احترام التخصص

[زياد محمد حميدان]

احترام التخصص

يعجبني في الأطباء عموماً أن كلّ واحدٍ يحترم تخصصه ، فيقف عنده .
وكذلك من الحرفيين ، في مجال تصليح السيارات ، تجد كلّ واحدٍ يرشدك إلى من يختص بإصلاح هذا العطل من السيارة.
كنت أتمنى أن ينهج علماء الدين ، أو المتصدرون للوعظ والإرشاد ذلك النهج ، الذي يعرف الإنسان حدَّه فيقف عنده ، فزمن العلماء الموسوعيين قد انتهى ، ولا ضير أن يقول الإنسان لما لا يعلم لا أعلم .أو أنني لست من أهل الفقه والفتوى ، يمكنكم التوجه إلى مركز البحوث والإفتاء ، وفي كل بلد يوجد تحت مسميات مختلفة ، أو يشير إلى علماء متخصصين ، يثق بدينهم وعلمهم.
لكن للأسف وجدنا بعض الدعاة المخلصين ، في منطلق حياتهم ، قد جمعوا طرفاً من العلم الدنيوي والديني ، وحاولوا من باب البحث في الإعجاز العلمي أن يتوصلوا إلى وقائع محسوبة من القرآن الكريم ، فشطَّ بهم البحث إلى ما يخالف مقاصد القرآن الكريم .
ومنهم من كذبت ادعاءاتهم ، ومع ذلك أصروا قدماً انتصاراً لهوى النفس ، وربما جنون العظمة ، أن رأى له أتباعاً يعينونه ويشجعونه .
ومن العلماء الأجلاء من حاول الدخول في مجال التشريع ، وهو ليس من أهله ، فأفتى بغير علم ، حسب عقله وتفسيره المنطقي ، وهو لا يعلم أنه يخالف بذلك وقائع صحيحة قضى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت النتيجة أن مقت الناس منه ذلك ، فخفت نجمه ، وأفل ولم يعلم بمصيره إلا قليل من الناس.
والأدهى من ذلك أن منهم من لا يقبل الانتقاد ، أو المراجعة في الحقّ ، ويصرّ على موقفه ، بل ربما يزيد عناداً وطغياناً.
كلّ ذلك لوجود خلل في التربية من الأصل ، فلو تأصل فيه الإخلاص والمراقبة لله U وجل، وأن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
وينبغي لكل طالب علم أن يكتب أمامه عبارة ذلك العالم الذي رجع من الاعتزال لأهل السنَّة والجماعة ، وحاول أتباعه ثنيه عن ذلك ( لأن أكون ذنباً في الحقّ خيراً من أن أكون رأساً في الباطل ).

---

hpjvhl hgjoww