الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 2274 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
13 / 06 / 2008, 57 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بقلم: محمد بن حسن المبارك مع الاعتذار الشديد لسيادة العقيد الفصل الأول قصَّـة الأمـــرنـة أوتاريخ ثلث قرن من التصدير الأميركي للتشيع الإيراني إلى بلدان العالم الإسـلامي بسم الله الرحـمن الرحــيم توطئة : لا يخفى على باحث في التاريخ المعاصر ما كان للنفوذ البريطاني في بلدان العالم الإسلامي من تأثير في صياغة تاريخ المنطقة الحديث ، فقد استطاعت وزارة المستعمرات البريطانية الإفادة من جهود دوائرها الاستشراقية الحثيثة في تقييم مفاتح اللعب السياسي في المنطقة. ـ تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية التي استطاعت بالتحالف مع مريديها من جحافل الباطنية و أعداء الإسلام تقويض الخلافة العثمانية ، واستخدمت لذلك مع الأسف كثيراً من الأدوات الهدَّامة من أبناء العالم الإسلامي ، ومن أولئك السيد جمال الدين الأفغاني بل الإيراني الرافضي ، ثمَّ عبدالرحمن الكواكبي (سليل الصفويين الرافضة ) ، واللذان أسهما بشكل كبير في ظهور حركات مناوئة للخلافة ، ومن ثمَّ إضعاف الخلافة العثمانية . ـ وقد أنشأت بريطانيا أيضاً المحافل الماسونية في عواصم العالم الإسلامي ، و كان وِزرَ افتتاح أول المحافل الماسونية في مصر يقع على الأمير عبدالقادر الجزائري الصوفي الاتحادي [ صاحب كتاب "المواقف" في مذهب الاتحادية ] ، و قد قام ابنه الأمير سعيد بعد ذلك بافتتاح المحفل الماسوني السوري . ـ و استطاعت تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية الإسهام في طرح مناهج التغريب في المنطقة ، و كذلك أسهمت بشكل مباشر في ظهور كثير من المذاهب الهدامة كالبابية و البهائية و القاديانية و البريلوية وغيرها . ـ وبعد الحرب العالمية الثانية ونظراً لتزايد النفوذ الأمريكي في منطقة "الشرق الأوسط" انحسر الاستعمار البريطاني في المنطقة تمهيداً لظهور قوة كبرى تهيمن على مفاتح اللعب العالميَّة ، ممَّا كوَّن بالضرورة حلفٌ استعماري براغماتي بين أداتي الاستعمار السابقة و اللاحقة . *أمريكا والتَّرِكَة البريطانية : ـ ولا شك أن المتابع الدقيق لمناهج السياسة الإمريكية في الشرق الأوسط ليعجب أشد العجب من هذا التطابق الأميركي الواضح مع مراحل الانتشار السياسي و الثقافي الإيراني في المنطقة العربية و بلدان العالم الإسلامي ، ولكن يزول هذا العَجَب إذا علمنا أن أمريكا قد ورثت ورقة العمل البريطانية في بلدان العالم الإسلامي، و استطاعت الإفادة من ذلك الجهد المتراكم الهائل الذي أعدَّته وزارة المستعمرات البريطانية من خلال دوائر الاستشراق البريطانية و أجهزتها الاستخباراتية خلال حقبة الاستعمار البريطاني للمنطقة . ـ إن مراحل تكون الدولة الثورة أو الثورة الدولة الإيرانية " الإسلامية " تمُرُّ بقنوات أمريكية معروفة بدءا من سرقة الثورة من "مجاهدي خلق" و ما عرف بـ " الثورة النسائية" في مقتبل تكوُّن الثورة الإيرانية : حين خرج آلاف النساء إلى شوارع طهران حاسراتِ الرؤوس يدعون إلى الثورة على كل ما هو بهلوي و داعياتٍ إلى دولة ليبرالية علمانية . ثم تمَّت السرقة الأميركية للثورة ، و تمَّ تغليفها إعلاميا باسم " ثورة الشريط الإسلامي " ، و مِن ثَمَّ تسليمها في طبق من ذهب إلى الآيات و الملالي تحت زعامة روح الله الخميني ، و الذي كان قبل ذلك يدرِّسُ الفلسفة الشرقية في جامعات فرنسا "حليق الذقن" ؟.، ليظهر بعد ذلك ـ في نقل مباشر ؟ ـ على شاشات التلفزيون العالمية ينزل من الطائرة الفرنسية ؟ متكئاً على كتف كابتن الطائرة الفرنسي ؟ * الإشكالية التي كانت تمنع من قيام حكومة شيعـية كانت هناك قبل قيام الثورة الإسلامية الإيرانية معضلة "إمامية" كبرى تعوق قيام حكومة شيعية قُمِّية في إيران ، وهذه المعضلة هي غياب الإمام المهدي المنتظر ، و بالتالي فإنه لا يحق لأحد أن ينوب عنه في قيادة الدولة "الإسلامية" ، لأن وجه اعتراض الاثني عشرية على الحكومات الإسلامية السُنية هي كون الإمام لا بد أن يكون معصوماً ، و إلاَّ لساغَ لعلي رضي الله عنه و بنُوه مِن بعده أن يعيشوا في ظِلِّ خلفاء غير معصومين و قضي الأمر و استوت على الجودي . لكن في القرن الثالث الهجري تم علاج هذه الإشكالية جزئيا ، و ذلك في إطار تحصيل الخموس و المكوس و النذور ياسم الإمام ، حيث ادَّعى سدنة التشيع ـ بعد الغياب المزعوم للمهدي ـ : البابيَّة ، بمعنى أن الإمام الغائب " غيبةً صغرى" قد جعل أحدَهم نائبا عنه و باباً له في تحصيل تلك الأموال ، ـ وهذه الفكرة تمت سرقتها من مخترعها محمد بن نصير مولى آل البيت: ت260هـ ، و الذي انتقل أحفاده من سامراء إلى سورية فيما بعد و استوطنوا جبال الكلبيين ( جبال النصيرية) و نشروا نحلة النصيرية هنالك ـ ولا أدري ما الذي جعل الإمام الذي ترك الناس في حيص بيص لا يهتمّ ، و لا يلتفتُ وراءه إلاَّ لهذه الأموال و من أجلها ، ـ ثم لماذا لا يخرج هذا الإمام مجانا ؟ ـ . و تم مِن بعدُ انتقال البابية خلال فترة زمنية مؤقتة ( سبعين سنة) ، إذ توارثها أربعة أشخاص واحداً بعد الآخر ، إلاَّ أنَّ الناس تزايدت شكوكهم في هذه الأبواب التي لم يطرقها أحد ـ لا سيما بعد اختلاف سدنة التشيع على البابية ، و لعـْنِ بعضهم البعض من أجلها [ إذا مِتُّ ظمآناً فلا نزل القطر ] ـ ممَّا جعل الباب الرابع يعلن أنه هو الباب الأخير، و أنه بعد ذلك تأتي الغيبة الكبرى [ أنا و من بعدي الطوفان ] . لكن سدنة المذهب لم يرضوا بزوال هذا المنبع الضخم و المنجم الثرِيِّ وتحوُّله عنهم ، فاصطلحوا على أن الخمس يُدفع لأهل البيت ، و لكنها تسلم لهؤلاء السدنة الذين يقومون ـ بالطبع ـ بتسليمها لهم . وهذه الخموس تعني أن يقوم التابع بتسليم خُمس مرابحه و خُمس أثمان ممتلكاته حتى أوانيه المنزلية و بيته للعالم الشيعي طوعاً و اختياراً ؟ و إلاَّ فسوف يكون ابن حرام ، و الغريب أنه حتى أهل البيت من غير المعـمَّمين يدفعون هذه الأتاوة . مع أنه لا توجد أي حكومة في العالم تفرض الضرائب على الممتلكات الشخصية ، فإذا كان هذا هو حكم المهدي؟ وهو في طور الاختباء و الضعف و الخوف من الأعداء ، فماذا سيفعل بهم بعد خروجه و ظهور أمره؟ ، [ و لماذا يدعون بتعجيل فرجه؟ ]. ومن عجيب المفارقة أن عمر رضي الله عنه كان يفرض العطاء للناس بحسب قربهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فيبدأ بآل البيت ثم الأقرب فالأقرب ،تزداد أعطياتُهم بقدرِ منزلتِهم من رسول الله ، أما هؤلاء فيفرضون الخُمُسَ سنوياً على آل بيته صلى الله عليه و سلم ؟ هذا عدا ما يستبيحه ملاليهم من التمتع بنساء عوامِّهم دون اشتراط إذن وليها أومعرفته ، أو حتى سؤالها هل لها زوج أم لا ؟. وهذه المتمتع بها ليس لها نفقة أو ميراث ؟ و لا تعد زوجة؟ بل ليست من الأربع ؟ ؟ [سبحان الله فماذا تكون إذاً ؟ ؟ ] ، بل مستأجرة كما يقولون هم ؟؟ ؟ [ شين و قوة عين ] ، و لكن من يجيزُ عارية الزوجة لا يستكثرُ منه شيء . نرجع إلى موضوعنا.. هذا الحل الجزئي لموضوع النيابة رضيَ به سدنة التشيع لأنه يُرضِي جشعَهم المالي من ناحية ، ومن ناحية أخرى ينفردُ الغائبُ بوقوع الملامةِ و العُـتبِ عليه عند اختلال الأمور واندحار الأماني . ظلَّ الحال كما هوعليه حتى في العصر الصفوي لأن سلاطين الصفويين وإن كانوا روافضَ فإنهم لم يولُّوا الملالي و العمائم شيئا ًغير الولايات الدينية . لكن وُجِـد من أولئك الملالي والآيات من قال بجواز تولي الفقيه للنيابة عن الإمام الغائب ، و عُدَّ هذا القول في ذلك الوقت من إحدى الكُبر و من الافتيات على الدين ؟ و في العصر الحديث تبنى روح الله الخميني هذا القول وانتصر له ، بل وكتب فيه كتابه الشهير "ولاية الفقـيه " و الذي طبع باسم "الحكومة الإسلامية" ، و الغريب أن هذا القول ـ والذي كان فيما سبق خروجا على الثوابت الشيعية ـ وَجَد كل ترحيب من الآيات والمراجع العلمية القُـمِّية . و من ثمَّ كان الخميني هو " فارس أحلام" الاستخبارات الأمريكية والبريطانية ، و الذي رأت فيه من يستطيع أن يحلَّ هذه الإشكالية الكبيرة التي كانت تحول دون قيام "الثورة الإيرانية ". ـ لا يمكن تصوُّرُ نجاحِ الثورة الخمينية بمنأى عن الدعم الأمريكي الثقيل ، إذ في الفترة التي قامت فيها الثورة على الشاه كان في إيران وحدها 40000 عسكري أمريكي يعملون كخبراء و قادة في وزارتي الداخلية و الخارجية ، و في دوائر الأمن ، و السافاك ( الاستخبارات الإيرانية في عهد الشاه)، و شركات النفط ، و يمتلكون أحدث أجهزة التجسس ؟ ، ونسبتهم واحد إلى سبعة من الجيش الإيراني ، بل و على كل طائرة من طائرة من طائرات "اف 15" خمسة عشر خبيراً عسكرياً [ حسب تقرير صحيفة اللوموند الفرنسية ]. ـ وقد كتب الشاه في مذكراته : أن الجنرال هويزر نائب رئيس أركان القيادة الأميركية في أوربا وصل إلى طهران بسرية قبيل الثورة على حكم الشاه ودون معرفة الشاه بذلك سلفاً. وقد قالت أجهزة الإعلام السوفيتية بعيد ذلك أن الجنرال وصل إلى طهران للقيام بانقلاب عسكري .؟ إن الأميركيون الذين أجهضوا ثورة الدكتور مصدَّق الليبرالية الديموقراطيَّة قبل ذلك بسنوات هم أنفسهم الذين تبنَّوا بل ودبَّروا ثورة الملالي الدينيَّة الرجعيَّة ؟ بل إن "مجاهدي خلق" و "ثوار خلق" و الجبهة الوطنية للثورة الإيرانية التقدمية "سنجابي " رفضت التحالف مع حكومة الملالي الثورية ؟ لكونها حكومة أميركية . ـ جرى خلال الاضطرابات والقلاقل التي واكبت مراسم تنصيب الإمام الخميني رئيساً لمجلس الثورة تحييد الجيش الإيراني ـ الذي كان قادراً على حسم الموقف ـ ، و ذلك من قِبَل المخابرات والوجودِ الأميركي في إيران ، في حين كان أي طيار من الجيش الإيراني يستطيع اسقاط طائرة الخميني ، و إفساد مراسم الزفَّة الفرنسية الأميركية الخمينية ، و هذا أقل ما يمكن الجيش فعله في ذلك الوقت . ـ ليأتي بعد ذلك روح الله الخميني عام 1979 م من دولة خارجية ـ بكلِّ بساطة ـ على ظهر طائرة فرنسية ، متأبطا كتف طيار فرنسي ، لكي يتولى زمام الحكم في إيران ، و ليتسنَّم ذروة ثورة إيرانية كانت تدور رحاها في البلاد ويقتل رؤساؤها ؟ بينما كان المستفيد يقضي عطله السنوية في ردهات فنادق "كان" و يتسوق من محلات ومعارض "الشانزليزيه" . ـ و في 11 شباط1979 أجهضت الولايات المتحدة محاولة انقلابية عسكرية دبرها الجيش الإيراني على الحكومة الخمينية . ـ هاجم رئيس الحزب الجمهوري آنذاك"جورج بوش" الرئيس كارتر ووصفه بالنفاق ، و أنه : (هو الذي أعطى كلمة السر للمخابرات الأميركية بأن تبدأ بتدمير الشاه ) . ـ ولنفي ما شاع في الأوساط الإيرانية و غيرها من ارتباط الثورة الإيرانية بالمخابرات الأميركية ، ومن أجل التوطئة لتصدير الثورة الرافضية لبلدان العالم الإسلامي قام الطلاب الإيرانيون بإيحاء من حكومة الملالي الإيرانية و بالتنسيق مع المخابرات الأميركية بمهاجمة السفارة الأميركية و احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين في مسرحية هزلية فجَّة انتهت بالإفراج عن الرهائن و العفوعن المهاجمين ؟ و عدم اتخاذ أي عقوبات أميركية ضد الحكومة الإيرانية من قِبَل أميركا ؟ عجبي ؟ ـ و خلال الحرب العراقية الإيرانية وفي عهد الرئيس رونالد ريغان اشتهرت فضيحة "ايرانغيت" ، حيث اكتشفت الدوائر الإعلامية أن حكومة الولايات المتحدة التي كانت تشن حربا إعلامية ضدَّ إيران كانت في نفس الوقت تُموِّل الحكومة الإيرانية بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية ممَّا حرَم الرئيس ريغان من الفوز بفترة رئاسية ثانية . * بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران : كان من أوائل ما قام به الخميني لدى توليه الحكم في إيران قتل المعارضين له باسم تصفية أعداء الثورة أو أعداء إيران ، والقضاء على حركة مجاهدي خلق في إيران ، و كذلك قتل و إقالة كبار العسكريين، وكذلك الطيارين الذي كان يًَخشى فرارَهم بطائراتهم من إيران ، ثم بعد ذلك إعلان الحرب على العراق في نفس العام الذي تولى فيه الحكم في إيران ، و كذلك القضاء على الديموقراطيين والليبراليين . ـ وكذلك تمرير ورقة ولاية الفقيه في مجلس الثورة الإيرانية ، و ذلك عن طريق حسين آيت و سحابي وهما من المحسوبين على أمريكا . ـ حين استكانت الأمور للآيات و الملالي قاموا بالتضييق على أهل السنة و مصادرة أملاكهم و قتل علمائهم و منهم مفتي أهل السنة في إيران ، و ازداد الأمر حِدَّة و شِدَّة بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية ، و انقضاء الخطر الخارجي . ================================================== ======= الباب الثاني معالم الأمـرنة: نحن في دراستنا هذه لمراحل التصدير الأمريكي للتشيع الإيراني "الأمرنة" سنتطرق لهذا الموضوع من جانبين ، أولهما : من الناحية السياسية، وثانيهما: من الناحية الثقافية . أ ـ معالم الأمرنة الثقافية : ونقصد بذلك التنسيق الأمريكي مع طابوره الخامس من أهل التصوف الباطل في سبيل نشر التشيع الإيراني بفتح القنوات الدبلوماسية و الإعلامية لنشر مثل هذا التوجه ، إذ لم يكن من قبيل الممكن لرافضة إيران التوجه إلى المتلقِّي السني ومخاطبته لسببين : 1 ـ وجود حاجز نفسي عند أهل السنة بحيث لا يقبلون شيئاً من عالم الرفض ، فقد وقَرَ في قلوب أهل السنة أن الرافضة أولى بالباطل ، و أنَّهم لا عقل لهم و لا دين لما يرون من الطوام المنسوبة إليهم . 2ـ أن أهل السنَّة يُحَكِّمون الكتاب والسنَّة وهما مادَّة العقل الصحيح ، ممَّا يجعل حتى عوامِّهم يميِّزون الحقَّ من ضدِّه لدى الحكم على المذاهب المختلفة . *بدايات الحلف الشيعي الصوفي : ـ إنَّ ارتباط التصوف بالتشع ارتباط قديم ، فمنذ زمن بعيد حاول الشيعة الدخول مع " الباب الخلفي للتشيع " و هو التصوف [ نقصد بذلك التصوف الطرُقي الباطل ، لا تصوُّف أهل السنة المرادِف لمعنى الزهد ]، و قد ألَّف في هذا المعنى العالم الشيعي مصطفى كامل الشيبي كتابه المشهور: (الصلة بين التصوف و التشيع ) . واهتمام الروافض بعقد صفقة مع أهل التصوف الباطل يعود لعدَّة أمور : 1ـ أن يكون الخطاب قادماً من داخل البيت السني؟ لا من قِبل الرافضة، و بالتالي يكون مقبولا للوهلة الأولى . 2ـ بعض الطرق الصوفية تقبل بمظاهر كثيرة من الشرك الأكبر كالاستغاثة بالأقطاب والأبدال ،والإيمان بوحدة الوجود ، و غير ذلك. 3ـ أنَّ التصوف كما هو معلوم يلغي العقل ويجعل الشيخ هو الحاكم على مريده ، فمن اعترض على شيخه حُرِم ، والمريد في يد شيخه كالميت في يد مغسِّله كما يقول أهل الطريقة . كما أنَّ هناك صلات كبيرة و خفيَّة بين أهل الطرق من الصوفية وبين الرافضة ،فهناك فرق صوفية دخلت في عالم التشيع كالبكتاشية و بعض الرفاعية ، وكثير من الطرق الصوفية تدعي النسب الشريف لمؤسسيها ، وارجع في ذلك إلى كتاب ( الصلة بين التصوف و التشيع ) لمصطفى كامل الشيبي الشيعي . 4ـ أن هناك قاسماً مشتركاً ماثلاً للأعين بين فريقي التشيع والتصوف ، و هو استغلال حب المسلمين لأهل بيتهم في استجلاب النذور والهبات والأعطيات وغيرها ، إذ أنَّ بعض الطرُقية من المتصوفة يستغلُّون مراقد أهل البيت ـ مثل مراقد الحسين و السيدة نفيسة والسيدة سكينة و السيد عائشة وغيرها في مصر ، و مراقد السادة آل با علوي في حضرموت وغيرهم في سائر بلدان العالم الإسلامي ـ في تحصيل سائر الغِلال غير المشروعة . * ـ كان للرافضة اهتمام كبير بنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة ، فقد ألَّف السيوطي رحمه الله ت 911هـ كتابه ( مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة ) حين قدم بعض دعاة الرافضة إلى مصر ساعيا إلى نشر مذهبه في صفوف أهل السنة تحت ***اب التصوف . ـ في القرن العاشر الهجري تمَّ تشييع إيران عن بكرة أبيها بالحديد والنار في عهد اسماعيل الصفوي أول السلاطين الصفويين ، و عن طريق دراويش الطريقة "الصفوية" الصوفية التي أنشأها جدُّ اسماعيل الصفوي المذكور . ـ وذكر الشوكاني رحمه الله ت 1250هـ قدوم بعض رافضة فارس إلى اليمن لبث الرفض بغطاء صوفي ، مما حدا بالشوكاني رحمه الله إلى السعي الحثيث لإخراجه من البلاد . ـ و قبل أكثر من ثلثي قرن ظهرت في حضرموت [ في عهد الاحتلال السوفيتي لتلك المنطقة ] مدرسة صوفية تميل إلى الرفض ، و نذرت نفسها لمحاربة أهل السنة ، وكان من أكبر دعاتها شخص يعرف باسم ابن عقيل الحضرمي صاحب كتاب (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ) ، و قد شنَّع فيه على المحدثين لعدم فبولهم أحاديث الرافضة ، و ظهرت في كتبه معالم التشيع الصريح . *ثمَّ خرج من ضئضئ هؤلاء مدرسة صوفية اتَّسَمت بِسِماتٍ عدَّة : 1ـ محاربة العقيدة الصحيحة الصافية النقية ، وكبار دعاتها كشيخ الاسلام ابن تيمية ،و الشيخ محمد بن عبدالوهاب و غيرهم رحمهم الله ،والسخرية من تركيزهم على الثوبت العقدية . 2ـ نشر التصوف و الخرافات و الأساطير و الرموز و الاصطلاحات الصوفية ،وتقديس رموز التصوف من ملاحدة الصوفية الداعين إلى وحدة الوجود كابن عربي والتلمساني و ابن الفارض و الشعراني صاحب "الطبقات" و غيرهم ، وهذه الطبقات مع كتب ابن عربي تعد من أهم مراجعهم . 3ـ التشبث بالفكر الاعتزالي لا سيما في نفي أسماء الله الحسنى و كذلك صفاته عز وجل . 4ـ وصم أهل السنة بعدم محبة أهل البيت ، مع أن أهل السنة لا سِيَّما الحنابلة ـ الذين منهم شيخا الإسلام ابن تيمية و محمد بن عبدالوهاب ـ يجعلون الصلاة عليهم من واجبات الصلاة التي من تركها عمدا بطلت صلاته . حتى قال قائلهم في أهل البيت : يكفيكم في الورى فخرا بأنكم من لم يُصَلِّ عليكم لا صلاة له 5ـ تخصيص لباس خاص لأهل البيت إذ أنهم يذكرون أنهم ينتسبون فيما يذكرون لأهل البيت . 