28 / 05 / 2009, 48 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 12 / 12 / 2007 | العضوية: | 7 | المشاركات: | 3,751 [+] | بمعدل : | 0.61 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 591 | نقاط التقييم: | 184 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام
أيهاالمغتاب . يا من غفل عن خطر اللسان ، وعظيم جُرمه . ... يا من غفل عن الله سبحانه وهو غيرُ غافلٍ عنه .... يا من يذكُر أخاه المسلم بما يكرَه أن يُذّكرَ به . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد ؛ فاتق الله سبحانه وتعالى في أعراض الناس ، واحذر الغيبة ظاهرةً كانت أو خفية ، فإنها آفةٌ خطيرةٌ من آفات اللسان ، وجريمةٌ عُظمى من جرائمه ، ومرضٌ عُضالٌ من أمراض المجتمع ، ومعصيةٌ كبرى حرَّمها الإسلام ، ونهى عنها القرآن الكريم في غير ما موضع ، وحذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من المضار الشخصية ، ولما يترتبُ عليها من المفاسد الاجتماعية ، سواءً في أمور الدين أو شؤون الدنيا . لذلك كله أحببتُ أن أُسدي لك النصح ، وأن أوجِّه إليك الرسالة التالية التي أقول فيها مُستعيناً بالله وحده : يا من سلَّط لسانه على أعراض الآخرين ، اتق الله تعالى ، واعلم أنه سبحانه وتعالى قد حذَّر من الغيبة في قوله جل جلاله :قال تعالى { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ } ( سورة الحجرات : من الآية 12 ) . لأنك متى اغتبت الآخرين ، وتحدثت عن معائبهم ونقائصهم وسلبياتهم ، فقد آذيتهم وكنتَ كمن يأكل لحومهم ، فهل هناك أبشع من أكل لحم الميت من البشر ؟! وتذكّر أن الغيبة - كما جاء في الحديث - تعني أن يُذكُّر الإنسان في غيبته بما يكره أن يسمعه وإن كان فيه ؛ فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قيل : يا رسول الله ، ما الغيبةُ ؟ قال : " ذِكرُك أخاك بما يكره " ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقولُ فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4874 ، ص 730- 731 ) . يا من تعدى حدود الله وانتهك حرماته ، لا تنس أن الغيبة - والعياذ بالله - من القبائح الاجتماعية التي لا يليق بمن آمن بالله ربًا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً أن يتصف بها ، أو أن يُقدِم عليها لأن الله سبحانه وتعالى حرَّمها ، وشدّد في النهي عنها لما فيها من إفسادٍ للمودة ، وقطعٍ لجسور المحبة ، ولما يترتب عليها من شلٍ لأواصر الأخوة ، ولأنها تبذر بذور العداوة بين أفراد المجتمع ، فتنتشر بينهم الأحقاد والضغائن ، ومن ثم يقع الخلاف والفرقة التي لا شك أنها من المصائب العظام التي تُبتلى بها المجتمعات في كل زمانٍ وأي مكان . يا من يضحك بملء فيه وهو لا يدري هل الله راضٍ عنه أم ساخطٌ عليه ، إياك ومجالس الغيبة ومن فيها من رفاق السوء الذين لا يتوانون عن أكل لحوم الآخرين ، والخوض في أعراضهم ، والاستهزاء بهم في الخَلق ، أو الخُلق ، أو الشكل ، أو النسب ، أو القول أو العمل لأنك متى جالستهم غَلَبتْ عليك شقوتهم ؛ فإما أن تشاركهم في الباطل وتخوض معهم فيه ، وإما أن تجاملهم ببعض الكلام ، أو الضحك ، أو التبسم ، أو الاستماع ، وبذلك تكون موافقًا لهم وشريكًا معهم - والعياذ بالله - . يا من دفعه حقده ودعته كراهيته لاغتياب المسلمين والنيل منهم ، تذكَّر أن من أهم الدوافع للغيبة الحسد ، فاحذر منه لأنه داءٌ عظيمٌ ، وخطرٌ جسيمٌ يأكل قلب المغتاب ، ويُشغل باله فيريد أن يحط من قدر أخيه عند الناس بغيبته ، وانتقاص شخصيته ، وتشويه صورته ، وتلويث سمعته عند الآخرين كذبًا وزوراً وبهتانًا وتذكّر أن أي محاولةٍ للحط من قدر المسلم أو التقليل من شأنه تدخل ضمن ما حرَّم الله تعالى لما صح ّعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل المُسلم على المسلم حرامٌ : ماله ، وعرضه ، ودمه ، حسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4882 ، ص 732 ) . = يا من نسي قوله تعالى : { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ( سورة قّ : الآية 18) . وتطاول على أعراض الناس ليلاً ونهارا ، سراً وجهارا، تذكّر أن من هتك حرمة أخيه المسلم هتك الله حرمته