![]() | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1104 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام وللغلاء -كما لكل ظاهرة- أسباب متعددة، فالغلاء ظاهرة بشرية، وكل ما يتعلق بالإنسان من ظواهر إنما يتصف بصفة مهمة من صفات الإنسان، ألا وهي تنوع جوانبه وتعددها؛ فكما أن النفس الإنسانية فيها الجانب الرُّوحي، والجانب العاطفي، والجانب المادي، والجانب الشهواني، وغيرها؛ فكذلك الظواهر الاجتماعية التي تعرِض للبشر. ومن هنا أرى أنه يخطئ من يعزو ظاهرة الغلاء لعامل واحد، فمن يعزوها للفساد الحكومي وحده لم يأخذها بشمولها، ومن يعزوها للممارسات (الرأسمالية) الجشعة فقط يغفل بقية الجوانب، وهكذا... ولا شكَّ أن هذه الأسباب صحيحة، وتساعد مساعدة فعَّالة في أزمة الغلاء؛ فكُلُّنا يعلم ما يجري من فساد حكومي في الكثير من الدول الإسلامية، حيث يتم التمكين لبعض رجال الأعمال من اقتصاديات الدول، وتقنين القوانين التي تيسِّر الاحتكار لهم؛ فيصبح تحديد الأسعار بأيديهم، ومن هنا يبحث كل واحد منهم عن الثراء الفاحش العاجل، ويحدث الغلاء. أو يتم التمكين لشركات غربية من العابرة للقارات لتستغل خيرات البلاد الإسلامية، وتترك أبناء هذه البلاد في فقر مدقع. وكذلك نعرف من قواعد (الرأسمالية) العالمية، وسياساتها، وتطبيقاتها على أرض الواقع ما يُصْلِي العالمَ جميعَه بنيران الغلاء من أجل مصلحة بعض الأفراد أو الدول، ومن أجل هذا كان المثال الصارخ على جنوح (الرأسمالية) إلى تحقيق الربح على حساب الاعتبارات الإنسانية: ما يدرس في مادة النظم الاقتصادية المقارنة، من أن "بائع اللبن في النظام الاقتصادي (الرأسمالي) يمنع اللبن عن طفل مريض، ويحتاج إليه كعلاج بسبب عدم مقدرة أبيه على دفع ثمن اللبن، في حين يعطي هذا البائع اللبن للغني ليقدمه لكلابه؛ لقدرته على دفع ثمنه". لا نجد غرابة بعد هذا المثال في فهم دوافع الولايات المتحدة الأمريكية، عندما تلقي بفوائضها من القمح والخضر والفاكهة -التي تبلغ ملايين الأطنان- في المحيط لا لشيءٍ إلا لتحافظ على سعره من الهبوط ليس أكثر، أي أنها تربح من بيع محاصيلها، ولكنها تريد المحافظة على الأسعار من الهبوط بسبب وفرة الإنتاج. أرأيتم؟!! إنها (رأسمالية) متوحشة. وفي شاهد آخر على أثر (الرأسمالية) العالمية في ارتفاع الأسعار نجد أنه في حين يُعلَن أن احتياجات البلدان التي تعاني الفقر، وتتأثر تأثرًا كبيرًا بارتفاع أسعار الغذاء؛ لكي تحسِّن من قدراتها، وتتلافى أوجه القصور في المحاصيل الزراعية خلال المواسم القادمة، تُقَدَّر بنحو 1.2 إلى 1.4 مليار دولار (تقدر منظمة الفاو هذه البلدان بنحو 37 بلدًا على مستوى العالم)، نجد أن حجم الإنفاق على السلاح على مستوى العالم يصل إلى 1.2 تريليون دولار (التريليون يساوي ألف مليار)، وذلك في عام 2006م فقط، ويخص الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة (الرأسمالية) العالمية نسبة 50% من هذا الإنفاق[1]. إذن يمثل الفساد الحكومي، و(الرأسمالية) العالمية سببين رئيسين للغلاء، ولكننا -نحن المسلمين- نؤمن أن انتشار المعصية والابتعاد عن الدين هو السبب الأساسي للغلاء؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسُ خِصَالٍ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ -وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ-: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"[2]. فقد بيَّن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ نقص المكيال والميزان -وهو معصية الغش- يُعاقِب الله عزَّ وجلَّ عليها بجدب الأرض (بالسنين)، وغلاء الأسعار (شدة المؤونة)، والفساد الحكومي (جور السلطان). إن علاقة المسلم بربه محورية، لا في تحديد مصيره في آخرته فحسب، بل في مسار حياته أيضًا، وهل هو شقيٌّ في الدنيا أو سعيد؟ إن الله عزَّ وجلَّ قد وعد من يؤمن به، ويتقيه أن ينزل عليه بركات من السماء والأرض، فقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]. وهذا هو وعد الله الصادق، الذي رزق بني إسرائيل في الصحراء الجدباء بالمنِّ والسلوى، والذي أخرج الماء فيَّاضًا لموسى عليه السلام من الحجر، والذي رزق المسلمين الخارجين من الصحراء في أشد حالات الفقر الرزقَ الواسع، والخيرات الكثيرة في خلال سنوات قلائل بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. وليس معنى هذا غياب الأسباب الأخرى للغلاء، فهناك الاحتلال الذي يسلُب البلاد الإسلامية خيراتِها، ويتركها خرابًا، كما يفعل اليهود بفلسطين، والأمريكان بالعراق؛ مما يجعل أهل البلاد في حالة فقر شديد، وتغلو عليهم الأسعار. كما أن هناك الكوارث الطبيعية التي تصيب بعض البلاد فجأة؛ فتدمر بنيتها الأساسية، كما حدث في إعصار تسونامي بإندونيسيا، الذي قتل وشرَّد