22 / 12 / 2011, 51 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,714 [+] | بمعدل : | 30.51 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19420 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام السلام عليكم ورحمه الله كتب التاريخ والسيرة ينبغي لِمَن يقرأ التاريخ ألا يكون همه المتعة فحسب ، ولكن عليه بالاتعاظ مِن قصص التاريخ ، فإن الله قصَّ علينا في كتابه لنتعظ ، ثم على القارئ أن يتعرف على سنن الله – عز وجل – في الأمم والدول والملوك فيحلل ما يقرأ ويجمع القرين إلى قرينه والشبيه إلى شبيهه ، ليكون ذا بصيرة ووعي فمثلاً يطالع تطبيق سنة الله في الأمم وهي أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله فينظر في التاريخ ليجد قصصًا كثيرة تؤيد هذه القاعدة ، كم من ماكر حبك لغيره ومكر بسواه فعاد مكره على نفسه وصرع بمثل ذاك المصرع. ومثل قاعدة : إن الها لا يصلح عمل المفسدين ؛ حيث سيجد القارئ في التاريخ أمثلة على ذلك ؛ كالدعوات التي قامت على الفساد والخراب ، فإنها انتهت إلى البوار . ومثل قاعدة : { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} فإن الظلمة إذا بالغوا في الظلم ووصلوا إلى ذروته حلّ بهم الدمار ، ولحقهم الزوال . وكذلك قوله تعالى { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} فإن القارئ للتاريخ يجد أن هذه القاعدة لا تتخلف ولا تتبدل على مر العصور ، حيث تجد أن أصحاب الدول وسادتها إذا بلغوا في الفساد ذروته والترف نهايته أصابهم داء الأمم قبلهم فحل بهم الوعد مِن الدمار والخراب . فعلى مَن طالع التاريخ أن يعي ما يقرأ ويطالع قدرة الهر في خلقه مِن ولاية وعزل وإكرام وإهانة ونصر وخذلان . أما قراءة التاريخ لمجرد الإطلاع والمتعة فالكل يجيدها ، وهذه القراءة لا روح فيها ولا فقه . ثم إن في قراءة التاريخ فائدة الاعتبار والعظة ؛ حين يتعظ القارئ بما يقرأ فتردعه قراءته عن الظلم لما يرى مِن أحوال الظلمة ، ولا يركن إلى الدنيا لما يرى مِن تقبلها بأهلها ، بل يزهد فيها لما يعلم مِن سرعة زوالها ، وينتظر الفرج إذا حلَّ به كرب لما مِن حصول اليسر بعد العسر ولا يغبط أهل المناصب والجاه والمال لعلمه أنها عاريّة ، وليصلح عمله فهو الباقي معه ، ثم لينظر فيمن ذهب مِن الأمم الذين بقيت أخبارهم وسيرهم ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر ، وليجتهد في إصلاح عمله وحسن خلقه : وإنما المرء حديث بعده فكن حديثًا حسنًا لمن وعى إن فن التاريخ فن لا يستغنى عنه طالب العلم ، وهو فن لا يحتاج إلى كد ذهن ، بل ربما يُقرأ في وقت الاستجمام والراحة ، فكتب التاريخ تعطي قارئها المتعة والواقعية والمعرفة بالماضي والاستفادة مِن التجارب . وكتب التاريخ المشهورة عند الناس اليوم كثيرة مها : تاريخ ابن جرير ، وتاريخ ابن الأثير ، وتاريخ ابن كثير ، وتاريخ المسعودي ، وتاريخ اليعقوبي ، وتاريخ ابن خلدون . وأحسن هذه الكتب ثلاثة : تاريخ ابن جرير ، والبداية والنهاية لابن كثير ، والكامل لابن الأثير ، وأحسن الثلاثة (البداية والنهاية) لابن كثير ، ثم يُضاف إلى هذه الكتب ما أتى بعدها مِن كتب التاريخ المفيدة . 1- البداية والنهاية : مِن أحسن كتب التاريخ كتاب البداية النهاية لابن كثير ؛ لأن صاحبه عالم محدث ثقة ، ثم إن فيه مِن كل زوج بهيج ، مِن سير العلماء والأدباء والخلفاء والملوك وأخبار الدول ويورد مؤلفه مِن كلام الزهاد ما يرقق القلب وفيه أشعار مليحة وطرائف بديعة ، ناهيك عن أن مؤلفه صاحب غيرة دينية حتى إنني رأيت غالب العلماء يقرؤون هذا التاريخ بنهم ، ويستحضرون أخباره ، ومَن قرأه بتدبر صارت له معرفة بأحوال الأمم والدول ، واعتبر بمن مضى واتعظ بتجارب السابقين , واستفاد عقلاً إلى عقله , وتيقن تفاهة الدنيا وسرعة زوالها وجفائها وقله صفائها , وأن الآخرة هي المقر , وأن الجنة هي مقصد الأسى , وأن المناصب والأموال عاريّة , ثم أن من حصل هذه المعرفة يطيب مجلسه , وتغرز فوائده , وتتنوع علومه, وكم من نكتة علم زجرت عن ردى ودلت على هدى ! وكم من بيت شعر حرك في القارئ شجوناً, لكن المخدر لا يحس , والمبنج لا يعي : ما لجرحٍ بميت إيلام !. 2- كتب السيرة : أما كتب السيرة فأفضلها وأوسعها (سيرة ابن هشام) , وعليها الروض الأنف للسهلي . وكذالك (سيرة ابن الكثير ) وتمتاز بذكر الأسانيد إلا أن هذه الأسانيد تجعلها طويلة لا تناسب كل الناس وإنما تناسب المختصين . ومن أبدع ما كتب في هذا الباب كتاب : (دلائل النبوة) للبيهقي , وقد طبع في ما يقارب تسعة أو عشرة مجلدات , وحقق تحقيقاً جيداً , والكتاب كما يقول عنه الذهبي : فيه نور وشفاء لما في الصدور . أما كتاب (السيرة الحلبية) فهو في ثلاثة مجلدات , لكن صاحبه أوغل في الصوفية وذكر كلام البوصيري ونظمه وسكت عنه , وأتى بكلام بعض الصوفية عن الأغيار والأنوار والأقطاب و الأغـواث , وأيضًا لم يهتم بالتعقيب على الأحاديث وذكر درجتها من الصحة , بالإضافة إلى أنه أورد بعض القصص التي لا تصح . ومن كتب السيرة المعاصرة كتاب (السيرة النبوية دروس وعبر) لمصطفى السباعي , لكنه كتاب فكري أقرب منه للنقل والأثر . ومن الكتب الجيدة كتاب ( الرحيق المختوم في سيرة النبي المعصوم) لصفي الرحمن المباركفوري . ومن أشهر كتب السيرة (زاد المعاد) لابن القيم , فهذا كتاب ما رأيت أحسن ولا أروع منه, فما أفيده وما أعذبه وما ألذه , خاصة المحقق , ولو طالع معه القارئ (دلائل النبوة) للبيهقي لكن حسنًا.
l;jfm 'hgf hgugl lu hgado uhzq hgrvkd--;jf hgjhvdo ,hgsdvm
|
| |