الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | بهاء الدين السماحي | مشاركات | 15 | المشاهدات | 2484 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
13 / 10 / 2009, 11 : 03 PM | المشاركة رقم: 11 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام عندما كان العز بن عبد السلام في دمشق كان الحاكم رجلاً يقال له: "الملك الصالح إسماعيل" من بني أيوب، فولّى العز بن عبد السلام خطابة الجامع الأموي، وبعد فترة قام الملك الصالح إسماعيل هذا بالتحالف مع النصارى الصليبيين، أعداء الله, فحالفهم وسلّم لهم بعض الحصون وبعض المدن وذلك من أجل أن يستعين بهم على قتال الملك الصالح أيوب في مصر. فلما رأى العز بن عبد السلام هذا الموقف الخائن الموالي لأعداء الله, لم يصبر فصعد على المنبر، وتكلّم وأنكر على الصالح إسماعيل تحالفه مع الصليبيين، وقالها له صريحة، وقطع الدعاء له في الخطبة، بعدما كان اعتاد أن يدعو له وختم الخطبة بقوله: "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا تُعِزُّ فيه وليَّك، وتُذِلُّ فيه عدوَّك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر"ثم نزل. وعرف الأمير الملك الصالح إسماعيل أنه يريده، فغضب عليه غضبًا شديدًا، وأمر بإبعاده عن الخطابة، وسجنه، وبعدما حصل الهرج والمرج، واضطرب أمر الناس، أخرجه من السجن ومنعه من الخطبة بعد ذلك. وخرج العز بن عبد السلام من دمشق مغضبًا إلى جهة بيت المقدس، وصادف أن خرج الملك الصالح إسماعيل إلى تلك الجهة أيضًا والتقى أمراء النصارى قريبًا من بيت المقدس، فأرسل رجلاً من بطانته وقال له: اذهب إلى العز بن عبد السلام، ولاطِفْهُ ولايِنْهُ بالكلام الحسن، واطلب منه أن يأتي إليّ، ويعتذر مني، ويعود إلى ما كان عليه، فذهب الرجل إلى العز بن عبد السلام وقال له: ليس بينك وبين أن تعود إلى منصبك وأعمالك وزيادة على ما كنت عليه، إلا أن تأتي وتُقَبِّل يد السلطان لا غير، فضحك العز بن عبد السلام ضحكة الساخر وقال: "يامسكين، والله ما أرضى أن يُقَبِّلَ الملك الصالح إسماعيل يدي فضلاً عن أن أُقَبِّلَ يده، يا قومُ أنا في واد، وأنتم في واد آخر، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به". قال: إذًا نسجنك، فقال: "افعلوا ما بدا لكم". فأخذوه وسجنوه في خيمة، فكان يقرأ فيها القرآن ويَتَعَبَّد ويذكر الله تعالى.وفي إحدى المرات كان الملك الصالح إسماعيل قد عقد اجتماعاً مع بعض زعماء النصارى الصليبيين، كان اجتماعهم قريباً من العز بن عبد السلام بحيث يسمعون قراءته للقرآن، فقال: هل تسمعون هذا الذي يقرأ؟ قالوا: نعم فقال متفاخرًا: هذا هو أكبر قساوسة المسلمين سَجَنَّاه؛ لأنه اعترض علينا في محالفتنا لكم، وتسليمنا لكم بعض الحصون والقلاع، واتفاقنا معكم على قتال المصريين. فقال له ملوك النصارى: والله لو كان هذا القسيس عندنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقته! أي لو كان عندنا رجل بهذا الإخلاص للأمة وبهذه القوة، وبهذه الشجاعة لكُنَّا نغسل رجليه، ولشَرِبْنا الماء الذي غسلنا به رجليه، فأصيب الملك إسماعيل بالخيبة والذلِّ، وكانت هذه بداية هزيمته وفشله، وجاءت جنود المصريين، وانتصرت عليه وعلى من كانوا متحالفين معه من الصليبيين، وأفرجت عن الإمام العز بن عبد السلام. هذا موقف صرّح فيه العز بن عبد السلام رحمه الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رؤوس المنابر، ورأى أن هذا الذي يسعه، مع أنه كان يستطيع غير ذلك، ولكنه رأى أن هذا هو الأسلوب المناسب، خاصة أن الصليبيين في تلك الوقعة دخلوا شوارع دمشق ومدنها، وتجوَّلوا في أسواقها ودكاكينها، وكانوا يشترون الأسلحة من المسلمين؛ ولذلك وُجِّه إليه الاستفتاء: هل يجوز أن نبيع السلاح للنصارى؟ فأفتى رحمه الله بأن بيع السلاح إليهم لا يجوز؛ لأن من يبيعهم السلاح يعلم أنهم سوف يصوِّبون هذه الأسلحة إلى صدور المسلمين. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 10 / 2009, 19 : 11 PM | المشاركة رقم: 12 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام خرج العز بن عبد السلام بعد ذلك إلى مصر، واستقبله نجم الدين أيوب، وأحسن استقباله، وجعله في مناصب ومسؤوليات كبيرة في الدولة. وكان المتوقع أن يقول العز بن عبد السلام: هذه مناصب توليتها، ومن المصلحة أن أحافظ عليها حفاظًا على مصالح المسلمين، وألاَّ أعكِّر ما بيني وبين هذا الحاكم، خاصة أن الملك الصالح أيوب - مع أنه رجل عفيف وشريف - إلا أنه كان رجلاً جبارًا مستبدًّا شديد الهيبة، حتى إنه ما كان أحدٌ يستطيع أن يتكلم بحضرته أبدًا، وكان له عظمة وأبهة، وخوف وذعر في نفوس الناس، فماذا كان موقف العز بن عبد السلام معه؟ في يوم العيد خرج موكب السلطان يجوس في شوارع القاهرة، والشرطة مصطفّون على جوانب الطريق والسيوف مُصْلتة، والأمراء يقبّلون الأرض بين يدي السلطان هيبة وأبهة - وهذه كانت عادة سيئة موجودة عند الأمراء في ذلك الوقت-، وهنا وقف العز بن عبد السلام وقال: يا أيوب؛ هكذا باسمـه مجردًا بلا ألقاب، فالتفت الحاكم ليرى: من الذي يخاطبه باسمه الصريح، بلا مقدمات، ولا ألقاب؟ ثم قال له العزّ: ما حُجَّتُك عند الله عز وجل غدًا إن قال لك: ألم أُبَوِّئْكَ ملك مصر، فأبحت الخمور؟ فقال: أويحدث هذا في مصر؟ قال: نعم، في مكان كذا، وكذا، حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلّب في نعمة هذه المملكة؟ فقال: يا سيدي، أنا ما فعلت هذا، إنما هو من عهد أبي. فَهَزَّ العز بن عبد السلام رأسه وقال: إذن أنت من الذين يقولون: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ) [الزخرف:22]، فقال: لا، أعوذ بالله، وأصدر أمرًا بإبطالها فورًا، ومنع بيع الخمور في مصر رجع العز بن عبد السلام رحمه الله إلى مجلسه يعلِّم الطلاب، ويدرِّسهم، وكان يعلمهم مواقف البطولة، والشجاعة ويعلمهم الغَيْرة على الدين, إذ ما قيمة أن يوجد طالب يحفظ القرآن والصحيحين والسنن، وكتب الفقه والحديث ومع ذلك هو ميت الغيرة على الإسلام، لا يغضب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولايَتَمَعَّر وجْهُهُ إذا رأى المنكر، ويَتَطَلَّعُ لمنازل الصِّديقين والشهداء؟ ما قيمة هذا العلم؟ وعندما رجع العز بن عبد السلام إلى مجلس درسه جاءه أحد تلاميذه يقال له: "الباجي" يسأل: كيف فعلت مع السلطان؟ قال: يا ولدي، رأيت السلطان وهو في أبهة وعظمة، فخشيت أن تكبر عليه نفسه فتؤذيه، فأردت أن أهينها. إذن فالعز بن عبد السلام أعلن هذا الأمر على الناس؛ لأنه يريد أن يربي السلطان، ويقصد إنكار مُنْكَرَيْن في وقت واحد: المنكر الأول: الحانة التي يباع فيها الخمر. والمنكر الثاني: هو هذا الغرور، وهذه الأبهة، والطغيان الذي بدأ يكبر في نفس الحاكم، فأراد أن يقتلعه، ويزيله من نفسه لذا قال العز: "لئلاّ تكبر عليه نفسه فتؤذيه". فقال له تلميذه الباجي: يا سيدي، أما خِفْتَه؟ قال: "لا والله يا بني، استحضرت عظمة الله عز وجل وهيبته فرأيت السلطان أمامي كالقط!". لكن ما رأيكم في طالب علم أصبح يخاف حتى من القط؟ هل يأمر أو ينهى؟ كلا بالطبع. لعل من أسباب قيام العز بن عبد السلام رحمه الله باتخاذ هذه المواقف العلنيّة أن يجرَّ الأمة كلها إلى مواقف شجاعة قوية. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 10 / 2009, 22 : 11 PM | المشاركة رقم: 13 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام موقف العز بن عبد السلام من أمراء المماليك وهو يعدُّ من أعجب مواقفه رحمه الله, فقد كان المماليك هم الذين يحكمون مصر في عصر العز بن عبد السلام فالحكومة الحقيقية كانت في أيديهم، فقد كان نائب السلطنة مملوكيًّا، وكذلك أمراء الجيش والمسئولون كلهم مماليك في الأصل وفيهم من لم يثبت تحرره من الرق. وكان العز بن عبد السلام كبير القضاة بمصر، فكان كلما جاءته رقعة فيها بيع أو شراء أو نكاح أو شيء من هذا للمماليك الذين لم يحرروا أبطلها وقال: هذا عبد مملوك، حتى لو كان أميرًا وكبيرًا عندهم أو قائدًا في الجيش يَرُدُّه، إذ لابد أن يُبَاع ويحرَّرَ، وبعد ذلك يُصَحِّحُ بيعهم وشراءهم وتصرفاتهم كلها، أما الآن فهم عبيد. فغضب المماليك من هذا الإمام، وجاؤوا إليه وقالوا: ماذا تصنع بنا؟ قال: رددنا بيعكم، فغضبوا أشد الغضب ورفعوا أمره إلى السلطان، فقال: هذا أمر لا يعنيه. فلمّا سمع العز بن عبد السلام هذه الكلمة؟ قام وعزل نفسه من القضاء. لقد كان من أهم جوانب قوة العز بن عبد السلام أنه كان أكبر من المناصب، وأكبر من الوظائف، وأكبر من الأسماء, ولذلك ما كان يتطلع إليها أو يستمد قوته منها، إنما يستمد قوته من إيمانه بالله عز وجل، ومن وقفته إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدع بكلمة الحق، ثم من الأمة التي أعطته ثقتها واتباعها في الحق يصدع به. ولذا أصبح العز بن عبد السلام في حياتهم وقلوبهم هو تاج الزمان ودُرَّته، وأصبح هو أعظم عالم وداعية وإمام في العالم الإسلامي في وقته؛ فلذلك عزل نفسه عن القضاء؛ إذ كل أمور المسلمين تدخل تحت تصرّف القاضي، وهو لا يحكم فيها إلا بحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قام العزّ بتصرف آخر مشابه، وهو أنه جمع متاعه وأثاث بيته واشـترى حمارين، ووضع متاعه على حمار، وأركب زوجته وطفله على الحمار الآخر، ومشى بهذا الموكب البسيط المتواضع يريد أن يخرج من مصر ويرجع إلى بلده الشام. لكن الأمة كلها خرجت وراء العز بن عبد السلام، حتى ذكر المؤرِّخون أنه خرج وراءه العلماء والصالحون والعباد، والرجال والنساء والأطفال، وحتى الذين لا يؤبه لهم -هكذا تقول الرواية- مثل: النجارين، والصباغين، والكناسين...، وخرج كل أصحاب الحرف والمهن الشريفة والوضيعة، الجميع خرجوا وراء العز بن عبد السلام في موكب مهيب رهيب. ثم ذهب بعض الناس إلى السلطان وقالوا له: من بقي لك تحكمه إذا خرج العز بن عبد السلام، وخرجت الأمة كلها وراءه؟ ما بقي لك أحد، متى راح هؤلاء ذهب ملكك. فأسرع الملك الصالح أيوب للعزّ، وركض يدرك هذا الموكب ويسترضيه ويقول له: ارجع ولك ما تريد، قال: لا أرجع أبدًا إلا إذا وافقتني على ما طلبت من بيع هؤلاء المماليك، قال: لك ما تريد، افعل ما تشاء. رجع العز بن عبد السلام وبدأ المماليك يحاولون معه ليغيّر رأيه؛ إذ كيف يباعون بالمزاد العلني، فأرسل إليه نائب السلطنة -وكان من المماليك- بالملاطفة فلم يفد معه هذا الأسلوب، فاقترح بعضهم قتل العز بن عبد السلام، فذهب نائب السلطنة ومعه مجموعة من الأمراء، ثم طرق باب العز بن عبد السلام، وكانت سيوفهم مصلتةً يريدون أن يقتلوه, فخرج ولد العز بن عبد السلام واسمه عبد اللطيف، فرأى موقفًا مهيبًا مخيفًا، فرجع إلى والده وقال: يا والدي انجُ بنفسك.. الموت، الموت، قال: ما الخبر؟ قال: الخبر كيت، وكيت. فقال العز بن عبد السلام لولده: يا ولدي، والله إن أباك لأحقر وأقل من أن يقتل في سبيل الله عز وجل. ثم خرج مسرعًا إلى نائب السلطنة، فلمّا رآه نائب السلطنة يبست أطرافه، وتجمّد وأصابته حالة من الذعر والرعب، وأصبح يضطرب وسقط السيف من يده، واصفرَّ وجهه ، وسكت قليلاً ثم بكى وقال: يا سيدي، خبِّر ماذا تعمل؟ قال العز: أنادي عليكم وأبيعكم. قال: تقبض الثمن؟ قال: نعم. قال: أين تضعه؟ قال: في مصالح المسلمين العامة، فطلب منه الدعاء وبكى بين يديه ثم انصرف. وفعلاً فَعَلَها العز بن عبد السلام رحمه الله قام وجمع هؤلاء، وأعلن عنهم، وبدأ يبيعهم، وكان لا يبيع الواحد منهم إلا بعدما يوصله إلى أعلى الأسعار، فلا يبيعه تَحِلَّةَ القسم، وإنما يريد أن يزيل ما في النفوس من كبرياء، فكان ينادي على الواحد بالمزاد العلني، وقد حكم مجموعة من العلماء والمؤرخين بأن هذه الواقعة لم يحدث مثيل لها في تاريخ البشرية كلها. إن جميع الأمم على مدى تاريخ البشرية جمعاء إذا أتوا يفاخروننا، فإننا نفاخرهم بأئمة أفذاذ من أمثال العز ابن عبد السلام، هاتوا لنا شخصية فكرية في الأمم كلها تقف مثل هذا الموقف؟ ولعل تاريخ الإسـلام كله لا يعرف فيه مثل هذا الموقف الذي حصل للعز بن عبد السلام رحمه الله رحمة واسعة. وقد سجَّل هذا الموقف بقلمه البـارع وأدبه الرفيع, الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في كتابه "وحي القلم" تحت عنوان "أمراء للبيع" ، وأَلَّف أحد المعاصرين كتابًا سماه: "العز بن عبد السلام بائع الملوك". إذن العز بن عبد السلام كان شجـاعًا في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهر بكلمة الحق، وكان يرى أن يقول ذلك علانية، وصراحـة، ولا يداهـن، ولا يخاف في الله لومة لائم. يتبع إن شاء الله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 10 / 2009, 23 : 11 PM | المشاركة رقم: 14 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام فائدتان مهمتان في حياة العز بن عبد السلام وأختم الحديث عن العز بن عبد السلام رحمهالله بذكر فائدتين مهمتين من حياته. وهاتان الفائدتان من المصلحة أن يعرفهما كل من يدرس حياة العز بن عبد السلام، وما يتعلق بمواقفه البطولية الجهادية في الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وتبيين الحق. الفائدة الأولى: طلبه للعلم في الكبر: قد يظن بعض الناس أن هذا العالم الجليل قد طلب العلم في صغره، وهذا غير صحيح فقد كان جاهلاً أول أمره، وكبرت سنُّه وما تعلم، وهذا عبرة لمن كبروا ولم يتعلموا. في إحدى الليالي شديدة البرد كان العز بن عبد السلام نائمًا بالليل في الكلاسة -وهي زاوية في الجامع الأموي في دمشق- وبها سكن للطلاب وللناس حينذاك - فاحتلم في تلك الليلة فاستيقظ، وذهب بسرعة وكانت هناك بركة في طرف المسجد شديدة البرودة، حتى لربما كانت متجمدة، فخلع ثيابه ونزل في تلك البركة واغتسل في الماء البارد، ثم خرج حتى كاد يغمى عليه، وذهب ونام مرة ثانية، ثم احتلم مرة أخرى أيضًا، فاستيقظ وفعل مثل ذلك، وذكـر ابن السبكي هذه القصة فقال: ما أدري حصلت له القضية مرتين أو ثلاثًا؟ وفي كل مرة كان يذهب إلى هذا المكان البارد ثم يرمي نفسه فيه، حتى قيل: إنه أغمي عليه في المرة الثانية أو الثالثة من شدة البرد، ثم رجع وجلس حتى طلع الفجر، وبعد ذلك أَغفى إغفاءة بسيطة وسمع أحدًا يقول له في النوم: هل تريد العلم أوالعمل؟ قال: أريد العلم؛ لأن العلم يقود إلى العمل. فلما أصبح الصباح أخذ كتاب التنبيه في فقه الشافعي، وجلس عليه حتى حفظه، ثم بعد ذلك ظلَّ يطلب العلم حتى أصبح - كما يقول السبكي- أعلم أهل زمانه، وكان كثير التعبد لله - جل وعلا. الفائدة الثانية: ثبات عندالممات: إذا كانت الفائدة الأولى متعلقة ببداية طلبه للعلم وبداية حياته العلمية، فإن الفائدة الثانية تتعلق بنهاية حياته. ففي نهاية حياته، ولما حضرته الوفاة وقَرُبَ موتُه، وكان ذلك في حكم السلطان بيبرس الذي كان يحب العزّ ابن عبدالسلام، حتى إنه لما مات قال: لا إله إلا الله ما اتفق موت الشيخ إلا في زمني -أي: هذا ليس بخير أن يموت الشيخ في زمني-، فجاء السلطان بيبرس إلى العزِّ في مرض موته وطلب منه أن يعيّن أحد أولاده في منصبه، وكان للعز أكثر من ولد، من أشهرهم: عبداللطيف طالب علم ومترجم له، فقال له العز: ما فيه ممن يصلح. فالمسألة ليست مجاملات ولا أمور تتم بهذه الطريقة، أولادي ما فيهم من يصلح، إنما أعين فلانًا، وجاء برجل بعيد أجنبي وقال: إنه هو الذي يصلح وهو الجدير بمثل هذه المناصب. وهكذا ضرب العز مثالاً للتجرد عن المصالح الشخصية ورغبات النفس، وأكّد على ضرورة ابتغاء وجه الله تعالى، ورعاية صالح الأمة في كل وقت وحين، حتى على فراش الموت، ولعلّ هذا من علامات الثبات عند الممات، فرحمة الله على هذاالإمام الجليل. وسوف ألق الضوء إن شاء الله على عالم مجاهد آخر من الذين ذبوا عن حياض الدين ولولاهم وأمثالهم ومن قبلهم فضل الله لما بقِيَتْ لنا باقية ولا حُفِظت بيضةُ الإسلام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يتبع إن شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة بهاء الدين السماحي ; 01 / 11 / 2009 الساعة 14 : 10 AM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
01 / 11 / 2009, 42 : 10 AM | المشاركة رقم: 15 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله هو الإمام البطل المجاهد إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانى، أبو عبد الله المروزى ثم البغدادى. 164هـ / ت 241هـ خرج من مرو حملا ، و ولد ببغداد و نشأ بها و مات بها. .و كان في قبيلته رجلان لم يكن في زمانهما مثلهما ، لم يكن في زمان قتادة مثل قتادة ، و لم يكن في زمان أحمد بن حنبل مثله، وهما جميعا سدوسيان. و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : بلغني عن يحيى بن معين قال : ما رأيت خيرا من أحمد بن حنبل قط، ما افتخر علينا قط بالعربية، ولا ذكرها. وقال عبد الله بن محمد المسندي و عباس الدوري عن يحيى بن معين: ما سمعت أحمد ابن حنبل يقول : أنا من العرب قط. وقال عباس الدوري : سمعت عارما محمد بن الفضل يقول: وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته، وكان يجيء في كل يوم، فيأخذ منه حاجته، فقلت له يوما: يا أبا عبد الله، بلغني أنك من العرب، فقال: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين، فلم يزل يدافعني حتى خرج و لم يقل لي شيئا. وقال أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري : طلبت أحمد بن محمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فجلست على باب الدار حتى جاء، فقمت فسلمت عليه، فرد على السلام، وكان شيخا مخضوبا طوالا أسمر، شديد السمرة. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبى : مالك لم ترحل إلى جرير كما رحل أصحابك، لعلك كرهته ؟! فقال: و الله يا بني ما كرهته ، و بودي أنى رحلت إليه إنه كان إماما في الرواية، قلت: فما كان السبب؟ فقال : لو كان معي ثلاثون درهما، لرحلت، فقلت : ثلاثون درهما ؟! فقال : لقد حججت في أقل من ثلاثين. و قال الحافظ أبو نعيم فيما أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبى الخير عن كتاب القاضي أبى المكارم اللبان، عن أبى على الحداد، عنه، أخبرنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عمر بن الحسن القاضي، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكرابيسى، قال لما قدم أحمد بن حنبل البصرة ساء ابن الشاذكوني مكانه، قال: وكأنه ذكره عند يحيى بن سعيد القطان، فقال له يحيى بن سعيد: حتى أراه، فلما رأى أحمد بن حنبل قال له: ويلك يا سليمان أما اتقيت الله تذكر حبرا من أحبار هذه الأمة؟! وقال أبو خالد يزيد بن الهيثم بن طهمان، عن محمد بن سهل بن عسكر ذكر يعنى ـ عبد الرزاق ـ يحيى بن معين فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، فأما على ابن المديني فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل فما رأيت أفقه منه ولا أورع. وقال أبو يعقوب يوسف بن عبد الله الخوارزمي : سمعت حرملة بن يحيى يقول: سمعت الشافعي، يقول: خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم من أحمد بن حنبل. و قال أبو بكر الجارودي ، عن أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته. وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت قتيبة يقول : لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين، قلت لقتيبة: تضم أحمد بن حنبل إلى أحد التابعين؟ فقال: إلى كبار التابعين. قال على ابن المديني بعد ما امتحن أحمد بن حنبل و ضرب و حبس: ما قام أحد في الإسلام ما قام به أحمد بن حنبل. فتعجبت من هذا عجبا شديدا، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه و قد قام في الردة و أمر الإسلام ما قام به، قال الميموني : فأتيت أبا عبيد القاسم بن سلام ، فتعجبت إليه من قول علي، قال: فقال لي أبو عبيد مجيبا: إذا يخصمك! قلت: بأي شيء يا أبا عبيد، وذكرت له أمر أبى بكر، قال: إن أبا بكر وجد أنصارا وأعوانا وإن أحمد بن حنبل لم يجد ناصرا، وأقبل أبو عبيد يطرى أبا عبد الله ويقول: لست أعلم في الإسلام مثله. و قال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول ـ وذكروا أحمد بن حنبل ـ فقال يحيى: أراد الناس منا أن نكون مثل أحمد بن حنبل! لا والله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد بن حنبل ، ولا على طريقة أحمد. و قال العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، عن الحارث بن عباس: قلت لأبى مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية المشرق ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ . وقال على بن خشرم : سمعت بشر بن الحارث ـ وسئل عن أحمد بن حنبل بعد المحنة ـ فقال: أنا أسأل عن أحمد؟! إن ابن حنبل أدخل الكير، فخرج ذهبا أحمرا. وقال محمد بن على بن شعيب السمسار: سمعت أبى يقول: كان أحمد بن حنبل بالذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل حتى إن المنشار ليوضع على فرق رأسه ما يصرفه ذلك عن دينه"، ولولا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن ، لكان عارا علينا إلى يوم القيامة أن قوما سبكوا، فلم يخرج منهم أحد. و قال العباس بن محمد الدوري : سمعت أبا جعفر الأنباري يقول: لما حمل أحمد بن حنبل يراد به المأمون، أخبرت فعبرت الفرات إليه، فإذا هو في الخان، فسلمت عليه، فقال: يا أبا جعفر