26 / 04 / 2013, 05 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 65 | المشاركات: | 191,285 [+] | بمعدل : | 31.13 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19372 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام احبتي في الله غــــار حــــراء مع سن السابعة والثلاثين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم ينطلق إلى غار حراء، وقد حبَّب الله تعالى إليه الخلوة فيه، فكان يخلو بنفسه شهر رمضان يتحنث، فإذا مرَّ به مسكين أو عابر سبيل أطعمه وسقاه، ثم يرجع إلى أهله يتزود لمثلها، حتى فجأه الوحي بعد ثلاث سنوات، ليلقي على قلبه النقي الحافظ قول الله تعالى [ اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5). يقع غار حراء في جبل النور، يبتعد عن مكة نحو ثلاثة أميال، طوله أربعة أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع، يتسع للرجل البدين، ويقف فيه الرجل الفارع، ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون، ويستطيع من فيه أن يشرف على الكعبة لأنحاء فيه، كما يمكنه رؤية الجبال المحيطة بالمنطقة، وقد عُرف الغار بهذا الاسم قديماً . الموقع المتميز للغار يشير إلى حكمة الله البالغة في اختياره، ليكون مكان تحنث الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فهو بعيد عن أهل مكة وأصنامها، وبعيد عن مجالس اللهو وفسادها، وشواغل الدنيا وكدرها، وضجة الحياة وصخبها، وهموم الناس الصغيرة وتفاهتها. وفي هذا الجو الساكن الباعث على الهدوء، تستطيع النفس الزكية، نفس محمد صلى الله عليه وسلم أن تنطلق من عالم الشهادة المزدحم إلى عالم الغيب الرحيب، وتتأمل في واقع الحياة، التي تقف فيها الأصنام معبودة من دون الله، وتقطع فيها الأرحام، وترتكب فيها الآثام، وتبدد فيها سمات النخوة والاحترام، ويسود فيها الشر والظلم والفساد والغلظة والكذب والخيانة، ثم تتمنى نفسه الطاهرة أن يرجع الناس إلى رشدهم، وأن تسود مبادئ الخير والعدل والإحسان والرحمة والصدق والأمانة. تلك المبادئ التي كانت واقعاً حياً في سلوك محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وشهد به أهل مكة جميعاً، وقررته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها حين جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرها بالوحي الأول، وبما سمعه من ذلك الملك الكريم جبريل عليه السلام، فقالت بثقة واثقة: "والله لا يخزيك الله أبداً... إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". وبهذا التفكير الراقي، ولمثل هذه التأملات كان غار حراء أنسب مكان، ولذلك كان اختيار الله العليم الحكيم له. وغار حراء يشرف من بعيد على الكعبة المشرَّفة، فكأنه يربط قلب محمد صلى الله عليه وسلم بأطهر بقعة على وجه الأرض، ويأخذ به إلى عالم التوحيد الخالص لله رب العالمين من خلال عبادة التفكر، وقد حقق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هذا الترابط الوثيق بينه وبين الكعبة، فكان أول ما يفعله بعد تركه للغار هو الطواف بالبيت سبعاً، أو ما شاء الله له أن يطوف، ثم يرجع إلى بيته، فكأنه كان يريد أن يختم فترة تجوله القلبي بتجول أو تطويف قالبه حول الكعبة، ليجتمع له صفاء القلب مع طهارة القالب ونقائه. وغار حراء في مكان مرتفع، فهو يشرف على الجبال، التي تبدو أمام الناظر إليها من الغار كأنها ما بين راكعة وساجدة لخالق هذا الكون، وهذا المنظر يوحي في النفس رهبة خاصة للخالق العظيم، ويجدد مشاعر التقديس والتعظيم لله الواحد سبحانه، ويثير في الشعور الإحساس بالقدرة الإلهية الفائقة في هذا الوجود. ويشرف الغار أيضاً على جبل عرفات، وهو من أكبر مناسك الحج وأركانه، وبهذا يرتبط الناظر إليه بشعيرة الحج التي تطهِّر فاعلها من الذنوب والآثام، وتذكِّر بمنسك من شريعة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، تلك الشريعة التي ما بقى منها إلا القليل.
yJJJJhv pJJJJvhx
|
| |