الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 426 | المشاهدات | 115581 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
18 / 03 / 2021, 36 : 02 PM | المشاركة رقم: 361 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه « سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل نصوص الوحي وآيات الذكر الحكيم المنزل من السماء »؛ „أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة زاهرة؛ ذات حضارة‟ سلسلة بحوث عن : « الرسالة النبوية؛ والدلائل الإعجازية؛ والدعوة الإبراهيمية؛ والبشرىٰ العيساوية؛ والشمائل المصطفوية؛ والخصائل الرسولية؛ والصفات الأحمدية؛ والأخلاق المحمدية؛ لـــــ خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : سيدنا محمد بن عبد الله خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم » واختصرته بـ : « خاتم الأنبياء » صلى الله عليه وآله وسلم. -**- «مُلْحَقَاتِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ». " الْمُلْحَقُ الْأَوَّلُ " المُلْحَقَةُ الْأُولىٰ مِنْ مُلْحَقَاتِ السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ استأذنُ السيد[ة] العزيز[ة] القارئــ[ـــــــــة] أن استقدم بعض البحوث ؛ وهي متعلقة بما نشره موقع ملتقى أهل العلم صفحة رقم : (2) ؛الفقرة رقم : (14)... من هذه السلسلة من البحوث.. ارجوه سبحانه وتعالى حسن التوفيق وسداد الخطى ومزيد من العون: [ ٢ ] [ أخبار وأحداث ما قبل ميلاد خاتم الأنبياء ] [١. ] القسم الأول : أخبار وأحداث ما قبل ميلاد خاتم الأنبياء: محمد بن عبدالله وأمنة بنت وهب! الْبَابُ الْأَوَّلُ : التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مِنْ " زَمَنِ(1) آدَمَ" عَلَيْهِ السَّلَامُ ].. 1. ] جاء في أشرف الوسائل إلىٰ فهم الشّمائل؛ لــ أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، شهاب الدين شيخ الإسلام، أبو العباس (المتوفى: 974هـ) : " من تمام الإيمان به -صلى الله عليه وسلم-: اعتقاد أنه لم يجتمع فى بدن آدمي من المحاسن الظاهرة، ما اجتمع فى بدنه -صلى الله عليه وسلم-، وسِر ذلك أن المحاسن الظاهرة آيات علىٰ المحاسن الباطنة، والأخلاق الزكية، ولا أكمل منه، بل ولا مساو له فى هذا المدلول، فكذلك في الدّال، و من ثمّ نقل القرطبى عن بعضهم: أنه لم يظهر تمام حسنه -صلى الله عليه وسلم-، وإلا لما طاقت الصحابة النظر إليه. و اعلم أن الكلام علىٰ خلقه -صلى الله عليه وسلم- يستدعي الكلام علىٰ ابتداء وجوده، فاحتيج إلىٰ ذكره، و ملخصه: أنه صح فى مسلم(1) [أنه قال] : إن الله قد كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه علىٰ الماء، و في الرواية التي أثبتها ابن تيمية : قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَن عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:" « قَدَّرَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَىٰ الْمَاءِ» ". وَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، عَن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: « كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَىٰ الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ » . و يكمل الهيتمي :" ومن جملة ما كتب فى الذّكر وهو أمّ الكتاب أن « محمدا خاتم النبيين» . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ (1) رواه مسلم فى القدر (2643)، باب كيفية الخلق الآدمى فى بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله، وشقاوته وسعادته (4/ 2036،2042). ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ وصحّ أيضاً « إنى عبد الله فى أمّ الكتاب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل فى طينته ».(1) أى: طريحا ملقى قبل نفخ الروح [فيه]، ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه : (1 . 1. ) أحمد فى «المسند» (4/ 127،128)، و (1 . 2. ) ابن أبى عاصم فى «المسند» (1 /179)، و (1 . 3 . ) ابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1 /96)، و (1 . 4 . ) الطبرانى فى «الكبير» (18/ 252)،(629،630)، و (1 . 5 . ) الحاكم فى «المستدرك» (2/ 418)، و (1 . 6 . ) البيهقى فى «الدلائل» (1/ 80،81)،و (1 . 7 . 1 . ) أبو نعيم فى «الدلائل» (ص 22،23)،و (1 . 7 . 2 . ) فى حلية الأولياء (6/ 89). قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. وقال الهيثمى فى «مجمع الزوائد» (8/ 223): رواه أحمد بأسانيد، وأحد رجالها رجال الصحيح غير سعيد بن سويدوقد وثقه ابن حبان، قلت: ولم يجرحه أحد من علماء الجرح والتعديل. (2.) انجدل مطاوع جدله إذا ألقاه على الأرض، وأصله الإبقاء على الجادلة - وهي الأرض الصلبة -؛ وبهذا قال القاري :" (مُنْجَدِلٌ) بِكَسْرِ الدَّالِ أَيْ: مُلْقًى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. و استدل بما قاله الطيبي حيث قَالَ الطِّيبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أَيْ مُلْقًىٰ عَلَىٰ الْجَدَالَةِ، وَهِيَ الْأَرْضُ، ثم استدل القاري بقوله :" وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَآدَمُ الْمُنْجَدِلُ فِي طِينَتِهِ ». وقبلهما قال الزمخشري في"الفائق"؛ - ولعلهما نقلا من عنده - : انجدل مطاوع جدله، إذا ألقاه علىٰ الأرض، وأصله الإلقاء علىٰ الجدالة، وهي الأرض الصلبة، و هذا علىٰ سبيل إنابة فعل مناب فعل، والجار الذي هو (في) ليس يتعلق بمنجدل. و (إنما) هو خبر ثان، لأن الواو مع ما بعدها في محل النصب على الحال من (مكتوب). و المعنىٰ : " كتبت خاتم الأنبياء في الحال الذي آدم مطروح على الأرض حاصل في أثناء الخلقة بما يفرغ من صورته [وإجراءالروح]. ". . و الرواية التي اعتمدها القاري من شرح السنة للبغوي جاءت بالفاظ مقاربة فتجد في :" ج:9 ؛ ص: 3684:" وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُول ِاللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : « إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِي، دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي وَقَدْ خَرَجَ لَهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ». [رَوَاهُ فِي " شَرْحِ السُّنَّةِ ]. أي حديث الباب الذي أنا (الرمادي) بصدده في هذا الملحق. و المعنى: كتبت خاتم الأنبياء في الحال الذي آدم عليه الصلاة والسلام مطروح على الأرض، حاصل في أثناء الخلقة لما يفرغ من تصويره وإجراء الروح فيه. و يكمل الملا علي القاري شرح الحديث بقوله :" (وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ) ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ (عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : « إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ » : بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا، وَهُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ نَائِبُ الْفَاعِلِ، وَقِيلَ: مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ أَيْ: مَكْتُوبٌ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ (وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ) مِنَ الْجَدْلِ وَهُوَ الْإِلْقَاءُ عَلَىٰ الْأَرْضِ الصَّلْبَةِ أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّهُ لَسَاقِطٌ وَمُلْقًىٰ (فِي طِينَتِهِ)، أَيْ: خِلْقَتِهِ وَهُوَ خَبَرٌ ثَانٍ؛ لِأَنَّ الْجُمْلَةَ حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ (مَكْتُوبٌ) أَيْ: كُتِبْتُ خَاتَمَ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْحَالِ الَّتِي آدَمُ مَطْرُوحٌ عَلَىٰ الْأَرْضِ حَاصِلٌ فِي أَثْنَاءِ خِلْقَتِهِ، لَمَّا يُفْرَغْ مِنْ تَصْوِيرِهِ وَتَعَلُّقِ الرُّوحِ بِهِ. (انتهى النقل من عند القاري). أقول(الرمادي) ثم عقب القاري على ما كتبهفقال:" كَذَا ذَكَرَهُ الشُّرَّاحُ. ". أقول(الرمادي) استدل به الطيبي : وهو شرف الدين الحسين بن عبدالله الطيبي (743هـ) في كتابه : شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ؛ المسمى بـ (الكاشف عن حقائق السنن) ؛ المحقق: د. عبدالحميد هنداوي ؛ الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز (مكةالمكرمة - الرياض) عدد الأجزاء: 13 ؛ الطبعة:الأولى، 1417 هـ - 1997 م ]. فــ قال صاحب شرح [عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد [الإمام السيوطي] . (مسند عدي بن عميرة -رضي الله عنه- 756 - حديث: "إني عبد الله مكتوب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته".).:ج: 2 ؛ ص: 126:" قال الطيبي: يعني لا يجوز إجراء منجدل على (أن) يكون مطاوعًا لجدل، لما يلزم منه، (أو) يكون آدم (منفصلاً) من الأرض الصلبة. بل هو ملقًى عليها. ولا يجوز أن يكون (في) متعلقًا بمنجدل، لما يلزم منه أن يكون المنجدل مظروفًا في طينته، وإنما هو ظرف له، وهو حاصل فيه ". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ وهذا أيضاً ما ذهب إليه ابن تيمية حيث قال : " في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : ج: (3) ؛ ص: (380):" وَ فِي ".:381:" مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ،عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ لَمَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِي، أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي، رَأَتْ حِينَ وَلَدَتْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ » . و يعلق ابن تيمية بقوله :"فَقَدْ أَخْبَرَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ نَبِيًّا، وَكُتِبَ نَبِيًّا بَأَنَّهُ مَكْتُوبٌ عِنْدَ اللَّهِ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَآدَمُ مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ. وَ مُرَادُهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ نُبُوَّتَهُ، وَأَظْهَرَهَا وَذَكَرَ اسْمَهُ، وَلِهَذَا جُعِلَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بَعْدَ خَلْقِ جَسَدِ آدَمَ وَقَبْلَ نَفْخِ " ثم يكمل في ج: 3 ؛ ص: 382:" الرُّوحِ فِيهِ، كَمَا يُكْتَبُ رِزْقُ الْمَوْلُودِ وَأَجَلُهُ وَعَمَلُهُ، وَشَقِيٌّ هُوَ أَوْ سَعِيدٌ بَعْدَ خَلْقِ جَسَدِهِ، وَقَبْلَ نَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ. ". أما من حيث التخريج: *.]: عند القاري: " (وَرَوَاهُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مِنْ قَوْلِهِ: سَأُخْبِرُكُمْ) : إِلَخْ. قُلْتُ [أي القاري]: وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ وَالْحَاكِمِ عَنِ الْعِرْبَاضِ:( « إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ لَمَكْتُوبٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِه ِ») . وَ رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَلَفْظُهُ: (« أَنَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ آخِرَ مَنْ بَشَّرَ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» ) ". وقد جاء في: *.]: (فتح الباري / 6 ) قال الحافظ فى " الفتح "(ج: (6)؛ ص: 559) : صححه ابن حبان والحاكم. ". [روضة المحدثين – تفريغ لأحكام الحافظ ابن حجر وغيره علىٰ الأحاديث] *.]:" تقرأ عند :" [جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد؛ الروداني، محمد بن سليمان المغربي]؛ كتاب السير والمغازي؛ كرامة أصل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدم نبوته ونسبه وأسماءه) . وخرج الحديث :" أحمد؛ والكبير؛ والبزار (1).". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) رواه: (1 . ) أحمد 4/ 127، و (2 . ) الطبراني 18/ 252، والمقصود هنا بــ "الكبير". و (3 . ) البزار كما في "كشف الأستار"؛ ج: 2؛ ص: 112 (رقم 2365)، و - قال الهيثمي : ج: 8؛ ص: 223: وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن سويد، وثقه ابن حبان. و - ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2091). ". *.]:" رواه الإمام أحمد، وروي معناه من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-، ومن وجوه أخر مرسلة، وخرج الحاكم أيضا حديث العرباض، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي "( رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.). و عند تخريج الألباني لأحاديث:" صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته؛ لـــ: عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي(المتوفى: 911 هـ) ؛ ومع الكتاب: أحكام محمد ناصرالدين الألباني ، يمثل جميع أحاديث الجامع الصغير وزيادته للسيوطي، مع حكم ناصر من صحيح أو ضعيف الجامع الصغير، وهو متن مرتبط بشرحه، من فيض القدير للمناوي ] . 4901:" إِنِّي عندَ الله فِي أُمِّ الكِتابِ لَخاتِمُ النَّبِيّينَ وإنَّ ﴿« „ آدمَ لمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ‟»﴾.. وسأُخْبِرُكمْ بَتأْوِيل ذلكَ أَنا دَعْوَةُ أبي ابْرَاهِيمَ وبِشارَةُ عِيسَى بِي ورُؤْيا أُمّي الّتِي رأتْ حِينَ وَضَعَتْ أنهُ خَرَجَ مِنها نُورٌ أضاءَتْ لهُ قُصُورُ الشّامِ وَكذلِكَ أمَّهاتُ النّبِيّينَ يَرَيْنَ (حم .. طب .. كحل .. هَب) عَن عرباض بن سارية. ضعيف: انظر حديث رقم: 2091 في ضعيف الجامع ". فك الرموز:" *.] (حم: (مسند أحمدبن حنبل ) *.] (طب : (الطبرانيفي الكبير ) *.] (ك : (للحاكم) *.] (حل : (الحلية لأبي نعيم) *.] (هَب: (شعب الإيمان للبيهقي ) ". -**- الراوي:" وعن العِرْباض" بكسر العين وسكون الراء بعدها موحدة فألف فمعجمة "ابن سارية" السلمي، قديم الإسلام جدًا من البكائين ومن أهل الصفة، ونزل حمص، وروى عنه خالد بن معدان وأبو أمامة الباهلي وخلق، مات سنة خمس وسبعين، وقيل قبلها زمن فتنة ابن الزبير رضي الله عنهم. " . و الأصل أن اورد ملحقاً خاصاً عن السادة الرواة: [ الصحابة.. والصحابيات]؛ وبالتالي عن :" الْعِرْبَاضِ". -**- (ولم يحكم ابن تيمية على الحديث بالصحة أو الضعف ولكنه استدل به واستند عليه في بحثه في الجواب الصحيح.. -**- أما الألباني عند تخريجه لــ :[ مشكاة المصابيح لــــ: محمد بن عبدالله الخطيب العمري، أبو عبدالله، ولي الدين، التبريزي (المتوفى: 741هـ) .. المحقق: محمد ناصرالدين الألباني؛ الطبعة: الثالثة، 1985 ، وهو متن مرتبط بشرحه مرقاة المفاتيح] ؛( الإيمان : باب الإيمان بالقدر؛ الفصل الثالث) . 