07 / 09 / 2015, 36 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 16 صفة من صفات الخوارج عبدالمجيد بن خلف العَريفي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه ... أما بعد : فهذه بعض من صفات الخوارج الأوائل، والذين ظهروا في عهد الصحابة وفي عهد الأمويين وفي عهد العباسيين وفي جميع العهود إلى يومنا هذا، والهدف من ذلك مقارنة صفات الخوارج الأوائل مع صفات خوارج اليوم ممن يسمون ب( تنظيم القاعدة ) أو ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) المسماة ب( داعش ) وغيرهم من الفرق التي اتخذت من الإسلام وشريعة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كذباً وزوراً - وسيلة لتنفيذ أهدافهم وطموحاتهم الخبيثة، والذي دعاني إلى هذا هو شك بعض الناس من إطلاق لفظة الخوارج على هؤلاء، وإنكار بعضهم لهذه التسمية لهم، وإنكار هذه الفرق نفسها لهذه التسمية، فكتبت هذه المقالة ليقارن العاقل المسلم المنصف المتجرّد عن الهوى والعناد ثم بعد ذلك يحكم، نسأل الله أن يوفقنا ويسددنا ويصلح نياتنا وأعمالنا ويهدينا ويثبتنا على الهدى. فأول هذه الصفات : 1- أنهم حدثاء الأسنان، قال ﷺ ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ) ( أخرجه البخاري 3611 ) وهذه الصفة موجودة في هذه الجماعات بشكل واضح جداً، وتأمل في من يذهبون دائماً إلى مواطن الفتن، تجدهم كذلك. 2- أنهم سفهاء الأحلام، أي العقول، للحديث السابق، وهذه متجلّية واضحة في هؤلاء، ويتضح ذلك في كلامهم وتبريرهم لما يفعلون، وبعتراف من رجع منهم وتاب، أنهم كانوا مغيبون عقلياً. 3- أنهم يقولون من خير قول البرية، للحديث السابق، فتجدهم يستدلون بالكتاب والسنة وبكلام أهل العلم، مع أن الكلام عليهم وليس لهم، كما قال ﷺ : (( يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم )) ( أخرجه مسلم 1066 ) 4- أن فيهم ضعفاً في فقه دين الله، وذلك لأجل صفة خامسة ذكرها النبي ﷺ وهي قوله : (( يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ))، أي لا يدخل إلى قلوبهم ولا يعقلونه ولا يفهمونه، إنما يتلون حروفه على حناجرهم ولا يتجاوزه إلى قلوبهم، وهذه الصفة من الأمور الواضحة في مثل هؤلاء فإنهم لا فقه عندهم في الدين ولا يشتغلون به، ولم يُعرفوا بحضورهم عند المشايخ والعلماء، وإنما شغلهم الشاغل هو متابعة القيل والقال من الأخبار والكتابات والمقاطع، وكثرة اللهو في الرحلات البرية والاستراحات وغيرها، واللبيب فيهم من كَثُر اطلاعه على الأخبار والتحليلات وعكف عليها بالساعات، أما الكتاب والسنة وكلام أهل العلم فلا اطلاع لهم عليه ولا عكوف لهم عنده، ، ولهذا كان أكثر بدايات تأثر هؤلاء بفكر الخوارج هو كثرة إطلاعهم على الانترنت ووسائل الإعلام المغرضة والله المستعان. 6- أنهم يكثرون من العبادات، كما قال ﷺ (( ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشي ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ و لاقراءتكم إلى قراءتهم بشئ )) ( أخرجه مسلم 1066 ) وفي روايه (( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم )) ( أخرجه البخاري 6931 ومسلم 1064 )، وهذه الصفة في الحقيقة غير متجلية في خوارج عصرنا، وإنما هي واضحة في أسلافهم، أما خوارج عصرنا فكثير منهم فاسدة أخلاقهم وبذيء كلامهم ولا اشتغال لهم في العبادة، ولكن قد يخرج منهم من عنده اشتغال بها فيغتر به كثير من الناس، ويحتج بهذا بعضهم على صلاحه وأن من كان مثله معذور فيما يفعل، وهذه حجة باطلة لأن صلاح النية لا يكفي، بل لا بد مع صلاحها من المتابعة في ذلك للنبي ﷺ ولأصحابه، ولو اعتبرنا صلاح النية فقط لما أُنكر على أهل البدع أفعالهم، وما نشأت البدع إلا من صلاح نية فاعلها مع بعده وجهله بسنة نبيه ﷺ ومتابعته، قال الإمام الآجري ( المتوفّى سنة 360هـ ) - رحمه الله - (( فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام، عدلا كان الإمام أو جائرا، فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج )) ( كتاب الشريعة 1 / 345 ) 7- أنهم يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان، كما قال ﷺ : (( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )) ( أخرجه البخاري 3344 ومسلم 1064 )، وهذا أيضاً حدث في عصرنا، فما من مصيبة تحل بالمسلمين ويتدخل فيها هؤلاء إلا فرّقوا بينهم وقتّلوا المسلمين وحكموا عليهم بالردة وقالوا نقتل المرتدين أولاً ثم نقاتل الكفار، ولم يعرف في جميع العصور أن الخوارج قاتلوا الكفار أبداً، وإنما قتالهم للمسلمين، كما يحصل ذلك منهم اليوم في سوريا وغيرها من البلدان عليهم من الله ما يستحقون. 8- أنهم يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه، كما قال ﷺ عن ذي الخويصرة ( دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية )) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده 11 / 614 وهو صحيح ) ومعلوم ما عند هؤلاء من التشدد العميق في الدين، وقوله ﷺ : (( حتى يخرجوا منه )) دليلٌ من أدلة مَن قال من أهل العلم بكفرهم، فتأمل ضلال هذه الفرقة، وصل ضلالهم وكبائر أفعالهم وجرائمهم إلى أن يختلف أهل العلم في كفرهم بعدما اتفقوا على زيغهم وخروجهم عن أهل السنة والجماعة، كل هذا وهم يظنون أنهم على حق وأنهم القائمون بالدين والشريعة - نسأل الله العافية والثبات على دينه - قال تعالى { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } جاء عن علي - رضي الله عنه - في هذه الأية، عندما سأله عنها أحد من تأثر بالخوارج، فقال علي له : (( أنتم يا أهل حروراء ))، أي أنتم يا خوارج منهم، فحروراء كانت موطنهم، ولذلك سُمّوا أيضاً بالحرورية، وصدق رضي الله عنه. ( أخرج هذا الأثر الطبري في تفسيره ) 9- أنهم يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلال، كما فعل ذو الخويصرة مع النبي ﷺ حينما كان يقسّم الغنائم، قال له : (( يا محمد اعدل فإنك لم تعدل )) ( أخرجه ابن ماجه 172 وصححه الألباني ) ولهذا عدّ العلماء هذا الرجل أول الخوارج، وكما فعل أيضاً الخوارج مع عثمان وعلي فإنهم كانوا يطعنون فيهم أمام الناس حتى يشوّهوا سمعتهم عند الناس فيخرجوا عليهم، وهذا عين ما وصى به شيخهم المنّدس اليهودي الخبيث عبدالله بن سبأ للخوارج على عثمان، كما ذكر ذلك عنه الإمام الطبري في تاريخه حيث قال : (( قال ابن سبأ اليهودي : فانهضوا في هذا الأمر فحرّكوه، وابدءوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر )) قال الطبري : (( فبَثَّ دعاته، وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون، فيقرؤه أولئك في أمصارهم وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة، وهم يريدون غير ما يظهرون، ويسرون غير ما يبدون )) ( تاريخ الطبري 4 / 340 ) ولا زال هذا ديدن الخوارج في كل العصور الإسلامية إلى عصرنا هذا فلذلك نسمع بعض من تأثر بهم يطعنون في الأمراء في مجالسنا وفي الانترنت وفي كل مكان وصار هذا هو شغلهم الشاغل نسأل الله العافية. 10- أنهم يخرجون على حين فرقة من الناس، وهذا نصُّ ما قاله ﷺ في البخاري ( 3610 ) ومسلم ( 1064 ) وما ظهورهم في سوريا والعراق وغيرها إلا حينما تفرقت تلك البلدان، وكذلك أسلافهم ما ظهروا وذاع أمرهم إلا حين مقتل عثمان رضي الله عنه وبعده حينما حصل الاختلاف بين بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. 