18 / 09 / 2008, 10 : 05 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 23 / 03 / 2008 | العضوية: | 511 | المشاركات: | 10 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 205 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين هذه انشاء الله تكملة موضوع موعظة لقمان لابنيه ومعانيها :- ما يتعلق بالعقيدة: عقيدة التوحيد هي جوهر الدين وأساسه، وعليها ينبني دين المسلم، وأي مساس بها سلبا وإيجابا يكون له تأثيره الكبير في حياة المسلم وأخلاقه ومعاملاته. ذلك أن الإسلام يقرر أن ما يعتقده المرء في الباطن هو الدافع والمحرك لأعماله الظاهرة، وما من عمل في الظاهر إلا وله أساس ومصدر في الباطن. لهذه الأسباب والعوامل جاءت عناية الشريعة بالعقيدة عظيمة، وعني الشارع بما يصفي العقيدة من الشوائب ويجعل معتقد الإنسان سليما. فاعتنت بالتوحيد وأسبابه وحماية جنابه وسدت أبواب الشرك وذرائعه ووسائله بشتى التشريعات والأحكام. قال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) ( النساء : 36 ) وقال تعالى : ( وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) (القصص : 87-88 ). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" فقلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في " الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة " : " أصل الدين وقاعدته أمران... الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه . الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله . " وقال رحمه الله في رسالته إلى محمد بن عباد ردا على رسالة الأخير التي كتب فيها كلاما في تقرير التوحيد وغيره 16: " قولك أول واجب على كل ذكر وأنثى النظر في الوجود ثم معرفة العقيدة ثم علم التوحيد، وهذا خطأ وهو من علم الكلام الذي أجمع السلف على ذمه، وإنما الذي أتت به الرسل أول واجب هو التوحيد ليس النظر في الوجود ولا معرفة العقيدة كما ذكرته أنت في الأوراق أن كل نبي يقول لقومه : اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. " وقال الدهلوي رحمه الله 17: " فاعلموا رحمكم الله أن البشر كلهم عبيد الله ووظيفة العبد وقيمته أن يقوم بالعبادة فالذي لا يقوم بالعبادة ولا يؤدي وظيفته فقد ثار على فطرته وفقد قيمته وقوام العبودية تصحيح العقيدة والإيمان فمن تطرق إلى عقيدته خلل أو تعرض إيمانه لفساد لم تقبل منه عبادة ولم يصح له عمل ومن صحت عقيدته واستقام إيمانه كان القليل من عمله كثيرا ومن هنا وجب على كل إنسان أن لا يدخر وسعا في تصحيح إيمانه وأن يكون الحصول عليه والاستيثاق منه غاية أمله ونهاية سؤله لا يعدل به شيئا ولا يتأخر فيه دقيقة ". ويتضح هذا المعنى جليا في أول وصايا لقمان لابنه فيما يحكيه لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن، ذلك أن الإيمان بوحدانية الله هي أولى القيم الإيمانية فكانت أول وصايا لقمان: ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ) ( لقمان : 12). فأول ما ابتدأ به لقمان وعظ ابنه هو تحذيره من الشرك ونهيه عنه وأمره بإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، واصفا الشرك بأنه أعظم الظلم. وفي هذا المعنى 18 " يقول الدكتور زكي نجيب محمود : " فأولاً لا بد لمن آمن بالله أن يمحو من نفسه كل ما عداه، فالشاهد يبدأ شهادته بألاّ آلهة أخرى هناك حتى إذا ما أيقن بذلك أعلن إيمانه بالله، ولهذا الترتيب الذي ينفي الباطل أولاً، ثم يؤكد الحق قوة منطقية تعين الإنسان على التخلص مما يعرقل سيره الثابت المطمئن، ومن هنا رأينا مناهج البحث العلمي تجعل الخطوة الأولى في طريق البحث إزالة الآراء الخاطئة وذلك لتفنيدها وبيان أوجه الخطأ فيها ثم تعقب على ذلك بإقامة ما هو صحيح ". إنه لابد لمن يريد أن يغرس القيم في النفوس أن يبدأ بهذا الأصل، وذلك أنه قد تقرر أن التخلية قبل التحلية، فاجتثاث جذور الفساد ينبغي أن يسبق بذر بذور الخير، التي تعني إزالة القيم الفاسدة، وعلى رأسها الإشراك بالله، إذ هو أعظم الذنوب، كما قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ). " ا.هـ ومما يزيد في بيان ذلك من أقوال العلماء المفسرين قول السعدي في تفسيره19 عن وجه كون الشرك من أعظم الظلم : " ووجه كونه ظلما عظيما ، أنه لا أفظع ولا أبشع ممن سوى المخلوق من تراب ، بمالك الرقاب . وسوى الذي لا يملك من الأمر شيئا ، بمالك الأمر كله . وسوى الناقص الفقير من جميع الوجوه ، بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه . وسوى من لا يستطيع أن ينعم بمثقال ذرة من النعم ، بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ، ودنياهم ، وأخراهم ، وقلوبهم ، وأبدانهم ، إلا منه ، ولا يصرف السوء إلا هو . فهل أعظم من هذا الظلم شيء ؟ وهل أعظم ظلما ، ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده ، فذهب بنفسه الشريفة ، فجعلها في أخس المراتب ؟ جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئا ، فظلم نفسه ظلما كبيرا ". وتجدر الإشارة إلى أن المفسرين اختلفوا هل قوله " إن الشرك لظلم عظيم " من قول الله سبحانه تعالى أم من قول لقمان. قال القرطبي في تفسيره 20 : " واختلف في قوله: "إن الشرك لظلم عظيم" فقيل: إنه من كلام لقمان. وقيل: هو خبر من الله تعالى منقطعا من كلام لقمان متصلا به في تأكيد المعنى؛ ويؤيد هذا الحديث المأثور أنه لما نزلت: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" [الأنعام: 82] أشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لم يظلم؛ فأنزل الله تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم "فسكن إشفاقهم، وإنما يسكن إشفاقهم بأن يكون خبرا من الله تعالى؛ وقد يسكن الإشفاق بأن يذكر الله ذلك عن عبد قد وصفه بالحكمة والسداد. " كما تذكر موعظة لقمان قضية تمس الحاجة إليها في الاعتقاد في قوله تعالى: ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ) ( لقمان : 16 ). قال القرطبي21 : " وهذا القول من لقمان إنما قصد به إعلام ابنه بقدر قدرة الله تعالى وهذه الغاية التي أمكنه أن يفهمه لأن الخردلة يقال : إن الحس لا يدرك لها ثقلا إذ لا ترجع ميزانا أي لو كان للإنسان رزق مثقال حبة خردل في هذه المواضع جاء الله بها حتى يسوقها إلى من هي رزقه أي لا تهتم للرزق حتى تشتغل به عن أداء الفرائض وعن اتباع سبيل من أناب إلي قلت : ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : [ لا تكثر همك ما يقدر يكون وما ترزق يأتيك ] وقد نطقت هذه الآية بأن الله تعالى قد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا سبحانه لا شريك له وروي أن ابن لقمان سأل أباه عن الحبة تقع في سفل البحر أيعلمها الله ؟ فراجعه لقمان بهذه الآية وقيل : المعنى أنه أراد الأعمال المعاصي والطاعات أي إن تك الحسنة أو الخطيئة مثال حبة يأت بها الله أي لا تقوت الإنسان المقدر وقوعها منه وبهذا المعنى يتحصل في الموعظة ترجية وتخويف مضاف ذلك إلا تبيين الله تعالى وفي القول الأول ليس فيه ترجية ولا تخويف. قوله تعالى : ( مثقال حبة ) عبارة تصلح للجواهر أي قدر حبة وتصلح للأعمال أي ما يزنه على جهة المماثلة قدر حبة ومما يؤيد قول من قال هي من الجواهر : قراءة عبد الكريم الجزري فتكن بكسر الكاف وشد النون ومن الكن الذي هو الشيء المغطى وقرأ جمهور القراء : إن تك بالتاء من فوق مثقال بالنصب على خبر كان واسمها مضمر تقديره : مسألتك على ما روي أو المعصية والطاعة على القول الثاني ويدل على صحته قول ابن لقمان لأبيه : يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله ؟ فقال لقمان له : ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة ) الآية فما زال ابنه يضطرب حتى مات قاله مقاتل والضمير في إنها ضمير القصة كقولك : إنها هند قادمة أي القصة إنها إن تك مثقال حبة والبصريون يجيزون : إنها زيد ضربته بمعنى إن القصة والكوفيون لا يجيزون هذا إلا في المؤنث كما ذكرنا وقرأ نافع : مثقال بالرفع وعلى هذا تك يرجع إلى معنى خردلة أي إن تك حبة من خردل وقيل : أسند إلى المثقال فعلا فيه علامة التأنيث من حيث انضاف إلى مؤنث هو منه لأن مثقال الحبة من الخردل إما سيئة أو حسنة كما قال : ( فله عشر أمثالها ) الأنعام : 160 فأنث وإن كان المثل مذكرا لأنه أراد الحسنات وهذا كقول الشاعر : ( مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم ) وتك ها هنا بمعنى تقع فلا تقضي خبرا قوله تعالى : ( فتكن في صخرة ) قيل : معنى الكلام المبالغة والانتهاء في التفهيم أي أن قدرته تعالى تنال ما يكون في تضاعيف صخرة وما يكون في تضاعيف صخرة وما يكون في السماء والأرض وقال ابن عباس : الصخرة تحت الأرضين السبع وعليها الأرض وقيل : هي الصخرة على ظهر الحوت وقال السدي : هي صخرة في السماوات والأرض بل هي وراء سبع أرضين عليها ملك قائم لأنه قال : ( أو في السماوات أو في الأرض ) وفيهما غنية عن قوله : ( فتكن في صخرة ) تأكيد كقوله : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق ) العلق : 1 - 2 وقوله : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) الإسراء :1
l,u/m grlhk ghfki
|
| |