أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب

ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب ملتقى يختص بوضع الكتب المفيده وملخصاتها ونشر المختصرات التحليلية أو النقدية أو الموضوعية لأهم الكتب المنشورة .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: صلاة الفجر للشيخ عبدالمحسن القاسم 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ الوليد الشمسان 21 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة الجمعة من جامع القبلتين٢٠جمادى الأولىٰ ١٤٤٦بعنوان:عقيدة التوحيد الصحيحةالشيخ أيمن أحمد الرحيلي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد بن طالب 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالمحسن القاسم 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة وصلاة الجمعة للشيخ الثبيتي 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ بدر التركي 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ بدر التركي 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: خطبة وصلاة الجمعة للشيخ السديس 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ أحمد الحذيفي 20 جمادى الأولى 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع زياد محمد حميدان مشاركات 0 المشاهدات 468  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 02 / 09 / 2011, 27 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
زياد محمد حميدان
اللقب:
عضو ملتقى برونزي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 13 / 06 / 2011
العضوية: 46420
المشاركات: 303 [+]
بمعدل : 0.06 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 194
نقاط التقييم: 12
زياد محمد حميدان is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
زياد محمد حميدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب
النداء الثاني والأربعون:]الثبات على الدين وعدم الالتفات إلى المخالفين[
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[{المائدة 105}.
نالت الأمة الإسلامية شرف فضلها على سائر الأمم ،بصفة هي أهم ميِّزاتها ،وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،قال الحق سبحانه:]كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[{آل عمران 110} ويأتي هذا النداء الربانيّ مؤكدا لوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قوله تعالى:]عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ [أي احفظوا عباد الله أنفسكم،وأصلحوها بطاعة الله تعالى،واعملوا على جهادها وخلاصها من تعلقاتها،وألزموها شرع الله.والتعبير بعليكم أنفسكم،يفيد وجوب جهاد النفس والهوى،وهو جهاد لا ينقطع،حتى يفارق العبد الدنيا،لأن النفس مطيَّة الشيطان،وعداوته مستمرة أبد الدهر.
وجهاد النفس متعيِّن متى رجِّي القبول [1].
قوله تعالى:]لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [ وجب عليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ولا يكن للمثبطين سبيل عليكم،في ردكم عن دينكم،وتبليغ شرعكم،فأنتم أصحاب رسالة،هي أسمى الرسالات،وتقومون بعمل الأنبياء،وإنكم ستجدون في طريق دعوتكم من يجتهد في صدكم عن الحق،بل وجركم إلى طريق الضلالة.
وقد فهم بعض الناس هذه الآية على غير مقصد الشارع منها، وأولوها بأنه يجب على المرء أن يصلح نفسه،ولا يتعداها إلى المجتمع،وبالتالي يتهربون من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،التي تضافرت النصوص في التأكيد على أهميته،والترهيب من تركه.وقد تصدى الصدِّيق t لأصحاب هذا الفهم.أخرج أصحاب السنن عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق t ِ أَنَّهُ قَالَ ]أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُم[ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ[[2].وفي معناه عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ t عَنْ النَّبِيِّ r قَالَ:] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ[[3].
وهناك اتجاه آخر عند بعض الصحابة y في فهم المراد من هذا النداء ،ذلك أن هذه الآية لأزمنة الفتن،عندما لا يقبل الهدى،ويعرض الناس عنه،بل ويحاربونه،عند ذلك الزم نفسك فأصلحها،ولا تتعرض للفتن،فحينئذ يكفي إنكار المنكر بالقلب الذي هو أدنى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد أورد الطبري آثاراً عن الصحابة y في أن تأويل هذه الآية إنما لهو لزمان الفتن، قيل لابن عمر رضي الله عنهما: لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله تعالى( يقول عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال ابن عمر: إنها ليست لي ولا لأصحابي لأن رسول الله r قال ألا فليبلغ الشاهد الغائب) فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم .
عن أبي مازن قال انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم من المسلمين جلوس فقرأ أحدهم هذه الآية عليكم أنفسكم فقال أكثرهم لم يجيء تأويل هذه الآية اليوم .عن الحسن أن ابن مسعود t سأله رجل عن قوله (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال: إن هذا ليس بزمانها ، إنها اليوم مقبولة ولكنه قد أوشك أن يأتي زمان تأمرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم [4].
وعن ابن مسعود في قوله" يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل" الآية قال: كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا ،فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله :ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر إلى جنبه: عليك بنفسك فإن الله يقول" عليكم أنفسكم" الآية قال فسمعها ابن مسعود t فقال :مه لم يجئ تأويل هذه بعد. إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن، ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله r ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي r بيسير ،ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ،ومنه آي تأويلهن عند الساعة ما ذكر من الساعة، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار ،فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا، وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض، فامرؤ ونفسه وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية[5].
ويؤيد هذا التوجه ما رواه أصحاب السنن] عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ لَهُ :كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الْآيَةِ ؟قَال:َ أَيَّةُ آيَة؟ٍ قُلْتُ :قَوْلُهُ تَعَالَى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ[ قَالَ :أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ :بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِي غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَال:َ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ[[6].
وأرى أن لا تعارض بين الرأيين،فكلاهما يقرُّ بفرضية وضرورة،الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،في كل الأحوال،وأن المسلم يلزم خاصة نفسه في وقت يتعذر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وأهل العلم على إنه إذا لزم من المنكر منكرا أكبر منه فإنه يتعين الأخذ بأخف الضررين.
