الإهداءات | |
ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | زياد محمد حميدان | مشاركات | 3 | المشاهدات | 787 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
18 / 09 / 2011, 16 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [{الحجرات 12}. لا يزال الحق سبحانه يرشدنا إلى ما نقوي به أواصر الترابط في المجتمع،ولضمان قوته وترابطه ،ينهانا عن ثلاث خصال ،تفتك بالمجتمع،وتؤدي إلى إشاعة الشحناء،وهي سوء الظن والتجسس والغيبة،وهذه الخصال محرمة شرعا،بل ومن الكبائر،لأن الحق سبحانه رتب على مرتكبها التوبة،وقد بيَّنت السنَّة شناعتها وعقوبتها. الكبيرة الأولى:سوء الظن قوله تعالى:] اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ[ التعبير بالاجتناب أبلغ في التحريم من التصريح بالحرمة،كما مرَّ في تحريم الخمر.وقوله (كثيرا من الظن) دلالة على أن ليس كل الظن حرام. والظن على أربعة أضرب كما عدَّها ابن الجوزي محظور ومأمور به ومباح ومندوب إليه. فأما المحظور، فهو سوء الظن بالله تعالى ،والواجب حسن الظن بالله، وكذلك سوء الظن بالمسلمين الذين ظاهرهم العدالة محظور، وأما الظن المأمور به، فهو ما لم ينصب عليه دليل يوصل إلى العلم به، وقد تعبدنا بتنفيذ الحكم فيه، والاقتصار على غالب الظن ،وإجراء الحكم عليه واجب، وذلك نحو ما تعبدنا به من قبول شهادة العدول، وتحرِّي القبلة، وتقويم المستهلكات ، وأروش الجنايات التي لم يرد بمقاديرها توقيف ،فهذا وما كان من نظائره قد تعبدنا فيه بأحكام غالب الظنون. وأما الظن المباح فكالشاك في الصلاة، إذا كان إماما أمره النبي r بالتحري والعمل على ما يغلب في ظنه، وإن فعله كان مباحا، وإن عدل عنه إلى البناء على اليقين كان جائزا. وروى أبو هريرة t قال:)قال رسول الله r إذا ظننتم فلا تحققوا) وهذا من الظن الذي يعرض في قلب الإنسان في أخيه، فيما يوجب الريبة ،فلا ينبغي له أن يحققه. وأما الظن المندوب إليه، فهو إحسان الظن بالأخ المسلم يندب إليه ويثاب عليه فأما ما روي في الحديث (احترسوا من الناس بسوء الظن) فالمراد الاحتراس بحفظ المال مثل أن يقول إن تركت بابي مفتوحا خشيت السرَّاق)[1].وقال القرطبي الظن في الشريعة، قسمان: محمود ومذموم، فالمحمود منه ما سلم معه دين الظان و المظنون به عند بلوغه والمذموم ضده)[2].فالمعيار في الظن الذي لا بأس به،ما ليس فيه ضرر يلحق المظنون به،أو ما لا يؤثر في نفس الظان. قوله تعالى:]إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [ والظن المحرم هنا التهمة من غير دليل.قال القرطبي: (ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها يوجبها، كمن يتهم بالفاحشة أو بشرب الخمر مثلا ولم يظهر عليه ما يقتضي ذلك. ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قوله تعالى: (ولا تجسسوا) وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداء، ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه،ويتبصر ويستمع لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة. فنهى النبي r عن ذلك)[3].وقال ابن كثير هوالتهمة والتخوُّن للأهل والأقارب والناس، في غير محله لأن بعض ذلك يكون إثما محضا،فليجتنب كثير منه احتياطا)[4]. وقد وردت آثار كثيرة في النهي عن سوء الظن: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t :]عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا[[5]. وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ t قَالَ :]رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ:مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا[[6]. وأخرج الطبراني عن حارثة بن النعمان t قال:] قال رسول الله r ثلاث لازمات لأمتي، الطيرة والحسد وسوء الظن .فقال رجل :ما يذهبهن يا رسول الله ممن هو فيه ؟قال: إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض[[7]. الكبيرة الثانية:التجسس قوله تعالى:]وَلا تَجَسَّسُوا [ التجسس:البحث عن عورات المسلمين وعيوبهم،وخاصة فيما يستر عن العيون،ومنه أخذ الجاسوس،والتجسس والتحسس من باب واحد،إلا أن التجسس يطلق على تتبع الأمور المعنوية،والتحسس يكون في إدراك الأمور المادية،وقيل التجسس يستعمل في الشر،بينما التحسس يكون في الخير،وقد ورد في التنزيل على لسان يعقوب u يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ )(يوسف:87).