اغتيـــال قام على غـــدر !!!

[ابو الوليد البتار]

اغتيـال قـام على الغــدر
مقتل كعب بن الأشرف
عاد كعب بن الأشرف من مكة أشدّ مايكون عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم وأفحش مايكون لساناً فى نساء المسلمين حتى ضاق به صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغب فى الخلاص من شره
فقال صلى الله عليه وسلم :
( مَن لى بابن الأشرف ) ؟
فقال له محمد بن مسلمة الأنصارى :
أنا لك به يارسول الله أنا أقتله
قال :
( فافعل إن قدرت على ذلك )
فقال :
يارسول الله إنه لابد لنا من أن نقول
قال :
( قولوا مابدا لكم فأنتم فى حِل من ذلك )
فاجتمع لقتله محمد بن مسلمة وعباد ابن بشر والحارث ابن أوس وأبو عيسى بن جبر وسإلكان بن سلامة وهــو أبو نائلة وكان أخو كعب من الرضاعة
فذهبوا إلى كعب بن الأشرف قبل أن يأتوه أبا نائلة فجاءه فتحدث معه ساعة وتناشدوا شعرا
ثم قال : ويحك يابن الأشرف ! إنى قد جئتك لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عنى
قال كعب :
أفعل
قال له :
كان قدوم هذا الرجل علينا بلاء من البلاء ! عادتنا به العرب ورمتنا عن قوس واحدة وقطعت علينا السبل حتى ضاع العيال وجُهدت الأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا
فقال كعب :
أنا ابن الأشرف 00أما والله لقد كنت أخبرك يابن سلامة أن الأمر سيصير إلى ماأقول
فقال له سلكان :
إنى قد أردت أن تبيعنا ونَرهَنك ( أى تبيع لنا ونرهن لك ) ونوثق لك وتحسن فى ذلك 0
قال كعب :
أترهنونى أبنا ئكم ؟
قال : لقد أردت أن تفضحنا إن معى أصحابا على مثل رأيي وقد أردت أن آتيك بهم فتيبعهم وتحسن فى ذلك ونرهنك من الحلقة
(أى السلاح ) مافيه وفاء وأراد سلكان ألا ينكر السلاح إذا جاءوا بها
فقال : إن فى الحلقة وفاء
فرجع سلكان إلى أصحابه فأخبرهم خبره وأمرهم أن يأخذوا السلاح ثم ينطلقوا فيجتمعون إليه
فاجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد ثم وجههم فقال :
( انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم )
ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى بيته وهو فى ليلة مقمرة
وأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعُرس فقالت له أمرأته إنك امرؤ محارب وإن أصحاب الحرب لاينزلون فى هذه الساعة !
قال كعب لها :
إنه أبو نائلة لو وجدنى نائما لما أيقظنى
فقالت : والله إنى لأعرف فى صوته الشر !
فنزل كعب فتحدث معهم ساعة ثم قالوا :
هل لك يابن الأشرف أن نتماشى إلى شعِب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه ؟
قال : إن شئتم
فخرجوا يتماشون فمشوا ساعة
ثم إن أبا نائلة شام يده فى فود رأسه
( أى وضعها فى مقدمة شعره ) ثم شم يده فقال :
مارأيت كالليلة طيبا أعطر قط ! ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن
ثم مشى ثم عاد لمثلها فأخذ بفودى رأسه
( أى بشعره من الجانبين ) ثم قال :
اضــــربوا عـــدو اللـــه !
فاختلف عليه أسيافهم

ويفسر أكثر المستشرقين الذين كتبوا فى سيرة الرسول يفسرون مقتل ابن الأشرف بأنه ( اغتيال قام على غدر )
ويتخذون من ذلك مطعنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونرد عليهم ونقول :
هل وقع هذا الأغتيال على عدو أو على وَلىّ ؟
وهل كان هذا العدو محاربا أم مسالما ؟
وأى الفريقين سلك طريق الغدر بصاحبه ؟
وأى الفريقين بادى بالعداوة وجاهر بها ونقض عهد الموادعة الذى عقد بينهما ؟
وأى الفريقين عرّض بصاحبه وحرض عليه وأخذ فى جمع العدو لمحاربته وأى الفريقين بدأ يفكر فى اغتيال صاحبه ؟
هـــذه أسئلة تحتاج إلى الجواب المنطقى الذى يعتمد على حقائق التاريخ ووقائعه الصادقة وعلى أساس هذا الجواب نستطيع الحكم فى قضية ابن الأشرف !

أى الفريقين نقض العهد :
لقد أجمع الرواة على أن رسول الله وادع اليهود حين قدم المدينة وكتب بينه وبينهم عهدا على أن يسالموه ويسالمهم وأن يدعوه ودينه ويدعهم ودينهم وألا يظاهروا عليه عدوا وأن يكونوا مع المسلمين يدا واحدة على من دهم يثرب أو حارب أهلها 0
فهل كان اليهود مخلصين فى النصح والنصيحة للمسلمين ؟ وهل كانوا يدعون للبر دون الأثم ؟
كعب ابن الأشرف كان يهودى مالذى جعله يذهب إلى قريش وهو يعلم أنها أعدى أعداء الإسلام !
ألم ينص الميثاق الذى بينه وبين رسول الله على أنه لاتجار قريش ولامن نصرها ؟
ولكنه مع هذا ذهب إلى مكة لا ليندب قتلى قريش فحسب بل ليستثير حميتهم على رسول الله وعلى المسلمين .
ولم يكتفى بهذا بل أطلق لسانه بالفحش فى أعراض المسلمات
فكعب هو الذى قتل نفسه بمخالفته للميثاق فقتله إذن جائز فى كل الشرائع وقوانين الحرب
فكل قوانين الحرب تجيز للرسول صلى الله عليه وسلم أن يتخلص من شره فهو اغتيال لم يكن منه بد 0

---

hyjdJJJhg rhl ugn yJJJ]v !!!