الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 2 | المشاهدات | 709 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 08 / 2011, 37 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ {المائدة 90}. لا تزال أحكام هذه السورة المباركة تتوارد تبيِّن للمؤمن ،ما يحل له وما يحرم عليه،ففي صدر هذه السورة ذكر الحق سبحانه جملة المحرمات من المطعومات،ثمَّ بين الحق سبحانه القاعدة العامة في المطعومات] الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [ ( المائدة 5) ثمَّ نبَّه أن التحليل والتحريم في ذلك إليه وحده،ونهى التضييق على النفس منافٍ لمقاصد الشريعة،ولذا ندبهم إلى أكل الطيبات،وبين أن الزهادة ليست بتحريم الحلال،وإنما هو بترك التعلق بالدنيا،واتباع الشرع الحنيف. وفي هذا النداء الربانيّ تحريم الخمر الذي تقدم البحث عن مرحلة من مراحل تحريمه،في النداء الحادي والعشرين ،وقرن معه محرمات تشاركه في حكم التحريم،والآثار المدمِّرة على المجتمع. وفي سبب النزول أقوال: الأول:أنها نزلت في دعاء عمر بن الخطاب t أن يحرِّم الله تعالى الخمر أخرج النسائي ] عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عُمَرَ t قَالَ :لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قَالَ عُمَر:ُ اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا، فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ .فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْه،ِ فَقَالَ عُمَرُ اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا ،فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي النِّسَاءِ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ r إِذَا أَقَامَ الصَّلَاةَ نَادَى لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ :اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا ،فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ ،فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ، قَالَ عُمَرُ t انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا[[1]. وأخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ :]حُرِّمَتْ الْخَمْرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ r الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ r عَنْهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ r]يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا[ إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ النَّاسُ: مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا إِنَّمَا قَالَ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ،وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ مِنْ الْأَيَّامِ صَلَّى رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَمَّ أَصْحَابَهُ فِي الْمَغْرِب،ِ خَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ[وَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ حَتَّى يَأْتِيَ أَحَدُهُمْ الصَّلاةَ وَهُوَ مُفِيقٌ، ثُمَّ أُنْزِلَتْ آيَةٌ أَغْلَظُ مِنْ ذَلِكَ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ فَقَالُوا انْتَهَيْنَا رَبَّنَا فَقَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ وَقَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ رِجْسًا وَمِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ]لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا[إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ r