تاسعا النداء الى الانس والجن ؛النداء الاول استمتاع الجن بالانس

[زياد محمد حميدان]

تاسعاً : النداء إلى الإنس والجن
النداء الأول : ] استمتاع الجنِّ بالإنس ،واستمتاع الإنس بالجنِّ [
] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [{الأنعام 128}.
هذا خطاب من الحق سبحانه إلى مردة الجنِّ، الذين أضلوا بني آدم.وذلك يوم القيامة،حيث يجمعهم مع من أضلوا،وقد كانوا في الدنيا حلفا ييتبادلون الاستمتاع بعضهم ببعض.واليوم يتوجه إليهم بالتوبيخ والتقريع،ماذا يغني جمعكم اليوم؟هل ينصركم من أضللتم؟ أم هل تستطيعون نصرهم ؟ كلاّ ،هذا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.هذا يوم يتبرأ المجرمون من أتباعهم ومواليهم،ويلقي كلٌّ اللوم على صاحبه،لعله ينجو بتوريط صاحبه ويأتيهم القول الفصل ( قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ) (قّ:28) .
قوله تعالى:] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً[ مردة الشياطين،وضلّال بني آدم،الذين والوهم وانقادوا لهم.
قوله تعالى:] يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ [ المعشر:الجماعة أمرهم واحد[1].ومعنى استكثرتم من الإنس،فيه إيجاز حذف،أي أكثرتم من إضلال بني آدم.
قوله تعالى:] وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ [
في استمتاع الإنس بالجن،واستمتاع الجن بالإنس وجوه:
الأول: عن ابن جريج قال كان الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي ! فذلك استمتاعهم، فاعتذروا يوم القيامة. وأما استمتاع الجن بالإنس، فإنه كان فيما ذكر، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعاذتهم بهم، فيقولون: قد سدنا الجن والإنس)[2].
الثاني:استمتاع الجن بالإنس،طاعتهم له فيما يغدونهم به من الضلالة والكفر والمعاصي،واستمتاع الإنس بالجن ،أن الجن زينت لهم الأمور التي يهوونها،من شرب الخمر والزنا،فالإنس تتلذذ بالمعصية،والجن استمتعوا بطاعة الإنس لهم[3].
الثالث:استمتاع الجن بالإنس،إغواؤهم إياهم ،موهمين الإنس أنهم يعلمون الغيب،واستمتاع افنس ما يتلقون منهم من السحر والكهانة.
قوله تعالى:] وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا [ استوفينا حظنا من الحياة التي قدَّرت لنا،حتى جاءنا الموت،وانقطع الاستمتاع بيننا،وها نحن نقف للحساب.
قوله تعالى:] قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا [ الثواء: الإقامة مع الاستمرار[4]. فالنار مستقرَّكم يوم القيامة،لابثين فيها أحقابا.
قوله تعالى:] إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ [ قال الطبرييعني: إلا ما شاء الله من قدر مدة ما بين مبعثهم من قبورهم إلى مصيرهم إلى جهنم، فتلك المدة التي استثناها الله من خلودهم في النار)[5].وقيل: الاستثناء إلا أن يزيدهم من العذاب[6].وقيل: يرجع الاستثناء إلى النار، أي إلا ما شاء الله من تعذيبكم بغير النار في بعض الأوقات.
قوله تعالى:] إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [ حكيم في تدبير خلقه،وأن يكون من خلقه مؤمن وكافر.عليم بما يعلمهم من علمه،وأن علم الغيب له وحده،وهذا قطع لأمل الإنس أن يلوذوا بالجنِّ،فالغيب مستور ،لا يعلمه نبي مرسل ،ولا ملك مقرَّب.
وفي هذه الآية يقول ابن عباس رضي الله عنهماإن هذه الآية، آية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه أن لا ينزلهم جنة ولا نارا)[7].ذلك أن العواقب مستورة عنَّا ،لحكمة رب العزَّة والجلال،والعبرة بالخواتيم،فربَّ مسرف على نفسه أحدث توبة،ورب طائع اغتر فزلَّت قدمه.وللسف هناك من نصَّب نفسه قاضيا على الناس،يقسِّم الناس بين فاسق وضال ومبتدع.

1) زاد المسير 3/123

2) جامع البيان 5/343 والدر المنثور 3/85 وتفسير القرآن العظيم 2/237 والجامع لأحكام القرآن 7/84 وزاد المسير 3/123

1) انظر الجامع لأحكام القرآن 7/84 وزاد المسير 3/123

2) المفردات 84

3) جامع البيان 5/343

4) زاد المسير 3/123

5) جامع البيان 5/343 والدر المنثور 3/85

---

jhsuh hgk]hx hgn hghks ,hg[k Phgk]hx hgh,g hsjljhu hg[k fhghks

[محمد نصر]