الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 4 | المشاهدات | 1103 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
23 / 05 / 2013, 40 : 09 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أما بعد: فإن الله جل وعلا إنما خلق الخلق لعبادته ويسر لهم السبل، وجعل لهذه السبل أسباباً يعرفون فيها معالم الحق وطرائقه ونهيه والقرائن التي تدل عليه، وجعل الله جل وعلا صراطه مستقيماً لا معوجاً، يصل فيه السالك إلى غايته بأيسر وقت وأسهله من غير أن يسلك طرقاً معوجة لا يرى غايته يبصره، وإنما يرى مواقع قدميه، ولهذا جعل الله صراطه مستقيماً، وحبله متيناً، مستقيماً يصل بالإنسان الطريق بأوضح الحجج، وجعله الله جل وعلا بيناً ظاهراً لا تشوبه شائبة من الظلمة والغبش، فإن كان ثمة ظلمة من الفتن أو الجهل أزاحها الله بدلائل الحق من الكتاب والسنة، أنزل الله كتابه وأنزل معه على نبيه سنته ؛ ولهذا كان الكتاب والسنة وحيان منزلان من الله جل وعلا، فالسنة موصوفة بالإنزال كالقرآن؛ ولهذا قال الله جل وعلا حاكياً حال نبيه صلى الله عليه وسلم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (سورة النجم3- 4). يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كلامه وفعله وتقريره لما يفعله أصحابه بالسكوت بعلامة رضا، أي أنه رضا الله جل وعلا، ولهذا ذكر الله طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم وقرنها بطاعته في ثلاثين موضعاً من كتابه العظيم، وقد جاء الأمر بذلك في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان الإسناد في الدين لا يقف عند محمد صلى الله عليه وسلم كما روى الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية من حديث أحمد بن زيد أنه قال : " إنما هو - يعني شريعة الله - صالح عن صالح، وصالح عن تابع، وتابع عن صاحب، وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل، وجبريل عن الله"[الكفاية في علوم الرواية رقم (31)]. وهذه الشريعة كلها من الله تعالى، فمن قدح في السنة جملة فقد قدح في القرآن، ولهذا فإن السنة قسيمة للقرآن وموضحة ومبينة له، ومن أراد أن يعرف الشريعة على وجهها فعليه أن يُقرن السنة بالقرآن وإلا وقع في كثير من الضلال والزيغ، وقد وقع في الأزمنة المتأخرة كثير من الضلال والزيغ، وقد وقع في الأزمنة المتأخرة كثير من أهل الضلال والفتنة والشر وكذلك الجهل على تنوع صنوفهم وكثرة حججهم في التملص من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجج واهية اتباعاً لمشارب وأهواء، وطمعاً في الوصول إلى غايات وإشباع النزوات، سواء كانت نفيسة أو غير نفيسة، كل هذا قد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات ما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة على ما يأتي من أجيال على اختلاف الحقب وكذلك البلدان، علامة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم المخبر، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد جعل الله بين يديه من الحجج البينة الظاهرة بعد القرآن المعجزات التي يشاهدها الناس بين أيديهم: كانفلاق القمر فلقتين، وكذلك نبع الماء بين يديه صلى الله عليه وسلم، وكذلك الإخبار بالغائب، وكذلك من أخرج لرسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من المعجزات التي يطول ذكرها قد صنف فيها العلماء جملة من المصنفات في هذا الباب. وهذا ما يسميه العلماء في مصنفهم دلائل النبوة، وقد أدرج العلماء جملة منها في كتب العقائد، ولهذا لا يخلو كتاب من كتب السنة على طرائق الأئمة المتقدمين إلا ويدرجون هذه المسائل في كتب السنة، ولا أدل على ذلك من طرائق الأئمة في الكتب الستة كالبخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه وأضرابهم كــ « الدارمي، وابن خزيمة، وابن حبان .. وغيرهم