لَوْ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهَا كَمَا تَرَكْتُمْ[[2]. الثاني:أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص t ،ذلك أنه شرب الخمر قبل أن تحرم متفاخرا بالمهاجرين فضربه أحد الأنصار فشجه. أخرج مسلم عنه t قال: ]أَتَيْتُ عَلَى نَفَرٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرِينَ فَقَالُوا تَعَالَ نُطْعِمْكَ وَنَسْقِكَ خَمْرًا وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ ،قَال:َ فَأَتَيْتُهُمْ فِي حَشٍّ وَالْحَشُّ الْبُسْتَانُ ،فَإِذَا رَأْسُ جَزُورٍ مَشْوِيٌّ عِنْدَهُمْ وَزِقٌّ مِنْ خَمْر.ٍ قَالَ: فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُمْ. قَال:َ فَذَكَرْتُ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرِينَ عِنْدَهُمْ فَقُلْتُ:الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ مِنْ الْأَنْصَارِ .قَالَ :فَأَخَذَ رَجُلٌ أَحَدَ لَحْيَيْ الرَّأْسِ فَضَرَبَنِي بِه، فَجَرَحَ بِأَنْفِي فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r فَأَخْبَرْتُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ U فِيَّ يَعْنِي نَفْسَهُ شَأْنَ الْخَمْرِ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ[[3]. الثالث:أنها نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا الخمر فعبث بعضهم ببعض. عن ابن عباس t قال نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض ،فلما أن صحوا جعل الرجل منهم يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول فعل بي هذا أخي فلان ،وكانوا أخوة ليس في قلوبهم ضغائن،والله لو كان بي رءوفا رحيما ما فعل بي هذا ،حتى وقعت في قلوبهم الضغائن ،فأنزل الله ]إنما الخمر والميسر [إلى قوله فهل أنتم منتهون،فقال ناس من المتكلفين :هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر، وقتل فلان يوم أحد، فأنزل الله (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا )[4]. وأما الترجيح بين هذه الأسباب ،فقد قال الطبريوقد اختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية وجائز أن يكون نزولها كان بسبب دعاء عمر t في أمر الخمر ،وجائز أن يكون ذلك كان بسبب ما نال سعدا من الأنصاري عند انتشائهما من الشراب، وجائز أن يكون كان من أجل ما كان يلحق أحدهم عند ذهاب ماله بالقمار من عداوة من يسره وبغضه،وليس عندنا بأي ذلك كان خبر قاطع للعذر ،غير أنه أي ذلك كان فقد لزم حكم الآية جميع أهل التكليف وغير ضائرهم الجهل بالسبب الذي له نزلت هذه الآية)[5]. تعريف الخمر. ويطلق الخمر في اللغة [6] على الستر والمخالطة ، ولذلك سميت الخمر، لأنها تستر العقل وتخامره أي تخالطه ، أو لأنها تركت حتى أدركت فاختمرت ، والتخمير التغطية ، ويقال لما يستر به خمار . وقد اختلف أهل اللغة على أي شيء يطلق الخمر ، ذهب صاحب لسان العربالخمر ما أسكر من عصير العنب)وذهب صاحب القاموس إلى أنه( ما أسكر من عصير العنب أو عام).وفي المفردات : (هو عند بعض الناس اسم لكل مسكر ، وعند بعضهم اسم للمتخذ من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة)[7]. } عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ{[8]. واختلاف أهل اللغة يحكى الخلاف عند الفقهاء . الحنفية[9]: الخمر النيئ من ماء العنب المشتد بعدما غلي وقذف بالزبد . فالخمر عندهم هو المتخذ من العنب والتمر خاصة . واستدلوا بالحديث المتقدم (الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ{ ولم يرد به بيان الاسم لغة ، لأنه ما بعث مبينا لذلك ، وبين أهل اللغة اتفاق، أن الاسم حقيقة للنيئ من ماء