الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 2 | المشاهدات | 795 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
16 / 07 / 2011, 21 : 05 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [ {البقرة 153}. يأتي هذا النداء الرباني منسجما مع سياق الآيات التي عالجت تحويل القبلة،إلى البيت الحرام،وموقف كل من اليهود والمشركين،فقد كان اليهود يطمعون في إتباع النبي r لدينهم،ويرون أن موافقته لهم في التوجه إلى المسجد الأقصى،إقرارلهم على ما في توراتهم،فلما تحولت القبلة خاب أملهم. وأما المشركون فقد انتعش أملهم من جديد بعودة التوجه إلى البيت الحرام،فقالوا إن محمداً سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا.فبيَّن الحقُّ سبحانه أن محمداً r سائر على نهج أبي الأنبياء إبراهيم r ،وبدأ بسرد ما يجب على المسلمين،فأوجب الذكر ؛الذي هو روح العبادات،إذ به تقوى صلة العبد بربه،وقد اقترن ذكر الله تعالى بالصلاة والحج والجهاد،دلالة على أهميته وأن هذه العبادات وغيرها غير مقبولة في حالة الغفلة،ثمَّ أمرهم بشكره ،وهو صرف النعمة فيما يرضي الحق سبحانه. وفي هذا النداء ما يعين على العبادة،الصبر والصلاة. قوله تعالى ] اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [ الصبر:الحبس والإمساك،قال الراغبالصبر الإمساك في ضيق،والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع،أو عمّا يقتضيان حبسها عنه،فالصبر لفظ عام،وربما خولف بين أسمائه،بحسب اختلاف مواقعه،فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبراً لاغير،ويضاده الجزع،وإن كان في محاربة سمي شجاعة،ويضاده الجبن،وإن كان في نائبة مضجرة،سمي رحب الصدر،ويضاده الضجر،وإن كان في إمساك الكلام سمي كتمانا، ويضاده المذل)[1][1]. وسمي رمضان شهر الصوم،لأن الصائم يحبس نفسه عن الأكل والشرب وسائر المفطرات. وقد أورد القرطبي أقوالاً عن الصبر عند السلف منها: قال سهل بن عبد الله التستري في قوله تعالى(وبشر الصابرين)صار الصبر عيشا). وقال الخواصالصبر الثبات على أحكام الكتاب والسنَّة). وقال رويمالصبر ترك الشكوى). وقال ذو النونالصبر هو الاستعانة بالله). وقال الأستاذ أبو عليألا تعترض على التقدير). وقيل:يجب على كل عاقل أن يلتزم عند المصيبة ما لابدَّ للأحمق منه بعد ثلاث[2][2]. وقال سعيد بن جبيرالصبر اعتراف العبد بما أصاب منه ،واحتسابه عند الله رجاء ثوابه،وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر)[3][3]. والصبر أنواع نعرض لها بإيجاز وسيأتي إن شاء الله مزيد بحث في النداء الثامن عشر. الأول: الصبر عن المعصية: وذلك بمجاهدة النفس في الامتناع عن محارم الله،وهذه المجاهدة أعظم أنواع الجهاد،فمن تغلب على هواه وشهواته،هان عليه مجاهدة الآخرين،ولذا أطلق على جهاد النفس الجهاد الأكبر،وقتال العدو الجهاد الأصغر. الثاني:الصبر على الطاعة: ذلك أن الحق سبحانه كلَّف الإنسان تكاليف قد تخالف هوى النفس ،التي تحب التملك وتكره الإنفاق،وفي الجهاد يظن المرء أنه سيقتل،فحب النفس للبقاء يدعوها للجبن والتخاذل،وكذلك تحب النفس الخلود إلى الراحة والنوم في وقت الفجر،مؤثرة متعة النوم على لذة مناجاة الحق سبحانه ،ولذا طلب من المؤمن مجاهدة النفس للقيام بالطاعة،وسمي التكليف بذلك لما يلحق الإنسان من الكلفة والمشقة. الثالث:الصبر على المصائب والنوائب: وذلك أن الحق سبحانه،يبتلي العبد بالسراء والضراء،يقول الحق سبحانه :] وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [{الأنبياء35} وابتلاؤه بالمصائب يظهر صدق العبد وحبه،فالمؤمن الصادق المحب يرى الفعّال الله سبحانه،وأن ما أصابه إنما بعلم الله وقضائه،فلذلك يتلقى الأمر بالرضا والتسليم ،بينما غير المؤمن ،يجزع عند المصيبة قال تعالى:] إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً[المعارج20}. وأعظم الصبر في المصيبة ما كان عند الصدمة الأولى،روى البخاري عن أنس t عن النبي r قال:] الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى[[4][4]. وللصبر مراتب ثلاث عند ابن القيم –رحمه الله تعالى-:صبر بالله،وصبرلله،وصبر مع الله: الأول:الاستعانة به ورؤيته أنَّه هو المصبِّر،وأن صبر العبد بربِّه،لا بنفسه،كما قال تعالى:] وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [{النحل127}.