قال الأوزاعي: ( التجسس البحث عن الشيء، والتحسس الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون، أو يتسمع على أبوابهم)[8]. وقد وردت الآثار في التنفير من هذه الخصلة الذميمة: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ[[9]. عَنْ مُعَاوِيَةَ t قَالَ:] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: إِنَّكَ إِنْ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ[[10]. وقد أورد القرطبي آثارا في التجسس:زيد بن وهب قال: أتي ابن مسعود فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمرا. فقال عبدالله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به. وقال عبد الرحمن بن عوف: حرست ليلة مع عمر بن الخطاب t بالمدينة إذ تبين لنا سراج في بيت بابه مجاف على قوم لهم أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر: هذا بيت ربيعة بن أمية ابن خلف، وهم الآن شرب فما ترى ؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله تعالى: (ولا تجسسوا) وقد تجسسنا، فانصرف عمر وتركهم. وقال أبو قلابة: حُدِّث عمر بن الخطاب t أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر مع أصحاب له في بيته، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل، فقال أبو محجن: إن هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس، فخرج عمر وتركه. وقال زيد بن أسلم: خرج عمر وعبد الرحمن يعسان، إذ تبينت لهما نار فاستأذنا ففتح الباب، فإذا رجل وامرأة تغني وعلى يد الرجل قدح، فقال عمر: وأنت بهذا يا فلان؟ فقال: وأنت بهذا يا أمير المؤمنين! قال عمر: فمن هذه منك؟ قال امرأتي، قال فما في هذا القدح؟ قال ماء زلال، فقال للمرأة: وما الذي تغنين؟ فقالت: تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقني أن لا خليل ألاعبه فوالله لولا الله أني أراقبه لزعزع من هذا السرير جوانبه ولكن عقلي والحياء يكفني وأ كرم بعلي أن تنال مراكبه ثم قال الرجل: ما بهذا أمرنا يا أمير المؤمنين قال الله تعالىولا تجسسوا). قال صدقت. وقال عمرو بن دينار: كان رجل من أهل المدينة له أخت فاشتكت، فكان يعودها فماتت فدفنها. فكان هو الذي نزل في قبرها، فسقط من كمه كيس فيه دنانير، فاستعان ببعض أهله فنبشوا قبرها فأخذ الكيس ثم قال: لأكشفن حتى أنظر ما آل حال أختي إليه، فكشف عنها فإذا القبر مشتعل نارا، فجاء إلى أمه فقال: أخبريني ما كان عمل أختي؟ فقالت: قد ماتت أختك فما سؤالك عن عملها فلم يزل بها حتى قالت له: كان من عملها أنها كانت تؤخر الصلاة عن مواقيتها، وكانت إذا نام الجيران قامت إلى بيوتهم فألقمت أذنها أبوابهم، فتجسس عليهم وتخرج أسرارهم، فقال: بهذا هلكت[11]. الكبيرة الثالثة: الغيبة قوله تعالى:]وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [ بيَّن الرسول r الغيبة،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t]أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. قِيلَ :أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ[[12]. قال الحسنالغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله تعالى: الغيبة والإفك والبهتان. فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه. وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه. وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه)[13]. قوله تعالى:]أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً [ قال ابن عباس رضي الله عنهماحرَّم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء،كما حرَّم الميتة)[14]. قال القرطبيمثَّل الله الغيبة بأكل الميتة، لأن الميت لا يعلم بأكل لحمه كما أن الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه. وقال ابن عباس: إنما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأن أكل لحم الميت حرام مستقذر، وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس. وقال قتادة: كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا كذلك يجب أن يمتنع من غيبته حيا. واستعمل أكل اللحم مكان الغيبة لأن عادة العرب بذلك جارية. قال الشاعر: فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ([15]) وقال الفخر الرازيإشارة إلى أن عرض الإنسان كدمه ولحمه،فإذا لم يحسن من العاقل أكل لحوم الناس،لم يحسن منه قرض عرضهم،بطريق الأولى،لأن ذلك آلم،وقوله لحم أخيه آكد في المنع،لأن العدو يحمله الغضب على مضغ لحم العدو).