ظاهرة العنف الوالدي ( 1 )

[محمود احمد حجازي النجار]

{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }

ظاهرة العنف الوالدي ( 1 )

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس

التميمي جالساً فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحداً فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه

وسلم ثم قال ( مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَم ( البخاري 5651 ومسلم 2318

إن القيم الدينية والثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في ظاهرة عنف الوالدين ضد فلذات

الأكباد واعز المخلوقات وأعظم النعم التي وهبها الله لنا ويحدث ذلك على أيدي من يفترض أن يحيطونهم

بالدفء والحماية الأسرية فلابد لنا أن نراعي هذه النعمة ونصون الأمانة فبرغم من أننا مسلمون ولابد أن

نتحلى بالأخلاق والقيم الإسلامية ونقتدي بخير البشر وخير المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن

البعض قد تخلى عن ذلك كله وتخلي أيضا عن القيم والإنسانية ...

أن ظاهرة عنف الوالدين جاءت نتيجة الحياة العصرية السريعة واغلب العنف الذي يمارس ضد الأطفال يكون

بين سن الولادة والأربعة عشرة عاما وان ابرز المسببات في بروز هذه الظاهرة وأكثرها انتشاراً هو الضغط

النفسي والإحباط المتولد من طبيعة الحياة اليومية والأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الوالدين أو

كلاهما ثم اضطراب العلاقة بين الوالدين لأية أسباب أخرى ...

الطفل يشكل عالما خاصا يصعب الوصول إلى مكنوناته لذا يسعى علماء التربية لكسب اهتمام الطفل إلى مسألة

مهمة جدا لمستقبله ألا وهي التعلم وهم بذلك يسعون إلى فهم مكنونات الطفل والقضايا التي يحبها وبالتالي

يتعلم من خلالها وقد أعطى التربويون على مر العصور وعلى امتداد الكرة الأرضية أهمية خاصة للهو واللعب

واعدوه عاملا مساعدا على انجاز عملية التعلم فالطفل يتعلم دون أن يدري وبصورة لا إرادية وعلى العكس

تماما يدخل مفهوم العنف أو الأسلوب القسري في التربية والذي يدعو إلى إجبار الطفل أو الطالب على التعلم

واستقبال المعلومات بغض النظر عن اقتراب تلك المعلومات من نفسيته وإدراكه ...

إن أسلوب العنف يولد أضرارا نفسية ولا يؤدي للوصول إلى الأهداف التربوية التي تسعى إليها المدرسة

الحديثة إن العنف الموجه للأطفال يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشلل الجزئي والذي يعني عدم إمكانية الطفل

لأداء مهامه اليومية والتعليمية بشكل مناسب بل إن الطفل يخفق أحيانا في تحقيق أهدافه أثناء العاب الطفولة

التي يعشقها ويود أن يتممها بكل براعة ...

فالأطفال يقعون ضحايا لمستويات مروعة من العنف فعنف الآباء والأمهات على أبنائهم أحيانا يتخطى الحدود

البشرية ونسمع عن الكثير من القضايا التي يكون فيها الأب أو الأم متهما بجريمة عنف ضد أبنائه ...

شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه مثال على ذلك

الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه ...

هناك دوافع لممارسة العنف الوالدي كما تشير الدراسات وتتلخص في التالي :-

• دوافع ذاتية وهي تنبع من ذات الإنسان وتنشئته الاجتماعية وتربيته .

• دوافع اجتماعية وموروثات ثقافته وهي العادات والتقاليد التي تطالب الأب بممارسة قدر عالي من الشدة والقسوة والحزم في غير لين في قيادة الأسرة .

• دوافع اقتصادية وتتمثل في قلة ذات اليد والفقر الذي يعكس معاملة سيئة من الأب علي الأبناء ودفعهم للعمل في سن الطفولة .

اللهم اهدي اولادنا ولا تضرهم ووفقهم لتقواك وارزقنا برهم اللهم اجعلهم قرة عين لنا وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم ...

والي اللقاء في المقال القادم ........... ان شاء الله

محمود بن احمد حجازي النجار

---

/hivm hgukt hg,hg]d ( 1 )

[طويلب علم مبتدئ]

بارك الله فيك على المقال الطيب بوركت اخي ******

[شريف حمدان]