الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 597 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
27 / 09 / 2017, 37 : 03 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إن المسلمين في شتى بقاع الأرض - بحكم الأخوة التي تجمعهم - ملزمون ومطالبون شرعاً بأن ينصر ويؤازر بعضهم بعضاً، لا سيما حين تدعو لهذا ضرورةٌ من ظلم أو استضعاف، أو اعتداء خارجي، أو نحو هذا. وهذا التناصر والتآزر من أعظم وأهم حقوق الأخوة بين المسلمين، كما أنه من مظاهر الولاء بينهم ومقتضياته كذلك. والواقع أن هناك كثيرين من المسلمين يتعرضون للفتنة والاضطهاد، ويُسامون في كل يوم سوء العذاب، فتنتهك حرماتهم، وتُزهق أرواح الكثيرين منهم، وتهدم بيوتهم، وتصادر ممتلكاتهم، وما يحدث للمسلمين في أرض الإسراء والمعراج، حول أولى القبلتين في فلسطين المسلمة، وقدسها الأسيرة، وأقصاها الذي يعاني تدنيس أحفاد القردة والخنازير لحرمه الشريف؛ لهو أكبر دليل على هذا الواقع الأليم المهين. لقد أعمل اليهود كل أنواع القتل والتنكيل، ومارسوا جميع طرق العدوان وأبشعها ضد المسلمين المظلومين في أرجاء فلسطين الجريحة، والعالم لا يفعل شيئا ليرفع الظلم عن المظلومين، والضرب على يد الظالمين المعتدين. هذا عدا ما يتعرض له جماهير عريضة من المسلمين من ظلم في أماكن أخرى من العالم، مثل كشمير، وبورما، والفلبين وغيرها. إن أولئك المسلمين المقهورين المظلومين لهم على إخوانهم المسلمين القادرين على نصرتهم حقُّ النصرة والنجدة، بكل الوسائل الممكنة، حتى يبرؤوا من محنتهم وينفكوا من أغلال الظلم الذي يكتنفهم، خاصة وأنهم أُسراء مستضعفون، منهم من هو أسير في سجن محدود، ومنهم من جعل الأعداء الظالمون بلاده كلها سجنا له ولإخوانه، كما هو الحال في كثير من مدن وقرى فلسطين المحتلة، حيث حول اليهود تلك البلاد إلى سجون محاطة بالحواجز التي تجعلها معزولة عن بعضها وعن العالم الخارجي، وبما يفرضونه على الخلق هناك من أنظمة منع التجوال شبه الدائم، وما يشبهها. وهؤلاء المسلمون المستضعفون المظلومون يستنجدون بإخوانهم المسلمين في العالم صباحا ومساء، ومع الأسى والأسف لا تجد استغاثاتهم من المسلمين إلا الخذلان، حتى إننا لا نكون مبالغين إذا قلنا بأن هؤلاء المستضعفين في فلسطين وكشمير، ومن قبل في البوسنة والهرسك وكوسوفا وغيرها لم يخذلهم أحدٌ مثل ما خذلهم إخوانهم المسلمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون!!. يقول الله عز وجل: ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ﴾ [الأنفال: 72]. قال القرطبي - في تفسير الآية -: «يريد إن دعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم فأعينوهم، فذلك فرض عليكم فلا تخذلوهم، إلا أن يستنصروكم على قوم كفار بينكم وبينهم ميثاقٌ فلا تنصروهم عليهم، ولا تنقضوا العهد حتى تتم مدته، قال ابن العربي: إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين فإن الولاية معهم قائمةٌ والنصرة لهم واجبة، حتى لا تبقى منا عين تطرف، حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك وجميع العلماء، فإن لله وإنا إليه راجعون، على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال والقدرة والعدد، والقوة والجلد»[1]. عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله»[2]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام، عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم»[3]. وعن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني»[4]. وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» فقال رجلٌ: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: «تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره»[5]. وعن سهل بن حنيف، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره؛ أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة»[6]. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»[7]. وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم ويرد مشدهم على مضعفهم، ومتسريهم على قاعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده»[8]. وعن جابر بن عبد الله وأبي أيوب رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته»[9]. وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقفن أحدكم موقفاً يقتل فيه رجلٌ ظلماً، فإن اللعنة تنزل على من حضر حين لم يدفعوا عنه، ولا يقفن أحد منكم موقفاً يضرب فيه أحدٌ ظلما، فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه»[10]. لقد هبَّ أحد المسلمين - على عهد النبي صلى الله عليه وسلم - لنجدة امرأة مسلمة، وقدم روحه دفاعا عن عرضها الذي تعمّد يهودي أثيم من بني قينقاع التعدي على حرمته، الأمر الذي كان سببا في وقوع الحرب بينهم وبين المسلمين. قال ابن هشام: وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن أبي عون، قال: كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت ب*** لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت. فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهودياً، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع[11]. «إن خذلان المسلم شيء عظيم، وهو إن حدث ذريعة خذلان المسلمين جميعًا، إذ سيقضي على خلال الإباء والشهامة بينهم، وسيخنع المظلوم طوعا أو كرها لما وقع به ضيم، ثم ينزوي بعيدا وتنقطع عرى الأخوة بينه وبين من خذلوه. وقد هان المسلمون أفرادًا وهانوا أممًا، يوم وهت أواصر الأخوة بينهم، ونظر أحدهم إلى الآخر نظرة استغراب وتنكُّرٍ، وأصبح الأخ يُنتقص أمام أخيه فيهز كتفيه ويمضي لشأنه كأن الأمر لا يعنيه!»[12]. نصرة النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلة خزاعة: في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمراً، لا يريد حرباً[13]، وقد أكد لقريش أنه «إنما جاء زائراً للبيت، ومعظماً لحرمته»[14]. ولكن قريشاً أبت إلا أن ترُد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين جاءوا قاصدين العمرة وزيارة البيت الحرام معه صلى الله عليه وسلم، وآل الأمر - كمان روت كتب السيرة - إلى التوصل إلى صلح الحديبية[15] المعروف، والذي كان من مضامينه عقد هدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش، لمدة عشر سنوات، يأمن الناس في أثنائها، ويكف بعضهم عن بعض، كما تضمن أيضاً: أن من أحب أن يدخل في عقد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعدهم دخل فيه. وقد دخلت قبيلة «خزاعة» في عقد النبي صلى الله عليه وسلم وعهده، ودخلت «بنو بكر» في عقد قريش وعهدهم[16]. «فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهراً، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً، بماء يقال له: الوتير - وهو قريبٌ من مكة -، وقالت قريش: ما يعلم بنا محمد، وهذا الليل وما يرانا أحد، فأعانوهم عليهم بالكراع [أي الخيل] والسلاح، وقاتلوهم معهم، للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم»[17]. وهجمت بنو بكر يقودهم رجلٌ يسمى «نوفل بن معاوية الديلي» علي خزاعة، وقد أمدتهم قريشٌ بالسلاح والرجال، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه، قالت بنو بكر: يا نوفل، إنا قد جلنا الحرم، إلهك إلهك، فقال: كلمة عظيمة، لا إله له اليوم، يا بني بكر أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أفلا تصيبون ثأركم فيه[18]. قال ابن إسحاق: فلما تظاهرت بنو بكر وقريشٌ على خزاعة، وأصابوا منهم ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق بما استحلوا من خزاعة، وكان في عقده وعهده، خرج عمرو بن سالم الخُزاعي، ثم أحد بني كعب، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس، فقال: يا رب إني ناشدٌ محمداً حلف أبينا وأبيه الأتلدا[19] قد كنتم ولدا وكنا والدا ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا[20] فانصر هداك الله نصرا أعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا[21] فيهم رسول الله قد تجردا إن سيم خسفاً وجهه تربدا[22] في فيلق كالبحر يجري مزبداً إن قريشا أخلفوك الموعدا[23] ونقضوا ميثاقك الموكدا وجعلوا لي في كداء رصدا[24] وزعموا أن لست أدعو أحدا وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجداً وقتلونا رُكعا وسجدا[25] يقول: قُتلنا وقد أسلمنا. قال ابن إسحاق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نُصرت يا عمرو بن سالم. ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنانٌ من السماء، فقال: «إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب»[26]. عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فيما كان من شأن بني كعب غضباً لم أره غضبه منذ زمان، وقال: «لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب»، قالت: وقال لي: «قولي لأبي بكر، وعمر يتجهزا لهذا الغزو»، قال: فجاءا إلى عائشة، فقالا: أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضباً لم أره غضب منذ زمان من الدهر[27]. وهكذا لم يتوان الرسول صلى الله عليه وسلم عن نصرة إخوانه وحلفائه، وأسرع في إغاثتهم ورد العدوان عنهم، وشرع من فوره يجهز عمليا لنصرة المظلوم، وكسر شوكة الظالمين المعتدين. تُرى كم في الأمة الإسلامية اليوم وأمس من أمثال «عمرو بن سالم» يستغيث ويستنصر.. ولا مغيث ولا ناصر؟! كم في الأمة من أمثال «عمرو بن سالم» يستنصر بإخوانه في الدين، ويستجير بهم من بطش أعداء جبارين، لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة؛ في كشمير، وفلسطين، وبورما، والصين... وفي غيرها؟! كم من ألوف مؤلفة قضوا نحبهم، وأزهقت أرواحهم وهم ركوع سجّد، بيد الشيوعيين ملاحدة العصر، في بلاد ما كان يُعرف بالاتحاد السوفيتي البائد، ومثلهم بيد عُباد البقر في الهند، في ظل حكم «أنديرا غاندي» في ولاية آسام، ومثلهم في يوغسلافيا بيد هولاكو العصر «تيتو» في منتصف القرن العشرين، ومثلهم في أثيوبيا بيد «هيلاسلاسي»... واستغاثوا وما أغاثهم أحد، واستنصروا وما تحرك لنصرتهم ولا لدفع البغي عنهم أحدٌ من حكام المسلمين، وأولي الأمر فيهم!! إن في الأمة الإسلامية اليوم ملايين من أمثال «عمرو بن سالم» رجالاً ونساء وأطفالاً ينتظرون من يقول لهم بلسان المقال والحال معاً: نصرتم يا إخواننا.. ولا نصرنا الله إن لم ننصركم. [1]الجامع لأحكام القرآن 8/57، ويراجع: أحكام القرآن، القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المالكي (المتوفى 543هـ)، 2/440، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط الثالثة 1424هـ - 2003م. [2] رواه أحمد في المسند 9/259 رقم 5357. [3]رواه الترمذي في ك أبواب البر والصلة ب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم 4/325 رقم 1927، وقال: هذا حديثٌ حسن غريب، وفي الباب عن علي، وأبي أيوب. [4]رواه البخاري في ك المرضى ب وجوب عيادة المريض 7/115 رقم 5649. و«العاني»: الأسير. [5]رواه البخاري في ك الإكراه 9/22 رقم 6952، وفي ك المظالم ب أعن أخاك ظالما أو مظلوماً 3/128 رقم 2444. [6]رواه أحمد في المسند 25/361 رقم 15985، والطبراني في المعجم الكبير 6/73 رقم 5554، والبيهقي في شعب الإيمان 10/100 رقم 7227، وقال الهيثمي: «رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات». مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى 807هـ)، 7/267، مكتبة القدسي - القاهرة 1414هـ - 1994م. [7]رواه البخاري في ك المظالم ب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه 3/123 رقم 2442، ومسلم في ك البر والصلة والآداب ب تحريم الظلم 4/1996 رقم 2580. [8]رواه أبو داود في ك الجهاد ب في السرية ترد على أهل العسكر 3/80 رقم 2751، وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط. وقوله صلى الله عليه وسلم: (تتكافأ) بالهمز في آخره أي تتساوى (دماؤهم) أي في القصاص والديات، لا يفضل شريف على وضيع كما كان في الجاهلية، (يسعى بذمتهم): أي بأمانهم (أدناهم): أي عدداً وهو الواحد، أو منزلة، قال في شرح السنة: أي أن واحداً من المسلمين إذا آمن كافراً حُرم على عامة المسلمين دمه وإن كان هذا المجير أدناهم، مثل أن يكون عبداً أو امرأة أو عسيفاً تابعاً أو نحو ذلك فلا يُخفر ذمته، (ويجير عليهم أقصاهم): قال الخطابي: معناه أن بعض المسلمين وإن كان قاصي الدار إذا عقد للكافر عقداً لم يكن لأحد منهم أن ينقضه وإن كان أقرب دار من المعقود له، (وهم يد على من سواهم): قال أبو عبيدة: أي المسلمون لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضاً على جميع الأديان والمِلل، وقال الخطابي: معنى اليد المظاهرة والمعاونة إذا استنفروا وجب عليهم النفير وإذا استنجدوا أنجدوا ولم يتخلفوا ولم يتخاذلوا، وفي النهاية: أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضاً، كأنه جعل أيديهم يداً واحدة وفعلهم فعلاً واحداً، (يرد مشدهم على مضعفهم): قال الخطابي: المشد المقوي الذي دوابه شديدة قوية، والمضعف من كانت دوابه ضعافاً، وفي النهاية: يريد أن القوي من الغزاة يساهم الضعيف فيما يكسبه من الغنيمة، وقال السيوطي: وجاء في بعض طرق الحديث المضعف أمير الرفقة، أي يسيرون سير الضعيف لا يتقدمونه فيتخلف عنهم ويبقى بمضيعة، (ومتسرِّيهم): بالتاء الفوقانية