الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 8 | المشاهدات | 3414 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
10 / 11 / 2009, 06 : 03 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى السيرة النبويه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، كريمة النسب ، فأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية ، من بني عدي بن النجار ، وأخوها هو مالك بن زمعة . كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة ، تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو العامري ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها ، ولها منه خمسة أولاد . ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم ، وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها السكران فقال : والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت وتتزوجين من بعدي ، فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض ، حتى أدركته المنيّة . وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم بن الأوقص السلمية امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، كأني أراك قد دخلتك خلة – أي الحزن - لفقد خديجة ؟ ، فقال : ( أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت ) ، قالت : أفلا أخطب عليك ؟ ، قال : ( بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق بذلك ) ، فلما حلّت سودة من عدّتها أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها ، فقالت : أمري إليك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مري رجلاً من قومك يزوّجك ) ، فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها ، وذلك في رمضان سنة عشر من البعثة النبوية ، وقيل في شوّال كما قرّره الإمام ابن كثير في البداية والنهاية . وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، ولم يتزوج معها صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاث سنين أو أكثر ، حتى دخل بعائشة رضي الله عنها. وحينما نطالع سيرتها العطرة ، نراها سيدةً جمعت من الشمائل أكرمها ، ومن الخصال أنبلها ، وقد ضمّت إلى ذلك لطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشيىء " . وبمثل هذا الشعور كان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يعاملنها ، ويتحيّنّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها ، حتى إن حفصة و عائشة أرادتا أن توهمانها أن الدجال قد خرج ، فأصابها الذعر من ذلك ، وسارعت للاختباء في بيتٍ كانوا يوقدون فيه ، وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها ، ولما جاء رسول الله ورآهما تضحكان قال لهما : ( ما شأنكما ) ، فأخبرتاه بما كان من أمر سودة ، فذهب إليها ، وما إن رأته حتى هتفت : يا رسول الله ، أخرج الدجال ؟ فقال : ( لا ، وكأنْ قد خرج ) ، فاطمأنّت وخرجت من البيت ، وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت . ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة – وعاء تُوضع فيه الأطعمة - من دراهم ، فقالت : ما هذه ؟ ، قالوا : دراهم ، قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين . وهي التي وهبت يومها ل عائشة ، رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري : ( أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها ل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها -أي جلدها- من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة) ، -ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها ، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة -قالت : ( فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي) ، قالت يا رسول الله: ( قد جعلت يومي منك لعائشة ) . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ل عائشة يومين يومها ويوم سودة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله، لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل "، ونزلت هذه الآية: { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } (النساء:128) . قال ابن عباس : فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز . رواه البيهقي في "سننه" . ولما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر لم تحجّ معهم ، وقالت : قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله ، وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن أوصت ببيتها لعائشة ، أسكنهنّ الله فسيح جنّاته . H.,h[ hgvs,g wgn hggi ugdm ,sgl (s,d]m fkj .lum) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 11 / 2009, 05 : 03 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه بارك الله فيكم اخونا العزيز صقر اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 53 : 04 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه لُقِّبت بالمهاجرة أرملة المهاجر، لأنها أسلمت وهاجرت بدينها إلى الحبشة مع زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وتحملت مشاق الهجرة ومتاعب الغربة، وتوفى زوجها بعد أن عاد معها من الحبشة وقبل الهجرة إلى المدينة، وأمست سودة وحيدة لا عائل لها ولامعين، فأبوها مازال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد اللَّه ابن زمعة على دين آبائه، فخشيت أن يفتناها في دينها. فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ما أصاب السيدة سودة وصبرها والتجاءها إلى الله؛ خشى عليها بطش أهلها، وهم أعداء الإسلام والمسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يرحمها وينجدها من عذابها، ويعينها على حزنها، ويجزيها على إسلامها وإيمانها خيرًا، فأرسل إليها خولة بنت حكيم -رضى اللَّه عنها- تخطبها له، وكانت السيدة خديجة -رضى الله عنها- قد ماتت، وهو بغير زوجة، وكانت سودة قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من عمره. وحين دخلت خولة عليها قالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة ! قالت: سودة: وماذاك؟ فقالت خولة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلنى إليك لأخطبك إليه. قالت: وددت ذلك. فقالت خولة: دخلت على أبيها وكان شيخًا كبيرًا مازال على جاهليته وحيَّـيْـتُه بتحية أهل الجاهلية، فقلت: أنعِم صباحًا. فقال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم. فرحَّب بي، وقال ما شاء الله أن يقول. فقلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة ابنة زمعة. فقال: هو كفء كريم، فما تقول صاحبتك؟ قلت: تُحِبُّ ذلك. قال: ادعوها إلي. ولما جاءت قال: أى سودةُ، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجكه؟ قالت: نعم. قال: فادعوه لي. فدعته خولة، فجاء فزوَّجه. وفى رواية ابن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها، فقالت: أمرى إليك، فقال لها مُرى رجلا من قومك يزوجك. فأمرت حاطب بن عمرو (وهو ابن عمها وأول مهاجر إلى الحبشة) فزوجها. ودخلت السيدة سودة بنت زمعة -رضى الله عنها- بيت النبوة، وأصبحت واحدة من أمهات المؤمنين، وكانت الزوجة الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات. وكانت السيدة سودة مثالا نادرًا في التفانى في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم وابنته أم كلثوم وفاطمة، فكانت تقوم على رعايتهما بكل إخلاص ووفاء، ثم هاجرت مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وكانت السيدة سودة ذات فطرة طيبة ومرح، وكانت ممتلئة الجسم، فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلما رآها تمشى ضحك لمشيتها، فكانت تكثر المشى أمامه كى تضحكه، وتُدخل السرور عليه، وكانت تنتقى من الكلمات ماتظن أنه يضحكه. وكانت السيدة سودة -رضى اللَّه عنها- تحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حبَّا شديدًا، وكانت تسعى إلى مرضاته دائمًا، فلما كبرت في السن، ولم تعد بها إلى الأزواج حاجَةً، وأحست بعجزها عن الوفاء بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم، أرادت أن تصنع من أجله شيئًا يعجبه ويرضيه ويرفع مكانتها عنده... فاهتدت إلى أن تهب يومها لعائشة؛ لعلمها أنها حبيبة إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى لا تشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرج، وبررت له ما أقدمت عليه بقولها: ما بى على الأزواج من حرص، ولكنى أحب أن يبعثنى الله يوم القيامة زوجًا لك. وتفرغت للعبادة والصلاة. قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بنت زمعة، لوتعلمين علم الموت، لعلمت أنه أشد مما تظنين" [ابن المبارك]. وكانت السيدة عائشة - رضى اللَّه عنها - تغبطها على عبادتها وحسن سيرتها، قالت: ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مِسْلاخها (هديها وصلاحها) من سودة . ولما خرجت سودة -رضى الله عنها- مع رسول الله ( إلى حجة الوداع! قال: "هذه الحجة، ثم ظهور الحُصْر" (أى الْـزَمْـنَ بيوتكنّ ولا تخرجْنَ منها). فكانت - رضى الله عنها - تقول: حججت واعتمرت فأنا َأَقرُّ في بيتى كما أمرنى الله عز وجل، ولا تحركنا دابة بعد رسول الله (. [ابن سعد]. وكانت السيدة سودة -رضى الله عنها- زاهدة في الدنيا مقبلة على الآخرة. بعث إليها عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- في خلافته ببعض الدراهم، فوزعتها على الفقراء والمساكين. وظلت كذلك حتى توفيت في آخر خلافة عمر فحضر جنازتها، وصلى عليها، ودفنت بالبقيع. وكان للسيدة سودة نصيب من العلم والرواية، فقد روت -رضى الله عنها- أحاديثًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. موسوعة الاسرة المسلمة. التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 14 / 11 / 2009 الساعة 56 : 04 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 01 : 05 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه ام المؤمنين سودة بنت زمعة. نسبها هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية. اسلامها كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. أسلمت سودة زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، و لما قدم السكران من الحبشة بسودة توفى عنها فخطبها الرسول صلى الله عليه و سلم زواجها من الرسول صلى الله عليه و سلم هى أول من دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وكانت صوامة قوامة. وانفردت به نحوا من ثلاث سنين حتى دخل بعائشة و كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة روى الإمام أحمد بسنده عن أبي سلمة ويحيى قالا: لما هلكت خديجة جاءت خَوْلَة بنت حكيم امرأة عثمان بن مَظْعُون قالت: يا رسول الله! ألا تزوّج؟ قال: (مَنْ ؟) قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً، قال: (فَمَنِ البِكْرُ ؟) قالت: ابنة أحبّ خلق الله عزّ وجلَّ إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: (ومَنِ الثَّيّيبُ ؟) قالت: سَودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتّبعتك على ما تقول، قال: (فاذهبي، فاذكريهما عليَّ). وَعَنْ بُكَيْرِ بنِ الأَشَجِّ: أَنَّ السَّكْرَانَ قَدِمَ مِنَ الحَبَشَةِ بِسَوْدَةَ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا، فَخَطَبَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَقَالَتْ: أَمْرِي إِلَيْكَ. قَالَ: (مُرِي رَجُلاً مِنْ قَوْمِكِ يُزَوِّجُكِ). فَأَمَرَتْ حَاطِبَ بنَ عَمْرٍو العَامِرِيَّ، فَزَوَّجَهَا وَهُوَ مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ عن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة، وكانت مصبية كان لها خمس صبية - أو ست من بعلها - مات. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالت: والله يا نبي الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحب البرية إلي، ولكني أكرمك أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية. قال: ((فهل منعك مني غير ذلك؟)). قالت: لا والله. قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يرحمك الله إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل، صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل بذات يده)). صفاتها و فضلها حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي بَزَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلاقِهَا، فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيْقِهِ، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ كِتَابَهُ، لِمَ طَلَّقْتَنِي؟ أَلِمَوْجِدَةٍ؟ قَالَ: (لاَ). قَالَتْ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ لَمَا رَاجَعْتَنِي، فَلاَ حَاجَةَ لِي فِي الرِّجَالِ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُبْعَثَ فِي نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا. قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي لِعَائِشَةَ. فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصالحها على ذلك. وفي ذلك أنزل الله عز وجل: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} قالت عائشة: نزلت في سودة بنت زمعة. و كانت رضى الله عنها صوامة قوامة و كانت تحب الصدقة وكانت ذات عبادة وورع وزهادة، قالت عائشة: ما من امرأة أحب إليّ أن أكون في مسلاخها غير أن فيها حدة تسرع منها الفيئة. قَالَتْ سَوْدَةُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! صَلَّيْتُ خَلْفَكَ البَارِحَةَ، فَرَكَعْتَ بِي حَتَّى أَمْسَكْتُ بِأَنْفِي مَخَافَةَ أَنْ يَقْطُرَ الدَّمُ. فَضَحِكَ، وَكَانَتْ تُضْحِكُهُ الأَحْيَانَ بِالشَّيْءِ. عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ إِلَى سَوْدَةَ بِغِرَارَةِ دَرَاهِمٍ. فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: دَرَاهِم. قَالَتْ: فِي الغِرَارَةِ مِثْلَ التَّمْرِ، يَا جَارِيَةُ بَلِّغِيْنِي القُنْعَ، فَفَرَّقَتْهَا. وكانت تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة و روت رضى الله عنها خمسة أحاديث عن النبى صلى الله عليه و سلم وفاتها : توفيت رضى الله عنها فى زمن عمر بن الخطاب. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 04 : 05 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه
كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فواضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.. زواجها في حديث عائشة بنت أبي بكر عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله بعائشة: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء. فعرضت الزواج من سودة بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول فأتى فتزوجها. تزوج النبي بسودة ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة. فضلها تعد سودة من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة. صفاتها لما دخلت عائشة بنت أبي بكر بيت الرسول زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل. أنس الرسول بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك. وطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها. كانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وذرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة. عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر () بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها. أعمالها روت سودة – ا- خمسة أحاديث، وروى عنها عبد الله بن عباس ويحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زاره الأنصاري. وروى لها أبو داودوالنسائي وخرج لها البخاري. وفاتها توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية. ولما توفيت سوده سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا رأيتم آية فاسجدوا" ، فأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي . ملخص هي أم المؤمنين زوج رسول الله محمد بن عبد الله سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود العامرية أمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية. تزوجت قبل الإسلام من السكران بن عمرو العامري أخو سهيل بن عمرو وأسلما معاً وهاجرا إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عادا إلى مكة فتوفي عنها زوجها بمكة. بعد انقضاء عدتها عرضتها خولة بنت حكيم السلمية زوج عثمان بن مظعون على ا لرسول ليتزوجها, فخطبها من أخو زوجها المتوفي حاطب بن عمرو حسب طلبها. كانت أول امرأة تزوجها رسول الله بعد السيدة خديجة، ودخل بها بمكة في رمضان سنة عشر من البعثة، وهاجر بها إلى المدينة المنورة. كانت خفيفة الظل كثيرا ما أضحكت رسول الله له, ولما كبر بها العمر طلبت من رسول الله أن لا يطلقها وأن يكون في حل من شأنها وأنها تريد أن تحشر يوم القيامة وهي في زمرة أزواجه, ولا تريد منه ما تريد النساء وقد وهبت يومها لعائشة, وفيها نزل قول القرآن: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}(الآية 128 ) (سورة النساء). كانت كريمة وسخية وعاشت بعد وفاة رسول الله وتوفيت في أواخر خلافة عمر بن الخطاب ودفنت في البقيع. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 07 : 05 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه مقدمة هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية. إسلامها أسلمت قديما وبايعت وكانت عند ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو وأسلم أيضا وهاجروا جميعا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية فلما قدما مكة مات زوجها وقيل: مات بالحبشة فلما حلت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها. زواجها من النبي صلى الله علي وسلم: عن ابن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو فرأت في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها فأخبرت زوجها بذلك فقال وأبيك لإن صدقت روئتك لأموتن وليتزوجنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حجرا وسترا - تنفي عن نفسها ذاك - ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها من السماء وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال وأبيك لإن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون: أي رسول الله ألا تزوج قال: "ومن؟" قلت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال: "فمن البكر" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: ومن الثيب" قلت: سودة بنت زمعة بن قيس آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "اذهبي فاذكريهما علي" فجاءت فدخلت بيت أبي بكر...... ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة فقلتُ: يا سودة ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه. قالت: وددت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة . قال: كفء كريم فماذا تقول صاحبتك قالت: تحب ذلك . قال: ادعيها . فدعتها فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم أفتحبين أن أزوجك قالت: نعم. قال: فادعيه لي، فدعته فجاء فزوجها... موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله صلى الله عيه وسلم: عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثو التراب على رأسه فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة. من ملامح شخصيتها: حبها للصدقة: عن عائشة قالت اجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا يا رسول الله أينا أسرع لحاقا بك قال أطولكن يدا فأخذنا قصبة نذرعها فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعا قالت وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سودة أسرعنا به لحاقا فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة وكانت امرأة تحب الصدقة. فطنتها: آثرت بيومها حب رسول الله تقربا إلى رسول الله وحبا له وإيثارا لمقامها معه فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي راضية بذلك مؤثرة لرضى رسول الله رضي الله عنها، فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضى رسول الله وعن النعمان بن ثابت التيمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة إعتدي فقعدت له على طريقه ليلة فقالت يا رسول