6ـ الدعوة إلى تقديس أهل البيت والغلو فيهم . ــ ثم بعد ذلك نبغ بعض المتعالمين من الصوفية الذين وجهوا أقلامهم و ردودهم للنيل من علماء السلف و كذلك من علماء الدعوة الإصلاحية ، لاسيما المعاصرين منهم كالعلامة ابن باز و الشيخ ابن منيع وغيرهم ، و من كتبهم في ذلك ( الصاروخ الهزاز في الردعلى ابن باز ) و ( الرد الممتاز ) و غيرها . ـ وفي هذا العصر رأى رافضة فارس أن من أحسن السُّبُل لنشر مذهبهم في صفوف أهل السنة التنسيق مع دعاة المدرسة الصوفية المتشيعة في سبيل "أمـرنة" العالم الإسلامي. * نقاط الإلتقاء بين رافضة فارس والمدرسة الصوفية المتشيعة : أَـ مصدر التلقي عند الفريقين غير الكتاب والسنة، فعند الشيعة مصادر التلقي هي المرويات المنسوبة لأهل البيت ، أو رؤية الغائب وهو المهدي ، وعند الصوفية الوجدان ، و التروُّح ، والانفعالات ، والإيحاءات الغيبية المزعومة ، و المنامات ، و الاتصال بأرواح الأقطاب والأبدال ،و الالتقاء بالغائب [و هو ها هنا الخضر أو إلياس ، أو الرؤية المزعومة للرسول عليه الصلاة و السلام ] . بَ ـ الغلو في آل البيت . جَ ـ عبادة الأضرحة والقبور . دَ ـ رفع شعار نشر علوم أهل البيت ، [ سبحان الله وهل أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً عن أمته و أطلَع عليه أهل بيته ، فأين العهد الذي أخذه الله عزوجل على النبيين عليهم السلام أن يبلغوا ما أنزل إليهم من ربهم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته } ] . * والذي يظهر أن هؤلاء الدعاة قد تقاسموا الأدوار فيما بينهم ، فعلى رأس هؤلاء المتصوفة الذين نذروا أنفسهم لمحاربة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص : 1ـ السيد محمد "عـلوي" المالكي المغربي الأصل ، و هذا كرَّس نفسه لغرس و رعاية الغلو في الرسول عليه الصلاة و السلام في نفوس الناشئة ، و ألف في ذلك الموالد ، كما يقوم و معه بعض أتباعه بإقامة الموالد ، و من طرائفه في ذلك القيام في موالده بعد الابتداء بالبوصيرية زاعماً أن الرسول يحضر عند ذلك [ الجنون فنون ]. و له جهودٌ غير مشكورة في بث دعوته في أندونيسيا ، كما افتَتَح مؤخرا جامعة (مدينة العلم في علوم أهل البيت ) التي أقامها الإيرانيون لبث المذهب الرافضي في أندونيسيا ، و للمعلومية فالسيد المالكي قد أعلن منذ زمن أنه وصل إلى مرتبة " اليقـين" ، وهي مرتبة عندهم تسقط فيها الواجبات عن العبد وتحل له المحرمات ؟ حسب مذهبهم و لله الحمد . 2 ـ ****** عمر بن حُفَيظ ، و هو متخصص في ال******** و الرموز و المصطلحات الصوفية ، وقد خُصِّصَ َلهُ برنامج دوريٌّ في قناة اليمن ، وهو شيخ الجفري و السقاف الآتي ذكرهما ، وكلمة ****** تعني مرتبة من مراتب الولاية عندهم . 3ـ "حسن" السقاف ، و له نشاطٌ غير مشكور في التأليف في بدعته ، و هو فيما يظهر مترفض ، فقد اعترف على قناة المستقلة بأنه يتبع الوصي؟ و هذا كما هو معلوم مصطلح رافضي ، كما أنه يقع في الصحابة ـ عليه من الله ما يستحق ـ ، و هو يقيم في الأردن و يملك ويدير هذا الغريب النازح عن وطنه دار النووي للبحوث و النشر؟ ، و قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، إلاَّ أن هذا السقاف فيما ظهر للناس ساقط علما و خلقاً و تافه لا يُؤبه له ، بل يظهر أنه كحال الرافضة يدين الله عزو جل بالكذب ، [ بل قد سقط سقوطاً ذريعاً و باء بالخزي أمام الأشهاد ،وأسقِط في يده ، حين كشف الشيخ عدنان عرعور حفظه الله حقيقة مذهبه وجوهر نحلته فأظهر تسجيلاً صوتيا له يحادث فيه علماء الرافضة و يحرِّضهم على المسلمين ، ويعرض عليهم خدماته في صياغة أساليب الرد على أهل السنَّة ذاكراً أنه أعلم بالرد عليهم ؟ ] . 4ـ ****** "عـلي" بن زين العابدين الجَفْري و هذا قد كرَّس نفسه و وقته في محاربة أهل السنة ، متمثلين في شخص و آثار شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله و رموزالدعوة الإصلاحية السلفية ، و هذا الأخير ممثل مُجيد ، و متقمِّصٌ جيد للأدوار المناطة به ، وكثيراً ما يفتعل الخشوع و أحيانا البكاء ولو في غير محله ، و قد جيء بهذا الأخير من حضرموت ، ووُطِّئ له في مصر و فُتِحت له الفضائيات لنشر بدعته، مع صغر سنه وقلة علمه حتى في بدعته ، مع أن العلماء والدعاة تشيب رؤوسهم و لم يعرفهم أهل بلدهم . 5ـ الصادق المهدي السياسي المعروف و زعيم المعارضة السودانية و هذا الأخير له صلات قويَّة بالخميني ، بل و له اتصالات قوية به حتى قبل تسلمه زمام السلطة ، ولا تزال صلاته قائمة بالحكومة الإيرانية ، ولا أدري هل هو من هذه الزمرة كما تدل عليه كثير من القرائن ، أم حاله كحال كثير من الجماعات الإسلامية التي اغترَّت بتلك الدولة الطائفية المارقة من الإسلام . ـ و هناك غيرهم من المغاربة و اليمنيين و أيضا من أهل الثراء لا نرى من المصلحة ذكرهم في هذا الوقت عسى الله أن يهديهم أو يكفَّ شرَّهم عن الإسلام و المسلمين . ـ كما اهتمت إيران مؤخرا بتصدير ثورتها إلى خارج العالم الإسلامي ، فتقوم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بملء كراسي الفلسفة الإسلامية و قيادات الجماعات الإسلامية ومناصب الإفتاء في العالم أجمع بملالي الرافضة ، مثل : 1ـ الدكتور محمد التيجاني السماوي التونسي أستاذ الفلسفة الإسلامية في احدى جامعات أمريكا ، وهذا مترفض جاهل سخيف ، لا يدري ما يخرج من رأسه ، ولا ما يخُطُّه قلمه ، والظاهر أنه يُكتب له . 2ـ الدكتور عبدالحميد النجدي العراقي الرافضي أستاذ الفلسفة الإسلامية في احدى جامعات بريطانيا . 3ـ الدكتور تاج الدين الهلالي وهو مصري مترفض ، بل عامّيٌ جاهل و يتولَّى منصب مفتي عموم المسلمين؟ في استراليا . 4ـ الدكتور موسى الموسوي الرافضي رئيس رابطة أهل البيت في بريطانيا . وغيرهم كثير . * التطبيع الثقافي مع بعض الدول الإسلامية : رأى سدنة الرفض في إيران منذ زمن ليس بالقليل أن خير وسيلة " للأمرنة " ( نشر التشيع الإيراني بتنسيق و مباركة أمريكيتين ) هو التطبيع الثقافي الرسمي مع الدول العربية والإسلامية و لكن من جانب واحد ، مما يعني نشر الثقافة الإيرانية في العالم الإسلامي والعربي لا العكس. ـ فقامت إيران قبل عامين بالتطبيع الثقافي على المستوى الحكومي مع دولة اليمن ، ممَّا أدَّى إلى انتشار الحسينيات في القطر اليمني فقد أقيمت مؤخرا في اليمن سبعين حسينية . ـ ومؤخرا قامت إيران بإعادة التمثيل الدبلوماسي وتقوية الروابط السياسية مع مصر ، مما يُنذر بخطر كبير ، إذ أن مصر تُعَدُّ القلب الإعلامي النابض في العالم الإسلامي ، ـ و قد سمحت لها الامبريالية العالمية بارسال قمر صناعي ( نايلسات ) إلى الفضاء الخارجي يبثُّ ما يقارب المائة قناة تلفزيزنية عدا الإذاعات ، مع العلم أن مصر ممنوعة حتى من زراعة القمح فلماذا ؟ ، لا سِِيَّما إذا علمنا أن الخطر الرافضي قد سبق هذه الخطوة بزمن طويل ، حيث تقوم المطابع المصرية بضخ كميات هائلة من كتب الرفض بحجة إحياء التراث الفاطمي ؟ [ عذرٌ أقبح من فعل ] . و لا ننس أن القنوات الإعلامية المصرية قد فتحت أبوابها منذ زمن لدعاة التصوف الشيعي بالتوطئة لهم للدعوة في حاضرة العالم الإسلامي . بل و بثت الإذاعة المصرية تمثيلية فيها النَّيل صراحة من بعض أكابر الصحابة ومن أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين . ـ و في سوريا يقوم النظام العلوي الحاكم بفتح قنواته الإعلامية للمدِّ الشيعي حيث تعرض قناة سوريا الفضائية برنامجاً أسبوعياً لأحد كبار علماء الشيعة العراقيين؟ يبث من خلاله مبادئ الرفض جهارا نهارا . ـ وفي البحرين والكويت برامج تلفزيزنية تبث الفكر الرافضي . ـ و تقوم تونس منذ زمن بابتعاث ستين دارساً سنوياً إلى الحوزات العلمية في قم ، وبإحياء الفكر الشيعي، لا سيما في مدينة "جربة" التي يقطنها بعض الشيعة من أحفاد فاطمية المغرب [ و قد زاد العدد مؤخراً إلى المئات ] . ـ وفي أندونيسيا هناك مدٌّ هائل من المطبوعات ، بل والمعاهد و الجامعات ، ومن آخرها (جامعة مدينة العلم لنشر علوم أهل البيت ) . ـ و قد تمكن عرَّابوا الأمرنة في المنطقة من شراء ذِمَم بعض الورَّاقين من أهل السنة في العالم الإسلامي ، فقد اشتهر عن بعضهم الدخول في دهاليز السياسة الإيرانية ،حتى ألف بعضهم قبحه الله "شدو الربابة في مثالب الصحابة"،وألَّف حسن المالكي الزيدي كتُباً كثيرة في الإزراء على صحابة رسول الله ـ نفسي له الفداء ـ صلى الله عليه وسلَّم . ومن مهرجي الأمرنة أيضاً : 1ـ عبدالباري الجزائري . 2ـ محمد شحاده في فلسطين . 3ـ حسن الشحات في مصر. ـ وغيرهم كثير لا كثرهم الله ـ و للمعلومية فإن الحوزات العلمية في قُم تستقبل سنويا 100 ألف دارس من العالم الاسلامي ، في حين أن مجموع ما تستقبله الجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي لا يتعدَّى عددهم أصابع اليد الواحدة أوأكثر بقليل . ب ـ معالم الأمرنة السياسية : ونقصد بذلك التنسيق الأمريكي لتصدير الثورة الإيرانية خارج إيران ، فقد أرسلت الحوزة العلمية في إيران الإمام موسى الصدر الإيراني الجنسية [ قريب الخميني و تلميذه الخاص في التعامل مع مفاتيح السياسة الأمريكية ] ، إلى لبنان عام 1958م فقدم إليها مروراً بالولايات المتحدة ،و مُنِح الجنسية اللبنانية على الفور ومن الرئيس اللبناني فؤاد شهاب شخصياً . ـ و في عام 1969م أي بعد عشر سنوات فقط وبالرغم من أن الصدر لم يكن عالماً دينياً ، بل كان رجلَ سياسة أصبح رئيساً للمجلس الشيعي الأعلى في لبنان ،و الذي أنشأه على نفقته الخاصَّة ؟، ،و قد أنفقت إيران من أجل حصوله على هذا المنصب أكثر من مليون ليرة لبنانية [ و هو مبلغ كبير بسعر الليرة اللبنانية في ذلك الوقت ] (إيران في ربع قرن الدكتور موسى الموسوي ص 165). ـ و قام الصدر بعد ذلك بإنشاء أربع مؤسسات تربوية واجتماعية . ـ لقي الإمام الصدر ترحيباً شديداً من موارنة لبنان ، فكانت أصعب القضايا تُحَلُّ عن طريق الإمام؟ [إمامٌ لمن ؟ ]. ـ أنشأ الصدر في بداية السبعينات "حركة المحرومين" . ـ في عام 1975 أنشأ جناحاً عسكرياً تابعاً للحركة أسماه "منظمة أمل " . ـ استصدر الصدر بعد ذلك مرسوماً جعفرياً ؟ أصبح بموجبه نصيريو الشمال اللبناني شيعة و عَيَِّن لهم مفتياً جعفرياً ؟ ـ إثر ذلك ،وفي عام 1378 أرسلت إيران حسن مهدي الشيرازي إلى سورية ، فقدم إليها مروراً بالولايات المتحدة أيضاً ؟ ، و الذي اجتمع بعلوية "نصيرية" سورية ،وكتبوا بياناً وقَّع عليه أكثر من سبعين شيخا ووجيها من النصيرية يقضي بأن الإمامية والعلوية هما كلمتان مترادفتان كالإمامية و الجعفرية ، و أن كل "علوي" هو : شيعي "إمامي" . ـ سلَّم الصدر مناطق الشيعة في بيروت للموارنة . ـ بدأ بالتحرك كعميل للنظام النصيري في سورية ، فأمر الضابط ابراهيم شاهين وغيره من قادة الجيش العربي والذي كان قد قام لمواجهة الخطر المسيحي ، بالانشقاق عن الجيش ، كما انضمَّت "منظمة أمل" بكاملها إلى القوات النصيرية ،ممَّا أدَّى إلى انهيار المقاومة السنِّيَّة المكونة من ائتلاف سُنَّة لبنان والمنظمة الفلسطينية ضدَّ التدخُّل النصيري في لبنان . ـ رحَّب نصارى لبنان بالتدخل السوري الذي كان لصالح القوى الشيعية و النصرانية ضد الائتلاف السني اللبناني الفلسطيني [ صرَّح مؤخرا جورج حاوي أمين الحزب الشيوعي اللبناني السابق و أحد رموز تلك الحقبة ـ في لقاء خاص معه أجرته قناة "العربية" ـ أنَّ دخول سوريا للبنان كان من أجل عسكرة الشيعة في الجنوب ، و أن الدخول السوري للبنان تمَّ بعد اجتماع بين الرئيس السوري حافظ الأسد و رئيس الكيان الإسرائيلي مناحيم بيغن في العاصمة "البريطانية" لندن ] . ـ خلال الحرب اللبنانية بدأ الصدر بمهاجمة المنظمة الفلسطينية ، واتهامها بالعمل على قلب الأنظمة العربية ،ودعا الأنظمة العربية إلى مواجهة الخطر الفلسطيني . ـ في عام 1979م اختفى موسى الصدر خلال زيارة له إلى ليبيا ، و لا يُعلم مصيره على وجه اليقين إلى الآن ،ولا تزال إيران تحمِّل الحكومة الليبية مسؤولية اختفائه ، و تطالب بإظهاره ، [ لمّ هذه العجلة هذه المرَّة ، وهذا المهدي مختفٍ منذ اثني عشر قرناً تقريباً و هم لا يمَلُّون من انتظاره ] . ـ قال اسحاق رابين رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته إذاعتهم : ( إن اسرائيل لا تجد سببا يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان ، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين ،وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ). وللعلم فإن النظام النصيري في سورية هو الذي أعطى الجولان لإسرائيل عام1967م ، ثم غيرها من الجيوب السورية عام 1973م . ـ و في الساعة الخامسة صباحاً من يوم 20/5/1985 دكَّت ميليشيات أمل مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين بمدافع الهاون والأسلحة الموجهة ، و بينما كانت القوات الاسرائيلية برئاسة المجرم أرييل شارون تقوم بحراسة المخيم لتهيئة الجو لمجزرة كبرى ، اقتحمت فصائل ميليشيات الكتائب اللبنانية الأشد إجراماً بقيادة المجرم الهالك إيلي حبيقة المخيم بحثاً عن الأحياء بعد أن مُنِع الهلال الأحمر والصليب الأحمر من الدخول . ـ و في الساعة السابعة من نفس اليوم تعرَّض مخيم برج البراجنة الفلسطيني للقصف ثم للاقتحام من فصائل ميليشيات حركة أمل . ثم توالت جرائم مماثلة اقترفتها الأيدي الآثمة من الفصائل الرافضية في كثير من المخيمات الفلسطينية كمخيم الميَّة ،ومخيم مية الجنوب وغيرها . ـ ثم انطلقت حرب "أمل " المسعورة بعد ذلك خارج المخيمات الفلسطينية مردِّدةً لا إله إلا الله ، العرب أعداء الله ) ، و " يا لثارات الحسين " [ لا ألفينَّك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زوَّدتني زادي ] لتصل إلى المستشفيات التي نقل إليها الفلسطينيون ،وكذلك دُور العجزة وغيرها من الدُّور التي لم تسلم من غوائل الحقد الباطني . ـ و بعد ذلك دخل المجرم المحترف الرافضي نبيه بري باللواء السادس من الجيش اللبناني وكله من الشيعة ـ أمين عام حركة أمل فيما بعد ـ ليشارك أمل في إبادة المسلمين السُنة في لبنان و في بيروت الغربية بالذات ،وكان قبل ذلك قد شارك في قصف مخيم "برج البراجنة" . ـ و في نفس العام قام الجيش السوري النصيري الباطني بمهاجمة "طرابلس" معقل أهل السنة و قتل الآلاف من أهلها ، و من ثمَّ دكِّ مخيم "تل الزعتر" الفلسطيني بالكامل ، [ وبعد ذلك بسنوات أي عام1982م أكمل ما ابتدأه من قبل ، إذ دكَّ مدينة حماة السورية، و قتل ثلاثين ألفاً من أهلها السُنَّة ، ومدينتا "حماة" و"طرابلس" هما معقل أهل السنَّة في الشام ] . ـ كما قام بعد ذلك لواءٌ من الجيش اللبناني النصراني بدكِّ مخيم "عين الحلوة" عن بكرة أبيه بإيعازٍ وتعاون من النظام السوري النصيري . ـ ومن الشخصيات الإسلامية الشهيرة التي اغتالتها أيدي الباطنية في ذلك الوقت عالم الشام ومفتي لبنان [ غير الرسمي ] الدكتور صبحي الصالح ، و الشيخ عصام العطار القيادي البارز في حركة الإخوان المسلمين في سورية ، وعدوُّ الباطنية العلاَّمة إحسان إلهي ظهير العالم الباكستاني المشهور ومفتي لبنان حسن خالد . ـ و في إطار العلاقات الإيرانية الخليجية فقد ازدادت التهديدات الإيرانية لدول الخليج مما حَدا بدول الخليج إلى دعم العراق في حربها ضد إيران ، وقد قامت إيران باستغلال موسم الحج لبث دعايتها للثورة الإسلاميَّة و لما زعمته من محاربة التواجد الأمريكي في الخليج . ـ و قامت إثر ذلك بتمويل بعض حوادث الغوغائية أو التفجير في الأماكن المقدسة ، مثل حادثة تفجير "نفق المعيصم" وغيرها ، و مثل الحوادث و الاضطرابات التي كان يصطنعها الحجاج والمعتمرون الإيرانيون بشكل دوري . كما استغلت إيران التواجد الشيعي في منطقة الخليج في الضغط على الحكومات الخليجية بشكل مفرط . * إيران تستبدل "حركة أمل" بـ "حزب الله " : ـ و نظراً لتلطُّخ اسم "حركة أمل" بالدم الفلسطيني اضطرت الحكومة الإيرانية إلى تصعيد التعامل والاعتناء بجناح "حزب الله" الشيعي من حركة "المحرومين" و تنمية الحزب عسكرياً ، وتحديد دور " منظمة أمل" و كلاهما من المؤسسات التابعة لحركة "المحرومين" الموالية لإيران التي أقامها الصدر، لتكون "حزب الله" بذلك الوريث السياسي و العسكري لحركة أمل . ـ وبدأت الولايات المتحدة بعد ذلك بتلميع اسم "حزب الله" ، و استخدمت في ذلك اسلوب الفرقعات الإعلامية لكسب التعاطف السني ، فاستطاع "حزب الله" ، وهو مجرد حزب أن يبثَّ قناةً خاصَّة به ، و أن ينادي بالجهاد ضد اسرائيل جهاراً نهاراً ، و هو على بُعد مرمى مدفع واحد من مدافع اسرائيل ، في حين لا تستطيع الدول العربية والإسلامية تشغيل قناة حكومية تبث البرامج الدينية السِّلمية . ـ و من هذه الفرقعات الانسحاب الإسرائيلي المدروس والمخطط له ، حين انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وتركت السجون و القلاع مليئة بالمساجين ، لتأتي من ورائها دبابات حزب الله و تخرج المساجين في حركة مسرحية من نوع خاص . ـ و أخيراً تمت صفقة هزلية مع اسرائيل يقوم حزب الله بموجبها بتسليم طيار اسرائيلي و جثتين مقابل مائتين من أسرى حزب الله ، وثلاثمائة من الأسرى الفلسطينيين ،والغريب أن أقصى مدَّة كانت متبقيَّة في محكومية الأسرى الفلسطينيين كانت ثلاثة أشهر . ـ كتب المجرم الأثيم أرييل شارون في مذكراته : ( وجدنا أن الشيعة هم أصدقاؤنا و عدونا الوحيد فقط هم أهل السُنَّة ) . ـ قبل عشر سنوات تقريباً تخلَّى صبحي الطفيلي الأمين العام لحزب الله طوعاً عن أمانة الحزب ، ليخلفه بعد ذلك حسن نصر الله الأمين الحالي للحزب ، و في هذا االعام 2004م هاجم الطفيلي حركة "حزب الله" و اتهمها بأنها زُرِِعَت لحراسة البوابة الاسرائيلية ـ كما في المقابلة التي أجرتها معه و بثتها قناة "العربية" ـ و لا تنسَ أن الحدود الاسرائيلية اللبنانية حدودٌ مفتوحةٌ لعدم وجود جيش لبناني حكومي . ـ وفي أوائل التسعينات و بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تغلغلت المخابرات الأمريكية ( السي آي إي) في جميع البلدان المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ، لا سيما الجمهوريات الاسلامية، لتُطلِقَ يد الإيرانيين في العمل القمِّي المنظَّم ، حتى عن طريق السفارات الإيرانية والقتوات الدبلوماسية ، بل و التطبيع الثقافي ، حتى أصبحت تلك السفارات أشبه بالحوزات العلميَّة ، و ذلك لتشييع تلك الجمهوريات ، حتى أن السفير الإيراني غالباً ما يكون أحد الملالي أو المعمَّمين ، و يقوم بإحياء المناسبات الشيعية في مبنى السفارة ودعوة العموم لها ، في حين يضَيَّق على الدول الإسلامية السُنيَّة حتى في مجالات العمل الخيري البحت كما هو معروف لكل أحد . ـ قامت الولايات المتحدة 2000م ، [أي قبل أحداث 11 سبتمبر ] بتدبير انقلاب على نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني و مرشح الجماعة الإسلامية السنيَّة ، والذي في عهده توصلت باكستان لتصنيع القنبلة النووية ، ليتولى برويز مشرف القادياني و الموالي لأمريكا ولاءً مطلقاً [ تمهيداً للأحداث القادمة ؟ ] . ـ وخلال الحرب الأمريكية على أفغانستان قامت إيران بالتعاون التام و إعطاء الدعم الفني و اللوجستي والمعلوماتي للولايات المتحدة . ـ و كذلك فقد قاتل حزب الوحدة الشيعي مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة . ـ و كذلك فعلت قبائل الهزارا الشيعية ، بل والمناطق التي يقطنها الشيعة الاسماعيلية . . ================================================== ======= الفصل الثاني ( ودقَّت ساعة الصفر) ـ رأينا في الفصل السابق بعض مراحل تطبيق عملية الأمرنة قبل الحادي عشر من سبتمبر ، و لكن بالنسبة إلى إمريكا فإن سيرورة الأمور و جر قطار الأمرنة بهذا البطء لا يتناسب و المخططات الإمريكية العاجلة للمنطقة فلذلك كان لا بُدَّ من دق "ساعة الصفر" لتسريع تلك المخططات ، و لذلك كان لا بُدَّ من حدوث أمر عظيم يرتكبه بعض المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية ، مثل تفجيرات مانهاتن ، وذلك لتجريم الإسلام و المسلمين ، ثم البدء ـ جهارا نهاراًـ بتطبيق سياسات الأمرنة عسكرياً . " الفاتح من سبتمبر " استوديوهات "مانهـاتن " من نيو يورك تقدِّم لكم : " الفاتح من سبتمبر " مع الاعتذار الشديد ... لسيادة العقيد . بطولة : "جورج دبليو بوش" "دونالد رامزفيلد" "كولن باول " و مع أول ظهور لحسناء البيت الأبيض "كونداليزا رايس" إخراج : "ديك تشيني" الباب الأوَّل الخبر كما ورد في الوسائل الإعلامية العالمية : [ اصطدمت طائرتان بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وقد اشتعلت النيران في الطوابق العليا لبرجي المبنى. وتفيد الأنباء بأن طائرة ركاب تحطمت إثر ارتطامها بأحد البرجين، وبعدها بقليل اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الآخر. وتفيد إحصائية أولية إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من ألف بجروح. وأظهرت لقطات تلفزيونية تصاعد نيران وسحب دخان سوداء كثيفة من جوانب المبنى الذي يعد من أعلى البنايات في العالم. ويقول مراسل الجزيرة في الولايات المتحدة إن الاصطدام الثاني وقع بعد 18 دقيقة من الأول. ولم ترد حتى الآن أي أنباء عن عدد الضحايا. لكن مكتب التحقيقات الأميركية (FBI) أكد أنه تلقى تقارير بأن احدى الطائرتين اختطفت لدى إقلاعها من المطار وهي التي قد اصطدمت بالمبنى. ووردت معلومات بأنها طائرة ركاب مدنية نوع بوينغ 767. وفي كلمة له أمام تلاميذ إحدى المدارس وصف الرئيس الأميركي جورج بوش الحادث بأنه "عمل إرهابي مدبر ضد الولايات المتحدة ". ودعا بوش إلى تحقيق عاجل. وقال بأن مثل هذا العمل لن يستمر. تفيد أنباء من الولايات المتحدة الأمريكية بأن طائرتي ركاب تحطمتا إثر ارتطامهما بمبنى مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وقد انهار أحد برجي المبنى كما وقع انفجار آخر قرب وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون في العاصمة واشنطن وذكرت أنباء أن مباني البيت الأبيض والبنتاجون و وزارة الخزانة الأمريكية أخليت من جميع الموظفين، وبدأت عملية كبيرة لإخلاء كل المباني الحكومية في العاصمة وقد أصدرت هيئة الطيران المدني الأمريكية عن أمرا بإيقاف كل الرحلات الجوية داخل الولايات المتحدة لمدة سبع ساعات على الأقل قابلة للتمديد وتشير التقديرات الأولية إلى مقتل وإصابة أكثر من الآلاف ، وقال مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي إن ثلاث طائرات كانت قد اختطفت قبل وقوع الانفجارات . وقد أظهرت لقطات تلفزيونية نيران وسحب دخان سوداء كثيفة تتصاعد من جوانب المبنى الشاهق الذي يعد من أعلى البنايات في العالم عقب اصطدام الطائرة الأولى ثم ظهرت الطائرة الثانية، وهي من طراز بوينج 737، التي اصطدمت هي الأخرى بالمبنى، مما أثار تكهنات بأنه من المحتمل أن يكون الحادثان مدبرين . وصرح الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن الحادث يبدو أنه عمل إرهابي، وأنه أمر باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لإغاثة الضحايا وببدء تحقيق فوري لملاحقة مدبري الحادث والقبض عليهم ، يذكر أن مركز التجارة العالمي كان هدفا لعملية إرهابية في عام ثلاثة وتسعين أدت لمقتل ستة أشخاص و إصابة الكثيرين ] توطئة : من الخـطأ الواضح الذي يقع فيه المراقبون السياسيون ـ لا سيَّما العرب منهم و المسلمون ـ تجزيء الأحداث و تسطيحها ، و عدم وصلها بالروابط المنطقية التأثيرية فيما بينها ، و إغـفال البعد الزمني عند تناول السياسات العالمية و الدوليَّة . و بالتالي ينعدم التحليل المتزن والواعي للأحداث المتعاقبة . و لا شكَّ أن السياسات العالمية ـ لا سيما الغربية منها ـ بعيدة الغور شديدة التعـقيد ، كثيراً ما تحتاج إلى فكٍّ للرموز ، و حلٍّ للطلاسم ، و قراءةٍ متأنية للتاريخ القريب ، و أحياناً البعـيد . ـ و لا يخفى على باحث في التاريخ المعاصر ما كان للنفوذ البريطاني في بلدان العالم الإسلامي من تأثيٍر في صياغة تاريخ المنطقة الحديث ، و قد استطاعت "وزارة المستعمرات البريطانية" الإفادة من جهود دوائرها الاستشراقية الحثيثة في تقييم مفاتح اللعب السياسي في المنطقة. ـ تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية التي استطاعت بالتحالف مع مريديها من جحافل الباطنية و أعداء الإسلام تقويض الخلافة العثمانية ، واستخدمت لذلك مع الأسف كثيراً من الأدوات الهدَّامة من أبناء العالم الإسلامي ، ومن أولئك السيد جمال الدين الأفغاني بل الإيراني الرافضي ، ثمَّ عبدالرحمن الكواكبي سليل الصفويين الرافضة ، واللذان أسهما بشكل كبير في ظهور حركات مناوئة للخلافة ، ومن ثمَّ إضعاف الخلافة العثمانية . ـ و استطاعت تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية الإسهام في طرح مناهج التغريب في المنطقة ، و كذلك أسهمت بشكل مباشر في ظهور كثير من المذاهب الهدامة كالبابية والبهائية والقاديانية و البريلوية وغيرها . ـ وبعد الحرب العالمية الثانية ونظراً لتزايد النفوذ الأمريكي في منطقة "الشرق الأوسط" انحسر الاستعمار البريطاني في المنطقة تمهيداً لظهور قوةٍ كبرى تهيَمن على مفاتح اللعب العالميَّة ، و قد استطاعت أمريكا سحب اليساط من التاج الملكي البريطاني عن طريق الاستحواذ على القيادات العسكرية في المنطقة و تدبير الكثير من الانقلابات العسكرية ، و دقت المسمار الأخير في النعش البريطاني حين دفعت بالرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1954م لتأميم قناة السويس ـ و بالتالي نزع آخر اسفين بريطاني في منطقة الشرق الأوسط ـ ، و من ثَمَّ أعلنت امريكا إذ ذاك ـ الحماية العسكرية لمصر في وجه العدوان الثلاثي ( بريطانيا و فرنسا واسرائيل ) . ·و بالتالي فقد احتوت "التَّرِكَة البريطانية" على باقـةٍ من أوراق العمل في منطقتي العالم العربي و الاسلامي ، وقد استطاعت أمريكا الإفادة من ذلك الجهد المتراكم الهائل الذي أعدَّته "وزارة المستعمرات البريطانية" من خلال دوائر الاستشراق البريطانية و أجهزتها الاستخباراتية خلال حقبة الاستعمار البريطاني للمنطقة ، ممَّا كوَّن بالضرورة حلفٌ استعماري براغماتي بين أداتي الاستعمار السابقة و اللاحقة . لماذا نُراجِع أحداث سبتمبر في عام 2001 في خضمِّ هذه الحوادث و الانتكاسات المتسارعة ؟ قد يسأل البعض هذا السؤال ، ولكن لنتذكّّر أنَّ كلُّ الأحداث التي نعيشها الآن هي في الحقيقة نتَاج منطقيٌّ وطبيعي لأحداث "تفجيرات سبتمبر" بدءاً من غزو افغانستان إلى "خارطة الطريق" إلى غزو العراق إلى الجدار العازل في فلسطين ، و بالتالي فإنَّ أي تشخيص خاطئًٍ لتلك الحادثة سينجرُّ طردياً إلى تحليلاتنا الحاليَّة و القادمة ، و ربَّما في مواقفنا و استعداداتنا الفكريَّة . --------------------------------------------------------- مقدِّمـة: في اليوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م استفاق العالم فاغراَ فــاه دهشةً مما وقع في أمريكا من الأحداث و التفجيرات ، واضعاً كلتا يديه على صدره خوفـاً من النتائج و العواقب المترتبة على تلك الأحداث المريعة . لكن مع ذلك لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الدولة "الهدف" نظرةً "مثاليَّة" ، فلم تكن أمريكا يوماً بتلك المدينة الفاضلة ، بل إن المارد الإمريكي كان دائما هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في جميع مواجهاته السياسية و تدخلاته العسكرية ، و إليكم هذه القائمة بالتدخلات الأمريكية ( في الثلاثين سنة السابقة فقط ) ـ أي منذ عام 1974 م ـ كما ساقها الدكتور فهد العرابي الحارثي في كتابه : ( أمريكا التي تُعلمنا الديمقراطية والعدل ) . 1ـ كمبوديا ، 1969 ، 1975 م . قصف قوات أرضية ، قوات بحرية ، مليونا قتيل خلال 6 سنوات من القصف ، والمجاعة والفوضى السياسية . 2 ـ داكوتا الجنوبية ، 1973 م . الجيش يقود حصار لاكوتاس في واو ندو كني . 3ـ الشرق الأوسط ، 1973م . تهديد نووي ، حذر عالمي أثناء حرب 1973 م . 4 ـ تشيلي ، 1973 م . الـ cia تدعم انقلابا أسقط الرئيس الماركسي المنتخب . 5 ـ كمبوديا ، 1975 م . قوات أرضية ، قصف ، غاز ، وقوع 28 قتيلاً في حادثة هليكوبتر . 6 ـ أنغولا ، 1976 ، 1992 . الـ cia تساعد المتمردين المدعومين من قبل أفريقيا الجنوبية . 7 ـ إيران ، 1980 م . قوات أرضية ، تهديد نووي ، محاولة تحرير الرهائن في السفارة ، سقوط 8 جنود حادثة هليكوبتر ، إنذار السوفيات ، بعدم التدخل في الثورة . 8ـ ليبيا 1981م . تدمير مركبين ، بحريين ليبيين أثناء المناورات . 9 ـ سلفادور ، 1981، 1992م . قوات أرضية ، بعثت مستشارين ، تحليق جوي لدعم الحرب على المتمردين ، اشتباكات قصيرة بسبب الرهائن . 10 ـ نيكاراغوا ، 1981، 1990 م . قوات بحرية الـ cia ) تدير عملية إنزال المبعدين المعادين للثورة ، وتزرع ألغاماً ضد القوات الثورية . 11 ـ لبنان ، 1982، 1984 م . قوات بحرية ، قصف ، قوات أرضية ، قوات المارينز تطارد منظمة التحرير الفلسطينية ، وتساعد ميليشيا الكتائب ، المواقع السورية تخضع لقصف القوات البحرية المسلحة . 12 ـ هوندوراس ، 1983 ، 1984 م . قوات أرضية ، المساعدة على بناء قواعد بالقرب من الحدود . 13 ـ غرانادا ، 1983، 1984م . قوات أرضية ، قصف دخول الجزيرة بعد 4 سنوات من الثورة . 14 ـ إيران ، 19884 م . تحليق طيران ، إسقاط طائرتين إيرانيتين في الخليج العربي . 15 ـ ليبيا 1986م . قصف ، قوات بحرية ، ضربات جوية ، لإسقاط الحكومة الوطنية . 16 ـ بوليفيا ، 1968م . قوات أرضية ، الجيش يساهم في الحملة ضد الكوكايين . 17 ـ إيران ، 1978، 1988م . قوات بحرية ، قصف ، الولايات المتحدة تتدخل لصالح العراق خلال الحرب . 18 ـ ليبيا ، 1989م . تدمير مركبين بحريين ليبيين . 19 ـ الجزر العذارى ، 1989م . قوات أرضية ، مشكلات مع السكان السود في سانت كروا بعد الإعصار . 20 ـ الفلبين ، 1989 م . تحليق طيران ، غطاء جوي ، لحماية الحكومة من خطر الانقلابات . 21 ـ باناما ، 1989 ، 1990م . قوات أرضية ، قصف ، 27 ألف جندي يطاردون الحكومة الوطنية ، توقيف القادة ، أكثر من 2000 قتيل . 22 ـ ليبيريا ، 1990م قوات بحرية ، قصف ، قوات أرضية ، حصار المرافئ العراقية والأردنية ، ضربات جوية ، أكثر من 200 ألف قتيل في عملية غزوا العراق للكويت ، إنشاء منطقة حظر جوي في الشمال الكردي والجنوب الشيعي ، تدمير شامل للقوة العسكرية العراقية . 23ـ الكويت ، 1991 م . قوات بحرية ، قصف ، قوات أرضية ، بهدف تحرير الكويت . 24ـ لوس أنجلوس ، 1992م . قوات أرضية ، الاستعانة بالجيش والمارينز لقمع المظاهرات ضد الشرطة . 25 ـ الصومال ، 1992 ، 1994 م . قوات أرضية ، قوات بحرية ، احتلال من قبل الأمم المتحدة ، تحت إمرة الولايات المتحدة ، خلال الحرب الأهلية ، حملة على زمرة ( مسلحة ) في مقاديشو . 26ـ يوغسلافيا ، 1992، 1995 م . قوات بحرية ، حصار حلف الأطلسي لصربيا ومونتينيغرو . 27 ـ البوسنة ، 1993 ، 1995م . طيران ، مطقة حظر جوي خلال الحرب الأهلية ، قصف على الصرب . 28 ـ هاييتي 1994م ، 1996م . قوات أرضية ، قوات بحرية ، حصار على الحكومة العسكرية ، بعثت قوات لإعادة الرئيس أريستيد إلى الحكم بعد الأنقلاب . 29 ـ كرواتيا ، 1995م . قصف ، الاعتداء على المناطق الجوية الصربية في كرايينا قبل الهجوم الصربي . 30 ـ زائير ـ ( كونغو ) 1996، 1997 م . قوات أرضية ، بعثت قوات المارينز إلى مخيمات اللاجئين الهوتو في رواندا ، في المنطقة التي بدأت فيه الثورة الكونغولية . 31 ـ ليبيريا ، 1997م . قوات أرضية ، الجنود يطلقون النار أثناء إخلاء الأجانب للمنطقة . 32 ـ ألبانيا ، 1997م . قوات أرضية ، الجنود يطلقون النار أثناء إخلاء الأجانب للمنطقة . 33 ـ السودان ، 1998م . صواريخ ، الهجوم على مصنع أدوية ، اعتقد أنه لتصنيع مادة النور توكسيك . 34 ـ أفغانستان ، 1998 م . صواريخ ، الهجوم على مخيمات تدريب سابقة لـ cia استولت عليها جماعات إسلامية متهمة بتفجيرات ضد السفارات الأمريكية . 35 ـ العراق ، 1998 م . قصف ، صواريخ ، أربعة أيام من القصف الجوي المكثف : عملية (ثعلب الصحراء) ، بعدما أبلغ مفتشو الأسلحة الأمم المتحدة بامتناع العراق عن السماح لهم بدخول بعض المواقع . 36 ـ يوغسلافيا ، 1999 م . قصف ، صواريخ ، قصف جوي كثيف لحلف الأطلسي بعض رفض صربيا الأنسحاب من كوسوفو . 37 ـ مقدونيا ، 2001 م . قوات أرضية ، قوات الحلف الأطلسي تعيد المتمردين الألبان ، وتنزع سلاحهم جزئياً . 38 ـ الولايات المتحدة ، 2001 م . قطع بحرية ، قوات بحرية ، رد على خطف الطائرات . 39 ـ أفغانستان ، 2001 م . استنفار شامل للولايات المتحدة ضد طالبان وبن لادن . 40 ـ العراق ، 2003 م ------------------------------------------- تمهيد : إذن لم تكن الولايات المتحدة في يومٍ ما ذلك الحمل الوديع أو الهدف السهل ، فبالتالي هذ يقودنا إلى دراسة كافة الظروف و الملابسات التي سبقت تلك الحادثة المأساوية و هي "تفجيرات 11سبتمبر في مانهاتن بنيويوك"، و هذا بالتالي يقودنا إلى دراسة السياسة الأمريكيَّة خلال التسعينات أي بعد سقوط العملاق السوفيتي ، و تناثر أشلائـه ، و تفكك أجزائه و ولاياته السابقة ، و مَِن ثَمَّ انعدام سِمـَةِ التوازن في موازين القوى العالمية ، وبالتالي أصبحت الغطرسة و الصلف هما السمتين الواضحتين في مناهج التعامل الدولي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ، مما جـعلها تتدخل في الشؤون الداخلية و تستهين بسيادات كثيرٍ من الدول ، و حتى الحليفة و الصديقة منها . · و لعلَّ أكثر ما يميز السياسة الأمريكيَّة هو المرحلية في التعامل مع الأهداف الحقيقية غير المعلنة ، و الاستفادة الفعلية من المستجدات في الساحة السياسية ، و في كثيرٍ من الأحيان خلق كثيرٍ من تلك المستجدات . ـ وقد لا يغيب عن ذهن أي قارئ واعٍِ بِمبادئ السياسة العالمية أنها تقوم على قَدرٍ من المراوغة و التحايل و إعلان غير ما هو مبطَّن ، أمَّا بالنسبة للسياسة الأمريكية و التي يديرها اليهود والصهاينة فقد بلغت في ذلك شأوا كبيرا ، و عملت كثيراً بالمبدأ القائل " اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" و هذا المبدأ فعالٌ جدا بشرط كون الصوت المسموع واحداً ـ كما هو الحال في حقبة "العالم الجديد" الذي أعلنت أمريكا قيامه و انفردت بالتحكم به ـ . ================================================== ======= hgthjp lk sfjlfv | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