العنب ، وواضع اللغة خصَّ كل عين باسم ، هو حقيقة فيه ، وإذا كان الغير فيه مجازا ، لما في الاشتراك من اتهام غفلة الواضع، والضرورة داعية إلى ذلك ، وذلك غير متوهم هنا ، فعرفنا أن المراد حكم الحرمة أن ما يكون من هاتين الشجرتين ، سواء في حكم الحرمة . وطريق من توسع في هذه الأشربة ، ما ذكرنا أن قبل نزول التحريم كان مباحا ، ثم نزل تحريم الخمر، وما عرفنا هذه الحرمة إلا بالنص،فبقي سائر الأشربة بعد نزول تحريم الخمر على ما كان عليه قبل نزوله . ومن أثبت التحريم في الكل، قال :نص التحريم بصفة الخمرية ، والخمرما خامر العقل ،وكل ما يكون مسكر فهو مخامر للعقل ،فيكون النص متناولا له ، ولكن نقول الاسم للتي من ماء العنب حقيقة، ولسائر الأشربة مجازا ومتى كانت الحقيقة مرادة باللفظ تنحى المجاز . الجمهور[10]:كل مسكر خمر ، سواء كان من التمر أو العنب أو غيرهما . واستدلوا على ذلك بما يلي : 1.روى ابن عمر رضي الله عنهما قال:} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ {[11].قال النووي وفي هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم تصريح بتحريم جميع الأنبذة المسكرة، وأنها كلها تسمى خمرا ، وسواء في ذلك الفضيخ ونبيذ التمر والرطب والبسر والزبيب والشعير والذرة والعسل وغيرها، وكلها محرمة ، وتسمى خمرا ، وبه قال مالك وأحمد والجماهير من السلف والخلف)[12] والفضيخ عصير العنب ، مأخوذ من الفضخ وهو كسر كل شيء أجوف[13]. 2.وعنه t قال:} قَامَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَمَّا بَعْدُ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْعَسَلِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ {[14].جاء في فتح الباري ( أراد عمر التنبيه على أن المراد بالخمر في هذه الآية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ) ليس خاصا بالمتخذ من العنب، بل يتناول المتخذ من غيرها ، ويدل على أن الصحابة فهموا من تحريم الخمر تحريم كل مسكر ، سواء كان من العنب أم من غيرها)[15]. 3.عن النعمان بن بشير t قال:} سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ إِنَّ الْخَمْرَ مِنْ الْعَصِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ {[16]. وردوا على استدلال الحنفية اللغوي بأن الاسم الشرعي أولى عند العلماء من اللغوي، وهو الإسكار لقول رسول الله r :}كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَحَرَامٌ {[17] ([18]). والذي يترجح رأي الجمهور لصحة الأحاديث الشريفة ، وصراحة دلالتها على المطلوب وقال الدهلوي (ولا أدري أي فرق بين العنبي وغيره ، لأن التحريم ما نزل إلا للمفاسد التي نص القرآن عليها ، وهي موجودة فيهما، وفيما سواهما سواء)[19]. وقال الشيخ محمد أبو زهرة وعندي أن الرأي الأولى بالاعتبار هو رأي الجمهور،وهو أن الخمر كل ما خامر العقل وستره،من غير عدّ ولا إحصاء ، لأنه جد من أنواع المسكرات،ما لا يحصى عددا ولا نوعا وأن التعميم في التحريم على مقتضى الحديث في كل مسكر هو الأنسب لروح العصر ، فإنه قد جدت أنواع كثيرة من المسكرات لا تحصى ، ولكن تتفق في المعنى وهو الإسكار الذي هو سبب التحريم)[20]. وقال ابن تيميةوالخمر التي حرمها الله ورسوله وأمر النبي r بجلد شاربها ، كل شراب مسكر من أي أصل كان ،سواء كان من الثمار كالعنب والرطب والتين ، أو الحبوب كالحنطة والشعير ، أو الطلول كالعسل، أو الحيوان كلبن الخيل ، وتواتر عن النبي r وخلفائه وأصحابه رضي الله عنهم أنه حرم كل مسكر، وبين أنه خمر)[21]. وأما ما ترتب على التفرقة بين الخمر والمسكر فأمران : الأول :أن المحرم الخمر قليله وكثيره ، وأما المسكر من غير العنب والتمر ليس بمحرم ، إلا إذا أسكر عند الحنفية . أما الجمهور فكل مسكر حرام قليله وكثيره من أي صنف.