06 / 04 / 2015, 11 : 04 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام انتقل إلى رحمة الله تعالى، يوم الأحد، الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الداود، عضو الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء؛ السابق، والقاضي والأستاذ المتقاعد من كلية الشريعة بالرياض، غفر له الله ورحمه. هو الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالرحمن الداود، ولد في محافظة "حريملاء" في عام 1350هـ، في بيت علمٍ وأدب؛ حيث درس جزءًا من القرآن الكريم على يد عمِّه "حمد بن عبدالرحمن بن داود"، ثم استكمل دراسة القرآن وإعرابِه على يد الأستاذ "محمد بن عبدالله الحرقان"، وابتدأ الدراسة عنده من أول ما يبدأ الطالب المستجد بالهجاء، وبعد أن أنهى الإعراب بكل مراحله، أكمل دراسةَ القرآن على يديه من حيث توقَّف عند عمه حمد - رحمه الله - إلى أن أتمَّ دراسة القرآن الكريم كاملاً حفظًا وتلاوة، ثم بدأ في القراءةِ على الشيخ قاضي حريملاء "عبد الرحمن بن سعد آل حسن"، فقرأ عليه في العقيدة، والتفسير، والحديث، وغيرها من العلوم، حتى استوفَى الجزء الأساسي من علوم الشريعة على يديه. طلب الشيخ العلم، فانتقل إلى مدينة الرياض؛ حيث قرأ فيها على بعض المشايخ؛ منهم: فضيلة الشيخ "محمد بن إبراهيم آل الشيخ"، والشيخ "عبداللطيف بن إبراهيم آل الشيخ"، وفي عام 1371هـ فُتحَ المعهد العلمي بالرياض؛ فالتحق الشيخ به إلى أن تخرَّج في كلية الشريعة عام 1378هـ. ولنبوغ الشيخ العلمي؛ عُيِّن - قبل تخرُّجه في كلية الشريعة - مدرِّسًا في معهد شقراء العلمي، وذلك في عام 1377هـ؛ حيث درَّس فيه للطلاب لمدَّة عامين، وبعد تخرُّجه في الكلية عام 1379، عرض عليه سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ: "محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف" - رحمه الله - أن يعمل قاضيًا في محكمة الرياض الكبرى، وامتنع من ذلك، وأبدى أعذارًا كثيرة، إلا أنها باءتْ بالفشل، وقال له - رحمه الله -: "لا بدَّ من العمل في المحكمة؛ نظرًا لحاجة المحكمة إليك، والقضاة عددُهم قليل في ذلك الوقت"، وبعد مُضِي زمن طويل استجاب إلى رغبةِ الشيخ في العمل في المحكمة قاضيًا، وذلك في تاريخ 6/ 6/ 1379هـ، وذلك بِناءً على وعدٍ منه - رحمه الله - بنقله من المحكمة متى تيسَّر بديل؛ وذلك لخشية الشيخ الداود الشديدة من عظم مسؤولية القضاء، ولكبير تورُّعه عن المناصب. ومكَث - حفظه الله - ثلاثَ سنوات وأكثرَ يعملُ في المحكمة مع مراجعةِ سماحة الشيخ - رحمه الله - كلما سنحتْ فرصة، ثم طلب نقله بعد ذلك إلى كلية الشريعة بالرياض مؤقتًا، وذلك في تاريخ 1/ 9/ 1382هـ؛ حيث مكث فيها مدرسًا ما يقرب 29 سنة، درَّس فيها الفقه والفرائض والمعاملات وغيرها لعديد من أجيال الطلاب، الذين تتلمذوا على يديه، وصاروا دعاة وعلماء يشار إليهم بالبنان بعد ذلك. وقد استكمل الشيخ الداود دراستَه العليا بكلية الشريعة في الفترة ذاتها، وحصل فيها على درجة الماجستير في الفقه في تاريخ 13/ 7/ 1397هـ، وكان عنوان بحثه "مفسدات الصيام وأحكام القضاء والكفارة"، بإشراف الدكتور "شحاته محمد شحاته". ولم يبخل الشيخ بعلمه في مجال إلقاء الدروس بين الناس، فكانت له دروسٌ في مسجد الحي لا يعتذر عنها إلا في الملمَّات، وكان يقصد دروسه العديدُ من طلبةِ العلم من أماكنَ شتَّى في الرياض وغيرها، وكانتْ دروسُه إما بعد العصر، أو