المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح تعتبر مرحلة الطفولة مرحلة مهمة, ويقع عليها عاتق كبير في جانب التربية, إذ إن كل ما يتم غرسه وبذره في هذه المرحلة, وإن كان المربي يجد صعوبة في ذلك إلا أن النتائج تكون مجدية ومثمرة - بإذن الله - وتنسي المربي مرارة التعب والجهد, وتذيقه حلاوة الثمرة, والسبب في الصعوبة التي قد يجدها المربي في التعليم في هذه المرحلة أن مدى الاستيعاب لدى المتربي لما يراد منه يكون قليلا, ومع هذا يقال: (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) فبالرغم من صعوبة النقش على الحجر إلا أن النقش هذا يصمد ويبقى زمنًا طويلا, وهكذا حال المتعلم والمتربي. وهنا فرصة عظيمة وكبيرة لكل المربين لاستغلال هذه المرحلة واستثمارها أحسن استثمار, وأخص بحديثي هذا الوالدين؛ لأنهما أقرب شخصين من الطفل, بل وهما القدوتان الأوليان في حياته, والذي يتلقى منهما الطفل كل شيء في حياته (سلوكا, قيما, أخلاقا, مبادئ, ديانة ......إلخ) لذا أقول: أيها الأبوان الكريمان: جميع ما تريدان فعله من ابنكم أو ابنتكم اغرساه فيهم منذ صغرهم وعلماهم كل ما تريدان (الأدب, الاحترام, عدم رفع الصوت, حفظ القرآن, المداومة على الأذكار, مساعدة الوالدين والإخوة الكبار, توقير كبار السنّ, عدم التلفظ بألفاظ نابية ....إلخ). ويكون التعليم حسب الفئة العمرية للطفل, ولعل التجربة التي سأذكرها في هذا المقام تكون نافعة - بإذن الله - وموضحة للكلام السابق ذكره, والدة تقول: "كنت أتمنى حينما كنت في سن الزواج أن أتزوج وأن أرزق بذرية صالحة, وقد بدأت هذه الأمنية تزداد مذ تزوجت حيث كنت أدعو في صلاتي بأن يرزقني الله الذرية الصالحة, وعندما علمت بأني حامل كثفت الدعاء وكان من جملة ما أدعو به أن يهبني الله الولد الزكي السويّ وهذا ما أتمنى, ولن يحصل للإنسان ما تمنى دون فعل الأسباب, ومن أول الأمور التي كنت أفعلها وهو أهمها الدعاء, ثم الدعاء, ثم الدعاء, مع تحري أوقات الإجابة. كنت أتمنى أن أنجب طفلا حافظًا لكتاب الله وبارًّا بوالديه, وصالحًا نافعًا لدينه وأمته, وخلال فترة الحمل كنت أكثر من قراءة القرآن ومن سماعه؛ لأن ذلك يؤثر على الجنين بشكل إيجابي, وبعد الإنجاب والوضع كذلك كنت أقرأ عليه بين الفينة والأخرى, وحينما بدأ يكبر ما زلت مستمرة على ما كنت أفعله له (الدعاء, تلاوة القرآن) إلى أن بدأ بالنطق فصرت أردد على مسامعه قصار السور, وبعض الأدعية والأذكار السهلة البسيطة, ثم بعد ذلك أطلب منه ترديدها إلى أن حفظها والحمد لله, وهكذا حتى كبر وكبر معه حب القرآن والأذكار وتطبيق السنة, إلا أن الجهد حينما يكبر الطفل يزداد حيث لا ينفع الحفظ دون المتابعة والمراجعة, حتى أضحى ابني حافظًا لكتاب الله وهذا ما كنت أسعى إليه والحمد لله, كما لم أغفل عن تعليمه أهمية فهم وتطبيق ما حفظ من الآيات لئلا يكون كاليهود والعياذ بالله" . كذلك لا ينبغي للمربي أن يكلف المتربي ما لا يطيقه أو بما لا يتسع لذهنه استيعابه, كأن يطلب منه شيئا عادة يطلب ممن هم أكبر منه سنًّا, أو يطلب منه القيام بعدة أعمال في وقتٍ واحد, أو في زمنٍ قياسي قصير جدًّا, أو نطالبه بشيء ونحن نخالف ما نطلب منه كأن نطلب منه عدم الكذب ونكذب أمامه أو عليه أو نطلب منه عدم التلفظ بألفاظ نابية ونحن نسمعه إياها عند الغضب, ونغفل أن فعل مثل ذلك يحدث تشويشا لدى الطفل وقد يجعله غير واثق من المصدر الذي يتلقى منه, كأن نطلب منه الهدوء وعدم رفع الصوت أثناء الخطاب, ثم يجد منّا خلاف ذلك سواء كان هذا التصرف - رفع الصوت - في خطابنا معه, أو فيما بيننا - الأب والأم - كذلك لا نغفل عن أسلوب التعليم غير المباشر, وهو التعليم بالقدوة بأن نكون قدوة صالحة لأبنائنا ومن هم تحت رعايتنا بإحسان التعامل معهم, والرفق بهم, وانتقاء الألفاظ حين مخاطبتهم, شكرهم عند القيام بعملٍ وسلوكٍ جيد يستحق الشكر, وهنا أنقل تجربة إحدى الأخوات مع أبنائها, تقول: "كثيرًا ما كنت أطلب من أبنائي القيام بآداب حسنة كالسلام وتقبيل والدهم عند عودته أو بمساعدتي في تنظيف المنزل أو بشكر والدهم عند شراء شيء ما لبيتنا, ولم أجد منهم استجابة لذلك, وصرت أفعل ما أريد منهم على مرأى منهم وبصوت مرتفع ولسان حالي يقول: إياك أعني واسمعي يا جارة, فحينما يقدم زوجي للمنزل أستقبله بالسلام وتقبيل رأسه ويده, وقبل ذلك أكون قد رتبت المنزل وجعلته نظيفًا, وأقول لهم: لئلا يأتي والدكم للمنزل ويجده بحال أخرى فينفر منه, وبعد ذلك قبيل عودة الوالد لمنزله يهب الأبناء لتنظيف المكان ويستقبلونه أفضل استقبال, وكذا حينما يحضر للمنزل أشكره وأدعو له وربما أقبله أمام أبنائه حتى حذوا حذوي ولله الحمد." ليس كل الأبناء يكون أسلوب الأمر معهم مجديا, فقد يكون الفعل أمامهم أو استحسان الشيء أفضل بكثير من الأمر به كأن يقال: ما أجمل الطفل حينما يكون نظيفًا أو مؤدبًا, أو ما أجمل الطفل الذي يساعد والديه, ويحترم إخوته. وأخيرًا: أؤكد بأن مرحلة الصغر أفضل مرحلة لتثبيت المبادئ والقيم والأخلاق والسلوكيات, لذا علينا أن نحسن التعامل معها واستثمارها, ولا نكل أنفسنا إلى جهدنا وحسب بل نسأل الله دومًا التوفيق والإعانة على إحسان التربية, فهو الهادي وحده إلى سواء السبيل قال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - حينما أراد لعمه الهداية والدخول في دينه: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [سورة القصص آية: 56].
hgugl td hgwyv ;hgkra ugn hgp[v
|