قوله تعالى:] إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[ يقول تعالى ذكره للمؤمنين من عباده اعملوا أيها المؤمنون بما أمرتكم به وانتهوا عما نهيتكم عنه، ومروا أهل الزيغ والضلال ومن حاد عن سبيلي بالمعروف ،وانهوهم عن المنكر فإن قبلوا فلهم ولكم ،وإن تمادوا في غيهم وضلالهم ،فإن إلي مرجع جميعكم ومصيركم في الآخرة ومصيرهم، وأنا العالم بما يعمل جميعكم من خير وشر، فأخبر هناك كل فريق منكم بما كان يعمله في الدنيا، ثم أجازيه على عمله الذي قدم به علي جزاءه،حسب استحقاقه فإنه لا يخفى عليَّ عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى[7].
والتذكير بالمرجع إلى الله تعالى،حثٌّ لأهل الإيمان ا، لا يألوا جهدا في تبليغ شرع الله تعالى،وإيماء للمخالفين والمعاندين،أن موعدهم يوم الدين ،لينالوا ما يستحقون على عنادهم .
وأما فضل الدعوة إلى الله:فالدعوة وظيفة الأنبياء،ويكفى من يقوم بها شرف الانتساب إلى خير البشر،وقد وردت الآيات والأحاديث الكثيرة في فضل الدعوة إلى الله عز وجلّ منها:
1.قوله تعالى:}وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {{فصلت 33}قيل إن هذه الآية نزلت في رسول الله r فعن الحسن البصري إذا تلا هذه الآية قالهذا حبيب الله،وهذا وليّ الله،هذا صفوة الله ،هذا خيرة الله،هذا أحب أهل الأرض إلى الله،أجاب الله في دعوته،ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه ،من دعوته ،وعمل صالحا في إجابته وقال إنني من المسلمين)[8].
وقيل: نزلت في المؤذنين،والصحيح أنها عامة في المؤذنين وغيرهم[9].وقال الفخر الرازي: (الحق المقطوع به،أن كل من دعا إلى الله بطريق من الطرق فهو داخل فيه)[10].
2.قوله تعالى:}وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ {{التوبة 71}جعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقا بين المؤمنين والمنافقين،فدلّ على أن أخص أوصاف المؤمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[11].
3.قال تعالى:]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً[{الأحزاب45-46}
يمتن الله تعالى على نبي الهدى r بهذه الأوصاف السنيَّة،الدَّالة على أسمى شمائله r من هذه المحامد أن جعله داعيا إليه،مبلغا عنه.ولقد عهدنا من منهج القرآن الكريم أن الامتنان إنما يكون بعظيم النعم،والداعية إلى الله على قدم الأنبياء،وليس أبعد من هذا منزلة ولا شرفا [12].
وأما من السنّة المطهرة:
1.عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال:} مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا {[13].
2.قال r لعلي بن أبي طالب t يوم خيبر:} فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ {[14].
3.عن أبي أمامة الباهلي t قال:} ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ r رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر . وقيل: عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمٌ يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ {[15].
وأما جزاء التخاذل عن القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى . فإنه يحشر في زمرة الأحبار والرهبان الذين كتموا الحق في الكتب السابقة .
1.قال تعالى:]إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ
[{البقرة 159}. قال ابن كثير هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة ، والهدى النافع للقلوب ، من بعد ما بينه الله تعالى في كتبه التي أنزلها ، ثم أخبر أنهم يلعنهم كل شيء على صنيعهم ذلك ، فكما أن العالم يستـغفرله كل شيء حتى الحوت في الماء ، والطير في الهواء فهؤلاء بخلاف العلماء، فيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)[16].
2.قال الله تعالى:]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ[ {آل عمران 187} . قال الفخر الرازي : ( اعلم أن ظاهر هذه الآية وإن كان مختصا باليهود والنصارى فإنه لا يبعد أيضا دخول المسلمين فيه،لأنهم أهل القرآن وهو أشرف الكتب ) . وقيل مثل علم لا يقال به كمثل كنز لا ينفق منه ، ومثل حكمة لا تخرج كمثل صنم قائم ، لا يأكل ولا يشرب) وقيل كذلك طوبى لعالم ناطق، ولمستمع واع، هذا علم علما فبذله ، وهذا سمع خيرا فوعاه)[17].
3.قال تعالى :]لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ[{المائدة 63}. وذلك يدل على أن تارك النهي عن المنكر بمنزلة مرتكبه ، وتوبيخ للعلماء في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[18]. وقد خطب علي بن أبي طالب t فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ، ولم ينههم الربانيون والأحبار ، فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات . فمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم ، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا )[19].
ومن السنة المطهرة : 1.عن حذيفة بن اليمان t عن النبي r قال:} وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ { [20].
2.عن عدي بن عميرة t قال :}سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ U لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ {[21].
3. عن عبد الله بن مسعود t قال :} قال رسول الله r : إن من كان قبلكم كانوا إذا عمل العالم منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذيرا ، حتى إذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه ، كأنه لم يره على خطيئة بالأمس ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوبهم بعضهم على بعض ، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفس محمد بيده ، لتأمرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، ولتأخذُنَّ على يد الظالم ، ولتأطرنَّه على الحق أطرا ، أو ليضربنَّ الله قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم {[22]. يقول الإمام النووي ( واعلم أن هذا الباب أعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ، ولم يبقى منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا،وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه ، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح)[23].
ويصّور الرسول r التكامل والتكافل في المجتمع ، وقيام ذلك المجتمع بواجب التناصح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فعن النعمان بن البشير رضي الله عنهما عن النبي r قال:} مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا { [24].
بقي أن نقول أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يعني التدخل في شؤون الآخرين،وإنما هذا من باب النصيحة ،أخرج مسلم عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ t :] أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ :الدِّينُ النَّصِيحَة؛ُ قُلْنَا: لِمَنْ ؟قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ[[25]. قال النووي في شرح الحديث وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمر فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم , وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم , ويعينهم عليه بالقول والفعل وستر عوراتهم , وسد خلَّاتهم , ودفع المضار عنهم , و*** المنافع لهم , وأمرهم بالمعروف , ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص , والشفقة عليهم , وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم , وتخولهم بالموعظة الحسنة , وترك غشهم وحسدهم , وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير , ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه , والذب عن أموالهم وأعراضهم , وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل , وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة , وتنشيط همهم إلى الطاعات) .

1) الجامع لأحكام القرآن 6/345

2) سنن الترمذي،كتاب الفتن،باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر 9/13 رقم 2173

3) المرجع السابق،باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 9/17 رقم 2174

4) جامع البيان5/96

5) تفسير القرآن العظيم 2/150

6) سنن الترمذي،كتاب تفسير القرآن،باب ومن تفسير سورة المائدة 11/181 رقم 3068

7) جامع البيان 5/100

8) تفسير القرآن العظيم 4/129 وانظر الجامع لأحكام القرآن15/360

9) نقل هذا الرأي عن ابن العربي لأن الآية مكية والأذان مدني ،انظر الجامع لأحكام القرآن 15/360 وتفسير القرآن العظيم 4/129

10) التفسير الكبير27/563

11) الجامع لأحكام القرآن4/47 وانظر التفسير الكبير 16/100

12) عدّة الدعاة 41
13) صحيح مسلم ، كتاب العلم ، باب من سن سنة سيئة أو حسنة 16/444 رقم 6745
14) صحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر 2/1542 رقم 3973

15 ) سنن الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة 10/157 رقم 2690
16) تفسير القرآن العظيم 1/273

17) التفسير الكبير 9/456

18) انظر الجامع لأحكام القرآن 6/237 والتفسير الكبير 12/393

19) تفسير القرآن العظيم 2/103

20) سبق تخريجه

21) مسند الإمام أحمد 4/192 /17 رقم 2174

22) المعجم الكبير للطبراني 10/146ومسند أبي يعلى الموصلي 8/448

23) شرح النووي على صحيح مسلم 2/214

24) صحيح البخاري ، كتاب الشركة ، باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه 2/882 رقم 2361

25) صحيح مسلم،كتاب الإيمان،باب بيان أن الدين النصيحة 2/225 رقم 194

hgk]hx hgehkd ,hgHvfu,k :( hgefhj ugn hg]dk ,u]l hghgjth Ygn hglohgtdk )










عرض البوم صور زياد محمد حميدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى قرأتُ لك لمختصرات الكتب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018