خصائص رواية الإمام ورش

[شريف حمدان]

السلام عليكم ورحمه الله

خصائص رواية الإمام ورش

الإمام ورش أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري
لقبه شيخه نافع بورش لشدة بياضه
وكان يفتخر بلقبه ويقول : أستاذي سماني به
أصله من القيروان ، وولد بمصر ، رحل إلى المدينة فقرأ على نافع
ثم رجع إلى مصر وأقرأ الناس مدة طويلة ،
وانتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ، لاينازعه فيها منازع
كان ورش حسن الصوت، جيد القراءة لا يمله سامعه
مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد .
وروايته من طريق يوسف الأزرق منتشرة في الغرب الإسلامي
يقرأ بها أهل المغرب قاطبة يحافظون عليها ويتقنونها
كما يقرأ بها القطر الجزائري والموريطاني والسنغالي وبعض بلدان افريقيا السوداء المجاورة
قال الشاطبي معرفا براويي الإمام نافع :

وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمانُ وَرْشُهُمْ *** بِصُحْبَتِهِ المَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّلاَ
تميزت رواية ورش عن نافع بعدة خصائص لم تأت في الروايات الأخرى خصوصا في الأصول
وهذه أبرز إن لم تكن كل الخصائص التي انفردت بها روايته مع شواهدها من الشاطبية
ولمحة مختصرة عن توجيهها
أسأل الله تعالى أن يجعله عملا متقبلا خالصا ، وأن ينفع به
**************************
من خصائص إمامنا ورش :
القراءة بتغليظ اللام في بعض الأحوال، فتغلظ اللام لورش من طريق الأزرق بأربعة شروط :
1) أن تكون اللام مفتوحة , سواء كانت مخففة أو مشددة
2) أن تقع اللام بعد الطاء أو الظاء أو الصاد
3) أن تكون اللام غير مفصولة عن هذه الأحرف بفاصل
واختلف عنه فيما فيه فاصل نحو : { طال } { فصالا }
4) أن يكون كل من الأحرف الثلاثة مفتوحا سواء كان مخففا أو مشددا, أو أن يكون ساكنا
وذلك نحو : { وانطلقوا } { معطلة } { مطلع } { والمطلقات }
{ وظللنا } { لا يظلمون } { ظلم }
{ الصلاة } { وما صلبوه } { وسيصلون } { صلّى}
واختلف عنه فيما سكن للوقف , وفي الممال غير رؤوس الآي
فيكون انفراده في وجه التغليظ .
فلما تقدم اللام حرف مفخم مستعل مطبق ، قرّب اللام نحو لفظه
وهذا من مذاهب العرب في مثل هذه الحالات ، يقربون الحرف من الحرف ليعمل اللسان عملا واحدا
وذلك أسهل من أن يتصعد اللسان ثم يتسفل بعد أو العكس
قال الشاطبي رحمه الله في هذا الأصل لورش :
وَغَلَّظَ وَرْشٌ فَتْحَ لاَمٍ لِصَادِهاَ *** أَوِ الطَّاءِ أَوْ لِلظَّاءِ قَبْلُ تَنَزُّلاَ
إِذَا فُتِحَتْ أَوْ سُكِّنَتْ كَصَلاتِهِمْ *** وَمَطْلَعِ أَيْضًا ثمَّ ظَلَّ وَيُوصَلاَ
وَفي طَالَ خُلْفٌ مَعْ فِصَالاً وَعِنْدَماَ *** يُسَكَّنُ وَقْفاً وَالمُفَخَّمُ فُضِّلاَ
وَحُكْمُ ذَوَاتِ الْياَءِ مِنْهاَ كَهذِه *** وَعِنْدَ رُءُوسِ الآيِ تَرْقِيقُهاَ اعْتَلاَ
*****************
وقال ابو الحسن الرباطي المشهور بابن بري في : " الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع "

غلَّظ ورش فتحة اللام يلي *** طاء وظاء ولصاد مهملة
إذا أتيـن متحركـــات *** بالفتح قبل أو مسكنات
والخلف في طال وفي فصالا *** وفي ذوات الياء إن أمالا
وفي الذي يسكن عند الوقف *** فغلظن واترك سبيل الخلف
وفي رؤوس الآي خذ بالترقيق *** تَتْبَعْ و تَتَّبِعْ سبيل التحقيق

