعرة بالحاجة والذلّة والمسكنة، واللائق بالرحيم الكريم إفاضة الخير والرحمة على المسكين المحتاج. الثاني:أنه تعالى أضافهم إلى نفسه بياء الإضافة (يا عبادي الذين أسرفوا) وشرف الإضافة إليه تفيد الأمن من العذاب. الثالث:أنه تعالى قال (أسرفوا على أنفسهم) ومعناه أن ضرر تلك الذنوب ما عاد إليه، بل هو عائد إليهم،فيكفيهم من تلك الذنوب عود مضارها إليهم، ولا حاجة إلى إلحاق ضرر آخر بهم. الرابع:أنه قال: (لا تقنطوا من رحمة الله) نهاهم عن القنوط، فيكون هذا أمرا بالرجاء فلا يليق به إلا الكرم. الخامس:أنه تعالى قال أولا (يا عبادي) وكان الأليق أن يقول لا تقنطوا من رحمتي ولكنه ترك هذا اللفظ وقال (لا تقنطوا من رحمة الله) لأن قولنا الله أعظم أسماء الله وأجلها،فالرحمة المضافة إليه يجب أن تكون أعظم أنواع الرحمة والفضل. السادس:أنه لمّا قال لا تقنطوا من رحمة الله) كان الواجب أن يقول إنه يغفر الذنوب جميعا،ولكنه لم يقل ذلك بل أعاد اسم الله وقرن به لفظ إنّ المفيدة لأعظم وجوه التأكيد،وكل ذلك يدل على المبالغة في الوعد بالرحمة. السابع: أنه لو قال يغفر الذنوب لكان المقصود حاصلا لكنّه أردفه باللفظ الدّال على التأكيد فقال جميعا وهذا أيضا من المؤكدات. الثامن:أنه وصف نفسه بكونه غفورا ولفظ الغفور يفيد المبالغة. التاسع: أنه وصف نفسه بكونه رحيما، والرحمة تفيد فائدة على المغفرة، فكان قوله تعالى(إنه هو الغفور) إشارة إلى إزالة موجبات العقاب،وقوله الرحيم إشارة إلى تحصيل موجبات الرحمة والثواب.العاشر:أن قوله (إنه هو الغفور الرحيم) يفيد الحصر ومعناه أنه لا غفور ولا رحيم إلاّ هو،وذلك يفيد الكمال في وصفه سبحانه بالغفران والرحمة،فهذه الوجوه العشرة مجموعة في هذه الآية وهي بأسرها دالة على كمال الرحمة والغفران[15]. 1) جامع البيان 11/16 والدر المنثور 5/621 2) الجامع لأحكام القرآن 15/269 3) تفسير القرآن العظيم 4/77 وجامع البيان 11/15 4) جامع البيان 11/15 وانظر الجامع لأحكام القرآن 15/267 وزاد المسير 7/190 وتفسير القرآن العظيم 4/78 5) صحيح مسلم،كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى]والذين لا يدعون مع الله إلها آخر [ 2/319 رقم 318 6) جامع البيان 11/14 7) الدر المنثور 5/620 و المعجم الكبير للطبراني 11/197 8) تفسير القرآن العظيم 4/75 9) المفردات 413 10) سنن الترمذي،كتاب الدعوات،باب في فضل التوبة والاستغفار 13/59 رقم3549 11) سبق تخريجه 12) مسند أحمد 3/238 13) الدر المنثور 5/622 14) المرجع السابق 15) التفسير الكبير 27/464 hgk]hx hgvhfu :( jpvdl hgtk,' ;k v[lm hggi juhgn ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 10 / 2011, 57 : 03 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018