1. ] . فقد حكم على الحديث بالصحة فتجده : 3ج: ص: 1604 الفضائل والشمائل [1] باب فضائل سيد المرسلين الفصل الثاني ) .قال :" 5759 -[21] (صَحِيح) وَعَن العِرْباض بن ساريةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ:" إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِي دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي وَقَدْ خَرَجَ لَهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ «.وَرَواه فِي» شرح السّنة " ". أقول (الرمادي): وبعد هذه الجولة مِن بين اقوال ونقول العلماء يمكن القول بأن الحديث صحيح يعتبر في الاستدلال به -**- الخميس، 05 شعبان، 1442 هــ الملحق: (1) (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّين ِبْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 03 / 2021, 07 : 07 PM | المشاركة رقم: 362 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه [2] ﴿﴿﴿ أبوعبدالله؛ خَبَّابُ بْنَ الأَرَتِّ ﴾﴾﴾ تمهيد : قد يتبادر إلىٰ ذهن أحد الجهلة بجغرافيا البلاد ومواقع القارات؛ فيتغاضىٰ عن أهمية المنطقة التي يطلق عليها بالخطأ «الشرق الأوسط»؛ وهي نقطة التقاء القادم مِن رحلات الشمال إلىٰ الجنوب أو مركز تجمع المسافر مِن أهل الغرب إلىٰ الشرق، ويتجاهل مقدار وتمركز الثروات الطبيعية الهائلة والتي حباها خالق الإنسان والحياة والكون؛ تلك الثروات القابعة في باطن الأرض والبحر في منطقة تطلق عليه «سُرة» العالم؛ وهنا يفهم لِمَ ذاك التكالب مِن دول استعمارية لهذه المنطقة؛ وإمبراطوريات غربت عنها شمس استعماراتها ثم تغيير شكل الاستعمار وصورة التواجد... أضف ارتفاع نسبة الخصوبة في نساء تسكن مناطق ذات موضع استراتيجي هام ومؤثر وفاعل؛ وبالتالي ارتفاع نسبة المواليد وارتفاع نسب الشباب من الجنسين مع وجود «عبقرية» بشرية تلازمها «عبقرية» المكان والمناخ والطبيعة... ففي باطن الأرض وعلىٰ وجهها توجد «عبقرية» السكان و «عبقرية» المناخ و «عبقرية» خيرات تلك البلدان... أقول (الرمادي) : قد يتبادر لذهن أحد الجهلة أن يتفوه فيقول :" نحن أمة مستضعفة! "... ثم يجتر [Wiederkaeer] ما تتناقله وسائل الإعلام لتؤكد ذلك المفهوم الخاطئ ليتحول إلىٰ قناعة عند البعض؛ فيصير بوقا للآخر الذي يريد أن يستعمره ويستنزف خيرات بلاده؛ ليشعره بحالة مِن الفقر الفكري والعوز التفكيري ليثبت -زورا- له ضحالة الإدراك وضعف الفهم وغياب القدرة علىٰ التغيير... و آحدهم ما زال يعيش ويريد أن يتعايش في مناخ قديم مِن الذكريات؛ إذ هو يرىٰ أمسه أفضل من غده - فيتغنىٰ علىٰ أطلال التاريخ؛ فيقنع نفسه بما يسميه البعض بــ „الزمن الجميل” ويكتفي بهذا القدر؛ فلا يعمل علىٰ تغيير يومه التعيس لمستقبل أفضل... فيترك ساحة العمل ومكان التغيير لغيره... فيَرْحَل أو يُرَحَل ومَن يبقىٰ فهو إما عميل أو أجير؛ أو فاسد [ راجع مقابلة قناة العربية مع السيد وزير الإعلام الأسبق الكويتي: «محمد السنعوسي» بثت يوم جمعة أمس: 19 مارس 2021م] أو مرهق بأعباء توفير وجبة طعام الفطور؛ ويدندن علىٰ أوتار الكسل :«عشاؤنا عليكَ يا كريم»... ورائحة قضايا الفساد تزكم الأنوف؛ كحارس البستان وهو لا يملك أن يتذوق طيب الثمار؛ وهو -ليس بحارس- وفي حقيقة أمره هو «مالك» البستان... و «صاحب» الدار.. . ... هذا الجزء من بحث « المستضعفين في عهد النبوة؛ وزمن نزول رسالة السماء الأخيرة إلىٰ البشرية؛ علىٰ قلب أمين السماء والأرض علىٰ وحي ربه -تعالىٰ- النبي الرسول آخر المصطفين وخاتم المرسلين ومتمم الأنبياء والمبتعثين -صلى الله عليه وآله وسلم- » .. هذا البحث يلزمنا إعادة النظر في الواقع الحالي المعاش بمعطيات جديدة وروافد جدت علىٰ كافة الأصعدة وفي كل المجالات... وليس فقط قراءة تاريخية مفصولة عن واقع اليوم؛ إذ ليس مِن المعقول؛ وليس مِن المفهوم أن تظل أمة وصفت بأنها خير أمة أخرجت للناس أن تظل هذه الأمة إما تابعة أو مستأجرة؛ ولا يمكنها -أو يراد لها أن لا تتمكن من - أن تتمقعد كراسي الريادة في شتى المجالات فتضع اقدامها فوق قمم العلم والتكنولوجيا والدراسات الحديثة فتقود العالم؛ وأن تعلو -بما تحمل مِن افكار صحيحة؛ ولديها مفاهيم سليمة؛ وتمتلك مبادئ راقية؛ وفي حوزتها قيم عالية إنسانية؛ وقناعات منطقية عقلية إستنارية إدراكية: وكلها توافق النفس البشرية المعذبة بأنظمة فاسدة وضعية- فتجلس علىٰ مناكب القيادة؛ سواء الفكرية أو الإصلاحية التعليمية التربوية أو الإجتماعية أو السياسية أو في أصعدة العلم ومختبرات البحث العلمي ومجالات التكنولوجيا؛ ولا يقبل عاقل مِن تلك الأمة الخيرية أن تكون مستلزمات حياته اليومية صناعة شرقية فيستوردها أو ما يحتاجه منتجات غربية فيتسولها؛ وأصبحت الأمة العربية وزميلتها الإسلامية - تلك الأمة- هي فقط أمة أستهلاك فلا تشارك في تقدم الشعوب ورفاهية الأمم... المستضعفون زمن النبوة... كان في استطاعة قائدهم الأول -محمد بن عبدالله؛ نبي الهدى والرحمة عليه السلام- أن يدعو ربه -تعالىٰ- ليرفع عنهم الأذىٰ والضيق والمطاردة مِن مَن يخالفونهم في العقيدة والإيمان ويعارضونهم في فهم ما يجب أن يكون في الحياة الدنيا ثم ما سيكون يوم القيامة وما يليه من حساب ونعيم؛ أو كان يدعو ربه -جلّ وعلا- لينزل عليهم جميعاً مائدة مِن السماء لــ : „ تَكُون عِيدًا ” وهم محشورون في شِعب أبي طالب لا يجدون طعاما يسد جوعتهم أو قطرةَ ماء تروي ظمأهم... لكنها سُنَّة حياة لمن سيأتي مِن بعدهم -سواء بسنوات معدودات أو قرون- ... والمثال قد يتكرر بذاته أو في ظروف مشابهة أو في أحوال مغايرة...والواقع المعاش اليوم يظهر غياب التقييد بالقدوة الحسنة {. لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } ثم يزيد القرآن الكريم {. قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ .. } ثم يزيد القرآن العظيم : {.. فِي إِبْرَاهِيمَ.. وَالَّذِينَ مَعَهُ... } وقصد بهم بقية السادة الأنبياء والمرسلين؛ وإعادة تفعيل السنة النبوية العملية لسيد بني آدم والبرية... ... [2] ﴿ ﴿ ﴿ خباب بن الأرت ﴾ ﴾ ﴾ قالوا: كان الأرت سواديا. فأغار قوم مِن ربيعة علىٰ الناحية التي كان فيها، فسبوه وأتوا به الحجاز، فباعوه. فــ وقع إلىٰ سباع بن عبدالعزى الخزاعي، حليف بني زهرة. و ابنة عبدالله بن سباع هذا، هي أم طريح بن إسماعيل الثقفي الشاعر. فوهبه لأم أنمار بنت سباع، فأعتقته. و سباع هذا، هو الذى بارزه حمزة بن عبدالمطلب [عم النبي] -رضى الله تعالىٰ عنه-: وقال له : «... إِلىَّ يابن مقطعة البظور» . فقتله حمزة. وكانت أمه قابلة بمكة. و يقال: إن اسمها أيضا أم أنمار. وقال الهيثم بن عدي: كان أبو خباب من أهل „كسكر”. و يقال: إنه كان مِن سواد الكوفة. و -زعم- أبو اليقظان البصري: أن خباب بن الأرت كان أخا سباع لأمه. فانضم خباب إلىٰ آل سباع، فادّعىٰ حلف بنى زهرة. - وخباب- فيما يقول ولده- بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة، من بني سعد بْن زَيْد مناة بْن تميم. و أنه وقع عليه سباء، فصار إلىٰ أم أنمار مولاته، فأعتقته. و أنه كانت به رتة. قال الواقدي: كان ألكن إذا تكلم بالعربية. فسمي الأرت. و قال الواقدي: أسلم خباب، وكان قينا بمكة. ويكنى أبا عبدربه. و عَنْ كُرْدُوسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَلا إِنَّ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ أَسْلَمَ سَادِسَ ستة. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قال: أسلم خبّاب مع بني مظعون وأبى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِالأَسَدِ وَجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قبل دخول دار الأرقم. وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَعْطَوْهُمْ [ أى المستضعفون من المسلمين في مكة أعطوا للمشركين.] مَا أَرَادُوا. قَالَ يُوسُفُ فِي حَدِيثِهِ: حِينَ عُذِّبُوا إِلا خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ، فَجَعَلُوا يُلْصِقُونَ ظَهْرَهُ بِالأَرْضِ عَلَىٰ الرَّضْفِ حَتَّىٰ ذَهَبَ مَاءُ مَتْنِهِ. و قال الواقدي: جاء خباب إلىٰ النبي -ﷺ-،فشكا ما أصابه. فقال -ﷺ-: «لقد كان الرجل ممن قبلكم يمشط بأمشاط الحديد حتىٰ يخلص إلىٰ ما دون عظمه مِن لحم وعصب، ويشقّ بالمئآشير، فلا يرده ذلك عن دينه. وأنتم تعجلون. والله، ليمضين هذا الأمر حتىٰ يسير الراكب مِن صنعاء إلىٰ حضر موت لا يخاف إلا الله وحده، والذئب علىٰ غنمه:« . عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: كُنْتُ قَيْنًا، وَكَانَ لِي عَلَىٰ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ دين. فأتيته أقتضيه. فقال لي: „ لَنْ أَقْضِيَكَ حَتَّىٰ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ”. فَــ قُلْتُ: « لَنْ أَكْفُرَ حَتَّىٰ تَمُوتَ وَتُبْعَثَ ». قَالَ: «وَأَنِّي لَمَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ، فَلَسَوْفَ أَقْضِيكَ إِذْ رَجَعْتَ إِلَيَّ مَالِي وَوَلَدِي» . فَـــ نَزَلَتْ فِيهِ: « أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ: لَأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَداً» ،إلىٰ قوله «فَرْداً« . وَعَنِ ابْنِ عباس بنحوه وقوله « سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ » ، يَعْنِي مَالَهُ وَوَلَدَهُ. و قال الواقدي: كان خباب ممن شهد بدرا. ولم يفارق النبي -ﷺ-.ولما هَاجَرَ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ- وهاجر خباب، نزل والمقداد ابن عمرو علىٰ كلثوم بن الهدم، فلم يبرحا منزله حتىٰ توفي قبل بدر بيسير. فتحولا، فنزلا علىٰ سعد بن عبادة. فلم يزالا عنده حتىٰ فتحت قريظة. و آخا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ خباب وجبر بن عتيك بن (الحارث بن) قيس بن هيشة الأوسي. ولم يتخلف عن مشهد من مشاهد رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ قَالَ: جَاءَ خَبَّابٌ إِلَىٰ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ تعالىٰ عنه-، فقال : « ادْنُهُ،ادْنُهُ، فَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ »... فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهِ آثَارًا فِي ظَهْرِهِ لَمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ. عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: دَخَلَ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ عَلَىٰ عُمَر بْن الخطاب -رَضِيَ اللَّه تعالىٰ عنه-، فَأَجْلَسَهُ عَلَىٰ مَنْكِبِهِ وَ قَالَ: « مَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ ». فَــ قَالَ خَبَّابٌ: « وَمَنْ هُوَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ». قَالَ: « بِلالٌ ». قَالَ خَبَّابٌ: « لَيْسَ هُوَ بِأَحَقَّ مِنِّي، إِنَّ بِلالا كَانَ لَهُ فِي الْمُشْرِكِينَ مَنْ يَمْنَعُهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لِي أَحَدٌ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا وَقَدْ أَوْقَدُوا لِي نَارًا، ثُمَّ سَلَقُونِي فِيهَا، ثُمَّ وَضَعَ رَجُلٌ رِجْلَهُ عَلَىٰ صَدْرِي، فَمَا أَتَيْتُ الأَرْضَ إِلا بِظَهْرِي ». ثم كشف خباب عن ظهره له. فَإِذَا هُوَ قَدْ بَرِصَ. عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَىٰ خَبَّابٍ أَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: « لَوْلا [ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: « لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ ] » ، لَتَمَنَّيْتُهُ ». قَالَ: „ وَأُتِيَ بِكَفَنِهِ قُبَاطِيٍّ.فَبَكَى”، ثُمَّ قَالَ: « لَكِنَّ حَمْزَةَ كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ، إِذَا مُدَّتْ عَلَىٰ قَدَمَيْهِ قَصُرَتْ عَنْ رَأْسِهِ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَىٰ رَأْسِهِ قَصُرَتْ عَنْ قَدَمَيْهِ حَتَّىٰ جُعِلَ عَلَيْهِمَاإِذْخِرٌ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُول ِاللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَمْلِكُ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَإِنَّ فِي بَيْتِي فِي تَابُوتٍ لأَرْبَعِينَ أَلْفِ وَافٍ. وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ». عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَىٰ خَبَّابٍ نَعُودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَىٰ فِي بَطْنِهِ سَبْعًا . وَ قَالَ: « لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ، لَدَعَوْتُ بِالْمَوْتِ ». عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: «كَانَ خَبَّابٌ قَيْنًا، وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْلَفُهُ وَيَأْتِيهِ. فَــــ أُخْبِرَتْ بِذَلِكَ مَوْلاتُهُ، فَكَانَتْ تَأْخُذُ الْحَدِيدَةَ وَقَدْ أَحْمَتْهَا، فَــ تَضَعُهَا عَلَىٰ رَأْسِهِ. فَــ شَكَا ذَلِكَ إِلَىٰ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، [فَــ قَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْ خَبَّابًا.] ... فــ اشتكت مولاته رأسها - وهي أم أنمار - فَكَانَتْ تَعْوِي مَعَ الْكِلابِ. فَــ قِيلَ لَهَا: اكْتَوِي. فَكَانَ خَبَّابٌ يَأْخُذُ الْحَدِيدَةَ قَدْ أَحْمَاهَا، فَكَانَ يَكْوِي بِهَا رَأْسَهَا. قال الواقدي: أتىٰ خباب الكوفة حين اختطها المسلمون، فابتنىٰ بها دارا، وتوفي بها سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وصلىٰ عليه علي بن أبي طالب منصرفه من صفين. حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: „ حَدَّثَنِي ابْنُ خَبَّابٍ قَالَ: « كَانَ النَّاسُ يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ بِالْكُوفَةِ فِي جَبَابِينِهِمْ » . فَــ لَمَّا ثَقُلَ خَبَّابٌ قَالَ: « أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ، فَادْفِنِّي بِهَذَا الظَّهْرِ، فَإِنَّكَ لَوْ دفنتى بِهِ قِيلَ: دُفِنَ بِهَذَا الظَّهْرِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-، فَدَفَنَ النَّاسُ مَوْتَاهُمْ بِالظَّهْرِ ». قَالَ: „ فَلَمَّا مَاتَ، دَفَنَهُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ. فَكَانَ أَوَّلَ مَدْفُونٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ”. عَنِ الْوَاقِدِيِّ فِي إسناده، قال: „ كان الذي يعذب خباباً حين أسلم وَلازَمَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عتبة بن أبي وقاص، أخا سَعْد بْن أَبِي وقاص. واسم أَبِي وقاص مالك بن أهيب ابن عبدمناف بن زهرة. و يقال: إن الذي كان يعذّبه، وهو الثبت، الأسود ابن عبديغوث”. قال: وكان - فيما ذكر بعض ولده-: - ربعة، - جيد الألواح، - عريض ما بين المنكبين، - عظيم الهامة، - كثّ اللحية. وزعم بعض الرواة: أن خبابا كان مولىٰ لعتبة بن ربيعة. وذلك باطل. أنبأنا الأعمش، عن إبراهيم: أن خبابا كان يكنىٰ أبا عبدالله. ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ قلت(الرمادي) : أحتاج إعادة لقراءة هذه النصوص والنقول ؛ ومحاولة استظهار فقه(فهم) هذه الروايات! -**- (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) بحوث: ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل مِن السماء ﴾ السيرة النبوية العطرة -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ [ ٥ ] المجلد الخامس؛ .{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ﴿ سورة رقم : (21)؛ الأنبياء: آية رقم : ( ١٠٧)﴾ [ ٦ ] المستضعفون! [2] ﴿﴿﴿ أبوعبدالله؛ خَبَّابُ بْنَ الأَرَتِّ ﴾﴾﴾ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ نال شرف قراءة الأصول؛ وبحث المراجع؛ والمصادر.. وتكحلت عيناه بكتابة هذا البحث: د. مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ السبت: 07 شعبان، 1442 هــ ~ ١٩ مارس 2021م (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) -**- | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29 / 03 / 2021, 12 : 12 AM | المشاركة رقم: 363 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ﴿« „ ٨٤ ‟» ﴾ صُهَيْبٌ بن سنان: " ٨٤ " [٣] ﴿﴿﴿ أَبَو يَحْيَىٰ؛ صُهَيْبٌ بن سنان ﴾﴾﴾ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذكر المستضعفين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم تمهيد : مسائل تأصيل السيرة المحمدية مِن بداياتها؛ وهي تبدء -في تقديري منذ عهد أبي البشرية آدم عليه السلام .. مرورا بأنبياء الله تعالىٰ.. فدعوة أبي الأنبياءإبراهيم الخليل فبشرىٰ المعجزة في الخلق والإيجاد عيسى ابن مريم العذراء الزهراء البتول.. ثم متابعة ميلاده المبارك فسنوات عمره الزاهرة حتى وصوله لسن تبليغ رسالة ربه.. فـــ تأصيل بداية نزول رسالة وحي السماء الخاتمة لآخر الرسالات علىٰ قلب متمم المرسلين وآخر الأنبياء؛ ثم تأصيل الفترات الزمنية للهدي النبوي خلال زمن الرسالة الخاتمة؛ ومن ثم تأصيل المراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية وربطها ربطاً محكماً بمفاصلها بقيادة نبي الرحمة ورسول المغفرة؛ ثم تأصيل السنة النبوية -علىٰ صاحبها الصلاة والسلام والتبريكات والإنعام وآله والأصحاب الكرام ومن تبعهم بإحسان وإلتزام- بكافة موضوعاتها ومباحثها وأبوابها وفصولها.. كل هذا.. تستلزم مِن المسلم دراستها دراسة تفصيلية عملية واقعية ثم تطبيقية كي يتسنىٰ له السير في طريق الحياة بــ الإسلام وفق خطوات نلتزم منها بما هو أمر ولنا سعة في الحركة بما اباحه لنا صاحب الشرع تحت أضواء كاشفة لما جرىٰ بالأمس ليستنير بها الساري في دروب الحياة ليحسن التصرف تجاه ما يحصل ويحدث اليوم؛ إذ أن غياب التقييد بالهدي المحمدي [قضية الإسوة والقدوة] - سيرة محمدية وسنة نبوية- إثناء السير باعتباره -الهدي النبوي- أوامر وخطوط عريضة تتسع في مواضع، وضعف الإستنارة بضوء النور النبوي أوقع الكثير لما نحن جميعاً فيه اليوم؛ خاصةً -مَن يدعي حمل الدعوة- لا يعملون بما يتكلمون به ويقولون سواء في مستوىٰ المسؤولية أو دونها أو تلك الكتل والجماعات ذات الصبغة الإسلامية أو الفرق والأحزاب ذات النعرة الدينية (!) التي رفعت شعارات جوفاء سرعان ما كشفتها نسائم الصباح بفجر سافر سواء في بلاد يسكنها مسلمون أو علىٰ أرض العرب أو في بلاد الغرب؛ أو في بلاد العجم (عجمة اللسان) فقد توشح بعضهم بقطعة طويلة مِن قماشٍ بالٍ، شدها علىٰ رَّأسه -تزيناً- أو حول رَّقبته -تفاخرا- أو بين الأكتاف فظنها الجاهل أنها علامة فسار خلفه فكانت عليهما ندامة. كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حريصًا على أنْ يدخُلَ النَّاسُ جميعُهم في دِينِ اللهِ -تعالى-، وكان يَدْعو الزُّعماءَ والمُطاعينَ في أقوامِهم ويتألَّفُهم؛ رجاءَ أنْ يدخُلوا في الإسلامِ، ويدخُلَ معهم أقوامُهم... فعرض -عليه السلام- الإسلام علىٰ الجميع... نكمل المسيرة مع : ﴿﴿﴿ صهيب بن سنان ﴾﴾﴾ عن محمد بن سيرين قال: " صهيب من العرب، من النمر بن قاسط " . قال الكلبي: "صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل ابن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط." . وقال بعض الرواة:" كان اسم صهيب: « „ عميرة بن سنان ‟ ». وأمه : سلمىٰ بنت قعيد، من بني تميم. قَالَ بَعْضُهُمْ: ابْنُ عُلَيَّةَ. وَكَانَ أَبُوهُ سِنَانُ بْنُ مَالِكٍ عاملا لكِسرىٰ علىٰ الأبلة من قبل النعمان بن المنذر. وكانت منازلهم بأرض الموصل . و يقال: كانوا في قرية علىٰ شاطئ الفرات مما يلي الجزيرةَ والْمَوْصِلِ. فــ أغارت الروم علىٰ ناحيتهم، فسبت صهيبا وهو غلام صغير. قَالَ عَمُّهُ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ الْغُلَامَ النَّمَرِيَّ * دَجَّ بِهِ الرُّومَ وَأَهْلِي بِالنَّبِي قَالَ : وَالنَّبِي اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ بِهَا أَهْلُهُ ، فنشأ صُهَيْبٌ بالروم، فصار ألكن(!). فابتاعه رجل من كلب، فقدم به مكة، فاشتراه أبو زهير؛ عَبْداللَّهِ بْن جدعان بْن عَمْرِو بْنِ كعب بْن سَعْد بْن تيم بْن مرة بن كعب. فاسترقه، ثم أعتقه. فأقام معه بِمَكَّةَ إلىٰ أن هلك. و كان مهلك ابن جدعان قبل المبعث ببضع عشرة سنة. ولم يزل صهيب مع آل جدعان إلىٰ أن بعث رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأسلم. و أما أهل صهيب وولده، فيقولون: " لم يشتره أحد من الذين سبوه، ولكنه لما ترعرع وعقل، هرب من الروم، فسقط إلىٰ مكة، فحالف ابن جدعان وأقام معه إلىٰ أن هلك " . و " أن صهيبا كان أحمر شديد الحمرة، فسمي رومياً لذلك، ولأنه سقط إلىٰ الروم.". و قال المدائني: "سبته العرب، فوقع إلىٰ مكة، ولم يدخل الروم قط. وإنما سمي رومياً لحمرته." . إسلام صهيب : قال الواقدي:" كان إسلام صهيب مع عمار في دار الأرقم بن أبي الأرقم " . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " فَحَدَّثَنِي عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: " لَقِيتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ عَلَى بَابِ دَارِ الْأَرْقَمِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- فِيهَا ، فَقُلْتُ لَهُ : " مَا تُرِيدُ ؟ "، فَقَالَ لِي : " مَا تُرِيدُ أَنْتَ ؟" ؛ فَقُلْتُ :"أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ، فَأَسْمَعَ كَلَامَهُ "، قَالَ : " وَأَنَا أُرِيدُ ذَلِكَ ".. فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْنَا ، ثُمَّ مَكَثْنَا يَوْمَنَا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَمْسَيْنَا ، ثُمَّ خَرَجْنَا وَنَحْنُ مُسْتَخْفُونَ . عن رجل من ولد صهيب، عن أشياخه: أن صهيباً مر بقريش، ومعه خباب بن الأرت، وعمار بن ياسر. فقالوا: " هؤلاء جلساء محمد " . وجعلوا يهزءون. فقال صهيب: « نحن جلساء نبي الله، آمنا وكفرتم، وصدقناه وكذبتموه ولا خسيسة مع الإسلام ولا عز مع الشرك ». فعذبوه وضربوه، وجعلوا يقولون: " أنتم الذين منّ الله عليكم من بيننا؟". عَنْ مُجَاهِدٍ،قَالَ: " مَرَّ صُهَيْبٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَىٰ مَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: " انْظُرُوا إِلَىٰ الأرذال، أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا؟ "..فَنَزَلَتِ الآيَةُ فعن عروة، قال: " كان صهيب مِن المستضعفين، مِن المؤمنين الذين كانوا يعذّبون في الله -عزَّ وجلَّ-. ". فـ « أوَّلُ مَنْ أظهرَ الإسلامَ بمكةَ سبعةٌ : « „ ١ ‟ » رسولُ اللهِ ﷺ و « „ ٢ ‟ » أبوبكرٍ و « „ ٣ ‟ » بلالٌ و « „ ٤ ‟ » خبابٌ و « „ ٥ ‟ » صهيبٌ و « „ ٦ ‟ » عمَّارٌ و « „ ٧ ‟ »سميَّةٌ.. فــ أمَّا رسولُ اللهِ ﷺ وأبو بكرٍ فمنعهما قومُهما، و أمَّا الآخرونَ فَأُلْبِسُوا أدرعَ الحديدِ؛ ثمَّ صُهروا في الشَّمسِ، و جاء أبو جهلٍ إلىٰ سُميَّةَ فطعنها بحربةٍ فقتلها » . [الحديث : مرسل صحيح السند]. وجاء برواية « عن عبدِاللهِ بن مسعود قال كان أولَ من أظهر إسلامَه سبعةٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكرٍ وعمارٌ وأمُّه سميةٌ وصهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ فأما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فمنعه اللهُ بعمِّه أبي طالبٍ ... وأما أبو بكرٍ فمنعه اللهُ بقومِه وأما سائرُهم فأخذهم المشركون فألْبسوهم أدراعَ الحديدِ وصهروهم في الشمسِ فما منا إنسانٌ إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالًا فإنه هانتْ عليه نفسُه في شعابِ مكةَ وهو يقولُ أَحَدٌ أَحَدٌ » . [الحديث : كان يحيى بن أبي كثير يخطيء فيه وإنما رواه الناس عن منصور عن مجاهد] ... و جاء في رواية : ...إلَّا بلالٌ فإنَّه هانَتْ عليه نفسُه في اللهِ وهان على قومِه فأخَذوه فأعطَوْه الوِلْدانَ فجعَلوا يطوفونَ به في شِعابِ مكَّةَ وهو يقولُ : أحَدٌ أحَدٌ. [صحيح ابن حبان]. قالوا: وكناه رَسُول اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قبل أن يولد له، «أبا يحيى». و ليست له كنية غيرها. بيد أن ابنُ عبَّاس قال :" صهيبُ بنُ سِنانٍ يُكنَى «أبا غسَّانَ». [تاريخ دمشق؛ الحديث : غيرمحفوظ]. «كان عَمَّارٌ يُعذَّبُ حتىٰ لا يَدري ما يقولُ، وكذا صُهَيبٌ، وفيهم نزَلَتْ: { وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } [النحل: 41]. [سير أعلام النبلاء؛ الحديث فيه الوقدي متروك]. «كان عَمَّارُ بنُ ياسرٍ يُعذَّبُ حتىٰ لا يَدري ما يَقولُ، وكان صُهَيبٌ يُعذَّبُ حتى لا يَدري ما يَقولُ، في قَومٍ مِن المُسلمينَ، حتى نزَلَتْ: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا } [النحل: 110]. ». [سير أعلام النبلاء؛ الحديث : قوله (والذين هاجروا في الله من بعدما فتنوا ) هي علاوة على كونها خطأ، وصوابها (من بعد ما ظلموا)ليست هي الآية التي نزلت في حق هؤلاء، وإنما هي ما أثبته، وما أدري كيف خفي هذا على المؤلف وغيره]. { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ...} [البقرة: 207]، «نزَلَتْ في صُهَيبٍ، ونَفَرٍ مِن أصحابِه، أخَذَهم أهلُ مكَّةَ يُعذِّبونَهم؛ ليَرُدُّوهم إلى الشِّركِ ». [سير أعلام النبلاء؛ الحديث : إسناده صعيف]. «مرَّ الملأُ من قُرَيْشٍ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وعندَهُ : صُهَيْبٌ ، وبلالٌ ، وعمَّارٌ ، وخبَّابٌ، وغيرُهُم من ضعفاءِ المسلمينَ ، فقالوا : "يا محمَّدُ ، أرضيتَ بِهَؤلاءِ من قومِكَ ؟؛ أَهَؤلاءِ الَّذينَ منَّ اللَّهُ عليهِم من بيننا ؟ أنحنُ نصيرُ تبعًا لِهَؤلاءِ ؟ اطردهُم عنكَ ،فلعلَّكَ إن طردتَهُم أن نتَّبعَكَ، فنزلتْ هذِهِ الآيةُ :{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ...}... إلى آخرِ الآيةِ» . [عمدة التفسير؛ الحديث : إسناده صحيح؛ وأخرجه أحمد (3985)، والبزار (2041)، والطبراني (10/268) (10520) باختلاف يسير]. وفي قولِهِ تعالى: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ... } إلى قولِهِ: { فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } ... قالَ جاءَ الأقرعُ بنُ حابسٍ التَّميميُّ وعيينةُ بنُ حصنٍ الفزاريُّ فوجَدوا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ معَ صُهيبٍ وبلالٍ وعمَّارٍ وخبَّابٍ قاعدًا في ناسٍ منَ الضُّعفاءِ منَ المؤمنينَ فلمَّا رأوْهم حولَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ حقروهم فأتوْهُ فخلوا بِهِ وقالوا :" إنَّا نريدُ أن تجعلَ لنا منْكَ مجلسًا تعرفُ لنا بِهِ العربُ فضلَنا فإنَّ وفودَ العربِ تأتيكَ فنستَحيِ أن ترانا العربُ معَ هذِهِ الأعبُدِ فإذا نحنُ جئناكَ فأقمْهم عنْكَ فإذا نحنُ فرغنا فاقعد معَهم إن شئتَ "... قالَ :" نعَم".. قالوا :" فاكتُب لنا عليْكَ كتابًا ".. قالَ فدعا بصحيفةٍ ودعا عليًّا ليَكتبَ ونحنُ قعودٌ في ناحيةٍ فنزلَ جبرائيلُ عليْهِ السَّلامُ فقالَ : { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } .. ثمَّ ذَكرَ الأقرعَ بنَ حابسٍ وعيينةَ بنَ حصنٍ فقالَ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ثمَّ قالَ وَ إِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ قالَ فدنَونا منْهُ حتَّى وضعنا رُكبنا على رُكبتِهِ وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يجلسُ معَنا فإذا أرادَ أن يقومَ قامَ وترَكنا فأنزلَ اللَّهُ : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ولا تجالسِ الأشرافَ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا يعني عيينةَ والأقرعَ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا قالَ هلاكًا قالَ أمرُ عيينةَ والأقرعِ ثمَّ ضربَ لَهم مثلَ الرَّجلينِ ومثلَ الحياةِ الدُّنيا قالَ خبَّابٌ فَكنَّا نقعدُ معَ النَّبيِّ فإذابلغنا السَّاعةَ الَّتي يقومُ فيها قُمنا وترَكناهُ حتَّى يقومَ ». [ابن ماجه؛ الحديث : صحيح]. وفي هذ الحديثِ تَفسيرٌ وبيانٌ لأسبابِ نُزولِ بعضِ الآياتِ الَّتي تَتناولُ هذاالموضوعَ؛ وفيه يقولُ خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ في قولِه تعالى: { وَلَاتَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنعام:52] : "جاء الأقرعُ بنُ حابِسٍ التَّميميُّ، وعُيينةُ بنُ حِصْنٍ الفَزاريُّ "، أي: إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان الأقرعُ أحدَ المُؤلَّفةِ قُلوبُهم وأحدَ الأشرافِ، وكان عُيينةُ سيِّدَ بني فَزارةَ وفارِسَهم، " فوَجَدوا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع صُهيبٍ وبِلالٍ وعمَّارٍ وخبَّابٍ، قاعدًا في ناسٍ من الضُّعفاءِ من المُؤمنينَ، فلمَّا رَأَوهم حولَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقَروهم"،أي: استحْقَروهم وعَدُّوهم ممَّن لا يُؤْبَه بهم، وامْتَنعوا عن مُجالسَتِهم، " فأَتَوه فخَلَوا به "، أي: انفَرَدوا بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحدَهم، " وقالوا: إنَّا نُريدُأنْ تجعَلَ لنا منك مَجلِسًا "، أي: مَجلِسًا خاصًّا بنا في وقتٍ خاصٍّ، "تَعرِفُ لنا به العربُ فَضْلَنا "، أي: نُمَيَّزُ به عند القَبائلِ والوُفودِ؛ "فإنَّ وُفودَ العربِ تأتيك، فنَسْتَحي أنْ ترانا العربُ مع هذه الأعبُدِ " جَمْع عبْدٍ، و المعنى: أنَّهم فُقراءُ وضُعفاءُ، وفيهم مَن كان عبْدًا، والمُرادُ أنَّهم: يَسْتَحون من مُجالسَةِ هؤلاء؛ خَشيةً مِن إنكارِ العربِ عليهم وتقليلِ شَأْنِهم، قالوا: " فإذا نحن جِئْناك فأقِمْهم عنك "،أي: اطْرُدْهم عن مَجلِسِك وأبعِدْهم عنه، " فإذا نحن فرَغْنا فاقْعُدْ معهم إنْ شِئْتَ "، أي: جالِسْهم بعدَأنْ نَنْتِهيَ معك ونقومَ عنك، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "نعمْ"، أي: أجابَهم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ما طَلَبوا؛ رجاءَ إيمانِ قَومِهم بإسلامِهم؛ لأنَّهما كانا سيِّدَينِ مُطاعَينِ في قَومِهم، فنظَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى هذه المصلحةِ الدَّعويَّةِ. " قالوا: فاكْتُبْ لنا عليك كتابًا "، أي: عَقدًا ورسالةً توضِّحُ مثلَ تلك الشُّروطِ، قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: " فدعا "، أي: النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "بصَحيفةٍ"،أي: ليكتُبَ لهم فيها ما شَرَطوا، والصَّحيفةُ: الورقةُ المكتوبةُ أيَّا كان نوعُها؛ مِن جِلدٍ، أو جَريدٍ، أو ما شابَه، " ودعا عليًّا ليكتُبَ"؛ وذلك لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان لا يكتُبُ، قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: " ونحن قُعودٌ في ناحيةٍ "، أي: أنَّ الصَّحابةَ الفُقراءَ والمواليَ كانوا جالسينَ في ناحيةٍ من نواحي المكانِ الَّذي يُعْقَدُ فيه هذا العقدُ، " فنزَلَ جِبرائيلُ عليه السَّلامُ، فقال "، أي: بقولِه تعالى: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنعام: 52]، ثمَّ ذكَرَ الأقرعَ بنَ حابسٍ وعُيينةَ بنَ حِصْنٍ فقال: { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا } [الأنعام:53] "، أي: ابْتَلَيْنا هؤلاء، "{ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } [الأنعام:53]، ثمَّ قال: { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [الأنعام: 54]"، يُريد ضُعفاءَ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم ممَّن تكابَرَ عليهم الأقرعُ وعُيينةُ، قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: " فدَنَونا منه "، أي: اقْتَربوا من رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حُضورِ الأقرعِ وعُيينةَ، " حتَّى وضَعْنا رُكَبَنا على رُكبتِه "، وفي هذا إشارةٌ إلى شِدَّةِ اقترابِهم من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: "وكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يجلِسُ معنا، فإذا أراد أنْ يقومَ"، أي: يذهَبَ لبعضِ شَأنِه، "قام وترَكَنا"، أي: قد يتقدَّمُ عنَّا في القِيامِ، "فأنزَلَ اللهُ: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف: 28]، ولا تجالِسِ الأشرافَ"، أي: في قولِه تعالى: { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَاتُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا } [الكهف: 28]، يعني: عُيينةَ والأقرعَ، { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف: 28]، قال: هلاكًا، وهذا تفسيرُ منه لقولِه: {فُرُطًا}، وقيل معناها: ضَياعًا، أو نَدَمًا، أو سَرَفًا، أو خِلافًا للحقِّ. قال: أمْرُ عُيينةَ والأقرعِ؛ قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: "ثمَّ ضرَبَ لهم مثَلًا لرُجلينِ ومثل الحياةِ الدُّنيا"، أي: ضرَبَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بهم مثلًا في القُرآنِ، وهو الَّذي في قولِه تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَاجَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف: 32] الآياتِ. قال خَبَّابٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فكنَّا نقعُدُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإذا بلَغْنا السَّاعةَ الَّتي يقومُ فيها"، أي: فإذا وصَلْنا إلى الوقتِ المُعتادِ الَّذي يريدُ أنْ يذهَبَ فيه، "قُمْنا وتَرْكناه حتَّى يقومَ"، أي: فجعَلَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتأخَّرُ عنهم في القِيامِ؛ استجابةً لأمرِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وهو عند الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم مِن حُسنِ الأدَبِ وعدَمِ التَّعنُّتِ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفي الحديثِ: النَّهيُّ عن أنْ يُعَظَّمَ أحدٌ لجاهِه وغِناه ومكانتِه، وأنْ يُحْتَقَرَ أحدٌ لضَعفِه أو فَقرِه. وفيه: الحثُّ على مُجالسةِ الصَّالحينَ وتَقديمِهم على غيرِهم، حتى ولو كانوا أغنياءَ. هجرته: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ صُهَيْبًا حين أراد الهجرة إلىٰ المدينة، قالت لَهُ قُرَيْشٌ: « أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا، فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ، ثُمَّ تُرِيدُأَنْ تَنْطَلِقَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ، وَاللَّهِ لا يَكُونُ ذَلِكَ. قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ تَرَكْتُ مَالِي لَكُمْ أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَخَلَعَ لَهُمْ مَالَهُ» . [فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ.] وَنَزَلَتْ فِيهِ: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» الآيَةَ . عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ رضي اللهُ عنه مُهَاجِرًا نَحْوَ الْمَدِينَةِ [إلى مدينةِ رسولِ اللهِ ﷺ ] ، فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ. فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَنَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا أَرْبَعِينَ سَهْمًا ، ثُمَّ قَالَ: « يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَرْمَاكُمْ رَجُلا. وَاللَّهِ [وايمُ اللهِ] لا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّىٰ أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبُكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ. فَافْعَلُوا ما شئتم. وإن شِئْتُمْ، دَلَلْتُكُمْ عَلَىٰ مَالِي [ وَقَدْ خَلَّفْتُ بِمَكَّةَ قَيْنَتَيْنِ فَهُمَا لَكُمْ ] وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي؟» قَالُوا: نَعَمْ. فَفَعَلَ(!) فَلَمَّا قَدِمَ عَلَىٰ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَالمدينةَ ، قَالَ: [رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَىٰ، رَبِحَ الْبَيْعُ ]. قَالَ: وَنَزَلَتْ: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ } » . [ إتحاف الخيرة المهرة؛ الحديث : إسناد ضعيف، وله شاهد وخرّجه : الحارث في : "مسنده"؛ (679) واللفظ له، وأبو نعيم في :"حلية الأولياء" (1 /151)] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : "أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ سَبِخَةً بَيْنَ ظَهْرَانَيْ حَرَّةٍ ، فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ هَجَرًا أَوْ تَكُونَ يَثْرِبَ" قَالَ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكُنْتُ قَدْ هَمَمْتُ بِالْخُرُوجِ مَعَهُ فَصَدَّنِي فِتْيَانُ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَعَلْتُ لَيْلَتِي تِلْكَ أَقُومُ وَلَا أَقْعُدُ ، فَقَالُوا : قَدْ شَغَلَهُ اللَّهُ عَنْكُمْ بِبَطْنِهِ وَلَمْ أَكُنْ شَاكِيًا ، فَقَامُوا فَلَحِقَنِي مِنْهُمْ نَاسٌ بَعْدَمَا سِرْتُ بَرِيدًا لِيَرُدُّونِي ، فَقُلْتُ لَهُمْ : هَلْلَكُمْ أَنْ أُعْطِيَكُمْ أَوَاقِيَ مِنْ ذَهَبٍ وَتُخَلُّونَ سَبِيلِي ، وَتَفُونَ لِي فَتَبِعْتُهُمْ إِلَى مَكَّةَ؟ فَقُلْتُ لَهُمُ : احْفِرُوا تَحْتَ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ فَإِنَّ تَحْتَهَا الْأَوَاقِيَ ، وَاذْهَبُوا إِلَى فُلَانَةَ فَخُذُوا الْحُلَّتَيْنِ، وَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ مِنْهَا -يَعْنِي قُبَاءَ- ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : " يَا أَبَا يَحْيَى ، رَبِحَ الْبَيْعُ " ثَلَاثًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا سَبَقَنِي إِلَيْكَ أَحَدٌ ، وَمَا أَخْبَرَكَ إِلَّا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ" قَالَ ابْنُ عُمَرَ: قدم صهيب آخر الناس مع علي بن أبي طالب عليه السلام. وذلك للنصف من شهر ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء. ولم يرم بعد. فوافى رَسُول اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَبَابكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وبين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم: أمهات جراذين . وكان صهيب رمد العين، قد رمد في الطريق، وأصابته مجاعة شديدة. فجعل يأكل الرطب أكل جائع. فقال عمر: يا رسول الله، ألا ترىٰ إلىٰ صهيب يأكل الرطب وهو رمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا صهيب، أتأكل الرطب وأنت رمد؟ فقال صهيب: إنما آكله بعيني الصحيحة. فتبسم رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قال صهيب: إن قريشا أخذتني وحبستني، فاشتريت نفسي وأهلي بمالي، وبادرت للهجرة. [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع] . وأنزل الله عز وجل: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ» الآية. - وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ . قالَ ابنُ عبَّاسٍ ، وأنسٌ : نزلت في صُهَيْبِ بنِ سنانٍ الرُّوميِّ وذلِكَ أنَّهُ لمَّا أسلَمَ بمَكَّةَ وأرادَ الهِجرةَ ، منعَهُ النَّاسُ أن يُهاجرَ بمالِهِ ، وإن أحبَّ أن يتجرَّدَ منهُ ويُهاجرَ ففَعلَ، فتخلَّصَ منهم وأعطاهم مالَهُ ، فأنزلَ اللَّهُ فيهِ هذِهِ الآيةَ ، فتلقَّاهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ وجماعةٌ إلى طَرفِ الحرَّةِ فقالوا له : ربِحَ البيعُ فقالَ : وأنتُمْ فلا أخسَرَ اللَّهُ تجارَتَكُم وما ذاكَ ؟ فأخبَروهُ أنَّ اللَّهَ أنزلَ فيهِ هذِهِ الآيةَ ، ويُروَى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال له: ربحَ البيعُ صُهَيْبُ ربحَ البيعُ صُهَيْبُ [عمدة التفسير الحديث أشار في المقدمة إلى صحته] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ: أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُكَنَّى (أَبَا) يَحْيَىٰ. فَيَقُولُ إِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ « يَا صُهَيْبُ، مَا بَالُكَ تَتَكَنَّىٰ، وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ؟ ». وَ « تَقُولُ إِنَّكَ مِنَ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تُعْرَفُ بِالرُّومِيِّ ». وَ « تُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ » . فَقَالَ صُهَيْبٌ: « أَمَّا الْكُنْيَةُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَىٰ ». وَأَمَّا «النَّسَبُ فَإِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ. وَلَكِنَّ الرُّومَ سَبَوْنِي صَغِيرًا بَعْدَ أَنْ عَقِلْتُ أَهْلِي وَقَوْمِي وَعَلِمْتُ نَسَبِي ». وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي الطَّعَامِ، [فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: « خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ النَّاسَ، وَأَفْشَى السَّلامَ ».] فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَىٰ إِطْعَامِهِ» . [جامع المسانيد والسنن؛ الحديث : إسناده حسن. وانظر: فتح الباري لابن حجر؛ الحديث: جاء من طرق يقوي بعضها بعضاً] . وَأَمَّا الْقَوْلُ : إِنِّي لَا أُمْسِكُ شَيْئًا إِلَّا أَنْفَقْتُهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } ، عَنِ الْحَسَنِ،قَالَ: [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صُهَيْبٌ سَابِقٌ الرُّومَ] . « صُهيبٌ سابقُ الروم ِ» [تاريخ الإسلام ؛ الحديث : مرسل صحيح؛ وتجد راوية عند: سير أعلام النبلاء؛ الحديث : إسناده جيد ". وجاء برواية « السُّبَّاقُ أربعةٌ: أنا سابقُ العربِ، وسلمانُ سابقُ فارسَ، وبلالٌ سابقُ الحبَشِ، وصُهيبٌ سابقُ الرُّومِ» . [البحر الزخار المعروف بمسند البزار؛ الحديث : لا نعلم راوه عن ثابت، عن أنس إلا عمارة بن زاذان". عَنْ عَامِرِ بن عبدالله ابن الزُّبَيْرِ،عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- لأَهْلِ الشُّورَى فِيمَا أَوْصَاهُمْ بِهِ: « وَلْيُصَلِّ بِكُمْ صُهَيْبٌ » . عَنْ سَعِيدٍبْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لما تُوُفِّيَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ-، نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فَإِذَا صُهَيْبٌ يُصَلِّي بِهِمُ الْمَكْتُوبَاتِ بِأَمْرِ عمر. فقدّموه. فصلىٰ علىٰ عمر. قالوا: وشهد صهيب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ : "مَا جَعَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَدُوِّ ، وَمَا كُنْتُ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ أَمَامَهُ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ" . عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِاللَّهِ قَالَ: كَانَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: هَلُمُّوا: أُحَدِّثْكُمْ عَنْ مَغَازِينَا، فَأَمَّا أَنْ أَقُولَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَلا. فضائل لم تثبت بدليل " أن الصَّحابةَ تذاكروا فضلَ ما