النداء السبعون :( الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم جواز التقدم بين يدييه )

[زياد محمد حميدان]

النداء السبعون :] الأدب مع الرسول r وعدم جواز التقدم بين يديه [
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[{الحجرات1}.
سورة الحجرات سورة الآداب الاجتماعية،والأخوة الإنسانية،وإن أكمل الأدب ما كان مع الرسول r ،فبعد أن وجه المؤمنين لخطابه باللفظ اللائق بمكانته السامية،والابتعاد عن الألفاظ الموهمة،التي يستعملها أعداء الله تعالى في النيل من مقامه الشريف،ويأتي هذا النداء الربانيّ ليبين خلقا آخر ينبغي للمؤمن أن يراعيه،وهو اتباع سنة ****** المصطفى r ،وألا يتقدم عليه برأي أو اقتراح قبل أن يتبين الحكم الشرعي،فبعد أن قامت الأدلة النقلية والعقلية على صدق نبوته r ،وأن الخير كل الخير فيما جاء به من اللطيف الخبير،ينبغي التسليم المطلق،أدركت الحكمة من التشريع أم لا.
والتقدم المنهي عنه هو الاستعجال بقضاء الأمر قبل معرفة الحكم الشرعي، ولا تسبقوه بالقول والحكم بل افعلوا ما يرسمه لكم كما يفعله العباد المكرمون، وهم الملائكة حيث قال: (لا يسبقونه بالقول){الأنبياء27}.
وهناك أقوال في سبب النزول:
الأول: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ t أَخْبَرَهُمْ :]أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِّرْ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ .قَالَ عُمَرُ: بَلْ أَمِّرْ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ .قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، قَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا) حَتَّى انْقَضَتْ[[1].
الثاني: ما روي أن النبي r أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزل: ]يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله[.
الثالث:عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي r أنفذ أربعة وعشرين رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم، إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفؤوا إلى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا: من بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما، فجاء نفر من بني سليم إلى رسول الله r فقالوا: إن بيننا وبينك عهدا، وقد قتل منا رجلان، فوداهما النبي r بمائة بعير، ونزلت عليه هذه الآية في قتلهم الرجلين.
الرابع: قال قتادة: إن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا، لو أنزل فيّ كذا؟ فنزلت هذه الآية.
الخامس:قال الحسن: نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله r ، فأمرهم أن يعيدوا الذبح .
وهذه الوقائع صحيحة لكن ليس يعلم أيها كان سبب النزول[2].
ويؤخذ من الآية النهي عن المسارعة إلى الفتيا،وكان الصحابة y يحيل بعضهم على بعض في الفتيا تورعا.
قوله تعالى:] وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[من التقوى تعالى اتباع كتابه وسنة نبيه r ،وعدم التقدم على صاحب الشرع برأي أو عمل مخالف،أو القول بين يديه قبل العلم والتثبت.
والله سميع لأقوالكم،عليم بنياتكم وأعمالكم فيجازيكم عليها.


1) صحيح البخاري،كتاب التفسير،باب قوله تعالى]إن الذين ينادونك من وراء الحجرات[ 4/1834 رقم 4566
2) انظر الجامع لأحكام القرآن 16/301

---

hgk]hx hgsfu,k :( hgH]f lu hgvs,g wgn hggi ugdi ,sgl ,u]l [,h. hgjr]l fdk d]ddi )

[شريف حمدان]

[محمد نصر]