الثاني :في العقوبة ، فجعل الحنفية العقوبة حدّان ، حد الشرب ، وهو لشرب الخمر قليله وكثيره،وحدّ السكر وهو لما أسكر كثيره،أما قليله فلا حدّ عليه[22].أما الخمر عند الأطباء:هي تلك المواد الكحولية لاحتوائها على الكحول،الذي أطلق عليه اسم الغول لأنها تغتال العقل والصواب ويحدث في الجسم أمراضا وعللا خطيرة وفي النسل آفات واضطرابات عديدة[23] حكم شرب الخمر وأما حكم شرب الخمر :فهو محرم بالكتاب والسنة والإجماع. وأما الكتاب فقوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونََ [قال الشيخ محمد أبو زهرة وبذلك النص الكريم تبين تحريم الخمر بأبلغ ألفاظ التحريم فقد قرنه بالذبح على النصب لغير الله ، ووصفها بأنها رجس أي ضار في ذات نفسه ، وبأنها من عمل الشيطان ، إذا أنه ليس فيها إلا ما ينفر ، ولكن تزيين الشيطان لها هو الذي يحبب فيها ، وأمر سبحانه باجتنابها،والأمر بالاجتناب أبلغ ألفاظ النهي ، ولا يوجد نص محرم قوي التحريم بمثل هذه العبارة القوية)[24] . وأما من السنة فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) [25]. وعنه t قال: قال رسول الله r لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه)[26]. وثبت عن النبي r تحريم الخمر بأخبار تبلغ بمجموعها رتبة التواتر[27]. وأما الإجماع فقد انعقد الإجماع على تحريم الخمر ، ومستحلها كافر يستتاب وإلا قتل[28].وقد حرم الخمر على مراحل ، أول ما نزل فيه قوله تعالى:] وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [{النحل67} ثم نزل قوله تعالى:] يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [{البقرة 219}. ثم نزل قوله تعالى:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [{النساء 43}. ثم نزل تحريمها القطعي بقوله تعالى: ] )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [. والحكمة من هذا التدرج ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها، من شدة تعلق الناس يومئذ بالخمر فقالت:]وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا[[29]. وذلك لما طبعت عليه النفوس من النفرة عن ترك المألوف[30] . وللخمر أضرار مادية أثبتها الطب الحديث،من تأثيرها على القلب والشرايين والجملة العصبية.وأضرار اجتماعية،إذ تثير العداوة والبغضاء،وتفكك الروابط الأسرية،والعلاقات الأخوية في المجتمع.وأضار دينية قد وردت الأحاديث الشريفة في ذلك،فقد ورد في الصحيح عن أبي هريرة t :]أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ[[31]. وقد سماها النبي r أم الخبائث عن عثمان t قال:]اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلَّا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ[[32]. وقد حرَّم الإسلام الانتفاع بالخمر بأي وجه،فحرَّم مقاصدها ووسائلها ،روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما :]قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه[ِ[33]. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما:]إِنَّ رَجُلًا أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ r رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا؟ قَالَ لَا فَسَارَّ إِنْسَانًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r بِمَ سَارَرْتَهُ فَقَالَ أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا فَقَالَ إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا قَالَ فَفَتَحَ الْمَزَادَةَ حَتَّى ذَهَبَ مَا فِيهَا[[34]. قوله تعالى:] وَالْمَيْسِرُ [وهو القمار،ويشارك الخمر فيما يدخله على المجتمع،من إفساد للعلاقات بين الناس،إذ يلحق الأذى النفسي بالمقامر غالبا ومغلوبا،فتثير العدواة والشحناء،إذ كل منهما يريد أن يستولي على مال الآخر،ويتربص به لاقتناص ماله،فالغالب يأكل المال الحرام من غير كدٍّ،وتأخذه نشوة الغلبة فتنسيه ذكر الله تعالى،وهو هنا تحريم أكل أموال الناس بالباطل،ولانشغاله بجمع المال ينسى أداء الصلاة وسائر الفرائض.وأما المغلوب فيمتليء صدره حقدا على الغالب،ويتجرَّع الأسى على ما فاته من مال،وقد يدفعه حبُّ استرجاع ما فقده من مال إلى أ، يستزيد من المقامرة،فيخسر كلَّ ماله،فيقامر على ما تبقى من بيته وأهله،فيقع في الخيبة والحسرة والندامة،ويدفعه إلى ارتكاب مزيدا من الجرائم.وما كان منه هذه الأضرار المادية والاجتماعية وغيرها،حريٌّ أن يعدَّ من وسائل الكسب غير المشروع. قوله تعالى:] وَالأَنْصَابُ[ الأصنام التي كانت تعبد في الجاهلية،ويتقرَّب إليها بالقرابين. قوله تعالى:] وَالأَزْلامُ [ وهي قداح أو سهام كان يستخدمها أهل الجاهلية للاستخارة ،إذا أرادوا أن يفعلوا شيئا أخذوا ثلاثة سهام ،مكتوب على أحدها افعل والثاني لا تفعل والثالث غفل لا يكتب عليه شيء،فإذا خرج هذا الأخير أعاد الكرَّة.وقد يكونا قدحين كما ذكر سعيد بن جبير قال الأزلام حصى بيض،كانوا إذا أرادوا غدوا أو رواحا،كتبوا في قدحين،في أحدهما أمرني ربي،وفي الآخر نهاني ربي،ثم يضربون بهما فأيهما خرج عملوا به)[35].وقد أبدلنا الله تعالى بذلك صلاة الاستخارة،لأن المقادير بيد الله تعالى،وهو العليم القادر،ولا مجال للحظ في حياة المسلم. والمقصود من هذا النهي الخمر والميسر،وإنما ضمَّ الأنصاب والأزلام إليهما تأكيدا لقبحهما[36].ويشهد لذلك إفرادهما في الآية بعد هذا النداء. قوله تعالى:] رِجْسٌ [ الرجس،القذارة والنجاسة،ويطلق على كل قبيح.قال ابن عباس رضي الله عنهماسخط)[37].وقال ابن زيد الشَّر)[38].وما ذكراه من لوازم الرجس. قوله تعالى:] مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ [ من إغرائه وإغوائه وتزيينه،فالخبيث لا يدعو إلا إلى خبيث مثله،وكما قيل :كلُّ إناء بما فيه ينضح. فهمُّ الشيطان إدخال الفساد على المسلمين،ويفرِّق جمعهم،ببثِّ العداوة والبغضاء بينهم. قوله تعالى:] فَاجْتَنِبُوهُ [ اقتران الفاء بالأمر تفيد الترتيب مع التعقيب،أي وجوب الانتهاء على الفور،وقد بيَّن ****** المصطفى r منهج المسلم في امتثال الأمر واجتناب النهي فقال:]مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ[. فالمنهيات يجب تركها حالاً،وأما الأمر فيؤدى على حسب الاستطاعة.والتعبير بالاجتناب أبلغ وآكد في التحريم.وقد استنبط الرازي ثمانية أوجه لتحريم الخمر من هذا النداء. الأول:تصدير الجملة بإنما ذلك أن هذه الكلمة للحصر،فكأنه تعالى قال:لا رجس ،ولا شيء من عمل الشيطان إلا هذه الأربعة. الثاني:أنه تعالى قرن الخمر بعبادة الأوثان،وقد قال النبي r : ]مدمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ. الثالث:أنه تعالى أمر بالاجتناب،وظاهر الأمر للوجوب. الرابع:أنه قال(لعلكم تفلحون) جعل الاجتناب من الفلاح،وإذا كان الاجتناب فلاحا،كان الارتكاب خيبة. الخامس:أنه شرح أنواع المفاسد المتولدة منها في الدين والدنيا،وهي وقوع التعادي والتباغض بين الخلق،وحصول الإعراض عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة. السادس:قوله (فهل أنتم منتهون) وهو أبلغ ما ينهى به،كأنه قيل:قد تلي عليكم ما فيها من أنواع المفاسد والقبائح،فهل أنتم منتهون مع هذه الصوارف؟!