11- أنهم لا يرون لأهل العلم والفضل مكانة إذا خالفوا رأيهم ومنهجهم، ولذا زعموا أنهم أعلم من علي بن أبي طالب و ابن عباس و سائر الصحابة وحصل منهم من الأذية للصحابة ما حصل، وكذلك مع علماء التابعين فإن الحسن البصري أبى مسايرة أتباع ابن الأشعث في الخروج على الحجاج بن يوسف الثقفي الحاكم الظالم المعروف، ونهاهم عن قتاله، فلما رأوا أن الحسن لا يجاريهم في باطلهم، خرجوا من عنده وهم يقولون : أنطيع هذا العلج ؟ وعيّروه بأنه رجل من الموالي، وكانت عاقبتهم بأن قُتلوا جميعاً وزاد تسلط الحجاج عليهم وبطشه ( انظر طبقات ابن سعد 7 / 163 ) وهكذا فعلوا مع علماء زماننا هذا، كالشيخ ابن باز وابن عثيمين وغيرهم، فإن بعضهم كفّر هيئة كبار العلماء في أحداث حرب الكويت، وكان فيها ابن باز وابن عثيمين وغيرهم من العلماء الذين لا يتسع المقام لذكرهم هنا، وكانوا يقولون عنهم ( علماء سلاطين ) و ( علماء حيض ونفاس ) و ( وما عندهم فقه للواقع ) و ( مداهنون ) وغير ذلك، وكل هذا بسبب أنهم كانوا على خلاف رأيهم ومنهجهم وأنهم وقفوا مع الولاة وقفة حق وصدق. 12- أنهم يستدلون بقتلهم للمؤمنين بالآيات الدالة على قتل الكفار، كما قال ابن عمر رضي الله عنه : (( انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين )) ( رواه البخاري، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ) 13- أنهم يكفرون من لم يقل برأيهم ويستحلون دمه، قال السفَّاريني - رحمه الله - عند كلامه عن آراء نافع بن عبدالله الأزرق الخارجي والذي تنسب إليه فرقة الأزارقة الخارجية : (( ومنها أنه كفّر من لم يقل برأيه، واستحل دمه )) ( لوامع الأنوار البهية 1 / 86 ) ومن ذلك ما وقع لهم أيضاً في قصة مقتل الصحابي الجليل عبدالله بن خباب - رضي الله عنه - فإن الخوارج اعترضوا طريقه وهو يسوق بامرأته على حمار، فدعوه وتهددوه وأفزعوه، وقالوا له من أنت ؟ فقال : أنا عبدالله بن خباب صاحب رسول الله ﷺ، فلما عرفوه طلبوا منه أن يحدثهم عن رسول الله ﷺ إلى أن قالوا : فما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فأثنى عليهما خيراً، ثم قالوا فما تقول في عثمان في أول خلافته وآخرها ؟ فقال : إنه كان محقاً في أولها وآخرها، ثم قالوا : فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده ؟ فقال : إنه أعلم بالله منكم وأشد توقياً على دينه وأنفذ بصيرة، فقالوا : إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها، والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحداً، فأخذوه فكتفوه ثم أضجعوه وذبحوه، وسال دمه في الماء، وأقبلوا على المرأة وهي حبلى ففزعت وقالت : إني إنما أنا امرأة ألا تتقون الله ؟ فقتلوها وبقروا بطنها عليهم من الله ما يستحقون. ( القصة مختصرة من تاريخ الطبري 5 / 82 ) 14- أنهم لا يرون إمامة الإمام الجائر، أي الظالم، مع أن أحاديث الرسول ﷺ في الصبر على جور الحكام واستأثارهم مليئة في كتب السنة، ولكن { ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور }، ويقولون بوجوب قتاله ومن رضي بحكمه ومن عاونه ومن صار دليلاً له، ولذلك تجدهم يستحلون قتل رجال الأمن والشرطة، بحجة أنهم أعوان الظلمة وجنودهم. 15- أنهم كثيروا الاختلاف فيما بينهم، فلذلك كثرت فرقهم وخرج بعضهم على بعض، فصار منهم الأزارقة والإباضية والنَجَدات وغير ذلك من الفرق، وهذا كما نراهم اليوم يتقاتلون فيما بينهم ويكفر بعضهم بعضا. 16 - أنهم يظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويصرفون النصوص الواردة فيه إلى منازعة الأئمة والخروج عليهم وقتالهم، فهكذا هم يفعلون اليوم في خروجهم للمظاهرات والاعتصامات والإنكارات العلنية، بحجة إنكار المنكر والأمر بالمعروف، قال الإمام الآجري : (( ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى ( أي الخوارج )، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه )) ( كتاب الشريعة 1 / 327 ) هذا ما تيسر جمعه من صفات الخوارج التي تنطبق تماماً على خوارج عصرنا، فلا يشك عاقلاً