تعنيت! فقلت: ليس هذا عناء، قال: فقلت له: يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك، فو الله إن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن بإجابتك خلق من خلق الله، وإن أنت لم تجب، ليمتنعن خلق من الناس كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت، ولا بد من الموت فاتق الله، ولا تجبهم إلى شيء، فجعل أحمد يبكى وهو يقول: ما شاء الله ما شاء الله، قال: ثم قال لي أحمد: يا أبا جعفر: أعد على ما قلت. قال: فأعدت عليه، قال: فجعل يقول: ما شاء الله ما شاء الله. وقال هلال بن العلاء الرقى: من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم: بأحمد ابن حنبل; ثبت في المحنة، ولولا ذلك، لكفر الناس، وبالشافعي; تفقه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيحيى بن معين; نفي الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بأبي عبيد القاسم بن سلام فسر الغريب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لولا ذلك، لاقتحم الناس في الخطأ. يتبع إن شاء الله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 11 / 2009, 53 : 07 AM | المشاركة رقم: 16 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : بهاء الدين السماحي المنتدى : الملتقى العام وكان الإمام أحمد من بين الكوكبة التي رفضت أن تقر , و لم تتراجع تحت تهديد السيف ، فقُيِّدوا جميعاً بالأغلال وذُهِبَ بهم إلى طرطوس. وفي الطريق تراجع البعض خوف البطش ومات البعض الآخر .... منهم العالم العلامة محمد بن نوح العجلي و كان آنذاك مريضا يرصف في الأغلال , و توفي ودفن في الرحلة كأول بطل لقي نحبه في تلك المحنة ، ولم يبق إلا أحمد الذي وصله الكلام صريحا من خادم المأمون قائلا له: إنَّ المأمون أقسم على قتلك إن لم تجبه. و لكن أحمد رفض التراجع عن الحق و بينما هو في الطريق لا يفصله عن المأمون إلا أميال ، إذ جثى على ركبتيه و رمق بطرفه إلى السماء ودعا الله تعالى أن ينجيه , فتوفي المأمون قبل أن يصل أحمد إلى طرطوس بسويعات ! و أُعيد الإمام أحمد وأودع السجن ريثما تستقر الأمور. وقال: ظهر لي في الطريق رجل بدوي، فقلت من هذا ؟ قالوا : شاعر ربيعة جابر بن عامر , فأمسك بزمام ناقته وقال : إيه ما بالك يا إمام ؟ ما عليك أن تقتل في سـبيل الله فإنه ليس إلا القتل هاهنا والجنة ها هنا ! وعظه هذه الموعظة ، يقول الأمام أحمد فشدت كلمته في قلبي أيما شد وثبتتني ، و يشاء الله أن تكون المحنة بعدها , لما في كل محنة من منح و عبر و حكم و خير آجل .... وجاء بعد ذلك المعتصم و استدعى الإمام أحمد مكبلا , و حول الخليفة عدد من المعتزلة على رأسهم ابن أبي دؤاد الذي ظهر من سيرته أنه مع بدعته يكن حقدا وحسدا للإمام أحمد، وناقشوا الإمام أحمد فكان واضحا فقال القرءان كلام الله ...القرآن من علم الله و من قال إنَّ علم الله حادث أي مخلوق فقد كفر! و طلب المعتصم أن يناقشوه وكاد أن يقتنع بقول أحمد رحمه الله, ولكن سطوة البدعة و أهلها ووسوستهم غلبت... وعرض عليه المال والعطايا, و لكن الإمام أحمد قال له: أرني شيئاً من كتاب الله أعتمد عليه (أي أعطني دليلاً على ما تزعم من كتاب الله تعالى). وحذَّر المعتزلة المعتصم إن هو أطلق سراحه أن يُقال إنَّ هذا الرجل تغلب على خليفتين اثنين... فتركه المعتصم للضرب والتعذيب و السجن الطويل المؤلم . فكان يُضرَب ضرباً مبرحاً حتى يغشى عليه ثم يأتون به في اليوم التالي و يرفض الخنوع. وقال الإمام أحمد ضربت بالسياط أول يوم فطفقت أعد سبعة