ثم قال فكذا قوله (ميتا) لأن الموت يورث النفرة،إلى حدٍّ لا يشتهي الإنسان أن يبيت في بيت فيه ميت،فكيف بقربه بحيث يأكل منه؟! .ففيه إذا كراهة شديدة،فكذلك ينبغي أن يكون حال الغيبة. ومن الآثار الواردة في النهي عن الغيبة،وتصور فظاعتها: أن النبي r كان إذا سافر ضم الرجل المحتاج إلى الرجلين الموسرين فيخدمهما. فضم سلمان إلى رجلين، فتقدم سلمان إلى المنزل فغلبته عيناه فنام ولم يهيئ لهما شيئا، فجاءا فلم يجدا طعاما وإداما، فقالا له: انطلق فاطلب لنا من النبي r طعاما وإداما، فذهب فقال له النبي r : (اذهب إلى أسامة بن زيد فقل له إن كان عندك فضل من طعام فليعطك) وكان أسامة خازن النبي r ، فذهب إليه، فقال أسامة: ما عندي شيء، فرجع إليهما فأخبرهما، فقالا: قد كان عنده ولكنه بخل. ثم بعثا سلمان إلى طائفة من الصحابة فلم يجد عندهم شيئا، فقالا: لو بعثنا سلمان إلى بئر سُمَيحة لغار ماؤها. ثم انطلقا يتجسسان هل عند أسامة شيء، فرآهما النبي r فقال: (مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما) فقالا: يا نبي الله، والله ما أكلنا في يومنا هذا لحما ولا غيره. فقال: (ولكنكما ظلتما تأكلان لحم سلمان وأسامة)[16]. وفي قصة ماعز بن مالك t :]سَمِعَ النَّبِيُّ r رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ .فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ؟فَقَالَا :نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ :انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ. فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هَذَا ؟قَالَ فَمَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ أَخِيكُمَا آنِفًا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍ مِنْهُ[[17]. وأخرج الإمام أحمد عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ r :]أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَأَنَّ رَجُلًا قَالَ :يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ قَدْ صَامَتَا، وَإِنَّهُمَا قَدْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا مِنْ الْعَطَشِ ،فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ سَكَتَ. ثُمَّ عَادَ وَأُرَاهُ قَالَ بِالْهَاجِرَةِ،قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهُمَا وَاللَّهِ قَدْ مَاتَتَا أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا. قَالَ: ادْعُهُمَا .قَالَ :فَجَاءَتَا قَالَ فَجِيءَ بِقَدَحٍ أَوْ عُسٍّ فَقَالَ :لِإِحْدَاهُمَا قِيئِي. فَقَاءَتْ قَيْحًا أَوْ دَمًا وَصَدِيدًا وَلَحْمًا ،حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ ،ثُمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى :قِيئِي فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ وَلَحْمٍ عَبِيطٍ وَغَيْرِهِ، حَتَّى مَلَأَتْ الْقَدَحَ .ثُمَّ قَالَ إ:ِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ اللَّهُ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ U عَلَيْهِمَا ،جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فَجَعَلَتَا يَأْكُلَانِ لُحُومَ النَّاسِ[[18]. قال عمر بن الخطاب t : إياكم وذكر الناس فإنه داء، وعليكم بذكر الله فإنه شفاء. وسمع علي بن الحسين t رجلا يغتاب آخر، فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس. وقيل لعمرو بن عبيد: لقد وقع فيك فلان حتى رحمناك، قال: إياه فارحموا. وقال رجل للحسن: بلغني أنك تغتابني فقال: لم يبلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي[19]. وقد استثني من الغيبة ،ما كان لمصلحة شرعية،كنقد رواة الحديث،وما كان فيه مصلحة دنيوية ،كم استشير في رجل للزواج،ومن ذلك ما قاله النبي r :] أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ،انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ. فَكَرِهْتُهُ ثُمَّ قَالَ: انْكِحِي أُسَامَةَ. فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ[[20]. ونحن في زمان لا يخلو مجلس من غيبة،تصريحا أو تلميحا،وهذا من البلاء الذي عمَّ نسأل الله تعالى العفو والعافية,والإجماع على أن التوبة من الكبائر ،ولا بدَّ لها من توبة نصوح. اختلف أهل العلم[21] في المغتاب،كيف يستحل من اغتابه؟