04 / 04 / 2010, 10 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 70 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.89 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1265 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد: فيا عباد الله، اذكروا حكمة الله - عزَّ و جل - في خلق بنى آدم وتقسيمهم إلى قسمين، قال الله تعالى: +هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"[التغابن:2]. إن عباد الله الذين خلقهم الله - عزَّ و جل - لعبادته انقسموا في ذلك إلى مؤمن وكافر، مؤمن على صراط الله المستقيم وكافر منحرف معتدٍ أثيم، ولاشك أن هذا من حكمه الله عزَّ و جل، إذ لولا هذا التقسيم لبطل الجهاد في سبيل الله، ولما عرف المؤمن من الكافر ولما امتحن الناس في عبادة الله . ولقد وضع الله قواعد لحماية الدين والنفس والمال والعرض، أما حماية الدين: فإن الله - تعالى - أقام البينات الظاهرات على صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهكذا الأنبياء قبله، قال الله تعالى:+لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ" [الحديد:25]، وأقام على ذلك الحجج الظاهرة التي لا تدع مجالاً للشك في أن ما جاءت به الرسل هو الحق، ثم وضع سبحانه عبادات مرتبة تكون كالماء تغرس به شجرة الإيمان؛ وذلك من أجل أن نتمسك بالدين على علم وبصيرة، ولقد رغَّب الله - عزَّ و جل - فيما أمر به من طاعات وحذَّر من المخالفات والسيئات، فوضع الثواب الجزيل لمن عمل صالحاً ووضع العقاب الأليم لمن عمل سيئاً، يقول الله عز وجل:+مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا" [الأنعام:160]، ويقول جلَّ وعلا:+مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ" [فصلت:46] . وجعل من مقومات ذلك ما رتبه من العقوبات الدنيوية التي يحمى بها الدين والمجتمع وذلك بالعقوبات على المخالف حتى يرتدع من لا يردعه الدين عن غيه بما يكون من السلطان في إقامته واستقامته، ولقد حمى الله النفوس وأكد تحريمها وحرمتها في كتابه وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقرن قتل النفس المحرمة بغير حق بالشرك فقال تعالى: +وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ آلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ" [الفرقان:68] وقال تعالى:+قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عليكم أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ" [الأنعام:151]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اجتبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ...»(1)، وذكر تمام الحديث وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً»(2) أخرجه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم:«لزوال الدنيا كلها أهون عند الله من قتل رجل مسلم»(3)؛ ومن أجل هذا ومن أجل حرمة النفس واحترامها رتَّب الله على قتل نفس المؤمن عقوبات في الآخرة وعقوبات في الدنيا، أما عقوبات الآخرة فقال الله عزَّ و جل:+وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عليه وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً"[النساء:93] هذه خمس عقوبات عظيمة لمن قتل مؤمناً متعمداً، كل واحدة منها توجب أن يخاف القلب وأن تفزع النفس فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً، فيا ويل القاتل المؤمن المتعمد، ويل له من هذه العقوبات، ويل له من العذاب العظيم، حتى قال بعض العلماء: إنه يخلد في النار أبد الآبديين، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة بالدماء»(4) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: سمعت نبيكم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول:«يأتى المقتول متعلقاً رأسه بإحدى يديه متلبساً قاتله باليد الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يأتي العرش فيقول المقتول: يا ربِّ، سَلْ هذا فيمَ قتلني فيقول الله تعالى للقاتل:«تعست» أي: هلكت، ويذهب به إلى النار»(5)، أما عقوبة القاتل في الدنيا فإن عقوبته القصاص كما قال الله عزَّ و جل: +وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"[البقرة:179]، وقال تعالى: +وَكَتَبْنَا عليهم فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ"[المائدة:45]،وأيد هذا المكتوب بالتوراة قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«لا يحل دم امرىء مسلم إلا بأحد ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة»(6)، ولقد جعل الله - تعالى - لولي المقتول سلطاناً شريعاً وسلطاناً قدرياً فقال جلَّ وعلا:+وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً"[الإسراء:33] فهذه الآية الكريمة كما تدل على أن الله جعل للولي سلطاناً شرعياً في قتل القاتل فإن عمومها يدخل فيه أن يجعل الله له سلطاناً قدرياً بحيث يكون الولي قادراً على إدراك القاتل وعلى قتله فهي من الأسباب التي يتمكن بها من إدراكه، والله على كل شيء قدير . وتأملوا أيها الإخوة، تأملوا قول الله عزَّ وجل:+وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ" [البقرة:179]، حيث جعل سبحانه القصاص سبباً لحياة الأمة؛ لأنه يرتدع به كل من يريد القتل، فإذا علم الإنسان أنه مقتول إذا قتل فإنه سوف يرتدع؛ ولهذا جعل الله القصاص حياة، وتأملوا هذا التعبير في قوله تعالى: +وَلَكُمْ فِي الْقِصَاص"[البقرة:179] وتأملوا قوله:+كُتِبَ عليكم الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى"[البقرة:178] حيث تدل الآيتان على أنه يفعل بالقاتل كما فعل، فإذا قتل القاتل بالسيف قتلناه بالسيف، وإذا قتل بالرصاص قتلناه بالرصاص، وإذا قتل بحجر قتلناه بحجر؛ ولهذا لما اعتدى اليهودي على جارية من الأنصار فرَضَّ رأسها بين حجرين حتى هلكت أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرضَّ رأس اليهودي بين حجرين؛ لأن هذا هو القصاص التام، أما حماية الدين الإسلامي للمال فإن الله - تعالى - حمى المال بما رتب على السارق من العقوبة حيث قال الله تعالى:+وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"[المائدة:38] . فإذا سرق الإنسان مالاً يبلغ نصاب السرقة ونصاب السرقة قدره ربع دينار فإنه تقطع يده اليمنى من مفصل الكف إذا تمت الشروط، بل إن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قطع امرأة كانت تستعير المتاع فتجحده فأمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن تقطع يدها، ففي الصحيحين «أن امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع فتجحده فأمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بقطع يدها فأهمَّ قريشاً شأنها فكلَّمه أسامة بن زيد فيها فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:أتشفع في حدٍّ من حدود الله ؟ ثم قام فخطب الناس وقال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله - وهذا قسم - لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»(7). أيها الإخوة المسلمون، إن هذا ليدل دلالة واضحة على أن الدين الإسلامي دين الحزم، دين الأمن، دين النظام، دين الاحترام، وأنه ليس كما يزعم أعداؤه دين وحشية وهمجية، بل هذا الدين دين الحكمة التي تنزل الأشياء في منازلها، ومن العجب أن أولئك القوم الذين يدَّعون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان أنهم ينتهكون حقوق الإنسان من كل وجه ويقرون من ينتهك حقوق الإنسان، فبالله عليكم: هل أحد من هؤلاء تكلم فيما فعل الروس بجمهورية الشيشان أو بما فعل الصرب بجمهورية البوسنة والهرسك ؟ أم أن ألسنتهم مخروسة إلا فيما يريدون وفيما يهوون، فأما الإسلام فإنهم ينشرون عنه الفضائح ولكنهم كما قال الله تعالى:+يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"[الصف:8] . أيها المسلمون، احمدوا الله - عزَّ و جل - على هذا الدين القيِّم الذي جعل للناس رادعاً دينيًّا يحتمي به الإنسان من المعاصي وهو تقوى الله وخشية الله ورادعاً سلطانياً يقوم به ولاة الأمور؛ حتى ينفذوا حدود الله في عباد الله؛ وحتى يحفظوا أمن البلاد؛ وحتى تقوم الملة على أكمل ما ينبغي، فنسأل الله - تعالى - أن يرزقنا جميعاً شكر نعمته وحسن عبادته، وأن يديم علينا الأمن في بلادنا والصالح في ولاتنا، إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
fdhk r,hu] plhdm hg]dk ,hgkts ,hglhg ,hguAvq >
|
| |