18 / 07 / 2013, 05 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 15 / 02 / 2013 | العضوية: | 53012 | العمر: | 34 | المشاركات: | 38 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 147 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام درج الباحثون المحدثون على إطلاق كلمة "مدرسة" على الاتجاهات النحوية العربية القديمة، واللفظة ذاتها لم تكن مستعملة لدى القدماء، وإنما كانوا يستخدمون "المذهب" أو ما أشبهها. ومهما يكن من خلاف بين الدارسين في وجود "مدارس نحوية".. فإنه لا يستطيع أحد أن ينكر وجود اتجاهين نحويين كبيرين ممتازين وُجد أحدهما في البصرة والآخر في الكوفة، ويكاد ينعقد الإجماع على إطلاق كلمة "مدرسة" على كل منهما. أما مدرسة البصرة فهي التي يُعزى إليها وضع النحو العربي، وتأصيل مناهجه، وذلك على أيدي أعلامها الكبار؛ عبد الله بن أبي إسحق (ت 117هـ)، والخليل (ت175هـ)، وسيبويه (ت 180هـ). وقد سيطر الاتجاه البصري على مجرى النحو العربي في الأغلب الأعم منذ النشأة إلى عصرنا الحاضر حتى إنه يصح أن يُقال إن النحو العربي في تاريخه الطويل نحو بصري. الخصائص العامة: 1- كانت الخطوة الأساسية في المنهج البصري تحديده المادة اللغوية التي تستنبط منها القوانين تحديدا زمانيا ومكانيا؛ فلم يقبل نحاة البصرة لغة الحضر إلا إلى منتصف القرن الثاني، ولغة البادية إلا إلى نهاية القرن الرابع. وكان الهدف من ذلك الاقتصار على اللغة "النقية" التي لم تتعرض للاختلاط. 2- استعمل البصريون "القياس" اللغوي الذي يعني "استقراء" الشائع في اللغة، واستخلاص القواعد منه، وطرح النادر والتعليل ووصفه بالشذوذ. وقد أصبح "القياس" سمة عامة على البصرة في مقابل "السماع" الذي اشتهر عن الكوفة. 3- وضع نحاة البصرة أهم دعامة فكرية في النحو العربي، وهي التي تتمثل في نظرية "العامل" النحوي مما أفضى إلى تفرعات منهجية أساسية؛ من أهمها "التأويل" و"التقرير". وقد وجه اللغويون المحدثون نقدا عنيفا إلى "العامل"، ثم ظهر قبول قوي للفكرة في النحو التوليدي، وأصبحت تمثل أداة ضرورية في التفسير اللغوي. 4- من ذلك كله يمكن أن يُقال إن مدرسة البصرة مدرسة "عقلية" لم تنظر إلى اللغة باعتبارها أداءً ظاهراً فحسب، بل هي وسيلة اتصال لها "عمق" لابد من معرفته وتحديده. ويرى كثير من الباحثين أن الطبيعة "العقلية" لمدرسة البصرة ترجع إلى بيئة هذه المدينة التي كانت ميناء العراق على الخليج مما جعلها على صلة وثيقة بالتيارات الثقافية القديمة من فارسية وهندية ويونانية، وأن اتصالها بالفلسفة اليونانية كان لها الأثر الأكبر في هذا الاتجاه. قدم أعلام البصرة النصيب الأوفى من التأليف النحوي، ولا تكاد الكوفة تذكر في هذا المجال؛ بل لعل التأليف النحوي في مجمله تأليف بصري، ويكفي أن نذكر "كتاب" سيبويه الذي سيطر على النحو العربي كله حتى ندرك هذه الحقيقة. وحين يدور الآن نقاش عن النحو العربي، أو حين تجري مقارنات بينه وبين العلوم اللغوية الحديثة فإن ذلك كله يدور تحت مظلة المدرسة البصرية... راجع: 1- عبد الرحمن السيد: مدرسة البصرة النحوية - دار المعارف بمصر 1968م. 2- شوقي ضيف: المدارس النحوية - دار المعارف بمصر 1972م.
l]vsm hgfwvm hgkp,dm
|
| |