الله ما بي حب الرجال ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك فأرجعني قال فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهم الحجاب قالت قدم بالأسارى فأتيت منزلي فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما قالت فوالله ما نبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل البيت أي سودة أعلى الله وعلى رسوله قلت يا رسول الله والله إن ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت. وعن ابن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله ماتت فلانة يعني الشاة فقال فلولا أخذتم مسكها فقالت نأخذ مسك شاة قد ماتت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قال الله عز وجل { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير } فإنكم لا تطعمونه ان تدبغوه فتنتفعوا به فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته فأخذت منه قربة حتى تخرقت عندها وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل ان يدفع فأذن لها وقال القاسم وكانت امرأة ثبطة قال القاسم الثبطة الثقيلة فدفعت وحبسنا معه حتى دفعنا بدفعه قالت عائشة فلأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس أحب إلي من مفروح به مواقفها مع الصحابة موقفها مع عمر رضي الله عنه روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن. موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها قالت عائشة دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة فجئت بها فقلت كلي فقالت ما أنا بذائقتها فقلت والله لتأكلين منها أو لألطخن منها بوجهك فقالت ما أنا بذائقتها فتناولت منها شيئا فمسحت بوجهها فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها فنتاولت منها شيئا لتمسح به وجهي فجعل رسول الله يخفض عنها ركبته وهو يضحك لتستقيد مني فأخذت شيئا فمسحت به وجهي ورسول الله يضحك. موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة عن خليسة مولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة ومزحهما معها بأن الدجال قد خرج فاختبأت في بيت كانوا يوقدون فيه واستضحكتا وجاء رسول الله فقال ما شأنكما فأخبرتاه بما كان من أمر سودة فذهب اليها فقالت يا رسول الله أخرج الدجال فقال لا وكأن قد خرج فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت بعض ما روته عن النبي صلى الله عليه وسلم روى البخاري بسنده عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا" وعنها رضي الله عنها قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منه قال نعم قال الله أرحم حج عن أبيك وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان فقلت: يبصر بعضنا بعضا ؟ فقال: شغل الناس {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} وعنها رضي الله عنها أنها نظرت في ركوة فيها ماء فنهاها رسول الله عن ذلك وقال: إني أخاف عليكم منه الشيطان أثرها في الآخرين: ممن روى عنها من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعًا، وممن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن ، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام... وفاتها رضي الله عنها توفيت السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها وأرضاها في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . من مراجع البحث: الطبقات الكبرى........... ابن سعد أسد الغابة................ ابن حجر البداية والنهاية............ ابن كثير . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 09 : 05 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، ثاني زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، كريمة النسب ، فأمها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية ، من بني عدي بن النجار ، وأخوها هو مالك بن زمعة . كانت رضي الله عنها سيدة ً جليلة نبيلة ، تزوجت بدايةً من السكران بن عمرو ، أخي سهيل بن عمرو العامري ، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً بدينها ، ولها منه خمسة أولاد . ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة ، فعادت هي وزوجها معهم ، وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام أن قمراً انقض عليها من السماء وهي مضطجعة ، فأخبرت زوجها السكران فقال : والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيراً حتى أموت وتتزوجين من بعدي ، فاشتكى السكران من يومه ذلك وثقل عليه المرض ، حتى أدركته المنيّة . وبعد وفاة زوجها جاءت خولة بنت حكيم بن الأوقص السلمية امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، كأني أراك قد دخلتك خلة – أي الحزن - لفقد خديجة ؟ ، فقال : ( أجل ، كانت أم العيال ، وربة البيت ) ، قالت : أفلا أخطب عليك ؟ ، قال : ( بلى ؛ فإنكن معشر النساء أرفق بذلك ) ، فلما حلّت سودة من عدّتها أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبها ، فقالت : أمري إليك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مري رجلاً من قومك يزوّجك ) ، فأمرت حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود فزوّجها ، وذلك في رمضان سنة عشر من البعثة النبوية ، وقيل في شوّال كما قرّره الإمام ابن كثير في البداية والنهاية . وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، ولم يتزوج معها صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاث سنين أو أكثر ، حتى دخل بعائشة رضي الله عنها. وحينما نطالع سيرتها العطرة ، نراها سيدةً جمعت من الشمائل أكرمها ، ومن الخصال أنبلها ، وقد ضمّت إلى ذلك لطافةً في المعشر ، ودعابةً في الروح ؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قبيل ذلك ما أورده ابن سعد في الطبقات أنها صلّت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرّة في تهجّده ، فثقلت عليها الصلاة ، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " صليت خلفك البارحة ، فركعتَ بي حتى أمسكت بأنفي ؛ مخافة أن يقطر الدم ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تضحكه الأحيان بالشيىء " . وبمثل هذا الشعور كان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يعاملنها ، ويتحيّنّ الفرصة للمزاح معها ومداعبتها ، حتى إن حفصة و عائشة أرادتا أن توهمانها أن الدجال قد خرج ، فأصابها الذعر من ذلك ، وسارعت للاختباء في بيتٍ كانوا يوقدون فيه ، وضحكت حفصة و عائشة من تصرّفها ، ولما جاء رسول الله ورآهما تضحكان قال لهما : ( ما شأنكما ) ، فأخبرتاه بما كان من أمر سودة ، فذهب إليها ، وما إن رأته حتى هتفت : يا رسول الله ، أخرج الدجال ؟ فقال : ( لا ، وكأنْ قد خرج ) ، فاطمأنّت وخرجت من البيت ، وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت . ومن مزاياها أنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة – وعاء تُوضع فيه الأطعمة - من دراهم ، فقالت : ما هذه ؟ ، قالوا : دراهم ، قالت : في غرارة مثل التمر ؟ ففرقتها بين المساكين . وهي التي وهبت يومها ل عائشة ، رعايةً لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري : ( أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها ل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها -أي جلدها- من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة) ، -ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها ، ولم ترد عائشة عيب سودة بذلك بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة -قالت : ( فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لي) ، قالت يا رسول الله: ( قد جعلت يومي منك لعائشة ) . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ل عائشة يومين يومها ويوم سودة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " خشِيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله، لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ، ففعل "، ونزلت هذه الآية: { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } (النساء:128) . قال ابن عباس : فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز . رواه البيهقي في "سننه" . ولما حجّت نساء النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر لم تحجّ معهم ، وقالت : قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله ، وظلّت كذلك حتى توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن أوصت ببيتها لعائشة ، أسكنهنّ الله فسيح جنّاته . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 11 / 2009, 16 : 05 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه سيرة أمهات المؤمنين : السيدة سودة (2) لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي. سيرة الصحابية سودة بنت زمعة " الزوجة الثانية " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة الكرام ... مع الدرس التاسع من دروس الصحابيات الجليلات ، مع أمهات المؤمنين ، مع زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الثانية ، التي كانت بعد خديجة وقبل عائشة ، مع أم المؤمنين سودة بنت زُمعة ، هذه الزوجة التي تزوَّجها النبي عليه الصلاة والسلام لحكمةٍ سوف نقف عليها من خلال سيرتها . هذه الزوجة الطاهرة أسلمت بمكة قديماً ، وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة ، وينبغي أن نتصور ما معنى أن يترك الإنسان بلده التي ولد فيه ؟ ما معنى أن يدع الإنسان مسقط رأسه ؛ لسببٍ بسيط ، لمضايقةٍ يسيرة ، لضغطٍ خفيف أم لشيءٍ لا يحتمل ، شيءٍ لا يطاق ؟ . أيها الإخوة ... الصحابة الكرام الذين أسلموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ذكوراً وإناثاً ، في أول الدعوى الإسلامية لهم عند الله مقامٌ كبير ، لأنهم تحمَّلوا ، وتحملوا الشيء الكثير ، حتى إن الهجرة إلى الحبشة كانت متنفَّساً لهم من شدة الضغط الذي تحمَّلوه . لو أن أحدنا سأل نفسه هذا السؤال : هل تحمَّل واحد بالمليار مما تحمَّله الصحابة ؟ تدخل إلى المسجد ؛ تصلي ، وتحضر درس علم ، وتقرأ القرآن ، وتعود إلى بيتك آمناً ، تصلي قيام الليل إذا شئت ، لا أحد يعترضك ، تفعل في بيتك ما تشاء ، لا أحد يأخذ عليك أنك مسلم ، ماذا ذاق المسلمون في جنب ما ذاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ؟ أسلمت بمكة قديماً ، وهاجرت هي وزوجها إلى الحبشة ، ومات زوجها هناك ، وقد ورد أنه ما عُبد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر ، الإنسان أحياناً يتزوج امرأةً لجمالها ، وقد يتزوّجها لمالها ، وقد يتزوجها لدينها ، وقد يتزوجها جبراً لخاطرها . هذه الزوجة الطاهرة روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أحاديث كثيرة ، وروى عنها ابن عباس ، وتوفيت رضي الله عنها في آخر زمان عمر بن الخطاب ، فمن التي خطبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم ؟ خطبتها خولة بنت حكيم ، المرأة نفسُها التي خطبت السيدة خديجة لرسول الله ـ قبل ربع قرن ـ هي نفسها ، يروي الإمام الطبري في تاريخه أنّ خولة بنت حكيم قالت : " يا رسول الله ألا تتزوج ؟ " . النبي عليه الصلاة والسلام يقول : ((من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح)) . ( من الجامع الصغير : عن " أبي رهم " ) إخواننا الكرام ... الزواج جبر ، فتاة ، طاهرةٌ ، عفيفةٌ تنتظر زوجاً، تنتظر أن يطرق بابها خاطب ، هكذا خلقها الله عزَّ وجل ، جعل فيها دافع الأمومة ـ دققوا - أقوى دافعٍ في الجنس البشري - دافع الأمومة - الفتاة أحياناً بخلاف ما تتصورون ، طلبها للزواج ليس كطلب الزوج للزواج ، شهوة الرجل حسيَّة ؛ لكن المرأة رغبتها في الزواج أن تكون أماً، أن يخطبها خاطب ، إذاً هي مرغوبٌ فيها ، إذاً هي مطلوبة ، لذلك : ((من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح)) . ( من الجامع الصغير : عن " أبي رهم " ) جميل جداً أن تتعرَّف إلى إخوانك ، هذا الأخ عنده بنات ، فإن رأيت شابًا مؤمناً مستقيماً ، طاهراً عفيفاً ، دللته على امرأةٍ طيبةٍ طاهرةٍ عفيفة هذا أعظم عملٍ تفعله .. ((من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في نكاح)) . ( من الجامع الصغير : عن " أبي رهم " ) (النساء : من الآية 85) "يا رسول الله ألا تتزوج ؟ " ، قالت هذا الكلام بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنوات ، معنى ذلك النبي عاش وحيداً ، والأزواج يعرفون ؛ المرأة سكنٌ لزوجها ، ومن أصعب الحالات أن يفقد الرجل زوجته ، والنبي عليه الصلاة والسلام بموت السيدة خديجة فقد الدَعم الداخلي ، وبموت عمِّه أبي طالب فَقَدَ الدَعم الخارجي ، في زمنٍ قصير فَقَدَ نصيره خارج البيت ، وفَقَدَ نصيره داخل البيت ، إذاً ذاق النبي الوحدة ، ذاق الوحشة ، ذاق موت النصير ، ذاق موت القريب ، ذاق موت أحب الناس إليه .. ((إن الدنيا دار التواء لا دار استواء ، منزل ترحٍ لا منزل فرح ، من عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى)) . فقال عليه الصلاة والسلام : " ومن ؟ " ، هناك أشخاص مترفِّعون ، عندهم كبر ، أحياناً تعرض على إنسان عملاً ، لا أحب العمل ، لا أعمل ، لا أوافق ، قبل أن يفهم ، تعلَّم هذا الأدب ، قال : " ومن ؟ " قالت : " إن شئت بكراً وإن شئت ثيِّباً " ، قال : " فمن البكر " ، قالت : " ابنة أحب خلق الله إليك ، عائشة بنت أبي بكر " ، إن أردت بكراً ، قال : " ومن الثيِّب " ، قالت : " سودة بنت زُمعة قد آمنت بك ، واتبعتك على ما أنت عليه " . نقطة دقيقة ... الإنسان يتزوج ، هذه الزوجة أقرب الناس إليك ، إن لم تكن على شاكلتك ، إن لم تؤمن بما تؤمن ، إن لم توقِّر ما توقِّر ، إن لم ترجو ما ترجو ، إن لم تكن على الشكل الذي يرضيك ، كيف تعيش معها ؟ فهذا الذي يذهب إلى بلاد الغرب ، ويقترن بامرأة راق له شكلُها ، لكن أهلها ؛ طباعهم ، عاداتهم ، تقاليدهم ، قيمهم ، مبادئهم ، ديانتهم ، فكيف تستطيع العيش معها ؟ فما من علاقة أقرب من الزوج إلى زوجته ، يسمونها علاقة حميمة ، أي أنها علاقة من أعلى درجات العلاقات ، أيعقل أن تكون زوجتك على غير شاكلتك ، تؤمن بما لا تؤمن ، أو تكفر بما تؤمن ، تحب ما لا تحب ، ترضى بما لا يرضيك ؟!! مستحيل . قالت : " آمنت بك يا رسول الله واتبعتك على ما أنت عليه " . قال : ((فاذهبي فاذكريها علي)) . ( من مجمع الزوائد : عن " خولة بنت حكيم " ) أي اخطبيها لي ، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر قالت : ثم خرجت فدخلت على سودة فقالت : " أي سودة ـ أي يا سودة ـ ماذا أدخل الله عليكِ من الخير والبركة ؟! " ، فقياساً على ذلك إذا كان طالب العلم إنسانًا ملتزمًا ، مؤمنًا يحب الله ورسوله ، يخشى الله ، يُرضي الله ، يتحرَّى الدخل الحلال ، إنفاقه حلال ، جوارحه مضبوطة ، هذا إذا خطب ينبغي ألا يتردد في الموافقة عليه ، هذا مكسبٌ كبير ، طالب العلم كفءٌ لأيَّة فتاةٍ على الإطلاق . " أي سودة ماذا أدخل الله عليكِ من الخير والبركة ؟ " ، قالت : " وما ذاك ؟ " ، قالت : " أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يخطبكِ عليه" ، فقالت : " وددت " ، أي والله أتمنى ، أرأيت هذا الأدب أيضاً ؟ في إنسان تعرض عليه شيء يتأبَّى ، ومن الداخل يذوب شوقاً إليه ، لكنه يتأبَّى لكبرٍ فيه ، قالت : " وددت ادخلي على أبي فاذكري له ذلك " . قالت : " وهو شيخٌ كبير ، فدخلت عليه ، فحييته بتحية الجاهلية ، ثم قلت : إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسلني أخطب عليه سودة " ، قال: " كفءٌ كريم " . نقطة دقيقة ، جاءته الرسالة ، لو أن الناس يعلمون عنه شيئاً في الجاهلية قبل الإسلام لذكروه بصوتٍ عالٍ ، الأنبياء معصومون قبل النبوة ، لا يستطيع أحدٌ أن يتكلَّم عنهم كلمة ، قال : " كفءٌ كريم ، فماذا تقول صاحبته ـأي مخطوبته ـ " ، قالت : " تحب ذلك " ، قال : " ادعيها لي " ، فدُعيت له . قال أبوها : " أي سودة ، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل يخطبكِ ، وهو كفء كريم ، أفتحبين أن أزوِّجْكِهِ ؟ " قالت : "نعم " ، قال : " فادعيه لي " ، فدعته ، فجاء فزوجه . طبعاً صاحب الحاجة هو الذي يأتي ، هذا أدب أيضاً ، جاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى أبيها ، وخطبها منه ، وتزوجها . يروي الحافظ ابن كثير والإمام أحمد في المسند محاورةً جرت في هذا الموضوع ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهَا سَوْدَةُ وَكَانَتْ مُصْبِيَةً ـ أي لها صبيان ـ كَانَ لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ لَهَا مَاتَ - هناك من يدَّعي ، ومن يتهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان مغرماً بالنساء ، هذه امرأةٌ متقدمةٌ في السن ، عندها خمسة أولاد ، مُصْبِيَة - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي قَالَتْ وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ وَلَكِنِّي أُكْرِمُكَ أَنْ يَضْغُوَ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَةَ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً - أي أن يمنعوا راحتك ، خمسة أولاد ، كان قدوةً عليه الصلاة والسلام ، امرأةٌ مسنَّة يتزوجها ، وعندها خمسة أولاد ، هي نفسها خافت أن تزعج النبي عليه الصلاة والسلام ، هي نفسها خافت أن يكون أولادها عبئاً على النبي عليه الصلاة والسلام - قَالَ فَهَلْ مَنَعَكِ مِنِّي شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ قَالَتْ لَا وَاللَّهِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُكِ اللَّهُ إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ)) . ( من مسند الإمام أحمد : عن " عبد الله بن عباس " ) فالإنسان إذا تقدَّم في السن تكثُر حاجاته ، لذلك الزوجات الطاهرات المخلصات هنَّ اللواتي يضاعفن من خدمة أزواجهن إذا تقدَّمت بهم العمر ، طبعاً حينما يكون شاباً يخدمنه خدمةً عالية ، أما إذا تقدَّمت به السن ضعفت الخدمة ، فقال عليه الصلاة والسلام (إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ)) . ( من مسند الإمام أحمد : عن " عبد الله بن عباس " ) أي خير النساء من جمعت بين رعاية أولادها ورعاية زوجها . هناك مشكلتان في بيوت المسلمين ؛ الأولى أن الزوجة تعتني بزوجها عنايةً فائقة وتهمل أولادها ، تدعهم في الطُرقات ، ثيابهم غير نظيفة ، أعمالهم غير مرتَّبة ، دراستهم متخلِّفة ، لكنها تعتني بزوجها لأنه مصدر سعادتها ، هذا مرض . المرض الثاني تعتني الزوجة بأولادها على حساب زوجها ، تهمله ؛ تهمل طعامه ، وشرابه ، وثيابه ، كل همها لأولادها ، هذا خطأ وهذا خطأ، هذا تطرُّف وذاك تطرُّف ، خير النساء من جمعت بين رعاية أولادها ورعاية زوجها ، وقد لا تصدقون أن المرأة التي تحسن تبعُّل زوجها هذا العمل يعدل الجهاد في سبيل الله ، ولكن من هي هذه المرأة التي تتفهَّم هذا الحديث الصحيح الذي رواه النبي عليه الصلاة والسلام : ((انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله)) ، أي الجهاد في سبيل الله . ( من كنز العمال : عن : أسماء بنت يزيد " ) كُتَّاب السيرة يقولون : " خولة بنت حكيم هذه لم تكن تستطيع أن تكون جريئةً إلى هذا الحد ، لأنها تدخَّلت في أخصَّ خصوصيَّات النبي عليه الصلاة والسلام ، تدخَّلت في حياته الشخصيَّة ، لولا أنها رأت من الوَحشة التي خيَّمت على بيت النبي بوفاة الزوجة الصديقة العزيزة الغالية . بصراحة الزوجة الصادقة ، الوفيَّة ، الصالحة موتها يهدُّ أركان البيت، والزوج الصالح الوفي موته يهدُّ أركان البيت ، فالنبي عليه الصلاة والسلام ذاق فقد الزوجة ثلاث سنوات ، لأن الله جعله أسوةً حسنة أذاقه كل شيء ؛ أذاقه موت الولد ، أذاقه فقد الزوجة ، أذاقه زوجةً تكبره بخمسة عشر عاماً ، أذاقه زوجةً صغيرة ، أذاقه هجرةً من بلده إلى بلدٍ آخر ، أذاقه موت أبيه ، أذاقه موت أمه ، حينما قال الله عزَّ وجل : ( سورة الأحزاب : من آية " 21 " ) لولا أن الله أذاقه كل شيء لما كان أسوةً لنا في كل شيء ، أذاقه الفقر . " هل عندكم شيء ؟ " قالوا : " لا " . قال : " فإني صائم " . ( من الموطأ : عن " السيدة عائشة " ) أذاقه الغنى . " لمن هذا الوادي ؟ " هو لك " ، قال : أشهد أنك رسول الله . أذاقه القهر في الطائف .. ((إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي)) . ( من الجامع الصغير : عن " عبد الله بن جعفر " ) أذاقه النصر في فتح مكة .. ((ما تظنون أني فاعل بكم ؟ . قالوا : أخٌ كريم وابن عمٍ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء)) . ( من الجامع الصغير : عن " أنس بن مالك " ) النبي عليه الصلاة والسلام تحمَّل من قريش أشدَّ الأذى ، ولا سيما بعد وفاة عمه أبي طالب ، وبعد وفاة زوجته السيدة خديجة ، الزوجة سكن. أدركت هذه الصحابية الجليلة ما يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من الشدائد والهموم ، فأرادت أن تخفف عنه بعد ذلك بإيجاد أنيسٍ في بيته . إخواننا الكرام ... هناك تعليق لطيف ، هذا الذي يستخف بزوجته ، ويحلف عليها بالطلاق لأتفه الأسباب ، أو يطردها من البيت ، أو يعاملها معاملةً قاسية ، أو يسب أباها وأمها ، أو يهينها ، ماذا يفعل هذا الإنسان ؟ يكفر بنعمة الزوجة ـ الزوجة نعمة ـ يكفر بأشد النعم لصوقاً بالزوج. وهذه المرأة التي تستخف بزوجها ، يحلف عليها يمينًا فتنقضه ، يأمرها فلا تطيعه ، يهددها فتتحدَّاه ، هذه امرأةٌ أيضاً تكفر بنعمة الزوج .. ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ)) . ( من مسند أحمد : عن " ثوبان " ) ((لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه)) . ((إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها)) . فالمرأة إذا رعت نعمة الزوج ، والزوج إذا رعى نعمة الزوجة كانت حياتهما سعيدة ، لذلك أنا من خلال ما يُعرض علي من قضايا ومشكلات بين الزوجين ، أعجب أشدَّ العجب ، يحلف عليها يميناً بالطلاق ألاّ تزور أختها ، لا يحلو لها إلا أن تكسر يمينه ، وتتحدَّاه ، وتزور أختها ، تجلس عندها ساعة ، وقع الطلاق ، يتحرَّك الزوج من شيخٍ إلى شيخ من أجل فتوى ، ماذا أفعل ؟ لهذه الدرجة زوجكٍ هينٌ عليكٍ ، حلف عليكٍ ألاّ تزوري أختكِ ، ماذا يمنع أن تنفذي أمره ؟ ماذا يمنع أن تمتنعي عن زيارة أختكِ ؟ الشيء العجيب بين كل مئة يمين طلاقٍ طلاقٌ مقيَّد غير مُطلق ، أي يقول : إن فعلت كذا فأنتِ طالق ، بين كل مئة طلاق تسعة وتسعين بالمئة من النساء اللواتي يحلف أزواجهن عليهن يمين طلاق ينقضنه ، هذا كفرٌ بنعمة الزوج. لماذا جعل الله الطلاق بيد الرجل ؟ لأن المرأة عاطفيَّة ، لسببٍ تافهٍ تطلب الطلاق ، لكن الزوج يجب أن يفكِّر في الطلاق بعد دراسة طويلة جداً ، وبعد بحث . تتم الخطبة ، ويعقد الزواج ، ويروي الطبري عن هذا الزواج الشيء الكثير ، تُزَّف العروس الوقور إلى أحبِّ الناس إليها ، لتخفِّف آلام الفُرقة عن نفسه الشريفة ، ولتملأ بيته أُنساً بعد وحشة ، ولتحمل معه بعض أعباء الحياة ، ولتقوم ببعض ما كانت تقوم به الزوجة الراحلة العزيزة خديجة ، لقد كانت أم المؤمنين سودة ذات روحٍ مرحةٍ مشرقة . فالأمر قصير ، الدُعابة ، واللطف ، والطُرفة ، والوجه الطليق ، والبسمة ، والمرح في البيت مطلوب جداً ، فهناك أب إذا دخل على أولاده وعلى أهله كان عندهم عيد ؛ يهَللون ، يفرحون ، يتنافسون ليصلوا إليه ، وهناك أبٌ إذا دخل البيت كان عبئاً على أهل البيت .. أيها الإخوة ... كن من الأزواج الذين إذا دخلوا بيتهم كانوا مصدر سعادةٍ لأهلهم . قال : " كانت هذه السيدة ذات روحٍ مرحةٍ مشرقة ، تسخِّر نفسها الراضية المرضية لإرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وإدخال السرور على نفسه الكريمة " . الحقيقة أيها الإخوة ، الملاحظ أن المرأة غير المنضبطة ، أن المرأة غير الملتزمة ، أن المرأة المُنقطعة عن الله ، أسوأ ما عندها لزوجها ؛ الكلام القاسي ، والنظرة المتجفِّية ، والهيئة التي لا ترضي ، إهمال شأنه ، إهمال ثيابه ، إهمال زينتها ، قسوة كلامها ، إهمال شؤون زوجها ، فإذا أرادت أن تلتقي بالآخرين ؛ تلطَّفت ، وتزيَّنت ، وتعطَّرت ، ولبست أحسن ثيابها ، وكانت لطيفةً إلى أعلى درجة ، هذه امرأةٌ لا يحبها الله عزَّ وجل ، لأن أسوأ ما فيها لزوجها ، وأحسن ما فيها لغير زوجها . كانت هذه الزوجة الوفيَّة سودة ، تحاول أن تدخل على قلب النبي صلى الله عليه وسلَّم السرور ، فكانت تغتنم كل مناسبة لتضحكه وتسرَّه ، لعلَّها بذلك تقدِّم بعض الواجبات التي نيطت بالزوجات نحو أزواجهن وأرباب بيوتهن . من أمثلة ذلك ما رواه ابن سعدٍ عن الأعمش عن إبراهيم قال : قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم : " صلَّيت خلفك الليلة ، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطُر الدم "، يبدو أن النبي أطال الركوع فقالت : " صليت خلفك الليلة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم " ، فضحك النبي عليه الصلاة والسلام ، وكانت تضحكه بالشيء أحياناً . قال بعض كُتَّاب السيرة : ربما كانت هذه الزوجة المسعدة لزوجها تمازحه بكلماتٍ ، ويعظها بكلمات ، من ذلك ما رواه ابن المبارك أن سودة قالت : " يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت "، فقال لها : ((لو تعلمين علم الموت يا بنت زمعة لعلمت أنه أشد مما تقدرين عليه)) . ( من كنز العمال : عن " سودة بنت زُمعة " ) أي نوع من أنواع الدعابة ، نوع من أنواع الطرافة بين الزوج وزوجته . وقال بعض كُتَّاب السيرة : كانت رضي الله عنها مع حبها للمرح والمزاح كريمة جوادة ، لا يأتيها مالٌ إلا سارعت بإنفاقه على أهل ذي الحاجة . فقد روي بسندٍ صحيح عن محمدِ بن سيرين أن عمر بعث إلى سودة بغرارةٍ من دراهم ـ أي بصرَّة من دراهم ـ فقالت : " ما هذه ؟ " ، قالوا : دراهم ، قالت : " في غرارةٍ مثل التمر !! " ، ففرَّقتها . أيها الإخوة ... مما يؤثر عن هذه الزوجة الفاضلة ، أنها كانت حريصةً كل الحرص على إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وتكريمه ، فكانت إذا مازحته لم تُقَلل ذلك من هيبتها له وتوقيرها إياه شيئاً. بالمناسبة أنا لا أتمنى أن ترفع الكلفة بين الزوجين أبداً ، إنْ رُفعت كلياً شقي الزوجان ، لابدَّ من حدٍ أدنى من الكلفة بين الزوجين ، أما إذا رفعت الكلفة واستباح كل طرفٍ أن يكثر المزاح مع الطرف الآخر حيث يقلل من هيبته ، كانت مشكلة . قال : كانت إذا مازحته صلى الله عليه وسلَّم لم يقلل ذلك من هيبتها له وتوقيرها إياه شيئاً . والحقيقة المزاح كالملح في الطعام ، إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالذي يمزح ينبغي أن يمسك بميزانٍ دقيقٍ جداً ، إنه إن أكثر المزاح فقد هيبته ، وهناك مزاح يجرح ، ومزاح فيه إهانة ، ومزاح مؤلم ، هناك مزاح ، لكنه قليل ونادر ؛ لا يؤذي أبداً ، ولا يجرح ، ولا يُهين ، ولا يحجِّم ، ولا يخجل ، هذا هو المزاح المسموح به ، هناك من يمزح مع زوجته بالانتقاص من شكلها ، بإبراز عيوبها ، بتكبير عيوبها ، بالتعريض بأهلها، هذا ليس مزاحاً ، بل هذا هدمٌ للعلاقات بين الزوجين . في صفة لطيفة بهذه الزوجة ، أنها كانت إذا أخطأت عادت سريعاً إلى صوابها ، تقول السيدة عائشة : " إذا أصابتها الحِدَّة فاءت سريعاً فتصلح نفسها مما نابها " . وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : ((مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنْ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ قَالَتْ فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ)). (مسلم) أي حينما تخطئ تسارع إلى الإصلاح . هذه الزوجة الكريمة تعلَّقت برسول الله صلى الله عليه وسلَّم تعلُّق كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ به ، إذ أرسله الله رحمةً للعالمين ، وزادها تعلقاً به صلى الله عليه وسلَّم ما رأته من رؤيا صادقة ، كانت قد رأت في المنام أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أقبل يمشي حتى وطئ على عُنقها ، فأُوِّلَت لها هذه الرؤيا بزواج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم منها . ثم رأت في المنام ليلةً أخرى كأن قمراً انقضَّ عليها من السماء وهي مُضَّجعة ، فكانت هذه الرؤيا تأكيداً لزواجه صلى الله عليه وسلَّم منها . بعد ذلك أصبحت سودة زوجةً لرسول الله ، أرضاها الزواج كل الرضا أن تأخذ مكانها الرفيع في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وأن تخدم بناته الكريمات . أيها الإخوة ... هناك نقطة دقيقة جداً في هذا الزواج ، كان رضاها برسول الله صلى الله عليه وسلم زوجاً يغمرها سعادةً وهناءً ، فلا تراها إلا وبهجة السرور تعلو وجهها الكريم ، كان يسعدها أن ترى النبي صلى الله عليه وسلَّم يبتسم من مشيتها المُتمايلة من ثِقل جسمها ، فوق ما كان يأنس عليه الصلاة والسلام إلى ملاحة نفسها وخفة ظلها ، حينما تسمعه عباراتٍ من مزاحها ـ يبدو أن اللحم ركبها ، فكانت إذا مشت أمامه تمايلت يمنةً ويسرة ، فكان عليه الصلاة والسلام يتبسَّم من مشيتها ـ وظلَّت هذه الزوجة الصالحة بهذه النفس الرضيَّة ، تقوم على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم طيلة وجودها في مكة . وبعد أن هاجر النبي إلى المدينة هاجرت هي أيضاً إليها ، وبقيت هي الراعية لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في دار الهجرة ، إلى أن جاءت عائشة بنت أبي بكرٍ زوجةً للرسول وأُماً للمؤمنين . طبعاً لمجرَّد أن تكون المرأة زوجةً لرسول الله ، هذا شرفٌ عظيم ، وهذا مقامٌ كريم ، وهذه مرتبةٌ عالية تتقطَّع دون بلوغها أعناق الطامحين ، فشيء كبير جداً أن تكون امرأةٌ أُم المؤمنين ، أن تكون امرأةٌ زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم . لكن هذه المرأة المسنَّة الكبيرة ، التي عندها خمسة صبية ، كانت تعلم أنها لا تُرضي النبي بشكلها ، لكنها ارتقت إلى مستوىً رفيع تطمح إليه، بحكمتها ولذكائها أفسحت للعروس الشابَّة ـ السيدة عائشة ـ المكان الأول في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وحرصت أشد الحرص أن تتحرَّى مرضاة العروس الجديدة ، وأن تقوم على خدمتها ، وأن تسهر على راحتها . أرأيت إلى هذا الوفاء ؟ هذه حكمة ، هي نالت مبتغاها من زواجها من النبي ؛ أصبحت أم المؤمنين ، أصبحت زوجة رسولٍ كريم ، هذه الشابَّة التي تزوَّجها تحتاج إلى رعاية ، تحتاج إلى عناية ، اعتنت بها ، وخدمتها ، وأرشدتها ، وعلَّمتها ، وبيَّنت لها كي تُرضي رسول الله ، وكي تُرضي عائشة رسول الله ، وكي يرضى رسول الله عن سودة بهذه الخدمة. ثم خصَّ عليه الصلاة والسلام كل زوجةٍ ببيتٍ خاص ، ولمَّا وفدت زوجاتٌ أُخريات على بيوتات النبي فيهن حفصة ، وزينب ، وأم سلمة ، وسواهن ، لم تتردَّد أم المؤمنين سودة في إيثار عائشة بإخلاصها ، ومودتها، وإن لم تظهر ضيقاً بتلك الزوجات . فالآن ماذا نستفيد من هذه القصَّة ؟ امرأة متقدِّمة في السن ، لم تنجب أولاداً ، زوجها محروم من الأولاد ، فأراد زوجها أن يتزوج امرأةً تنجب له أولاداً ، دون أن يضحي بها ، دون أن يتخلَى عنها ، هي في مكانتها الرفيعة العليَّة ، هناك زوجاتٌ لا يرضَين بذلك ، ويبتعدن عن أزواجهن ، ويعشن وحدهن ، هل هذا هو العقل ؟ هذا موقف . هي نالت مبتغاها ، أفسحت المجال للسيدة عائشة وخدمتها ورعتها ، فهذه الزوجة كما قال كُتَّاب السير لم تكن ترضى لنفسها أن تعيش بعيدةً عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وقد تعلَّقت به تعلُّقاً كبيراً ، وأحبته حباً كثيراً ، فلما بلغها ذلك ، أي بلغها ؛ أولادها الخمسة ، وزوجاته أصبحن كثيرات ، كأنها شعرت أنها عبءٌ على النبي عليه الصلاة والسلام ، وكأنها تحول بينه وبين سعادته ، هذا الإدراك الدقيق جداً ؛ أن تفهم الأمور على حقيقتها، فقد دنى منها النبي عليه الصلاة والسلام ، فبكت ، قالت : " يا رسول الله هل غمصت عليَّ في الإسلام ؟ " ـ أي هل أخطأت في الإسلام ؟ ـ قال : "اللهمَّ لا " ، قالت : " يا رسول الله يومي لعائشة في رضاك "، أي أنا أريد أن أبقى زوجةً لك ، أريد أن أحظى هذا الشرف العظيم ولا مأرب لي في الرجال . " يومي لعائشة في رضاك ، أريد أن أبقى معك لأنظر إلى وجهك ، فوالله ما بي ما تريد النساء ولكني أحب أن يبعثني الله في نسائك يوم القيامة " ، أي أنا كل مطلبي أن أنظر إليك ، أن أكحِّل عيني بمرآك ، وأن أكون زوجتك هكذا إلى يوم القيامة لأحظى بهذا الشرف ، فهي شعرت أنها عبء ، وأنها تحول بينه وبين سعادته ، وأنه تزوجها جبراً لخاطرها ، وأنها مصبية ـ عندها خمسة صبيان ـ وحينما توهَّمت أنها إذا تركت رسول الله تسعده بتركها ندمت ، قالت : " لا أنا أبقى معك ولكن يومي لعائشة " . والنبي بالعدل ، كلكم يعلم أن التعدد من شروطه العدل التام بين الزوجات ، العدل في الإنفاق ، والعدل في السُكنى ، والعدل في المبيت ، أما حينما هي تسامح عن طيب خاطر قالت : " يومي لعائشة " ، وهكذا حافظت أم المؤمنين سودة على ودِّها لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وعلى قُربها منه ، وعلى صحبته في الدنيا والآخرة . لقد عاشت رضي الله عنها في كَنَف النبي صلى الله عليه وسلَّم حتى توفي عنها وعن زوجاته الأُخريات ، وطال بها العمر ، حتى توفيت في آخر زمن الخليفة عمر بن الخطاب ، وقد ظلَّت عائشة أم المؤمنين تذكر سودة حسن صنيعها ، وتؤثرها بجميل الوفاء والثناء الحسن في حياتها وبعد مماتها . فالعقل بالمرأة شيء رائع جداً ، امرأة حكيمة عاقلة ، تعرف حدودها، تعرف حجمها ، تعرف إمكاناتها ، لا تكن عبئاً على زوجها ، همها إرضاء زوجها ، همها إدخال السرور على قلبه ، هكذا كانت السيدة سودة بنت زُمعة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ، وجعلها قدوةً لنساء المسلمين. والحمد لله رب العالمين. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
04 / 03 / 2010, 55 : 07 AM | المشاركة رقم: 9 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : ملتقى السيرة النبويه أللهم صلي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك ورسولك النبي ألأمي الطاهر الزكي وعلى أله وصحبه وسلم بارك الله فيك أخي ****** صقر الاسلام جزاك الله خيرا وأثابك الفردوس ألأعلى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018