من أئمة الإسلام، يدرجون هذا في الإيمان ومسائل الغيب، فإن لها أثراً في تصديق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع هديه. والمعجزات أثرها على الحاضر أكثر ممن يأتي، وذلك أن يأتي يكون إيمانه بهذه المعجزات واقف على ثبوت الخبر الوارد فيها، فإن كان من المتواتر ككلام الله جل وعلا ومتواتر السنة أخذ به، وإن كان ليس من المتواتر توقف فيه حتى ثبوته؛ لأن ذلك يدور بين المقيد والظن، وهذا يرجع فيه إلى كلام العلماء عليهم رحمة الله في علوم المصطلح، ولا حاجة لإيراده هنا. وبقي شيء قد أنعم الله به على هذه الأمة وهو العلامات التي جعلها أمارة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به مما يأتي من الأزمنة وإن كان يتضمن شراً في ظاهر أمره على فئة معينة، إلا أن مآله إلى خير يؤيد الإيمان في قلوب كثير من الناس ممن لم يطرأ عليه الإيمان من قبل، ولهذا يؤمن بعيسى عليه السلام خلق كثير حتى من اليهود يؤمنون به حين ينزله عند بيت المقدس، وهذا ثابت في كلام كثير من المفسرين كعبد الله بن مسعود، وعبدالله بن عباس .. وغيرهم من المفسرين، أنه يؤمن به خلق كثير، وإن كان في نزوله شر لأرباب الضلال والزيغ من أتباع المسيح الدجال. الله جل وعلا قد جعل الغيب من خصوصياته لا ينازعه في ذلك أحد، ومن نازعه شيئاً من ذلك فقد أشرك مع الله غيره، ومن آمن بهذا فقد خرج من ملة الإسلام إن كان قد دخل في الإسلام قبل ذلك، ولا يدخل أحد في الإسلام حقيقة إلا ويؤمن بأن الغيب من خصوصيات الله جل وعلا، ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (سورة النمل65) . والاستدلال هنا في خصوصية الله سبحانه وتعالى، أن الله جل وعلا حين استثنى الخلق من ذلك وجعله من خصوصيته اللائق ألا يشركه أحد من خلقه على الإطلاق إلا في أحوال خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وخص بها بعض العارفين من أهل الدراية في أبواب النبوة كمسألة الرؤية، أو كذلك الأخبار التي يتناقلها الناس، وهذا ضرب من ضروب معرفة الغيب الذي أذن الله سبحانه وتعالى به. الغيب من جهة الأصل لا يعلمه إلا الله، وأعظم هذا الغيب ما يرتبط فيه الناس من إبقاء الله جل وعلا، فيكون كالباب الذي يدخل فيه الناس إلى لقاء الله جل وعلا وذلك هو قيام الساعة، فعلم الساعة هو من خصوصيات الله جل وعلا، فمن نازع الله جل وعلا في علم الساعة أو في شيء من فروعه، وادعى علم ذلك فقد أشرك مع الله غيره، وكفر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (سورة لقمان34). فمن علم تمام الشروط علم زمن المشروط وهو قيام الساعة، ولهذا ما يذكره العلماء من النصوص بالأسانيد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة وعلاماتها هو شيء يسير من أشراط الساعة، فإن الإنسان إذا علم جميع الشروط علم يقيناً وقت وقوع الساعة، فقد خصت هذه الأمة بمعرفة بعض أشراط الساعة وحجب عنها شيء كثير لخصوصية هذا الأمر بالنسبة لله جل وعلا، وأشراط الساعة قد بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكم ظاهرة، ومن أبرز هذه الحكم "غرس الإسلام في قلوب كثير من الناس" فإن الناس إذا كانوا يجهلون صدق شخص من الأشخاص من كذبه، فيكون تصديقه بسبر حاله، فإن كان صادق في جملة من الأخبار حمل حاله عليه وهذا يسمى عند المُحدِّثين باب السبر، أنه يسبر حديث الراوي ويقارن بواقع حاله وحال بلده وطبقته، وهذا كذلك في الطبائع البشرية فيُعرف بهذا أن الرجل صادق وأنه دقيق النقل، وكذلك يُعرف خفيف الضبط والكذاب بسبر حاله. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن ينغرس الإيمان في قلوب الناس من جهتين: الجهة الأولى: من وجهة الأصل بالإيمان بالله تعالى والتصديق بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالتعبد لله بجملة من العبادات كالأركان الخمسة بعد التوحيد، ثم فروع ذلك من النوافل كنوافل الصلوات والصدقات والصيام والحج .. وغير ذلك، والإكثار مما هو من فروع العبادات على التخيير كذلك الله جل وعلا، وأن يجعل لسانه رطباً بذكر الله. الجهة الثانية: أن يزداد يقين الإنسان بالإيمان بقيام الساعة، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الإنسان مقبل على الله جل وعلا شاء من شاء وأبى من أبى، وأن هذا أمر لا خيار للإنسان فيه، وأنه أمر أراده الله ولا راد لأمره، ولا يستعجل قيام الساعة بل يستعجل بالعمل، فقد جاء الأمر بالاستعجال في الثاني ((بادروا بالأعمال ....))[رواه مسلم118] والنهي عن الاستعجال في الأول {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة النحل1). فيكون حينئذ من حكم معرفة قيام الساعة المبادرة بالعمل والإحسان والطاعة قبل أن يأتي للإنسان قيامته. الساعــة: من نظر إلى النصوص من الكتاب والسنة وجد أن الله جل وعلا يذكر الساعة ويريد بها القيامة وهذا ظاهر، وكذلك جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها وهي في الأغلب يراد بها يوم القيامة، في كلام الله لا تأتي إلا ويراد بها القيامة، وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتي على معنيين: المعنى الأول: قيام الساعة، والثاني: الساعة الزمنية، والعرب في الجاهلية والإسلام يجعلون اليوم أربع وعشرين ساعة، ويختلف عددها في الليل والنهار بحسب فصول السنة. ومن الحكم في ذكر أشراط الساعة: إشباع ما في نفوس البشرية من حب الاطلاع ومعرفة أحوال الكون، وكذلك قطع حبال التعالم على المتعالمين والمنجمين والكهنة، فإذا لم تكن أمارة للساعة فإنه يكنز الدجل والكذب، والفطرة البشرية تميل إلى حب معرفة الغيب، فكثير من الجهلة وضعفاء الإيمان يفعلون أموراً هي ضرب من ضروب السحر، " كقراء الكف ونحوه "، ومحاولة معرفة الغيب، وأظهر الدلائل على صدق الإنسان وكذبه هو الواقع، فإذا كَذَّب الواقع كلام الإنسان كان هذا ظاهراً في كذبه، والواقع بالنسبة للغيب مجهول، فإذا أخبر مخبر أن الساعة تقع في الزمن الفلاني، أو أن من علاماتها كذا وكذا فيصعب أن يُكذب الواقع هذا الخبر لأن الواقع لا يمكن حده، ولهذا تناقض كثير حتى ممن ينتسب إلى العلم في تحديد عمر أمة الإسلام، فمنهم من قال أن عمر أمة الإسلام لا يزيد عن ألف سنة، وقد صنف السيوطي كتاباً في ذلك سماه الكشف عن زيادة أمة الإسلام عن ألف سنة، وحدد في ذلك أنها لا تزيد عن الألف والخمسمائة لكنها تزيد عن الألف، وهذا نوع من الاجتهاد وفيه جناية، وهذا ضرب من الظنون، وقد يتعلق بهذا بعض أهل الخير فضلاً عن ضعفاء النفوس في بعض علامات الساعة كالدجال، ونار المحشر، فقد يجتهد كثير من الناس في هذه العلامات إذا لم يكن فيها نص ظاهر، ولهذا نجد أن أقل التخرصات هو خروج الدابة لتعذر الشبه، بخلاف خروج الدجال وظهور النار، وهذا يدلنا على أنه ينبغي الرجوع إلى كلام الراسخين في العلم والإيمان، الإيمان في العبادة، ورسوخ القدم في العلم، قد يكون في زمن من الأزمنة تظهر قرينة على علامة من علامات الساعة، لكن باقي القرائن التي تحتف بالمحال لا تشير إلى أن هذا هو زمن قيام الساعة كما حدث في مسألة المسيح الدجال في عصر الصحابة كما يأتي بيانه، قد روى الحاكم في المستدرك من حديث معاذ ابن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي الطفيل قال: " كنت بالكوفة فقيل: خرج الدجال، قال: فأتينا على حذيفة بن أسيد وهو يُحدث فقلت: هذا الدجال قد خرج، فقال: اجلس، فجلست، فأتى علي العريف فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطاعنونه، قال: اجلس، فجلست، فنُودي أنها كذبة صباغ، فقلنا يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لذمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بعض من الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين، فيرد كل منها فتُطوى له الأرض طي فروة الكبش حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ثم جبل إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذي عليهم : ما تنظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم... إلى آخر الخبر"[المستدرك (8612)]، وبه يعلم أنه لو ظهرت أوصاف الدجال الظاهرة ولم تحتف قرائن الحال على أنه هو الدجال يعلم الراسخون في العلم أنه ليس هو الدجال، وقد روى هذا الخبر عبدالرزاق في مصنفه من حديث معمر عن قتادة مرسلاً.