في القرآنِ فقالَ لَهم عليٌّ :" أين أنتُم من آية الكرسيِّ ؛ قالَ لي رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ « يا عليُّ سيِّدُ البشَرِ آدَمُ، وسيِّدُ العرَبِ مُحمَّدٌ؛ ولا فخرَ ، وسيِّدُ الفُرسِ سلمانُ، وسيِّدُ الرُّومِ صُهيبٌ، وسيِّدُ الحبشَةِ بلالٌ؛ وسيِّدُ الجبالِ الطُّورُ، وسيِّدُ الأيَّامِ يومُ الجمعةِ، وسيِّدُ الْكلامِ القرآنُ؛ وسيِّدُ القرآنِ البقرةُ؛ وسيِّدُ البقرةِآيةُ الْكرسيِّ » . نسبت روايته إلى: علي بن أبي طالب؛ انظر: قال ابن حجر العسقلاني؛ في : الكافي الشاف (41 ):" الحديث لم أجده". « ألَا إنَّ الجنَّةَ اشتاقَتْ إلى أربعةٍ مِن أصحابي فأمَرني ربِّي أنْ أُحِبَّهم فانتَدَب صُهَيبٌ الرُّوميُّ وبِلالُ بنُ رَباحٍ وطَلْحةُ والزُّبَيرُ وسَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ وحُذَيْفةُ بنُ اليَمَانِ وعمَّارُ بنُ ياسرٍ فقالوا يا رسولَ اللهِ مَن هؤلاءِ الأربعةُ حتَّى نُحِبَّهم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا عمَّارُ أنتَ عرَّفكَ اللهُ المُنافِقينَ وأمَّا هؤلاءِ الأربعةُ فأحَدُهم علِيُّ بنُ أبي طالبٍ والثَّاني المِقدادُ بنُ الأسودِ الكِنديُّ والثَّالثُ سَلْمانُ الفارسيُّ والرَّابعُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ» [نسبت روايته إلى : علي بن أبي طالب؛ انظر: الطبراني؛ في : المعجم الأوسط ( 7 /305)؛ الحديث : لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الضحاك ولا يروى عن قنبر إلا بهذا الإسناد تفرد به عامر] "نعمَ العبدُ صهيبٌ؛ لو لم يخفِ اللَّهَ لم يعصِهِ" تجده عند : السمهودي؛ في: الغماز على اللماز (327 )؛ الحديث : إنما هو من كلام عمر بن الخطاب في حق سالم ؛وتجده عند ملا علي قاري ؛ في : الأسرار المرفوعة (356 )؛ الحديث : قيل لا أصل له أو بأصله موضوع . وتجده عند مرعي الكرمي في : الفوائد الموضوعة ( 112 ) ؛ الحديث : لا أصل له . ونسبت روايته إلى عمر بن الخطاب؛ انظر : الزرقاني في: مختصر المقاصد (1153 )؛ الحديث : قول عمر . ذكره ابن قتيبة بلا إسناد . وابن العربي في : شرح الترمذي . وتجده عند : القاوقجي؛ في اللؤلؤ المرصوع ( 210 )؛ الحديث : لا أصل له في كتب الحديث. إنَّ اللهَ اختارَ مِنَ الملائِكةِ أربعةً: جِبريلُ ومِيكائيلُ وإسرافيلُ وعِزْرائيلُ، واختارَ مِنَ النَّبيِّينَ أربعةً: إبراهيمُ وموسى وعيسى ومحمَّدٌ صلواتُ اللهِ عليهم، واختارَ مِنَ المُهاجِرينَ أربعةً: أبو بَكرٍ وعُمَرُ وعُثمانُ وعليٌّ، واختارَ مِنَ المَوالي أربعةً: سَلْمانُ الفارِسيُّ وبِلالٌ الأسودُ وصُهَيْبٌ الرُّوميُّ وزيدُ بنُ حارِثةَ، واختارَ مِنَ النِّساءِ أربعةً: خَديجةُ ابنةُ خُوَيْلِدٍ ومريمُ ابنةُ عِمْرانَ وفاطِمةُ بنتُ محمَّدٍ وآسِيةُ ابنةُ مُزاحِمٍ، واختارَ مِنَ الأَهِلَّةِ أربعةً: ذو القَعدةِ وذو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ ورَجَبٌ، واختارَ مِنَ الأيَّامِ أربعةً: يومُ الجُمُعةِ ويومُ الفِطْرِ ويومُ النَّحْرِ ويومُ عاشُوراءَ، واختارَ مِنَ اللَّيالِي أربعةً: ليلةُ القَدْرِ وليلةُ النَّحْرِ وليلةُ الجُمُعةِ وليلةُ نِصْفِ شعبانَ، واختارَ مِنَ الشَّجَرِ أربعةً: السِّدْرةُ والنَّخْلةُ والتِّينةُ والزَّيْتونةُ، واختار مِنَ المَدائِنِ أربعةً: مكَّةُ -وهي البَلْدةُ- والمدينةُ وهي -النَّخلةُ- وبيتُ المَقدِسِ -وهي الزَّيْتونةُ- ودِمِشْقُ -وهي التِّينةُ-، واختارَ مِنَ الثُّغورِ أربعةً: إسكَنْدريَّةُ مِصرَ وقَزْوينُ خُراسانَ وعَبَّادانِ العِراقَ وعَسْقلانِ الشَّامَ، واختارَ مِنَ العُيونِ أربعةً: يقولُ في مُحكَمِ كتابِه: { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } [الرحمن: 50]، وقال: { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } [الرحمن: 66]؛ فأمَّا الَّتي { تَجْريانِ} فعَينُ بِيسانَ وعَينُ سلوان، وأمَّا {النَّضَّاخَتانِ } فعَينُ زَمْزَمٍ وعَينُ عَكَّا، واختارَ مِنَ الأنهارِ أربعةً: سيحان وجيحان والنِّيلُ والفُراتُ، واختارَ مِنَ الكلامِ أربعةً: سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ، ولا إلَه إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ. [نسبت راويته إلى: أبي هريرة؛ انظر: ابن عساكر؛ في : تاريخ دمشق (1 /221 )؛ الحديث : منكر بمرة. "خلَوتُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقلتُ: أيُّ أصحابِك أحَبُّ إليك قال : اكتَمْ عليَّ حياتي ؟ قلتُ : نعم . قال : أبو بكرٍ ثم عمرُ ، ثم عليٌّ . ثم سكت . فقلتُ : ثم من ؟ قال : مَن عسى أن يكون بعدَ هؤلاءِ إلا الزُّبيرُ، وطلحةُ وسعدٌ ، وأبو عُبَيدةُ ، ومعاذٌ ، وأبو طلحةَ ، وأبو أيوبٍ ، وأنتَ ، وأُبيُّ بنُ كعبٍ ، وأبو الدَّرداءِ ، وابنُ مسعودٍ ، وابنُ عفَّانٍ ، وابنُ عَوفٍ ، ثم هؤلاءِ الرهطُ من الموالي : سلمانُ، وصهيبُ ، وبلالُ ، وسالمٌ مَولى أبي حُذيفةَ ، هؤلاءِ خاصَّتي . نسبت روايته إلى : عبادة بن الصامت ؛ انظر: الذهبي؛ في: سير أعلام النبلاء ( 2/407 )؛ الحديث : منكر، وأخرجه الشاشي في مسنده (1215)، والطبراني كما في مجمع الزوائد للهيثمي (9/160)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين (236) باختلاف يسير. خلوتُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقلتُ: أيُّ أصحابِك أحبُّ إليك؟حتى أحبَّ من تحبُّ، قال: اكتمْه عليَّ ياعبادةُ حياتي؟ [قلتُ: نعم] ، قال: أبوبكرٍ، ثمَّ عمرُ، ثم عليٌّ. ثم سكتَ، فقلتُ: ثم من؟ قال: مَن عسى أن يكونَ بعد هؤلاءِ إلَّا الزُّبيرُ، وطلحةُ، وسعدٌ، وأبو عبيدةَ، ومعاذٌ، وأبو طلحةَ، وأبو أيوبَ، وأنت يا عبادةُ، وأبيُّ بنُ كعبٍ، وأبو الدرداءِ، وابنُ مسعودٍ، وابنُ عوفٍ ، وابنُ عفانَ، ثم هَؤُلاء الرهطُ من الموالي: سلمانُ، وبِلالٌ، وصهيبٌ، وسالمٌ: مولى أبي حذيفةَ. هؤلاء خاصتي، وكلُّ أصحابي عليَّ كريمٌ، إليَّ حبيبٌ، وإنْ كان عبدًا حبشيًّا [قال: قلتُ:] ولم نذكرْ حمزةَ ولا جعفرًا؟ فقال عبادةُ: إنهما كانا احتُسِبا يومَ سألتُ عن هذا، إنما كان هذا بأخَرةٍ، أو كما قال. رواه: عبادة بن الصامت؛ انظر : ابن كثير في : جامع المسانيد والسنن ( 5769 )؛ الحديث : غريب جدا . وأخرجه الشاشي في مسنده (1215)، والطبراني كما في مجمع الزوائد للهيثمي (9/160)، وأبو نعيم في فضائل الخلفاء الراشدين (236) باختلاف يسير. وفاته : قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حُذَيْفَةَ- رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ- ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : " توفي صهيبٌ بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين. وكان وجلا أحمر شديد الحمرة، ليس بالقصير ولا الطويل، وهو إلىٰ القصر أقرب. وتوفي ابن سبعين سنة. وكان يخضب بالحناء. وكان كثير شعر الرأس. ودفن بالبقيع. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) بحوث:﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل مِن السماء ﴾ سلسلة : السيرة النبوية العطرة -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ- [ ٥ ] المجلد الخامس: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين باب : ذكر المستضعفين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم- نال شرف قراءة الأصول؛ وبحث المراجع و المصادر وتكحلت عيناه بكتابة هذا البحث: د. مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ 15 شعبان 1442 هـ ~ 28 مارس 2021م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ الأحد، 15 شعبان، 1442 هــ (1) . (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 04 / 2021, 27 : 02 PM | المشاركة رقم: 364 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
24 / 05 / 2021, 42 : 12 PM | المشاركة رقم: 365 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ - وَيُكَنَّى أَبَاعَمْرٍو- وَسَأَلَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ عَنْهُ فَقَالَ : « كَانَ مَنْ أَفْضَلِنَا؛ وَمِنْ أَوَّلِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- » . ... من المفاهيم الخاطئة والتي شاعت بين العامة؛ وراجت وتقبلتها ؛ والتي يتشدق بها بعض الجهلة مفهوم : « أَوْلِيَاءُ اللَّهِ »... ويستدلون خطأً بالآية الكريمة والتي نطق بها القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين في قوله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون } [يونس:62] ... والخطأ يعود أنهم يحصرونهم [ أي : أَوْلِيَاء اللّهِ ] في فئة الدراويش أو بعض اقطاب أو مَن يتبع الطرق الصوفية؛ بيد أن الذكر الحكيم يوضح هذه القضية بقوله -تعالىٰ- : { إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُون } [الأنفال:34]... وهذا وصف قرآني دقيق : « أولياء الله » : هم " المتقون "... ثم يزيد القرآن الكريم المسألة وضوحاً فيقول: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } [الأنفال:72] ... وتكتمل الصورة البلاغية بقوله -تعالىٰ- : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم } [الأنفال:74] فجاء وصف قرآني بأنهم : - « المتقون » و زاد الوصف بياناً بأنهم: - « المؤمنون حقاً »... وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وانفسهم في سبيل الله، ويأتي التعبير القرآني قاطعاً وموضحاً بقوله -تعالىٰ- : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم } [التوبة:71] ... .. ثم يلتقط خيط التأويل ابن تيمية في فتاويه فيبين لنا هذا المفهوم الإسلامي قراءةً تفسيرية لآية التوبة هذه فيقول: " ... فَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ هُمْ الْمُقْتَدُونَ بِمُحَمَّدِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَــ 1. ] يَفْعَلُونَ مَا أَمَرَ بِهِ وَ 2.] يَنْتَهُونَ عَمَّا عَنْهُ زَجَرَ ؛ وَ 3.] يَقْتَدُونَ بِهِ فِيمَا بَيَّنَ لَهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوهُ فِيهِ فَيُؤَيِّدُهُمْ بِمَلَائِكَتِهِ وَرُوحٍ مِنْهُ وَيَقْذِفُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ أَنْوَارِهِ وَلَهُمْ الْكَرَامَاتُ الَّتِي يُكْرِمُ اللَّهُ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ الْمُتَّقِينَ . وَخِيَارُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ كَرَامَاتُهُمْ لِحُجَّةِ فِي الدِّينِ أَوْ لِحَاجَةِ بِالْمُسْلِمِينَ كَمَا كَانَتْ مُعْجِزَاتُ نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَذَلِكَ. وَكَرَامَاتُ أَوْلِيَاءِ اللَّهُ إنَّمَا حَصَلَتْ بِبَرَكَةِ اتِّبَاعِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ(!) تَدْخُلُ فِي مُعْجِزَاتِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِثْلُ : 1.] انْشِقَاقُ الْقَمَرِ وَ 2.] تَسْبِيحِ الْحَصَا فِي كَفِّهِ وَ 3.] إِتْيَانِ الشَّجَرِ إلَيْهِ وَ 4.] حَنِينِ الْجِذْعِ إلَيْهِ وَ 5.] إِخْبَارِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ بِصِفَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ 6.] إِخْبَارِهِ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ وَ 7.] إِتْيَانِهِ بِالْكِتَابِ الْعَزِيزِ وَ 8.] تَكْثِيرِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً كَمَا أَشْبَعَ فِي الْخَنْدَقِ الْعَسْكَرَ مِنْ قِدْرِ طَعَامٍ وَهُوَ لَمْ يَنْقُصْ فِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ الْمَشْهُورِ ... وَأَرْوَى الْعَسْكَرَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مِنْ مَزَادَةِ مَاءٍ وَلَمْ تَنْقُصْ ... وَمَلَأ أَوْعِيَةَ الْعَسْكَرِ عَامَ تَبُوكَ مِنْ طَعَامٍ قَلِيلٍ وَلَمْ يَنْقُصْ وَهُمْ نَحْوُ ثَلَاثِينَ أَلْفًا ... وَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنَ أَصَابِعِهِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً حَتَّى كَفَى النَّاسَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ كَمَا كَانُوا فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةَ نَحْوُ أَلْفٍ وَأَرْبَعُمِائَةٍ أَوْ خَمْسُمِائَةٍ وَ 9.] رَدِّهِ لِعَيْنِ أَبِي قتادة حِينَ سَالَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَجَعَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ. *** .. ولعل لضيفنا في هذا الفصل الخامس -من بحثي؛ والحمد لله رب العالمين وأشكره على تفضله وكرمه - نصيب من تلك الكرامات؛ فهو من خيار أولياء الله -تعالىٰ- الذي ساروا علىٰ خطىٰ الحـــبـــيــب؛ وقاموا بدور رائع في هجرته الشريفة ... إذ لا يصح حصر مفهوم :« أَوْلِيَاءُ اللَّهِ » في فئة دون سواها أو افراد لا يتعدون غيرهم. ** عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مُوَلَّدٌ مِنْ مُوَلَّدِي الأزد، مملوكاً -أولاً- للطفيل بن عبدالله بن الحارث ابن سخبرة بن جرثومة، من ولد نصر بن زهران. وكان الطفيل أخا عائشة ابنة أبي بكر لأمها أم رومان... أَسْوَدُ اللَّوْنِ... اشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مِنْهُمْ؛ فكان مَوْلَىٰ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- . فــ كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ أَزْدِيًّا صَرِيحًا؛ فَلَحِقَهُ الرِّقُّ؛ لِأَنَّ أَبَاهُ تَزَوَّجَ فُهَيْرَةَ أَمَةَ أَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ لِلطُّفَيْلِ أَخِي لأُمِّي. فَأَسْلَمَ، فَاشْتَرَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ يَرْعَى عَلَيْهِ مَنِيحَةَ غَنَمٍ لَهُ. ** إسْلَامُ عَامِرِ بْنِ فَهَيْرَةَ كان عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ قديم الإسلام قبل دخول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دار الأرقم بْن أبي الأرقم - الَّتِي [كاتت] عِنْدَ الصَّفَا - مُسْتَخْفِيًا. وقالوا: وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ بمكة ، فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ حتىٰ اشتراه أبو بكر (!). ثُمَّ أَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ بِلَالٍ عَلَىٰ الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ إلَىٰ الْمَدِينَةِ سِتَّ رِقَابٍ ، بِلَالٌ سَابِعُهُمْ؛ منهم: مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ. * دوره في حادثة الهجرة النبوية: وَأَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مَوْلَاهُ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ أَنْ يَرْعَىٰ غَنَمَهُ نَهَارَهُ ، ثُمَّ يُرِيحَهَا عَلَيْهِمَا لَيْلًا مَنْحَةً مِنْ غَنَمٍ ، فيَأْتِيهِمَا إذَا أَمْسَىٰ فِي الْغَارِ ؛ فَيَأْخُذُ مِنْهَا حَاجَتَهُمَا . حَتَّىٰ تَذْهَبَ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ ، وَهُوَ لَبَنُ مَنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا حَتَّىٰ يَنْعَقَ بِهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغِلْسٍ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ ؛ فيسقيهما مِن لبنها. ...وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ تَأْتِيهِمَا بِالطَّعَامِ ... وَيَأْتِيهِمَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِالْأَخْبَارِ ... ثُمَّ يَتْلُوهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِالْغَنَمِ فَيُعَفِّي آثَارَهُمَا . وهذا دورٌ آخر لسيدنا عامر! رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ : اسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا [ الْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ ] وَهُوَ عَلَىٰ دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ فَارْتَحَلَا وَارْتَحَلَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ [وكان معهما حين هاجر إلىٰ المدينة يخدمهما.] وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ فَأَخَذَ بِهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ طَرِيقَ السَّاحِلِ . وهذه خصوصية له -رضي الله تعالىٰ- عنه . كِتَابُ أَمْنٍ؛ كتبه عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فِي رُقْعَةٍ لــ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ : ونزل بالمدينة علىٰ سعد بن خيثمة. وآخا رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين الحارث بن أوس بن معاذ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ ، دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، حَتَّىٰ قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَــ قَالَ يَا سُرَاقَةُ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ، أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ "، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ: " إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا "، ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ ... فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي، وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ، فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الْأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ، حَتَّىٰ أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّىٰ دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَىٰ كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا: أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، تُقَرِّبُ بِي حَتَّىٰ إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ، حَتَّىٰ بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً، إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّىٰ جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ، أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقُلْتُ لَهُ: " إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيك َالدِّيَةَ "، وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي وَلَمْ يَسْأَلَانِي، إِلَّا أَنْ قَالَ: « أَخْفِ عَنَّا...« ... فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وهذه خصوصية آخرىٰ له -رضي الله تعالى- عنه . قال صاحب البداية والنهاية في تاريخه: " وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ هُوَ الَّذِي كَتَبَ لِسُرَاقَةَ هَذَا الْكِتَابَ .فَاللَّهُ أَعْلَمُ. خصوصية الشهادة في سبيل الله .... وما فعلته الملآئكة معه: عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا ، وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا... إذَنْ استشهد عامر بن فهيرة يوم بئر معونة في صفر سنة أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربعين سنة. وكان يكنىٰ أبا حمد. قلت (الرمادي) : "ولعلها آخرىٰ غير الأولىٰ". وروىٰ أن جبار بن سلمىٰ الكلابي طعن عامراً يومئذ. وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً. وَلَمَّا طُعِنَ قَالَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ:: « فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ»... ! أي بالجنة!!؛ ورفع مِن رمحه، وَلَمْ تُوجَدْ جُثَّتُهُ لِتُدْفَنَ مَعَ الْقَتْلَىٰ ، فَقِيلَ : « إِنَّ الْمَلَائِكَةَ دَفَنَتْهُ «(!!!).. [فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة أخذته فوارت جثته". .. قلت(الرمادي):"لم أجده"] فأسلم جبار لما رأىٰ، وحسن إسلامه. عن ابن شهاب قال: أخبرني رجال من أهل العلم أن عامر بن فهيرة قتل يوم بئر معونة، فلم يوجد جسده... حين دفنوا القتلىٰ. قال عروة: « فكانوا يرون أن الملائكة دفنته ». ويقول ابن تيمية : وَ "عَامِرُ بْنُ فهيرة: قُتِلَ شَهِيدًا فَالْتَمَسُوا جَسَدَهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ... وَكَانَ لَمَّا قُتِلَ رُفِعَ فَرَآهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَقَدْ رُفِعَ ... وَقَالَ: عُرْوَةُ: فَيَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ رَفَعَتْهُ .". ثم تتبعتُ الرواية هذه فوجدتها عند : - ابن الأثير في الكامل في التاريخ ؛ كما ذكرها: -البخاري مرسلة و -ذكرها ابن حجر العسقلاني في شرحه لــ (فتح الباري) على الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري. ثم راجعتُ فتح الباري فوجدتُ :" رِوَايَةَ عُرْوَةَ" وَكَانَ الَّذِي قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ جَبَّارُ بْنُ سَلْمَىٰ، ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا طَعَنَهُ قَالَ : «فُزْتُ وَاللَّهِ» قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : "مَا قَوْلُهُ فُزْتُ؟"، فَأَتَيْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ :" بِالْجَنَّةِ " . قَالَ : " فَأَسْلَمْتُ ، وَدَعَانِي إِلَىٰ ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ مِنْ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ ". ولعلها كرامة -اسألُ الله تعالىٰ أن يكرمنا بها- ثم .. لا أقول فيها غير :"والله اعلم ! ". (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ ٥ ] الفصل الخامس من بحث أذىٰ المشركين الذي لحق بخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -صلى الله عليه وآله وسلم-. ومن تبعه بإحسان مِن المسلمين الأوائل المكرمين. نال شرف قراءة المراجع ومتابعة المصادر؛ وتكحلت عيناه بكتابة هذا البحث: (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) الإثنين، 12 شوال، من العام الهجري 1442 هــ الموافق: 24 مايو، 2021 من الميلاد العجيب لعيسىٰ ابن مريم العذراء البتول -عليهما السلام-* | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 06 / 2021, 39 : 01 PM | المشاركة رقم: 366 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 06 / 2021, 45 : 08 PM | المشاركة رقم: 367 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه : [86 أَبُو فُكَيْهَةَ ] . ( ﴿« „٨٦‟» ﴾:" [٥]) : أَبُو فُكَيْهَةَ رجالٌ -مِن المستضعين- نزل فيهم الذكر الحكيم وذكرهم القرآن الكريم! *.] لم استطع ضبط اسمه -رضي الله تعالىٰ عنه- فقد ورد في آحدىٰ المصادر[ (1) ] : " أَبُوفَكِيهَةَ". *.] وَاسْمُهُ أَفْلَحُ ، وَ *.] قِيلَ يَسَارٌ ، وَ *.] كَانَ عَبْدًا لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ ، *.] أَسْلَمَ مَعَ بِلَالٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُما- ، فَأَخَذَهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَرَبَطَ فِي رِجْلِهِ حَبْلًا ، وَأَمَرَ بِهِ فَجُرَّ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي الرَّمْضَاءِ ، وَ مَرَّ بِهِ جُعَلٌ[ (2) ]. فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ: "أَلَيْسَ هَذَا -جُعل- رَبَّكَ ؟". فَقَالَ :« اللَّهُ رَبِّي... وَرَبُّكَ... وَرَبُّ هَذَا »، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا ، وَمَعَهُ أَخُوهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَقُولُ : زِدْهُ عَذَابًا حَتَّى يَأْتِيَ مُحَمَّدٌ فَيُخَلِّصَهُ بِسِحْرِهِ ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَىٰ تِلْكَ الْحَالِ حَتَّىٰ ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ، ثُمَّ أَفَاقَ ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُ- فَاشْتَرَاهُ وَأَعْتَقَهُ. وَ *.] قِيلَ[ (3) ] : إِنَّ بَنِي عَبْدِالدَّارِ كَانُوا يُعَذِّبُونَهُ ، وَإِنَّمَا كَانَ مَوْلًى لَهُمْ ، وَكَانُوا يَضَعُونَ الصَّخْرَةَ عَلَىٰ صَدْرِهِ حَتَّىٰ دُلِعَ لِسَانُهُ فَلَمْ يَرْجِعْ عَنْدِينِهِ ، وَهَاجَرَ وَمَاتَ قَبْلَ بَدْرٍ . [ (4) ] . *.] وإذا عدنا إلىٰ ما قيل بأن اسمه - رضي الله تعالىٰ عنه - يسارا فنقرأ : "يسار أبو فكيهة" وَذَكَرَ يسارا أبا فكيهة مولىٰ صفوان بن أمية فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَقَدْ قَالَهُ مصدر[ (5 ) ]. فَــــ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ جَلَسَ إِلَيْهِ الْمُسْتَضْعَفُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ : خباب ...وعمار ... وأبو فكيهة يسار مولىٰ صفوان بن أمية ... وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ ...وَأَشْبَاهُهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهَزَأَتْ بِهِمْ قُرَيْشٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ كَمَا تَرَوْنَ ، هَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا بِالْهُدَى وَالْحَقِّ ، لَوْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ خَيْرًا مَا سَبَقَنَا هَؤُلَاءِ بِهِ وَلَا خَصَّهُمُ اللَّهُ دُونَنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ :{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }[ (6) ]الْآيَاتِ . -*-*- ولعلي يجب عليَّ أن اثبت ما قاله صاحب حلية الأولياء؛ أبو نعيم:« قَالَ الشَّيْخُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- : قَدْ أَتَيْنَا عَلَىٰ مَنْ ذَكَرَهُمُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَنَسَبَهُمْ إِلَىٰ تَوْطِينِ الصُّفَّةِ وَنُزُولِهَا وَهُوَ أَحَدُ مَنْ لَقِينَاهُ وَمِمَّنْ لَهُ الْعِنَايَةُ التَّامَّةُ بِتَوْطِئَةِ مَذْهَبِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَتَهْذِيبِهِ عَلَىٰ مَا بَيَّنَهُ الْأَوَائِلُ مِنَ السَّلَفِ، مُقْتَدٍ بِسِيمَتِهِمْ . مُلَازِمٌ لِطَرِيقَتِهِمْ ، مُتَّبِعٌ لِآثَارِهِمْ ،مُفَارِقٌ لِمَا يُؤْثَرُ عَنِ الْمُتَخَرِّمِينَ الْمُتَهَوِّسِينَ مِنْ جُهَّالِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ ، مُنْكِرٌ عَلَيْهِمْ ، إِذْ حَقِيقَةُ هَذَا الْمَذْهَبِ عِنْدَهُ مُتَابَعَةُ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا بَلَّغَ وَشَرَعَ ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَصَدَعَ ، ثُمَّ الْقُدْوَةِ الْمُتَحَقِّقِينَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُتَصَوِّفَةِ وَرُوَاةِ الْآثَارِ ، وَحُكَّامِ الْفُقَهَاءِ . وَلِذَلِكَ ضَمَمْتُ إِلَيْهِمَا ذَكَرَهُ الأغر الأبلج أبو سعيد بن الأعرابي -رَحِمَهُ اللَّهُ- (!) وَكَانَ أَحَدَ أَعْلَامِ رُوَاةِ الْحَدِيثِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ ، وَلَهُ التَّصَانِيفُ الْمَشْهُورَةُ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ وَأَحْوَالِهِمْ وَالسِّيَاحَةِ وَالرِّيَاضَةِ وَاقْتِبَاسِ آثَارِهِمْ . وَأَقْتَفِي فِي بَاقِي الْكِتَابِ مِنْ ذِكْرِ التَّابِعِينَ حَذْوَهُ إِذْ هُوَ شَرَعَ فِي تَأْلِيفِ طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ ، وَأَقْتَصِرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَلَىٰ ذِكْرِ جَمَاعَةٍ مِنْ كُلِّ طَبَقَةٍ وَأَذْكُرُ لَهُمْ حَدِيثًا مُسْنَدًا إِنْ وُجِدَ ، وَحِكَايَةً وَحِكَايَتَيْنِ إِلَىٰ الثَّلَاثِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَىٰ مُسْتَعِينًا بِهِ وَمُعْتَمِدًا عَلَىٰ جَمِيلِ كِفَايَتِهِ إِذْ هُوَ الْوَلِيُّ وَالْمُعِينُ» . [ (7)] ثم كتب يقول: « ذِكْرُ جَمَاعَةٍ مِنْ سُكَّانِ الصُّفَّةِ؛ وَقُطَّانِ الْمَسْجِدِ تَرَكَ ذِكْرَهُمُ السلمي وابن الأعرابي »[ (8) ]. وهنا ؛ قلت (الرمادي): بعد النقل يتبين حال القوم وما هم عليه اليوم وما كانوا في سابق زمانهم؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم". *.] قَالَ[ (9) ] :" كَانَ أَبُو فُكَيْهَةَ يُعَذَّبُ حَتَّىٰ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ "[ (10)]. فَــ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ :{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا }.[ (11)] *.] وبخصوص ما نزل علىٰ قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين محمد بن عبدالله -ﷺ- قالت قُرَيْشٌ -وَذَلِكَ أَنْ بَعْضَهُمْ قَالُوا- : هَذَا كَذِبٌ افْتَرَاهُ مُحَمَّدٌ ، وَ *.] اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْمُعِينِينَ لِمُحَمَّدٍ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىٰ زَعْمِ قُرَيْشٍ -فَقَالَ مُجَاهِدٌ -رحمه الله تعالىٰ-: أَشَارُوا إِلَىٰ قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ[ (12) ] ، وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: أَشَارُوا إِلَىٰ عَبِيدٍ كَانُوا لِلْعَرَبِ مِنَ الْفَرَسِ[ (13) ] ، أَحَدُهُمْ : 1.]