الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1557 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
01 / 02 / 2012, 24 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب الفصــل الأول مـولـده، ونشـأته، وعـلاقتـه الأسـريـة والشيخ الذي علَّم الناس وأرشدهم ودلَّهم إلى الله تعالى، كان القدوة الحسنة للآخرين في تربية أولاده، وفي العشرة الزوجية وعلاقته بإخوته وأخواته، ومن قبل في برّ والديه رحمهما الله تعالى. فهو يفيضُ رحمةً وحناناً وحباً على كل من عرفه بدءاً من أختيه الصغيرتين اللتين كانتا تفوزان بعطاء مبارك من جهده المتواضع، يدخل بذلك السرور والبهجة على نفسيهما، وكذلك زوجته وأولاده وتلاميذه، حتى أصبح اللِّين والرفق والرّحمة والحبّ والعطف سجايا له حفظه الله تعالى. ولنفسح المجال لفضيلته يحدثنا عن نفسه في هذا الحوار: س1: ما ظروف الأسرة التي ولدتم فيها؟ كانت أسرتنا بسيطةً كمعظم أُسَرِ الشام، التي تعيش في الأحياء الشعبية، فقد كنا في حَيّ العمارة وانتقلنا إلى منطقة البحصة (المرجة)، وفي كلتا المنطقتين المتجاورتين كنا نعيش حياة البساطة والابتعاد عن أيّ نوع من التعقيد الذي تشهده كثيرٌ من الأُسَرِ في الوقت الحاضر. أما حالتنا المادية والاجتماعية فهي حالةٌ وسطٌ، إذ كان الوالد طحّاناً في طاحونة استأجرها من أصحابها، وهي إحدى ثلاث أو أربع طواحين كانت في مدينة دمشق كلّها. س2: ما ظروف سورية في ذلك الوقت من الناحية الاجتماعية والسياسية، وما أثر ذلك على الأسرة؟ ولدتُ عام 1931م زمن الاستعمار الفرنسي قبل الاستقلال بخمسة عشر عاماً، ,في فترة حكم الكتلة الوطنية، في ذلك الزمن سادْت في المجتمع الرأسمالية والإقطاعية، وانتشر الفقر والجهل بين الناس، ولا نستغرب ذلك فنحن خارجون من تحت وطأة الأتراك وسياسة التتريك التي اتبعها الاتحاديون؛ جماعة أتاتورك اليهودي، التي عمدتْ إلى إفقار وإذلال العرب والمسلمين، ثم وقعنا تحت وطأة الفرنسيين الذين هم أشد خبثاً وعداوةً وحقداً ولؤماً في سلوكهم وتعاملهم مع العرب المسلمين. والذي كان يساعد بعض الشيء على تحمُّل الحياة وجود بعض العلماء الأجلاء، أمثال الشيخ محمد بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى الذي كان بِحَقٍّ الوالد الروحيَّ للثورة السورية على الفرنسيين، وكذلك بعض العلماء الأفاضل أمثال الشيخ عبد القادر القصاب رئيس اللجنة الوطنية العليا، الذي هيَّأَ ونظَّمَ لمعركة ميسلون، والشيخ عبد القادر كيوان خطيب المسجد الأموي، والشيخ محمد توفيق بن محمد سليم الدرّا، مفتي الجيش الخامس، والشيخ أمين الزملكاني، والشيخ محمد أمين كفتارو، وغيرهم ممن كانوا يستنقذون الناس إلى جادّة الحق والسلوك على الصراط المستقيم. حتى إذا انعم الله تعالى بنعمة الاستقلال وجلاء المستعمر الأثيم بدأت حياة سياسية تحمل