الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 3 | المشاهدات | 734 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
03 / 10 / 2011, 40 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [{البقرة 21}. افتتح الحق سبحانه سورة البقرة،بذكر صفات الناس،فمنهم المؤمن،وبدأ بهم لشرفهم،ومنهم الكافر المعاند،الذي أعماه الهوى،عن الانقياد لنور الحق،والصنف الثالث،المنافق الكافر الذي ضعف عن مواجهة الحق،فاظهر الإسلام وخنس مع الشياطين،ليكيد لأولياء الله تعالى،ومن هنا كان خطره اكبر ،وعقوبته أشد،قال تعالى] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا [{النساء 145}. وقد أوجز الحق في صفات المؤمنين والكافرين،لظهور معتقدهم،وأطنب في وصف المنافقين لعسر إدراك حقيقتهم،فالخفايا لا يعلمها إلا الله تعالى،ولذا ذكر بعض صفاتهم في صدر سورة البقرة،واستفاض في وصفهم في سورة التوبة،كلُّ ذلك ليكون المؤمن على بينة من عدوه. بعد أن بيَّن الحق سبحانه أصناف الناس في موقفهم من الحق،توجه إليهم بالخطاب ،يناديهم جميعا لعبادته،المؤمن ليستديم عبادته،والكافر ليعود عن غيِّه ،والمنافق ليؤمن قلبه كما آمن لسانه. قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ [ الناس :اسم للآدمي،سموا بذلك لتحركهم في مراداتهم،والنَوَس الحركة.وقيل: سموا أُناسا لما يعتريهم من النسيان[1].ولا يبعد أن يطلق عليهم ذلك من الأُنس والأُلفة،لأن الإنسان اجتماعي بطبعه،يألف بني جنسه ويستأنس بهم،ومن الألفة أطلق على بعض الحيوانات المستأنسة أو الأليفة.والخطاب عام لجميع الناس. قوله تعالى: ]اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [ العبودية لغة: (إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: (ألا تعبدوا إلا إياه){ الإسراء23}. والعبادة ضربان: عبادة بالتسخير، وهو كما ذكرناه في السجود. وعبادة بالاختيار، وهي لذوي النطق، وهي المأمور بها في نحو قولهاعبدوا ربكم)(واعبدوا الله){النساء36}. والعبد يقال على أربعة أضرب: الأول: عبد بحكم الشرع، وهو الإنسان الذي يصح بيعه وابتياعه، نحو: (العبد بالعبد){البقرة178}، و (عبدا مملوكا لا يقدر على شيء){النحل75}. الثاني: عبد بالإيجاد، وذلك ليس إلا لله، وإياه قصد بقولهإن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا){مريم93}. والثالث: عبد بالعبادة والخدمة، والناس في هذا ضربان: عبد لله مخلص، وهو المقصود بقولهواذكر عبدنا أيوب){ص41}،(إنه كان عبدا شكورا) {الإسراء3}،(نزل الفرقان على عبده){الفرقان1}،(على عبده الكتاب){الكهف1}،(إن عبادي ليس لك عليهم سلطان){الحجر42}،(كونوا عبادا لي){آل عمران79}، (إلا عبادك منهم المخلصين){الحجر40}،(وعد الرحمن عباده بالغيب){مريم61}،(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا){الفرقان63}،(فأسر بعبادي ليلا){الدخان 23}، (فوجدا عبدا من عبادنا){الكهف65}. وعبد للدنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإياه قصد النبي r بقوله: )تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار)[2] وعلى هذا النحو يصح أن يقال: ليس كل إنسان عبد الله، فإن العبد على هذا بمعنى العابد، لكن العبد أبلغ من العابد، والناس كلهم عباد الله بل الأشياء كلها كذلك، لكن بعضها بالتسخير وبعضها بالاختيار)[3]. والعبادة بمعنى الطاعة والانقياد ،قال تعالى:]يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً[{مريم 44}.وقال U]أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [{يس 60}. عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ t قَالَ:] أَتَيْتُ النَّبِيَّ r وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ. وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَةٌ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ[[4]. وقد بيّن الحق سبحانه ما يدعو الناس إلى عبادته،فهو الذي خلقهم وخلق آباءهم وأجدادهم،وأي فضل أكبر على الإنسان من نعمة الوجود،وهو المتصرِّف وحده في الكون،وما سواه لا يملكون معه نفعا ولا ضرّا ،فكان لزاما إفراده بالطاعة والعبادة.وفي ذلك يقول الحق سبحانه] وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[{يس 22}.وقال تعالى ] قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [ {المائدة 76}.وقال أيضا]قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ [ {الأنبياء 66}.وقال]إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[{ العنكبوت 17}.فدلّ أن الرازق هو الذي يستحق العبادة ومن دونه فلا.وقال تعالى]فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ[{قريش 3}.فتفضل على خلقه بالطعام والأمن وهما معظم حاجة الإنسان في الحياة . ولأن بيده الأمر والخلق فلذلك فإنه يستحق العبادة والشكر]وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [{هود 123}.وقال أيضا]رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ[{مريم65}.وفوق ذلك كله،لو لم يكن منه Y إلا أنه الله، لكان كافيا أن يدان له بالطاعة]إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [{ آل عمران51 }. وقد دعا الخالق سبحانه الخلق لإفراده بالعبادة]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[{الأنبياء25}.