يجب التمسك بالكتاب والسنة ومجانبة الهوي والبدعة ولزوم
أهل السنة والجماعة وما كان عليه الصحابة والتابعون ومضى عليه الصالحون
.
و
أعلم أن الإيمان اعتقاد بالقلب و نطق باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ولا نكفر أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ونقول العمل جزء من الإيمان ولا نكفر بالذنوب كالخوارج والمعتزلة
. فأهل السنة لا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية ولا يخلدونه في النار . كما تقول الخوارج و المعتزلة بل الفاسق يدخل فى اسم الإيمان ولا يسلب عنه مطلق الاسم فالعاصي ناقص الإيمان مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق للإيمان .
( الفاسق الملي ذو العصيان لم ينتف عنه مطلق الإيمان )
فشمر للطاعات واترك المحرمات ليزداد إيمانك واسأل ربك أن يجدد الإيمان فى قلبك فمن أهل الإيمان من هو سابق بالخيرات ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه
خلق الله الخلق بعلمه وقدر لهم أقدارا وضرب لهم آجالا ولم يخف عليه شيء سبحانه قبل أن يخلقهم وعلم ما هم عاملون له قبل أن يخلقهم و أمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته
. ومشيئته تنفذ ولا مشيئة للعباد إلا ما شاء الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن يهدى من يشاء ويعصم من يشاء ويعافى فضلا ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا وكلهم متقلبون في مشيئته بين فضله وعدله لا راد لقضائه ولا
معقب لحكمه ولا غالب لأمره
و.
نؤمن بالكرام الكاتبين ونؤمن بملك الموت وبعذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عن الرب والدين والنبي
( صلى الله عليه وسلم ) نؤمن بالبعث وجراء الأعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا وخلق الله الجنة وخلق لها أهلا وخلق النار وخلق لها أهلا فكل صائر إلى ما خلق وخلق
الخير والشر وهما مقدران على العباد .
وتوحيد الربوبية
إفراد الله بأفعاله فالله هو الخالق لهذا الكون مالك أمره ومدبر
شئونه فهو الخالق الرازق المالك المدبر المحي المميت وغير ذلك من معانى الربوبية فالرب هو الذى خلق هذا الكون وخلق ما فيه ومالك أمره لا يشاركه فيه ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا صاحب ضريح ولا ولى متنسك ولا غير ذلك
.
وتوحيد العبادة
هو إفراد الله بأفعال عباده بألا تكون عبدا لغير الله لا تعبد ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا شيخا ولا أما ولا أبا لا تعبد إلا الله وحده فالله المنفرد بالتأله والتعبد وهو توحيد الإلوهية باعتبار إضافته إلى الله هو توحيد عباده باعتبار إضافته إلى العبد والعبادة مبنية على أمور عظيمة المحبة والتعظيم والخوف والرجاء ولا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وعلى سنة الله صلى الله عليه وسلم مع محبتها وعدم بغضها وعدم التكبر بها وعدم المن و الأذى
. والعبادة أوامر ونواهي أوامر مبنية على الرغبة للوصول إلى الآمر ونواهي مبنية على الرهبة من هذا العظيم الناهي سبحانه .
ونؤمن باسماء الله وصفاته
نؤمن بكل ما جاء عن الله على مراد الله ونؤمن بما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله
. ويوصف الله بما وصف به نفسه وبم وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والسنة.
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف للألفاظ والمعاني ولا تعطيل كلي ولا جزئي ولا تكيف صفات الله ولا تمثل صفات الله بصفات المخلوقين فالله لا يشبهه ولا يماثله أحد في ذاته و أسمائه وصفاته و أفعاله قال الله
: ( ليس كمثله شيء ) فصفات الله حسني وهى أعلام و أوصاف و أسماء الله تدل على أسماء الله وصفاته بالمطابقة والتضمن والالتزام و أسمائه وصفاته توفيقية . لا مجال للعقل فيهما و أسماء الله ليست محصورة بعدد معين لا يعلم عددها إلا الله ويحرم الإلحاد في أسمائه وصفاته و أسماء الله وصفاته كمال لا نقص فيهما بوجه من الوجوه لا احتمالا ولا تقديرا وباب الصفات أوسع من باب الأسماء ومن صفات الله ما هى ذاتية وفعلية على ما يليق بالله تبارك وتعالي فالذاتية لا تنفك عن الله أزلا ولا أبدا أما صفاته الفعلية هي التابعة لمشيئة يفعلها متى شاء كما شاء .
وصفات الله التي ثبتت كلها صفات مدح وكمال ويحرم تكييف هذه الصفات ويحرم مماثلتها بصفات المخلوقين وتثبت الأسماء والصفات لله بالقرآن والسنة فقط ويجب فى نصوص الصفات إجرائها علي ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى فهي باعتبار المعنى معلومة لنا وباعتبار الكيف مجهولة لنا ولا بد أن ننفى عن الله كل صفات العيب والنقص مع إثبات كمال الضد لأن النفي المحض لا يثبت كمالا لا بد من إثبات كمال الضد فأهل الايمان يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يحلدون في أسماء الله و آياته ولا يمثلون صفاته بصفات المخلوقين لأنه سبحانه لا سمى له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه
.