يعني إن لم يصبّرك هو لم تصبر. الثاني:الصبر لله،وهو أن يكون الباعث له على الصبر،محبة الله وإرادة وجهه والتقرب إليه،لا لإظهار قوة النفس،والاستحماد إلى الخلق وغير ذلك من الأعراض. الثالث:الصبر مع الله،وهو دوران العبد مع مراد الله الديني منه،ومع أحكامه الدينية،صابرا نفسه معها،سائرا بسيرها مقيما بإقامتها [5][5]. هذه أنواع من الصبر يدركها عامة المؤمنين بالصبر والمجاهدة وصحبة الصالحين،وهناك صبر الصديقين والمقربين،وهو الصبر عن الله،فالمقرَّب الذي شهد للحقِّ بالوحدانية بكل جوارحه،وعقله ووجدانه،لا يطيق أن يغيب الحقُّ سبحانه عن خاطره ووجدانه،فهو أشد كلفا بالله تعالى من الرضيع بأمه. ولله درُّ القائل: اصبر لكل مصيبة وتجلَّد واعلم بأن المرء غير مخلَّد أو ما ترى أنَّ المصائب جمَّةٌ وترى المنيَّةَ للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيه بأوحد فإذا ذكرت محمداً ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الصبر: فعن أبي سعيد الخدري t قال :قال رسول الله r:] َمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْر[ِ[6][6]. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ r فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ r[[7][7]. ومما ورد في الصبر على ما يصيب المؤمن في دينه ما رواه خبّاب بن الأرّت t قال: ] شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ[[8][8]. وفي فضل الصبر على أذى البدن ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: ] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا[[9][9].ومثله ما رواه أبو سعيد الخدري t عن النبي r قال: ] مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ ،حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ[[10][10]. وقال علي بن الحسين زين العابدينإذا جمع الله الأولين والآخرين ينادي مناد أين الصابرون؟ليدخلوا الجنة قبل الحساب.قال:فيقوم عَنَق من الناس فتتلقاهم الملائكة،فيقولون إلى أين يا بني آدم؟فيقولون:إلى الجنَّة.فيقولون:قبل الحساب؟قالوا:نعم.قالوا:ومن أنتم؟قالوا:نحن الصابرون.قالوا:وما كان صبركم؟قالوا:صبرنا على طاعة الله،وصبرنا عن معصية الله،حتى توفانا الله.قالوا:أنتم كما قلتم،ادخلوا الجنَّة،فنعم أجر العاملين)[11][11]. وإظهار البلوى على غير جهة الشكوى لا ينافي الصبر،قال الحق سبحانه في قصة صبر نبيه أيوب u] وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [{الأنبياء 83}. وأما سرّ الاستعانة بالصبر والصلاة ،فلأنهما معينتان على الطاعة،واجتناب المحظورات. قال ابن جريجإنهما معونتان على رحمة الله)[12][12].فبالصبر تنال كل فضيلة،فهو قهر النفس على احتمال المكاره في ذات الله U ،ومن وطَّن نفسه على تحمل المشاق،وتجنب الجزع،والتذلل بين يدي الله تعالى،سهَّل الله عليه فعل الطاعات وتجنب المحظورات. وأما الصلاة فلأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر قال الحق سبحانه:] إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [{العنكبوت 45}.فإن المصلي تعرض له أثناء تلاوة القرآن الكريم ،آيات الترغيب والترهيب،فتلين النفس وتخضع،ويذهب حرَّ النفس من وقع المصيبة،والمؤمن الصادق إذا وقف في الصلاة يناجي ربه،أنسته المناجاة كلَّ ما سوى الله تعالى،وبالتالي تهون عليه المصائب والشدائد،ومصداق ذلك،ما رواه حذيفة بن اليمان t قال:]كَانَ النَّبِيُّ r إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى[[13][13]. ولا يتمُّ الانتفاع بالصلاة إلا إذا أقيمت بأركانها وسننها وآدابها وشروطها،ولعل أهم أركانها الخشوع والطمأنينة،فالمصلي واقف بين يدي الحق سبحانه يناجيه،فالصلاة معراج المؤمن،يسمو بروحه،في ملكوت الله U ،مترفعا عن شواغل الدنيا وهمومها. روى الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن قرط t قال:]قال رسول الله r أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة،فإن صلحت صلح سائر عمله،وإن فسدت فسد سائر عمله[[14][14].وعن أبي هريرة t عن النبي r قال:] إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلَاةُ قَالَ :يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ ،انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ [[15][15]. وفي فضل إتمام الصلاة روى عثمان بن عفان t قال:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا، إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً ،وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ[[16][16].وروى أيضا في الباب ذاته:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، فَصَلَّاهَا مَعَ النَّاسِ أَوْ مَعَ الْجَمَاعَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ[. والصلاة من أشقِّ العبادات على النفس قال تعالى:] وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ[{البقرة 45}. وقال صاحب تفسير روح البيانوإنما خصَّ الصبر والصلاة بالذكر،لأن الصبر أشدُّ الأعمال الباطنة على البدن،والصلاة أشدُّ الأعمال الظاهرة عليه،لأنها مجمع أنواع الطاعات،من الأركان والسنن والآداب والحضور والخضوع والتوجه والسكون،وغير ذلك مما لا يتيسر حفظه إلا بتوفيق الله تعالى)[17][17]. ومما ورد في خشوع السلف الصالح رضوان الله عليهم[18][18]: كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا قام في الصلاة ،كأنه عود من الخشوع،وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره،لا تحسبه إلا جذع حائط،وصلى يوما في الحجر فجاءه حجر قذافة،فذهب ببعض ثوبه فما انفتل. وقال ميمون بن مهران:ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاة قط،ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدَّتها،وإنه لفي المسجد يصلي فما التفت،وكان أهل بيته إذا دخل المنزل سكتوا فإذا قام إلى الصلاة تكلموا وضحكوا. وكان علي بن الحسن رضي الله عنهما إذا توضأ اصفر لونه فقيل له:ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟فقال:أتدرون بين يديّ من أريد أن أقوم؟. وفي روح الصلاة التي يرجى لها القبول يقول ابن قدامة –رحمه الله تعالى -ينبغي للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة،فإذا سمع نداء المؤذن،فليمثِّل النداء للقيامة،ويشمِّر للإجابة،ولينظر ما يجيب،وبأي بدن يحضر،وإذا ستر عورته فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق،فليتذكر عورات باطنه وفضائح سرِّه،التي لا يطّلع عليها إلا الخالق ،وليس لها عنه ساتر. وإذا استقبل القبلة،فقد صرف وجهه عن الجهات إلى جهة بيت الله تعالى،فصرف قلبه إلى الله تعالى أولى من ذلك،فكما أنه لا يتوجه إلى جهة البيت إلا بالانصراف عن غيرها،كذلك القلب لا ينصرف إلى الله تعالى إلا بالانصراف عمّا سواه. إذا كبَّرت أيها المصلي،فلا يكذِّبنَّ قلبك لسانك،لأنه إذا كان في قلبك شيء أكبر بدليل إيثارك موافقته على طاعة الله تعالى،فإذا استعذت،فاعلم أن الاستعاذة لجأ إلى الله سبحانه،فإذا لم تلجأ بقلبك كان كلامك لغوا. واستشعر في ركوعك التواضع ،وفي سجودك زيادة الذُّل،لأنك وضعت النفس موضعها،ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب،الذي خلقت منه،واعلم أن أداء الصلاة بهذه الشروط،الباطنة سبب لجلاء القلب من الصدأ ،وحصول الأنوار فيه ،التي بها تتلمح عظمة المعبود،وتطلع على أسراره وما يعقلها إلا العالمون)[19][19]. قوله تعالى:] إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [ هذه معيَّة النصر والتأييد والتوفيق،لما يحب الله في تلقي المصيبة،فالمؤمن يوقن أنَّ ما يصيبه من خير أو شرٍّ- بميزان البشر- هو له خير،وفي الحديث الشريف:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَه [ُ [20][20].وقد أعدَّ الله تعالى أعظم الأجر للصابرين،فكل الأعمال لها أجر مقدَّر إلاّ الصبر] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [{الزمر10}. 1) المفردات 273 2) الجامع لأحكام القرآن 2/175 3) تفسير القرآن العظيم 1/268 4) صحيح البخاري،كتاب الجنائز،باب الصبر عند الصدمة الأولى 1/438 رقم 1240 5) تهذيب مدارج السالكين354 6) صحيح البخاري،كتاب الرقاق،باب الصبر عن محارم الله 5/2375 رقم 6105 7) صحيح مسلم،كتاب الجنائز،باب ما يقال عند المصيبة 6/460 رقم 2124 8) صحيح البخاري،كتاب المناقب،باب علامات النبوة في الإسلام 3/1322 رقم 3416 9) صحيح البخاري،كتاب المرضى،باب ما جاء في كفارة المرض 5/2137 رقم 5317 10) المرجع السابق رقم 5318 11) تفسير القرآن العظيم 1/269 12) المرجع السابق 1/128 13) سنن أبي داود،كتاب الصلاة،باب وقت قيام النبي r من الليل 2/54 رقم 1319 14) الترغيب والترهيب 1/246 15) سنن أبي داود،كتاب الصلاة،باب قول النبي r كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه1/378 رقم 864 16) صحيح مسلم ،كتاب الطهارة،باب فضل الوضوء والصلاة عقبه 3/107 رقم 542 17) تفسير روح البيان 1/257 18) مختصر منهاج القاصدين 29 19) مختصر منهاج القاصدين 31 20) صحيح مسلم،كتاب الزهد والرقائق،باب المؤمن أمره كله خير 18/325 رقم 7425 hgk]hx hgehkd : hghsjuhkm fhgwfv ,hgwghm | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 07 / 2011, 02 : 06 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب من سندس خضر واستبرق وبارك الله فيك اخى الكريم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 07 / 2011, 13 : 06 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018