[رواه عبد الرزاق20827] وهو الصواب والله أعلم. ومن فوائد بيان معرفة أشراط الساعة : أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه حريص على عاجل أمته، حريص على آجلها، ولهذا قد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على بيان المعجزات حتى يدخل الناس في الإيمان، وحرص على هذه الأمة ببيان دلائل أشراط الساعة، وعلامة الساعة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي على الصحيح تزيد عن مئة علامة، ويأتي سرد جلها وبيان الصحيح من الضعيف فيها، وبعضها موقوف وله حكم المرفوع. وأشراط الساعة أي علامات الساعة، وقد يكون شيء من أشراطها ليس هو من علاماتها وإنما هو داخل فيها، فالعلامة يذكرها العلماء على أنها سابقة للساعة، ومنها ما يكون في أثناءها وسيأتي بيانه. والأشراط هي العلامات، ولهذا يقول الله جل وعلا {فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا} (سورة محمد18) . المراد بذلك علاماتها، جاء تفسير ذلك عن ابن عباس كما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال: حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس {فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا} (سورة محمد18). أي : علاماتها. والساعة هي من جهة الأصل قريبة، وأشراطها بها يعرف دنوها وإن كانت دانية من جهة الأصل، ولهذا قال الله جل وعلا {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (سورة القمر1). وقال جل وعلا {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ} (سورة النجم57) . {أَتَى أَمْرُ اللّهِ} (سورة النحل1). وهذا دليل على أن قيام الساعة من جهة الأصل مقترب، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((بُعثت أنا والساعة كهاتين))[البخاري 4652] كما رواه الشيخان من حديث أنس بن مالك ومن حديث سهل بن سعد ومن حديث جابر بن عبدالله .. وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول علامات الساعة من جهة مبعثه ومماته، علم أن الساعة قريبة من جهة الأصل، وهذا القرب يختلف بحسب العلامة، وكل زمن له علامة، فكانت علامات الساعة متفرقة من حيث الأزمنة والأمكنة حتى يكون بذلك غرس الإيمان في قلوب الناس، وقد يكون بلد من البلدان علامات الساعة فيه أكثر من غيره، وأكثر البلدان التي تحدث فيها علامات الساعة هي بلاد الشام، وبلاد الشام هي شاملة لسوريا والأردن وفلسطين ولبنان وشيء من تركيا وشيء من شمال العراق وشيء من شمال الجزيرة العربية، فبلاد الشام هي أكثر المواضع التي تحدث فيها علامات الساعة تليها في هذا بلاد الحجاز مكة والمدينة، وإنما كان الشام أكثر مواضع أشراط الساعة؛ لأن الحجاز قد دفع الله عنه كثيراً من الشرور، وخصه بأمور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الإيمان يأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها))[رواه البخاري1876 ومسلم146]. ومن علامات الساعة ما يعم جميع البلدان، وإن كانت الحجاز مخصوصة أيضاً ببعض أشراط الساعة كهدم الكعبة، ومن العلامات التي تعم الأرض كلها انتشار الإسلام وانتشار الجهل، وبعض الناس يخلط بين هذين الأمرين، والصحيح أن هذا لحقبة وهذا لحقبة، فإن انتشار الإسلام هو سابق لانتشار الضلال والجهل، وهذا يكون مصاحباً لقبض العلماء ورفع القرآن والريح التي تقبض المؤمنين. ومن المهمات قبل بيان جملة من أشراط الساعة، معرفة أن مرد أشراط الساعة هو الوحي، والوحي هو الكتاب والسنة على خلاف بعض المسائل؛ كمسألة ما يأتي من الأمم السابقة وما يأتي من قبل الموقوفات مما لا يقال بالرأي فإنه ينظر إلى ذلك المخبر، فإن بعض الصحابة قد خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصيصة أسرار كحال حذيفة بن اليمان، فلديه من الأخبار ما ليس عند غيره، حتى من هو فوقه كالخلفاء الراشدين، وإذا احتفت قرينة بأن هذا المخبر يحدث بالإسرائيليات، فيتوقف في هذا ويكون الأمر متردداً، فإما أن يكون موقوفاً وإما أن يكون أخبار بني إسرائيل ولا حرج، فيكون مما لا يُصدق ولا يُكذب، وهؤلاء جملة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره. ومن المهمات: أن يُثار أن مسألة حصر أشراط الساعة والمؤلفات فيه، لا سيما مؤلفات المتأخرين هي عالة على المتقدمين، بل لا يكاد يوجد ممن صنف في أشراط الساعة من المتأخرين من صنف كتاباً على الاستقلال بالبحث والنظر إلا نزر يسير، بل كل منهم يحاكي الآخر، فإحصاء أشراط الساعة يحتاج إلى بحث ونظر وسبر ودراية، والغالب في تآليف المتأخرين أنهم يأخذون ما ذكره المتقدمون فيؤلفون بينه، ومما يدل على أن التقليد في التصنيف في هذا الباب ظاهر أنه يوجد بعض النصوص من أشراط الساعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشر له أحد ممن صنف في هذا حتى من المعاصرين، وهذا يدل على أن عامل التقليد منتشر في هذا الباب. ومن الأئمة الذين اعتنوا بهذا الباب الإمام أحمد، فقد أورد جملة من أحاديث أشراط الساعة في مسنده، وكذلك البخاري، وكذلك أبو داود والترمذي ففيهما كتاب الملاحم والفتن، وممن صنف في هذا الباب من المتقدمين عبدالرحمن بن مهدي، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة، وحنبل بن إسحاق، وعبدالغني المقدسي، ومن الأئمة الحافظ ابن كثير وعول عليه جل المتأخرين، وينبغي لطالب العلم الناظر في هذه المصنفات أن يتنبه لأمور عدة: أولها: أن يكون بصيراً بما يرد فيها من الأحاديث الواهية والموضوعة والمنكرة لا سيما في مصنفات المتأخرين، وأبواب النقد في أشراط الساعة، والأئمة عليهم رحمة الله، يخففون في النقد إذا لم تكن في الأحكام، جاء هذا عن جماعة من الأئمة النقاد، جاء هذا عن عبدالرحمن بن مهدي، وجاء عن يحيى بن سعيد الأنصاري كما عند البيهقي في شعب الإيمان، ودلائل النبوة، وكذلك عند الخطيب في كتابه الجامع، وجاء عن الإمام أحمد قوله : "ثلاثة ليس لها إسناد: الملاحم والتفسير والمغازي"، ومراده بهذا أن أئمة النقد لم يعتنوا بها ولم يشددوا فيها كما في الأحكام؛ لأن فضائل الأعمال ونحوها ليست من صلب الدين، ولا يجوز أن يحتج على الإطلاق بأي حديث موضوع، أو مكذوب، أو منكر، أو فيه كذاب، أو ضعيف جداً، فلا يحتج بهذا بأي باب من أبواب العلم. قال يحيى بن سعيد : "كنا إذا روينا في التفسير والمغازي وفضائل الأعمال تساهلنا، وإذا روينا في الحلال والحرام شددنا ". وأحاديث أشراط الساعة التي تتضمن حكماً أو اتباعاً، أو يلزم منها سفك دماء يؤخذ بها إلا إذا كانت صحيحة، فليست القاعدة على الإطلاق فيحتاط في بعض الأخبار ما لا يحتاط في غيرها كمسألة المسيح الدجال وما تبعه من فتن، ومسألة المهدي ونحوها. الأمر الثاني: أن يعلم أن الكتب في أشراط الساعة قد دخل إلى كثير منها نقل بعضهم من بعض، فمثلاً تجد قولاً في كتاب ويذكر أن فلاناً قد قال به، وعند السبر والنظر نجد أن بعضهم تبع الآخر في النقل، فعند الترجيح يقولون قد قال بهذا القول جماعة، وعند السبر تجد أن كلاً منهم قد أخذ من الآخر. الأمر الثالث: التنبه إلى أن في كثير من المصنفات في هذا الباب كثرة التأويلات البعيدة، والنصوص الأصل أن تُؤخذ بظاهرها لا سيما إذا كان يلزم من ذلك عمل، ولا حرج على الإنسان أن يلحق أصلاً من الأصول بحال من الأحوال إذا تبين له صواب ذلك كما فعل أجلة من الصحابة وغيرهم كإلحاق الكذاب بالمختار، والقتل والسفك بالحجاج، فقد روى مسلم من حديث عبدالله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون في ثقيف كذاب ومبير))، قالت للحجاج: أما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه.[مسلم 2545] ووافقها على هذا عامة الصحابة ومن جاء بعدهم. وقد اجتهد بعض الصحابة في إنزال بعض أشراط الساعة على أحوال كما جاء عن عمر بن الخطاب من أن الدجال هو ابن صياد، ولم يكن هو مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم كما في الصحيحين.[البخاري (1289) ، ومسلم (2930)]. وكذلك النار التي تخرج من المدينة، فقد نص النووي، وابن كثير على خروجها. وكقتال الترك جزم شيخ الإسلام بأنهم التتار. وأشراط الساعة آتية لا محالة كما قال الله جل وعلا {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} (سورة النحل1)، أي: لا تترقبوه وتنتظروه، بل اعملوا كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال ستاً ...))[رواه مسلم2947] فلا يترك العمل كحال من يستعجل خروج المهدي ونحوه، فإن الله أمر بالمسارعة بالخيرات بالقول والعمل والاعتقاد، فإن العلم بأشراط الساعة يزيد الإيمان عند العبد، ويزيد ثباته عند الفتن وتقوية. ومن الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها الناظر في كتب أشراط الساعة، أن كثيراً من أشراط الساعة تأتي على سبيل الإجمال وهي من جهة الأصل متداخلة كمسألة كثرة الفتن في آخر الزمان، فبعض من يصنف في هذا يفصل هذه الفتن عن بعضها ويريد بذلك زيادة في أشراط الساعة؛ كمسألة انتشار الجهل، فانتشار الجهل لازم لقبض العلم، وقبض العلم لازم لانتشار الجهل، فهذا لازم لهذا، وهذا لازم لهذا، ولم يتنبه كثير من يصنف في هذا الباب لهذا. ومما ينبغي أن يتنبه له أن كثيراً ممن يصنف في هذا الباب يكون عنده الاستنباط مقيداً بنصوص معينة من الكتاب أو السنة، كأن يأتي في الحديث "لا تقوم الساعة حتى .. كذا" فيقصد الاستنباط على مثل هذا وهذا فيما أرى فيه نظر، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من أشراط الساعة، فكل ما يأتي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية فهو من أشراط الساعة، إذ دل عليه دليل كمسألة زوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا أعلم من أشار إليه إلا على سبيل الإجمال في مسألة زوال الصالحين ((يذهب الصالحون الأول فالأول)) [رواه البخاري6434]فالصواب أن ذهاب الجيل الأول وهم الصحابة من علامات الساعة، فأشراط الساعة تستنبط من وجوه عدة: أولها: أن ينص على أن هذا الأمر من علامات الساعة؛ كحديث عمرو بن مالك في الصحيح ((اعدد ستاً بين يدي الساعة))[سبق تخريجه]. الثاني: أن يأتي أنه يقع كذا وكذا ثم تقوم الساعة. ومن القرائن أن ينظر إلى كل أمر في سياق ذلك الخبر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أن مبعثه من علامات الساعة كما روى البخاري من حديث الفضيل، عن أبي حازم عن سهل ابن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بعثت أنا والساعة كهاتين))[البخاري 4652] وأشار بالسبابة والوسطى. وقد جاء هذا الخبر عند الإمام مسلم من حديث شعبة عن قتادة عن أنس[البخاري (2951)]، وجاء في الصحيح أيضاً من حديث جابر.[مسلم (867)]. وموته من علامات الساعة أيضاً كما جاء عند البخاري من حديث يسر بن عبدالله عن أبي إدريس عند عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ...))[البخاري (3005)]، فذكر أن موته من علامات الساعة، وقد يأتي في خبر ذكر موته صلى الله عليه وسلم وبعده أمور، ولا تستطيع أن تستنبط أنها من العلامات إذا نظرت إلى السياق إلا إذا نظرت إلى هذه الإشارة التي سبقتها كما جاء عند مسلم من حديث مجمع عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى أنه قال: "صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء، قال: فجلسنا، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما زلتم هنا؟)) قلنا: يا رسول الله، صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء، فقال: ((أحسنتم، أو قال: أصبتم)) قال: فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء ثم قال: ((النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذَهَبْتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون))[مسلم (2531)]. دل هذا على أن ذهاب النجوم وكثرة الشهب من علامات الساعة، وبه يعلم أن انقراض جيل الصحابة من علامات الساعة، وهذا يؤخذ من نص آخر وهو حديث عوف بن مالك. وقد جاء عند مسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: "كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة، متى الساعة؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم، فقال: ((إن يعش هذا لم يدركه الهرم، قامت عليكم الساعة))[مسلم (2952)]. جل الشراح الذين تكلموا على هذا الخبر يجعلون ما ورد فيه هو قيامة كل إنسان بحسبه، والذي يظهر لي والله أعلم أن المراد أن أصغر هذا الجيل جيل الصحابة يكون بموته علامة من علامات الساعة، فإن موته دليل على انقراض عصر الصحابة، وهذا لا يموت حتى يأخذ عمره المعتاد بالغالب، وأعمار أمتي بين الستين والسبعين، ويدل عليه ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر حين صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قال: ((أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مئة سنة لا يبقى من هو على الأرض أحد))[البخاري (116) ، ومسلم (2537)]. ومن القرائن التي تدل على أشراط الساعة: أن يأتي في الخبر قول أول الفتن، وهذا يأتي في كلام حذيفة بن اليمان من ذلك ما رواه في كتاب المجالسة من حديث حجاج عن زيد بن وهب عن حذيفة بن اليمان، قال: "أول الفتن مقتل عثمان بن عفان، والذي نفسي بيده لا يكون في قلب أحد مثقال ذرة من إيمان من حُبه مقتل عثمان إلا ويتبع المسيح الدجال إن أدركه وإن لم يدركه آمن به في قبره"[أخرج أصله ابن أبي شيبة 19/568 برقم (37069) ، وكذلك الخلال في كتاب السنة برقم (442)]. وفي هذا ربط أول الفتن بالمسيح الدجال إشارة إلى أن أول الفتن ظهوراً وأقواها هي فتنة مقتل عثمان التي كانت كانفراط العقد في تتابع الفتن بعدها. ومن الإشارات أن كل ما كان إرهاصاً لشرط من أشراط الساعة فهو شرط أيضاً وذلك أن أشراط الساعة لها شروط وإرهاصات. ومن الأمور التي تدل على شرط من أشراط الساعة أن يأتي النص بالإخبار بوقوع أمر دون تقييد "ليوشكن أن يكون كذا وكذا"، ونحو هذا. وينبغي أن يعلم أن العلماء حين يقسمون أشراط الساعة إلى صغرى وكبرى أن هذا على سبيل الاجتهاد المحض، ومن الأشراط الصغرى ما يكون داخلاً بين الكبرى من جهة الوقوع. وتقسيم العلماء لأشراط الساعة على اعتبارات: الاعتبار الأول: تقسيمها إلى قسمين كبرى وصغرى. الاعتبار الثاني: تقسيمها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: أشراط وقعت وانتهت. القسم الثاني: أشراط وقعت وما زالت تقع. القسم الثالث: أشراط لم تقع بها وأكثرها كبرى. ومن القسم الثاني الذي وقع وما زال يزداد : تقارب الزمن وانتشار الجهل وفشو القلم. وهنا إشارة لطيفة في ربط فشو القلم الوارد في بعض الأخبار، وانتشار الجهل، أن وجود القلم والكتب في الناس لا يدل على العلم. ومن الاعتبارات التي يقدم بها العلماء أشراط الساعة تاريخ الوقوع فتكون قسمين: 1-أشراط تسبق قيام الساعة، يدخل في هذا القسم جملة من أشراط الساعة الكبرى وجميع الصغرى. 2-أشراط مصاحبة لقيام الساعة؛ كخروج الشمس من مغربها، وسقوط النجوم والشهب واضطراب الكواكب واختلال عامل ما يسمى بالجاذبية. وبهذا الاعتبار يعلم وقت التوبة. وبه يعلم أن كل شرط من أشراط الساعة دل الدليل على أن التوبة فيه مقبولة، فهو سابق لخروج الشمس من مغربها، وكل شرط دل الدليل على أن التوبة فيه لا تقبل فهو بعد طلوع الشمس من مغربها، وعليه يعلم أن نزول المسيح وخروج الدجال هو قبل خروج الشمس من مغربها وذلك أن الإيمان ينفع حينئذ. وأرجح التقسيمات فيما أرى والله أعلم هو هذا التقسيم. ومن الأمور التي ينبغي أن تعلم أن الكذب في هذا الباب هو كذب على الله عز وجل، فعلم الغيب هو خاص بالله، فمن افترى فيه فقد نازع الله في حقه والدليل على هذا ما رواه الإمام مسلم من حديث داود بن أبي هند عن النبي عن مسروق قال: كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن ؟ فذكرت منهن: "ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول:{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (سورة النمل65)"[مسلم (177)]. والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب، وقد ذهب بعض العلماء وهو إمام الحرمين إلى أنه كافر بالله العظيم، فكيف بمن كذب على الله؟ فالراجح والله أعلم هو هذا التقسيم، وأول أشراط الساعة الصغرى هو مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين من حديث الفضيل بن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بُعثت أنا والساعة كهاتين)) وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. وجاء هذا الخبر عند مسلم من حديث شعبة عن قتادة عن أنس به وجاء من حديث جابر.[سبق تخريجه]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كهاتين)) له معنيان: المعنى الأول: أن هذا فيه إشارة إلى أن السبابة لا يليها إلا الوسطى فلا يفصل بينهما إصبع آخر، والمعنى الآخر: أن الفرق بين السبابة والوسطى هو مقدار يسير، أي أن المتبقي من الدنيا من عمرها كالمتبقي من رأس السبابة إلى رأس الوسطى، ورجح الأول أكثر الأئمة من المحققين كالحافظ ابن رجب، وهو الأظهر والثاني أيضاً محتمل. جاء خبر في أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن هذه الأمة ألف، وبنى عليه السيوطي رسالته في هذا راداً على من حدد عمر الأمة، وقد وقع هو في نفس الأمر الذي هرب منه، ولا يصح في هذا خبر. الشرط الثاني: موت النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك ما رواه البخاري من حديث بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل منه دينار فيظل ساخطاً ثم فتنة لا تدع بيتاً من بيوت العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بين الأصفر))[سبق تخريجه]. والمراد بالموتان هو الموت الذي يدب في الناس فيهلك فيه خلق كثير، وبنو الأصفر هم الروم وهي أوروبا وأمريكا. وفي نفس الخبر قوله ((ثم هدنة بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)) وبجمع هذا يكون قرابة مليون شخص وهذا لم يكن قطعاً. ومما يدل على أن موته من علامات الساعة ما جاء عند مسلم من حديث ابن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي))[مسلم (2354)]. يعني: حينما يحشر الناس فتقوم الساعة، وقيل أن ذلك عند قيام الساعة وهذا مرجوح والأول راجح. Havh' hgshum v,hdm ,]vhdm - hg]vs hgH,g ggado uf] hgu.d. hg'vdtd | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
23 / 05 / 2013, 11 : 11 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 06 / 2013, 45 : 12 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 06 / 2013, 56 : 11 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أخى ****** طويلب على هذا الجهد الطيب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 06 / 2013, 58 : 03 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018