ومن خصائصه قراءته :

{لاتعدوا }

بفتح العين وتشديد الدال
في قوله تعالى :
{ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعَدٌّوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } النساء/154
قال الشاطبي مشيرا لذلك:
( تعدوا سكنوه وخففوا *** خـصوصا وأخفى العين قالون مسهلا ) .
فلما سكَّن العين مدلول الخاء من ( خـصوصا) وهم كل القراء سوى نافع وخففوا الدال واختلس قالون الحركة ، تعَيَّنَ لورش وحده الفتح والتشديد على الأصل
فأصلها : " تعتدوا " ألقيت حركة التاء على العين ، وأدغمت التاء في الدال .

والله تعالى أعلم

من خصائص إمامنا ورش :

الزيادة في مد البدل , سواء كان الهمز محققا أومغيرا .

أي مسهلا أو مبدلا أو منقول الحركة .
اختص بالقراءة بالتوسط والإشباع
نحو:
{ ءامن ـ ءالهة -مستهزءون - ءالهتنا ـ هؤلآءءالهة - للإيمان - الآخرة }
قال الشاطبي رحمه الله :
( وما بعد همز ثابت أو مغير *** فقصر وقد يروى لورش مطولا )
( ووسطه قـوم كآمـن هــؤلآ *** ء ءالهة ءاتى للايـمـان مثـلا )
وله مستثيات سبع :
ثلاثة متفق على استثنائها , أصلان وكلمة :
الأصل الأول :
كل حرف مد وقع قبله همز وقبل الهمز ساكن صحيح متصل نحو :
{ القرءان - مسؤولا - الظمئان }
الأصل الثاني :
كل ألف مبدلة من التنوين حال الوقف وقع قبلها همز نحو :
{ ملجئا - نداء - هزؤا }
الكلمة : { يواخذ } حيث وقعت .
فيكون في هذه الكلمات مثل غيره من القراء .
واختلف عنه في أصل مطرد وثلاث كلمات :
الأصل المطرد :
كل حرف مد وقع بعد همز الوصل في الابتداء , نحو :
{ إيت بقرءان - أوتمن أمانته }
الكلمات :
{ إسرائيل } حيث وردت .
{ عاداالاولى } بالنجم فقط .
{ ءالان } المستفهم بها في موضعي يونس .

قال الشاطبي رحمه الله :

( سوى يا إسرائيل أو بعد ساكن *** صحيح كقرءان ومسئولا اسألا )
( وما بعد همز الوصل إيت وبعضهم *** يواخذكم الآن مستفهما تلا )
وعادا الاولى ................)
وفي هذه الكلمات ينفرد في وجه عدم استثنائها

أي إذا طبق فيها أصله في المد ولم يستثنها من القاعدة .

(والله تعالى أعلم )

ومن ذلك قراءته :

{ ليلا }

بياء مفتوحة هي بدل من همزة مفتوحة ، حيث وردت.
ومنه قوله تعالى :
{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِيَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } البقرة /150
***********************
وقراءته :
{ إنما النسي }
بتشديد الياء من غير همز تخفيفا .
في قوله تعالى :
{ إِنَّمَا النَّسِيُّ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يَضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا
وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ اَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ } التوبة/37

قال الشاطبي رحمه الله :

( وورش لئلا والنسيء بيائه *** وأدغم في ياء النسي فثقّلا )

( والله تعالى أعلم)

ومن خصائص إمامنا ورش :

الزيادة في المد وصلا في الكلمات التي وقع فيها حرفي اللين

"الواو والياء " بين فتح وهمزة ، نحو :

{ شيئا - كهيئة - سوءة - ولاتيئسوا }

وما شابه، فله فيها التوسط والإشباع وصلا ووقفا
وما تطرف فيه الهمز نحو: { شيء ـ السوء }
فيختص بمده وصلا ، ويمتنع له وجه القصر وقفا .
قال الشاطبي :
( وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة *** بكلمة أو واو فوجهان جملا )
( بطول وقصر وصل ورش ووقفه )
ويقصد بالقصر هنا التوسط
وأما ما تطرف فيه الهمز نحو :{ شيء }
فيختص بالمد في الوصل ، ولاقصر له وقفا .
واستثنى من ذلك : {موئلا } بالكهف و { الموءودة } بالتكوير بلا خلاف
فهو فيهما كسائر القراء .
واستثنى {سوءاتكم } بالأعراف و { سوءاتهما }
ثلاثة مواضع بالأعراف وموضع بطه، بخلف عنه .
قال الشاطبي :
( وفي واو سوءات خلاف لورشهم *** وعن كل الموءودة اقصر وموئلا )