بعد المغرب، أو بعد العشاء حسب ما يناسب كلَّ مجموعة من الطلاب، وقد شَمِلتْ دروسُه كتبَ التفسير، والتوحيد، والفقه، والحديث، وكان أسلوب الشيخ في هذه الدروس العامة يسيرًا واضحًا، يعتمد على مراعاة مستوى عقول الحاضرين لتلك الدروس، كما كان يُشرِك الطلاب معه في الشرح والتوضيح؛ حتى يسهل عليهم استيعاب المراد، كما كانتْ له دروس في مكتبه في الإفتاء لِمَن رَغِب من الطلاب، وخاصة في بداية الدوام وقبل أن يشتد العمل؛ أي: من الساعة الثامنة وحتى التاسعة تقريبًا. كما كانتْ للشيخ - حفظه الله - دروسٌ في الحرم المكي أثناء موسم الحج، وذلك في أعمال التوعية الإسلامية بالحج من عام 1403 وحتى عام 1423، وكانتْ دروسه فيه تدور حول العقيدة والأخلاق والعبادات، وخاصة أعمال الحج. وبعد عمرٍ مديد في التدريس والتربية تَمَّت إحالته إلى التقاعد بعد بلوغه السن النظامي (60) عامًا، وقد عَرَض عليه سماحةُ الشيخ: "عبدالعزيز بن باز" - رحمه الله - العملَ في الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء كعضو للإفتاء، وبوَرعِ الشيخ المعروفِ وخشيتِه الشديدة توقَّف قليلاً في إجابة هذا الطلب، وبعد شهرٍ من المشاورة أجابه للعمل في الإفتاء عام 1411هـ؛ حيث استمر في الإفتاء ونشر العلم بين الناس، إلى أن طلب إعفاءه؛ نظرًا لظروفه الصحيَّة من سماحة مفتِي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وذلك في تاريخ عام 1431هـ، فقَبِل طلبه. ويصف عبادتَه وخشيتَه مَن عاشره وحاضره بأنه كان - حفظه الله - شديدَ الورع، قليلَ الغفلةِ، لا يَنِي يذكر الله في جميع وقته، حتى إنه وقت الراحة بين الحصص الدراسية في كلية الشريعة كان دومًا يُرَى ممسكًا مصحفه في جانب منعزلٍ، يستكمل وِرْدَه اليومي؛ حيث كان - حفظه الله - مُكثِرًا من تلاوة القرآن الكريم؛ إذ إنه كان يختم كل ثلاثة أيام، وفي رمضان كان يختم كل يومين. ولحبِّه للقرآن وأهلِه؛ عَمِل نائبًا لرئيس مجلس إدارة المدارس الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم بحريملاء منذ تأسيسها 1402هـ وحتى عام 1431هـ. أما عن أخلاقه، فقد كان - حفظه الله - طلق المُحَيَّا، سهل العشرة، مع طلابه وتلاميذه وقاصديه، رغم فارق العمر الكبير في بعض الأحيان بينه وبينهم؛ حيث كان لا يبخل على طالب علمٍ بنصيحةٍ، أو جواب سؤاله بصورة محببة طيبة، جعلتْ جميع مَن عاشره يَشهَد له بالفضل؛ حيث اكتسب حبَّ قلوب الناس عن طريق تلك المعاملة السمحة اللطيفة، وكان شديد الحياء، لا يرد طالبًا أو سائلاً، عظيمَ الجُود، ويبذل جهدًا كبيرًا مع عدد من أبناء بلدته حريملاء في أعمالٍ ساهمتْ في تطورها وتقدمها. يصف الشيخ "عبدالوهاب بن ناصر الطريري" ذكرى تدريسه له؛ فيقول: "إن الذي تعلَّمتُه من شيخنا (عبدالعزيز الداود) ليس العلمَ؛ وإنما الذي تعلَّمتُه منه ثمرةَ العلم، وهذا يذكرني بكلمة الإمام أحمد بن حنبل عندما قيل له: إن معروفًا الكرخيَّ ليس كثير العلم، فقال الإمام أحمد كلمة نورانية عجيبة، قال: وهل يراد العلم إلا لحال معروف؟ وهل يتعلَّم الناس العلم إلا ليصيروا إلى هذه الحال؟ هذا ما تعلمناه من الشيخ عبدالعزيز الداود، هذه المعاني العظيمة". حفظ الله الشيخ "عبدالعزيز بن محمد الداود"، وأمدَّ الله في عمره، ومتَّعه بالصحة والعافية، وجزاه خيرَ الجزاء على ما بذله في مجال التربية وتبليغ العلم الشرعي للمسلمين.
hkjrg hgado uf]hgu.d. fk lpl] hg]h,,h]
|
| |