16 / 10 / 2010, 19 : 06 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 65 | المشاركات: | 191,296 [+] | بمعدل : | 31.13 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19373 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الهمزة أثقل الحروف وأبعدها مخرجاً !! الهمزة حرف شديد مجهور، بعيد المخرج فهو يخرج من أقصى الحلق وما يليه من أعلى الصدر، وصوته يشبه التهوّع والسعال، فلهذا يلزم أكثر الناطقين به كلفة ومشقة، قال الحافظ أبوشامة يرحمه الله: "باب الهمز من أصعب الأبواب نظماً ونثراً من حيث تمهيد قواعده وفهم مسائله". ثم إن الهمزة وإن كان لها مخرج يخصها ولفظ تتميز به فإنه لم يكن لها صورة مميزة كسائر الحروف، لكنهم وضعوا لها ضبطاً خاصّاً بها هو عبارة عن رأس عين صغيرة (ء) جعلوها على الألف أو على الواو أو على الياء أو على السطر بحسب قواعد قياسية معتمدة في اللغة، أو اصطلاحاً على غير قياس كما في بعض المواضع من ألفاظ القرآن الكريم. وبسبب ثقل الهمزة وبُعد مخرجها تصرَّفَ العرب فيها واستعملوها على ضربين: محققة ومخفَّفة، وأكثر الذين خفَّفوها هم أهل الحجاز فخففوها على أربعة أوجه هي: الأول: وهو أن تبدل الهمزة حرف مد من جنس الحركة قبلها، فتصير بعد الفتحة ألفاً كما في (يأكلون)، وبعد الكسرة ياءً كما في (الذئب) وتصير بعد الضمة واواً كما في (يؤمنون). الثاني: التسهيل بينَ بين، وهو أن تجعل الهمزة المفتوحة عند نطقها بين الهمز والألف، وتجعل المضمومة بين الهمز والواو وتجعل المكسورة بين الهمز والياء، ويؤخذ تعلم ذلك وإتقانه من أفواه الشيوخ الماهرين. الثالث: الحذف من غير نقل حركة الهمزة إلى الحرف قبلها، كقراءة (والصابين، مُرْجَون، جا أمرنا، مستهزون) بدلاً من: (والصابئين، مُرجَئُون، جاء أمرنا، مستهزءون). الرابع: الحذف مع نقل حركة الهمزة إلى الحرف الساكن قبلها، سواءً كان الساكن لام تعريف نحو: (الأرض)، أو تنويناً كما في (كفواً أحد)، أو غير ذلك نحو: (منْ ءآمن، قد أفلح) باستثناء حروف المد الثلاثة فلا ينقل عليها شيء، كما يلاحظ أنه يجوز النقل على حرف اللين نحو: (لو ءآمن، أو إياكم، ابنَيْ ءآدم، ذواتيْ أكل خمط). ولما كان تخفيف الهمزة على هذه الحالات الأربع كتبوها بحسب ما تُخفف به، فإن كان تخفيفها ألفاً أو كالألف رسموها على ألف، وإن كان تخفيفها ياءً أو كالياء رسموها على ياء، وإن كان التخفيف واواً أو كالواو رسموها على واو، وإن كان التخفيف غير ذلك رسموها على السطر بلا صورة. ذلك هو الأصل والقياس في العربية وفي رسم المصاحف، وربما خرجت بعض المواضع عن ذلك لمعنىً ما فحذفت رسماً وثبتت لفظاً أو بالعكس لتواتر الرواية بقراءة الحذف في موضع الإثبات أو بقراءة الإثبات في موضع الحذف. وقد صح في القراءة وشاع في العربية الوقف بتخفيف الهمز لأن الوقف محل استراحة القارئ والمتكلم ولهذا تحذف فيه الحركات والتنوين ويبدل تنوين المنصوبات ويجوز فيه الروم والإشمام والنقل والإدغام وغير ذلك، فكان تخفيف الهمز فيه أحق وأحرى. وقال البعض: لغة أكثر العرب الذين هم أهل الفصاحة ترك الهمزة الساكنة في الوصل، وترك الهمزة المتحركة في الوقف. وبشكل عام فإن تخفيف الهمز ليس بمنكر ولا غريب، فما من أحد من القراء إلا وقد ورد عنه تخفيف الهمز إما عموماً وإما خصوصاً، وقد وردت بذلك الروايات المشهورة وصحت به القراءة، ويلاحظ ذلك في رواية حفص على سبيل المثال ففيها تسهيل الهمزة الثانية من لفظ (ءَأَعجمي) وتسهيل همزة الوصل من الألفاظ الاستفهامية (ءآلذكرين، ءآلله، ءآلآن). وفيها إبدال الهمزات في ألفاظ معينة نحو: (هزواً، كفواً، دُرّي، ضياء، ضيزى، البرية، بادي الرأي، النبي، وباب النبوة كله)، علماً بأن من القراء من قرأ ذلك بالهمز أي: (هُزُؤاً، كُفُؤاً، دُرّيٌء، ضئاء، ضئزى، البريئة، بادئ الرأي، النبيء والنبوءة والأنبئاء). وفيها حذف الهمزات كما في (ميكال، أرجه، جبريل، التناوش). بينما يقرأ آخرون (ميكائل، ميكائيل، أرجئه، جبرئل، جبرئيل، التناؤش). ثم اعلم أخي القارئ أن الناس يتفاضلون في نطق الهمزة على مقدار طباعهم غلظة أو رقة، فمنهم من يلفظها بصوت تستبشعه الأسماع وتنبو عنه القلوب ويثقل في القراءة فذلك مكروه بل معيب من أخذ به، لهذا فينبغي للقارئ إذا همز الحرف أن يأتي بالهمزة سلسة في النطق سهلة في الذوق من غير لكز ولا ابتهار ولا خروج بها عن حدّها سواء كانت ساكنة أو متحركة. ( عبد الرحمن جبريل )
hgil.m Herg hgpv,t ,Hfu]ih lov[hW !!
|
| |