الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 1 | المشاهدات | 561 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
09 / 09 / 2011, 07 : 05 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [{التوبة 34}. بعد أن ذكر الله تعالى ضلالات أهل الكتاب الذين نسبوا لله ولدا،وبالغوا في ضلالهم حتى اتخذوا علماءهم أربابا يطيعونهم من دون الله،وإن ذلك حملهم على عداوة الله ورسوله ودينه الحق،انتقل الوصف إلى رأس الضلال ومنبع الفساد،وهم بعض الأحبار والرهبان،الأحبار علماء اليهود والرهبان عبّاد النصارى كانوا يستغلون أتباعهم الجهال فيأكلون أموالهم بالحيل المحرمة،يأخذون الرشوة ليسهلوا لهم حكما شرعيا،أو ليغفروا لهم ذنوبهم وزلاتهم،وهو ما يعرف بصكوك الغفران،أن يبيعوا لهم قطعا من الجنّة،وذلك لأنهم دخلوا بين الله والناس وصدقهم الناس في ذلك،ومن ممارساتهم المستمرة إلى اليوم أن من أذنب ذنبا أو أحدث أمرا يذهب إلى الراهب فيجلس على كرسي الاعتراف فيذكر خطيئته أمامه،فيزعم أنه غفر له،وإذا سألنا ذلك الكاهن هل أنت بشر معصوم عن الخطأ،فإذا كان الجواب نعم،فمن يغفرلك إذا أخطأت؟. وأما الإسلام الحنيف فلا يوجد فيه كهنة ولا كهنوت،وإنّما هم العلماء يرشدون الناس ويذكرونهم ويعلمونهم ولا يملكون استحداث حكم شرعي من أنفسهم وإنما حكمهم مستند إلى كتاب الله تعالى أو سنّة النبي المصطفى r ومن خالفهم يردّ قوله عليه،وليس لهم سلطة دينية يتوسطون فيها بين العبد وربه،بل العلماء أشد الناس خشية لله تعالى من العامة.ولكن هذه الحالة لم تقتصر على بعض علماء اليهود والنصارى تعدتهم إلى جهلة المسلمين فدخل علماء السوء الذين يلبّسون على العامّة ويستدرجونهم إلى تبعيتهم بادعاء الولاية، وإنّما ركبوا متن الدجل والشعوذة لينالوا عرضا من الدنيا قليل.ولكن ليتحقق وعد الرسول r عَنْ أَبِي سَعِيدٍ t :] أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ: لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ[[1]. أي لتتبعن سبيل اليهود والنصارى خطوة بخطوة ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.ولذا قال سفيان بن عيينةمن فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا كان فيه شبه من النصارى)[2]. قوله تعالى:] وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [يمنعون أهل دينهم من الدخول في الإسلام ويحرفون صفات النبي r المذكورة في كتبهم ويحاولون تشكيك المسلمين عن طريق إلقاء الشبه،وكذلك ما شابههم من المسلمين يمنعون أتباعهم ومن اغترّ بهم من التفقه في الدين ليحافظوا على مكاسبهم الدنيوية ويشوّهون صورة العلماء الربانيين ليبعدوا الناس عنهم وبذلك تتشابه نتيجة أعمالهم مع أعداء الدين من اليهود والنصارى. قوله تعالى:] وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ[الكنز في اللغة من الجمع والضمّ والادخار،فكل ما يدّخر زمنا يقال له كنز،ولا يقتصر على الذهب والفضة وإنما ذكرا لأنهما عامة النقد قديما.كما قال الحق سبحانهليأكلوا أموال الناس) خصّ الأكل لأنه معظم مقصود استعمال المال،فيلحق بالذهب والفضة الجواهر واللآلئ والأوراق النقدية المستحدثة،ويلحق به كذلك سائر وجوه الانتفاع. اختلف في المراد بالآية على أقوال: الأول:أهل الكتاب وغيرهم من المسلمين،وهو الصحيح لما سنذكره من الآثار في تحريم الكنز وعاقبته. الثاني:أنه خاص في أهل الكتاب. الثالث:أنه في المسلمين خاصة. وقد اختلف في معنى الكنز على أقوال كذلك. الأول:أن كل مال أخرجت زكاته فليس بكنز بالغا ما بلغ،وتكون النفقة بمعنى الزكاة. قال ابن عمر رضي الله عنهماكل ما أديت زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا وكل مال لم تؤد زكاته فهو الكنز الذي ذكره الله في القرآن يكوى به صاحبه وإن لم يكن مدفونا)[3]. وعن عكرمة قالما أديت زكاته فليس بكنز) ومثله عن السدي[4]. الثاني:ما زاد على أربعة آلاف درهم. قال علي t أربعة آلاف نفقة وما فوقها كنز)[5]. الثالث:ما زاد على الحاجة، عن سالم بن أبي الجعد قاللما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، قال النبي e : تبا للذهب تبا للفضة يقولها ثلاثا. قال فشق ذلك على أصحاب رسول الله e ، قالوا :فأي مال نتخذ؟ فقال عمر: أنا أعلم لكم ذلك ،قال يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا فأي المال نتخذ .فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه)[6].