وقال تعالى] إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ[{الأنبياء92}.وقال أيضا] يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ[{العنكبوت56}.وقالY] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [ {البيّنة5}. وقد قسم بعض أهل العلم الناس في مراتب العبادة إلى ثلاث مراتب: الأولى:عبادة الأحرار،وهم الذين يعبدون الله تعالى،لأنه مستحق للعبادة، فلا يعبدونه طمعا في جنّة ولا خوفا من نار،وإنما حبّا وشوقا إليه،وهؤلاء هم المحبون الذين يطلبون الرضا عن الله وهذا مقصدهم ]إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي[. الثانية:عبادة التجار،الذين يحسبون كل عبادة وما فيها من الأجر،فيسعون ويعملون لأجل الحسنات،وطمعا في الجنات،وهي مرتبة محمودة إلاّ أنها دون المرتبة الأولى ،وبينهما مفاوز. الثالثة:عبادة العبيد،وهم الذين يعبدون الله خوفا مما أعدّ في جهنم،فعند عبادتهم يتذكرون الحيات والعقارب في جهنم وأنها كالبغال،وما فيها من الأصفاد والسعير فتقبل على الله خوفا من عذابه،وهذه مرتبة حسنة كذلك إلاّ أنها دون الأولى،والكل خير. والعبادة لها إطلاقان،خاص وهو ما يبحثه الفقهاء في قسم العبادات.وعام وهو كل عمل يقصد به الطاعة لله.سواء كان فيه مصلحة دينية أو دينية،كالتمسك بالخلاق الفاضلة،من صلة الأرحام ،وصيانة حقِّ الجار ،وطلب العلم،والسعي لطلب الرزق.وما كان فيه من كإدخال السرور على الأهل،قال r]وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ[[5].وحتى الرفق بالحيوان ،قال r عندما سئل عن البهائم ] وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ[[6]. فالعبادة بهذا المعنى تشمل جميع مناحي الحياة.وقد أفرغ المسلمون العبادة من مضمونها،وما أدركوا أن تقسيم الفقهاء إنما هو لتسهيل الدراسة وحسب.فشغلوا بالعبادات بالمعنى الخاص وأهملوا روح العبادات،التي تحتاج إلى تزكية وتربية،ونحن بحاجة إلى توسيع دائرة الفهم،والخروج من بوتقة الفهم القاصر،ولا بدَّ في ذلك من الإحاطة بمقاصد الشريعة ومداركها،والتمرس في الفقه على أيدي العلماء الربانيين. الرب في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام، ويقال ربه، ورباه ورببه[7].فالله الذي خلقكم ،وأحسن صوركم،وسخَّر لكم ما في السموات والأرض،حريٌّ أن يفرد بالعبادة. قوله تعالى: ] وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [ قال القرطبييجري الكلام على التنبيه والتذكير ليكون أبلغ في العظة، فذكرهم من قبلهم ليعلموا أن الذي أمات من قبلهم وهو خلقهم يميتهم، وليفكروا فيمن مضى قبلهم كيف كانوا، وعلى أي الأمور مضوا من إهلاك من أهلك، وليعلموا أنهم يبتلون كما ابتلوا)[8]. قوله تعالى: ]لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ ذكر العلماء في معنى لعل ثلاث تأويلات: الأول: أن "لعل" على بابها من الترجي والتوقع، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، فكأنه قيل لهم: افعلوا ذلك على الرجاء منكم والطمع أن تعقلوا وأن تذكروا وأن تتقوا. هذا قول سيبويه ورؤساء اللسان قال سيبويه في قوله U : (اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) [طه: 43 - 44] قال معناه: اذهبا على طمعكما ورجائكما أن يتذكر أو يخشى. الثاني: أن العرب استعملت "لعل" مجردة من الشك بمعنى لام كي. فالمعنى لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا، وعلى ذلك يدل قول الشاعر: وقلتـم لنا كـفواالحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملا متألق المعنى: كفوا الحروب لنكف، ولو كانت "لعل" هنا شكا لم يوثقوا لهم كل موثق. الثالث: أن تكون "لعل" بمعنى التعرض للشيء، كأنه قيل: افعلوا متعرضين لأن تعقلوا، أو لأن تذكروا أو لأن تتقوا [9]. وختم النداء بالتقوى،والمعنى أن تجعلوا العبادة سببا للوقاية من عذاب الله U . قال الطبريلعلكم تتقون بعبادتكم ربكم الذي خلقكم، وطاعتكم إياه فيما أمركم به ونهاكم عنه، وإفرادكم له العبادة، لتتقوا سخطه وغضبه أن يحل عليكم، وتكونوا من المتقين الذين رضي عنهم ربهم)[10].وقال القرطبي أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم وبين النار. وهذا من قول العرب: اتقاه بحقه إذا استقبله به، فكأنه جعل دفعه حقه إليه وقاية له من المطالبة، ومنه قول علي t : كنا إذا احمر البأس اتقينا بالنبي r ، أي جعلناه وقاية لنا من العدو)[11]. 1) زاد المسير 1/47 2) سبق تخريجه 3) المفردات 319 4) سنن الترمذي،كتاب تفسير القرآن،باب ومن سورة التوبة 11/238 رقم 3104 5) صحيح البخاري،كتاب المغازي،باب في حجة الوداع 4/1600 رقم 4147 6) صحيح البخاري،كتاب الأدب، رحمة الناس والبهائم 5/2238 رقم 5663 7) المفردات 184 8) الجامع لأحكام القرآن 1/226 9) الجامع لأحكام القرآن 1/227 وانظر زاد المسير 1/48 10) جامع البيان 1/196 11) الجامع لأحكام القرآن 1/227 hgk]hx hgH,g : ( ,[,f ufh]m hggi juhgn ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 10 / 2011, 40 : 02 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 10 / 2011, 31 : 03 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 10 / 2011, 34 : 03 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018