و
أعلم بأن الله عز وجل يراه المؤمنون فى الآخرة والجنة يرونه بالأبصار
قال تعالي
: ( وجوه يومئذ ناضرة ) ورؤية الله شمر لها المشمرون وتنسك لها المتنسكون وفى إثبات رؤية الله الآيات الكثيرة والأحاديث المتواترة عن النبي صلي الله عليه وسلم التى نقلها عنه صحابة كثيرون ونقلها عن الصحابة تابعون كثيرون ونقلها عن التابعون تابع التابعين كثيرون .
و
من قال لا أدري أين الله فقد كفر ومن قال ليس فوق العرش إله فقد كفر ومن قال أن الله ليس فوق السموات على عرشه فقد كفر فالله فوق العرش سبحانه وعلمه فى كل مكان وكذلك كل معانى الربوبية
.
وليس معنى
( هو معكم ) أنه مختلط بخلقه فإن ذلك لا توجبه اللغة وخلاف الفطرة وخلاف العقل وخلاف النقل الصريح وما أجمع عليه سلف الأمة . الله تبارك وتعالى فوق العرش ويعلم أحوالنا ويري أعمالنا ويسمع أقوالنا ومحيط بنا و أمره ومشيئته نافذة فينا ومع الأتقياء والصالحون معية خاصة بمعنى الحفظ والنصر ومع الخلق جميعا معية عامة بمعنى الإحاطة والعلم والسمع والبصر وغير ذلك من معانى الربوبية فالله تبارك وتعالى له علو الذات وعلو القهر وعلو القدرة سبحانه .
و
نتبرأ من كل الأهواء والبدع كأهل التضليل والتجهيل والتحريف والتأويل وأهل الوهم والتخييل ونتبرأ من فكر الخوارج والشيعه الروافض والقدريه والمرجئه والجهمية والمعتزلة والأشاعرة والكلابية والكرامية والسالمية و أهل الفلسفة والكلام والجبرية و أهل الغلو والتقصير و أهل النفى والتشبيه والتمثيل والتعطيل والتحريف والتكييف وغير ذلك من أهل البدع
. والبدعة شر من الكبيرة والبدعة قدح فى الشريعة أو فى تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة .
و
أعلم أن الجهاد من الإيمان وهو ماض إلى قيام الساعة وهو ذروة سنام الإسلام لتعبيد الناس لرب العالمين ونري الجهاد مع كل إمام بر وفاجر ما لم يأتي بكفر بواح عندنا فيه من الله برهان وكذلك ما لم يأمر بمعصية إذ لا طاعة فى معصية
.
ولا نري السيف على أحد من أمة الإسلام إلا من وجب عليه السيف ولا نري الخروج على أئمتنا ومن تولوا أمرنا و إن جاروا أو ظلموا ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونري طاعتهم طاعة لله فريضة ما لم يأمر بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة و أهل السنة وأئمة الإسلام يدعون إلى التحاكم بالشريعه والعمل بحدود الله فحكم الله خير الأحكام وهو أحكم الحاكمين وبحكم الله وشرعه يصلح لكل زمان ومكان
.
والشفاعة حق وقد علم الله من يدخل الجنة ومن يدخل النار وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم العظمى خاصة به فضل بها على سائر الأنبياء والمرسلين و أحاديث الشفاعة متواترة
.
وشفاعته صلي الله عليه وسلم فى دخول اهل الجنة الجنة وفي أقوام يدخلون الجنة بغير حساب وشفاعته في قوم استحقوا النار ألا يدخلوها وفى شفاعته فى عمه أبى طالب لتخفيف العذاب عنه وشفاعته لأهل الكبائر والشفاعة المثبتة هى لأهل التوحيد والمنفية لأهل الكفر والشرك
.
ولا بد أن تكون الشفاعة فى وقتها يوم القيامة وتكون بعد الإذن من الله للشافع ورضي الله عن المشفوع فيه وهناك شفاعة للأنبياء والمرسلين والملائكة والصالحين وشفاعة الصيام والقرآن وغير من ذلك رحمة أرحم الراحمين سبحانه عز وجل
و
لا نجادل فى القرآن ونشهد أنه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين على محمد صلي الله عليه وسلم ولا نقول انه مخلوق ونخالف جماعة المسلمين فالقرآن كلام الله تكلم به سبحانه وهو صفة من صفاته فألفاظه ومعانيه من الله منه بدأ وإليه يعود ومن قال أنه مخلوق فهو كافر
اقرأوا القرآن فهو يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه
( محمد صلي الله عليه وسلم ) من تمسك به هدى إلى صراط مستقيم . قال الله ( إن هذا القرآن يهدي للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )
و
يأمر أهل السنة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على ما توجبه الشريعة ودرء المفاسد مقدم على *** المصالح
( قاعدة مجمع عليها عند أهل السنة ) فالشريعة جاءت لحقن الدماء وصيانة الأعراض والأموال وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمصالح المحتاج إليها وسائر ضروب المعاملات وكل ما فيه تيسير وعادات حسنة فاضلة لا تخالف الشريعة .