آثار الفترة السابقة، حيث كانت الانقلابات العسكرية تَتْرَا، ننام على حالٍ ونستيقظ على حالٍ. وبالطبع كان لكل ذلك أثره على حياة الأفراد والأسر وعموم المجتمع، فعدم الاستقرار يترك انطباعاً سيئاً على أبناء المجتمع، ففي فترة الاستعمار كنا نَحَارُ كيف نوفّرُ لقمة العيش، ثم كيف نجابه المستعمر، وكيف نَمُدّ يدَ العون للمجاهدين حسب الإمكانية والمستطاع، وفي فترة الانقلابات كذلك لم يكتب الاستقرار حيث لا نبدأ بالعمل حتى يمنع التجول أو تنتشر الفوضى وهكذا. إنّ تلك الأوضاع أثَّرت على الحياة العامة لأُسْرَتِي، إذ كان التراجع الاقتصادي ملموساً، مما دفعني في سن مبكرةٍ جداً إلى أن أسعى من أجل العمل، حتى إذا نشأتُ قليلاً صرتُ أطلب العلم إلى جانب العمل. س3: ما الصفات المميزة للوالدرحمه الله وبم تأثرتم به في حياتكم؟ كان والدي رحمه الله في الجيش التركي، وقد خاض حرب (السفر برلك)، مما جعله شديداً قاسياً حتى على زوجته وأولاده، ولقد كان كمعظم الناس حينئذٍ لم يحصِّل من العلم والثقافة إلا النـزرَ اليسير، بحيث يقرأ ويتابع حسابات عمله الذي كان هّمه وشغله الشّاغل، وبسبب العمل والظروف الصعبة لم يكن يهتم كثيراً بمجالس العلماء، بل ولا يرغب كثيراً لأبنائه أن يترددوا على مجالس العلماء، لأجل أن يهتموا بعملهم معه أو بأعمالهم الخاصة. وأما تأثري بصفات والدي وأثرها في حياتي فذلك كان من وجهين: الأول: همته في العمل وصبره على قسوة العيش، فكان له عميق الأثر في حياتي، حيث قسمتُ وقتي نصفين: نصفاً للعلم ونصفاً للعمل الدؤوب، ولم أجعل ميزةً لأحدهما على حساب الأخرى، حتى مَنَّ الله عَلَيَّ بالعمل المنتج والنافع. الثاني: أما قسوته في حياته على والدتي وإخوتي وأخواتي فقد ترك أثراً عكسياً في نفسي، حيث حولت ذلك لطفاً وليناً في حياتي الأسرية. وأما عدم التزامه بمجالس أهل العلم فقد عوَّضْتُ ذلك حين وفقني الله بفضله لاتباع الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى الذي أرشدني فيما بعد أن أصحب سماحة الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله تعالى . س4: ما الصفات المميزة للوالدةرحمها الله وما أثرها في حياتكم؟ كانت الوالدة رحمها الله على عكس الوالد رؤوفةً رحيمةً لطيفةً رقيقةً، تهاب الوالد كثيراً، تُعوِّضُ أبناءها عن قسوته رحمةً وليناً، وكانت تحب أهل العلم كثيراً، حيث لازمتْ مجالس الشيخ محمد بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى، وكثيراً ما تتردد إلى أهله في بيته،وتتقرب إلى الله تعالى بخدمة الشيخ وأهل بيته، ولزمت فيما بعد مجالس سماحة شيخنا الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله تعالى في مسجد (يلبغا) في المرجة، وفي مسجد أبي النور. إن تلك الرحمة والعطف سرت في نفسي حتى تأصلت فيَّ، في كل أنواع سلوكي داخل بيتي وخارجه، ومع الخاصة والعامة، وفي مجال الدعوة خاصةً، تمشياً مع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، كما أن حبها لأهل العلم والولاية وسعيها لمجالسهم استحكم في سِرِّي واستهوى روحي وقلبي، حتى امتنَّ الله عَلَيَّ وتفضل بصحبة شيخي والسلوك على يديه. س5 كيف كانت نشأتكم في مرحلة الطفولة، وبم كان الطفل رجب ديب يتميز عن أقرانه في الشارع والمدرسة ومع إخوته في البيت؟ أما في البيت فقد كنت أحب أختيَّ الصغيرتين، ولا أدخر وسعاً في إسعادهما، حتى كنت انفق من (خميسيتي) [1] عليهما، وإدخال السرور على قلبيهما. وأما في الشارع فقد كنت اترك الأطفال يلعبون وآتي المسجد أو البيت أحفظ القرآن الكريم. وأما في المدرسة فقد درستُ في المدرسة العلميَّة الأدبية، وكان مديرها الشيخ صالح دالاتي، وقد كنت أقرأ القرآن في احتفالات المدرسة، وكنت بدأت بحفظ القرآن الكريم منذ كان عمري ثلاث سنوات،وختمت القرآن الكريم في المدرسة ثلاث مراتٍ، وكان عمري ثلاث سنوات عندما دخلت الكُتَّاب، وخرجت منها وعمري سبع سنوات وثلاثة أشهرٍ. أما الدراسة فقد درستُ الابتدائية في مدرسةٍ ليْليَّةٍ نلت شهادتها سنة 1950م، وكنت إمام جامع (الصلخدية)، ولما نجحت فيها درست في العام التالي في الصف الخامس الذي كنت أدرسه العام الفائت. س6: ما علاقتكم بأقرانكم في المدرسة، والمدرسين، وبم تميز التلميذ رجب ديب؟ أما علاقتي مع المدرسين فكان الأساتذة يتوقفون عن التدريس حتى أحضر الدرس، ويقولون: حتى يأتي الشيخ الصغير، وذلك من مَحَبَّتِهِمْ لي، من خلال ما سمعوا ورأوا مني، وكان الأستاذ يقدمني أحياناً لأدرّس مكانه. أما مع زملائي فقد أحبني زملائي الطلاب بحيث لا يريدون سواي مدرساً. وأما أبرز ما تميزتُ به حفظي القرآن الكريم والأدب. س7: كيف نشأ الشيخ رجب شاباً، وماذا كان عملكم في مرحلة الشباب؟ في الرابعة عشر بدأت التدريس في المساجد الصغيرة، أجمع الطلاب حولي، أدرِّسُهُم في جامع (يلبغا) وجامع (سوق ساروجة)، وجامع (جوزة الحدبة). إضافة إلى عملي في معمل الحلاوة الذي بدأت العمل فيه، وأنا ابن سبع سنوات، وبقيت أعمل فيه حتى أصبح عمري ستة عشرة عاماً، بعدها عملت في مهنة البناء مع الشيخ ديب المصري، تجاه غرب السبكي وخلف التجهيز، وكانت بعد العمل ليلاً أجمع العمال أدرِّسُهم، ولما أصبح عمري سبع عشرة سنةً استلمت جامع (الصلخدية) في باب سريجة إلى سن العشرين، ومن هناك انطلقتْ الدعوة حيث لم يكن هناك من يقوم بالدعوة، وبعدها بدأت أدرِّس في باب سريجة في مساجد: (العنابي)، و(التيروزي) و(الصلخدية)، على إثرها ظهر الشيخ عبد الكريم الرفاعي رحمه الله الذي جمع حوله بعض الناس يدرسهم التوحيد. س8: كيف تم اختيار الزوجة، وكيف تمت مراسيم الزواج؟ كنت أدرِّس في (الصلخدية) وكان يحضر الدرس الحاجّة فاطمة دلّة رحمها الله وكان والدها الشيخ محمد عيسى دلّة قاضي حاصبيا، وهي سليلة بيت العلم، فمن شدة سرورها بالمجالس ذكرت لي إحدى جاراتها أن أختار إحدى بناتها الثلاث مع فراش ولحاف، وحاول معي بعض الجوار الزواج من بناته، فكنت أرفض حتى أتابع العلم، فاستشرت بعض الجوار فأشار علي بكبراهُنَّ، فأرسلت والدتي كي تراها، وعندئذ أخذ الناس يتنافسون في تزويجي، عَرَضَ عَلَيَّ آل القضماني طابق بناية كي أتزوج من عندهم، وجماعة آخرون عرضوا عَلَيَّ طابقاً مفروشاً وسيارةً، فرفضتُ كلَّ ذلك، ورضيتُ بالفقيرة عملاً بقوله تعالى: }وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْوَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْوَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِوَاللَّهُوَاسِعٌ عَلِيمٌ{ (النور: 32) وقد نذر أهل الحي أن يدفعوا لي بدل العسكرية، وأن يرقص الشَّيب منهم في عرسي حفاةً، ووفّوا النذر، لقد كان الاختيار من توفيق الله تعالى. س9:كيف كان سكنكم في بداية حياتكم الزوجية؟ سكنت في بيت والدي في الطاحون في غرفة قياسها /2.5 في 2.5م/ وجدرانها قصب عليه الطين،وكان أخي الشيخ رمضان ديبحفظه الله هناك في نفس البيت متزوجاً أيضاً، وحصل خلاف بين أخي ووالدي، فأمرنا الوالدرحمه الله بالخروج من البيت فخرجنا. في ذلك الوقت كنت إماماً في جامع (سعيد باشا) في آخر حي الأكراد ركن الدين، وفيه غرفة، وكنتُ من قبل أُهَيِّئُها وأفرشُها لساعةٍ ما، فلما أَمَرَنَا بالخروج هَمَمْتُ أن آخذ الحصيرة فمنعني، وسكنتُ وزوجتي في جامع سعيد باشا مدة عشرِ سنوات، ثم انتقلنا إلى بيتٍ آخر. س10:كيف كانت علاقة الزوجة بالوالد والوالدة حتى توفاهما الله تعالى؟ كان والدي شديداً، أما والدتي فكانت تحب زوجتي كثيراً؛ لأن زوجتي كانت تحبها وتخدمها أكثر من خدمة بناتها لها، وهكذا حتى توفاها الله تعالى. وكنت دائماً أقول لزوجتي: كل يوم يوجد زوجةٌ لكن ليس كل يومٍ يوجد أمٌّ، وكنت أوجِّهُهَا كثيراً تجاه الوالدة، ولما أرادت الوالدةُ يوماً أن تتدخل بيني وبين زوجتي قلت لها: يا أماه؛ لك مكانةٌ لا ينالها أحدٌ، ولها حَقٌّ، فكل واحدٍ يأخذُ حَقَّهُ. وهكذا استمرّت الحياة. وهذا كان له تأثيرٌ كبيرٌ في إيجاد الصفاء في حياتي لطلب العلم وحفظ القرآن ومجالس العلم، وقد كانتا تصحباني إلى مجالس العلم. س11 إلى أي مدى كانت تَتَفَهَّمُ الزوجة ظروف عملكم؟ أكرمني ربي بالزوجة العاقلة، فقد كانت حسنةَ التدبير، مقتصدةً، تفسح المجال للعلم والتعليم والتوجيه، وإن كان على حساب حقوقها الخاصة، وكانت خير معينٍ لي في طلب العلم، وساعدتني أول وأعظم مساعدة، ولولا مساعدتها ربما ما حصَّلت ما حصَّلت. س12 ما أثر الزوجة في توفير بيئة العمل؟ لقد كانت مثال الزوجة الصالحة، تعينني في كل عمل أقوم به، فعندما عملت في الميكانيك كانت تغسل ثياب العمل المعروفة بالخشونة وصعوبة الغسل، فكانت تغسلها أولاً بالبنـزين ثم بالماء والصابون بيدها. وعندما عملت في تعليم الأطفال كانت تساعدني بما يخفف عني عناء العمل، وكذلك عندما عملتُ في الطاحون فكانت دوناً نعم السند والمعين. س13: ما جهود الزوجة المتميِّزة في تربية الأولاد؟ الزوجة الموفقة هي التي تبني بيتها من دمها ولحمها وعظمها، فقد اخْتُصَّتْ بخاصِّيَّة نادرةٍ في النّساء، وهي عدم تعلقها بشيءٍ من الدنيا إلا ما تبني به أولادها، فقد خَاطَتْ بيدها، وضربت الإِبَرَ، وادخرت... كلُّ هدفها زوجُها وأولادُها، وربما لا تهتم لزينتها بقدر ما تهتم بزوجها وأولادها، وتلاميذ الشيخ الذين يفدوا إليه من خارج مدينة دمشق، فكانت تطبخ لهم وتقوم برعايتهم، وربما طبخت لهم ونسيت نفسها فتأكل القليل مما يقيت من خبز ونعنع. لما انتقلت من البيت الذي أنا فيها؛ كنت مديناً فما دعوت أحد من الشباب، فقالت لي بعد شهرين: كأنك بخيل؟ قلت: لا، قالت: ما عدتَ دعوت أحداً، فدعوت عشرين أخاً، خرجت من غرفة الضيوف وإذا بها تمسح نعالهم وتصُفُّهَا! لقد كان إخوان الشيخ أغلى عليها من نفسها وإلى الآن. كنت آتي منتصف الليل أو أكثر وهي وحدها، وتقدّر كل ذلك على أنه واجب دعوي، وكم كنت أسافر في سبيل الدعوة، وهي تتقبل ذلك. منذ سنتين أو ثلاث قلت لها: كم بلغ لنا من الزواج؟ قال: ثلاث وأربعون سنة، قلت لها: تمنتُ أن تطلبي مني شيئاً ذات يوم، قالت: ما تركتني أحتاج شيئاً، قلت: بالله عليك اطلبي، فرفضتْ، حتى ألححت عليها كثيراً، فطلبت قطعةً ذهبيةً فوعدتها أن اشتريها لها في الغد، وفي صباح اليوم التالي وأنا أتهيأ للذهاب إلى السوق أتاني أخٌ بنفس القطعة المطلوبة على غير وعدٍ ولا طلبٍ. س14: كم رزقكم الله تعالى من الأولاد ذكوراً وإناثاً؟ أكرمني الله بعشرة أولاد؛ ستةِ ذكوراً وأربعِ إناث، أما الذكور فهم: محمد وأحمد وعبد الله ومحمود وعمر وزاهر، فقدتُ منهم عبد الله وعمره سنة تقريباً، أرجو الله أن يجعله لي ولزوجتي ذُخْرَاً عنده. وأما الإناث فهن: نُسَيْبة ورُفَيْدَة وزُبَيْدة، فقدتُّ كبراهُنَّ وعمرُها خمسٌ وعشرون سنةً، أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها بواسع رجمته، وأن يجعل رضايَ ورضا والدتها عليها نوراً، وأن يكون فقدُها رفعةً لنا، وأن يجعل من ابنها عمرَ الخلف الصالح لها بإذن الله . س15ــــ كيف كنتم تنظرون إلى تربية الأولاد قبل الزواج، وكيف كانت تربيتكم للأولاد؟ كانت نظرتي لتربية الأولاد قبل الزواج تنطلق من خلال ما قرأتُ ودرستُ وطالعتُ، وما حصَّلت من العلم والتربية على يد سماحة شيخي، وكثيراً ما كنت أخصُّ الناس في الدروس والخطب واللقاءات والخاصة على حسن تربية أولادهم حسب التوجيه القرآنيِّ والهدي والنبويِّ، وكنت توّاقاً لإنجاب أبناءٍ أُطَبِّقُ تربية الإسلام عليهم، كما أعلمُ وأُعلِّمُ؛ حتى يكونوا قُرَّةَ عيْنٍ لسيدنا رسول الله سلى الله عليه وسلم ويكونوا صالحين مصلحين. كان هذا قبل الزواج بشكل نظري، ولما تزوجت وأكرمني الله بالأولاد اختلف الأمر حيث صار العمل والتطبيق هو الـمُلْزِم. وبالفعل وبفضل الله فإني وزوجتي كنا نَحْمِلُ من أطفالنا ونمسك بأيدي الآخرين من قبل أذان الفجر؛ ننطلق مشياً من آخر حي الأكراد ركن الدين إلى مسجد أبي النور لحضور صلاة الفجر، وهكذا نشأ أولادي ولما كبروا قليلاً وصار عليهم واجبُ الدراسة كنت أوقظهم قبل الفجر فيدر كون صلاة الفجر في المسجد جماعةً. ركّزتُ فيهم الحرصَ على الصلاة مع الجماعة خاصّةً، كما رَكَّزْتُ فيهم محبة الشيخ المربي والتزام مجالسه، وكنت ولا أزال أُبيِّنُ لهم أن الرابطة بيننا دنيا وآخرة إنما هي ذكرُ الله تعالى، وكانت الزوجة خيرَ مُعينٍ لي على تربيتهم كما أريد وأحرص. س16:كيف وازنتم بين الذكور والإناث في التربية؟ الأولاد هبة الله سبحانه لا يعاملون على جمالهم، بل يعاملون على كمال سلوكهم، والتربية بين الذكور والإناث يجب أن تكون بينهم المعاملة بالعدل دون تفاوت، فالتقوى والأخلاق هي للإناث كما هي للذكور للحديث: ((اعدلوا بين أولادكم))[2]، فلذلك سَوَّيْتُ بين الطرفين في التوجيه والتعليم والتذكير من غير ضرب ولا إساءة، بل كان يكفيني النظر إليهم، وقليلاً جداً ما كنت أحتاج إلى التأنيب. س17 :كيف اختار الأولاد طريق حياتهم العملية، وما أثركم في هذا الاختيار؟ كان الأولاد ولا يزالون يشاورونني ويشاورن والدتهم في كل أمر عامٍّ أو خاصٍّ، ولأنني أتخذ أولادي إخوةً لي، أقدم لهم النصح ما استطعت، فلقد كنت أوجّه لهم الأمر وأبيّن محاسن أولادي إخوةً لي، أقدم لهم النصح ما استطعت، فلقد كنت أوجّه لهم الأمر وأبيّن محاسن هذا ومساوئ هذا، وأرغّبهم بالمحاسن، والله الموفق. س18 : إلى أي مدى كنتم تَتَدَخّلُونَ في شؤون أولادكم؟ ليس لي حقٌّ بالتَّدخّل في شؤون الأولاد، إلا بمقدار ما أجدُ مجالاً للنُّصْحِ والإرشادِ والتوجيهِ، رضي الله عن الأولاد ذكوراً وإناثاً، لقد كانوا يختارون ما أختاره لهم، ويعملون بما أوجّهُهُم إليه، ولقد أطلقت لهم العنان في التحدّثِ واللقاء مع الأحباب، فانطلقوا ينقلون ما تعلَّموه ويعلِّمون ما سمعوه، حتى نشأتْ فيهم قدرة النطق والمحادثة. س19: ما الأسس التي اعتمدتموها في الموافقة على من تقدم لمصاهرتكم؟ لم أكن لأشترط في مصاهرة أحد إلا شرطين: الإيمان والخًلقَ، وعلى هذا الأساس اخترتُ أصهاري من غير تفكيرٍ بمال أو رفاهيةٍ، لعلمي اليقيني بقوله تعالى: }إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ{ (النور: 32) واكتفيت بفضل الله لهم ونِعْمَ الفضل الذي يجعل الإنسان في كفاية تامّةٍ، والحمد لله. س20:كيف تنظر إلى أصهاركم؟ أصهاري أولادي، إن لم يكونوا أغلى عَلَيَّ منهم؛ لأنهم يحمون عرضي، وأرى منهم أسباطي الذين يحملون سِرَّ نِسْبَتِي، وكُلُّ أصهاري بحمد الله من أهل التقى والدين والإيمان، بل والدعوة وتبليغها، وإني لأرى فيهم امتداد دعوتي، ونسق خُلُقي، وحياتي، وفقهم الله جميعاً. س21 :كيف يتم التواصل مع الأقارب؟ التواصل مع الأقارب واجب شرعيٌّ، وإني لا أعرف أقارب لي إلا إخوتي الثلاثة وأختيَّ الاثنتين، والصلةُ بيننا قائمةٌ، في زياراتٍ يأتون إليَّ لعلمهم بكثرة أشغالي، وفي الأعياد أذهب إليهم جميعاً، حيث أجمع العائلة لنلتقي جميعاً، ورابطة الإيمان بيننا أقوى من رابطة النسب. س22 :بم تتميز علاقتكم بالأهل والأقارب؟ تتميز العلاقة بأننا لا نعرف اللهو ولا المزاح، بل كل لقاءاتنا تتميز بالنصح والإرشاد للأحفاد، وشرح طرق السعادة لهم بِبِرِّ آبائهم، وإصلاح حالهم وتوجيههم إلى الأخلاق والجد والاجتهاد في كسب الرزق الحلال والمحافظة على مجالس العلم والهداية. س23 : وأخيراً كيف يقضي فضيلة الشيخ يومه في منـزله من الصباح حتى المساء؟ ذاك بحث خاصٌّ فيه أسرار الحياة، ولا مانع من الإجابة عليه تجاوباً معكم. يبدأ يومي بفضل الله قبل الفجر بساعةٍ أو ساعتين، أقوم بهما متوجّهاً إلى الله ثم صلاةَ الفجر جماعةً، وبعدها مجلس علم أو مجلس ذكر إلى طلوع الشّمس، حيث أدخل مكتبي للدراسة والمطالعة حتى الساعة الثامنة، حيث أتناول الإفطار، ثم أعود إلى مكتبي، ويمكن أن أمكث جلسةً واحدةً إلى ما قبل الظهر، حيث أتلقى الأحباب لقضاء حوائجهم والإجابة على أسئلتهم، فإذا صليت الظهر شعرت بالتعب الفكري، فأنزل إلى لقاء العائلة بالمطبخ فأساعدهم ببعض الأمور، مما يحتاجونه مني في أكثر الأحيان، حتى يحين موعد الغداء، وبعد الغداء أضطجع للقيلولة حوالي نصف ساعة، ثم أقوم بعدها إلى المكتب حتى أصلي العصر، وأعود لأتابع إلى المغرب حيث أنتقل إلى المساجد لإلقاء الدروس العامة، وأعود بعدها إلى الدار معتذراً عن مقابلة الناس، فإذا تناولت طعام العشاء أويت إلى الفراش للمطالعة ساعةً أو ساعتين، وبعدها أقوم بأداء الوِرد المطلوب، ثم أستلقي للنوم بعناية الله. ولا أنسى أن أُبَيِّنَ أن في بعض الأيام أقوم بالسباحة نصف ساعة، وربما أمشي نصف ساعةٍ لتليين الأعضاء. [1] ) أسلوب من أساليب الأجر لا يزال متبعاً عند الصنّاع حيث يعطوا الأجراء أجرهم يوم الخميس من كل أسبوع. [2] ) أخرجه البخاري: كتاب الهبة، باب الهبة للولد 2/195، ومسلم: كتاب الهبات 12/237 رقم /1623، وسنن أبي داود: 3/293 رقم /3544/، والإمام أحمد: 4/275، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/177. hgughlm hgvfhkd hgado v[f ]df ( hgpgrm hgehkdm ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 02 / 2012, 41 : 04 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الثانية, الحلقة, الرباني, الشيخ, العلامة, يجب, رجب |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018