08 / 02 / 2008, 19 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام للإنسان في حياته أدوارٌ شتى، ولكل دور منها مهامه وواجباته، فالأم دور، والأب دور، والأخ والأخت دور، والطالب دور، والمعلم دور، وغيرها من الأدوار... إلخ، والشعور بالتكليفِ تجاه تلك الأدوار والقيامِ بواجباتها هو ما تعرف به المسؤولية في عمومها، ويعرف صاحبها بالفرد المسؤول. وحقيقة ذلك الشعور بتخصيصه في واقع الفرد المسلم يتمثل في الشعور بالأمانة الكبرى الملقاةِ على عاتقه، وتلك الأمانة تتمثل بأعلى مقاماتها في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} [الأحزاب: 72]. ونظرة خاطفة للواقع تشهد على أهمية المسؤولية، لما ترتب على غيابها انحطاطاً فكرياً واجتماعياً ودينياً. قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت له فاربأ بنفسك أن تُرعى مع الهَمَلِ غير أنّ الإنصاف يرتفع عن القول بالغيابِ التام للمسؤولية، ذلك أنّها لا بد أن تظهر بطبيعة الإنسان السوية والفطرة، بيدَ أنّ الأدوار الكثيرة التي تكتنف حياة الفرد، تحملُ البعضَ على القيام بمسؤولياتٍ بعضُها على حساب البعض الآخر!، والقلةُ من تَسيرُ على المنهج السديد فيها، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (فأعطِ كلَّ ذي حقٍ حقه). ولو فتشنا عن أسباب تضاؤل المسؤولية، لوجدنا الجهالةَ بكنه المسؤولية في دورٍ ما، والوعي التام بحقيقتها يحظى بنصيبِ الأسدِ في مجتمعاتنا، وفوق ذاك توافرُ معوقاتِ المسؤولية الهدامةِ لها. رأيتُ أن أقف في هذا المقال عند مسؤولية الطالب، وبالأخص الطالب الجامعي، وما رأيتها إلا لكوني أعايشُ واقعها بكلّ تجلياته بصفتي طالبة جامعية، ولكونها مسؤولية تغيبُ في غفلات الكثيرين والكثيرات، وفي غياب حقيقة الإدراك بها وبأهميتها الكبرى. تتجلى مسؤولية الطالب الجامعي في مناحٍ شتى، مناحٍ تكتنفها المرحلة العمرية الخصبة التي يحياها الطالب في تلك المرحلة التعليمية، وتتباين بحسب كل طالب تبعاً لعوامل نفسية واجتماعية، باعتبار بروز تأثيراتهما. أولى المسؤوليات التي تتمثل لنا من لفظ (الطالب): المسؤولية التعليمية، ولربما في هذا المقال أخرج بها عن التنظير والدقة المعلوماتية إلى واقعِ رؤيةٍ شعورية تعتلجني في لحظة تأمل وتفكر، أجدها تنازع طرفين ما بين إفراط وتفريط، ولكلّ طرفٍ مسوغاته التي تتسم بشيء من المنطقية. فجانبُ الإفراطِ -وإن كان قليلاً- يتمثل في التحصيل الظاهري (الحفظ مقدم على الفهم)، فقط للحصول على المعدل المرتفع، والدرجاتِ العالية، والبعد التام عن التطبيق والتفعيل للمادة النظرية، والمسوغ كونه أقصر الطرق للوصول إلى مصافِّ البارزين في الجامعة. والعتب لا يقف عند هذا الطرف، بل إنّ أنظمة التعليم في جامعاتنا في معظمها قائمة على التحصيل الأكاديمي الذي يكشف عنه المعدل التراكمي للطالب على الورق، والبعد الشبيه بالتام عن التقدير الحقيقي للتحصيل العلمي للطالب، وإدراكه للمعلومة التي حفظت في خزانةِ ذاكرته الملأى! أما جانب التفريط -وهو الغالب- فهو يتمثل في الاكتفاءِ بأدنى تحصيل يكفي لتجاوز المرحلة الجامعية بوثيقة التخرج! والمسوغ هو أن القناعة كنزٌ لا يفنى!!