عشرات الآلاف، وهدم آلاف المباني، وأهلك الكثير من المحاصيل والسلع؛ مما أصاب الأسعار بارتفاع جنوني. على أنَّ من أسباب الغلاء المهمة أيضًا عدم قيام الأغنياء بعملهم في المجتمع؛ فالله عزَّ وجلَّ يقول: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24، 25]. وقيام الأغنياء بعملهم الذي ناطه الله عزَّ وجلَّ بهم سبيلٌ مهم لحل مشكلة الغلاء، أمَّا عدم إحساسهم بالمحتاجين؛ فإنه يتركهم فريسة للغلاء والفقر ينهشان فيهم، وكم أضاع الاحتياج والعوز من أرواح!! وكم كشف من عورات بيوت كريمة!! وقد يثور هنا سؤال، وهو لماذا نقول: إن البعد عن الدين سبب في الغلاء مع أن غير المسلمين لم يؤمنوا بالإسلام أصلاً، ومع ذلك فهم الأغنياء والسادة؟!! والجواب هو أن غير المسلمين قد أوكلهم الله عزَّ وجلَّ إلى الأسباب المادية وحدها؛ فإن أخذوا بها منحهم الله ما يريدون من ثراء وقوة، وإن أهملوا صاروا من الفقراء والمعوزين، أمَّا في الآخرة فلا نصيب لهم إلا النار، يقول تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [هود: 15، 16]. أمَّا المسلمون فإنهم مرتبطون بهذا الدين؛ فإن أقاموه في حياتهم كما يحب الله عزَّ وجلَّ ويريد، فقد سعدوا في الدنيا والآخرة، وعاشوا حياة الرخاء والرَّغَد في العيش، وإن قصَّروا في إقامته، أو أداروا ظهورهم إليه؛ فقد خابوا وخسروا، وعاشوا عيشةً ضنكًا، يقول تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 123، 124]. إن الغلاء مشكلة كبيرة الحجم، وتحتاج إلى جهد كبير لحلها، ليس للجهل بأسبابها، ولكن لأن الحل مرتبط بنفوس البشر؛ فهو مرتبط بصلاح نفوس المسلمين، وانقيادها لشرع الله وعزَّ وجلَّ. كما أنه مرتبط بتغيير نظام اقتصادي عالمي يقوم على (الرأسمالية) القاسية القلب، التي لا تعرف الرحمة، ولا تفهم غير المكسب الفاحش بأي سبيل، ومرتبط كذلك بفسادٍ مُستشرٍ كأذرع الأخطبوط. ولكن ما إن نعُدْ لله عزَّ وجلَّ فسوف يُزِيل عنَّا الغُمَّة، ويصلح أحوالنا. إنه سبحانه القادر على كل شيء {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس: 82]. ــــــــــــــــــــــــــــ [1] د/ عبدالحافظ الصاوي: مقال بموقع الجزيرة، الرابط: http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B 5F 7786F- 0B 9B- 4288-9EC 0-9CE 2FD 670F 9E.htm [2] رواه ابن ماجه (4019) ترقيم عبدالباقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1761)، وفي صحيح الجامع (7978). -------------------------------------------------------------------------------- تعليقات الزوار: 1- القرآن والتوجيهات الربانية أبو عبد الرحمن - السعودية - 21/06/2008 05:51 PM الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فإن الناظر إلى أحوال الكفار وغيرهم ممن فتح الله عليهم من زخارف الدنيا وزينتها يرى أنهم لا يستحقون ذلك لأنهم يكفرون برب العالمين ويعصونه، ويخالفون أمره ونهيه، ولكن لو راجع المسلمون كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لوجدوا آيات كثيرة تدل على أن ما هم عليه من الترف والغنى إنما هو استدراج من رب العالمين حتى لا يكون لهم نصيب في الآخرة من رحمة الله تعالى، قال تعالى[وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ](الأعراف:132، 133)، وقال تعالى[ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ](الأحقاف:20)، وقال أيضاً [وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ](محمد:12)، وقال صلى الله عليه وسلم(إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ثم تلا [فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ])(رواه أحمد، والطبراني، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1/773).. فهل يعي المسلمون أن ما هم عليه إنما هو استدراج من رب العالمين لئلا يكون لهم نصيب في الآخرة. وأن ما أصاب المسلمين الآن من الهم والغم، والصيق والنكد، والغلاء والشدة، بسبب ذنوبهم ومعاصيهم ليراجعوا دينهم، وليصلحوا أمورهم كي ينالوا الخير والبركة من ربهم، وليرفعوا أيديهم طالبين العون والغوث من رب الأرباب ومدبر الأرزاق ومنزل البركات من السماء.. فهل يعي المسلمون ذلك ويعملوا على الأخذ بالأسباب التي ترضي ربهم وينالوا بسببها كل خير وسعادة.. أسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، وأن يوفقنا وإياهم لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. hgyghx td fgh]d | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام ![]() بارك الله فيك اخي الكريم طويلب جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام ![]() بها نعمة بارك الله فيك الابن المهذب طويلب علم | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018