علماء السعودية ينعون الشيخ ابن جبرين
نعى العديد من علماء ودعاة المملكة العربية السعودية فضيلةَ الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين (عضو الإفتاء السابق) الذي وافته المنية أمس بعد صراع طويل مع المرض، وتحدثوا عن جهوده في خدمة الدعوة إلى الله وتعليم العلم الشرعي.
في البداية عبّر فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب (إمام وخطيب المسجد الحرام والقاضي بالمحكمة الجزئية بمكة المكرمة) عن حزنه العميق على وفاة الشيخ عبد الله بن جبرين ووصف وفاته بالخسارة للأمة لأنه أحد الأعلام في الأمة وقدم خدمة كبيرة طوال حياته في نشر العلم والإفتاء والدعوة إلى الله تعالى وسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتغمده بواسع رحمته، وقال: لا نقول إلا ما يرضي ربنا، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار (إنا لله وإنا إليه راجعون).
كما نعى فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي الفقيد وقال في بيان له: "إننا في موقع (الراسخون في العلم) ننعي بمزيد من الأسى والحزن أحد أبرز كبار العلماء الإجلاء في بلادنا الغالية وفي العالم الإسلامي".
وأضاف: "ذلكم هو سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقًا؛ إثر مرض عانَى منه طويلاً ".
وأوضح المغامسي أنّ الدعوة خسرت بوفاته "واحدًا من أبرز علمائها وكبار فضلائها ورمزًا من رموز الحكمة والعلم والتقوى وعبدًا من عباد الله الصالحين كذلك نحسبه ولا نزكي على الله أحدًا وإننا إذ نسأل الله أن يتغمد الشيخ بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته لنحتسب عند الله فقده ولا نقول إلا ما يرضي ربنا".
فيما قال الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري عضو محكمة التمييز في الرياض لجريدة "الاقتصادية": إنّ الأمة الإسلامية فقدت بوفاة الشيخ عبد الله بن جبرين عالمًا جليلاً ومؤرخًا كبيرًا ومحدثًا وفقيهًا في آن واحد، وعرفت الفقيد وأنا أدرس في المرحلة الابتدائية، وكنا نقطن حيًا واحدًا وكان إمام مسجد الأمير ناصر بن عبد العزيز في دخنة، وكنت أتابعه- رحمه الله- آنذاك حيث كان له ارتباط وثيق بالمسجد الذي كان يجلس فيه كثيرًا وشارك الشيخ ابن قاسم- رحمه الله- في تحرير بعض المسائل العلمية، وكان مُعْتَنِيًا بدروسه، وتلقيت العلم عليه في المعهد العلمي في الرياض وفي كلية الشريعة وله إلمام بالدراسات الأدبية، وهو من العلماء الجهابذة الذين عرفوا بالفضل والإحسان، وكان محبًّا للخير داعيًا إليه آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وكانت له اليد الطولى في المناصحة والدعوى إلى الله- عز وجل- وهو حمامة المسجد, إذ كان يمضي جلّ وقته في المسجد، وكان ذا حافظة رائعة وبنكًا معلوماتيًا متحركًا يمتلئ بالعطاءات الخَيِّرة. وإذا كانت المملكة عرفت ببترولها فهي أيضًا غنية بأمرائها النبلاء وعلمائها الفضلاء ورجالها الأبطال، ويعدّ من أبرز العلماء وأعظمهم فائدة في هذا العصر لأمته, فهو تتلمذ على يد الشيخ محمد بن إبراهيم- رحمه الله- واستفاد منه كثيرًا, رحم الله شيخنا عبد الله الجبرين وشمله الله بعفوه وغفرانه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
من جهته, يقول الشيخ الدكتور خالد الخليوي (الداعية المعروف): إنّ الشيخ عبد الله بن جبرين- رحمه الله- نحسبه من القلائل الذين جمعوا بين العلم والعمل والتعليم مع تواضع عظيم وسماحة نفس وصدق نية وصفاء قلب.
وأضاف: إنني ما ذهبت إلى قرية من قرى المملكة ولا هجرة من هجرها ولا حي من أحيائها القديمة إلا كانت إجابة أهله في الغالب أن الشيخ بن جبرين زارنا قبل مدة.
وأكد الدكتور الخليوي أنه ما أ كثر ما طلب منه أن يسجل كلمة في سجل الزيارات لبعض المؤسسات أو مدارس تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء المملكة إلا وجد زيارة الشيخ ابن جبرين مدونة في سجل الزيارات قبل كثير من الدعاة.
من جانبه, يقول الشيخ إبراهيم بن محمد اليحيى (وكيل وزارة العدل المساعد للتسجيل العيني للعقار): إن وفاة الشيخ الجبرين دون شكّ تركت أثرًا كبيرًا في نفوسنا، فقد عرف عالمًا جليلاً طالما قدم الوقت الثمين في العلم والتعليم، وقال: إنني تشرفت بمعرفة الشيخ ابن جبرين أثناء الدراسة الجامعية في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود, حيث درست على يديه لمدة عام دراسي في السنة الختامية لي في الجامعة، وكذلك زاملته في سنوات عملي الأولى في الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، وقد كان محبوبًا من الجميع واستفادت الأمة الإسلامية من علمه- رحمه الله تعالى- ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته.
وفي الكويت، نعى النائب د. وليد الطبطبائي العلامة الفقيه الشيخ عبد الله بن جبرين، قائلاً: نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته وأن يخلف على الأمة من تلاميذه من يخدم الشريعة السمحاء ويرفع لواء القرآن والسنة الشريفة.
وأضاف الطبطبائي أنّ الأمة فقدت بوفاته رجلاً فاضلاً من رجال الدعوة والحق، عرف بعلمه الغزير وإقباله على العلم والتعليم، وعرف بخلقه الجمّ وتواضعه للناس ولطلبة العلم، وعرف ابن جبرين رحمه الله بانتهاجه نهج السلف الصالح في القول والعمل، فكان مثالاً للعالم العامل والعابد الزاهد والمتابع المهتم بقضايا الأمة وهمومها، نسأل الله أن يجعل علمه ودعوته وخدمته للعلم الشرعي على مدى عقود من الزمن في ميزان حسناته، وأن يجمعنا به وبالصالحين في مستقر رحمته.
uglhx hgsu,]dm dku,k hgado hfk [fvdk