بعد ذلك في انطباق اسم الخوارج على هؤلاء وأمثالهم، وإن ادّعوا أنهم سلفيون وأنهم أهل توحيد وأهل نصرة له، فوالله إنهم كاذبون، وإن لم يشعروا بذلك، بل إن الأمة الإسلامية منذ عهد الصحابة ما لمست من الخوارج نصرة لها، وإنما قتالهم دائماً لأهل الإيمان، فصاروا بذلك أعوان للكفار والزنادقة والمنافقين والروافض، هذه هي حقيقتهم .... واعلم أن قتل هؤلاء وجهادهم من أعظم الأعمال الصالحة، ومن أعظم الجهاد في سبيل الله، بعد نصحهم والتحدث معهم، وكذلك الإبلاغ عنهم والرد عليهم داخل في ذلك، والأخبار الواردة عن رسول الله ﷺ وعن أصحابه والسائرين على هديه في جهادهم وقتلهم وذمهم وفضل مجاهدتهم والرد عليهم أكثر من أن تُحصى، ومن ذلك قوله ﷺ - كما سبق - ((فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة )) وقال ﷺ : (( لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضي لهم على لسان نبيهم ﷺ لا تكلوا على العمل )) ( أخرجه مسلم 1066 ).... ومن قُتل على أيديهم فليبشر ببشارة النبي ﷺ حينما قال : ( خير قتيل من قتلوه ) وقوله ﷺ ( طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ) ( رواهما الإمام أحمد وهما صحيحان ) .... فاليتّقي الله من يعتذر لهؤلاء أو ينكر على من رد عليهم أو يبرر موقفهم أو يعتبرهم مجاهدون في سبيل الله .... وأختم بكلام الإمام الآجري - رحمه الله تعالى - حيث قال : (( لم يختلف العلماء قديما وحديثا أن الخوارج قوم سوء عصاة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإن صلوا وصاموا، واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، ويظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم؛ لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، وقد حذرنا الله تعالى منهم، وحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده، وحذرناهم الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان، والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس، ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج يتوارثون هذا المذهب قديما وحديثا، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلون قتل المسلمين، فأول قرن طلع منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو رجل طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقسم الغنائم، فقال: اعدل يا محمد، فما أراك تعدل، فقال صلى الله عليه وسلم: «ويلك، فمن يعدل إذا لم أكن أعدل؟» فأراد عمر رضي الله عنه قتله، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم من قتله وأخبر: «أن هذا وأصحابا له يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين» وأمر في غير حديث بقتالهم، وبين فضل من قتلهم أو قتلوه، ثم إنهم بعد ذلك خرجوا من بلدان شتى، واجتمعوا وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى قدموا المدينة، فقتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد اجتهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان بالمدينة في أن لا يقتل عثمان، فما أطاقوا على ذلك رضي الله عنهم ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم يرضوا لحكمه، وأظهروا قولهم وقالوا: لا حكم إلا لله، فقال علي رضي الله عنه: كلمة حق أرادوا بها الباطل، فقاتلهم علي رضي الله عنه فأكرمه الله تعالى بقتلهم، وأخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضل من قتلهم أو قتلوه، وقاتل معه الصحابة فصار سيف علي رضي الله عنه في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة )) ا.هـ ( كتاب الشريعة 1 / 325 ) هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتب ذلك / عبدالمجيد بن خلف العَريفي 10 رمضان 1435هـ
16 wtm lk wthj hgo,hv[
|
| |