فالشريعة جاءت لتقليل المفاسد وتكثير المصالح ولا يؤمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر بمنكر مثله قال النبي صلى الله عليه وسلم
: من رأى منك منكرا فليغيره بيده يعنى ( هذا لكل من ولى أمر أحد من الناس ) فمن لم يستطع فبلسانه وهذا يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وباللسان المحلى بالرحمة وهذا للدعاة ولأهل العلم ولأهل النصح على هدى من الله فمن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان .
و
اعلم أن العبادات توفيقية لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير من عبدا لله هو النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه
. قال النبي : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ) وقال النبي أيضا : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) قال السلف : ( الاقتصاد فى السنة خير من الاجتهاد فى البدعة فحرى بالمسلم والمسلمة والمؤمن والمؤمنة أن يشمرون للجنة فإن فى الجنة جنان يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لأهل الإيمان والتقى ومن عبده سبحانه على وفق القرآن والسنة .
قال الله
: ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) قال الله : ( وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة )
والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن ولا نفضل أحد من الأولياء على احد من الأنبياء ونقول
: نبى واحد أفضل من جميع الأولياء . ونؤمن بما جاء من كراماتهم .
فالرافضة والمعتزلة أنكروا كرامات الأولياء والصوفية غلوا فيها فجعلوا الولى فوق النبي ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة
.
فالأنبياء والمرسلين لا أحد أفضل منهم ولا فوق قدرهم فلهم معجزات كثيرة و أكثرهم محمد صلي الله عليه وسلم وهم سادات الأولياء وكذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وتابعو التابعيين لهم بإحسان إلي يوم الدين
. ويجب أ ن نفرق بين كرامات الصالحين و أمور المشعوذين والدجالين والسحرة والعرافين وينتبه للأمور الخارقة التي يجريها على أيديهم الشياطين فلا يترك أهل السنة الجمع والجماعات ويتعبدون بالرياضيات والخلوات كما يفعل أهل الخرافات والخزعبلات
و
نحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا نفرط فى حبهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بالخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان و أفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على
. وبقية العشرة وأهل بدر و أهل بيعة الرضوان ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم جميعا ونمسك عما شجر بينهم ونترضى عليهم جميعا ونثبت الخلافة للخلفاء الأربعة ونقول بالقول الحسن فى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات من كل دنس
و
اعلم أن دين الله في الأرض والسماء واحد وهو دين الإسلام قال الله
: ( إن الدين عند الله الإسلام ) وهو بين الغلو التقصير وبين التشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الأمن والإياس وهو دين الرسل جميعا فمن مات على غير الإسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فهو خالد فى النار أبد الآباد لا يخرج منها . قال الله : ( ومن يبتغى غير الإسلام دينا فلم يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ) فنسأل الله أن يثبتنا علي الإيمان ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء المختلفة والآراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الفر ق الباطلة التى خالفت أهل السنة والجماعة وخالفوا ما جاء به القرآن والسنة وحالفوا الضلالة فنحن منهم
براء وهم عندنا ضلال وبالله العصمة والتوفيق
و
يحب أهل السنة أهل العدل والأمانة ويبغضون أهل الجور والخيانة ويردون المتشابه إلى المحكم كل من عند ربنا ومن دينهم المسح على الخفين فى السفر والحضر خلافا للرافضة ويرون الحج والجهاد ماضيان مع ولاة الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة ويتبعون السنة ويحبون الجماعة ويبغضون الشذوذ والخلاف والفرقة
.
ويؤمنون بوجود الجن و أنهم منهم الصالحون ومنهم الكافرون والمؤمنون منهم فى الجنة والكافرون منهم فى النار وهم مكلفون مأمورون بالطاعة منهيون عن المعصية أعطاهم الله القدرة على التشكل ومنهم من يؤذى الإنس بالدخول فيه وفيهم التزاوج والتناسل وغير ذلك من أمورهم
.
ومن قواعد أهل السنة إذا وجد مفسدتان يقولون بارتكاب الصغرى وترك الكبرى ويعملون على إكثار المصالح وتقليل المفاسد ومن أهم مظاهرهم تعلم التوحيد ومسائله و أمور العقيدة والمنهج السليم الذي كان عليه النبي الأمين صلى الله عليه وسلم
.
ولا يخرجون على الحكام بالمعاصي كما تقول الخوارج والمعتزلة والرافضة ومن مظاهرهم تحلى الرجال باللحية وحشمة النساء بالحجاب
.
ويأمر أهل السنة بالمسارعة فى الخيرات وترك المنكرات وحب الناس والدعوة لهم بالرحمة ويأمرون بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والرفق بالمسلمين وينهون عن البغى والفخر والخيلاء ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها ويرون الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيعا وعذابا ويأمرون بإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم