المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح عن الفن والإبداع ..أسأل ! تقول السائلة : قد يزعم بعض العلمانيين أن الدّين يُقيّد ابداع الفنان _ يعني كالفنّان التشكيلي والرّسام والمصمم وصانع التُحف وهكذا _ وقد يزعمون كذلك أن الدّين يسيطر على فكر الإنسان ويمنعه من الإبداع والتفكير خارج الصندوق ,,فكيف نرّد على هذه الشبهة ؟ و ما موقف الإسلام من هذه الفنون ؟, وهل الدّين يُقيّد العقول ويمنعها من الإبداع ؟ ----------------------------------- المجيب : الشيخ خالد روشه حفظه الله تعالى ----------------------------------- الجواب: دعيني ايتها الأخت الكريمة أجيب عن سؤالك عبر عدة نقاط : أولا : الفن هو الحال وهو الضرب من الشىء , أي النوع منه , والفنان هو صاحب الموهبة في نوع من الأنواع ايا كانت , وهو مبالغة من فن , وهو صفة مشبهة تدل على الثبوت في فن , وهو صاحب الموهبة الفنية القادر على إثارة عاطفة الجمال لدى الإنسان , والفن هو التعبير الجمالي المنسق عن المعاني , سواء بالكلمة أو بالفعل , وقد كانت لفظة " صناعة " تستخدم من قبل فيما يسمى الآن فنا , فيقال " صناعة الشعر " و" صناعة الأدب " , والف ابن عقيل كتابه وسماه الفنون , للدلالة على العلوم المختلفة ثانيا : الإسلام لا يمنع " الإبداع " ولا يكبت الفنون , بل يساعد على الابتكار والتجديد , ويدعو إلى الجمال في كل شىء , ففي الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم :" إنّ الله جميل يحب الجمال " , ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من أنواع الفنون المباحة , بل قد أنشد كثير من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحاديثهم في الصحيحين وغيرهما , وما ورد من ذم الشعراء في القرآن إنما هو خاص بالكذابين منهم والهجائين والقاذفين للمحصنات وأمثالهم ثالثا : مع كل أسف , فقد صار مسمى الإبداع اليوم قاصرا على الفنون الخليعة الماجنة كالرقص وموسيقاه , والأفلام الساقطة الداعية للفجور والفسوق , والأغاني الموسيقية الهابطة الممزوجة بالدعوة للمعصية مجاهرة بها , وقد علم كل قاص ودان كم لهذه المجالات من أثر بائس على النفس والمجتمع رابعا : الإسلام يضع معايير للابتكار والإبداع , ويبتدىء بوضع أولوية للقيم العقائدية والأخلاقية على أي قيمة أخرى , حتى يأتي الابتكار والإبداع بعد ذلك مفيدا صالحا إيجابيا غير سلبي خامسا : لقد وجد بين المسلمين كثير ممن استطاعوا أن يخرجوا لنا فنا متميزا منضبطا بضوابط الإيمان , بلغ مبلغا عليّا في الجمال والرقي والإتقان , سواء على مستوى الكلمة أو على مستويات أخرى مختلفة ( من العمارة والزخرفة والشعر والنثر والكتابة بأنواعها ...وغيرها كثير ), ذاك الذي جاء نتيجة تفاعل بين الفكر الإسلامي النقي وبين التأمل في الكون والحياة , لقد حكمت صناعته الرؤية العقائدية الصحيحة , وحددت أهدافه القيم الإسلامية السامية , وتركت لصاحبه حرية الابتكار بعد ذلك . سادسا : ولم يمنع الإسلام نوعا من الفنون إلا ماكان قبيحا , مخالفا للعقيدة الإسلامية الصافية النقية أو ماكان فيه إضرار بالأفراد أو المجتمعات , كتصوير ذوات الأرواح باليد وصناعة التماثيل لذوات الأرواح , تلك التي يضاهي بها صانعها خلق الله فتقدح في جناب التوحيد , ومنع كذلك ما يدعو إلى الانحراف والفسوق والخلاعة من أنواع الموسيقى والغناء المصاحب لها , كما منع ألوان الفن الماجن من الرقص والتمايل والتخنث ومثالها , وكل تلك الأمور ظهر قبحها وأثرها السىء في الأشخاص والمجتمعات سابعا : أما ماكان من رسم ليس فيه ذات روح ولم يكن ذا خلفيّة فلسفية معارضة للإسلام , أو زخارف أو رسم بريشة رسام لرسم الطبيعة وروعتها , أو صناعة التحف بالوانها المختلفة , أو الكتابة باشكالها المختلفة , أو الإنشاد الراقي الداعي إلى الفضائل فكل هذا مباح ولاشىء فيه . ثامنا : نحن بحاجة إلى تنمية الإبداع الإسلامي الراقي المتميز في شتى المجالات المباحة , ليكون خيارا جذابا , ليحل محل الفاسد , وليعتاد الناس على الفضائل بدلا من الرذائل , ولتكن وسيلة مؤثرة في تعريف العالم بجوانب حضارة الإسلام الراقية العظيمة . والله تعالى اعلى وأعلم
uk hgtk ,hgYf]hu >>HsHg !
|