، خصوصاً مع قلة الوظائف، والرغبة الجامحة بالمتعة ما دامت النهاية في الأغلب متوقعة، ومحكومة بالقدر! ومناقشةً لكلا الطرفين، أو نقضاً لمسوغاتهما، فإن المسؤولية التعليمية لا ينبغي أن يُنظر لها نظرة مستقلة، يَبني عليها كلُّ طرف تصوراته، بل ثمةَ واقعٌ تبنى عليه ما دام هذا الواقع بعيدًا عن الواقع المثالي المنشود، وهو المنظور الإسلامي لهذه المسؤولية؛ لأن الإسلامَ واقعُ حياةٍ بأكملها، ومن كلّ جوانبها، فهو شريعة الله الكاملة. فالوسطية التي تتمثلُ في منظور الإسلامِ في المسؤولية التعليمة، وفي غيرها، قامت الدعوةُ إليها على أساس "سددوا وقاربوا"، وقامتْ على أساس الفهم الصحيح وتفعيله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]، فالدعوة في الآية تفعيل للفهم الصحيح المتمثل في المسؤولية التعليمية. وبذلك فإن الأساس الذي قامتْ عليه المسؤولية التعليمية في الإسلام، يحتاجُ إلى وعي وإدراك، فهما طريقا التسديد والمقاربة، وهما المحك الذي تقوم عليه المسؤولية التعليمية، والتي توضحها ثلاثة أسئلة: لماذا أتعلم هذا؟ وكيف أتعلمه؟ وكيف يتجلى تعلمي له؟ وثاني مسؤولية -من وجهة نظري- تتمثل في النشاطات الثقافية غير المنهجية، وهي مسؤولية الموهبة والعطاء، ذلك أنّ المرحلة العمرية للطالب الجامعي مرحلة خصبة ربيعية لها قابلية كبيرة لأن تؤتي أكلها وأثمارها. وهذه المسؤولية لم تعطَ حق الاهتمامِ بها، لا من شأنِ المسؤولين الذي تلقى على عاتقهم بالدرجة الأولى، ولا من شأن الطلبة أنفسهم، مع كونها تعودُ عليهم بالدرجة الأولى. أما الطلبة المُعرِضون عنها، فهم فيها طرفان؛ طرفٌ يتعالى عنها، بحجة التأثير في مستوى التحصيل العلمي، أو غير ذلك مما يجسدُ نظرة التقليل والتحقير لها. وطرف ينأى عنها، لا تعالياً، بل رغبةً في التحرر المطلق المفتوح على مصراعيه، وبكل أشكاله البعيدة عن الالتزامِ بأي أمرٍ من الأمور ولو كان في مجالِ الترفيه المثمر! أما المسؤولون عنها، فإن قلة الوعي بنفسيات الطلبة واحتياجاتهم المتولدة عن مستجداتِ الحياة، واحتياجات الجيل الجديد، أجِدُها من أهم الأسباب التي تعوق القيام بهذه المسؤولية. كما أنّ تقييد العطاء بأنظمة صارمة، وقديمة!، يقتل العطاء ويصرف الطالب عن الأداء الفعال المتمثل في الإبداع والتجديد البناء. كذلك غياب التواصل بين الطالبِ الجامعي وأستاذه، مما يزيد من فتور الطالب وقلة اهتمامه، أما لو حصل هذا التواصل على أفضل ما يكون فسوف تتفجر طاقاتٌ هائلة في إطار التوجيه والإرشاد الذي يرقى بالطالب ويحفظ له حماسته. كذلك غيابُ روحِ التنافس، في إطارِ العمل الفردي أو الجماعي غير المنظم، وفرض نوعية مختارة ومكرورة من النشاطات، أو حصر النشاطات في إطار معين، وغيابُ الوضوح التام من الطرفين، وعدم الاهتمام بمسألة الوقت، كلّ ذلك يهدّ أركان هذه المسؤولية التي يفترض أن تتجلى بقوة عند الطالب الجامعي. كم أحلم مع كثيرات بمنح الطلبة مساحةً كافية من الحرية في حمى التوجيه، بحيث يكون لشريحة الطلبة اهتمام ينعكسُ في تفعيل هذه الشريحة المعبأةِ بطاقاتٍ هائلةٍ قادرة على العطاء بمختلف أشكاله وألوانه. ثمةَ مسؤولياتٌ أخرى في حياة الطالبِ الجامعي، بيد أني أكتفي بهاتين المسؤوليتين لما رأيتُ أهميتهما وما اعتراهما من شطحات ليستْ من أدائها في شيء! والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..
lsc,gdm hg'hgf hg[hlud>> vcdm td ,hru
|
| |