08 / 02 / 2012, 12 : 06 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 13 / 06 / 2011 | العضوية: | 46420 | المشاركات: | 303 [+] | بمعدل : | 0.06 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 194 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ثـامنـاً: موقف الشيخ من الحوار الإسلامي المسيحي لم تقف دعوة فضيلته عند المسلمين، بل تعدَّت ذلك إلى آفاقٍ أرحب، منها دعوة إخواننا المسيحيين، سلك في ذلك أسلوباً متميزاً كأسلوب شيخه سماحة الشيخ أحمد كفتارورحمه الله قام على احترام الفكر والعقل وتقدير المعتقد، فلم يَتَعالَ بعلمه وثقافته ومكانته، بل خاطب رجالَ الدين من باب الأُخُوّة، وإرادة الوصول إلى الحق دون تعالٍ، بالحجة والبرهان وتحكيم العقل والحكمة، ولذلك دخل في الإسلام العديد من إخواننا المسيحيين في اللاذقية وبيروت وباريس ونيويورك وغيرها، وفي خلال سفراته المتعددة إلى أمريكا وأوربا التقى مع رجال الكنيسة وحاورهم، فكانت طروحاته مثار اهتمامهم، وبأسلوبه الحكيم نال إعجابهم، ووعدوا بدراسة أفكاره. ويرى فضيلته أن التقارب مع إخواننا المسيحيين سهل التناول، ويرى نقطة الخلاف الوحيدة بيننا وبينهم مفهوم البُنُوَّةِ في الإنجيل، فالمسيحيون يرونها حقيقةً، والمسلمون يرونها مجازيةً، وضرب لذلك الأمثلة من الإنجيل. ولقي هذا التوجه تقديراً، فاتفق مع مَن لقيهم من رجال الكنيسة على رسالة كُلٍّ مِنْ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وسيدِنا عيسى عليه السلام، ومن هنا تذوب الفوارق بين الطرفين، وبَيَّنَ لهم المكانة السامية للسيد المسيح وأمِّه في الإسلام. وما هذا إلا خطوةٌ دفعهم بها نحو الإسلام. وإني لا أنسى تلك الجمعة التي ضمت رؤساء الكنائس الانجليكانية والبطريركية الروسية، وقد زاروا جامع أبي النور وبعد أن أنهى سماحة الشيخ رحمه الله محاضرته، طلب رئيس الكنيسة الإنجليكانية الحديث، وكان في كلمته وتعابير وجهه يوجه الخطاب إلى سماحته كأخلص مريدٍ إلى شيخه وقال: إن ما كتبته من لقائي السابق أعتبره دستوراً، وإنك نبي هذا الزمان قاطعه سماحته قائلا نحن المسلمون لا نعتقد بنبي بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ولكن حمله على ذلك عميق ما أدرك من حلاوة الإيمان، وقمة الحكمة والأسلوب الحكيم، والرحمة التي تملأ جوانح سماحته. ومثل هذا البطريرك لا يحمله أحد أن يجامل بمثل هذا الخطاب. والآن إلى الحوار: س1 :ما موقفكم من الحوار الإسلامي المسيحي؟ أولاً: لِنعلمْ أنَّ الخلق كلَّهم على اختلاف ألوانهم وألسنتهم خلق الله وحده، فهم أبناء آدم عليه السلام فليس هناك فضلٌ لأحدٍ على أحدٍ إلا بمقدار ما يكون فيه من استقامةٍ على الأخلاق ونفعٍ لعباد الله، وإني لأرى أنه من الواجب الشرعي على كل من رزق إيماناً وفقهاً بكتاب الله أن يُبَلِّغَ دين الله لم يبلغه؛ من أي دينٍ كان ومن أي مِلَّةٍ. وإني لأجد أن الحوار هو الطريق الوحيد لتآلف قلوب الخلق وجمع كلمتهم وتوحيد محبتهم لنعيد للحياة: ((الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله))[1]. غير أني أقول: لا يجوز لأحدٍ أن يقوم بالحوار بين الأديان إلا إذا أدرك علماً واسعاً، يشمل الإطلاع على الأديان مع العقل الناضج المملوء حكمةً وحلماً وحناناً، يلتقيان بقلب مملوءٍ بِحُيّ الله وذكرِهِ ومراقبته وخشيته. يقوم بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، قاصداً تبيان الحقيقة أينما كانت، لا يريد بذلك إظهاراً لعلمه ولا لمكانته،إنما طلبه هداية الخلق فقط لله وحده. س2 من وجهة نظركم ما جدوى هذا الحوار؟ جدوى الحوار تحقيق قوله تعالى:}وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً{ [الأنبياء: 92] لنجعل المجتمعات تلهج باسم الله ودينه، معلنةً حُبَّ النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، مُطَبِّقةً للقرآن وأحكامه، متآخيةً فيما بينها، لا حقد ولا عداوة ولا تآمر، قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، ألا إنَّ ربكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعرِبيٍّ على أعجميٍّ، ولا لأعجميٍّ على عَرَبِيٍّ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمرَ إلا بالتقوى)) [2]، وعندها يَعُمُّ السلام على هذا العالم، وينتشر الأمن والأمان، ويصبح الكون جنة الله في أرضه. طبعاً هذا لا يكون إلا ببذل الجهد الجهيد من كل مسلم }وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ{ [الروم: 4]. س3 هل حصل لقاء بينكم وبين رجال الدين المسيحي، وكيف تقوِّمون هذا اللقاءات؟ حصل بيني وبين كثيرٍ من رجال الدين المسيحي لقاءاتٌ عِدَّةٌ، وبحثنا فيها كثيراً من شؤون الناس، وخاصةً دراسة الإسلام. ففي فرنسا التقيت مع راهب الكنيسة فعانقته بحرارةٍ مما جعله يبهت لذلك، فقلت له: أنت ابن عمي وغائب عني منذ زمنٍ بعيد فكيف لا ألقاك هذا اللقاء!؟ فقال: وكيف ابنُ عمك وأنت عربيٌّ وأنا فرنسيٌّ؟ فقلتُ له: ألستَ ابنَ السيد المسيح؟ قال: بلى، قلت: وأنا ابن السيد محمد، ومعلومٌ أن السيدَ المسيح والسيدَ محمداً أخوان، فنحن أصبحنا أبناء عمومة، وبدأت البحث معه ساعتين، وكان منه في نهاية الجلسة قال لي: أتسمح أن آتيك برجال الدين المسؤولين في الكنيسة؟ فرحبتُ بذلك. وأتاني في اليوم الثاني بستة رهبانٍ، وجلست معهم، ومما كان من كلامهم بتوفيق الله : أنت فيلسوفٌ، ثم دعوني إلى الكنيسة، وذهبت مع بعض الأحباب، فأكرمونا فيها، ثم جلسنا للمباحثة في الدينِ والوحدانية، وأن عيسى نبيٌّ ورسولٌ للرحمة، ومحمداً نبيٌّ ورسولٌ للرحمة، وكان الإقرار بذلك، وأهديتهم قرآنا مع ترجمة لمعانيه باللغة الفرنسية، وقدموا لي الإنجيل، ومن الغرابة أني بعد رجوعي بشهرين إذا بهم يرسلون لي رسالةً يقولون فيها: لقد أحسنت إلينا كثيراً، حيث إننا قمنا بتفسير سورة مريم في الكنيسة كما وردت في القرآن، فازدادت رعايا الكنيسة أكثر من عشرين ضعفاً، وكلهم يشهدون الآن أن عيسى ومحمداً نَبِيَّانِ وأخوان. وكذلك حصل في أمريكا لقائي بالبعض، وتم البحث فيما بيننا، وسألت أحدهم: هل أنت متزوجٌ؟ قال: نعم، قلت: هل لك أولاد؟ قال: نعم ثلاثة، فأظهرتُ انفعالاً شديداً وقلت: هذا لا يمكن، فبهت لذلك، وقال: لماذا لا يمكن؟ قلت: إنسان مثلك له ثلاثة أولاد، وإله الكون جعلتم، له ولداً واحداً؟! ثم قتله أعداؤه، أفلا تغار على أولادك أن يصيبهم أذىً؟ قال: بلى، قلت: فالإله الوحيد الذي تعتقدونه كيف أسلَمَ ولدهُ الوحيد إلى القتل ولم يَغَرْ؟ فصفَّقُوا جميعاً، ثم قلت لهم: إني لفي غرابَةٍ غريبةٍ من عقولكم، ألستم تعلمون أن اليهود صلبوا إلهكم، أو ابن إلهكم؟ وأنهم نسبوا للسيدة العذراء التهم التي لا تليق؟ قالوا: بلى، قلت: ومع ذلك جمعتم توراتهم مع إنجيلكم وسميتموه الكتاب المقدس، والإسلام بالقرآن العظيم الذي دافع عن السيدة العذراء، وقدس السيدَ المسيح وذكر كثيراً من معجزاته أهملتموه وتركتموه، أما كان الواجب جَمْعَ الإنجيل مع القرآن، فصفَّقُوا كذلك، ووعدوا أن يضعوا ذلك موضع الدراسة والبحث. س4 ما أقرب الجوانب التي يمكن التفاهم حولها مع المسيحين؟ أقرب ما يكون التفاهم عليه أن نعود إلى الحقائق العلمية مع الحِلم والصبر، فنقابل الآخرين بصدرٍ رَحْبٍ، نريد بذلك رحمة البشرية إكرامَ الإنسان، عملاً بالحديث: ((ربَّنا ورَبَّ كُلِّ شيءٍ، أنا شهيدٌ أنَّ العبادَ كُلَّهُمْ إخوةٌ)) [3]، وإني في كثير من لقاءاتي أقول للمجتمع المسيحي: إني لعلي يقينٍ أني أستطيع جمع الدينين على كلمةٍ واحدةٍ من غير اختلاف، فيسألون: ما هذه الكلمة؟ فأقول: إن المسيحية لما بدأتْ كان يقال لكل صالحٍ طائعٍ: ابنُ الله، ويراد بالابن ******؛ أي كُلُّ طائعٍ حبيبُ الله. وفي الإنجيل اطلبوا إلى أبي وأبيكم الذي في السماء" [4] فلو رجع المسيحيون إلى أصل الكلمة وهو أن المراد بكلمة ابن إنما هو الابن المجازي، أي ****** لانتهت المشاكل كلها بين المجتمعين. ولقد كانت المسيحية في بدايتها تعتقد بتوحيد الله وحده، وهكذا هي رسالة السيد المسيح عليه السلام وهذا الإنجيل الموجود الآن يقول: "وإن الحياة الحقيقية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته" [5]. وهناك بحوثٌ كثيرةٌ يقوم بها الداعي بالهدوء والحلم والتفاهم، مع إثبات الحجج والدلائل والبراهين المنطقية الحسية. وما وجدتُ مِنْ أَحَدٍ رفضاً ولا إعراضاً، بل أكثرهم يُقِرُّ بالحقيقة، بل ويعتنقونها ويدعون إليها. والأمر في ذلك لا يحتاج إلى عنفٍ ولا شِدَّةٍ ولا انفعالٍ. ومثلي معهم كمثل رَجُلٍ وُضِعَتْ على عينيه عصابةٌ، فهو لا يرى إلا ظلاماً، فعندما أرفع العصابة عن عينيه ويرى نورَ الشمس وجمالَ الطبيعة هل يمكن له أن ينكر بصره؟ وإني لعلى يقينٍ مِنقَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يولَدُ على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدَانِهِ أو يُنَصِّرَانِهِ أو يُمَجِّسَانِهِ)) [6]، والفطرة هي صفاء الروح وطهارتها ونورها وهدايتها، واليهودية والنصرانية ما هي إلا كلون أسودٍ أو أزرقٍ أو بُنِّيٍّ، فالإنسان بروحه وصفائه كالمصباح المشتعل، قام الوالدان فَدَهَنَا هذا المصباح بِصبغَةٍ سوداء أو زرقاء أو بنيّة اللون، فحَجَبَتْ النورَ عن الظهور، فحكمة الداعي الحكيم أن يأخذ خِرقةً مبتلةً فيمسح ما علق على المصباح من سواد أو زرقة، فإذا ظهر النور فهل يُنْكِرُ أحدٌ وجوده؟ فعندما يرى نوره لا يسعه إلا الإقرار به والإعلان عنه؛ بقوله: النور حقٌّ. وهو الإسلام. [1] ) وصايا الهدى: ص/102/ وما بعدها. [2] ) أخرجه الإمام أحمد: 4/ 271، وأصحاب السنن، وينظر مشكاة المصابيح: 2/4 رقم /2230/، والتغريب والترهيب: 2/477، وكنـز العمال: 2/62 رقم /3113/. [3] )أخرجه ابن النجار عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند حسن. وينظر مجمع الزوائد: 10/ 229، والترغيب والترهيب: 4/247. [4] )أخرجه الطبراني في الكبير: 9/154، والحاكم: 4/319، وأبو نعيم في الحلية 8/185، والبيهقي في الشعب: 7/171 رقم /9884/ عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند حسن. [5] ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/388، وأبو داود في سننه رقم /1319/. عن حذيفة. [6] )رواه أحمد في مسنده: 4/ 103، والطبراني: 2/ 58 رقم /1280/، والحاكم: 4/ 430، عن تميم الداري، ورجال أحمد رجال الصحيح. ينظر مجمع الزوائد: 6/ 214.
hgughlm hgvfhkd hgado v[f ]df 0 hgpgrm hgjhsum )
|
| |