أَبُوفَكِيهَةٍ مَوْلَىٰ الْحَضْرَمِيِّينَ ، وَ 2.] جَبْرٌ ، وَ 3.] يَسَارٌ ، وَ 4.] عَدَّاسٌ ، وَغَيْرُهُمْ. ثُمْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَىٰ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ -من زَعْمِ قُرَيْشٍ -مَا جَاؤُوا إِلَّا إِثْمًا وَزُورًا، أَيْ: مَا قَالُوا إِلَّا بُهْتَانًا وَزُورًا[ (14) ]. وَ "الزُّورُ": تَحْسِينُ الْبَاطِلِ، هَذَا عُرْفُهُ، وَأَصْلُهُ التَّحْسِينُ مُطْلَقًا،"[ (15)]. إذاً: "اخْتُلِفَ[ (16) ] فِي اسْمِ مَنْ أَرَادَهُ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا ذَكَرُوهُ مِنْ تَعْلِيمِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىٰ أَرْبَعَةِ أَقَاوِيلَ[ (17)]: أذكر منهم : أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا أَعْجَمِيًّا لِامْرَأَةٍ بِمَكَّةَ، يُقَالُ لَهُ أَبُو فَكِيهَةَ، كَانَ يَغْشَىٰ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ، فَــ قَالُوا لِمَوْلَاتِهِ احْبِسِيهِ فَحَبَسَتْهُ، وَ قَالَتْ لَهُ: „ اكْنِسِ الْبَيْتَ‟ ... وَ „ كُلْ كِنَاسَتَهُ ‟ ، فَــ فَعَلَ وَقَالَ: « وَاللَّهِ مَا أَكَلْتُ أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَا أَحْلَىٰ »، وَ كَانَ يَسْأَلُ مَوْلَاتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ تَحْبِسَهُ فَلَا تَفْعَلُ. [ (18)]". وجاء في مصدر[ (19) ]." وَالرَّابِعُ :أَبُو فُكَيْهَةَ الرُّومِيُّ... [ (20)].. *.] لذا فقد قيل أنه : - رومي ... وأنه من - أهل فارس .. وأنه من - أهل الكتاب دون تحديد؛ ثم قيل أنه من - يهود... ولعلي أعود لمراجعة هذه الجزئية من البحث مع التدقيق والتحقيق إذا تيسر لي الحصول على مراجع تفيد(!!!؟). *.] ومما يتشرف به المرء أن ينزل مِن رافع السماء بغير عمد نراها بواسطة أمين السماء الملك جبريل علىٰ قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله -ﷺ- قرآنا يتلىٰ إلىٰ يوم القيامة؛ فقد ذكر رجال[ (21) ] التفسير وأهل التأويل أن فِي سَبَبِ نُزُولِ: قَوْله تَعَالَىٰ : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُأَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَاَلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَان بَعِيدٍ}: رُوِيَ أَنَّ قُرَيْشًا قَالُوا : إنَّ الَّذِي يُعَلِّمُ مُحَمَّدًا يَسَارُ أَبُو فَكِيهَةَ مَوْلًى مِنْ قُرَيْشٍ ، وَسَلْمَانُ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ [ (22)] . وَالتحقيق[ (23) ] : هَذَا يَصِحُّ فِي يَسَارٍ ، لِأَنَّهُ مَكِّيٌّ ، وَالْآيَةُ مَكِّيَّةٌ ؛ وَ أَمَّا سَلْمَانُ فَلَا يَصِحُّ ذَلِكَ فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا بِالْمَدِينَةِ ، وَقَدْ كَانَتْ الْآيَةُ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ بِإِجْمَاعٍ مِنْ النَّاسِ. [ (24)]. *.] { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِين } [ (25) ]... فقال[ (26)] : "اخْتُلِفَ فِي اسْمِ هَذَا الَّذِي قَالُوا إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ علىٰ ثمان أقوال ؛ منها : « يَسَارٌ أَبُوفَكِيهَةَ» مَوْلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ ". قَالَ[ (27) ]: الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تعالىٰ :{ قَوْمٌ آخَرُونَ } [ (28) ] أَبُو فَكِيهَةَ مَوْلَى بَنِي الْحَضْرَمِيِّ وَعَدَّاسٌ وَجَبْرٌ ، وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ[ (29)]. : {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ } [(30) ] أَيْ : عَلَىٰ الِاخْتِلَاقِ قَوْمٌ آخَرُونَ يَعْنُونَ : مِنَ الْيَهُودِ . قِيلَ وَهُمْ :أَبُو فُكَيْهَةَ يَسَارٌ مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّ، وَعَدَّاسٌ مَوْلَى حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى ، وَجَبْرٌ مَوْلَى ابْنِ عَامِرٍ وَكَانَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنَ الْيَهُودِ "[ (31)]. ثم أكمل[ (32) ] البحث فقال :" { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ } أَيْ عَلَىٰ مَا يَقُولُهُ مِنَ الْقُرْآنِ قَوْمٌ آخَرُونَ لَقَّنُوهُ بَعْضَ مَا يَقُولُهُ . وَأَرَادُوا بِالْقَوْمِ الْآخَرِينَ الْيَهُودَ[ (33) ] . رُوِيَ هَذَا التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَشَارُوا إِلَى عَبِيدٍ أَرْبَعَةٍ كَانُوا لِلْعَرَبِ مِنَ الْفُرْسِ وَهُمْ : عَدَّاسٌ مَوْلَى حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِالْعُزَّى ، وَيَسَارٌ أَبُو فَكِيهَةَ الرُّومِيُّ مَوْلَى الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ ، وَ فِي سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ مَوْلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثٍ ، ، وَجَبْرٌ مَوْلَى عَامِرٍ. وَ كَانَ هَؤُلَاءِ مِنْ مَوَالِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ مِمَّنْ دَانُوا بِالنَّصْرَانِيَّةِ ، وَكَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ، ثُمَّ أَسْلَمُوا ". "فَزَعَمَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ الرَّسُولَ -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَىٰ هَؤُلَاءِ سِرًّا وَيَسْتَمِدُّ مِنْهُمْ أَخْبَارَ مَا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ[ (34)]. -*- اضطربت الروايات في وصفه وترجمته فقد جاء[ (35) ] :" قِيلَ: أَبُو فَكِيهَةَ أَعْجَمِيٌّ : مَوْلَى لِامْرَأَةٍ بِمَكَّةَ. قِيلَ : وَاسْمُهُ يَسَارٌ وَكَانَ يَهُودِيًّا ؛ قَالَهُ : مُقَاتِلٌ ، وَابْنُ جُبَيْرٍ ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ كَانَ يَهُودِيًّا . وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: كَانَ رَجُلًا حَدَّادًا نَصْرَانِيًّا اسْمُهُ عَنَسٌ . وَقَالَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ: “ كَانَ لَنَا غُلَامَانِ نَصْرَانِيَّانِ مِنْ أَهْلِ عَيْنِ التَّمْرِ ، «يَسَارٌ» وَ «حَبْرٌ» ، كَانَا يَقْرَآنِ كُتُبًا لَهُمَا بِلِسَانِهِمْ ، وَكَانَ - صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمُرُّ بِهِمَا فَيَسْمَعُ قِرَاءَتَهُمَا ” [ (36)]. قِيلَ : “ وَكَانَا حَدَّادَيْنِ يَصْنَعَانِ السُّيُوفَ ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : يَتَعَلَّمُ مِنْهُمَا ، فَقِيلَ لِأَحَدِهِمَا ذَلِكَ فَقَالَ : بَلْ هُوَ يُعَلِّمُنِي[ (37)].”. قلت (الرمادي) : تعددت المصادر الأصلية في ترجمة ضيف هذه الفصل من بحث المستضعفين في عهد النبوة؛ الفترة المكية من مرحلة السيرة المحمدية؛ ولي عودة إذا شاء رب العالمين ويسر لي الحصول علىٰ مراجع أصلية تنهي مسائل الخلاف؛ فاستمد منه العون وأطلب منه التوفيق وارجوه الصواب؛ فهو-سبحانه وتعالى- علىٰ كل شئ قدير. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) بحوث: ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ السيرة النبوية العطرة صَلَّىٰ اللَّهُ - تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- عَلَىٰ صاحبها وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ، أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ؛ وعلىٰ من أتخذ منهاجه طريقه واستعمل سنته في حياته د. مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ الهوامش؛ تطلب من صاحب البحث ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [ 5 ] الفصل الخامس من بحث أذىٰ المشركين الذي لحق بخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين -صلى الله عليه وآله وسلم-. ومن تبعه بإحسان مِن المسلمين الأوائل المكرمين. نال شرف قراءة المراجع ومتابعة المصادر؛ وتكحلت عيناه بكتابة هذا البحث: د. محمدالرمادي". الأربعاء، 16 يونيو، 2021 م * ~ 07 ذو القعدة، 1442هــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 07 / 2021, 37 : 09 PM | المشاركة رقم: 368 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه * [ 87 جَارِيَةُ مِنْ بَنِي الْمُؤَمَّلِ ] . ( ﴿ « „ ٨٧ ‟» ﴾ :" [٦]) :" جَارِيَةُ مِنْ بَنِي الْمُؤَمَّلِ ما زال كاتب هذه الأبحاث -باحثاً- يتقدمه موقع ملتقى أهل العلم - متفضلا بالنشر - يبحث وينقب ويراجع ويحقق ويدقق في مسائل الفترة المكية الزاهرة من عهد النبوة الفاخر؛ خاصة ونحن مازلنا نبحث: « الأَحْدَاثُ مِنْ نُزُولِ الوَحْي إِلَىٰ قُبيل الهِجْرَةِ » والحديث ما زال عن الأوائل الذين تقدموا بخطوات ثابتة في طريق الإيمان ودرب العقيدة مع ما لاقوا مِن عنت ومطاردة وتعذيب بل تجويع وقتل؛ وايضاً مَن وقف بجوارهم لنقدم -الباحث والموقع- نموذجاً فريدا لمَن يريد أن يسير علىٰ نفس الدرب بوعي فكري صحيح واستنارة فهمية واضحة لأحداث الأمس لإنزالها علىٰ الواقع اليومي المعاش... ونبدءُ بالقول : في تاريخ الدعوة والإيمان والصبر علىٰ الأذىٰ نسجل فيه عمالقة وأبطال وأفذاذ، وأناس صدقوا ما عاهدوا الله -تعالىٰ- عليه ... فقدموا أروع الأمثلة في القناعة التامة لهذا الدين مع حبه والتضحية مِن أجله... وقد جمع هذا الطريق بين رجال ونساء أشهدوا الله -سبحانه وتعالى- علىٰ ما في قلوبهم مِن صدق الإيمان وقوة العقيدة، وأعلنوا لله -تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- ثم مِن بعد للناس الذين قاموا بتعذيبهم أعلنوها قوية صريحة بالوحدانية، وأقروا له -وحده- بحق الألوهية والعبودية؛ والربوبية.. فنالتهم أيدي المجرمين بالأذىٰ والتنكيل، وجرت عليهم آلة التعذيب ليردوهم عن دينهم ويصدوهم عن عقيدتهم -إن استطاعوا-، ولكنهم صبروا أمام صنوف العذاب، وشمخوا بالإيمان، وسموا بالعقيدة، وأثبتوا في كتاب التاريخ سطورا من نور أذهلت كل مَن اطلع عليها مِن موافق أو مخالف معارض.. لقد ضم درب الصبر والثبات وطريق التضحيات رجالا أفذاذا أبطالا، راسخة عقيدتهم رسوخ الجبال، شامخة قلوبهم ونفوسهم شموخ عقيدتهم التي بين جنوبهم.. وقد ضم هذا الطريق إلىٰ جانب الرجال نساء لم يكن حظهن من الإيمان والصبر والثبات والتضحية أقل من حظوظ الرجال، وحق لنا أن نفخر بهنَّ ونفتخر، وأن نظهر بطولاتهن وجهادهن؛ ليتعلم منها أبناؤنا وبناتنا وليكون للمرأة المسلمة مثلا تحتذيه وأنموذجا تقتديه.. فلقدكانت لقريش صولة وانبساط بالأذىٰ علىٰ مَن آمن مِن أولئك الضعفاء حتىٰ لقد تجاوزوا به حد التعذيب والإيلام، إلىٰ الافتنان في التمثيل، والتأنق في التنكيل[(1)]والتقتيل... ومِن أولئك اللواتي استعذبن العذاب[(2)] : „ جَارِيَةُمِنْ بَنِي الْمُؤَمَّلِ‟... جَارِيَةُ بَنِي مُؤَمَّلٍ -رضي الله عنها- أُثبتُ أولاً اسمها الأول : * . ] لُبَيّنَةُ جاريةُ بني المؤمل بن حبيب بن تَميم بْن عَبْدِاللَّهِ بْن قرط بْن رزاح [(3)] ابن عدي بن كعب. يقال لها[(4)] ، فيما ذكر أبو البختري، لبينة. وانها كما قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد[(5)]: « قال البلاذري: وكان يقال لها فيما ذكر أبو البختري: لَبِيبة ». [(6)] والذي في أنساب الأشراف[(7)]، ونسخة خطية من الإصابة- كما ذكر محققوه-: «لُبَيّنة»، تصغير لَبنة. [(8)] وكذا ضبطها الزرقاني في شرح المواهب؛ فقال: بــ "لام"موحدة، تصغير لبنة. نُقل عن ابن حجر أنه ذكرها في الإصابة كذلك. [(9)] في المحبر[(10)]: « أسماء من أعتقهم أبو بكر -رحمه الله- ممن كان يعذب في الله -تعالىٰ ذِكره-: - «بلال بن رباح»... - و « زنيرة » جارية بنى عمروبن مؤمل العدوى ». قلتُ[(11)]: وهو خطأ؛ فــ « زنيرة » غير « جارية » بني عمرو بن مؤمل العدوى، والظاهر أنه سقطت واو بين « زنيرة » و « جارية ». وصواب العبارة: « وزنيرة و جارية بنى عمرو بن مؤمل العدوى». [(12)] * . ] : اسم الشهرة[(13)] : جارية بني عمرو بن المؤمل. * . ]: فهي إذاً : " صحابية ". * . ] : إسلامها : أسلمت -رضي الله عنها- قبل إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه [(14)]:" فقد أسلمت بمكة قديما، في أول عهد الإسلام ". * . ] : فضائلها ومواقفها[(16)] : بسبب إسلامها -رضي الله عنها- بمكة قديما[(17)] كانت -رضي الله عنها- ممن عُذب في سبيل الله[(18)] . * . ] : قال حسان بن ثابت: " قدمتُ مكةَ معتمرا، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الناس، وأصحابه يُؤذون ويعذبون، فوقفتُ علىٰ عمر وهو مؤتزر يخنق جاريةَ بني عمر بن المؤمل حتىٰ تسترخي في يديه، فأقولُ: قد ماتت. ثم يخلي عنها، ثم يثب علىٰ زنيرة، فيفعل بها مثل ذلك".[(19)] * . ] تَعْذِيبُ جَارِيَةِ بني عمرو بَنِ المُؤَمَّلٍ: فــ مِنَ الذِينَ عُذِّبُوا جَارِيَةٌ لِبَنِي مُؤَمَّلٍ -وهُمْ حَيٌّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ- وَكَانَ الذِي يُعَذِّبُهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- [ قبل أن يسلم -وَكَانَ عَلَىٰ الشِّرْكِ ]، فَيُعَذِّبُهَا ... فلا يزال يضربها بالسياط، حتىٰ إذا مَلّ [حتَّىٰ يَمَلَّ] [(20)] فيَقُولُ لَهَا :« إنِّي اعْتَذِرُ إلَيْكِ،إنِّي لَمْ أتْرُكْكِ إِلَّا مَلَالَةً »؛ فتَقُولُ -رضي اللَّه عنها-:« كذَلِكَ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ».[(21)]. * . ]: مواقف مع الصحابة -رضي الله عنهم- : كانت -رضي الله عنها- ممن يعذب في الله -تعالىٰ-، فابتاعها أبوبكر الصديق -رضي الله عنه-. [(22)] فأعتقها. [(23)] ونستدل بما روي عن محمد بن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة بن الزبير،عن أبيه قال:... « ومر أبوبكر بجارية بني مؤمل، حي من بني عدي بن كعب، وكانت مسلمة، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك، وهو يضربها حتىٰ إذامل قال: إني أعتذر إليك أني لم أتركك إلا ملالة، فعل الله بك. فتقول: كذلك فعل الله بك. فابتاعها أبو بكر فأعتقها. [(24)] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ بحوث: السيرة النبوية العطرة صَلَّىٰ اللَّهُ - تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- عَلَىٰ صاحبها وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ ،أَزْكَى صَلَوَاتِهِ ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ؛ وعلىٰ من أتخذ منهاجه طريقه واستعمل سنته في حياته د. مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الثلاثاء، 06 يوليو،2021 م ~ 27 ذو القعدة، 1442هــ (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 07 / 2021, 02 : 11 PM | المشاركة رقم: 369 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه * [ 88 زِنِّيرَةُ] ﴿« „ ٨٨‟» ﴾:" [ ٧ ] :" صحابِيَّةٌ رُومِيَّةٌ ﴿ زِنِّيرَةُ[(1)] ﴾. مدخل للموضوع وتمهيد : ما زلتُ أبحث في العهد الأول؛ المرحلة الأولىٰ للبعثة المحمدية؛ وهي خاتمة الرسالات والتي نزلت علىٰ قلبِ خاتم الأنبياء؛ وآخر المرسلين؛ ومتمم المبتعثين، رسول رب العالمين للبشر أجمعين .. وهذا العهد يطلق عليها «الفترةالمكية»؛ بما استغرقت مِن وقت يتعدىٰ عشر[(2)] سنوات... وبما فيها مِن أفكار ومبادئ وقيم ومفاهيم وقناعات ومقاييس غريبة عن المجتمع المكي بل صادمة له؛ ومعارضة لما هو موجود في بقية أجزاء العالم وقتذاك بأسره.. قيم وقناعاتومفاهيم أُنْزِلَت بواسطة أمين السماء.. مَلٰك الوحي «جبريل» -عليه السلام- مِن مالك المُلك ومُصرف الكون ؛ والذي أمره بين الكاف والنون يقول للشئ :"كن" فيكون وفق تدبيره وهو خالق الكون الإنسان والحياة -سبحانه وتعالىٰ في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه- من العدم ترافقها أحداث وتلازمها مواقف مِن مَن أمن بالله رباً واحدا فردا صمدا؛ فلا يجوز أن يكون له صاحبةَ ولا يصح أن يكون له ولد.. إذ أن -العهد/الفترة المكية- هي الأساس المتين والركن الشديد والقاعدة الراسخة لما ستليها مِن مراحل؛ وستبنىٰ عليها، خاصةً والتي تليها مباشرة؛ أي «العهد المَدَنيّ» وإيجاد أول كيان إسلامي يطبق المنهاج المُحمدي تطبيقا عملياً؛ وينفذ الشريعة الإسلامية تنفيذاً بشرياً وفق اجتهاد أهل العلم ورجال الفقه فتتبلور فيه الطريقة المُحمدية العملية كطريقة عيش خاص؛ واسلوب متميز في/مِن الحياة؛ وكيفية معينة مِن طراز خاص لا مثيل له لمجموعة مِن الناس، أمنوا بهذه المجموعة مِن القيم والمقاييس وتلك الحزمة مِن القناعات والمفاهيم والأفكار.. جميعها تُبين وجهة النظر في الحياة المعاشة للإنسان وتعطي حكماً مفهوماً للحياة الآخرىٰ؛ أي المبدأ الإسلامي بفكرته وتلازمه طريقته والذي هو قابل للتطبيق؛ وليس مجرد نظريات (فلسفية) تسطر على صفحات الكراريس وحين تصطدم بالواقع المعاش تنهار.. أو اطروحات فكرية تُدَون في الدواوين دون أن تصاحبها طريقة عملية وتلازمها كيفية تنفيذية؛ إذ أن مَن سيأتي مِن بعد تلكما العهدين -المكي والمدني-؛ وبعد أن أنتقل صاحب الرسالة العصماء إلىٰ الرفيق الأعلىٰ ينبغي عليه بل يجب أن يدرس بعمق ويفهم بوعي ويفقه باستنارة مجموعة الأفكار ويعي حزمة القيم وتسلسل الأحداث ليتمكن مِن الإدراك التام لرسالة خاتم الأنبياء؛ فيسهل عليه إيجاد مجتمع أقرب ما يكون إلىٰ المجتمع المَدَنِيّ؛ نسبة إلىٰ مدينة المصطفى-ﷺ- المنورة مع الأخذ باسباب المدنية الحديثة والتعامل مع التكنولوجيا المتقدمة والمتطورة والعلوم الحديثة في شتى مجالات العلم؛ مع إضافةٍ ضرورية بناءً علىٰ ما تحت أيدينا وما وصل إلينا من تكنولوجيا وتقدم علمي وأجهزة حديثة.. .. ومازلتُ استحضر نماذج فذة لتلك المرحلة العصيبة سواء علىٰ حامل لواء التوحيد أو مَن يسير خلفه وبجواره؛ ومعه فَهُم جميعاً -رضوان الله تعالىٰ عليهم أجمعين- فَهَمُوا الفكرة الأساسية -التوحيد- فهماً عميقاً وبوعي واستنارة؛ وادركوا تماماً ما بُنيّ عليها مِن ربوبية وألوهية وحاكمية فتحملوا في سبيلها كل ما واجههم بصبر ويقين .. -*-* ﴿زِنِّيرَةُ﴾ زِنِّيرَةُ: مَمْلوكةٌ رُومِيَّةٌ صحابِيَّةٌ [(3)]، اختلف في رسم اسمها وكيفية النطق به؛ فتقرأه مرة بالضم هكذا : 1. ]" زُنَيْرَةُ[(4)] " ؛[(5)] ؛ و مرة آخرىٰ 2. ] :" زِنِّيرَةُ [(6)] ".بالكسر وشدة النون... وهذا ما صححه صاحب < الكامل > فقال :" ( زِنِّيرَةُ بِكَسْرِ الزَّايِ ، وَالنُّونُ مُشَدَّدَةٌ[(7)] ". ثم أضاف في موضع آخر في موسوعته :" زِنِّيرَةُ بِكَسْرِ الزَّايِ، وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَتَسْكِينِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا ، وَفَتْحِ الرَّاءِ." [(8)] . و 3. ] ثالثة:" زَنِيرَةُ".[(9)] *. ]:"يذكرنا صاحب < الكامل > بــ " تَعْذِيبِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ وَهُمُ الَّذِينَ سَبَقُوا إِلَىٰ الْإِسْلَامِ، وَلَا عَشَائِرَ لَهُمْ تَمْنَعُهُمْ، وَلَا قُوَّةَ لَهُمْ يُمْنَعُونَ بِهَا، فَأَمَّا مَنْ كَانَتْ لَهُ عَشِيرَةٌ تَمْنَعُهُ فَلَمْ يَصِلِ الْكُفَّارُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوُا امْتِنَاعَ مَنْ لَهُ عَشِيرَةٌ، وَثَبَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ عَلَىٰ مَنْ فِيهَا مِنْ مُسْتَضْعَفِي الْمُسْلِمِينَ، فَجَعَلُوا يَحْبِسُونَهُمْ وَيُعَذِّبُونَهُمْ بِالضَّرْبِ وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَرَمْضَاءِ مَكَّةَ وَالنَّارِ لِيَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَفْتَتِنُ مِنْ شِدَّةِ الْبَلَاءِ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَصَلَّبُ فِي دِينِهِ وَيَعْصِمُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ... ... وَمِنْهُمْ : زِنِّيرَةُ ، * . ] كَانَتْ لِبَنِي عَدِيٍّ ، لذا قيل :" وَكَانَ عُمَرُ يُعَذِّبُهَا" [(10)]، وهذا هوالقول الأول؛ أما الثاني فَــ قِيلَ: * . ] كَانَتْ لَبَنِي مَخْزُومٍ ، لذا قيل:" وَكَانَ أَبُو جَهْلٍ يُعَذِّبُهَا حَتَّىٰ عَمِيَتْ ، فَقَالَ لَهَا : " إِنَّ اللَّاتَ وَالْعُزَّى فَعَلَا بِكِ". فَقَالَتْ : « وَمَا يَدْرِي اللَّاتُ وَالْعُزَّى مَنْ يَعْبُدُهُمَا ؟ وَلَكِنَّ هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ وَرَبِّي قَادِرٌ عَلَىٰ رَدِّ بَصَرِي »،فَأَصْبَحَتْ مِنَ الْغَدِ وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ بَصَرَهَا، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ:" هَذَا سِحْرُ مُحَمَّدٍ، فَاشْتَرَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا [(11)] ." *. ]:" أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ : " نَحْنُ أَعَزُّ ...وَنَحْنُ ... وَنَحْنُ، فَلَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقَنَا إِلَيْهِ فُلَانٌ وَفُلَانٌ " . فَنَزَلَ :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ } [(12)] ". <هَذَاحِكَايَةُ خَطَأٍ آخَرَ مِنْ أَخْطَاءِ حُجَجِ الْمُشْرِكِينَ الْبَاطِلَةِ وَهُوَ خَطَأٌ مَنْشَؤُهُ الْإِعْجَابُ بِأَنْفُسِهِمْ وَغُرُورُهُمْ بِدِينِهِمْ فَاسْتَدَلُّوا عَلَىٰ أَنْ لَا خَيْرَ فِي الْإِسْلَامِ بِأَنَّ الَّذِينَ ابْتَدَرُوا الْأَخْذَ بِهِ ضُعَفَاءُ الْقَوْمِ وَهُمْ يَعُدُّونَهُمْ مُنْحَطِّينَ عَنْهُمْ، فَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا { أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا } كَمَا فِي الْأَنْعَامِ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِ قَوْمِ نُوحٍ { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } [(13)] >. * . ]:"اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ نُزُولِ قَوْلِهِ -تَعَالَىٰ في علاه وتقدست اسماه- :{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [(14)] عَلَىٰ سِتَّةِ [(15)] أَقْوَالٍ؛ أكتفي بالقول الثاني كما جاء في < الجامع لأحكام القرآن >؛ نقلا عما قَالَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ [(16)] ."؛ وهو موضع الاستدلال فَالقول الثَّانِي : < أَنَّ زِنِّيرَةَ أَسْلَمَتْ فَأُصِيبَ بَصَرُهَا [وكانت زنيرة قد عذبت حتى عميت ] فَقَالُوا [ أبوجهل؛ على اعتبار الرواية الثانية؛ أنها كانت مملوكة لبني مخزوم ] لَهَا : أَصَابَكِ اللَّاتُ وَالْعُزَّى [ إن اللات والعزى فعلتا بك ما ترين ] ، [فقالت، وهي لا تبصره: وما تدري اللات والعزى، من يعبدهما ممن لا يعبدهما، ولكن هذا أمر من السماء، وربي قادر على أن يرد بصري. فأصبحت من تلك الليلة وقد رد الله عليها بصرها. فقالت قريش: هذا من سحر محمد ] فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا . فَقَالَ عُظَمَاءُ قُرَيْشٍ: لَوْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ خَيْرًا مَا سَبَقَتْنَا إِلَيْهِ زِنِّيرَةُ [(17)] ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَىٰ هَذِهِ الْآيَةَ [(18)] ". وما قالته دليل واضح على تمكن مسألة الإيمان والعقيدة في قلبها.. .. بيد أن الجلال السيوطي المِصري في موضعين من كتبه حصر أسباب النزول فقط في قصتها - وهذا تكريم علوي رباني ملآئكي لها - فقد :" أَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ قَالَ كَانَتْ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمَةٌ [ باعتبار أنها أمة لبني عدي ] أَسَلَمَتْ قَبْلَهُ يُقَالُ لَهَا زُنَيْرَةُ [(19)][زِنِّيرَةُ][(20)] فَكَانَ عُمَرُ يَضْرِبُهَا عَلَى إِسْلَامِهَا حَتَّىٰ يَفْتُرَ [(21)] وَكَانَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ يَقُولُونَ:" لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقَتْنَا إِلَيْهِ زُنَيْرَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهَا [(22)][(23)] { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا } الْآيَةَ[(24)]". وذكرها الألوسي في تفسيره [(25)] . ولكنه اضاف جملة هامة :" وَلَعَلَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا زَنِيرَةَ بِخُصُوصِهَا بَلْ مَنْ شَابَهَهَا أَيْضًا." [(26)] ... إذاً ضَمِيرُ الْغَيْبَةِ فِي قَوْلِهِ [ سَبَقُونَا ] عَائِدٌ إِلَىٰ غَيْرِ مَذْكُورٍ فِي الْآيَةِ وَلَكِنَّهُ مَذْكُورٌ فِي كَلَامِ الَّذِينَ كَفَرُوا الَّذِي حَكَتْهُ الْآيَةُ أَرَادُوا بِهِ الْمُؤْمِنِينَ الْأَوَّلِينَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِثْلَ بِلَالٍ؛ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ،وَعَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ وَسُمَيَّةَ، وَزِنِّيرَةَ بِزَايٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ وَنُونٍ مَكْسُورَةٍ مُشَدَّدَةٍ مُشَبَّعَةٍ وَرَاءٍ مُهْمَلَةٍ [(27)]، [ وهي ] أَمَةٌ رُومِيَّةٌ كَانَتْ مِنَ السَّابِقَاتِ إِلَىٰ الْإِسْلَامِ وَمِمَّنْ عَذَّبَهُنَّ الْمُشْرِكُونَ وَمِمَّنْ أَعْتَقَهُنَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ [(28)] . وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: قَالَ عُظَمَاءُ قُرَيْشٍ: لَوْ كَانَ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ خَيْرًا مَا سَبَقَتْنَا إِلَيْهِ زِنِّيرَةُ، أَيْ مِنْ جُمْلَةِ أَقْوَالِهِمُ الَّتِي جَمَعَهَا الْقُرْآنُ فِي ضَمِيرِ [سَبَقُونَا ] [(29)]".] . قالوا [وكان أبو جهل يقول] : ألا تعجبون لهؤلاء واتباعهم محمد (ا) ؟ فلو كان أمر محمد خيرا وحقا ما سبقونا إليه. أفسبقتنا زنيرة إلى رشد، وهي مِن ترون؟ فاشترى أبو بكر رضي الله عنه جارية بني المؤمل وزنيرة، وأعتقهما. قال ابن تيمية في فتاويه :" وَلَمَّا عُذِّبَتْ "الزَّبِيرَةُ" عَلَىٰ الْإِسْلَامِ فِي اللَّهِ فَأَبَتْ إلَّا الْإِسْلَامَ وَذَهَبَ بَصَرُهَا قَالَ الْمُشْرِكُونَ أَصَابَ بَصَرَهَا اللَّاتَ وَالْعُزَّى قَالَتْ كَلَّا وَاَللَّهِ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا .". [(30)] . ويقال: إن زنيرة لغير بني عدي. وقال الكلبي: هي لبني مخزوم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) بحوث: السيرة النبوية العطرة صَلَّى ٰاللَّهُ - تعالىٰ في سماه وتقدست اسماه- عَلَىٰ صاحبها وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ،أَزْكَى صَلَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ سَلَامِهِ، وَأَتَمَّ تَحِيَّاتِهِ؛ وعلىٰ مَن أتخذ منهاجه طريقه واستعمل سنته في حياته!؛ أحداث الفترة المكية ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾ د. مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ الثلاثاء، 20 يوليو، 2021 م ~ الثلاثاء، ١٠ ذو الحجة، 1442هــ (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّين ِبْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 07 / 2021, 35 : 11 PM | المشاركة رقم: 370 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه 89 : „ علنية الدعوة سرية التكتل ‟. ﴿ „ ٦ ‟﴾ المجلد السادس: من „ السِّيرَة النَّبَوِيَّة ‟ ؛ „ علنية الدعوة .. سرية التكتل‟ [([1])] واجب الشكر: أكرمتُ -كاتب هذه السطور- مِن جزيل عطاءه الوافر - سبحانه العاطي الوهاب؛ وتعالىٰ فهو يرزق مَن يشاء بغير حساب- أكرمتُ بتمكني مِن الحصول علىٰ مراجع نفيسة ومصادر جليلة وابحاث قيمة لسادة من خيرة علماء الأمة الإسلامية لتنير لي درب البحث وتسهل طريق الكتابة عن سيرته العطرة -عليه الصلاة والسلام والتبريكات والأنعام والإجلال والإكرام- فوجب الشكر له وحده -عزَّ وجلَّ- ولزمني الخضوع بالسجود والركوع [([2])] وتعفير وجهي بعز العبودية؛ ورفع الرأس والهامة بعز الإيمان ... لذا فقد وجب عليَّ الشكر لله تعالىٰ... ولا ينبغي لي أن تصيبني غفلة الإنسان فأنسىٰ الشكر والإمتنان لإدارة موقع: «„ ملتقىٰ أهل العلم‟ » والذي يصدر مِن قلب القارة الأسيوية؛ المدينة المنورة؛ والتي طيب الله تعالىٰ ثراها بمرقده وبجواريه صاحبيه ووزيريه -رضي الله عنهما-... للتفضل عليَّ بنشر بحوث السيرة النبوية الشريفة. والشكر موصول للسادة والسيدات القراء الكرام. -* - *- */-*/ ــــ *(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الثلاثاء، 11 ذو الحجة، 1442هــ ~* الثلاثاء، 20 تموز، 2021 م (د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) [([1])] مرجع: انظر:" [([2])]انظر قوله تعالى :" {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين} [آل عمران:43] . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018