ومن خصائصه قراءته :

{ قربة لهم } وحده بضم الراء

في قوله تعالى :
{ وَمِنَ الاَعْرَابِ مَن يُومِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلا إِنَّهَا قُرُبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } التوبة / 99 .
قال الشاطبي : ( وتحريك ورش قربة ضمه جلا )
**********
ومن خصائصه :
ترقيق الراء المفتوحة و المضمومة المسبوقة بياء ساكنة أو كسرة
نحو : { خبيرا ـ بصيرا ـ ناظرة ـ باسرة }
قال الشاطبي :
( ورقق ورش كل راء و قبلها *** مسكنة ياء أو الكسر موصلا )
ورقق الراء في : { بشرر} بالمرسلات .
قال الشاطبي : : ( وفي شرر عنه يرقق كلهم )
وله مستثنيات خمس :
1) لم يرققها إذا أتى بعد الراء حرف استعلاء ، ولو حال بينه وبين الراء ألف
نحو :{ الصراط ـ إعراضا ـ فراق }
2) لم يرقق الراء إذا فصل بينها وبين الكسرة حرف استعلاء ساكن ، نحو :
{ إصرهم ـ فطرة ـ وقرا } إلا الخاء فرققها معها في : { إخراج} كيفما تصرف .
قال الشاطبي :
(ولم ير فصلا ساكنا بعد كسرة ** سوى حرف الاستعلا سوى الخا فكملا )
3) و استثنى الأسماء الأعجمية من الترقيق ، وهي :
{ إبراهيم ـ عمران ـ إسرائيل ـ إرم }
4) واستثنى من الترقيق ما تكررت فيه الراء ، نحو :
{ ضرارا ـ إسرارا ـ فرارا ـ مدرارا }
قال الشاطبي :
( وفخمها في الأعجمي وفي إرم *** وتكريرها حتى يرى متعدلا )
5) وله الوجهان في ستة ألفاظ ، هي :
{ ذكرا ـ سترا ـ حجرا ـ وزرا ـ إمرا ـ صهرا }
قال الشاطبي :
( وتفخيمه ذكرا وسترا وبابه *** لدى جلة الأصحاب أعمر أرحلا )
وله الوجهان في :
{حيران } بالأنعام .
قال الشاطبي : (وحيران بالتفخيم بعض تقبلا )
والله تعالى أعلم

اختص إمامنا ورش بفتح ثلاث ياءات إضافة هي :

{ بيَ لعلهم } البقرة /186

في قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ اجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ ى إِذَا دَعَانِ ۖ ى فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُومِنُوا بِيَ لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

{ ليَ فاعتزلون } الدخان /21

في قوله تعالى : { وَإِنْ لَمْ تُومِنُوا لِيَ فَاعْتَزِلُونِ ى }

قال الشاطبي : ( ومع تومنوا لي يومنوا بي جاويا )
أي صاحب الرمز ( ج ) فتح وحده هذين الموضعين .

{ وبين إخوتيَ إن } يوسف / 100

في قوله تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ
وَقَالَ يَآ أَبَتِ هَٰذَا تَاوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ
اَحْسَنَ بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَآءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ
نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُ
هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }
قال الشاطبي : ( وفي إخوتي ورش ...... )
أي فتحها ورش عطفا على ماذكره قبل بالفتح .

( والله تعالى أعلم )

---

owhzw v,hdm hgYlhl ,va

[محمد نصر]

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم عمي عبد الجواد علي هذا الموضوع الطييب

اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

[أبو عادل]

بارك الله فيك ونفع الله بجهدك.

[شريف حمدان]

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نصر

	وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته بارك الله فيكم عمي عبد الجواد علي هذا الموضوع الطييب اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا

سعدت بكم
وشرفت بمروركم
اخي ******
ابو حبيبه

[شريف حمدان]

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عادل

	بارك الله فيك ونفع الله بجهدك.

سعدت بكم
وشرفت بمروركم
اخي ******
ابو عادل