روى أبو داود عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ]لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ]وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّة[َ قَالَ: كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ t : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ. فَانْطَلَقَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ الزَّكَاةَ إِلَّا لِيُطَيِّبَ مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ لِتَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ فَكَبَّرَ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ[ [7]. وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْحِمْصِيِّ t قَالَ:] تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e كَيَّةٌ. قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ آخَرُ فَوُجِدَ فِي مِئْزَرِهِ دِينَارَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e كَيَّتَانِ[[8]. والصحيح من هذه الأقوال الأول،وهو الذي ذهب إليه الجمهور،وما نقل بخلاف ذلك فمحمول على ما كان قبل فرض الزكاة،وفي وقت اشتدت فيه حاجة المسلمين وضعفت مواردهم،فاقتضت الأخوة عدم الادخار واقتسام المال لسد الحوائج،ولما فتح الله على رسوله e والمسلمين،وكثر المال فرضت الزكاة ونسخت ما كان من تشريع اقتسام المال. وعن خَالِدُ بْنُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَلَحِقَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ U] وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ[ قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ :مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَوَيْلٌ لَهُ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللَّهُ طَهُورًا لِلْأَمْوَالِ. ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: مَا أُبَالِي لَوْ كَانَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا أَعْلَمُ عَدَدَهُ وَأُزَكِّيهِ وَأَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ U[9]. وهذا الاختيار موافق لروح الشريعة ،فالإسلام يحث على طلب الرزق،وتحصيل المال بالطرق المشروعة،وإنفاقه في وجوه الخير.والإنفاق يشمل العبادات كالزكاة والحج والجهاد ورعاية أسر الشهداء،والنفقة على النفس والأسرة والأقارب،ورعاية طلبة العلم وسائر القربات . وعندما أراد سعد بن أبي وقاص t أن يتصدق بكل ماله ،قال له النبي e :]إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ[[10].وقال e :]نعم المال الصالح للمرء الصالح[[11]. وقال e :]لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا[[12]. وقد منَّ الحق سبحانه على ****** المصطفى e بالغنى في سورة الضحى،والذين يحاربون المال،ويدَّعون الزهد،يضيعون كلَّ هذه المعاني السامية المترتبة على الإنفاق ،وهؤلاء فاقدون للمال وليسوا بزاهدين فيه،إنما الزاهد حقَّا من ملك المال بيده وليس بقلبه،ولو قدِّر لهؤلاء أن يملكوا المال،فهل ستكون نظرتهم كذلك؟!. وما ورد من الوعيد على كنز المال،إنما هو لمن لم يؤدِ حقَّه من الزكاة والنفقة.قال الطبري الدلالة الواضحة على أن الوعيد إنما هو من الله على الأموال التي لم تؤد الوظائف المفروضة فيها لأهلها من الصدقة لا على اقتنائها واكتنازها)[13]. قوله تعالى:]وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [سبيل الله هنا يشمل جميع وجوه الإنفاق الواجب والمسنون،في جميع وجوه البِّر. قوله تعالى:] فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [في ذلك توبيخ وتقريع لمن كنز المال،ومنع منفعته. وقد ورد الآثار الكثيرة في عاقبة الذين يكنزون الأموال ويمنعون منفعتها، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e :مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ الْآيَةَ [[14]. وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهُ إِلَّا أُحْمِيَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُجْعَلُ صَفَائِحَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبَاهُ وَجَبِينُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ تَسْتَنُّ عَلَيْهِ كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ فَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلَا جَلْحَاءُ كُلَّمَا مَضَى عَلَيْهِ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ قَالَ سُهَيْلٌ فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ الْبَقَرَ أَمْ لَا قَالُوا فَالْخَيْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا أَوْ قَالَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا قَالَ سُهَيْلٌ أَنَا أَشُكُّ الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَلِرَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيُعِدُّهَا لَهُ فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرًا وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ مَا أَكَلَتْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا أَجْرًا وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهْرٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا وَأَمَّا الَّذِي عَلَيْهِ وِزْرٌ فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ فَذَاكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ قَالُوا فَالْحُمُرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا هَذِهِ الْآيَةَ الْجَامِعَةَ الْفَاذَّةَ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[[15]. وعن عبد الله بن مسعود t قال والذي لا إله غيره لا يكوى عبد بكنز فيمس دينار دينارا ولا درهم درهما ولكن يوسع جلده فيوضع كل دينار ودرهم على حدته)[16]. و****** المصطفى e يوجهنا إلى خير الكنز،إذا ما كنز الناس الذهب والفضة والمتاع، عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ t:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ:إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[[17]. ومما ورد في الحكمة من تخصيص هذه الأعضاء بالكي: قال القرطبي نقلا عن علماء الصوفية ما طلبوا المال والجاه شان الله وجوههم، ولما طووا كشحا عن الفقير إذا جالسهم، كويت جنوبهم، ولما أسندوا ظهورهم إلى أموالهم ثقة بها واعتمادا عليها ،كويت ظهورهم)[18].ثم قال: إنما خصَّ هذه الأعضاء ،لأن الغني إذا رأى الفقير،زوى ما بين عينيه وقبض وجهه،وإذا سأله طوى كشحه – خصره –وإذا زاد في السؤال وأكثر عليه،ولاّه ظهره،فرتب العقوبة على حال المعصية. وأورد الفخر الرازي لطائف في هذا السياق منها: الأولى:أن المقصود من كسب الأموال ،حصول فرح في القلب،يظهر أثره في الوجوه،وحصول شبع ينتفع بسببه الجنبان،ولبس ثياب فاخرة،يطرحونها على الجباه والجنوب والظهور. الثانية:أن هذه الأعضاء الثلاثة مجوفة،قد حصل في داخلها آلات ضعيفة يعظم تألمها،بسبب وصول أدنى أثر إليها بخلاف سائر الأعضاء. الثالثة:يكوون على الجهات الأربع،إما من مقدمه ،فعلى الجبهة،وإما من خلفه فعلى الظهر،وإما من يمينه ويساره،فعلى الجنبين. الخامسة:أن كمال حال البدن في جماله وقوته،أما الجمال فمحلُّه الوجه،وأعزُّ الأعضاء في الوجه الجبهة،فإذا وقع الكيُّ في الجبهة،فقد زال الجمال بالكلية،وأما القوة فمحلها الظهر والجنبان،فإذا حصل الكيُّ عليها،فقد زالت القوة عن البدن.فالحاصل أن حصول الكيِّ في هذه الأعضاء الثلاثة يوجب زوال القوة والجمال،والإنسان إنما طلب المال لحصول الجمال والقوة[19]. وقد ساق الحق سبحانه هذا النداء في سياق الحديث عن الجهاد،تأكيدا على أهمية المال في الجهاد،ومن تتبع الآيات التي تحضُّ على الجهاد يجد أنها تبدأ بالمال،لأهميته وخطورته،يقول القرطبيوقدَّم الأموال في الذكر إذ هي أول مصرف وقت التجهيز،فرتَّب الأمر كما هو في نفسه)[20].وبعد التجهيز لرعاية أسر الشهداء. وفي الإنفاق من المال جهاد للنفس ،لما جبلت عليه من حبٍ للمال وتعلقها به،والنفس تعشق المال لما فيه من أسباب الحياة،وقضاء الحوائج والشهوات.وحب النفس للمال لا يحد،قال رسول الله r :] لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ[[21]. 1) صحيح البخاري،كتاب الأنبياء،باب ما ذكر عن بني إسرائيل 3/1274 رقم 3269 2) تفسير القرآن العظيم 2/461 3) جامع البيان 6/357 وورد بألفاظ متقاربة انظر كلا زاد الميسر 3/429 وجامع البيان 8/125 وتفسير ابن كثير 2/462 4) جامع البيان 6/358 5) زاد المسير 3/429 وابن كثير 2/462 وانظر كلا الطبري 6/358 والدر المنثور3/419 6) جامع البيان 6/359 وتفسير القرآن العظيم 2/462 وانظر الجامع لأحكام القرآن 8/127 والدر المنثور 3/418 7) سنن أبي داود،كتاب الزكاة،باب في حقوق المال 2/209 رقم 1664 8) مسند أحمد 5/253 9) سنن ابن ماجه،كتاب الزكاة،باب ما أدي زكاته فليس بكنز 2/371 رقم 1787 10) صحيح البخاري،كتاب الجنائز،باب رثاء النبي e سعد بن خولة 1/435 رقم 1233 11) مسند أحمد 4/197 12) صحيح البخاري،كتاب العلم،باب الاغتباط في العلم والحكمة 1/39 رقم 73 13) جامع البيان 6/360 14) صحيح البخاري،كتاب الزكاة،باب إثم مانع الزكاة والشجاع ذكر الحيَّات،والأقرع من تمعَّط رأسه وابيضَّ من السُّم 2/508 رقم 1338 15) صحيح مسلم،كتاب الزكاة،باب إثم مانع الزكاة 7 /70 رقم 2289 16) جامع البيان 6/363 و الدر المنثور 3/419 وتفسير القرآن العظيم 2/464 والجامع لأحكام القرآن 8/130 17) مسند أحمد 4/123 18) الجامع لأحكام القرآن 8/129 19) التفسير الكبير 16/39 20) الجامع لأحكام القرآن 8/153 21) صحيح البخاري،كتاب الرقاق،باب ما يتقى من فتنة المال 5/2364 رقم 6072 hgk]hx hgehkd ,hgols,k :( w] hgHpfhv ,hgvifhk uk ]dk hggi ,[.hx hg;hk.dk ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
09 / 09 / 2011, 33 : 06 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018