الإهداءات | |
ملتقى الفتاوى ملتقى خاص بالفتاوى الشرعية |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 948 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 10 / 2011, 03 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الفتاوى من معالم التوحيد في المناسك يتجلى في هذه الشعيرة التسليمُ والإذعانُ لأحكام الشرع المنزّل ، يقول عز وجل : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) النساء :65 . والحج مدرسة لتحقيق هذا التسليم والانقياد ، فإن تنقل الحجاج بين المشاعر وكذا الطواف والسعي ورمي الجمار .. كل ذلك دروس عملية في تربية الأمة على قبول شرع الله تعالى بكل انشراح صدر ، وطمأنينة قلب . لقد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام فقالا : ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة :128 . قال العلامة عبد الرحمن السعدي : " دعوا لأنفسهما وذريتهما بالإسلام ، الذي حقيقته خضوع القلب ، وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح " تفسير السعدي ، ص60، ط دار السلام . وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يقول ـ عن الحجر الأسود ـ : " إنّي أعلم أنك حجر ولا تنفع ، ولولا أنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلّتك " أخرجه البخاري ، ك الحج ، باب تقبيل الحجر . ويقول الحافظ ابن حجر ـ معلّقاً على مقالة الفاروق - :" وفي قول عمر هذا التسليم في أمور الدين ، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها ، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه " فتح الباري 3/463 . ولما ضعف التسليم لشرائع الحج ، غلب الترخص على فئام من الحاج ، واستحوذ عليهم البحث عن الحيل ، لأجل التخفف من تكاليف الحج . ويزداد الأمر سوءاً عن بعض هواة الأقلام ، إذ أورثهم ضعفُ التسليم للشرع جراءةً وخوضاً ، فأقحموا مقترحاتهم في أحكام الحج ، وخاضوا بآرائهم في مناسك الحج ومشاعره . ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ إذ يقول : " لقد انطلقت ألسنة كثير من المتعلمين ، وجرت أقلام الأغبياء والعابثين ، وطارت كل مطار في الآفاق كلمات المتسرعين ، واتخذت الكتابة في أحكام المناسك وغيرها تجربة لأقلام بعض ، وجنوح الآخرين إلى إبراز مقتضى ما في ضمائرهم وأفهامهم ... فنتج عن ذلك من القول على الله وعلى رسوله بغير علم وخرق سياج الشريعة مالا يسع أولي الأمر من الولاة والعلماء أن يتركوا لهم الحبل على الغارب .. الخ " مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 6/48 ، 47 . وشعيرة الحج قائمة على تحقيق توحيد العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ، قال عز وجل : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) الحج : 26 . " وأهلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد ، فقال : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " أخرجه مسلم ، ك الحج ، ح (1218 ) . ومن تحقيق التوحيد أن شُرِع للحاج أن يقرأ في ركعتي الطواف بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص : " قل هو الله أحد " ، و " قل يا أيها الكافرون " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما " أخرجه مسلم ، ك الحج ، ح (1218 ) . كما شُرع للحاج التهليل عن صعود الصفا والمروة كما جاء في حديث جابر : " فبدأ صلى الله عليه وسلم بالصفا ، فرقى عليه ، حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة ، فوحّد الله وكبّره , وقال : لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .. " . وخير الدعاء دعاء يوم عرفة ، قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك , وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " أخرجه مالك في الموطأ 1/422 . إن الحج يربي على تمام التعلق بالله تعالى واللجأ إليه ، ويغرس ذلك في أفئدة الحجاج ، فقد شرع الدعاء والتضرع إلى الله في مناسك الحج ، سواءً كان ذلك في الطواف أو السعي ، وكذا أثناء الوقوف عشية عرفة ، وعند المشعر الحرام ، كما شرع الدعاء وإطالته بعد الفراغ من رمي الجمرة الصغرى والوسطى في أيام التشريق . ومن معاني توحيد العبادة في شعيرة الحج : ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ ) البقرة : 196 . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " أخرجه البخاري ك الحج ، ح (1521) . وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة " قال الألباني ـ رحمه الله ـ : " رواه الضياء بسند صحيح " مناسك الحج والعمرة ، ص 15 . والحج يختصّ ببيت الله الحرام : " فلا يجوز إطلاقه في التعبدات إلا على الحج إلى بيت الله الحرام ، وما عدا ذلك فإطلاق بدعي لا يجوز ، وقد فعل المبتدعة الأفاعيل ، فقالوا : ( الحج إلى المشاهد ) إلى ( القبور ) ، إلى ( العتبات المقدسة ) ، وهي بدعة قولاً وفعلاً ، وليس لها في الإسلام نصيب " معجم المناهج اللفظية للعلامة بكر أبي زيد ، ص 226 . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا زار أهل الذمة كنيسة بيت المقدس فهل يقال لهم : يا حاج مثلاُ ؟ لا ينبغي أن يقال ذلك تشبيهاً بحاج البيت الحرام ، ومن اعتقد أن زيارتها قربة فقد كفر " مختصر الفتاوى المصرية ، ص 514. ومن معالم التوحيد في الحج : تحقيق تعظيم شعائر الله تعالى ، قال عز وجل : (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج : 32 ، فتعظيم مناسك الحج عموماً من تقوى القلوب . وتعظيم الله جل جلاله ـ وما يستلزم ذلك من تعظيم شعائره وحرماته ـ من أجل العبادات القلبية ، والتي يتعيّن القيام بها ، لا سيما في هذا الزمان الذي ظهر فيه ما يناقض تعظيم الله تعالى من الاستخفاف والاستهزاء بالشعائر . ولا شك أن غلبة الجهل بدين الله تعالى ، وظهور البدع والمحدثات من أعظم أسباب انحسار تعظيم الله وشعائره ، واستفحال الاستخفاف بالشرع المنزّل ، كما أنشد الشافعي رحمه الله : لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعاً *** في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل حتى استخف بدين الله أكثرهم *** وفـي الـذي حـمـلـوا مـن حـقه شغـل أخرجه الهروي في ذم الكلام ، ص 56 . وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة ( يعني الكعبة ) حق تعظيمها ، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا ) أخرجه ابن ماجه ك المناسك باب فضل مكة ، وقال الحافظ ابن حجر ( في الفتح 3/449 ) : " إسناده حسن " . وشعيرة الحج تحقق الولاء بين المؤمنين والبراءة من الكافرين ، ففي الحج مظاهر مشرقة في موالاة المؤمنين كتعليم الجاهل ، ونبيه الغافل ، وبذل المعروف ، وإطعام جائع ، وإرواء الغليل ، ومساعدة الملهوف .. كما أن في مناسك الحج ترسيخاً لعقيدة البراءة من الكافرين ، ولذا قال ابن القيم : " استقرت الشريعة على قصد مخالفة المشركين لاسيما في المناسك " تهذيب سنن أبي داود 3/309 . وأبطل النبي صلى الله عليهم وسلم عوائد الجاهلية ورسومها كما في خطبة حجة الوداع ، إذ يقول : " كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع " أخرجه مسلم ، ك الحج ، ح (147) . ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن كل ما عظم بالباطل من مكان ، أو زمان ، أو شجر ، أو بنية يجب قصد إهانته ، كما تهان الأوثان المعبودة " اقتضاء الصراط المستقيم 1/477 . وفي المناسك تأكيد وتذكير بشأن الأنبياء والرسل عليهم السلام ، فإبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام قد رفعا قواعد بيت الله الحرام ، كما قال عز وجل : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة : 12 . وأما موسى بن عمران عليه السلام ـ كليم الرحمن ـ فقد قال صلى الله عليه وسلم : " كأنّي أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية " أخرجه مسلم ، ك الإيمان ح (166) ، والجؤار : رفع الصوت . وأخبر صلى الله عليه وسلم عما يُستقبل بشأن عيسى عليه السلام ، فقال : " والذي نفسي بيده ليهلنّ ابن مريم بفج الروحاء حاجاً أو معتمراً ، أو ليثنيّهما " أخرجه مسلم ، ك الحج ، ح ( 1252) ، والروحاء بين مكة والمدينة ، ومعنى ( أوليثنيّهما ) أي يفرق بينهما ، وجاء في شأن مسجد الخيف بمنى ، قوله صلى الله عليه وسلم : " صلى في مسجد الخيف سبعون نبياً " قال الألباني " أخرجه الطبراني والضياء المقدسي في المختار ، وحسّن إسناده المنذري ، وهو كما قال .. " مناسك الحج والعمرة ، ص40. وفي الحج تذكير باليوم الآخر وأحواله ، فإن الحاج إذا فارق وطنه وتحمل عناء السفر ، فعليه أن يتذكر خروجه من الدنيا إلى ميقات القيامة وأهوالها ، وإذا لبس المحرم ملابس الإحرام ، فعليه أن يتذكر لبس كفنه ، وأنه سيلقى ربه على زي مخالف لزي أهل الدنيا ، وإذا وقف بعرفة فليتذكر ما يشاهده من ازدحام الخلق وارتفاع أصواتهم ، واختلاف لغاتهم ، وموقف القيامة واجتماع الأمم في ذلك الموطن . انظر : مختصر منهاج القاصدين لأحمد بن قدامة ، ص48 . ونخلص إلى أن في الحج تقريراً وتذكيراً بأصول الاعتقاد الثلاثة ( التوحيد والنبوة واليوم الآخر ) ، فيا له من دين . وبالله التوفيق . مجلة التوعية الإسلامية العدد 225 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : في الحج معان عظيمة ، ومنافع جليلة و حِكَم بليغة ، قال تعالى لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) الحج : 28 ، ونورد في هذه السطور جملة من معالم في التوحيد من خلال هذا الشعيرة . lk luhgl hgj,pd] td hglkhs;K ggado uf] hgu.d. Ng uf] hgg'dt | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29 / 10 / 2011, 41 : 04 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الفتاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29 / 10 / 2011, 58 : 04 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : ملتقى الفتاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018