منهم من قال لا حاجة لاستحلاله،وأن كفارة الغيبة،أن تستغفر لمن اغتبته،واحتج هؤلاء بحديث يروي عن الحسن قال: (كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته). ومنهم من قال لابدَّ من الاستحلال.واستدل هؤلاء بما أخرجه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ:] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ،فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ،إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ[[22]. قوله تعالى:) فَكَرِهْتُمُوهُ(فإذا كرهتموه فلا تفعلوه ،وفي المكروه قولان: الأول:كرهتم أكل الميتة،فكذلك اكرهوا الغيبة. الثاني: كرهتم أن يغتابكم الناس،فكذلك اكرهوا غيبتهم. قوله تعالى:]وَاتَّقُوا اللَّهَ [من تقوى الله تعالى،ترك هذه المحرمات،المعدودة من الكبائر،وهي سوء الظن والتجسس والغيبة،ومن تخلَّص من هذه الآفات،فقد استحق مقام التقوى. قوله تعالى:]إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[ لمن تاب وأقلع عن هذه المهلكات،ورحيم أن يستقصي على الناس فيما ابتلوا به من الغيبة،رحيم بمن تاب. وقد استهان الناس بهذه الكبائر ، عَنْ أَبي بَكْرَةَ t قَالَ:] بَيْنَمَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ r وَهُوَ آخِذِي بِيَدِي، وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا .فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ وَبَلَى، فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ؟ فَاسْتَبَقْنَا فَسَبَقْتُهُ فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً، وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً، وَقَالَ: إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ[[23].قولهلا يعذبان في كبير) في نظرهما،أو أنهما استخفا بهذا الفعل،ولم يعدَّاه عظيما،وهو كذلك. 1) زاد المسير 7/470 2) الجامع لأحكام القرآن 16/332 3) المرجع السابق 4) تفسير القرآن العظيم 4/271 5) صحيح البخاري،كتاب الأدب ،باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر 5/2253 رقم 5717 6) سنن ابن ماجه،كتاب الفتن،باب حرمة دم المؤمن وماله 4/319 رقم 3931 7) المعجم الكبير للطبراني 3/228 8) تفسير القرآن العظيم 4/272 9) سنن أبي داود،كتاب الأدب،باب في الغيبة 5/124 رقم 4880 10) المرجع السابق،باب في النهي عن التجسس 5/127 4888 11) الجامع لأحكام القرآن 16/333 12) صحيح مسلم،كتاب البر والصلة،باب تحريم الغيبة 16/358 رقم 6536 13) الجامع لأحكام القرآن 16/335 14) جامع البيان 11/396 وانظر القرطبي 16/335 15) الجامع لأحكام القرآن 16/335 16) المرجع السابق 17) سنن أبي داود،كتاب الحدود،باب رجم ماعز بن مالك 4/377 رقم 4428 18) مسند أحمد 5/431 19) الجامع لأحكام القرآن 16/336 20) صحيح مسلم،كتاب الطلاق،باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها 10/334 رقم 3681 21) انظر المسألة الجامع لأحكام القرآن 16/337 وتفسير القرآن العظيم 4/276 2) صحيح البخاري،كتاب المظالم،باب من كان له مظلمة عند الرجل 2/865 رقم 2317 3) مسند أحمد 5/35 hgk]hx hgvhfu ,hgsfu,k :( h[jkfhf ;edv lk hg/k ) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 09 / 2011, 23 : 07 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 09 / 2011, 23 : 01 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
18 / 09 / 2011, 23 : 04 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : زياد محمد حميدان المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018