أم أنتم على ما كنتم عليه حين لم توعظوا بهذه المواعظ. السابع:أنه قال بعد ذلك(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) فظاهره أن المراد وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فيما تقدم ذكره من أمرهما بالاجتناب عن الخمر والميسر،وقوله(واحذروا) احذروا من مخالفتهما في هذه التكاليف. الثامن:قوله(فإن توليتم) وهذا تهديد عظيم،ووعيد شديد،في حقِّ هذا التكليف،وأعرض فيه عن حكم الله وبيانه قوله تعالى:] لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[الفلاح:الظفر وإدراك بغية،وذلك ضربان،دنيوي وأخروي.فالدنيوي الظفر بالسعادات التي تطيب بها حياة الدنيا،وهو البقاء والغنى والعزّ.وفلاح أخروي وذلك أربعة،بقاء بلا فناء،وغنى بلا فقر،وعزّ بلا ذلّ،وعلم بلا جهل 1) سنن النسائي ،كتاب الأشربة،باب تحريم الخمر 8/681 رقم 5555 2) مسند أحمد 2/351 3) صحيح مسلم،كتاب فضائل الصحابة،باب فضل سعد بن أبي وقاص t 15/180 رقم 6188 4) جامع البيان 5/35 والدر المنثور 2/557 وتفسير القرآن العظيم 2/130 وانظر زاد المسير 2/417 5) جامع البيان 5/36 6) انظر لسان العرب 4/211 والقاموس المحيط 495 7) المفردات 159 8) صحيح مسلم ، كتاب الأشربة ، باب بيان أن جميع ما ينبذ مما يتخذ من النخل والعنب يسمى خمرا 13/152 رقم 5113 9) المبسوط 2/24 وملتقى الأبحر 2/261 10) انظر الاستذكار 9/200 والمجموع 22/254 وزاد المحتاج 4/258 والمغني 8/306 والسياسة الشرعية لابن تيمية 125 11) صحيح مسلم ، كتاب الأشربة ، باب بيان أن كل مسكر خمر 13/172 رقم 5186 12) شرح النووي على صحيح مسلم 13/147 13) انظر لسان العرب 10/277 14) صحيح البخاري ، كتاب الأشربة ، باب الخمر من العنب 5/2120 رقم 5259 15) فتح الباري 21/144 16) سنن أبي داود ، كتاب الأشربة ،باب الخمر مما هي 4/56 رقم 3677 17) صحيح البخاري ، كتاب الأشربة باب الخمر من العسل 5/2121 رقم 5263 18) الاستذكار 9/202 وفتح الباري 21/145 19) حجة الله البالغة 2/438 20) العقوبة 165 21) السياسة الشرعية 125 22) انظر بدائع الصنائع 7/39 والتشريع الجنائي 2/499 23) المسكرات والمخدرات بين الشريعة والقانون ، عزت حسنين والغولهلاك الشيء من حيث لا يحس به ، يقال غال يغول غولا ، واغتاله اغتيالا ) المفردات 369 24) انظر العقوبة 163 25)سبق تخريجه 26) سنن ابن داود ، كتاب الأشربة ، باب العنب يعصر للخمر 4/55 رقم 3674 27) المغني 8/303 28) انظر المغني 8/303 والاستذكار 9/206 وزاد المحتاج 4/257 وكفاية الطالب الرباني 4/92 والمبسوط 24/3 29) صحيح البخاري ، كتاب فضائل القرآن ، باب تأليف القرآن 4/1910 رقم 4707 30) فتح الباري 19/48 31) صحيح مسلم،كتاب الإيمان،باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي 2/233 رقم 205 32) سنن النسائي،كتاب الأشربة،باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر 8/ 718 رقم 5682 33) سبق تخريجه 34) صحيح مسلم،كتاب المساقاة،باب تحريم بيع الخمر 11/5 رقم 4020 35) زاد المسير 2/284 36) انظر التفسير الكبير 12/424 37) جامع البيان 5/33 والجامع لأحكام القرآن 6/286 38) جامع البيان 5/33 39) صحيح مسلم،كتاب الفضائل،باب توقيره وترك إكثار سؤاله 15/108 رقم 6066 40) سنن ابن ماجه،كتاب الأشربة،باب مدمن الخمر 4/61 رقم 3375 41) التفسير الكبير 12/425 42) المفردات 385. hgk]hx hgehlk ,hgeghe,k :( jpvdl hgolv ,hgldsv ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 08 / 2011, 34 : 12 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 08 / 2011, 33 : 01 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب تقبل الله طاعاتكم جعلكم الله تعالى من المقبولين والفائزين | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018