15 / 05 / 2010, 37 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 29 / 12 / 2008 | العضوية: | 18488 | المشاركات: | 20,729 [+] | بمعدل : | 3.52 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 2273 | نقاط التقييم: | 83 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة إخفاء الدعاء قال تعالى عن زكريا عليه السلام : (( إذ نادى ربه نداءًا خفيا) مريم 3 )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له : وفي إخفـــاء الدعاء فوائد عديدة: أحدهــا: أنه أعظم إيماناً ، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع الدعاء الخفي. ثانيها: أنه أعظم في الأدب والتعظيم ، لأن الملوك لا ترفع الأصوات عندهم ومن رفع صوته عندهم مقتوه، وله المثل الأعلى. ثالثها: أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء ولبه ومقصوده. رابعها: أنه أبلغ في الإخلاص. خامسها: أن أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء فإن رفع الصوت يفرقه. سادسها: وهو من النكت البديعية جداً أنه دال على قرب صاحبه للقريب لا مسألة البعيد للبعيد، ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقول: ( إذ نادى ربه نداءً خفيا) فلما استحضر القلب قُرب الله عز وجل وأنه أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه. سابعها: أنه أدعى إلى دوام الطلب والسؤال ، فإن اللسان لا يمل والجوارح لا تتعب بخلاف ما إذا رفع صوته فإنه قد يمل اللسان وتضعف قواه، وهذا نظير من يقرأ ويكرر فإذا رفع صوته فإنه لا يطول له بخلاف من خفض صوته. ثامنها : أن إخفاء الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات فإن الداعي إذا أخفى دعاءه لم يدر به أحد فلا يحصل على هذه تشويش ولا غيره. تاسعها: أن أعظم النعمة : الإقبال والتعبد ، ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت، ولا نعمة أعظم من هذه النعمة ، فإن أنفس الحاسدين متعلقة بها وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد. عاشرها: أن الدعاء هو ذكر للمدعو سبحانه وتعالى ، متمن للطلب والثناء عليه بأوصافه وأسمائه ، فهو ذكر وزيادة كما أن الذكر سمي دعاء لتضمنه للطلب ... والمقصود أن كل واحد من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه وقد قال تعالى : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية) وفي آية الدعاء : ( ادعوا ربكم تضرعا وخُفية). فذكر التضرع فيهما معاً وهو التذلل والتمسكن والانكسار وهو روح الذكر والدعاء وخص الدعاء بالخفية لما ذكرنا من الحِكم وغيرها. وخص الذكر بالخوف لحاجة الذاكر إلى الخوف. أللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
tqdgm Hothx hg]uhx 000
|
| |