25 / 05 / 2009, 22 : 03 AM | المشاركة رقم: 5 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 12 / 04 / 2009 | العضوية: | 23893 | المشاركات: | 34 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 196 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : ملتقى الفتاوى ================================================== =========== بسم الله الرحمن الرحيم أيها المتعالم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين. أما بعد: أيها المتعالم: أتدري من أنت أيها المتعالم؟ أو أتدري من أخاطب أيها القارئ؟ نعم إنني أخاطب المتعالم، والمتعالم على وزن متواضع فهو ليس وضيعًا في الحقيقة والواقع وإنما تنازل عن منزلته العالية ومكانته الرفيعة السامية ليجعل من نفسه بمنزلة من هم دونه في القدر والفضل، وعلى وزن المتعالي فهو ليس عاليًا في الحقيقة والواقع وإنما أعلى نفسه بغير حق ليجعلها بمنزلة من هم أعلى منها منزلة وقدرًا وفضلاً، والمتعالم هو ليس عالمًا في الحقيقة والواقع وإنما أوهم نفسه أو غيره أنه عالم فلبس لباس العلماء وتقمص قمصهم، أو نال شهادة زور في العلم، أو نسب لنفسه علم العلماء بسرقة كتبهم أو كلامهم، وشرع في إصدار الفتاوى والأحكام يضرب بها يمنة ويسرة، ويصوب فريقًا ويخطئ فريقًا آخر من أهل العلم والفضل، وهذا كثير اليوم في زمان النت وجامعات الطواغيت كثرة لا تحصى، أو إن شئت فقل في زمن الرويبضة وختل الدنيا بالدين، فهلا سألت نفسك أيها المتعالم بعد أن عرفت نفسك وحقيقة أمرك لماذا هذا التعالم؟ وهل هو طريق إلى رضا الله أم إلى رضا النفس الأمارة بالسوء؟ وهل هو طريق إلى النعيم المقيم أم إلى الجيفة الفانية؟ وإن كنت تجهل الإجابة ولا أظنك كذلك فسأخبرك بها من خلال بيان أسوأ مساوئ التعالم عساك تتخلى عن هذا الذنب العظيم والسلوك المشين، والتي منها: 1- إن هذا العمل قائم على الكذب على الله لأنك مجترئ على دينه خائض في آياته بغير علم ولا هدى من الله، والكذب على الناس حتى يقبلوا عليك ويتعلموا منك وينزلوك منزلة أنت لست أهلاً لها، وهل هذا لو تمكنت به من خداع الناس فهل تتصور أنك تخدع رب العالمين القائل{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}[البقرة:9]؟ أو تنال رضاه بما يبغضه ولا يرضاه؟ 2- إن هذا العمل قائم على الإفتاء بجهل وإصدار الأحكام بغير علم، وهل هذا يوصل إلى الحق و يهدي إلى الرشاد أم يضل المفتي والمستفتي؟ وإن كنت متجاهلاً الجواب فاقرأ معي قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقِ عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"(1 ). وليت أمرك أيها المتعالم يقف عند هذا الحد بل يتجاوزه لترد العلم بالجهل والهدى بالضلال والحق بالباطل، والنور بالظلمات، فتحاور وأغلب حوارك من طرف واحد العلماء الصالحين الربانيين لتتطاول عليهم وتعنفهم وترد أقوالهم وتسفه آراءهم التي قد تعجز عن فهمها بنضوب علمك أو بعدمه وسقم رأيك وضحالة فهمك متعاميًا عن قول الله تعالى الذي يذم به من يفعل فعلك{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ. ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الحج:8-9]، وقول رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم"( 2)، وقوله "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"(3). 3- إن هذا العمل هو إعراض عن دين الله تعالى بثوب الإقبال عليه لأنه مناقض للطريق القويم الموصل إلى الحق والهدى الذي أوجب الله على عوام المسلمين السير فيه وهو الرجوع إلى العلماء ليتعلموا أحكام الله ودينه، يقول تعالى{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[الأنبياء:7]. 4- إن هذا العمل إضاعة للدين لأنه يفرق المسلمين ليقودهم أئمة جهلة مضلون، يفسدون عقائدهم وسلوكهم وعلاقاتهم بالله رب العالمين، فلا يستحقون إلا الوعيد والعذاب في الدنيا والآخرة، يقول تعالى{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}[السجدة:22]. وبهذا أرى أنك أيها المتعالم قد علمت مغبة تعالمك وسوء نتائجه وخبث ثماره، وأنا لك ناصح أمين أن تستجيب لأمر رب العالمين وأن تتواضع للعلماء الربانيين وأن تتعلم منهم لتنجو أو تصل إلى درجة العالمية وحينها تكون واحدًا من العلماء ولا يبقى عليك إلا التقوى والصلاح حتى يقبل المتعلمون عليك وتنال سعادة الدارين الدنيا والآخرة، والله المستعان وهو يهدي السبيل. ولا أنسى قبل أفارقك أيها المتعالم في هذه العجالة والنصيحة الموجزة أن أعرفك بمقصودي بالعالم حتى لا يلتبس عليك الأمر أو يختلط عليك الفهم، فالعالم هو المجتهد مالك أدوات الاستنباط من أصول ولغة وغيرها صاحب المذهب في علوم الدين، وما عداه غير عالم حتى وإن حمل شهادات جامعية وتزكيات من كليات شرعية طاغوتية توهم بالعلم ولا تهدي إلى الطريق إليه، أو تقلد مناصب الإفتاء في الحكومات الجاهلية التي لا يركن إليها إلا تائه ضال أو قاصد محاربة الإسلام والصد عن سبيل الله تعالى. وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر الميامبن وعجل فرجهم يارب العالمين واجعلهم شفعاءنا يوم الدين -------------------------------------------------------- (1 ) رواه البخاري(فتح) ج1ص194ومسلم والترمذي ج5ص31. (2 ) رواه البخاري(فتح) ج5ص106 و مسلم(شرح النووي) ج1ص6ص219 والنسائي ج8ص242 وأحمد ج6ص55 والبغوي في شرح السنة ج10ص97 والمنذري في الترغيب ج1ص132. (3 ) رواه الترمذي ج5ص199 رقم2950 وقال: حسن صحيح وأحمد ج1ص233 والبغوي في شرح السنة ج1ص257 والطحاوي في مشكل الآثار ج1ص167
|
| |