وبعدها سين ثم الراء ثم الياء التحتانية، وفي بعض النسخ متسرعهم بالعين المهملة بعد الراء، قال السيوطي: هو غلط، وقال الخطابي: المتسري هو الذي يخرج في السرية، ومعناه أن يخرج الجيش فينحوا بقرب دار العدو ثم ينفصل منهم سرية فيغنموا فإنهم يردون ما غنموا على الجيش الذي هو ردءٌ لهم لا ينفردون به، فأما إذا كان خروج السرية من البلد فإنهم لا يردون على المقيمين شيئاً في أوطانهم. عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي 7/302 - 303، دار الكتب العلمية - بيروت ط الأولى 1419هـ - 1988م. [9]رواه أبو داود في ك الأدب ب من رد عن مسلم غيبة 7/245 رقم 4884، والطبراني في الأوسط 8/282 رقم 8642، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/267): إسناده حسن. [10]رواه الطبراني في المعجم الكبير 11/260 رقم 11675ت، والبيهقي في شعب الإيمان 10/66 رقم 7173. وأروده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (3/207، دار الكتب العلمية - بيروت، ط الأولى 1417هـ)، وقال: رواه الطبراني والبيهقي بإسناد حسن. [11]السيرة النبوية 2/47 - 48، وال*** (بتحريك اللام): كل ما يُ*** للأسواق ليُباع فيها. [12] خلق المسلم، محمد الغزالي، ص 174، دار الريان للتراث - القاهرة، ط الأولى 1408هـ. [13]السرة النبوية لابن هشام 2/308 بتصرف. [14]السابق 2/311. [15]الحديبية بضم الحاء المهملة، وتُشدد ياؤها وتُخفف: توجد على مسافة اثنين وعشرين كيلو متراً غرب مكة على طريق جدة القديم، وبها مسجد الشجرة، قيل إن مكانه لم يثبت، وهو اليوم مهدم، وبها بويتات يعدها الناظر، ومسجد غير مسجد الشجرة يصلى فيه، وهي خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى. (معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، عاتق بن غيث بن زوير البلادي الحربي (المتوفى 1431هـ)، ص 94 باختصار وتصرف، دار مكة للنشر والتوزيع - مكة المكرمة، ط الأولى 1402هـ - 1982م). [16]يُراجع: السيرة النبوية لابن هشام 2/316 وما بعدها. [17]البداية والنهاية، الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير (المتوفى 774هـ) 6/508 - 509، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر - القاهرة، ط الأولى 1417هـ - 1997م. [18]السيرة النبوية 2/390 بتصرف. [19] ناشد: طالب ومذكر. والأتلد: القديم. (السابق 2/394 من حواشي المحقق). [20]يُريد أن بني عبد مناف أمهم من خزاعة، وكذلك قُصي أمه فاطمة بنت سعد الخزاعية والوُلد بمعنى الولد. وقوله ثمت أسلمنا، هو من السلم لأنهم لم يكونوا آمنوا بعد؛ غير أنه قال: رُكعا وسُجدا، فدل على أنه كان فيهم من صلى لله فقُتل، والله أعلم. (الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام 7/198). [21]أعتد: حاضر، من الشيء العتيد، وهو الحاضر، والمدد: العون. (السيرة النبوية 2/394، من حواشي المحقق). [22]تجرد: من رواه بالحاء المهملة، فمعناه، غضب: ومن رواه بالجيم، فمعناه: شمر وتهيأ للحرب، وسيم: طلب منه وكلف. والخسف: الذل، وتربد: تغير إلى السواد. (السابق، نفس الموضع). [23]الفيلق: الجيش والجمع: الفيالق، (مختار الصحاح، ص 243). والمقصود: العسكر الكثير. [24]كداء بوزن سحاب: موضع بأعلى مكة، ورُصد كرُكع جمع راصد، وهو الطالب للشيء الذي يرقبه، ويجوز أن يكون رصداً كسبب، وهو بمعنى الأول. (السيرة النبوية 2/295، من حواشي المحقق). [25]الوتير بفتح الواو وكسر المثناة تحت: هو موضعٌ معروفٌ جنوب غربي مكة على حدود الحرم، يبعد عن مكة (16) كيلاً، وهو من ديار خزاعة قديماً وحالياً. (معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، ص 331). وهجد وتهجد، أي نام ليلاً. وهجد وتهجد أي سهر، وهو من الأضداد. (مختار الصحاح ص 324). [26]السيرة النبوية 2/394 - 395. [27] أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي (المتوفى 307هـ) في المسند 7/343 رقم 4380، وقال محققه حسين سليم أسد: إسناده حسن، دار المأمون للتراث - دمشق، ط الأولى، 1404هـ - 1984م. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/161 - 162)، وقال: رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش، عن أبيه، عنها، وقد وثقهما ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. lkhwvm hglsgldk | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
27 / 09 / 2017, 06 : 05 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018