عشر سوطا ثم أغمى علي ولم أدري ما كان من بعد...!! ومن حضر غُسْل الإمام أحمد بعد موته رحمه الله -مع أنه مات من بعد هذه الحادثة بأكثر من عشرين عاما- شاهد آثار السياط هذه في ظهره ، حيث أن الإمام مات سنة مائتين وواحد وأربعين هجرية والحادثة سنة مائتان وتسعة عشر هجرية ! و قال الإمام أحمد : علقت بالسقف من رجلي وبيني وبين الأرض مسافة ذراع فكانوا يعذبونني على هذه الشاكلة فانقطع الحبل بي فدكت عنقي بالأرض فأغمي علي ولم أدري ما وراء ذلك ، وجيء به في اليوم الثالث فلف في حصيرة وظلوا يدوسون عليه حتى أغمي عليه وفي كل ذلك يقولون له قل بقولنا بأن القرآن مخلوق وهو يأبى ، فتركه المعتصم لعله يلين ولعله و لعله ، في تلك الفترة وهو في قصر المعتصم يجيئه بعض تلاميذه الذين يترخصون ، أحد تلامذته اسمه ابن أبي زهير يقول له أيها الإمام ما عليك أن تجيب ..... فإن لك عيال ولك أولاد ولك كذا فلو أجبتهم والنية عند الله، فنظر له الإمام أحمد نظرة ملية وقال له يا أبا سعيد إن كان هذا عقلك فقد استرحت، فالإمام يدرك أن صموده نصرة للحق.... ويجيئه آخر من تلامذته ويقول أيها الإمام ما عليك أن تجيب فيقول له نعم انظر من خلال الشرفة وأخبرني ماذا ترى فينظر فيقول إني أرى أهل بغداد قد اجتمعوا كل معه القرطاس والقلم ينتظرون ما تقول به, قال: أف...أنجو بنفسي وأضل جميع هؤلاء !!!. وقال بشر بن الحارث الحافي الزاهد العابد المشهور رحمه الله في تلك الأيام وكان مهابا من الجميع ، كان في تلك الأيام يجمع العامة حول القصر ويجعلهم على حب أحمد ويقول وهو يمد رجله ما أقبح هذه الساق ألا يكون فيها القيد نصرة لهذا الرجل ، نصرة للإمام أحمد بن حنبل . و بتلك الصرامة و الحساسية المرهفة و الصمود زرعت المعاني . فأثمرت تقوى في قلوب المؤمنين من ثبات الإمام أحمد ومن معه من الثابتين الذين سبقوه و قضوا نحبهم في سبيل العقيدة.... و منهم نعيم بن حماد الخزاعي إمام الحديث بمصر مات في السجن ساعتها رافضا التنازل , و البويضي الفقيه بمصر مات في الطريق أيضا كلاهما قضى نحبه... وكان هناك علم آخر صمد لا يصح أن ننساه لكنه لم يعذب لكبر سنه, هو ( أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي شيخ البخاري روى عنه في صحيحه 186 حديثا وهو من أئمة الحديث بالكوفة), جيء به إلى المعتصم, و كان شيخا مسنا تجاوز السبعين فقال له المعتصم أقْطَعُ عطائك أي راتبك الخارج من بيت المال، فمد يده إلى ذر ثوبه فَسَلَّهُ أي قطعه ثم وضعه بين أصبعين من أصابعه ثم رماه على المعتصـم قائلا له والله ما دنياك عندي إلا أهون من ذر قميصي هذا، فهاب المعتصم أن يفعل به شيئا لسنه الكبير و لشهرته .... وأقبل أحمد على الناس في السجن يعلِّمهم ويهديهم. فأمر ابن أبي دؤاد بنقله إلى سجن خاص حيث ضاعفوا له القيود وأقاموا عليه سجانين أغلظ وأشد، وكان ينخس بالسيف فتسيل دماؤه الزكية لكنه يصر على الصمود ! ولو كلفه ذلك حياته. صبرت للحق حين النفس جازعة *** والله بالصبر عند الحق موصيها وتستمر المحنة ويستمر الصبر وتكون العاقبة العاجلة و الآجلة, فالعامة لم يضلوا, بل ازدادوا ثقة بالحق لصمود الإمام الحق... بعد مرور عامين ونصف على هذه المعاناة، و قد احترقت قلوب الناس و أوشكت الثورة أن تشتعل في بغداد نقمة على الخليفة المعتصم ووزيره، حيث وقف الفقهاء على باب المعتصم يصرخون: أيُضرَب سيدنا ! أيضرب سيدنا! أيضرب سيدنا ! فلم يجد المعتصم بداً من إطلاق سراحه وأعيد إلى بيته يعالج جراحه. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018