لما ثبت عن أبي برزة الأسلمي أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمانُ قلبه : لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبع عوراتهم يتَّبع الله عز وجل عورتَه ، ومن يتَّبع الله عورته يفضحه في بيته " ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4880 ، ص 731 ) . واعلم - هدانا الله وإياك - أن الغيبة سلوكٌ مرفوضٌ ، ورذيلةٌ محضةٌ تنبئ عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها ، وقلبه الأسود المليء بالحقد والضغينة وكراهية الآخرين . يا من اشتغل بعيوب الناس وغفل عن عيوبه ، عليك بتفقد أحوالك ، وتهذيب أخلاقك ، ومراجعة نفسك في كل شأن من شئون حياتك صغيراً كان أو كبيراً ، ولا تنشغل بما لا نفع فيه ولا فائدة ، ولاسيما الغيبة التي قيل في وصفها : " إنها ضيافة الفُساق ،ومراتع النساء ،و إدام كلاب الناس. وليس هذا فحسب ؛ بل إنها من صفات الجبناء الذين يغتابون الآخرين في غيابهم ،فإذا لقوهم هشوا إليهم وأظهروا لهم ما لا يبطنون من حقدٍ وكراهية ، فهم بذلك السلوك الخبيث من ذوي الوجهين الذين هم من شرار الناس عند الله سبحانه لما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ، ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجهٍ ،وهؤلاء بوجه " ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6058 ، ص 1058 ) . يا من نسيت أن الذنب لا ينسى ، وان الديَّان عز وجل لا يموت ، تذكّر أنك بغيبتك للآخرين صاحبُ تجارةٍ خاسرةٍ ، وبضاعة فاسدة ؛ لأنك تخسرُ حسناتك ، وتعطيها رغمًا عنك إلى من اغتبت من عباد الله ، فإن لم تكن لك حسنات أُخذتَ عنه سيئاته حتى تفيه حقه - والعياذ بالله - كما صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت عنده مظلمةٌ لأخيه فليتحلَّله منها ، فإنه ليست ثَمَّ دينارٌ ولا درهمٌ من قبلِ أن يؤخذَ لأخيه من حسناته ، فإن لم يكن له حسناتٌ أُخذ من سيئاتِ أخيه فطُرحت عليه ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6534 ، ص 1132 ) . ويُروي عن إبراهيم بن أدهم قوله: " يا مكذب ، بخلت بدنياك على أصدقائك ، وسخوت بآخرتك على أعدائك ، فلا أنت بما بخلت به معذور ، ولا أنت فيما سخوت به محمود" . يا من ينشر الفساد في الأرض ،ويشجع على ارتكاب المعاصي والمنكرات ، اعلم أنك ممن يُخِلون بأمن المجتمع المسلم ،ويقوضون أركانه ،أما كيف يكون ذلك ، فإن تعاليم الإسلام تقضي بأن يأمن المسلم على عرضه سواءً أكان ذلك في حضوره أو في غيبته ،وهذا ما لا يتحقق عندما تغتابه وتذكره بما يكره أن يذكر به ؛ لأنك حينئذ تكون قد استطلت في عرضه وآذيته ، والإسلام لا يحب الأذى ، ولا يرتضيه أيًا كان نوعه لما ثبت عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن من أربى الرِّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق " ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4876 ، ص 731 ) . وختامًا: إياك والتمادي في العصيان ، وبادر بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى والندم على ما فات ، واحرص على الإقلاع عن هذا الذنب العظيم والسلوك الخاطئ الذي يضُر ولا ينفع ، حتى قال بعض أهل العلم في شأنه : " إن من لم يتب من الغيبة كان ظالما لإخوانه الذين اغتابهم بالعدوان عليهم ، وظالما لنفسه بتعريضها لعقاب الله سبحانه " . فلا تكن من الظالمين لأنفسهم ولإخوانهم ولمُجتمعهم . وإذا كان لا بد من إشغال لسانك فليكن ذلك في ما أحل الله تعالى من الطاعات والمُباحات ، وجنّبهُ الغيبة والنميمة و هتك أعراض المسلمين . واعلم أن خير ما تُشغل به لسانك ذكر الله سبحانه لقول معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه أن يدله على ما يتشبثُ به من شرائع الدين : " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " . ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 3375 ، ص 766 ) . والله نسأل أن يوفقنا جميعاً لصالح القول ، وطيب الحديث ، وجميل اللفظ ، وأن يُجنَّبنا الخوض في الأعراض ، والغيبة والنميمة ، والحسد والبغضاء والسُخرية ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
hgydfm dhyhtg
|
| |