26 / 09 / 2017, 50 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134] ربما بمنظورٍ مختلف بدَأنا نرى الأشياء الآنَ، لكنه ليس مستغربًا في ظلِّ كثرةِ اللَّغَطِ حول كل الموضوعات، حتى المتعارَف عليها أو المتوارَث منها ثقافيًّا. فعلى سبيل المثال لا الحصر كنا نَعلَم تفسيرَ قوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]. أي: إذا ثار بهم الغيظُ كظَموه بمعنى كتَموه، فلم يُعْمِلوه، وعَفوا مع ذلك عمَّن أساء إليهم، فقوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]؛ أي: لا يُعمِلون غضبَهم في الناس، بل يَكفُّون عنهم شرَّهم، ويَحتسبون ذلك عند الله عز وجل، ثم قال تعالى: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾؛ أي: مع كَفِّ الشر يَعفُون عمَّن ظلَمهم في أنفسهم، فلا يَبقى في أنفسهم مَوجِدةٌ على أحدٍ، وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، فهذا من مقامات الإحسان. الحمد لله على أننا كنا نَعلَم هذا من قبلُ، وما زِلنا نَعلَمه بفضلِ الله، وكنا نَظُنُّ أننا طبَّقنا ذلك قدرَ المستطاع. لكن ما الجديد؟ اتَّضح لنا بعد طول معاناة وجهاد نفسٍ أنَّ أَمْرَ قوله تعالى: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، خَطْبٌ جَللٌ لا يَستطيعه إلا مَن وصَل فِعلًا إلى قمة الإحسان، لهذا كان قوله سبحانه في ختام الآية الكريمة: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وهذه مَرتبة عظيمة، كنا نَظُنُّ أن الوصول إليها سيكون يسيرًا بمجرَّد كظْمِ الغيظ، لكنَّ الكظمَ كان أيسرَهم، لماذا؟! لأن تطاوُلَ البعض بعد كظمِك الغيظَ ظنًّا منه أنك ضعيفٌ وغيرُ قادرٍ على الرد، أو عدم تبرير الفِعال التي هي مِن مَحْض حقوقك كنفس بشرية، فهذا التطاول الدائم هو مَا يَصعُب معه العفو، ولا أقول: يَستحيل؛ لأن التجارب الحياتية تؤكِّد أنه لا شيء يَستحيل عند الأخذ بأسبابه، والدعاء بالتوفيق من الله سبحانه الخالق الذي يَعلَم حال عباده، وما يَصلُح لهم وما يَقدرون عليه، لذا فإننا رُبَّما ما زِلنا نُجاهد؛ حتى نَصِلَ إلى هذه المرتبة العظيمة، وليتنا نَستطيع! ومِن ثَمَّ فقد رأيتُ عدمَ الاستطاعة آتِيَةً مِن عدم الإعانة من الأشخاص المستفيدين من العفو، فاللهم اعفُ عنا جميعًا.. دُمتُم طيبين.
,hguhtdk uk hgkhs
|
| |