23 / 06 / 2011, 35 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,714 [+] | بمعدل : | 30.51 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19420 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام بسم الله الرحمن الرحيم ألحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فإنني ولما لفهم وتدبر القرآن الكرين من أهمية ,بل هو المقصد الأهم من التلاوة , والمعين على حفظ القرآن والعناية به بل وعلى الطاعات عموما فقد أحببت أن أشارك إخوتي بشيء مما قال أهل التفسير في تفسير سورة الفاتحة وقد اختصرت لأسهل على القاريء الكريم . . فالفاتحة هي أهم ما ينبغي أن نبدأ بفهمه من القرآن , والتمعن في كلماتها ومعانيها يعين بعون الله تعالى على الخشوع في الصلاة وهذا مقصد عظيم لكل مسلم . سورة الفاتحة سميت بذلك لأنه افتُتح بها القرآن وقد قيل أنها أول سورة نزلت كاملة وقد قال العلماء أنها تشتمل على مجمل معاني القرآن كاملة في التوحيد , والأحكام والجزاء وطرق بني آدم ولذلك سُميت أم القرآن والمرجع للشيء يسمى ( أما ). وللفاتحة ميزات تميزها عن غيرها من سور القرآن فهي ركن في الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام , وفي الحديث (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , فإذا قال العبد : ألحمد لله رب العالمين قال الله تعالى : حمدني عبدي , وإذا قال العبد: ألرحمن الرحيم قال الله تعالى : أثنى علي عبد وإذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله تعالى : مجدني عبدي , فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك نستعين . قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل , فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم , صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .(رواه مسلم وأحمد وغيرهما )قال العلما المراد بالصلاة في الحديث الفاتحة سميت بذلك لأن الصلاة لا تصح إلا بها . ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : الجار والمجرور يقدر بفعل محذوف فإذا قلت بسم الله وأنت تريد أن تأكل فإن التقدير "بسم الله آكل " و( الله ) إسم رب العالمين لا يسمى به غيره وهو أصل الأسماء , ولهذا تأتي الأسماء تابعة له. ( الرحمن )ذي الرحمة الواسعة ( الرحيم ) الموصل لرحمته من يشاء من عباده ولهذا جاءت على وزن فعيل و( الرحمن الرحيم ) إسمان من أسماء الله يدلان على الذات وعلى صفة الرحمة وعلى الأثر وهي رحمة حقيقية تليق بجلال الله سبحانه. مسألة : اختلف العلماء في البسملة هل هي آية من الفاتحة وقد رجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيره أنها ليست من الفاتحة بل هي آية مستقلة من كتاب الله واستدل بحديث ( قسمت الصلاة ) السابق الذكر وحديث أنس في الصحيح ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون ب( الحمد لله رب العالمين ) قال الشيخ ابن عثيمين والتمييز بينها وبين الفاتحة في الجهر يدل على أنها ليست منها . قوله تعالى : ( ألحمد لله رب العالمين ) الحمد هو الثناء على الله تعالى بصفات الكمال ,وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل فله الحمد الكامل بجميع الوجوه .( رب العالمين ) أي المربي جميع العالمين وهم كل من سوى الله بخلقه لهم , وإنعامه عليهم بالنعم التي لا بقاء لهم بدونها وهي عامة كالخلق والرزق وخاصة للمؤمنين بهدايتهم وتوفيقهم وفيه الدلالة على انفراده بالخلق والتدبير والنعم وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه . ( الرحمن الرحيم ) اسمان دالان على الرحمة الواسعة لله تعالى وفي ورودهما في أم الكتاب ما يجعل المؤمن يتفاءل خيرا ويرجو رحمة الله في جميع أحواله . ( مالك يوم الدين )الذي يتصرف بمماليكه بجميع التصرفات من أمر ونهي وثواب وعقاب وإضافة الملك ليوم الدين لأنه فيه يكون الثواب والعقاب على الأعمال ويظهر كمال ملكه وعجز غيره من الملوك وغيرهم فيستوون مع العبيد والرعايا كلهم خاضعون لعظمته مذعنون لعزته . ( إياك نعبد وإياك نستعين ) نخصك وحدك بالعبادة لأن تقديم المعمول يفيد الحصر وقدم العبادة على الإستعانة من باب تقديم العام على الخاص واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده " والعبادة " اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وإخلاص العبادة لله والإستعانة به وحده هي الطريق للسعادة في الدنيا والآخرة , وإنما تكون العبادة بالإخلاص لله تعالى واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . (إهدنا الصراط المستقيم ) أي : دلنا وأرشدنا ووفقنا للصراط المستقيم وهو الطريق الواضح الموصل الى رضا الله والجنة بإذنه تعالى . (صراط الذين أنعمت عليهم ) من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ( غير المغضوب عليهم ) وهم الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ومن كان على شاكلتهم . (ولا الضالين ) الذين تركوا الحق على جهل وضلال كانصارى ونحوهم . فهذه السورة على إيجازها قد اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة , توحيد الربوبية في قوله تعالى ( رب العالمين )وتوحيد الألوهية من لفظ (الله ) ومن قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وهو إفراد الله بالعبادة .وتوحيد الأسماء والصفات وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل . وتضمنت إثبات النبوة من قوله تعالى ( إهدنا الصراط المستقين ) لأن ذلك ممتنع بدون رسالة .وتضمنت إخلاص العبادة لله تعالى في قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ) إنه يجب علينا أن نتفكر في هذه السورة العظيمة وأن نتدبر آياتها ونحن نقرأها في كل ركعة وأن نستشعر ما جاء في الحديث القدسي أعلاه وأن الله تهالى يجيبنا عند قراءتنا للفاتحة في كل ركعة فأسأل الله لي ولكم من فضله والحمد لله رب العالمين . ألمراجع تيسير الكريم الرحمن / ابن سعدي تفسير الفاتحة / ابن عثيمين رحمهما الله تعالى
gd]fv,h Ndhji
|
| |