19 / 07 / 2012, 47 : 01 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,574 [+] | بمعدل : | 30.82 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19404 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام السلام عليكم ورحمه الله حكمة الاعتكاف: والاعْتِكَافُ فِيهِ تَسْلِيمُ الْمُعْتَكِفِ نَفْسَهُ بِالْكُلِّيَّةِ إلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى طَلَبَ الزُّلْفَى, وَإِبْعَادَ النَّفْسِ مِنْ شُغْلِ الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ مَانِعَةٌ عَمَّا يَطْلُبُهُ الْعَبْدُ مِنْ الْقُرْبَى, وَفِيهِ اسْتِغْرَاقُ الْمُعْتَكِفِ أَوْقَاتَهُ فِي الصَّلاةِ إمَّا حَقِيقَةً أَوْ حُكْمًا؛ لأنَّ الْمَقْصِدَ الأصلي مِنْ شَرْعِيَّةِ الاعْتِكَافِ انْتِظَارُ الصَّلاةِ فِي الْجَمَاعَاتِ, وَتَشْبِيهُ الْمُعْتَكِفِ نَفْسَهُ بِالْمَلائِكَةِ الَّذِينَ ?لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ? (التحريم: من الآية 6), ?يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)? وقيل فيه: هُوَ جَمْعُ الْقَلْبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْخَلْوَةِ مَعَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ، وَالإقْبَالُ عَلَيْهِ تَعَالَى وَالتَّنَعُّمُ بِذِكْرِهِ وَالإعْرَاضُ عَمَّا عَدَاهُ وقيل في المعتكف: "هو يعكف الذنوب ويجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلها". ويقول ابن القيم: لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى متوقفًا على جمعيته على الله، ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى، فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام، مما يزيده شعثًا ويشتته في كل واد، ويقطِّعه عن سيره إلى الله تعالى أو يضعفه أو يعوقه ويوقفه.. لما كان هذا شأن القلب، فقد اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى، وشرعه بقدر المصلحة؛ بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه، ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق، والانشغال به وحده سبحانه؛ بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولَّي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكُّر في تحصيل مراضيه، وما يقرِّب منه، فيصير أنسه بالله، بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له، ولا ما يفرح به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم، ولما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم شُرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو العشر الأخيرة من رمضان
p;lm hghuj;ht
|
| |