13 / 06 / 2008, 05 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح افتح يا "سمسم" إزاحة السـتار المشهد الأول التحضير السياسي للمنطقة في الحقبة الأخيرة من القرن السابق : ـ منذ مطلع الثمانينات بدأ الحديث إعلاميا عن الاختراقات الأميركية السافرة للكي جي بي ( المخابرات السوفيتية) ، إلاَّ أن تلك المخاوف تأكدت بعد تولي "غورباتشوف" مقاليد رئاسة الجمهورية السوفيتية ، والذي وضع مشروعَه : "البروستوريكا" ، وكان هذا المشروع يحمل في طيَّاته بذور تفكيك الاتحاد السوفيتي الكبير ، ـ و للمعلوميَّة ـ فإنَّ "غورباتشوف" هو أول رئيس مسيحي للاتحاد السوفيتي ، بينما كان أسلافه من الرؤساء يعتقدون الماركسية الإلحادية ، و الأدهى من ذلك أن تعميده مسيحيا بصفة "مُعلنة" لم يتم إلاَّ بعد توليه الرئاسة ، و في أواخر عهده تم تفكيك الاتحاد السوفيتي ، وقدكوفئ وزير الخارجية الروسي الجورجي الأصل "شيفر نادزة" على جهوده الحثيثية في إدارة المشروع الأميركي لتفكيك الاتحاد بتنصيبه رئيساً لدولة جورجيا المنفصلة حديثاً عن الاتحاد السابق . ـ بعد الانقلاب " التكتيكي " على غورباتشوف ، ومسرحية "مجلس الدوما" تولَّى "يلتسن" الرئاسة ، و في عهده ساءت الظروف الاقتصادية جدا في البلاد ، ممَّا أدَّى بالشعب أن يثور على القيم الشيوعية والمبادئ الاشتراكية "، و بدا واضحاً للعيان في هذا الوقت تبعيَّة روسيا للسياسة الأمريكية ، لا سيما و أن الولايات المتحدة كانت تلعب بورقة الإعانات و المساعدات المشروطة . ـ و في عهد الرئيس الحالي "بوتين" تبيَّن للجميع التبعية الروسية المطلقة للولايات المتحدة ، ولا ننس أن الرئيس "بوتين" كان هو رئيس جهاز"الكي جي بي" في عهد الرئيسين السابقين ، ذلك الجهاز المخترَق أمريكياً ، والذي كان هو المشرف والمنفذ لمراسم تفكيك الولايات السوفيتية . ـ وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي: 1994م ـ ذلك العملاق الذي كان لوجوده دورٌ كبير في إضفاء التوازن في ميدان القوى العالمية ـ تفرَّدت أمريكا في ساحة التأثير السياسي ، و بالتالي أصبحت ( القطب الأوحد) الذي يقود ( العالم الجديد) بجدِّيَّة إلى أهدافٍ لا تتسم في كثيرٍ من الأحيان بالوضوح التام . ـ و لم يبق في ساحة القوى السياسية ما تخشاه أمريكا فيما عدا الصين ، ذلك البلد الذي لاتتناسب قوته العسكريَّة مع أهميته الاقتصادية و السياسسية ، و الذي لا يزال بعيداً جدًّا من أن يسدَّ الفراغ السياسي الذي خَـلَّفهُ غياب الاتحاد السوفيتي . ـ قبيل أحداث سبتمبر كان على الولايات المتحدة تهدئة الأوضاع في جميع البؤر المتأججة في المنطقة ، وكذلك ـ و في نفس الوقت ـ إحكام السيطرة في المناطق ذات الصلة بمشروعها القادم لتضمن بذلك عدم انفجار الأوضاع السياسية في تلك البلدان ، و بالتالي تستطيع طرح مشاريعها الاحتلالية في المنطقة . ـ ففي عام 1999 م اقتحمت طائرة أمريكية المجال الصيني ، و قد قام الصينيون ـ بالطبع ـ بإسقاط الطائرة الدخيلة ، وكان المقصود من هذه العملية هو دراسة مدى الدفاعات الجوية لدى الصين ، و الوقوف عن كثب على مدى فاعلية الغطاء الجوي الصيني. ـ ثمَّ جرى بعد ذلك تسوية بعض المسائل ـ وللمرَّة الأولى بمبادرة أميركية ؟ ـ مع الصين و بالذات مسألة الصين الوطنية تايوان ، وذلك لتهدئة المنطقة تمهيداً للأحداث القادمة . ـ و في نفس العام و لتهيئة المنطقة سياسياً تمَّت تنحية الرئيس الفليبيني المشاكس للسياسات الأميركية بتهمة الفساد ، خلال مدته الرئاسية، عن طريق البرلمان ؟ ، و بقوة التدخل العسكري للجيش ؟ و إقامة رئيبسة وزراء مسالمة لا تمانع في استمرار وجود أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة ـ آنذاك ـ في بلدها ؟ ـ و في نفس العام أيضاً تمَّت تنحية رئيس أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان عبدالواحد خان ـ غير العلماني ـ والذي يحظى بدعم جمعية العلماء المسلمين بتهمة الفساد ؟، و تمَّت تنحيته عن طريق البرلمان خلال مدته الرئاسية ؟، و بقوة التدخل العسكري للجيش أيضاً ؟ و من ثمَّ إقامة الرئيسة ماغاواتي ابنة العلماني الشهير "سوكارنو" من زوجته البوذية . ـ و في باكستان قامت المخابرات الأميركية الـ ciaبتدبير انقلاب أميركي مكشوف لإزاحة الرئيس العظيم و البطل القومي "نواز شريف" المعروف بتوجهاته الاسلامية ـ و مرشح ائتلاف الجماعات الاسلامية في باكستان ـ و الذي أشرف على تصنيع القنبلة الذرية الباكستانية على يد العالم الباكستاني ذائع الصيت "عبدالقدير" . ـ و في عام 2000 م جرت تهدئة الأوضاع في منطقة البلقان الساخنة . ـ و كذلك جَرَت أيضاً تهدئة الأوضاع أيضاً في منطقة الشيشان ، و تخلَّت روسيا هذا العام عن عادتها الشتوية بضرب المقاتلين الشيشان . ـ و بعد التهديدات الأمريكية بغزو أفغانستان كان من المنطقي و المتوقع أن تكون روسيا رأس المعارضين ، لاسيما لإرثها التاريخي في منطقة "آسيا الوسطى" ، إلاَّ أن روسيا فاجأت الجميع بمباركتها للمشروع الأميركي ، و بالمقابل فإن الولايات المتحدة أطلقت اليد الروسية في منطقة الشيشان بعد التدخل الأميركي في أفغانستان ، و غضَّت الطرف عن الأطماع الروسية في منطقة "أبخـازيا" و التي هي قسم من دولة "جورجيا" الحالية . ـ من المعلوم والمؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية كانت قد قررت غزو أفغانستان و إنهاء حكم طالبان قبل 11 أيلول 2001 ، و قدكُشِف عن بعض هذه الخطط و الترتيبات في حزيران 2001 ، و كانت النفقات العسكرية قدزادت في ميزانية الولايات المتحدة لعام 2001 أكثر من خمسين مليار ، و لا يمكن أن يقع ذلك إلاَّ إذا كان هناك قرار بعملية عسكرية كبيرة مثل غزو أفغانستان . الأخطاء الفنية التي وقع فيها واضعو سيناريو سبتمبر : هناك مقولة غربـية تقول : ( بالإمكان أن تخدع كل الناس بعض الوقت و لكن ليس بالإمكان أن تخدع بعض الناس كل الوقت ) ، و لكن يبدو أن الأمريكان لا يتذكرون هذه الحكمة أثناء أُطروحاتِهم الإعلامية . لقد ظهر في السيناريو الأميركي الإعلامي لأحداث سبتمبر ثغرات كبيرة ، بل مساحات فراغية ثلاثية الأبعاد ، و بدا ظاهراً للعيان أن المقصود هو ليُّ أصابعِ الاتهام باتجاه "طالبان" و "القاعدة" و اللتين اتهمهما المسؤولون في البيت الأبيض و البنتاغون قبل مضي أربع وعشرين ساعة على حدوث التفجيرات . و بدا كاتب السيناريو الأميركي هزيلاً بل عارياً و هو يحاول إقحام شخصية "طرزان" ضمن فيلمه الخاصِّ بـ "حرب النجوم" ، إذ حسب الرواية الأمريكية فإن ابن لادن كان على وشك التوصل إلى السلاح النووي ؟ و كان قابَ قوسين من إطلاق قمر صناعي كما ورد على لسان رامزفيلد !. فمن تلك الثغرات الواضحة : ـ حسب السيناريو الأمريكي استطاع المختطفون من الافغان العرب قيادة طائرة البوينغ 767 بعد تلقيهم دروسا في الطيران بالطائرات الشراعية ؟ . ـ عدم إرسال أي طيار من قائدي الطائرات الأربع المخطوفة رسالة استغاثة ، وعدم الإعلان عن حدوث اختطاف ، مع أن ذلك لا يحتاج إلاَّ إلى ثوان معدودة ،ولم يعرف في تاريخ الطيران حادثة اختطاف واحدة لم يتمكن قائد الطائرة من الابلاغ عنها ،ولكن في حالة مانهاتن ـ وللمصادفة البحتة فإن كل الطائرات لم ترسل إي رسالة استغاثة . ـ عدم اعتراض الطائرات المقاتلة لتلك الطائرات مع أن بين الأولى و الثانية قُرابَة ثلث ساعة ؟ ـ تمَّ الاعلان عن السيطرة على الأجواء بعد ارتطام الطائرة الأولى : البوينغ 767، و الجنرال (هيبرت آرت) المسؤول عن القيادة الجوية في الولايات المتحدة، هو الذي بادر بإعلان سيطرة القيادة العسكرية على المجال الجوي المدني ، بينما المعتاد في هذه الأحوال هو أن يحصل على ترخيص من الرئيس الأميركي لأنه هو القائد ، إلاَّ أن الجنرال قال : إنه لم يكن أمامه وقت للاتصال بالرئيس (بوش) الذي كان في زيارة (لفلوريدا) ، ولذلك بادر بذلك الإعلان ـ في خطوة غير دستورية أو قانونية ـ ، و الوضع القانوني العسكري في مثل هذا الوضع هو: تحميل الجنرال كامل المسؤولية القانونية ، ثمَّ التقييم بحسب النتائج ، فإذا كانت مبادرة حسنة يكافأ على ذلك ويعطي نياشين ، وإذا أخطأ يُجَـرُّ إلى محكمة عسكرية و يُحاكم ويُجَـرَّدُ من رُتبته ، ويُحـال إلى التقاعد ، في حين أن القرارات التي اتخذها (هيبرت آرت) لم تكن فعالة أبداًُ ، لأنها لم تمنع العمليات اللاحقة ، إذ بعد ذلك ارتطمت طائرة أخرى : بوينغ 737 بالبرج الآخر لمركز التجارة العالمي ؟ ثمَّ ـ حسب الرواية الأميركية ـ ارتطمت طائرةٌ ثالثة بوينغ 757 بالبنتاغون ؟. إذن كان من اللازم أن يُجبر هذا الجنرال على الإجابة عن أفعاله، ولم يكن الحال كذلك بل العكس، فقد اختير الجنرال (هيبرت آرت) بعد ذلك قائداً أساسياً أعلى لسلاح الفضاء الأمريكي ، [ يا لها من إجـابة شافية ] !! ـ البنتاجون محاط بشبكة متطورة جدا من الصواريخ الاستراتيجية المبرمجة للإطلاق آليا ، لكنَّها ـ للأسف ـ لم تنطلق ؟. ـ لا يمكن مجرَّد تصور إمكانية التحكم البشري اليدوي بالطائرات لأمرين : أولهما :دقة الهدف حيث أن الارتطام " المدروس جيِّداً "حدث بدقِّة متناهية في نقطة ارتكاز الثقل الكُلِّي للبرج ، وكان مجال الخطأ المسموح به لا يتجاوز بضعة سنتمترات ؟ . ثانيهما : انفصال الخاطفين فور تغيير مسار الرحلة عن الإسناد الأرضي من برج المراقبة ، و بالتالي عدم إمكانية التوجيه المحدَّد ، مع ملاحظة أن تغيير مسار رحلة الطائرة كان 180درجة تقريبا ، و هذا قَدرٌ لا يمكن التحكم به حتى مع وجود الاتصال ببرج المراقبة ، فكيف من دونه ؟ و باعتماد الرؤية البصرية ؟ و من قِبل خاطفين متدربين على طائرات شراعية ؟. ـ الذي خطَّط للعملية ينبغي أن تكون له علاقة مباشرة بالجداول الخاصَّة بالرحلات الجوية لتلك الطائرات ، حيث أنَّ نظام الطيران العالمي لا يسمح بتزويد الطائرة من الوقود إلاَّ بالقدر الكافي للرحلة المقرَّرة ، و ذلك لتقليل وزن الطائرة مما يقلِّل تكاليف و أخطار الرحلة الجوية ، فعلى هذا فإن الخاطفين قاموا بالدخول على جداول الطيران المدنية و التحكم بها ـ وهذا يستحيل طبعاً ـ ، أو أنَّه ـ من باب المصادفة البحتة وحدها ـ كان مسار الرحلات الأربعة من حيث كمية الوقود متوافقاً مع التعديلات التي أدخلها المختطفون في مسار الرحلة ، و لكن لا ننسى أن التخطيط لعملية بهذا الحجم الهائل لا يمكن بأية حال أن يعتمد على احتمالات "بعيدة المدى" من هذا النوع . ـ ثمَّ أين اختفى الصندوق الأسود مع العلم أنه مصمَّم لتحمل الحرارة حتى درجة 3000 درجة مئوية ؟ ـ بل كيف ذاب الصندوق الأسود من الحرارة ؟ و في نفس الوقت سلم جواز "محمد عطا" من الاحتراق ؟. ـ هذا بالنسية إلى الصندوق الأسود في طائرتي مانهاتن ، و لكن ما هو مصير الصندوق الأسود في طائرة بنسلفانيا ، و التي تم اسقاطها من قبل الطائرات المقاتلة ـ حسب المزاعم الأمريكية ـ ، مع العلم أن الصندوق لم يتعرض للظروف الحرارية التي تعرضت له طائرتا مانهاتن ، و كذلك الصندوق الأسود في طائرة البنتاجون المزعومة . ـ ثم إن "التركيبة الإيديولوجية" لشخصيات الرواية الأميركية لم تكن مقنعة ، إذ كيف يرتاد أعضاء الجماعات المتطرفة تلك المراقص والملاهي ، و في. . " ليلة العشاء الأخير" . ـ و أين اختفت الطائرة الرابعة ؟ والتي أعلن عن اسقاطها في بنسلفانيا ؟ و لماذا لم تظهر لها صُورٌ حيَّةٌ في وسائل الإعلام ؟ ـ لماذا سقطت البناية المجاورة للبرجين [والتابعة للسي آي إي ] قبل سقوط البرجين ؟ ، مع أنها لم تتعرض لأي ارتطام ، و لمَّا يسقط البرجان بعد ، فمن ناحية منطقية فإن تلك البناية يستحيل أن تسقط إلاَّ بفعل الارتطام ، أو بفعل الاهتزازات الارتدادية لسقوط أنقاض برجي التجارة ، و لكن ما حدث أن بناية السي آي إي سقطت دون حدوث أي شيءٍ من ذلك .. أي قبل سقوط البرجين . ـ المتأمِّل بدقَّة لعملية سقوط البرجين و البناية المجاورة لهما يشاهد بوضوح أن عملية الانهيار ابتدأت من أسفل ـ و ليس العكس ـ ،مع أن الارتطام حصل في الأعلى ؟ و هذا لا يمكن تصورُّه بمنأى عن تفجيرات أرضيَّة مواكبة لعملية الانهيار [إذن مُعامِل الانهيار كان داخلياً ]. ـ و هل مطارات أمريكا ـ الدولة العظمى التي تحوك المؤامرات و الانقلابات بدقَّة تامَّة في عدَّة دول خارج أراضيها. ـ بهذه الدرجـة من سهولة الاختراق ، بحيث يتم اختطاف أربع طائرات ؟ و من عدَّة مطارات دوليَّة ؟ و في نفس الوقت ؟ هذا عدا فرضية اختراق جداول الرحلات الجويَّة ؟ ـ و استناداً إلى دراسة معهد "المكسيك الجديد للألغام والتكنولوجيا"، والتي قام بها الخبير الدولي المعروف (فان ريميرو) فإن انهيار البرجين لا يمكن أن يتم إلا بواسطة متفجرات في الأساس ؟. ـ بعد التفجيرات مباشرة صدرت من "منظمة الطيران المدني" في الولايات المتحدة قائمة بأسماء ركاب الطائرتين التين اصطدمتا ببرجي مركز التجارة ، و قد نشرت هذه القائمة في الصحف الرسمية ، ولم يكن في تلك القائمة أي اسم عربي ؟. ـ و في اليوم التالي أصدرت وزارة العدل الأمريكية "قائمة" جديدة فيها العناصر العربية الأفغانية المزعومة ، وتم شطب القائمة السابقة من ملف التحقيق . ـ و نظراً لوجود أخطاء فادحة في قائمة وزارة العدل، حيث تم ذكر بعض المتوفين سابقاً مثل الكابتن طيار"عدنان بخاري" رحمه الله والذي توفي إثر حادث طيران عام 1999م في مطار المدينة المنوَّرة ؟ ، و كذلك ذكر بعض الأحياء الذين هم على قيد العمل في بلدانهم ؟ [ من غير ذكر أسماء ] ، بل إنَّ والد محمد عطا ذكر في مقابلة مع قناة الجزيرة أنَّه تلقَّى مكالمة هاتفية من ابنِه بعد حادث مانهاتن . ـ و من أجل ذلك جرت عدَّة تعديلات جوهريَّة على النسخة الأخيرة من "قائمة" وزارة العدل . ـ بعد نصف ساعة صرح مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي أن الخاطفين عرب إرهابيون بدليل العثور في سيارة أحدهم على دليل قيادة الطائرات باللغة العربية . [ لاحظ : توجية الاتهام إلى ابن لادن تم بعد نصف ساعة فقط من الارتطام الأول ، بينما لم تتحرك أي طائرة مقاتلة لتعترض الطائرات المهاجمة ، مع أن ارتطام البنتاغون حدث بعد نصف ساعة من الارتطام الأول في مانهاتن ] و من المعلوم أنه لا توجد كتبٌ من هذا النوع مترجمة باللغة العربية ، إذ أن تلك الطائرات معقدة جداً وكتب تعليمها كلها بالإنجليزية، ولم يتسنَّ لأي أحد ترجمتها إلى العربية أو إلى أية لغةٍ أخرى، لأن الطيارين يستعملون الإنجليزية على العموم، فلا توجد ضرورة لترجمتها من أجلهم . ـ و بعد يومين وُجِّه الاتهام إلى ابن لادن ، و قالوا إن مجموعة من أتباعه دخلوا الولايات المتحدة الأمريكية و تلقوا تدريباً على قيادة الطائرات و خطفها ، ثم تشكلوا في أربع مجموعات واختطفوا طائرات باستخدام السكاكين ، و قاموا بعملية الارتطام . مع أن الدروس التي تعطى في نوادي الطيران تشمل قيادة الطائرات الصغيرة ، و لا يمكن بحال بالنسبة لمن تلقى نثل هذا التدريب أن يقودطائرة مدنية ضخمة ، و أن يخرج بها عن المسار المحدد وأن يطير على ارتفاع منخفض بين ناطحات السحاب ثم يصيب هدفه بدقة كبيرة . ـ ثم إن الوسائل الإعلامية ذكرت بل عرضت شريطاً تسجيلياً يُظهِر وجود عناصر اسرائيلية ـ في مبانٍ قريبة من منطقة البرجين ـ كانت تحتفل ـ وسط استعدادت احتفالية فارهة ـ فرحاً بتلك الحادثة ؟ [برنامج خاص بهذه الحادثة عرضته "الجزيرة" في برنامجها الشهير "سري للغاية" ] . كتب جيفري ستاينبرغ في 29 آب 2002 ما نصُّه : ( ظهرت تقارير تشير إلى مجموعة من المواطنين الإسرائليين كانوا يعملون في شركة لنقل الأثاث في نيوجيرسي ، و قدتم اعتقالهم من قِبَل مكتب التحقيقات الفيدرالية Fbi لقيامهم بتصرفات مشكوك بها يوم الحادي عشر من سبتمبر ، وتم ابلاغ الشرطة في منطقة هاكينزاك في ولاية نيوجيرسي به ، كما تم التأكد فيما بعد أن هؤلاء كانوا يعملون في الموساد الاسرائيلي ، و هم جزء من شبكة عسكرية اسرائلية واسعة للتجسس بدأت نشاطها عام 2000 واستمرت في العمل بعد هجمات سبتمبر . وتذكر مصادر مطلعة أن لجنة الشؤون القضائية في مجلس الشيوخ الامريكي تقوم الآن بمراجعة أدلة تشير إلى أنه تم التستر على عملية التحقيق في قضية التجسس الاسرائيلية ) . ـ سيارات الإطفاء كانت موجودة في منطقة البنتاغون قبل التفجير كما يتبين من بعض اللقطات الإخبارية، و التي استبُعِدت فيما بعد من جميع القنوات الإعلامية ؟. ـ لم ير الموجودون في المنطقة المحيطة بالبنتاغون الطائرة المزعومة بل رأوا جسما صغيرا طائرا على ارتفاع منخفض يبدو وكأنه صاروخ موجه ؟ ـ لم تعرض وسائل الإعلام أي صورة لأنقاض طائرة البنتاغون :البوينغ 757 المزعومة ؟ . ـ الفجوة في البنتاجون كانت بعرض 180سم في 120 سم ! فهل يمكن أن تدخل عبره طائرة بوينغ 757 .؟ ـ الصورة للفجوة في البنتاجون [بعرض 180سم في 120 سم ] لم تعرضها إلا صحيفة "الأسوتشيتدبرس" في عددها الصباحي ثم استبعدت في الطبعة المسائية ؟ ـ ومن المصادفة البحتة أيضاً ..؟ أنَّ الإصابة في البنتاجون وقعت في الجزء الذي كان يخضع للصيانة ؟ ـ و لماذا تغيب كثير من الموظفين ـ لا سيما اليهود ـ في ذلك اليوم عن الذهاب إلى وظائفهم في مركز التجارة العالمي ؟ ـ حسب صحيفة "هارتس" الإسرائيلية اليسارية، أنه قبل وقوع العمليات بساعتين علمت شركة (أودجو) الإسرائيلية بالهجمات، و حاولت إيصال رسائل إلكترونية إلى كل الناس الموجودين في البرجين ، ومن البديهي ألا تتصرف بطريقة تمييزية في حالة كهذه ، وهناك من استقبل تلك الرسائل وغادر البرجين، وآخرون استهانوا بها وبقوا ، و هذا الخبر بثته قناة (الجزيرة) أيضاً. ـ ثمَّ هل فقد مركز التجارة شيئاً من معلوماته المالية و الاقتصادية ، لو حَدَثَ شيءٌ من ذلك لأعقبه بلا شك انهيارٌ عظيم في الأسواق الامريكية بل العالمية ، ولكن شيءٌ من ذلك لم يحدث ، و قد يقول قائل فلعلَّ تلك المعلومات كانت لها نسخ بديلة في وزارة التجارة الأمريكية أو غيرها من المؤسسات ذات الصلة ، ولكن من يقول مثل هذا القول لا يتصور أبدا ضخامة السوق المعلوماتية في مركز التجارة والتي كانت تدير الأسواق العالمية في شتى المعمورة ! كما أن هذه المعلومات متغيرة و ليست ثابتة !. ـ و هل فقد البنتاجون شيئاً من معلوماته العسكرية ، فإذا تصورنا أن الولايات المتحدة تملك أكبر ترسانة أسلحة في العالم ، وكل هذه الأسلحة بالغة التطور شديدة التعقيد ، عند ذلك نستطيع أن نتخيل حجم المعلومات التي تكون قد فقدت ، و حجم الكارثة التقنية التي كانت ستصيب الولايات المتحدة ، ولكن شيءٌ من ذلك لم يحدث . [ يبلغ حجم ميزانية التسلح المالي السنوي للولايات المتحدة 55 % من إجمالي ميزانية التسلح في العالم ، وإذا علمنا أن الولايات المتحدة تحصل على الأسلحة من مصانعها بأسعار أقل بكثير من أسعار بيعها خارج الولايات المتحدة نستطيع أن نتصور بعض الشي مدى ضخامة ترسانة السلاح الأميركية ، و بالتالي مدى ضخامة إرشيفها المعلوماتي ] . ـ و لماذا قدَّم مدير مكتب التحقيقات استقالته بعد التحقيقات الأولية عن الحادث ، ولماذا لم تُبَيَّن أسباب الاستقالة . ـ كما يلاحظ الجميع أن الحملة الإعلامية كانت مُعَدَّة سَـلفاً ، وأن النقل الحي تمَّ لجميع أنحاء العالم مباشرةً ـ دون أيِّ إعدادٍ مسبق بالطبع ـ ؟ ـ بعد الحادث بأسبوع ـ أي في يوم 19/9/2001م ـ صرَّح السيد ليتدون لاروش مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة في الانتخابات القادمة في الولايات المتحدة ـ أي عام 2004ـ لمدير تحرير Executive Intelligence Review : ( إنَّ ما حدث في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي عبارة عن هجوم رتَّبته قوى غامضة ، هذه العملية تتسم بالخداع و صادرة من داخل حجاب و ستار قوى الأمن ، و لم يأت أصحابها من الشرق الأوسط ولا من أوربة ولا من أمريكة الجنوبية ، و يُحتمل وجود أفراد من أمم أخرى تمَّ توريطهم ؟ . ولكن هذه العملية معقَّدة و رفيعة المستوى جدا ، و لا يمكن حالياً لأحد خارج الولايات المتحدة تنفيذ مثل هذه العمليات ، لذلك فنحن نرى أنها عملية متسمة بالخداع ،و ذات مستوى رفيع من التنظيم ، و هي من داخل بلدنا ) . ================================================== ======= الفصل الرابع إزاحة السـتار المشهد الثاني إذن ما الذي حصل بالضبط : ـ في السبعينات كتب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في مذكراته أن : "النفط ثروة جعلها القدر في يد ....... و أننا يجب أن نصحح أخطاء القدر" . ـ و قد سبق لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر أن صرَّح أن : دول النفط العربية يجب أن تدفع فاتورة الأربعين دولارا [ مشيراً إلى ارتفاع أسعار النفط إلى فوق حاجز الأربعين دولارا أيام وقف الإمداد بالنفط العربي إثر نشوب حرب 1973م بين العرب و اسرائيل ] ـ في عام 1992م نشرت بعض الصحف العلمية في الولايات المتحدة تقريرا خاصاًُ عن وجود مخزون عالمي هائل من النفط في بحيرة قزوين . ـ و في منتصف عام 1994 نشر تقرير اقتصادي خطير في أمريكا ، يشير إلى نضوب نفط (ألاسكا) خلال خمسة عشر عاماً ، و أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة إيجاد البديل ، و على وجه السرعة . ـ و في عام 1996أنتجت عاصمة السينما في العالم هوليود فيلم بعنوان : 0ng Kiss Good Night" THE L " يقول فيها أحد الممثلين على لسان مسؤول المخابرات الأميركية cia : سنقوم بتفجير برجي مركز التجارة الأمريكي ؟؟ ، و بعد ذلك تقوم حكومة الولايات المتحدة بتوجيه أصابع الاتهام للعرب و المسلمين ؟ [ يا للمصادفة] ، فتردُّ عليه بطلة الفيلم : ( يا للعرب المساكين ) وقد قامت قناة ( الجزيرة ) بعرض جزء من الفيلم ، وقامت قناة mbc 2مؤخراً بعرض الفيلم كاملاً و ذلك بتاريخ 18/3/1425هـ . ـ في عام 1997 م أصدر مستشار الأمن القومي لإداوة الرئيس "كارتر" "زبيغنيو برزنكي" كتابه "طاولة الشطرنج الكبيرة" وفيه يشرح بجلاء الحرب التي ستقوم في أفغانستان بعد أربع سنوات ، بل إنَّ الكاتب يشير فيه بصراحة إلى الحاجة الماسَّة إلى هجوم يشبه هجوم بيرل هاربر . [ سيأتي الحديث عن بيرل هاربر فيما بعد ] . ماهي قصة نظام التحكم بالطائرات عن بعد ؟ : في السبعينات واجهت الولايات المتحدة الأمريكية أزمة اختطاف طائرات تجارية للمطالبة بفدية تخدم أهدافاً سياسية ، وكلفت شركتان بالعمل مع وكالة شبه سرية "وكالة مشاريع الدفاع المتقدمة" لوضع خطط تتيح استعادة الطائرة المخطوفة ومن دون إرادة الخاطفين أوحتى قائد الطائرة نفسه ـ عن طريق أجهزة بالغة التطور تتيح للمراقبة الأرضية الاستماع ككل كلمة ـ أو همسة ـ تقال على متن الطائرة المختطفة، و من ثم السيطرة عليها و على قيادتها بالتحكم عن بعد TELECOMMANDE" لتهبط في المكان المقرر دون أن يستطيع أحد من الذين على متنها التحكم بها ، و يتم ذلك عن طريق أجهزة ألكترونية دقيقة هي عبارة عن برنامج حاسوب يتولى السيطرة على الطيار الآلي و يتحكم به حسبما يريد المراقبون على الأرض . ـ في عام1997م أعلن البنتاغون عن توصله إلى نظام للتحكم بالطائرات أسماه " global hook " ، يسمح بالتحكم عن بعد بطائرة عسكرية انطلاقاً من الأرض رغم إرادة الطيارين ، و أنه تمت تجربته بنجاح على الطائرات المقاتلة ، ولكن في الحقيقة كانت الولايات المتحدة قد توصلت لهذا قبل هذا التاريخ بزمن طويل . ـ في عام 1999م تمت تجربة نظام التحكم الجديد : global hook على طائرة مدنية ـ غير أمريكية بالطبع ـ ، وكانت هذه الطائرة سعيدة الحظ هي الطائرة المصرية الشهرية ، و التي يقودها الكابتن المصري "البطوطي" ، و قد أرسلت بعثة تحقيق مصرية لتشارك المكتب العالمي للتحقيق في حوادث الطائرات ، مع المكتب الأمريكي للتحقيقات . ـ و على عكس ما توقعه الأمريكان فقد لمس الخبراء المصريون أدلَّة على تواجد لنظام التحكم ـ المشار إليه والذي سبق لأمريكا الإعلان عن التوصل إليه ـ في صلب القضية ، و بالتالي تعهدت أمريكا على دفع التعويضات لركاب الطائرة المصرية وللحكومة المصرية بشرط التحفظ على نتائج التحقيق وبقاء أشرطة التسجيل الصوتية الخاصة بالصندوق الأسود لدى الحكومة الأمريكية . ـ قبل عام 2000 قامت السي آي إي باختراق جماعة القاعدة عن طريق بعض المندسين من خارج الجماعة . ـ في عام 2000م قامت السي آي إي باستدراج جماعة القاعدة التي يرأسها ابن لادن للقيام بتفجيرات في مركز التجارة الدولي وفق خطة مدروسية ومُعَدَّة بعناية ـ دون تحديد موعد محدد على الأرجح ـ ، و ذهبت مجموعة من "الأفغان العرب" إلى الولايات المتحدة لهذا الخصوص و قابلت هنالك بعض العناصر المزدوجة للتباحث حول سائر تفاصيل العمليَّة ، و تم تسهيل حصولهم على دورات متعددة في الطيران المدني بطائرات شراعية . ـ في عام 2001 تشكلت حكومة جورج بوش الحالية ، و كلهم من كبارالعسكريين ، و بدا واضحاً أنَّ هناك ترتيباً لعملٍ عسكريٍ ما ، والقائمة ـ كما هي معروفة ـ ما يلي : 1ـ نائب الرئيس ديك تشيني "وزير الدفاع السابق " . 2ـ كولن باول وزير الخارجية "القائد العام االسابق للقوات العسكريَّة الأمريكية" 3ـ دونالد رامز فيلد "من كبار العسكريين الاستراتيجيين في وزارة الدفاع" . و في نفس الوقت فكلُّهم من أباطرة أسواق النفط [ للمعلومية فأكبر ناقلة نفط في العالم تحمل اسم كونداليزا رايس] . ـ في 11 سبتمبر من عام2001 ارتطمت طائرتان بوينج 747 ببرجي مركزالتجارة بـمانهاتن بنيويوك ، و ارتطمت ـ طائرة ثالثة من نفس الطراز بمبنى البنتاغون ، وتحدثت الوسائل الإعلامية الأمريكية والعالمـيَّة عن إسقاط المقاتلات الأمريكية لطائرة رابعة في بترسبرغ بولاية بنسلفانيا . ـ في اليوم التالي خرج على العالم الرئيس الأمريكي جورج بوش مهدداً بأنه سيزيل الدولة ـ ذات العلاقة بالتفجيرـ من خريطة العالم ، وكان هذ الجزء من السيناريو ضرورياً لأمرين : · إضفاء نوعٍ من الحبكة الدراميَّة ممَّا يزيد من مصداقية الحدث . · أن تتطلَّع دول العالم إلى تبرئة نفسها من التبعيَّة و الابتعاد عن منظور الاتهام ـ دون البحث عن مدى مصداقية الحدث من اصطناعه ـ [و يا روح ما بعدك روح ] ـ وكان هذا الأمر مهماًّ في وقت تتسارع فيه الأحداث فتتعطَّل فيها الرؤية المتكاملة و التحليل الدقيق . ( الاصطياد الزمني ) . ـ لتنفبذ عملية البنتاجون يحتاج الأمر إلى استعمال أسلحة خاصة ليس منها بطبيعة الحال طائرة بوينج 757، فعندما نتأمل بدقَّة ما وقع لا نرى ثقباً منظوراً على واجهة البنتاجون ؟، وإنما نجد أثر مقذوف ضرب المبنى واخترق أقسامه المختلفة وخرج من الجدار ، وتسبب المقذوف في إحداث ثقب قطره متر و80 سنتيمتراً، وفي الوقت نفسه عندما دخل المقذوف مبنى البنتاجون – المبنى الأول- تسبب في اندلاع شعلة كبيرة جداً، وهذا الحريق هو الذي انتشر في الأروقة المتقاطعة داخل المبنى، وهو الذي قتل الضحايا الـ125، هذا الوصف يدعونا إلى التفكير في عدد من الأسلحة، وتفيد شهادات الناس الذين كانوا حاضرين في موقع الحادث: 1ـ شهادة مراقبة جوية تقول أنها رأت على شاشة الرادار الذي كان أمامها ظهور نقطة بطريقة مفاجئة، بدأت تتحرك بسرعة كبيرة باتجاه البيت الأبيض ثم غيرت اتجاهها فجأة نحو البنتاجون ؟، و هذه المناورة بتلك السرعة لا تستطيع أي طائرة مدنية القيام بها، إذن لا يمكن أن يكون ذلك إلا أداة عسكرية ؟ وكذلك تغيير الاتجاه لا يمكن إلاَّ في حالة التحكم الآلي عن بعد . 2ـ شهادات شهود عيان يقولون أنهم رأوا شيئاً ما يشبه صاروخاً جوالاً ذا جناحين ويقول البعض أنه يشبه طائرة صغيرة تتسع لما بين من 8 إلى 12 شخصاً. 3ـ شهادات أشخاص سمعوا ما يشبه صوت طائرة، لكنها ليست طائرة مدنية، وإنما ما يشبه صوت طائرة مطاردة. 4ـ لم ير أحد طائرة البوينغ المزعومة و لم تصورها الرادارات أو الأقمار الصناعية . 5ـ لا يمكن بأي حال لطائرة بوينغ أن تطير بارتفاع منخفض يوازي ارتفاع مبنى البنتاغون المنخفض نسبياً . 6ـ الرادارات سجلت جسماً صغيراً جداً لا يمكن أن يجسِّد إلاَّ صاروخاً موجها (أرض ـ أرض ) . 7ـ الأدميرال (كلارك) الذي يقود البحرية الأميركية كان قد غادر البنتاجون على عجل، كما لو أنه كان يحس أنه مستهدف مباشرة بتلك العملية ؟ 8ـ المبنى المستهدف من البنتاغون كان خالياًُ إذ أنَّه كان يخضع لعملية الصيانة ؟ . إذن : عندما نجمع هذه العناصر يتجه تفكيرنا إلى صواريخ أمريكية موجَّهة متوسطة التقنية تسبب هذا النوع من الأضرار، عندما يركب عليها جهاز تشويش لتعطيل شبكة الصواريخ الاستراتيجية المحيطة بالبنتاجون ، وكذلك رأسٌ من اليورانيوم المنضب ، وشحنة مفرغة ، ومن الواضح أن هذا هو بالفعل ما حدث. و لإطلاق صاروخ على البنتاجون، فإن الجيش الأميركي وحده هو الذي يستطيع فعله، إذن تلك العملية نفذها عسكريون أميركان . ـ بعد أحداث 11سبتمبر 2001م تم توجيه التغطية الإعلامية في جميع الأوساط و الأسواق والأبواق الإعلامية الأمريكية بحيث تستبعد أي طرح إعلامي يلقي الضوء على الأصابع الأمريكية في القضية و لو من طرف خفي ، و إذا تم طرح أي وجهة نظر من ذلك النمط فإنها تُعرض بأسلوب ساخر كنوعِ من الدعاية الماكرة التي تستطيع اختزال أي قضية مهما كانت بديهية . ـ إثر الأحداث توجه الرئيس بوش فوراً إلى لويزيانا وهي مركز قيادة عسكري يقيم فيه رئيس الجمهورية عند الضرورة القصوى ، ومعه الخط الأحمر و شيفرة الأسلحة النوويةالسرية ، وهو مركز معد للصمود أمام أي هجوم نووي سوفياتي على الأرض الأمريكية ؟ . ـ خلال عمليات مانهاتن توقفت أجهزة الإنذار في جميع أراضي الولايات المتحدة ، و خاصة في مبنى البنتاغون المعروف أنه أحصن بناء في العالم ،ومع أن الهجوم عليه كان بعد أكثر من نصف ساعة على الهجوم على مبنى التجارة العالمي . ـ صرح أحد كبار السياسيين العسكريين السابقين في كندا أن حادثة تفجير مانهاتن هو من عمل المؤسسات العسكرية والاستخبارية في الولايات المتحدة الأمريكية ، و لعلَّ هذا التصريح غير الرسمي كان بمثابة تنبيه لحكومة البيت الأبيض على عدم إغفال الحصة الكندية من الكعكة الأفغانية ، و بالتالي كانت "كندا" هي الحليف رقم "2" للولايات المتحدة بعد شريكتها بريطانيا لدى غزو أفغانستان . ـ و في مقابلة لشبكة WGIR للمرشح الرئاسي سابق الذكر ليندون لاروش قال ما نصُّه : ( هذه ليست عملية إرهابية ، بل هي عملية سرية استراتيجية من نوع العمليات العسكرية الخاصة ، ولها مميزات خاصة تشبه في كثير من النواحي العسكرية عملية الميليشيا الأمريكية في تفجير بناية مركز مدينة أوكلاهوما قبل بضع سنوات ) وكانت الولايات المتحدة تعرضت عام 1995 لعملية إرهابية كبيرة عندما انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات لنسف مبنى الحكومة الفيدرالية في مدينة أوكلاهوما سيتي ، وراح ضحيتها حوالي 300 قتيل ، و اتهم العرب والمسلمون ـ بالطبع ـ بالحادث ، ولكن بعد التحريات الواسعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي تم القبض على تيموثي مكفاي الذي اعتوف بتنفيذ العملية ،وهو عضو في إحدى الميليشيات المسلحة التي تعتبر الحكومة الفدرالية قوة يجب تدميرها ، وقد نفذ به الحكم بالإعدام قبل شهرين من أحداث أيلول . ـ جرى بعد ذلمك سحب ملف التحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالية و الذي شارك به قرابة النصف مليون شخص ، و أسندت التحقيقات للبنتاغون كسابقة تاريخية لم تشهدها أمريكا من قبل . ـ جرى اجتماع خاص في البيت الأبيض بمدراء ومؤسسي القنوات الإعلامية ، وتم الإيعاز لهم و تهديدهم بالاقتصار على المعلومات الرسمية من البنتاغون و ذلك للمصلحة الوطنية . ـ و بعد البدء بثلاثين سنة تقريباً من استخدام نظام global hook للتحكم بالطائرات عن بعد TELECOMMANDE" و إثر التحقيق في حادثة "سبتمبر 2001" قال المحققان جوفاليز وكورنس ماي : ( بعد ثلاثين سنة تقريباً تمَّ استخدام هذا الأسلوب بشكل و اضح ودقيق في الطائرات التي قيل أنها اختطفت و قادها إرهابيون لتدمير مبنى التجارة العالمية و مبنى البنتاجون ) القدس العربي ـ 21/3/2002 . ـ تمَّ إثر ذلك قيام حكومة الولايات المتحدة بتجنيد ثوار الشمال (القبوريين) في أفغانستان [ قوات تحالف الشمال فيما بعد ] لضرب حكومة طالبان و القاعدة . ـ قبيل الغزو الأمريكي لأفغانستان تمت تصفية قائد قوات تحالف الشمال المهندس أحمد شاه مسعود على يد المخابرات الأمريكية و عن طريق جهاز هاتف فضائي مفخخ ، و ذلك لقطع الطريق أمام أي تراجع من قِبَل قوات تحالف الشمال . ـ وقدَّمت الولايات المتحدة للحكومة المصرية آنذاك مبلغ ثلاثمائة مليون دولار مقابل الموافقة على "الحرب ضد الإرهاب الدولي" والتكتم على معلومات التحقيق في قضية سقوط الطائرة المصرية . ـ و بعد ذلك جرى ضرب أفغانستان بمباركة و مشاركة أوربية ، بل حتى ألمانيا التي كانت ضد الحرب أرسلت قواتها لضرب افغانستان ، و ذلك قبل انتهاء التحقيق في هجمات منهاتن ، و صرَّح الرئيس بوش منذ بداية الغزو أن هذه الحرب حربٌ صليبية . ـ انتهت التحقيقات الأولية الرسمية في ملف "تفجيرات مانهاتن" دون اتهام رسمي لأي طرف لعدم كفاية و كفاءة الأدلَّة ، و لا يزال الملف مفتوحاً . ـ وجرياً على عادة فخامته المتبعة طلب " الحصَّالة البشرية" الرئيس المصري ثلاثة مليارات دولار من أمريكا كتعويضات عن خسائر مصر من ضرب العراق ؟، وجرى استصدار فتوى طنطاوية من النوع الثقيل بالتضامن مع شعب العراق [ لزوم الطلب إيَّاه ]، إلاَّ أنَّ فخامته اكتفى آخراً بثلاثمائة مليون دولار على شكل قمح و مواد غذائية [ مهجنَّة وراثياً و محرَّمة دولياً ] . ================================================== ======= الفصل الخامس افتح يا "سمسم " لماذا وافق ابن لادن على توجيه الاتهامات الأمريكية للقاعدة عن صلتها بأحداث سبتمبر : مع الأسف فإن الفكر التكفيري و التفجيري في الدول العربية يتم تغذيته إعلاميا ـ و بغفلة تامَّة من القنوات الإعلاميَّة ـ عبر تكريس نظرية " مسؤولية القاعدة عن تفجيرات 11 سبتمبر " ، ممَّا يجسِّد المنفِّذ ـ وهو بالتالي منظمة القاعدة التي يرأسها أسامة بن لادن ـ في صورة البطل القومي بل و أحياناً الرمز الديني لدى كثير من المجتمعات الاسلاميَّة ـ و ربما غير الإسلامية اليائسة كما في دول أمريكا الجنوبية ـ التي تواجه سياساتِ معاديةً للمسلمين والعرب تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية . إنَّ هذا الطرح الساذج لتلك القضيَّة المصيرية يؤجج الفكر التكفيري و التفجيري حينما تُصَوَّر له نجاحات بل انتصارات خيالية حقَّقها أفراد عاديُّون في عقر الدار الأمريكية وفي القلب العسكري لأمريكا "البنتاغون" . ـ مع أن الدلائل والحقائق تدلُّ على عكس ذلك نماماً . ـ بعد الحادي عشر من سبتمبر و إثر الاتهامات الأمريكية للقاعدة أعلن المدعو أسامة بن لادن "سمسم" بأنه ليس له و لا للقاعدة أي علاقة بالتفجيرات ، و لا ننسى أنَّ من عادة القاعدة ـ و كذلك جميع الحركات الجهادية ـ المبادرة فورا بإعلان مسؤوليتها عن الحوادث المستهدفة لمصالح العدو [تذكَّر حادثة تفجير السفارة الأمريكية في كينيا ، و كذلك حادثة تفجير المدمِّرة "كول" ]. ـ إلا أن وسائل الإعلام تجاهلت هذا الصوت القادم من "أدغال" أفغانستان ، ومضت في تكريس المزاعم الأمريكية بمسؤولية القاعدة عن التفجيرات . ـ حين وجد المدعو ابن لادن نفسه مُداناً إعلاميا ، و بعد حشد الأمريكان تحالفاتهم و اعلان النفير الإمريكي للغزو الأفغاني ، و تعلُّقاً بالقشَّة المتاحَـة أعلن حينذاك ابن لادن ـ لكسب التأييد الإسلامي ـ : أن المهاجمين التسعة عشر خرجوا من أفغانستان ؟ إلاَّ أنَّ الأسماء التي ذكرها ابن لادن مأخوذة نصا من تقرير وزارة العدل الإمريكية "النسخة الثانية بعد التعديل" و لم يزِد اسماً واحداً على القائمة . [ تذكَّر ما سبق بيانه من الاستدراج الأمريكي للقاعدة ] . ـ ما ذكره المدعو ابن لادن من كونهم خرجوا من أفغانستان صحيح قطعاً ، إلاَّ أنَّهُ يعلم أنَّ أولئك كانوا كالرهائن في الطائرات التي تدار من خلال تقتية التحكم بالطائرات عن بًُعد . مع العلم أن البعض منهم جرت تصفيتهم من قِبل الحكومة الأمريكية قبل ذلك ، ـ و لعلَّ الطائرة الصغيرة التي سقطت خلال الأحداث ، و التي تجاهلتها وسائل الإعلام أيضاً هي التي كانت تقِـلُّهم ، أو لعلَّ تصفيتهم جرت قبل ذلك بوقتِ يسير ، و لذلك لم تكن أسماؤهم ضمن قائمة الركاب التي أصدرتها منظمة الطيران المدنية الامريكية ، ـ و لذلك أيضاً كان الأفغان العرب يتضاحكون عند استكمالهم اجراءات الركوب ـ كما صورتهم وسائل الإعلام الأمريكية ـ لكونهم حسب اعتقادهم ذاهبين إلى واشنطن لاستكمال إجراءات الإقامة فقط . . ليستكمل الجهازان العسكري و المخابراتي الامريكيان مراسم تدشين الهيمنة الأمريكية على "العالم الجديد" بتفجير برجي مركز التجارة . ـ و ابن لادن كان يعلم بلا شك تفاصيل الخطة المرسومة دون البُعد الزمني الدقيق للعملية ، و لذلك فحسب الأشرطة التي أظهرتها القنوات الإعلامية فقد ذكر المدعو الظواهري كيف أن ابن لادن أخبرهم بُعيد الارتطام الأول بأنَّ الطائرة الثانية في طريقها إلى الهدف ـ لا محالة ـ بعد عدَّة دقائق . الدوافع والكوامن وراء هجمات سبتمبر لماذا تدمِّر أمريكا أحد أبرز معالمها الثقافية : أـ البعدالاقتصادي : :لا شكَّ أن مبدأ التضحية بالقليل سعياً إلى الحصول على مغانم أكبر من أقدم الوسائل التي عرفتها واستخدمتها البشرية ، بدءاً من ذلك الصياد البسيط الذي يضحِّي بأسماكه الصغيرة في مقابل أطماعه باصطياد الأسماك الضخمة ، أمَّا في مجال السياسة الدولية فهذا مبدأ تداولته الدول على مرِّ عصورها ، إلاَّ أن الولايات المتحدة لها قصب السبق في هذا المجال . ففي الحرب العالمية الثانية ( 1941ـ 1945م ) حين أرادت الولايات المتحدة ضرب اليابان بالقنبلة النووية ـ وذلك رداًّ على الرئيس الروسي " جوزيف ستالين" و الذي كان يشكِّك في توصُّل الولايات المتحدة إلى صنع القنبلة النووية و التحاقها بركب الدول النووية بعد روسيا [ فبريطانيا بقنبلتها الهيدرجينية ، ففرنسا ، فالصين ] جعلت مرافئها في "بيرل هاربر" في الولايات المتحدة مكشوفة أمام القوَّات اليابانيَّة ، و بالتالي انطلت المكيدة على اليابان والتي لم تتوانَ ـ بالطبع ـ في ضرب ذلك الهدف السهل . ولكن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستردُّ رداًّ شديداً ممَّا حدا باليابان ـ خوفاً من الردِّ النووي ـ أن تعلن استسلامها المطلق دون شروط ، إلاَّ أنَّ الولايات المتحدة فاجأت اليابان و العالم بالقنبلتين النوويتين الشهيرتين والتي أطلقتا على هيروشيما و ناجازاكي بعد توقيع اليابان لمعاهدة الاستسلام ـ مع الولايات المتحدة و الحلفاء ـ بثلاثة أيام . ـ و في عام 1961 م افتعلت أمريكا حادثة قتل الجنود الأمريكان في خليج "كوبا"أو ما عرف باسم "خليج الخنازيز" ، وقدوصلت الأزمة بين البلدين إلى حد التحضير الأمريكي لغزو كوبا ، إلا أن الرئيس "كينيدي" الذي تولَّى الرئاسة خلال الأزمة قام بإطفاء الفتيل واحتواء الحدث ، ممَّا أشعل نيران الحقد عليه من قِبَل فصيل العسكريين الصناعيين ، و ممَّا زاد الطين بِلَّةً أن الرئيس الأمريكي أوقف صفقة شراء الجيل الأول من طائرات الفانتوم ـ :"الشبح"ـ بعد أن كانت الصفقة قد قطعت مراحلها الأخيرة، و كان يقف حجر عثرة أمام الغزو الأميركي لفيتنام ، وبالتالي كان لا بدَّ من تصفيته على يد "المجمَّع العسكري الصناعي" ، ليأتي من بعده الرئيس جونسون ، و الذي قاد الجحافل الأميركية ـ كما كان متوقعاً ـ لغزو فيتنام . ـ و لكن هناك أمرٌ يجب التنبه إليه جيِّدا ، و أقصد كون العمر الافتراضي للتقنية العامَّة لبرجي مركز التجارة الدولي ـ و المُنشأ خلال حقبة الخمسينات ـ كان قد انتهى [ ليس المقصود عمر المبنى ]. إذ أن تحديث المبنى بحيث يكون مواكباً للتقنيات الجديدة ـ بحكم طبيعة التخصص التقني والمعلوماتي للمركز ـ كان سيكون مكلفاً جدا ، و بالتالي فإن إزالته و بناءه من جديد ستكون أقل تكلفة وأجدى بكثير من محاولة تحديثه ـ بشرط أن تكون إزالته بنظام التفجير الفراغي الداخلي ـ . و لكن استعمال هذا النظام متعذِّر بسبب ضخامة حجم المبنى حيث ستؤدي نزول أنقاضه الهائلة إلى تصدُّع أو تهدُّم جميع البنايات المقامة حوله ، وهذا سيجر المسؤولين إلى قائمة طويلة من الملاحقات القضائية والتعلقات المالية . و لذلك كان من المفيد جدا تهدم المبنى عن طريق الارتطام الخارجي و الذي سيختصر كثيراً من الوقت و الجهد و المال ، [بل إن إزالة أنقاض المبنى بعد تهدمه تمَّ عن طريق الدفاع المدني و ثلاثين ألفاً من المتطوعين المدنيين ] ، و كعادة الأمريكان في اهتبال الفرص فقدتمَّ ادراج مبنى الـ cia في الجدول التنفيذي . ـ وهذا يفسِّر عمليات بيع أسهم مركز التجارة الدولي في منتصف عام 2000 م ، و في المزاد العلني . ـ و يفسِّر أيضاً طرح كثير من الأسهم المصرفية و المعلوماتية إلى سوق التداول و بأقل من القيمة الراهنة للسهم ـ آنذاك ـ في شهر 8 من العام 2001 م ، و من أشهرها عملية بيع أسهم شركة التأمين التي تؤمِّن لمركز التجارة الدولي ، و بيع أسهم شركات الطيران ، و بيع جميع أسهم بنك "باكيري" ، في ما عرف باسم" المزاد الكبير" ـ في أوائل 2002 م كتب الصحفي الأمريكي جوزف كليفورد تحت عنوان" إنَّه النفط" ما خلاصته : ( يوجد من البترول في محيط بحر قزوين ما قيمته أكثر من ستة تريليون دولار وهو أكثر من الموجود في السعودية ، لكنَّه يحتاج إلى خط أنابيب بطول ألف ميل من بحر قزوين إلى الخليج العربي عبر أفغانستان ، وقد أنفقت شركة"يونوكال" الأمريكية عشرة بلايين دولار على الدراسات الجيولوجية لبناء هذه الأنابيب ،وحضر قادة طالبان إلى تكساس عام 1988م للتفاوض معها على ذلك ، لكن طالبان عدلت عن رأيها عام 1999م ، و منحت مشروع الأنابيب لشركة من ا لأرجنتين ، وصرَّح جون ماريسكا نائب رئيس يونوكال أمام الكونغرس : "لا خط أنابيب حتى تزول طالبان و تأتي حكومة صديقة " . بعد11 أيلول 2001 غزت الولايات المتحدة أفغانستان و طردت حركة طالبان من الحكم وألَّفت حكومة جديدة برئاسة "كرازي" الذي كان موظفاً لدى شركة "يونوكال" نفسها ،و أعلنت الحكومة الأمريكية في 32/1/2002م أنها ستدعم مشروع إنشاء خط الأنابيب عبر أفغانستان ،كما أعلن الرئيسان : ( مشرف ـ باكستان) و(كرازي ـ أفغانستان) الاتفاق على بناء خط أنابيب من وسط آسيا لباكستان عبر أفغانستان ) و من المعلوم والمؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد قررت غزو أفغانستان وإنهاء حكم طالبان قبل 11 أيلول 2001 وقد كشف عن بعض هذه الخطط والترتيبات في حزيران 2001 ،وكانت النفقات العسكرية قد زادت في ميزانية الولايات المتحدة لعام 2001 أكثر من خمسين مليار دولار و لا يمكن أن يقع ذلك إلا إذا كان هناك قرار بعملية عسكرية كبيرة مثل غزو أفغانستان ب ـ البعد الاستراتيجي ـ جدلية الصراع الدولي : يقول أحد الكتاب الاقتصاديين: ( في كل مرَّة نخوض فيها حرباً ينتعش اقتصادنا ) وهذا ما تؤكده الاحصائيات الرسمية بعدكل حرب خاضتها الولايات المتحدة ،و لذلك ظهرت الحاجة بعد اندحار الشيوعية و سقوط الاتحاد السوفيتي إلى البحث عن عدو استراتيجي جديد ، وأعلنت جينكير باتريك مندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة أن العدو التالي هو: الأصولية الاسلامية . ـ كما أعلن حلف الأطلسي في 21/2/1992م ( أن الأصولية الإسلامية هي العدو القادم ) . ـ و ساهم في صياغة العقيدة العسكرية الجديدة فوكوباما" في كتابه "نهاية التاريخ" و هانتغتون في " صراع الحضارات". ـ وتشكَّل تيار كبير يضمًُّ خبراء استراتيجيين من أمثال هنري كيسنجر و "زبيغينيو بريجنتسكي" وزعماء سياسيين كثيرين تساندهم مؤسسات إعلامية عريقة :ـ "واشنطن بوست" و" نيوزويك" ،و"سي إن إن " و " الديلي تيليغراف " بالإضافة إلى مؤسسات فكرية تلاقت جميعها على تبني عقيدة عسكرية تتخذ من الإسلام عدوا استراتيجيا كما كانت الشيوعية في منتصف القرن الماضي ،وتنادي بأنَّ الحرب ضرورة أخلاقية، وهذا هو خلاصة الرسالة المفتوحة التي وقعتها ستون شخصية أمريكية و وجهتها إلى المسلمين بعد أحداث أيلول تأييداً لغزو فغانستان . ج ـ البعدالديني : علاقة الطائفة المسيحية الصهيونية بما يحدث في العالم: ـ في 20/10/ من عام 1999 م ذكرت صحيفة الواشنطن بوست نقلاً عن تقرير ـ في أربعين ورقة وزِّع في حينه على العالم ـ صادر من مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي : ( أنَّ المتطرفين المسيحيين ؟ الأمريكيين يستعدون للقيام بأعمال عنف كبيرة في بداية القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة ، وأن هذا العنف المتوقع سيكون راجعاً لاعتقاد الذين يؤمنون بالإنجيل بأن نهاية العالم ستكون في الألفية الثالثة ، وأن عدداً من المنظمات الدينية التي تنتظر يوم الدينونة 2000م خزنت أسلحة في مخابئ سرية بغية تنفيذ اعتداءات تستهدف قواعد للجيش الأمريكي ، ومكاتب الأمم المتحدة والسكان السود والأقليات العرقية ، و لذلك فقد طلب مكتب التنحقيقات الفيدرالي من أجهزة الشرطة المحلية مراقبة الميليشيات المتطرفة و الطوائف التي يمكن أن تستغِلَّ حلول عام 2000م للقيام بأعمال إرهابية أو عمليات انتحار جماعي ) . و ربما لا يبدو هذا الخبر متعلقا بموضوعنا الأساسي فهي منظمات مسيحية تستهدف أعداء المسيح ، و لكن إذا علافنا أن الرئيس بوش وجميع معاونيه و أعضاء الكونغرس و مجلس الشيوخ الأمريكيين من أتباع هذه الطائفة ندرك قوَّة الارتباط . [ مثال : مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليسا رايس هي ابنة راهب من أعضاء الطائفة المسيحية المتصهينة ]. و أخيرا قطعت جَهِيزةُ قولَ كلِّ خطيب ـ خلال الحملة الانتخابية الحالية للمرشَّح الأمريكي جون كيري وجَّه اتهامات صريحة [ وموثَّقة] للبيت الأبيض الأمريكي أنه كان يعلم بهجمات سبتمبر قبل حدوثها بمدَّة كافية ، و على إثر ذلك جرى اتفاق مع البيت الأبيض من قبِلَ لجنة خاصة من "الكونجرس" الأمريكي على استجواب مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس بشرط عدم اسنجواب أي مسؤول آخر من البيت الأبيض . ـ إثر تداعيات التحقيق في قضية هجمات مانتهاتن و أسباب الغزو العسكري الأمريكي لأفغانستان اضطر البيت الأبيض ـ يوم الجمعة 12/2/1425هـ الموافق 2/4/2004م ـ لنشر وثائق تثبت أن الرئيس أمَرَ قبل أسبوع واحد من هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 بخطط شاملة للقيام بعمل عسكري ضد القاعدة. ودعا ـ في ذلك الوقت ـ الأمرُ الرئاسي الموجَّه إلى وزير الدفاع دونالد رمسفيلد للتخطيط لخيارات عسكرية ضد أهداف طالبان والقاعدة في أفغانستان، بما في ذلك الزعامة والقيادة والتحكم والجو والدفاعات الجوية والقوات البرية والإمدادات والتموين. ـ وتزامن نشر هذه الوثائق مع موافقة البيت الأبيض على أن تدلي مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس بأقوالها علانية ـ في الثامن من شهر 4/ 2004م الحالي ـ أمام لجنة التحقيق المستقلة في تلك الهجمات بعدما كان البيت الأبيض مُصِراًّ من قبل على أن تتحدث كوندوليزا رايس أمام اللجنة بشكل سري. ـ وقد اعترفت مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس خلال ذلك التحقيق أن البيت الأبيض كان قد تلقى معلوماتٍ بشأن اعتداءات سبتمبر ، و ذلك قبل الحادثة بشهر ! إلاَّ أن البيت الأبيض لم يحمل ذلك على محمل الجد ؟. و اعترفت مسؤولة الأمن القومي كونداليزا رايس أن الرئيس بوش تجاهل تهديدا مُلِحًّا من جانب القاعدة قبل هجمات سبتمبر/أيلول ورَكَّزَ على العراق. "وشهد شاهدٌ من أهله ": ـ واعترف أيضاً وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي يقوم بزيارة لبرلين لمحطة تلفزيون "زد دي إف " الألمانية بمعرفة إدارة بوش المسبقة لتلك الهجمات ، إلاَّ أن إدارة بوش ـ في اعتقاده ـ فعلت ما في وسعها حسب ما كانت تعرفه عن الوضع في ذلك الوقت ! المصدر : الجزيرة http://www.aljazeera.net/news/america/2004/4/4-2-7.htm و أيضاً بوش يعترف : و اعترف الرئيس بوش مؤخرا بأنه استلم مظروفاً ؟ يحذِّر من وقوع هجمات على برجي مركز التجارة ، وذلك قبل حدوث الهجمات بأسبوع ؟ ـ ولا تزال الأدلَّة تتوالى يوماً بعد يوم على معرفة البيت الأبيض المسبقة بـهجمات سبتمبر ، إلاَّ أن الخلاف داخل الساحة الإعلامية الأمريكية لا زال يدور حول ضلوع البيت الأبيض والبنتاغون في التخطيط المسبق لتلك الهجمات من عدم ذلك . و ماذا بعـد : وأخيراً اعترف البيت الأبيض أن الرئيس جورج بوش طلب من وزير دفاعه في نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 وضع خطة حرب ضد العراق، بعد أسبوعين من إعلان الولايات المتحدة الحرب على أفغانستان. وأفادت الصحيفة أن بوش اتخذ قراره بشن الحرب في يناير/ كانون الثاني عام 2003 ولكنه أحجم عن إعلان الحرب لمدة شهرين تحسبا للتداعيات السياسية لمثل هذا القرار على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. تصريح الرئيس بوش يحل الإشكال : قد يقول البعض إن هذه السياسات التي ذكرتها طويلة الأمد لا تنسجم مع كون حكومات البيت الأبيض حكومات مؤقتة ، و بالتالي فإن سياساتها متغيرة ؟ فلندع الرئيس الأمريكي "بوش" نفسه يجيب على هذا السؤال ، فقد صرح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في عام 2002م لمجلس الشيوخ الأمريكي أن الولايات المتحدة تُحكم ـ بضم التاء ـ من قِبَل مجلس أعلى سِـرِّي ، و قد فغر الحاضرون أفواههم دهشة لهذا التصريح [ فما هذا المجلس الذي يحكم أمريكا و هم لا يعلمون عنه شيئا! ] . و قد نقلت و سائل الإعلام العالمية هذا الخبر و حوله أكثر من علامة استفهام بوصفه "خبر القرن" ، إلاَّ أن الموضوع تجاهلته بعد ذلك وسائل الإعلام " كأن لم يُقَـلْ " وجرى التكتم عليه ، على عكس التغطية الإعلامية الكاملة لوفاة كلبة الرئيس بوش . و"بوش" لم يأت بجديد في هذا المجال ، فهذه الفكرة حول كون أمريكا محكومة بحكومة خفية يهودية صهيونية ـ بل و كذلك العالم الغربي ـ ليست جديدة بل مطروحة منذ زمن [انظر على سبيل المثال ( "بروتوكولات حكماء صهيون " ، "أحجار على رقعة الشطرنج" وليم غاي كار ، "حكومة العالم الخفية " ، "الروتشيليديون" ، "اليهودي العالمي" فورد ] . بل و أن هناك تغلغلات يهودية إسرائيلية ونفوذ إسرائيلي قوي داخل حكومة البيت الأبيض ـ انظر كتاب : "من يجرؤ على الكلام " . إذ أن أمريكا دولة تسيرها شركات كبرى يملكها أباطرة المال اليهود و الصهاينة ، ممَّا يجعل التأثيرات الإسرائيلية على الحكومة الأمريكية مباشرة و قويَّة حتى على الانتخابات الرئاسية و تشكيلات المجالس البرلمانية . قناة الجزيرة القطرية ودورها الإعلامي المشبوه : قبل عشر سنوات تقريباً و بعد الانقلاب الشهير الذي قام به الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بتسيق ودعم أمريكيين كان لابد من الوفاء بالالتزامات التي قطعتها الحكومة الجديدة للشريك الأمريكي . ومن ذلك : 1ـ السماح بإقامة قاعدة أمريكية دائمة في قطر . 2ـ توسيع هذه القاعدة بتدرج مرحلي لتكون أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة . 3ـ الانفتاح المطلق للدولة أمام قنوات التغريب ومفردات الثقافة الأمريكية بشكل خاص عبر الوسائط الحكومية أو مؤسسات المجتمع ، و من ذلك رفع يد الرقابة عن الفنادق و السياحة بوجه عام ، بل فتح الباب أمام المهرجانات العالمية و الدولية ......... ألخ . 3ـ القيام بـ (إصلاحات جذرية ؟ ) ، مثل الحكم من خلال "الدستور" ( القوانين الوضعية ) واستبعاد الشريعة الإسلامية بطريقة مرحلية . 5ـ المسارعة في تطبيع العلاقات القطرية مع الكيان الإسرائيلي ، بل و انفردت قطر بكونها الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت على أرضها المكتب التجاري الإسرائيلي ، متخطِّيةً بذلك الدول التي سبقتها منذ مدَّة بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي مثل مصر والأردن . 6ـ السماح ببث قناة الـ bbc البريطانية من الأراضي القطرية ، والتي ستتخذ اسما عربيا ، كان فيما بعد قناة "الجزيرة" الفضائية . وقد يستغرب البعض ذلك ، حيث أن "الجزيرة" كثيراً ما تشاكس السياسة الأمريكية ، كما حدث خلال ضرب أفغانستان أو العراق ، لكن قد يزول العجب إذا علمنا أن قناة "الجزيرة" تخدم السياسة البريطانية أولا ، ثم التحالف البريطاني الأمريكي ثانياً ، وبالتالي ففي حالة تقاطع المصالح البريطانية و الامريكية فإن القناة تتحدث باللهجة البريطانية ، ـ مثال ذلمك إغضاء القناة عن عمليات التصفية التي يتعرض لها أهل السنة في الجنوب من قبل الشيعة بحماية ودعم من قبل القوات البريطانية ـ ، و كثيراً ما تلجأ السياسة البريطانية ـ لا سيَّما عند ما تستشعر تهميشها من قبل الأمريكان ـ إلى استخدام قناة "الجزيرة" للضغط على البيت الأبيض . [ لاحظ حجم الأرشيف المعلوماتي الهائل للحقبة الاستعمارية البريطانية في العالم العربي و الإسلامي لدى هذه القناة !] ـ حاولت أمريكا عقب الانقلاب القطري مباشرة فرض الوزير القطري الدكتور العطية على مجلس التعاون الخليجي ليكون أمينا عاماً للمجلس [تمهيدا لعملية ثعلب الصحراء عام 1998م ]، متجاهلةً الجدول الزمني المسبق لأمانة المجلس ، و كان الدور آنذاك للملكة العربية السعودية ، و التي لم ترضخ لتلك الضغوط ، و بالتالي تولى أمانة المجلس الدكتور الحجيلان ، ليأتي بعد ذلك دور الأمين العام القطري بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ . [ يعتبر الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية والدكتور العطية الأمين العام لمجلس التعاون والدكتور العطية وزير البترول أسماء أمريكية راسخة في الحكومة القطرية ]. ـ جرى سحب جميع مشاريع استخراج الغاز الطبيعي من الشركات الألمانية ، و تم إسناد جميع أعمال التنقيب والاستخراج والتصدير إلى شركات أمريكية ، و انجـرَّ هذا الإجراء بعد ذلك إلى كثير من المشاريع الحكومية المتنوعة . ـ جرت بعض التطاولات من قبل الحكومة القطرية على الحدود المشتركة مع المملكة العربية السعودية ، و لعلَّ ذلك كان بهدف توسيع مقر القاعدة الأمريكية الجديدة "العُـديد" ، والتي ستقام فيما بعد في "السيلية" . الفصل الخامس إضــاءة ": ومن أجل معرفة الحقيقة : كلِّ الحقيقة ، فلنقرأ نص المقابلة التي أجراها مذيع قناة "الجزيرة" فيصل القاسم مع الفرنسي تيري ميسان صاحب الكتاب الشهير "الخديعة الكبرى" و الذي كان أحد المحققين التابعين لهيئة الأمم المتحدة للتحقيق في تفجيرات "11 سبتمبر " . ---------------------------------------------- الأهداف الحقيقية وراء كتاب الخديعة الكبرى د. فيصل القاسم: سيد ميسان كيف ترد على الذين يتهمونك بأنك لا تهدف من وراء هذا الكتاب إلا إلى خلق بلبلة إعلامية، أو فرقعة إعلامية على مبدأ خالف تعرف، يعني هذا هو الهدف الأول والأخير من كتابك؟ تيري ميسان : إذا كنت قد كتبت هذا الكتاب فما ذلك إلا لأننا كنا ، اكتشفت من خلال التحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عناصر رهيبة تدعوني إلى الاعتقاد بأن الجناة ليسوا أولئك الذين أشير إليهم، وأنه يجري تهديد السلام العالمي بعدد كبير من الأكاذيب، أنا كتبت هذا الكتاب ( الخديعة الكبرى ) لأنه علينا الدفاع عن السلام، هذا كل ما في الأمر. فأنا لم أحقق في عملية البنتاجون فقط، ولكن يحصل إنه إذا لاحظنا تلك العملية، سنكتشف وجود كذبة كبيرة جداً، وفي حقيقة الأمر يستطيع أي شخص يوجه انتباهه جيداً أن يكتشف وجود تلاعب، فبسبب السهولة التي نستطيع بها تفكيك العملية الأميركية، كان اهتمامي أنا أكبر بالبنتاجون لأن أي واحد منا يمكن أن يرى ذلك بأم عينيه فحسب وزارة الدفاع الأميركية فإن طائرة بوينج 757 التي فقد لها أي أثر لها فوق أوهايو تكون قطعت 500 كيلو متر فوق التراب الأميركي من دون أن تكتشفها الردارات المدنية، ولا العسكرية ولا الطائرات المطاردة التي أرسلت في أثرها، ولم تكتشفها حتى الأقمار الاصطناعية التي كان من المفترض أن تراقبها، 6 طائرات كان من المفترض أن تصل أمام البنتاجون، وتحط على مدرج الحوامات، وتنبو عن المدرج فتصدم الطابق الأرضي من البنتاجون متوغلة تماماً، حسب كلام وزارة الدفاع الأميركية، لكن إذا أمعنا النظر في هذه الصورة التي هي أولى صورة التقطت مباشرة بعد دقائق فقط من الهجمات، فإنك ترى سيارات الإطفاء وهي تصل، لكن الإطفائيين لم يكن لديهم الوقت للنزول، إذن سيارات الإطفاء كانت تتحرك ومبنى البنتاجون لم ينهار؟ ورغم ذلك يقال لنا أن طائرة وزنها 15 طناً بسطة جناحيها 38 متراً اخترقت هذا المكان، حيث أشير الآن من هذا الثقب الذي لا يكاد يرى ، إن أي واحد يستطيع أن يكتشف أن هذا غير ممكن. تورط جهات داخلية في تدمير مبنى البنتاغون : د. فيصل القاسم: إذن في هذه الحالة لا يمكن الحديث عن سقوط طائرة على مبنى البنتاجون بل كان هناك يعني كما تزعم عمل إرهابي من الداخل ربما من خلال صاروخ ؟. تيري ميسان: فعلاً، لأنه لتنفيذ عملية كتلك، وقد وقعت عملية بالفعل أودت بحياة 125 شخصاً من أجل تنفيذها احتاج الأمر إلى استعمال أسلحة خاصة ليس منها بطبيعة الحال طائرة بوينج 757، وفي الواقع عندما نلاحظ ما وقع لا نرى ثقباً منظوراً على واجهة البنتاجون ؟، وإنما أثر مقذوف ضرب المبنى واخترق أقسامه المختلفة وخرج من الجدار وتسبب المقذوف في إحداث ثقب قطره متر و80 سنتيمتراً، وفي الوقت نفسه عندما دخل المقذوف مبنى البنتاجون –أقصد العمارة الأولى- تسبب في اندلاع شعلة كبيرة جداً، وهذا الحريق هو الذي انتشر في الأروقة المتقاطعة داخل المبنى، وهو الذي قتل الضحايا الـ125، هذا الوصف يدعونا إلى التفكير في عدد من الأسلحة، وتفيد شهادات الناس الذين كانوا حاضرين في موقع الحادث: 1ـ عندنا مثلاً شهادة مراقبة جوية تقول إنها رأت على شاشة الرادار الذي كان أمامها ظهور نقطة بطريقة مفاجئة، بدأت تتحرك بسرعة كبيرة باتجاه البيت الأبيض ثم غيرت اتجاهها فجأة نحو البنتاجون، إننا نعرف أن القيام بمناورة بتلك السرعة لا تستطيع أي طائرة مدنية القيام بها، إذن لا يمكن أن يكون ذلك إلا أداة عسكرية. 2ـ عندنا كذلك شهادات شهود العيان يقولون أنهم رأوا شيئاً ما يشبه صاروخاً جوالاً ذا جناحين ويقول البعض إنه يشبه طائرة صغيرة تتسع لما بين من 8 إلى 12 شخصاً. 3ـ كما أن لدينا شهادات أشخاص سمعوا ما يشبه صوت طائرة، لكنها ليست طائرة مدنية، وإنما ما يشبه صوت طائرة مطاردة. إذن : عندما نجمع هذه العناصر يتجه تفكيرنا إلى عدد من الأسلحة، واليوم يوجد آخر طراز من الصواريخ التي قد تسبب هذا النوع من الأضرار، عندما يركب عليها رأساً من اليورانيوم المنضب وشحنة مفرغة، ومن الواضح أن هذا هو ما حدث، لكن لإطلاق صاروخ على البنتاجون، الجيش الأميركي وحده هو الذي يستطيع فعله، إذن تلك العملية نفذها عسكريون أميركان، لقتل عسكريين أميركان آخرين. د. فيصل القاسم: في الوقت نفسه سمعنا بأن يعني المقر الذي سقط فوقه الصاروخ أو سقط داخلة الصاروخ أو الطائرة أو يعني لا ندري بالضبط، كان تحت الإصلاح ولم يكن فيه كثير من الأشخاص، على عكس ما قيل في الرواية الأميركية ؟. تيري ميسان: أعتقد أنه وقع اختيار محدد للهدف، فمن البديهي أنه لو أريد مهاجمة (رامسفيلد) وقيادة الأركان كان من اللازم ضرب منطقة أخرى من المبنى، لكن القسم الذي اختير كان يخضع لأعمال صيانة ؟ ، حيث كان يُعَد لأن يستقبل مقرَّ "المنظومة الجديدة لقيادة البحرية الأميركية"، وحصل أنه مباشرة بعد العملية، التحق القادة السامون بالمخبأ المحصن الذي يوجد في مركز القيادة، الأدميرال (كلارك) الذي يقود البحرية الأميركية كان قد غادر البنتاجون على عجل، كما لو أنه كان يحس أنه مستهدف مباشرة بتلك العملية ؟ د. فيصل القاسم: إذن باختصار يعني إذا تركنا موضوع البنتاجون لا يمكن أن نقول إلا أن هناك أيادٍ أميركية وراء ضرب هذه المنشأة ؟ . تيري ميسان: إنهم أميركيون هاجموا أميركيين آخرين، إنه مشكِلٌ أميركي داخلي. د. فيصل القاسم: في هذه الحالة، يعني ما مصلحة هؤلاء الأميركيين الذين تزعم أنت بأنهم استهدفوا البنتاجون في ضرب هذا الرمز المهم في أميركا يعني، ما هذا الكلام لا يمكن أن يصدق بأي حال من الأحوال ، أن يقدم عسكريون أميركيون أو متطرفون أميركيون على ضرب يعني الرمز العسكري أو الشرف العسكري الأول في أميركا، هذا الكلام لا يمكن أن يصمد أمام المنطق. تيري ميسان: إنهم لم يضربوا رموز القوة الأميركية كلها، وإنما ضربوا عدداً منها فقط، كنت أقول أنهم هاجموا مركز القيادة الجديدة للبحرية، وبالنسبة لهجمات نيويورك وواشنطن، يعتقد الجميع أن الهدف كان هدم البرجين، ولم يرَ أحد ما كان يجري بالقرب منهما، لقد كان البرجان يأخذان بالألباب، في حين أن بجنبهما مبنى ثالث ينهار من دون أن ينتبه إليه أحد، لم تصدمه طائرة ذلك المبنى الثالث ؟ ولم يوجد سبب لانهياره ؟ ، لقد تعرض للتخريب بفعل حريق قبل ذلك ثم انهار، في ذلك المبنى كانت توجد قاعدة سرية للـC.I.A، بل أهم قاعدة للـC.I.A، وبدفع من (بيل كلينتون) تحولت أهداف الاستخبارات الأميركية من أهداف عسكرية استراتيجية إلى أهداف التجسس الاقتصادي ، إذن نرى أن الهجمات نفذت ضد البحرية، وضد أولئك الذين أعادوا توجيه مهام الاستخبارات وأضروا بالمجمع الاقتصادي العسكري الأميركي، إنها عداوة أميركية داخلية انتهت باختصار المجمع العسكري الصناعي الذي حصل على ميزانية عسكرية غير مسبوقة، قدرها 396 مليار دولار، أي ما يعادل 25 ميزانية عسكرية لأكبر الجيوش في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية. د. فيصل القاسم: لكن يعني هناك من يرد على هذا الكلام في الواقع ، يعني عندما يقوم مجموعة من الأميركيين بعمل مثل هذا، فإنهم يعطون الانطباع لبقية العالم بأنه بإمكان أي شخص أو أي مجموعة أن تنال من هيبة أميركا ومن قوة أميركا، ومن المراكز الحساسة في أميركا، وهذا شيء خطير للغاية، لا يمكن أن نصفه بأي حال من الأحوال بأنه مجرد عمل استعراض للحصول على ميزانية أكبر، يعني هذا المنطق يعني لا يمكن أن نبلعه بسهولة ، يعني نريد مزيداً من المال نضرب البنتاجون ، يعني هذا لا يمكن أن نستوعبه تماماً. تيري ميسان: نخطئ إذا اعتقدنا أن الولايات المتحدة ضعيفة، ونخطئ كذلك إذا اعتقدنا أن الأمر متعلق بالمطالبة ببضعة مليونات من الدولارات الإضافية، إن ميزانية الولايات المتحدة في المجال العسكري أصبحت غير متناسبة تماماً، ولرفع هذه الميزانية تطلب الأمر إغلاق منشآت اجتماعية ومستشفيات، وستنخفض القدرة الشرائية للفقراء في الولايات المتحدة في الأعوام القادمة، ليتم التمكن من تمويل هذا الجهد التسلحي، إن مشروع الجيش الأميركي هو تطوير جيش فضائي، وكما تعرفون يوجد جيش بري وجوي والبحرية وأصبحت الولايات المتحدة تريد جيوشاً فضائية، وأن تكون هي الوحيدة التي تمتلك ذلك، وكما يقول هؤلاء الجنرالات سيكون للولايات المتحدة سيطرة عسكرية كاملة ونهائية على العالم، والبنتاجون هو واحد من المباني الأحسن حماية في العالم مثل البيت الأبيض كذلك، كما أن نظام الحماية الجوية أعيد تشكيله تماماً في السنوات الأخيرة بعد مغامرة غريبة حطت خلالها طائرة صغيرة في حديقة البيت الأبيض، ومنذ ذلك الحين، تم تركيب 5 بطاريات صواريخ على سطح البنتاجون، فلو وصلت طائرة ركاب أمام البنتاجون لأسقطتها تلك الصواريخ حالاً، في حين أنه لو استعمل صاروخ من آخر جيل من أجيال الصواريخ يستطيع أن يحمل منظومة تشويش كالتي تصنعها الولايات المتحدة، فلذلك يجعل الحماية الحالية للبنتاجون غير فعالة، إن هذا مؤشرً إضافي على أن الهجوم لم ينفذه سوى عسكريين أميركيين . تفجير برجي نيويورك.. أسبابه ومدبروه : د. فيصل القاسم: طيب، إذا انتقلنا من موضوع البنتاغون إلى تفجير برجي مركز التجارة الدولي، يعني تسمع أشياء غريبة عجيبة في كتابك، مثلاً نقول بأن الطائرتين لم يكن على متنها أي انتحاريين بأي حال من الأحوال، وهناك دلائل -كما تقول في الكتاب- على أن هناك أشخاصاً كانوا يوجهون هذه الطائرات من خلال أجهزة تحكم عن بعد من الأرض، وأنه من الصعوبة بمكان لتلك الطائرتين أن تخترقا البرجين بهذه الطريقة من دون إسناد أرضي، فكيف توصلت إلى هذه النتيجة الغريبة العجيبة أيضا ؟ تيري ميسان : يستطيع أي أحد أن يلاحظ أن الطائرتين اللتين صدمتا البرجين قامتا بمناورات شديدة التعقيد، حتى تضربا البرجين في وسط الواجهة بالذات، يمكن أن نتساءل كيف أمكن للخاطفين الذين تدربوا عدداً معيناً من الساعات على جهاز محاكاة الطيران، أن يقوموا بمناورات بذلك التعقيد، وهذا يقودنا للتفكير في هوية الخاطفين، وزارة العدل الأميركية خرجت علينا حالاً بقائمة عليها أسماء 19 انتحارياً، كيف أمكنهم إعداد تلك القائمة ؟ وكيف استطاعوا التعرف على وجود 19 شخصاً ؟ في الحقيقة عندما ننظر في قائمة الركاب التي تقدمها شركات الطيران لا نجد عليها أي اسم من أسماء الانتحاريين الـ19؟ ـ ثم إن القوائم غير مكتملة لأنه لا يوجد أسماء من ركبوا الطائرة في آخر لحظة، عندنا العدد الحقيقي للمسافرين، وتوجد أماكن شاغرة شغلت في آخر لحظة، لكنها ليست كافية ليتمكن الانتحاريون الـ19 من الركوب جميعاً في آخر لحظة، هذا أولاً. ـ وثانياً: عندما نلقي نظرة على هذه القائمة بالذات، نرى أن عدداً من الأسماء التي عليها هي لأشخاص لا يزالون علي قيد الحياة، إذن هم لم يكونوا على متن الطائرات، فما هي تلك القوائم؟ إنها قوائم اختلقتها وزارة العدل الأميركية ومن هنا يثار سؤال جديد، هل كان من اللازم أن يوجد قراصنة جويون؟ أو هل لأولئك هوايات أخرى؟ هنا نكتشف وجود نوع من التكنولوجيا اسمها global hook طورتها وزارة الدفاع الأميركية منذ عام 97 تسمح بالتحكم عن بعد في طائرة ركاب انطلاقاً من الأرض رغم إرادة الطيارين، وفي ظروف كهذه نرى أن الخاطفين لم يكن من الممكن أن يكونوا في الطائرات، وكان من الممكن قيادة تلك الطائرات عن بعد، ربما –أقول- لم يكن أي خاطف على متن الطائرات. د. فيصل القاسم: إذن في هذه الحالة أنت يعني توافق مع ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية بعد الحادث، قالت بالحرف الواحد: إن قائمة ركاب الطائرتين لم يكن عليها ولا اسم عربي واحد، لم يكن هناك عرب بأي حال من الأحوال ولا مسلمون حسب رواية "الغارديان" إذن أنت مع هذا الطرح؟ تيري ميسان : أنا لا أعرف ما إذا كان في الطائرة ركاب عرب، ولا أرى في الوقت نفسه ما يدعو وزارة العدل الأميركية إلى هذا الادعاء لا يوجد مؤشر واحد على ذلك، وإذا كان ما تقوله وزارة العدل صحيحاً فلماذا لا يوجد مؤشر واحد؟ د. فيصل القاسم: في الوقت نفسه سيد ميسان يعني تقول إن الإطفائيين قد سمعوا انفجارات في أساسات البنايتين، وبناء على هذه المعلومات فتح ملف تحقيق جديد، واستناداً إلى خبير دولي معروف في معهد المكسيك الجديد للألغام والتكنولوجيا، وهو (فان ريميرو) فإن انهيار البرجين لا يمكن أن يتم إلا بواسطة متفجرات في الأساس ؟. تيري ميسان: أنا أكتفي بمعاينة عدد من العناصر، يؤكد الخبراء الذين استشيروا في مسألة انهيار البرجين أن احتراق الطائرات يطلق حرارة ويضعف هياكل البرجين، لكن تلك الهياكل هي كذلك من الصلابة بحيث تقاوم وقتاً معيناً، وأنه لم يكن من المنتظر أن ينهار البرجان بتلك السرعة. ثانياً: يشرح لنا رجال الإطفاء في نيويورك أنهم سمعوا ورأوا انفجارات في قاعدة البرجين، إطفائيو البرجين لا يتخيلون الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا، لكن لديهم خطة من الإجراءات تسمح بفهم ما حدث بطريقة تضمن سلامة المباني لاحقاً ، وهم يطالبون بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة للتعرف على كيفية انفجار البرجين، مثلاً هل كانت توجد مواد متفجرة مخزنة أسفل البرجين؟ ومن الغريب أنه منذ بدأ هذا النقاش لم يعثر على آثار مواد متفجرة أسفل البرجين، ولا فكرة لدينا مطلقاً عما يكون سبب تلك الانفجارات، والسلطات الأميركية ترفض إنشاء لجنة تحقيق يطالب بها رجال إطفاء نيويورك، لأنه في نظر السلطات.. الإطفائيون رجال شجعان لا يصلحون إلا للموت والصمت. د. فيصل القاسم: إن الأميركيين يقولون إنهم عثروا على جواز سفر أحد المتورطين في العملية الانتحارية، وهو جواز سفر محمد عطا كيف ترد على مثل هذه الواقعة؟ تيري ميسان: أعتقد أن الأميركيين لا يتحكمون في روح الدعابة التي لديهم أو أنهم يستهزئون ببقية العالم وبمواطنيهم بالدرجة الأولى الذين كانوا ضحايا تلك العمليات، أن يأتي الأميركيون حاملين معهم قضية خاسرة، ويقولون بوجود إرهابيين عرب في الطائرات، وأنهم وجدوا جواز سفر "محمد عطا" سليماًً على الأنقاض المحترقة لمركز التجارة العالمي بعد أن التهمت النيران الطائرات انهار البرجان، هذا يسمى روايات هوليودية سيئة. د. فيصل القاسم: طيب في الوقت نفسه سيد ميسان تقول إن هناك من كان يعرف بالحادث قبل وقوعه، وقلت في ثنايا الكتاب بأن البعض عرف بالحالة قبل ساعتين من وقوعها، كيف توصلت إلى مثل هذا الاستنتاج ؟ تيري ميسان: هذه المعلومة أعطتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية، وبثت كذلك على قناة (الجزيرة)، فقبل وقوع العمليات بساعتين علمت شركة (أودجو) الإسرائيلية بالهجمات، ولا نعرف تماماً كيف تم ذلك، وحاولت في الوقت نفسه إنزال الناس الموجودين في البرجين، فتوجهت إلى الحكومة الأميركية من دون جدوى على ما يبدو، ولأن تلك الشركة متخصصة في الرسائل الإلكترونية، فقد حاولت إيصال رسائل إلكترونية إلى كل الناس الموجودين في البرجين، ومن البديهي ألا تتصرف بطريقة تمييزية في حالة كهذه، هي لم تختر إنذار أشخاص وأهملت إنذار أشخاص آخرين، لقد فعلت الشركة الإسرائيلية ما هو ممكن لها تقنياً، وهو إنذار كل الهواتف المحمولة المشتغلة الموجودة آنذاك في تلك المنطقة الجغرافية، لكن عندما نعرف ذلك علينا أن نلاحظ أن بعض الناس استقبلوا تلك الرسائل وغادروا البرجين، وآخرون استهانوا بها وبقوا، إذا كان المهاجمون قد سعوا لأن يحدث تسريب بتلك الطريقة، فذلك لأنهم لم يكونوا يريدون أن تكون المجزرة كبيرة جداً، هم بالطبع كانوا ينوون قتل عدد من الناس، لكنهم لم يكونوا يريدون قتل 40 أو 60 ألف شخص، وإذا أجرينا عملية حسابية فسنجد أنه في تلك الساعة يوجد عادة ما بين ثلاثين إلى 40 ألف شخص في البرجين، ونستطيع أن نحسب معدل من يوجد بكل طابق من الطوابق من الناس، وعندما صدمت الطائرة البرج الأول لم يكن أمام الناس الموجودين في الطوابق العليا أي وسيلة للهرب، ولقد رأينا أناساً يلقون بأنفسهم من النوافذ فزعاً، في حين أن العدد المتوسط لمن كانوا في الطوابق العليا منخفض بصورة واضحة عن الحصيلة النهائية للعمليات، نعم وقع عدد من الضحايا في الطوابق السفلية وفي البرج الثاني، وهذا يظهر لكم أن الإنذارات التي أعطيت كانت مهمة جداً، ولولاها لكان عدد القتلى أكبر. د. فيصل القاسم: إذن يعني باختصار يمكن القول إن هناك جماعات علمت بالحادث ولم تأت إلى العمل، إلى البرجين في يوم الانفجار؟ تيري ميسان: حالياً ليس لدينا شهادات مكتوبة في هذا الاتجاه، لكننا جمعنا شهادات شفوية من أناس امتنعوا عن الذهاب إلى أعمالهم في ذلك الصباح وأعطوا إجازة، لكن علينا أن نذكر أن الكثير من الناس كانوا على علم بتلك العمليات ؟ ، فقد حاولت خمسة من أجهزة الاستخبارات إنذار الولايات المتحدة من دون أن تتخذ الحكومة الأميركية الإجراءات المناسبة. بل إن منفذي تلك العمليات ارتكبوا في الأسواق المالية جُنَحاً يرتكبها أناس مبتدئون، فقد وقعت مضاربات على شركات الطيران التي تضررت ، وعلى الشركات التي تؤمِّن مركز التجارة الدولي، وعمليات واسعة جداً في البورصة تطلبت العديد من المتواطئين، أيضاً كان يوجد الكثير من الناس الذين كانوا يعرفون أن العمليات كانت ستقع، ووجدوا في ذلك ربحاً مادياً. تورط الحكومة الأميركية في إخفاء حقيقة التفجيرات : د. فيصل القاسم: يعني سؤال بسيط على ضوء كل هذا الكلام، كيف أنت توصلت إلى الحقيقة، ولم تستطع الحكومة الأميركية بقدراتها الهائلة، واستخباراتها الهائلة أن تصل إلى نفس النتيجة التي توصلت أنت إليها؟ تيري ميسان: أولاً الحكومة الأميركية تبحث عن إخفاء الحقيقة، كما أنه لم يفتح تحقيق جنائي بالمعنى المعهود للكلمة، فمنذ الهجمات الأولى واصطدام الطائرتين بالبرج الأول نقل C.N.N عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ابن لادن هو المسؤول عن الهجمات، كيف تسنى لهم أن يعرفوا المسؤول؟ إذن بالنسبة لهم لا حاجة إلى إجراء تحقيق، وبعد ذلك مباشرة أعطت وزارة العدل الأميركية أسماء الانتحاريين التسعة عشر المزعومين، لماذا يفتحون تحقيقاً وهم يعرفون الجناة أصلاً؟ وعلى العكس من ذلك قام F.B.I باستنفار كافة عملائه المتوفرين لمنعهم من التحقيق في الهجمات، وإجبارهم على العثور على المتواطئين المزعومين مع الانتحاريين لقد وقعت عملية المطاردة، وبالمناسبة هي مطاردة للعرب على التراب الأميركي للعثور على المتواطئين المزعومين. هذا ليس تحقيقاً. بالطريقة نفسها لم تقم الصحافة الأميركية نفسها بالتحقيق، وعندما أرادت القيام بذلك استدعي مديرو القنوات التليفزيونية إلى البيت الأبيض، وقيل لهم باسم لأمن الوطني أن يتجنبوا الاهتمام بهذه المسائل. الكونجرس الأميركي الذي يشكل لجان تحقيق في أقل القضايا أهمية طلب منه عدم القيام بتحقيق، وقبل ذلك فلم تولد لجنة تحقيق من الكونجرس، إذن لم يحصل أن جرى تحقيق جنائي. أنا في عملي حاولت القيام بشيء بسيط، وهو تجميع كل العناصر العنائية المتوفرة التي وزعتها السلطات الأميركية نفسها، ومن ناحية تساءلت عن الإجراءات الواجب وجوبها في مثل هذا النوع من الأوضاع ، وكما تعرفون عندما نواجه وضعاً لم نكن نتوقعه نعود إلى كتيب الإرشادات الذي يقول لنا ماذا يتعين على كل واحد منا أن يفعله، وبأي ترتيب يقوم به. أنا تدبرت أمر الحصول على الإجراءات الرسمية للسلطات الأميركية مثل الطيران المدني عندما يواجه اختطاف طائرة أو إجراءات العسكريين عندما يعلمون بعملية اختطاف.. إلى آخره، وفي كل المستويات وجدت أن البعض فعلوا ما كان ينتظر منهم، فتصرفوا بالطريق المنتظرة منهم، وآخرون فعلوا أشياء أخرى، وهنا علينا أن نتساءل لماذا فعلوا ذلك؟ ولماذا بادروا بذلك؟ لنأخذ مثال الجنرال (هيبرت آرت) وهو المسؤول عن القيادة الجوية في الولايات المتحدة، عندما اصطدمت الطائرات بالأبراج بادر الجنرال (هيبرت آرت) بإعلان السيطرة على المجال، بمعنى أن القيادة العسكرية سيطرت على المجال الجوي المدني، بينما المعتاد في هذه الأحوال هو أن يحصل على ترخيص من الرئيس الأميركي لأنه هو القائد، الجنرال قال إنه لم يكن أمامه وقت للاتصال بالرئيس (بوش) الذي كان في زيارة (لفلوريدا)، ولذلك بادر في ذلك الأمر، إنه أمر في غاية الخطورة في أي بلد عندما يبادر عسكري بخطوة غير دستورية، وغير قانونية كتلك، فإن كانت مبادرة حسنة يكافئ على ذلك ويعطي نياشين، وإذا أخطأ يجر إلى محكمة عسكرية ويحاكم ويجرد من رتبته ويحاول إلى التقاعد، في حين أن القرارات التي اتخذها (هيبرت آرت) هي غير فعالة تماماً، لأنها لم تمنع العمليات اللاحقة. إذن كان من اللازم أن يجبر هذا الجنرال على الإجابة عن أفعاله، ولم يكن الحال كذلك بل العكس، فاليوم سيطور سلاح الفضاء، وسيكون الجنرال (هيبرت آرت) القائد الأساسي الأعلى له، يا لها من مصادفة غريبة!! د. فيصل القاسم: إذن باختصار أنت تبرئ العرب والمسلمين مما حدث في واشنطن ونيويورك. تيري ميسان: العناصر التي لدينا تبين أن تلك العمليات نفذتها عناصر أميركية ضد أميركيين آخرين، وحملت العالم العربي والإسلامي المسؤولية بدلاً عنها. حقيقة الصراع بين التيارين المعتدل والمتطرف في أميركا: د. فيصل القاسم: تقول بالحرف الواحد أيضاً في الكتاب بأن ما حدث هو بكل بساطة انقلاب عسكري وقع في أعلى السلطات الأميركية، وفرض شروطه على الرئيس (بوش) انقلاب قام به رجال الصفوة العسكرية في الإدارة الأميركية، رجال يملكون قدرات هائلة، ويديرون مؤسسات ويخترقون كل أجهزة القرار الاستراتيجي الأميركي، وقلت أيضاً إنه صراع على مستوى قيادة أكبر قوة في العالم، صراع في أعلى السلطة الأميركية بين تيار الاعتدال وتيار التطرف العسكري الراغب بالهيمنة على العالم ، ألا تعتقد أنك تطلق أحكاماً، وتطلق يعني كلاماً على عواهنه ؟ يعني هذا اتهام خطير جداً. تيري ميسان: هذا ليس شيئاً جديداً في الولايات المتحدة، فالرئيس (أيزنهاور) المعروف بيمينيته ألقى خطاباً شهيراً في نهاية ولايته، فبدل أن يهنئ نفسه على العمل الذي قام به، أنذر مواطنيه قائلاً إنه ترك فيهم جماعة ضغط عسكرية صناعية قوية جداً، تستطيع الانقلاب على الديمقراطية الأميركية في أي وقت، وواصل إذا لم تنتبهوا فسيحدث ذلك، ولسوء الحظ أقول أنا هذا ما يحدث الآن، لقد أصبح اللوبي العسكري الصناعي الأميركي أقوى وأقوى بمرور الزمن وأكثر مما كان في عهد (أيزنهاور)، وطموحات اللوبي العسكري الصناعي تشمل الكرة الأرضية كلها، علماً بأن الاتحاد السوفيتي لا يلعب دور القوة الموازنة بعد زواله، لم يعد يوجد توازن الرعب، ومن الآن فصاعداً ستطلق يد هذا اللوبي العسكري الصناعي وهو الذي تمكن الآن من السيطرة على الولايات المتحدة الأميركية. د. فيصل القاسم: يعني، سيد ميسان باختصار يمكن من كل نظريتك بأن العملية بأكملها عبارة عن مسرحية مركبة مبرمجة منظمة، سمها ما شئت ، انظر ما حدث في أميركا بعد ذلك، البلد بأكمله يعيش في حلة توتر، ناهيك عن الخسارات الكبيرة جداً في الأموال، لماذا ذهبت أميركا بكل قوتها إلى أفغانستان، يعني جيشت جيوش واتصلت كل دول العالم من أجل الذهاب إلى أفغانستان وملاحقة من تتهمهم بأنهم وراء أحداث نيويورك، يعني كل هذا لا يقنعك بأن هناك أسباباً حقيقية وراء الحملة الأميركية، وبأن العملية بأكملها مجرد مسرحية؟ تيري ميسان: كل واحد يرى أن الولايات المتحدة انطلقت نحو أفغانستان رسمياً للقبض على بن لادن، لكنها لم تلقي القبض على أحد، بل العكس من ذلك قنبلت بلداً وقلبت نظاماً وجاءت مكانه بالسيد (كرزاي) الذي يحمل جنسية وجواز سفر أميركيين، كما أنه كان موظفاً في شركة (مينوكال) وهي شركة بترولية كانت تنوي مد أنبوب نفط عبر أفغانستان لربط ثروات آسيا الوسطى وبحر قزوين بالمحيط الهندي، إذن حملة أفغانستان اكتفت بخدمة المصالح البترولية، ومكافحة الإرهاب لم تكن سوى مبرر لما يمكن تسميته بعملية كولونيالية وضيعة، وإذا لم (….) فإن مكافحة الإرهاب ستبقى مبرراً لعدد آخر من الأشياء، فالولايات المتحدة قالت لنا من خلال الخطاب الشهير الذي تحدث فيه بوش عن محور الشر، إنها هي الخير وما سواها الشر بالطبع، وهذا ما أعطاها الحق على ما يبدو لضرب العراق وإيران وغيرهما ليس هذا فقط، لكن الرئيس بوش قبل مخططاً عرضته عليه الـ C.I.A يسمى قالب الهجوم العالمي والذي كشفت عنه "الواشنطن بوست"، وحسب ذلك المخطط فإن الـ C.I.A لها الحق في قتل ورشوة وقلب أنظمة في 80 دولة في العالم، هكذا إذن تنوي الولايات المتحدة ممارسة قوتها. ـ للإيهام بصدق الرواية الرسمية تمت فبركة العديد من الأدلة بعد الهجمات، ولكنها ليست أدلة حقيقية إذا أمعنا النظر فيها، إن الأمر كلعبة، فقد تركوا أمام الصحفيين كل نوع من أنواع الآثار التي يستطيع كل واحد أن يجد فيها ما يطابق أفكاره المسبقة. نعم، يمكن أن توجد صور كالتي تحدثت عنها أو أشرطة فيديو قد تكون حقيقية، فمن السهل العثور على أُناس يلعبون هذا الدور، لكن انظر إلى كل العناصر التي تُركت ظاهرة للعيان، لقد صُوِّر الانتحاريون على أنهم عملاء كامنون استطاعوا التخفي وسط السكان الأميركيين وأن يخفوا كونهم مناضلين إسلاميين متشددين جداً إلى حد تبني أسلوب حياة مزور، حتى يجعلونا نفكر في شيء آخر تماماً، لقد تركوا آثاراً مثل أشرطة الفيديو لبعض الانتحاريين عشية الهجمات وهم في كباريهات ومراقص مع نساء ساقطات، عندنا كل نوع من أنواع العناصر التي صُمِّمت بطريقة تقول لنا: انظروا كم هم أشرار، هذه العناصر فُبركت بعد الأحداث، قيل لنا إنهم اكتشفوا قُرب مداخل المطارات سيارات يُقال إن فيها أغراضاً خاصةً بالخاطفين، مثل مخطوطات تحتوي على ما يجب عليهم فعله قبل التضحية بأنفسهم، لكن كل من يقرأ هذه الوثائق ويكون على حظ مقبول من الثقافة يكتشف أن تلك الوثائق لم يكتبها مسلمون وأنها محض اختلاق . أو أن يُقال لنا إنهم وجدوا في السيارات كتباً تُعلِّم الطيران باللغة العربية، هل سمعتم بكتب تُعلِّم الطيران بالعربية؟! إن هذه الطائرات معقدة جداً وكتب تعليمها كلها بالإنجليزية، ولم يتسنى أي أحد لترجمتها إلى العربية أو إلى أية لغةٍ أخرى، لأن الطيارين يستعملون الإنجليزية على العموم، كما أن هؤلاء الانتحاريين هم من متحدثي الإنجليزية أصلاً، أي أنه لم توجد ضرورة لترجمتها من أجلهم . وأقول: لقد قيل إنهم عثروا في كيس قمامة على نسخة من القرآن الكريم، يقولوا أحد الانتحاريين رمى بها في القمامة قبل الركوب، فهل يمكننا تصديق أن إسلامياً متشبعاً بأفكاره يُلقي نسخة من القرآن في القمامة قبل الصعود إلى الطائرة؟ كل هذه أدلة ويوجد مثلها كثير، لكن لا واحد منها يصمد أمام التحليل، كل هذه فبركة للإيهام بصحة شيء ثبُت في كل الأحوال ونهائياً أنه مستحيل الحدوث بتلك الطريقة. د. فيصل القاسم: أنت تقول أن مثل هذه الاعترافات أشياء ملفقة لكن أنا أقول لك بأن بن لادن كان موجوداً عندما قُرأت أو أُدلي بتلك الاعترافات، هناك اعترافات مسجلة ومكتوبة للذين اشتركوا في العملية قبل الحادي عشر من.. من سبتمبر، أنا لا أتحدث عن شيء لُفق فيما بعد أنا أتحدث عن شيء وُضع قبل الأحداث بوجود بن لادن وهناك شريط مسجل بهذا الخصوص، لا نتحدث عن أشياء ملفقة والأيام قادمة. تيري ميسان: إذا كان هذا الشريط حقيقياً فهذا يدل على أن التلاعب هو أكثر إحكاماً لأنه يثبت أنه من البداية تم التخطيط لجعل العالم العربي الإسلامي مسؤولاً عن كل ذلك، لأن ذلك لم يكن شيئاً فُعل في آخر لحظة وفي جو من الرعب للتخفي على الهجمات والمسؤولية الأميركية عنها بمعنى أن كل شيء خُطط له سلفاً، إذا كان ذلك الشريط حقيقياً وإذا كان الأشخاص ينوون القيام بتلك الأفعال، فهذا لا يعني أنهم قاموا بها، وفي الحالة التي شرحتها عن البنتاجون من المستحيل أن يكونوا فعلوا ذلك، رغم أن البنتاجون تعرض لهجوم بطريقة أخرى، إذن نحن أمام شيء كلاسيكي جداً، ففي كل العمليات السرية يوجد فريقان، الأول يتحمل المسؤولية والثاني يبقى بعيداً عن الأضواء وينفذ العملية وهو المدبر الحقيقي لها، إن كل ما يجعل هذه الأشياء ماكيافيلية هو تبرئة المجمع الصناعي العسكري الأميركي من تلك الهجمات وذلك بجعل العالم الإسلامي مسؤولاً عنها، فكما تعرف -دكتور فيصل- لا أحد ممن يشاهدنا مسؤول عن أي شيء في هذه القضية. كتاب الخديعة الكبرى والتشويش الفرنسي على الأميركان: د. فيصل القاسم: طبعاً سيد ميسان أنت لا تريد أن تعترف بأي شيء آخر إلا بما ورد في كتابك، على أي حال كيف ترد على الذين يقولون إن هذا الكتاب هو في نهاية المطاف.. أنت تقول أنك كتبته بمفردك بعيداً عن أي تأثيرات أخرى، لكن في الوقت نفسه هناك من يقول بأنه نوع من التشويش الفرنسي على الأميركان وبأن يعني الاستخبارات الفرنسية ربما كان لها يد أو ضلع في وضع هذا الكتاب أو تأليفه؟ تيري ميسان: أنا لا أتكلم إلا باسمي وليس لدي توكيل من أي شخص ولاسيما من الحكومة الفرنسية وأجهزة استخباراتها، أنا شخص يريد أن يفهم ما حدث ومقتنع أنه لا يمكن ضمان السلام إلا لمعرفة الحقيقة. غير أنه في هذه العملية أرى أنه في كل لحظة تمت فبركة وهم كبير وذلك بعرض الطائرات وهي تصطدم بالبرجين مراراً وتكراراً، مراراً وتكراراً، فقد شُدَّ انتباهنا إلى ذلك ثم وُفرت عناصر للإيهام بتصديق التفسير الذي أُعطي لنا عن هذه الأشياء، لكننا لم نشهد شيئاً مما وقع حول مكان الهجمات لم نر مبنى الـ C.I.A الذي انهار والذي تكلمت عنه منذ قليل، ولم نر المبنى الملحق بالبيت الأبيض، وقد أتت عليه النيران، فهناك أيضاً وقعت عملية أخرى، لكن لم يكن هناك طائرة يظهرونها لنا ؟ويتهمون العرب بأنهم هم الذين أشعلوا النار في ملحق البيت الأبيض في الحادي عشر من سبتمبر إلى غير ما هناك، ثم إنه لما حدثت تلك الهجمات وقعت تلاعبات أخرى، تذكروا أنه قيل لنا إن أسامة بن لادن كان على وشك شراء سلاح نووي بعد أن اشترى مكوناته، وأنه كان سيصنع قنبلة نووية، وقيل لنا أن لديه معامل ينتج فيها أسلحة بيولوجية وكيميائية، بل لقد قال لنا (رامسفيلد) إن ابن لادن كان على وشك إطلاق أقمار اصطناعية، لكن الذين كانوا في أفغانستان لم يروا إلا منازل بائسة وكهوفاً ولم يروا مصانع نووية أو كيميائية أو مراكز للأقمار الاصطناعية، وواصلوا سعيهم لتخويفنا، تذكروا أنه في لحظة ما قيل لنا إن لحظة الخراب قد حلت بالعالم وأنه سيسقط ملايين القتلى في العالم الغربي، وكان الناس يتوقعون حدوث ذلك بين الفينة والأخرى، وفي بلدي فرنسا اتُّخذت إجراءات استثنائية لمنع الإبادة الجماعية للسكان بسبب وباء الجمرة الخبيثة، العالم كله كان خائفاً، وماذا حدث؟ كل ما في الأمر خمس رسائل ملوثة وخمسة قتلى، ذلك لم يكن سوى تمثيلية استمتعوا فيها بإخافة الناس وتلاعبوا بهم لجعلهم يقبلون سياسة ما. د. فيصل القاسم: طيب، أخيراً سيد ميسان سمعتك تقول في محاضرتك في مركز " زايد للتنسيق والمتابعة " في دولة "الإمارات العربية المتحدة" بأنك تعرضت لبعض التهديدات الأميركية بعد صدور كتابك، هل حصل هذا فعلاً، أم أنك يعني بطريقة أو بأخرى تريد أن تروج للكتاب ليس إلا؟ تيري ميسان: منذ اللحظة التي صدر فيها كتابي بدأت أتلقى التهديدات بالقتل من الولايات المتحدة، تعرفون أن هذا كله ليس مقلقاً، وفي كل الأحوال تلك التهديدات ليست من الطبيعة نفسها للتهديدات التي تترصد البلدان التي حددها بوش أهدافاً مستقبلية، فلنحتفظ بحس التوازن، فهناك جهود من الحكومة الأميركية لمحاولة منع نشر تحقيقنا في الخارج، وهذه الصورة أريتك إياها منذ قليل البنتاجون هي (للأسوتشيتد برس) ولم نشترِها إلا من فرنسا، لتظهر على غلاف هذا الكتاب، لكن الحكومة الأميركية تحاول بكل الوسائل منع تداول هذه الصورة في أنحاء العالم الأخرى لاستعمالها على أغلفة ترجمات الكتاب، إذن نرى أن موقف الحكومة الأميركية هو منع التعرف على هذا التحقيق في الخارج ولهذا السبب بالذات أشكركم على إتاحة الفرصة للحديث عنها. * إيران و الوضع في القطر العراقي : لا شكَّ أن السياسة الإيرانية في العراق تصطبغ بكثير من المطامع الفارسية في أرض الرافدين ، لا سيما أن في العراق تواجد شيعي يصل إلى قرابة الأربعين في المائة من سكان العراق . ـ و قبل أن تدخل الولايات المتحدة العراق قامت باستقطاب المعارضة الشيعية إلى خارج العراق ،و وضع المؤتمرات للتبشير بقيام حكم رافضي عميل للولايات المتحدة في العراق . ـ وقد صرَّح خلال ذلك تقي المدرسي وهو أخو العلاَّمة محمد المدرِّسي العالم الشيعي العراقي بأنَّ الولايات المتحدة لن تقضي على الإرهاب في الشرق الأوسط إلاَّ من خلال تعاونها مع الشيعة ضد أهل السنَّة الإرهابيين . ـ و صرح إذ ذاك جورج دبليو بوش بإن الشيعة ليسوا إرهابيين ، لأنَّ الذين يفجرون أنفسهم لقتل الآخرين هم السنة فقط ، [ أين مظاهر عاشوراء ] . ـ و منذ أن دخلت أمريكا العراق وضحت معالم سياسة "الأمرنة" التي تنتهجها ، فافتتحت أعمالها في العراق بضرب جماعة "أنصار الإسلام" السنيَّة الكردية في شمال العراق ، و ذلك قبل أن تشتبك مع القوات العراقية الحكومية . ـ و حين قتل الزعيم الشيعي في كربلاء عبدالمجيد الخوئي الأرمن الأصل تدخلت أمريكا لوقف الاقتتال بين صفوف الشيعة ، وكذلك حين قتل الزعيم السياسي الشيعي محمد باقر الحكيم تدخلت أمريكا لوقف نزيف الدم الشيعي . ـ وكوَّنت الولايات المتحدة بعد ذلك مجلس الحكم الانتقالي من ثلاثة وعشرين عضوا سبعة عشر منهم شيعة ، و ستة من هؤلاء الشيعة لا ذوي أصول إيرانية ، و لا حاملين للجنسية الإيرانية فقط ، بل مواطنون إيرانيون أصلاً ، وهم و بيان باقر جبر صولاغ وزير الإسكان وحامد البياتي( واسمه أصفهاني ) ، و محمد بحر العلوم ، و ابنه ابراهيم وزير النفط ، وموفق الربيعي، وقد تبرأت قبيلة رُبيعة من انتسابه إليها في بيان لها و ذكرت أنه إيراني يُسمَّى كريم شهربور ، و عبدالعزيز الحكيم الإيراني النشأة . ـ وقامت بعد ذلك الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي ، لتقيم بدلاً منه قوات الشرطة العراقية الذي اعتمدت تكوينه من "فيلق بدر" الشيعي الموالي لإيران و المطعَّم بعناصر شيعية أكثرها من "جيش كربلاء" الموالي لمقتدى الصدر . ـ و قامت الولايات المتحدة أثناء ذلك باعتماد مراجع علميَّة للشيعة دون غيرهم ،و كلهم إيرانيون ، و هؤلاء هم آية الله السستاني و هوإيراني من مشهد ، ومحمد باقر الحكيم الذي أراد خلع الثوب السياسي و لبس عمامة المرجعية العلمية للاستيلاء على موارد مرقد الإمام علي ـ لعلَّه سال لعابه حين علم أن رصيد الهالك عبدالمجيد الخوئي في أحد البنوك البريطانية كان مائتين وسبعين مليون دولار عدا ممتلكاته وطائرته الخاصة ـ فقتل محمد الحكيم لأجل ذلك ـ فأقامت الولايات المتحدة أخاه عبدالعزيزالحكيم خلفاً له ثم اختير عضواً في مجلس الحكم . و قد قتل عبدالمجيد الخوئي ـ و هو العراقي الوحيد ، و ابن العلاَّمة الخوئي مفتي الشيعة السابق ـ في بداية دخول الولايات المتحدة في ظروفٍ مريبة ، و أمام أعين القوات الأمريكية ؟ ـ ثم قام الاحتلال الأمريكي بطرد فلول جيش " مجاهدي خلق" الإيراني المعارض للحكومة الإيرانية ، و الذي لم يُلْقِ السلاح بعد أن سرقت أمريكا منه الثورة عام 1979م ، ومع ذلك طرده الاحتلال الأمريكي أيضاً من العراق عام 2003م كخدمة كبرى يقدِّمها لحكومة طهران [ قيل لتبرير ذلك أنها تريد من طهران أن توقع البروتوكول الإضافي حول الأسلحة النووية في العراق ]. ـ والآن تقوم الولايات المتحدة و عن طريق رجال الشرطة العراقيين الشيعة (فيلق بدر) بتهجير السنة من البصرة و جنوب العراق ـ ومن ذلك مدينة الزبير السنيَّة ـ لإحلال مواطنين إيرانيين مكانهم ؟ فلماذا ؟ و لهذا فقد ظهرت في الآونة الأخيرة ـ مُواكَبَةً لعملياتِ التهجير هذه ـ حركاتُ مقاومٍة سُنيَّة للقوات البريطانية المتمركزة في البصرة و جنوب العراق وأدواتها ، بينما لم تظهَر المقاومة قبل ذلك في جنوب العراق ـ هذا ما أسعف به القلم في موضوع الأمرنة و صلته بأحداث سبتمبر ، والموضوع يحتاج إلى جهد أكبر ، و رصد أعظم لهذه الحالة الغريبة والضبابية التي يعيشها العالم الإسلامي ، والله المستعان ، و عليه التكلان ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم . محمد بن حسن المبارك الرياض 20/3/1425هـ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 06 / 2008, 17 : 12 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيك اخي الكريم طويلب جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018